الموقف من العقوبات الأمريكية .. "نقد ذاتي ورؤية مختلفة"

06:15 PM July, 13 2017 سودانيز اون لاين
محمد حيدر المشرف-دولة قطر
مكتبتى
رابط مختصر

العقوبات الأمريكية "نقد ذاتي ورؤية مختلفة"

كلما طرحت مسألة العقوبات الأمريكية في الماضي, كان موقفي هو في التأييد الكامل لها كعقوبات مفروضة على النظام السوداني وتمثل واحدة من الآليات الدولية لتقويض هذا النظام المارق بوجهه الاجرامي الكالح وتاريخه المخزي في قتل وتعذيب وتشريد اهل السودان ..

حسنا !
هذه المعطيات لم تزل قائمة وحاضرة في قلب المشهد الوطني .. فما الذي تغير إذن؟!.

تغيرت قناعاتي حول مآلات هذه العقوبات على الشعب السوداني .. واتحدث عن أثرين هنا .. الأثر الاقتصادي والاثر المجتمعي . وفي الأخير تدخل ابعاد كثيرة منها التأثير الكبير على الحياة الأكاديمية والبحثية في السودان .. والتأثير الكبير على القطاعات الخدمية كالصحة والتعليم والاتصالات والبيئة والخدمات البنكية والبنى التحتية لهذه القطاعات الحيوية للمواطن السوداني ..

اذن يمكنني وبكل سهولة كمواطن سوداني average أن أوازن بين الآثار السياسية المترتبة على هذه العقوبات والتي قد ينحصر حجم تأثيرها الاكبر على النظام .. وبين الابعاد الاخرى الاجتماعية والاقتصادية التي بالضرورة تؤثر على النظام بيد أن المجال الحقيقي لثقل تأثيرها يقع على الموطن السوداني وذلك بحسب النتائج التي أسفرت عنها سنوات المقاطعة ..

دعونا نفكر في الامر بطريقة أخرى لا تعفي النظام من تبعات لوثاته الايدلوجية وجرائمه الكبرى في حق الوطن ..

من حق المواطن السوداني أن يطالب حكومته الآن بالعمل على رفع هذا الأذى الكبير عن كاهله وكاهل مؤسساته التعليمية والصحية والبيئية والاقتصادية .. بل وتمتد الاثار لتقييد حريته في العمل التجاري والتنقل في هذا العالم .. وبذلك تكون الحكومة ملزمة برفع الضرر البالغ الذي تسببت فيه .. واي فشل في هذا الاطار هو فشل حكومي وانعدام صلاحية كامل لأجهزة الدولة المعنية بذلك وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية ووزارة التعاون الدولي (اعتقد بوجود وزارة بهذا المسمى)

مثل هذا الموقف برايي هو الموقف الصحيح الذي يجب تبنية من مؤسساتنا المدنية كالأحزاب والنقابات والاجسام الشبابية .. ومن قبل مؤسساتنا الاعلامية ومجتمعات التواصل الاجتماعي والمنابر كهذا المنبر وغيره. هذا هو الموقف الصحيح والمنطقي والمنحاز للجماهير حقيقة .. وفيه تجسير لهوة اراها قد اتسعت بين هذه المؤسسات المدنية وجموع الشعب السوداني.

مآلات هذا الموقف لقوى المعارضة وجماهير الشعب السوداني ستحاصر النظام بأكثر من تبني خط رافض لرفع العقوبات .. ذلك الموقف الوطني في جوهرة والذي يتمنى الخير كل الخير للشعب السودان برؤية مختلفة لهذه العقوبات .. الا أن اساءة تفسيره محتملة جدا في ظل خطاب سلطوي كاذب ومضلل .. هذا عدا عن أن الموقف الذي اعبر عنه الآن هو الموقف الصحيح والمنطقي باستقراء تجربة السنوات الطويلة من العقوبات الامريكية المفروضة على الدول السودانية ..

