جمرُ الغِواياتِ

جمرُ الغِواياتِ


08-09-2017, 09:11 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1502266292&rn=0


Post: #1
Title: جمرُ الغِواياتِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 08-09-2017, 09:11 AM

08:11 AM August, 09 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر


+++++++
1
هذا المللَ بِإِمكانِهِ المُكُوثَ
أمامَ البابِ
طَرقَهُ
حتى يُدمِي أصابِعَهُ
لكِنّي سأعمدُ إلى رائِحةٍ حُلوةٍ
تتخفّى في ذاكِرتِي
وأهِشُّ بِهَا خُيُوطَهُ المُتشابِكَةَ
وهو يُهيءُ بيتاً في رحِيقِكِ المُباحِ..
.
أيستَوِي لواذيّ بِمرايا الرُّوحِ
المأهُولةِ بِكِ
وأنتِ كما سُواقيّ العِطرِ
تُوزِّعِينَ الاِحتِمالَ!

2
ضَعْ بَصمتَكَ في صمتٍ على الماءِ
ثم أدِرْ مركبَكَ
بِاِتِّجاهِ النّجاةِ من شِراكِ الحياةِ
إلى حيثُ تنتظِرُكَ المشنقةُ.
أيُّ شُغلٍ لكَ في تفاصِيلِ الموشى
أو في الفَرارِ نحو مأوىً؟
الرِّياحُ بحرُكَ وأنتَ صلصالٌ مطحُونٌ.

3
قُلتُ لأُحدِثَها عن مدى أسفِي
على تَركِ بابِ البراحُ مُوارباً
فنفختِ الرِّيحُ جمرَ الغِواياتِ
حتى طارَ إلى نُجُومِ الوجدِ
واِحتضنَ ظِلالَهَا.
قُلتُ
ولكِنّي اِكتفيتُ لحظتَهَا
بِإِيماءةٍ لمارٍ في سعِيرِ الأخيلةِ
فأجابتنِي بِابتِسامةٍ وسِلالِ قُبلٍ زاهِرةْ.

4
بين نبضِهَا خَرائِطَي
استدّلُ عليهَا
كلما ضيعتني الدُّرُوبُ.

5
قبلَ عُمرٍ من اللّحظةِ
اِنتبهتْ بِلادٌ لِحرِيقٍ
سيطالُ أنفاسَهَا
فأبقتْ على رُوحِهَا بِفسِيلةٍ
وغرستَهَا بِأرضٍ في كَفِ الغدُ.

6
الشَّارِعُ في اللّيلِ كعرُوسٍ يُغطِّيهَا
مطرُ الضّوءِ
ويجرِي من تحتِهَا نهرُ العِطرِ.

7
أيُّ جُرمٍ اِرتكبتْهُ الحدِيقةُ
فجافتْهَا شهواتُ الورُودِ.

8
كان معَهَا حِينَ حدّثتُهُ عنهُ
لكنها لما مسّتْ تتبُّعَهُ
وجدتُهُ قد غرِقَ فيما فِيهِ
فغادرتُهُ إلى مشانِقِ النّدمِ.

9
شرٌّ مُستطِيرٌ حاسِرُ الرّأسِ
يحُومُ فوقَ المدائِنِ والقُرَى
لا يأبهُ البتّةَ لِميّتٍ قيدَ صحّوٍ
أو لِطِفلٍ تُراقِبُهُ فِرقُ الأسَى
9/8/2016