كطائِرٍ مُختالٍ في فضاءٍ لا يخُصُّهُ

كطائِرٍ مُختالٍ في فضاءٍ لا يخُصُّهُ


07-16-2017, 10:51 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1500198707&rn=0


Post: #1
Title: كطائِرٍ مُختالٍ في فضاءٍ لا يخُصُّهُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 07-16-2017, 10:51 AM

09:51 AM July, 16 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر

******

1
لم يُنبِّتْ على يدِي وردٍ
وقد حسبتُهُ، حين كتبتُكِ
سيتفرّعُ في الشّارِعِ قُبالتِي
يغمُرُ بِعِطرِهِ الأكوانَ فوقَي وتحتِي
صنعتُ لِعينيكِ مدائنَ ياسمِينٍ
ولأصابِعِكِ الشّغُوفةِ بِالعزفِ شذىً
......
صنعتُ بُيُوتَ وردٍ في مسامِ يدِي
صنعتُ، صنعتُ، ما لا تصِفُهُ الكلِماتُ، لا تقربُهُ الأخيلةُ
لكن يدِي ظلّتْ شحِيحةً إلا في نثرِ بعضِ أريجٍ
لِلشّارِعِ الدّامِعِ من الهجرِ قُبالتِي
فمتى يا ترى سيُنبِّتُ على يدِي وردٍ
يتفرّعُ في الأكوانِ بِقلبِي؟

2
سأُجرِّدُ لِعينِيكَ مطرَ عِطرِي
قالتِ الرُّوحُ
وأردفتْ
ولِكُلِّ خطواً لكَ
سأصنعُ نهاراً من نهرِ وجدِكَ
الذي يصُبُّ في جِنانِ النُّدرةِ
.......
.........
................
.......
أيُّ عِيدٌ لم يمتحْ لِبهرجِهِ
من عسلِكِ
لا يُعوّلُ عليهِ

3
الوقتُ يكفِينَا تماماً
كي ننغمِسَ في اللذّاذاتِ
نُحرِّرُ هذا الوهمَ المُستساغَ
ونُطلِّقُهُ كطائِرٍ مُختالٍ
في فضاءٍ لا يخُصُّهُ.

4
أيُّ حدِيثٍ ستُوزِّعُهُ عليّ...
إلى صديقي الجميل: عبد الناصر الخطيب...
ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ ــ
ما أفعلُ اللّيلةَ بهذا الوجهِ الذي سيطلعُ بِكُلِّ زوايَا البيتِ
الوجهُ الذي أنستنِي تفاصِيلُهُ
ضجّتْ بِأحزانِي وأفراحِي تعابِيرُهُ
حملنِي إلى أزهارِ الزّهوِ
وقبلنِي أرِيجُهُ
فغسلَ قلبِي بِالغِبطةِ والنّدى..
ما أفعلُ
وقد رتّبنِي بِرحِيقِهِ الدُّؤُوبِ
شكّلنِي على ملامِحِهِ
فرأيتُنِي كمن يسترِدُ بهاءَ هيئتِهِ عند المِرآةِ..
اللّيلةُ سأرتوي بِالوجِيبِ
استرِدُ زهرةَ الوحشةِ من برزخِها في ثنايا الغِيابِ
اِنتزِعُهَا من حدائِقِ اليقِينِ
لاحتضِنَهَا
فتوزِعُ على جزعِي
ذاتَ أحادِيثِها في الأمانِيّ
وحينها...
ما الذي سأفعلُهُ والأسَى كُلُّهُ
سيُرِيقُ تثاؤُبَهُ
ويحتوِينِي
فلا اتبيّنُ إِلا وجهَكِ
وما يتكدّسُ بقلبِي المكلُومِ...

5
تخطُ الأقدارُ طرِيقاً بِفُرشاةِ النُّورِ
تسعَى أن تُكمِّلَهُ
حولكَ إِغواءاتُ الدُّنيَا، واللّيلُ
فحاذِرْ أن تنزِلِقَ الرُّوحُ
فخطوكَ في أخمصِها.

6
كأن الذي يحدُثُ
هو ما ينبغِي لهُ أن يحدُثَ
تضعُ قلبَكَ على المِيزانِ قُبالتَها
لِترَى بِأُمِّ أحاسِيسِهَا المُموسقةُ
كم أن حُبَكَ لها كوكبٌ سيّارٌ
وأن مِيزانَهَا
محض نُقطةٌ في بحرِ نبضِكَ.

7
بِكُلِّ ما أؤتيتَ من خِلالٍ، يتخلّلُنِي البيتُ بما حَوَى..
فرأسِي
مدخنةٌ، سلالِمُ وأبوابُ، نوافِذُ، غيمُ، ضحكٌ مُلتصِقٌ بِالجُدرِ، قُبلاتٌ مُسكِرةٌ، أكوابُ شايٍ، حنينٌ صارِخٌ لِغائِبينَ، شهواتٌ وصلواتٌ ومُوسِيقى...
أحمِلُ كُلَّ شيءٍ بِجَلدٍ
ونضارِي كجمرةِ الحياةِ لا تُطفِئُهُ الأحقادُ
ولا لن يكسِرُهُ تأنسُنُ الشّرُّ في الأقطارِ.
16/7/2016