لو من لذّةٍ واحِدةٍ

10:31 AM August, 06 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

+++++
1
مرِّرَ مرّةً إلى بُؤرةِ مراراتِي النِّسيانُ
فأيقظتُ أدمُعِي
بلّلتُ خرائِطَ الغِيابِ بِالشّمعِ
أدرتُ رائِحةَ الشّكِّ في القلبِ
واِبتكرتُ مِشيتِي.

2
وإِنّكَ لفِي خِضمِّ الاِضطِرابِ
تتوارَى أفاعِي بِجلدِكَ، هذا ما يلدغُ رُوحَكَ
ويقذِفُ بِطيرِكَ إلى البحرِ.
كأنك كتِيبةٌ مُحاصرةٌ، قُبالةَ كُلِّ ضِحكةٍ مُختزّنةٍ لِحلمٍ مُهترئٍ طلقةُ أسىً
قُبالةَ أيِّ خطُوٍ حُفرةٌ تعقِبُهَا غابةٌ شائِكةٌ.
لم تُنقِذْكَ قرابِينُ الكلامِ
أو تسوّلَ الصّمتِ
حنانيكَ، ترى المجرّاتُ اِجتمعنَ وراءَ نبضِكَ مُذخّراتٍ بِطُقُوسِ السّحقِ
ترى أنكَ خاوٍ إلا من رقصة مذبُوحٍ.
من يوارِيكَ من اِضطِرابِكَ فيكَ؟
من يتصِيدُ ريقَ شجنِكَ لِغِزلانٍ أغلقتِ الشّارِعَ ولم تستدِلّ على نبعِكَ السّلسّالُ؟
....
ف
خُضْ اِضطِرابِكَ بِموتٍ مُؤيّدٍ.

3
في ليلةٍ جهِيرةٍ أيقظَ مارِدَهُ
ونفَى إلى النّواحِ
ما تساقطَ على سطحِهِ
من هوامٍ.

4
قال:
لِيحرُسَكِ الصَّدى
آتٍ إليكِ من أكُفِ الغيمِ
الذي مرَّ على قلبِي
وقطفَ من مراياه
نواياهُ.

5
ذهبَ لِيلقَى رفِيقتَهُ
الشَّارِعُ هذا المساءَ
فألفَى:
الشّاعِرُ يقرِضَها شجوَهُ
ويتقافزُ الرّسّامُ أمامَ قماشتِهِ الضّخمةَ
والرّاقِصُ لِعينيهَا
أسقطَهُ الإِعياءُ.

6
لو من لذّةٍ واحِدةٍ
لذّتانِ أو ثلاثَ
خطفَ القاتِلُ حاجتَهُ
واِستكانَ
لكنما
بحرُ اللّذّةِ أبداً
تتقرّحُ رُوحُهُ
ولا يرضَى أن يُهادِنَ..

7
ها إن نبضِي يضطرِمُ
البحرُ قُربِي مُعبأٌ بِالحيارَى، يتهادونَ في زكائِبِهِمْ الآيلةُ إلى الاِنتِفاخِ
يلوكُونَ كلِماتَ بعضِهِمْ ثم يُلقُونَهَا لأسماكِكَ وصدفِكَ الفارغُ يا بحرُ
بينما أنا مِثلُكُ وحدِي، يلطِمُنِي موجٌ إِثرَ موجٍ
تصرُخُ رُوحِي، ويغشانِي الوسنُ
فتعالَ لِحِضنِي المُحترِقُ عسى أُسريّ عنكَ.

8
لِيقرّأكَ النِّسِيانُ في سِرِّهِ
أيهذا المُمزّقُ بِحدِيدِ الغِيابِ الصدئِّ
ويُوسوِسُ بِرُوحِكَ
-شريانُ الأسَى-
لِلعصافِيرِ سافِرةُ المسافاتِ
ثم لا تسلّ عن تنقِيرِ حنِينِكَ الفتّاكِ
فأُنثاكَ كبوصلةِ الغريبُ
تستدِلُّ على كُلِّ ما قرأهُ النِّسيانُ

9
أتُخبِيئُنِي أم أُخبِئُكَ
يا بحرُ؟

10
أحُسُنِي من بناتِ موجِكَ يا بحرُ
فأصعدْ بِي إلى نشِيدِكَ الذي تهرعُ لِمُوسِيقاهُ
المجرّاتُ والعصافِيرُ
ويلقفُهُ القبرُ.

11
من ذا الذي أيقظَ مارِدَهُ
ونفَى إلى النّواحِ
ما تساقطَ على سطحِهِ
من هوامٍ؟
6/8/2016