لكن السؤال المهم .. كيف تصل نقود الحكومة إلى مواطن القرية ؟؟

03:14 PM August, 15 2017

سودانيز اون لاين
الأمين عبد الرحمن عيسى-قطر
مكتبتى
رابط مختصر

الكتلة النقدية المتداولة اليوم ضخمة.. ضخمة بصورة لا يتصورها العقل..
وهذه النقود متداولة بين أهل المدن وعلى وجه الخصوص معظمها بالعاصمة ..
ذلك لأنها تصدر هناك ويتوزع النصيب الأكبر منها على مواطني الخرطوم
على موظفي الدولة بالعاصمة
وعلى من يتعاملون مع الدولة من مقدمي الخدمات ومتعهدي تنفيذ مشاريع الدولة
وعلي دستوريي البلاد وجلهم في الخرطوم
ثم من بعد تتوزع هذه الأوراق النقدية إلى قطاع عريض من سكان المدن يجدون معيشتهم وسبل كسب عيشهم بالتعامل مع من لديهم الثروة..
ومن بين هؤلاء تجد أن حظ مواطن القرية صار ضعيفا جدا..
فتعامل من لديهم المال مع مواطن القرية صار هامشيا ولم يعد يحتاج إليه في شيء
وبالتالي صار لا يدفع جنيها من خزينته المكتظة بالثروة شيئا لمواطن القرية
وعليه إختلت معادلة توزيع الثروة كثيرا بين المدينة والقرية

من القريـة جبايــة ... فقط جبايـة .. كمثال :

خروف دار حمر يصل الخرطوم بثلاثة أضعاف السعر الذي دفع لمربيه بالقريـة

أحمد الشايقي

Quote: خروف دار حمر يصل الخرطوم بثلاثة أضعاف السعر الذي دفع لمربيه بالقريـة

و تلك مصيبة أخرى أخي أحمد الشايقي
الضرائب والأتاوات والرسوم الواقعة على المنتج في بلادنا..
منتج الصمغ العربي بالكاد يحصل على 10 بالمائة مما يصل إلى من يقومون بتسويقه..
وفي المدينة كل من يقدم خدمة للمجتمع يحدد سعر خدمته ويلقى مقابلها المكافيء الذي يرضيه..
إلا المزارع فهو الوحيد الذي يتحدد سعر منتجه حسب السوق.. ومن هو السوق؟؟
أ ليس هم المشترون الذين يحددون للمزارع سعر بضاعته..
يقولون لك ولله السوق نزل..
هل يعقل أن ينزل السوق لوحده؟؟
شكرا لك أخ أحمد الشايقي

من إحصاءات منذ عهد الإستعمار ( في العام 1950) وجدنا أن تعداد السكان في السودان كان يقدر ب سبعة مليون وستمائة وثمانية ألف ومائة نسمة.
منهم واحد مليون وثمانمائة وواحد وعشرين نسمة بالمديريات الجنوبية الثلاثة و بالتالي يكون تعداد السودان الشمالي هو خمسة ملايين وسبعمائة وثمانية وثمانين ألفا من السكان..
معظم السكان في الشمال يقطنون الريف ما عدا حوالي السبعمائة ألف نسمة، أي نسبة لم تتجاوز ال 15 بالمائة كانت تقطن المدن الكبرى وهي عواصم المديريات الستة في ذلك الزمان وهي الخرطوم، كسلا، الدامر، ود مدني، الأبيض والفاشر. ثم في المدن الكبرى غير العواصم وهي لا تتجاوز الخمسة عشرة مدينة ...
إذن كان حوالي خمسة وثمانين بالمائة من السودانيين يسكنون الريف وكانوا بالطبع منتجين..
لم يقتصر إنتاجهم على إنتاج الغذاء بأنواعه وإنتاج محاصيل الصادر بل تعدى ذلك إلى إنتاج معظم إحتياجات المدينة من لوازم الإستقرار من مواد بناء وأثاث وغيرها..
فتجد القرية تمد المدينة بالغلال والخضر والفاكهة واللحوم والألبان والدجاج والبيض والروب والسمن والزيت والعسل..
وتجدها تمدها بمواد البناء من طين وقش وعيدان ومرائن وشعب ولوازم الطلاء وتمدها بالعناقريب والحبال والبنابر والبروش والفرو والشمال وتمدها بلوازم الطاقة من الفحم والحطب والأواني المنزلية الفخارية والأزيار والبرام وفنادك ووغيرها ووسائل النقل من إبل ودواب..
في ذلك الزمان كان الريف عال الإنتاج وكان مواطنه قانعا بما يكسبه..لكن أنظر للحال الآن..
أدبرت المدينة عن كل منتجات الريف..كل ما ذكرناه من إنتاج المزارع صارت سلعا غير مرغوب فيها
وصار التعامل التجاري لأهل المدن هو تبادل تجاري بينهم وبين المنتج الأجنبي..
حتى الغذاء صرنا نستورده من أستراليا وصار مستوردو القمح من أستراليا أغني أغنياء السودان
ولم يعد أحد يعبأ بحال المنتج المتدهور..
أما اللحوم والدواجن والألبان ومستخلصاتها صار لها منتجون ذوو إمكانات مالية هائلة ..
فانزوت منتجات الريف وحل محلهم الأغنياء من مستثمري المدينة..