اعود للمآلات واقول: من ناحية براغماتية بحته, لو نجح النظام الفاسد في رفع العقوبات, فانه سيرفعها عن كاهل المواطن السوداني أولا .. وثانيا فان ذلك يعني دخوله في بيت الطاعة الامريكي مما يترتب عنه تحقيق المسارات الخمس ومتابعتها Monitoring بواسطة الكابوي الامريكي الذي كذب رئيس النظام عندما قال انه "تحت جزمته" بينما الحقيقة التي تكشفت للشعب السوداني أن غاية ما يطمح اليه هذا الرئيس هو الدخول في بيت الطاعة الأمريكي.. لهذا الدخول متطلباته الباهظة وجميعها تصب دونما شكٍ في ذلك في مصلحة المناخ السياسي والأمني في السودان وتحسن كبير في مجال حقوق الانسان وحرية التعبير الخ.. وهذه هي الوضعية الأسوأ للنظام .. فاما, إذن, أن يفشل في رفع العقوبات او أن يفشل في تكريس بيئة ديكتاتورية صالحة لإستمراره !!!

تحياتي للجميع

شكرا يا دكتور على هذه الرؤية التحليلية ..
ومما لا جدال فيه أن أثر العقوبات خاصة في المجالات التي عنيتها واضح ..
ولكن الأمر الذي يجب ألا يغرب عن بالنا أن الإدارة الأمريكية ممثلة في وجهها الرسمي لن تتعامل بالمطلق مع رئيسنا..
يمكن لمؤسسات لإدارة الأمريكية ما دون مؤسسة الرئاسة التعامل مع من هم دون البشير في مؤسسات الدولة حتى على مستوى رئاسة الجمهورية ..
أما هو فلن يحدث كيفما تذلل واراق وجه السودان حتى ولو أقام على حساب الشعب السوداني قاعدة للامركان في قلب الخرطوم ..
تلك هي الحقيقة التي يجب أن يدركها ويتداركها الشعب بما فيهم من هم على ولاء لهذا النظام ..
أصبع الكف إن أصيب بغرغرينة ما لم يقطع فسد الكف ومن بعده الجسد كله تلك هي الحقيقة المرة .

شكرا مولانا الملك ..

حديثك يملأ فراغات لم أكتبها ولكنها كانت في البال.. مسألة رفع العقوبات عندها مسار ورؤية أمريكية لمستقبل المنطقة ككل .. وقد نبدو بعيدين في الهامش ولكن السودان هو دولة الاخوان المسلمين الوحيدة اذ لا يمكننا وصف "تركيا" بذلك.. وللأمريكان مصالح مباشرة في السودان .. ودونما شك كان لهم اليد العليا في انفصال السودان ولديهم مسؤولية أخلاقية تجاه شعب الجنوب بالاضافة لدورهم العالمي كدولة عظمى ذات انحياز واضح لقضايا الديمقراطية وحقوق الانسان حتى وان كانت مواقفها تلك قابلة للمساومة والانتهاز.

بالنسبة للبشير فسيف الجنائية مسلط عليه رفعت العقوبات ام لم ترفع .. واعتقد ان صلاحيته منتهية كرئيس عند المجتمع الدولي .. واعتقد ان كل ذلك حاضر في العقلية الامريكية وهي تتعامل مع معطيات السودان وتسوقها من "رقبة" العقوبات ...

رفع العقوبات من هذه الزاوية أنظر له كمقدمة لا خاتمة للاحداث يا عزيزي ..

مودتي

تحياتي مشرف
والملك
نعم هذا هو الموقف
للتسيط والابتذال
اليوم الزيت الجركانة بي 520 من 390 ج
الزيت بنشتري نحن المواطنين وليس عمر البشير ولا الوزراء ولا رأسمالية اتباع السلطة
بشتري المواطن غصب حتي يعجز عنه
دة كلو
لأنو في رأسمالية تافهه تتبع السلطة رفعت سعر الدولار لانو لم يرفع الحظر
لا تفجرو بنا حقول الالغام لتصلو للعدو

يجب وضع الاشياء في اطارها الصحيح يا حفيظ ..
في حال لم نتخل عن السياقات المضللة فلن نصل للحقيقة ..
نعم لرفع العقوبات كمطلب جماهيري وسياسي ..
ويجب حصار النظام الفاسد بهذا المطلب العادل والموضوعي..

نعم يا صاحبي
السياقات المضللة
والتخوين
شوف الحكومة دي تحيرك
عاين الحوار
الحوار كمعني وهدف ووسيلة مافي زول بياباهو
لكن الحوار كشكل لتصل لنتيجة معدة سلفا من السلطة
بختوك في خانة اليك
ولا امسك الحظر زاتو

Quote: نعم لرفع العقوبات كمطلب جماهيري وسياسي ..

تحياتي يا دكتور ...

ما باقي الا الحوار بعد كلامك ده ...

