الخرطوم التى لا اُحبها .

الخرطوم التى لا اُحبها .


08-24-2017, 08:02 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1503601341&rn=0


Post: #1
Title: الخرطوم التى لا اُحبها .
Author: shaheen shaheen
Date: 08-24-2017, 08:02 PM

07:02 PM August, 24 2017

سودانيز اون لاين
shaheen shaheen-الخرطوم التى لا اُحبها .
مكتبتى
رابط مختصر

492904211.jpg Hosting at Sudaneseonline.com

الخرطوم التى لا اُحبها
مجموعة خواطر .. وذكريات .. ومُلاحظات
**

اجمل ساعات عمرى , تلك التى أتحدث فيها مع نفسى وأنا أكتب , او أجلس وحيداً على حافة النهر , او أمشى فى الشوارع الخراب .

Post: #2
Title: Re: الخرطوم التى لا اُحبها .
Author: shaheen shaheen
Date: 08-24-2017, 08:05 PM
Parent: #1

الاهداء

الى كل من تكبد عناء اهداء أغنية فى ذلك الزمن السحيق فى برنامج (ما يطلبه المستمعون) .
عناء حقيقى ان تقوم بكتابة ورقة فيها اسماء غير مُهمة على الاطلاق .
ثم عناء شراء ظرف (جواب) , ثم طابع بريدى , ثم البحث عن صندوق بريد لايداع الخطاب , اوالذهاب به مُباشرة الى مبانى الاذاعة , ثم اخبار الاشخاص المعنيين بالامر , ثم انتظار الحلقة الموعودة فى صبر النبى " أيوب " .
هذه مشقة جبارة , لذا يجب حصر اسماء الجميع , اسماء الذين قاموا بالاهداء واسماء الذين جلسوا فى بيت ابيهم وامهم واهدى لهم . حتى نقوم بعمل نصب تذكارى ضخم فى واحدة من الميادين العامة المعروضة للبيع فى مزاد الخصخصة .. وحتى تتعلم الاجيال القادمة ان هذا الشعب قد انفق وقته فيما لا يضر ولا ينفع .

Post: #3
Title: Re: الخرطوم التى لا اُحبها .
Author: جمال ود القوز
Date: 08-24-2017, 08:09 PM
Parent: #2

حضور ....

Post: #5
Title: Re: الخرطوم التى لا اُحبها .
Author: يحي قباني
Date: 08-24-2017, 08:13 PM
Parent: #3

نعم ... حضور في حضرة هذا الجمال ...

Post: #4
Title: Re: الخرطوم التى لا اُحبها .
Author: shaheen shaheen
Date: 08-24-2017, 08:09 PM
Parent: #2

هـذه الخـرطوم داعـرةُ
تُـفتش فـى ظـلام اللـيل عن رجـل
لـيُعطيها الرغـيف وبـعض أقـراص الـدواء
مـا وجـدت عـلى الطـرقات مـن رجـل سـوى الخـصيان
فـحول البـلدة البـلهاء قـد تـابوا عـن العـصيان !
وتـفرغوا للـصبية الـغلمان
اسـتمنوا , ونـاموا فـى امـان اللـه
داعـرةُ تُـفتش فـى ظـلام اللـيل , عـن رفـقة اللـيل البـهيم
مـا وجـدت عـلى الـطرقات مـن رجـل سـوى الـشُـرطى
يُـفتش فـى ظـلام اللـيل , عـن مـن يُـهدد أمـن دولـتنا العـريقة
ويـبحث فـى عـيون النـاس عـن ثـمن الـرغيف وبـعض أكـواب الـحليب .
**

هـذه الـخرطوم مـا زالـت تُـمارس فـتح أرجـلها الـعجوز !
مـن سـوف يـحتضن الـعجوز , بـعد أنـتهاء الـقذف فـى اللـحم الـعجوز ؟
مـن سـوف يـُعطيها الـحنان ؟
بـعد أنـكماش اللـحم فـى اللـحم الـعجوز , مـن سـوف يُـعطيها الأمـان ؟ .