الإحصاءات الحديثة (2013) تقول أن سكان الحضر قد وصل إلى نسبة 49 بالمائة.. وذلك نتاج طبيعي لتطور الحياة وسبل كسب العيش و ايضا نتيجة حتمية لتدهور مدخول أهل الريف للأسباب التي ذكرناها آنفا..
إذن نصف سكان السودان الآن صاروا أهل حضر وأهل مدن ..
أي صاروا بمقياس قدرتهم على الإنتاج وتمكين البلاد من توفير العملات الصعبة .. صاروا عبئا على البلاد
فهم الأعلى طلبا للسلع المستوردة .. أي الأعلى طلبا للدولار..
وهم الأقل إنتاجا لسلع الصادر.. أي الأكثر ضررا للإقتصاد السوداني..
؟؟
إذن ما الحل..
نحن في حاجة متزايدة للدولار
عائدنا التقليدي من منتجات الصادر القطن الحبوب الزيتية الغلال والإنتاج الحيواني تدهور كثيرا..
وصار لا يفي بمتطلباتنا
صار الأمل فيما هو اعلى دخلا وأيسر جهدا..
صار الأمل في خزائن الأرض.. واستثمارات الأجانب
البترول الذهب والإستثمار الزراعي الأجنبي..
لكن عائد البترول أو عائد الذهب (عبر الشركات الأجنبية ) وعائد الإستثمار الأجنبي في الزراعة.. لا يصل للمواطن العادي..
ناهيك عن أن يصل إلى مواطن الريف!!

أ رأيتم كيف ساء الحال..
..
لكن الحكومة لا تغلب حيلة..
لديها ماكينة ما عليها إلا أن تعبيها بالأحبار والورق فيتحول إلى نقود..
الحكومة حلت أزمتها
وخلقت أزمة للمنتج المسكين القابع في القرية
فعائده من المال تتناقص قيمته كل يوم ...
..
واليوم قبل الغد يشد الرحال للمدينة..
وخلال العشر سنوات القادمة ستفيدنا الإحصاءات أن سكان الحضر قد بلغ السبعين بالمائة
..
ترى من حل لهذه المعضلة
الآن قبل أن تستفحل؟؟

هل من إجابة لهذا السؤال المهم ..
كيف تصل نقود الحكومة للقرية؟؟

والله يا الأمين أخوي

أنا في تقديري الناس في السودان أهم شي عايزين زول يوصف ليهم حلول

يوريهم يعملوا شنو

وهم بتكفلوا بالباقي

لكن شغل ثقافة وتخطيط رسمي يتنفذ ويصلح حال الناس

ما بخلوهــم (مجــربــة)

الاستاذ الامين

تحياتى وسلامى
سلامى لضيوفك الكرام

رسالتك تحتاج رفعها الى الصفحة الاولى هذا مربط الفرس فى النهوض بالاقتصاد السودانى
السيولة هى عماد الانتاج
زمان فى مشروع الجزيرة فى سلفية الانتاج لمحصول القطن