فما رأيك ؟

يحى سلامات ..
ما فهمت سؤالك ..
هناك 3 اسئلة استفسارية يحق لي سؤالها ...

ياتو حوار ؟!

وما هي اللمسافة المقطوعة اصلا لتتبقى محطة الحوار كمحطة أخيرة ؟

وصوب ماذا ؟!

اعود للمآلات واقول: من ناحية براغماتية بحته, لو نجح النظام الفاسد في رفع العقوبات, فانه سيرفعها عن كاهل المواطن السوداني أولا

تحية طيبة
تحليل مرتب ومنطقى
اعتقد ان عقلية النظام تسعى لرفع العقوبات ليس رحمة بالشعب السودانى ، انما لغرض اكتساب
قوة دفع لإطالة عمر النظام الذى يبدو فى اخر ايامه وتحاصره الازمات من كل جانب .

غايتو انا البراغماتية والنقد الذاتي ما بعرفهم لكن كان رفعوا العقوبات دي اولاد ناس الجاز وتماسيح الإنقاذ دي طياراتهم الخاصة وقصورهم في بيفرلي هيلز تتضاقش سيم سيم آل كرادشيان لا في زيت سعره بنقص ولا دواء ولا تعليم بتوفر ياخ وزير يقول يا ترفعوا الحظر يا أمريكا ولا بنرجع للحرب يعني نقتل مواطنينا

تحياتي دكتور مشرفوالاخوة الكرام...
من الملاحظ ان النظام تجاوب مع معظم المطالب الامريكية وتجاوب وتعاون معها وقام بتنفيذها....معظمها تصب في مصالح امريكا وحلفائها في المنطقة...السؤال المهم والاساسي هل معانة الشعب السوداني اليومية من غذائيه ودوائه وامنه ومرضه وفقره واستبداد النظام بشعبه وقمعه لمعارضيه وتكميم الافواه من اولوات رفع العقوبات من كاهل الشعب السوداني...هل بقاء النظام نفسه لم تعد من اولويات الادارة الامريكية...ايهم افضل لشعبنا رفع العقوبات ام استمرارية وبقاء النظام...

شكرا للأصدقاء صلاح حبيب , منتصر وحسين موسى

معادلة بقاء العقوبات = اسقاط النظام
هل هذه المعادلة صحيحة إبتداءً لكي تستقيم معادلة رفع العقوبات = بقاء النظام ..
وفي المعطيات 17 عاما قد مرت على هذه العقوبات بشكلها الحالي !!

حسنا .
هذه واحدة من اشكاليات الفكر السياسي المعارض .. لاعرف كيف اصفها في الحقيقة وهل هو نمط تفكير عاجز عن ادراك البديهات ام أنه مجرد كسل ذهني ؟! (والحديث هنا عام حول طريقة تفكير المعارضة السودانية)

فرضت العقوبات الامريكية على كوبا وعلى إيران ..
ولم تفرض في الحالات التونسية والمصرية واليمنية .. "دول الربيع العربي"

فرضت على العراق بيد أن التغيير استلزم حربا شاملة وقوات أمريكية على الأرض وتدمير كامل للجيش العراقي وتخليق حالة عارمة من الفوضى لم تتعافى منه الدولة العراقية حتى الآن .. والشاهد هنا أن المقاطعة لم تسقط النظام العراقي. ..

ولربما تكون ليبيا هي المثال الاوضح على الاطلاق ..
ففي العام 2006 تم رفع اسم ليبيا من الدول الراعية للارهاب .. بل ومن قائمة الدول غير المتعاونة مع الولايات المتحدة .. وتمت اعادة العلاقات الديبلوماسية بالكامل ورفع العقوبات .. ليسقط نظام القذافي بعد 5 سنوات من ذلك ..

التفكير العلمي والمنطقي مطلوب جدا ..
رفع العقوبات لا يساوي بقاء النظام ..
ورؤيتي الخاصة والتي أدافع عنها هنا على العكس تماما .. فمن شأن رفع العقوبات من خلال منظومة ضبط كاملة لسلوك النظام في مجال الحريات وحقوق الانسان وانهاء الحرب .. من شأن ذلك تخليق بيئة غير مؤاتية للديكتاتورية مما يصب في مصلحة الثورة السودانية ..
ناهيك عن أن الدعوة لانهاء العقوبات كمطلب شعبي ضاغط على حكومة المؤتمر الوطني لا يعني اصلا رفع العقوبات !!
مودتي