(أنا)

Post: #6
Title: Re: الخرطوم التى لا اُحبها .
Author: shaheen shaheen
Date: 08-24-2017, 08:20 PM
Parent: #4

مقدمة

(1)

المتسولين الذين يعرضون عاهتهم فى فخر لنوافذ العربات الفارهة ولعيون المارة المتطفلة .. الاكتئاب الذى يعترينى لحركة السير السلحفائية .. حرارة الطقس , وكبرى الحرية الملعون هو الجحيم بعينه فى منتصف الظهيرة .. وسط المدينة اصبح مهجوراً ومحلاته الشهيرة تشتكى البوار فى عمليات احلال وابدال غامضة للتكدس البشرى .. عاهرات تقدمن فى السن , وعاهرات فى بداية المشوار الطويل , يشتكين من اختفاء الزبون القديم الفييس الذى يُنفق دون حساب على الجسد والمزاج .. قُصر وقاصرات يبيعون المناديل الورقية والعاب الاطفال صينية الصنع فى أشارات المرور .. بضائع منتهية الصلاحية يتم تغيير تواريخها فى مصانع تخصصت لهذا الغرض .
(2)

وانت ؟ , مالك انت ؟ , كبرت انت , طعنت فى السن , رائحة البول على حوائط الابنية العتيقة التى تخنقك , اعترف , كم مرة تبولت انت بالذات على واحدة منها ؟ .
تغير لون كوبرى امدرمان القديم لـ لون فاقع غريب , فاين ذلك اللون الباهت الجميل الرصين ؟ .
الحبشيات فى الكفتريات المزدحمة صارمات الوجوه والرواد عابسين .. مصريين يتسلقون الابنية المرتفعة فى بهلوانية مُدهشة .. بنغالة , واتراك , أرتريين ما عادوا يتحدثون عن غير الهجرة لارض الاحلام الامريكية بعد ان انكسرت ثورتهم المسلحة لدولة لا معنى لها ولا مستقبل فيها الا لحفنة من اصحاب الشعارات الوطنية الداعرة .
المذياع يُلعلع باغنيتك المفضلة لفنانك المفضل
- ملك الطيور ارقص وسط الرياض نشوان .
(3)

اشتكى المواطن التونسى فى النكتة للمواطن الليبى من ان رئيسهم " بن على " بعد 23 عاماً من الحكم , تخيل بعد 23 عاماً ! , قال لشعبه
- لقد فهمتكم .. الان فهمتكم .
ضحك الليبى وخفف عنه الكارثة وقال له ان " القذافى " وبعد 42 عاماً من الحكم سأل شعبه بكل بساطة
- من انتم ؟ .
فمن انتم يا سكان هذه المدينة الشمطاء ؟ من انتم يا من لم افهمكم طيلة هذه السنوات العجاف من عمرى ؟ .. من انا ؟ .
(4)