محصول الفول السودانى ظل سعرة مستقر فى مستوى 200 ج من شهر 1 وحتى شهر 5 الان سعره حوالى 400 ج
علما بان المزارع باع المحصول خلال الشهور الاولى
وذلك لحاجة للسيولة
عجبى صاحب السيولة يربح كثر من المزارع
الدولة فى ثبات عميق

Quote: أنا في تقديري الناس في السودان أهم شي عايزين زول يوصف ليهم حلول يوريهم يعملوا شنو ، وهم بتكفلوا بالباقي

نعم أخي أحمد ، الناس محتاجة لحلول.. وبفضل الله وسائل التواصل أصبحت متيسرة .. كل من لديه حل أو مقترح يمكنه أن يعرضه للجميع .. ويمكن للناس أن تتبناه إن كان سليما.. ويمكن أن تعدله وتطوره.. أو حتى لا تأخذ به وتقترح غيره.. المهم المشاركة والتفاعل وتبادل المعلومات والأفكار سيصنع فضاءا رحبا لإيجاد الحلول..
ماذا لو تبنى كل فرد منا مشروع تخصيص ربع ساعة كل أسبوع لإيجاد حل لمشكلة ما هو مدرك تماما لأبعادها .. ويعتقد أن لديه حلا لها.. ماذا لو بث مقترحه وحله هذا للجميع... أ لن يكون قد قدم للبلاد عملا عظيما..
ثم من منظور الفائدة .. أ ليس له أجر هذه الفكرة وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة؟؟

سلام أستاذ الأمين عبد الرحمن و الضيوف الكرام

البوست جدير بالإعجاب و المتابعة . و هو بمثابة دعوة للمثابرة على

محاولة التغيير و الإصرار على أنه لا يصح الأ الصحيح ، و ان التكرار

قد يدفع لإستجابة من يتحكمون في الإقتصاد .

مع خالص الإحترام والتقدير.

Quote: رسالتك تحتاج رفعها الى الصفحة الاولى هذا مربط الفرس فى النهوض بالاقتصاد السودانى السيولة هى عماد الانتاج ، زمان فى مشروع الجزيرة فى سلفية الانتاج لمحصول القطن

الأخ عباس محمد عبدالعزيز لك التحية والتقدير
حقا توفر السيولة هو عماد الإنتاج، ووجود مشتر مقتدر ومنصف هو من ييسر دوران عجلة الإنتاج في سهولة ويسر..
المزارعون دوما في حال شد وجذب مع أصحاب المال، ودوما هم مضطرون للبيع بأقل الأسعار.. ذاك قانون مجحف فرضه من بيدهم المقدرة على التحكم فيه..
لكن للمزارعين دور إن عرفوا قدرهم ، إن عرفوا أن بأمكانهم أيضا عرضهم إنتاجهم بطريقة تجعل الطلب أعلى من العرض.. ومنذ البداية سيحصلوا على سعر مجز..
بنك المزارع الذي أنشأه إتحاد مزارعي مشروعي الجزيرة كان الأمل في أن يغير النمط السائد لتسويق المحاصيل لصالح المزارعين .. لكنه سار على نهج البنوك التجارية العادية ونسى مهمته الأساسية وهي أن يصير نصيرا للمنتج.. فصار إسما فقط.

Quote: البوست جدير بالإعجاب و المتابعة . و هو بمثابة دعوة للمثابرة على محاولة التغيير و الإصرار على أنه لا يصح الا الصحيح ، و ان التكرار قد يدفع لإستجابة من يتحكمون في الإقتصاد .

نعم الأخت نعمات عماد، نرجو أن يكون البوست دعوة للمثابرة على محاولة التغيير وعسى أن نصبح نحن يوما ما من يتحكمون في الإقتصاد.. إذا سلكنا الوجهة الصحيحة..
المشكلة دوما أننا ننتظر الإصلاح من الآخرين ونغفل دورنا.. إن أحس كل منا أن تلك المهمة هي مهمته هو وليست مهمة الآخرين نكون قد أنرنا الطريق أمامنا..
لك التقدير والإحترام الأخت نعمات