من عجائب العصر

من عجائب العصر


09-07-2017, 09:13 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1504772023&rn=2


Post: #1
Title: من عجائب العصر
Author: درديري كباشي
Date: 09-07-2017, 09:13 AM
Parent: #0

08:13 AM September, 07 2017

سودانيز اون لاين
درديري كباشي-
مكتبتى
رابط مختصر

طبعا تكنلوجيا المعلومات ووسائل التواصل ما عرف بالميديا عملت عمائل في حالتنا الاجتماعية . وخلقت نوع من المفارقات بين الأجيال .
مثلا نحن عندما كنا في العشرينات والحياة الطلابية كان ما يربطنا بالأجيال الأكبر الأباء والاعمام .. هو الحاجة المادية فقط . وبضع أسئلة مقتضبة كنوع من أداء الواجب . من نوع عامل كيف في الدراسة .. وأنا عايز حق السينما .. وكل قرد يطلع جبله بعدها .
وحتى الألعاب الجماعية مثل الكتشينة كان كل جيل يلعب مع بعضه البعض نادرا ما تجد شاب يلعب حريق مع رجال من جيل والده .. وحتى لو قبله والده وأعمامه أول ما يصل ضيوف كبار يطردوه ( يلا خلاص يا فلان قوم شوف جماعتك بوين الناس الكبار جو) .. وهو نفسه يكون جالس معهم على مضض أو تمامة عدد كما يقال . وهذا لأن كل جيل يكون عنده قصصه وحكاويه ولغته وألفاظه الخاصة التي يستحي أن يقولها أمام الصغار .. وكذلك العكس عند الصغار .. تطرق أستاذنا الطيب صالح في روايته موسم الهجرة الى الشمال الى هذا السلوك و تحديدا بت مجذوب كيف كانت تخوض مع كبار السن في الحوار الفاحش دون حياء وتطربهم وتضحكهم بينما هم لا يسمحون بالنساء أو صغار السن في حضور تلك الجلسات .
وفي غمار هذه الونسات بعض مرات تحصل غفلة فيشطح أحدهم في الونسة دون الأنتباه لوجود شاب صغير السن بينهم حتى يلكزه أحدهم . مثال للحوار كالتالي .
- كدي يا عم خضر أحكي لينا أيام مشيتوا باريس أنت وعم عثمان حصل شنو .
- يا زول من المطار ركبنا التاكسي نزلنا في الفندق كل زول سكنوه في غرفة براه أها .أنا قلعت جلابيتي علقتها في الشماعة وقعدت بالعراقي والسروال .. بس بعد شوية دق الباب فتحت لقيتها ليك بت تقول للقمرا أنزلي تحت أنا أقعد محلك وبدون مقدمات دخلت جوة الغرفة يا زوووووووووول ..
يلكزه أحد الحضور بأن معهم أحد صغار السن .
يرفع رأسه : خالد أمشي قول لعمتك سويلنا الجبنة .
يتلكك : الجبنة ما يهدي قدامك يا عم خضر .
- خلاص أمش قولهم يسوا شاي ..
- الشاي ما شربناه قبل الجبنة .
ينهروه بغيظ : يا ولد أمشي هسع هنا في زول قدرك ؟.أمشي أقعد مع أصحابك تحت الشجرة برة .
يخرج خالد مغتاظا وتروح عليه باقي القصة ( كما راحت علينا نحن 😂😂😂😂😂😂😂)
طيب ما الذي جرى الآن .
ظهرت وسائل الميديا الحديثة .
أول شئ أذابت هذه الفوارق والطبقات .
قروبات تجمع رجال ونساء وبمختلف الأعمار .
بل لا أحد يعرف أعمار من يجمعهم معه هذا القروب ..
زالت التحفظات . كل شخص يقول ما يريد دون حياء من أحد .
ومعظم الناس داخلين بأسماء حركية ومجهولي الهوية وهذا أعطاهم غطاء للجرأة بل قل للوقاحة في معظم الأحيان .
سأعود للخوض في هذا الموضوع

Post: #2
Title: Re: من عجائب العصر
Author: درديري كباشي
Date: 09-07-2017, 09:46 AM
Parent: #1

ما فعلته الأنترت يعد سلبا وايجابا وغصبا عنا كان له دور واسع في تغيير نمط حياتنا ..
فهو أطلق كثير من العفاريت من قمقمها ..كثير من الكتاب البارزين الآن النت هي من جعلتهم يكتشفون موهبتهم .أو بالأصح هي أتاحت لهم الفرصة ليعرضوا كتاباتهم للناس و وجدت عندهم القبول . بل كثير من نجوم الكتابة الآن هم صنيع لهذا الأختراع المذهل .لأن في العصر الورقي (أن جازت التسمية ) كانت الفرص ضيقة وتخضع لمعايير قاسية ..وتحتاج الى مطاردة مضنية من الكتاب حتى يجدوا فرصتهم .. لو قرأتوا كتاب مذكرات الولد الشقي لمحمود السعدني يبين لكم كيف في بداياته طارد الفرصة الأولى حتى ينشر لأول مقالا له في الصحف . وقد حكى عن التجربة وقال أول مقال له كان عن الطماطم وبعد ما ظهر المقال في الصحيفة أخذ نسخة وبدأ يطارد الناس في المواصلات والمقاهي .وأي موضوع يخوضوا فيه يحوله بقدرة قادر الى الطماطم .. حتى يستخرج الجريدة ويقول لهم أنا كتبت هذا المقال عن الطماطم .
بدأ التوسع في أستخدام النت مع بداية الألفية .
وبدأت تظهر المواقع المتخصصة الرسمية الحكومية .
ثم المواقع الخاصة والمجلات الالكترونية ..
ثم المنتديات .. وظهرت المنتديات السودانية أولا أعتقد سودانيز بورد ثم سودانيز اونلاين .. وبعد ذلك منتديات المدن والقبائل ومنتديات ثقافية أخرى خاصة .
لغاية سنة 2006 أنا شخصيا كنت من القراء فقط لم اكن مشترك بأي منتدى .. وكذلك لم اكن عندي رغبة في ذلك .. رغم أن عندي مفكرات من مرحلة مبكرة أكتب و أنفس عن مكنوني في أطار ضيق جدا جدا لا يتجاوز الأسرة وحتى هؤلاء الا بالصدفة كانوا يطلعون على ما أكتب في هذا المذكرات .
يتبع