بجوار صرافات العملة الصعبة المكيفة الانيقة التى ترتادها الفئات الاجتماعية الاكثر حظاً , تمتد أمكنة بيع التمباك التى ترتادها الفئات الاجتماعية الساقطة - التى سقطت - وتلك التى فى طريقها نحو السقوط , وهم يحملون فى جيوبهم وايديهم المرتعشة التى لا تقوى على البناء عملتنا الوطنية المهترئة , مُبتلون هم من عمليات تعويم محافظ البنك المركزى للجنيه السودانى ومن العرق .. مطاعم شعبية رخيصة تفوح منها روائح زيوت الطعام المغشوشة , وزيوت مًحركات الشاحنات الثقيلة تلوث الاسفلت .. سيارات حديثة الطراز بنفس عام الصنع , ومركبات عامة مُهلهلة من عهد سيدنا نوح .. مجارى صرف صحى طافحة , قذارة واهمال , اكوام القمامة على طول وعرض الشوارع .. جرائم قتل واغتصاب واختفاء واختطاف على صفحات الصحف اليومية الشعبية الرخيصة واهل المجنى عليها او عليه يتحدثون بكلام خارم بارم عن الجريمة ويتخذون اوضاع بديعة لعدسات الكاميرات تُظهر مفاتن اجسادهم المترهلة كأنهم يغتنمون فرصة الشهرة فى الكارثة العائلية التى لن تتكرر كثيراً .
هذا الخراب توطن , زرت الشمالية ذات مرة , الريف الرومانسى الذى حلمت به دوماً مثل كل يسارى مُلتزم ومخبول , اندهشت لكثبان الرمل التى تنام بقوة ضاغطة على حوائط المنازل من الخارج , اندهشت للفقر والغباء والتعصب الدينى , اندهشت لحرص لصوص المال العام والخاص وأكلي اموال اليتامى على ارتياد المسجد فى الاوقات الخمس .
يا الله انقذ مُطلقك الكامن فى الانسان .
هنا وهناك , عجز جنسى واستعلاء جندرى ودينى وأثنى حتى فى ما بينهم , خيانات زوجية , ملاريا مُزمنة , خمور بلدية غير صحية , مخدرات شعبية , ناسور بولى وشرجى , وفيات عند خلع ضرس او حتى حشوه , وعند الولادة يُضحى المساعد الطبى بالام والجنين من اجل ان يعيش هو , عطالة مُقنعة وعطالة سافرة .
كنت افكر فى قضاء بقية حياتى فى الريف هناك , بين خضرة الزرع وفراشات الصباح , احمل جهاز كمبيوترى وافكار رواياتى السخيفة واعتكف مثل ناسك , اكتب عن حبيباتى السابقات واللاحقات , عن العمر الذى ضاع , وعن زوايا المغامرات الفكرية والسياسية الحمقاء التى اقحمت نفسى فيها .. لكننى اكتشفت انه من الافضل ان اموت هنا على شوارع الاسفلت تحت اطارات سيارة ما , وفى هذه المدينة التى لا احبها بالذات , فهى ارحم مقارنةً بالريف .
وقبل ان اموت يجب ان اكتب عنها وعنهم وعنى .
فمن لا يعرف يقول عدس , وانا عدس رغم طموحى القديم ان اكون أرز .. وعندما قلت افتح يا سمسم , انفتحت المغارة ووجدت جوالات العدس , ولم اجد اللؤلؤ والمرجان والياقوت والماس اللامع !
- احمدك يا رب .
فشلت حتى فى ان اكون " علي بابا " ! .
على الاقل والحمد لله , عندى ضمان من الشركة الاصلية اننى قبل ان اموت لن يتم ضربى بطريقة مُهينة واغتصابى بحديدة مُدببة من الخلف مثلما فعلوا للاخ العقيد .. وهذا هو معنى مفهوم تواضع الأمال بكل دقة .
(5)

سيكون خراباً .. سيكون خراباً
هذى الامة لابد لها ان تأخذ درساً فى التخريب
(بيت شعر للشاعر العراقى الماركسى الفحل / مظفر النواب) .



Post: #7
Title: Re: الخرطوم التى لا اُحبها .
Author: حيدر حسن ميرغني
Date: 08-24-2017, 09:33 PM
Parent: #6

ياسلام عليك ياشاهين
شكرا على هذا السرد الموجع والبليغ في آن
كنت كثيرا ما ارثى لحال اخونا الذي يطالب " اهل الضهاري" بأن يسيبوا الخرطوم لاهلها لأنهم - بحسب رأيه - من جلبوا لها الخراب

Post: #8
Title: Re: الخرطوم التى لا اُحبها .
Author: علاء سيداحمد
Date: 08-24-2017, 10:19 PM
Parent: #7

الاديب الاريب شاهين
شكرا ليك كتير وانت تحلق بنا فى سماوات الابداع
شكرا لكتاباتك الهادفة والغارقة فى العمق
شكرا لجمال قلمك وشكرا لاناقة حروفك

Post: #9
Title: Re: الخرطوم التى لا اُحبها .
Author: adil amin
Date: 08-25-2017, 11:55 AM
Parent: #8