قوارِيرُ المِلحُ في الجنُوبِ

قوارِيرُ المِلحُ في الجنُوبِ


07-12-2017, 10:46 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1499852806&rn=1


Post: #1
Title: قوارِيرُ المِلحُ في الجنُوبِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 07-12-2017, 10:46 AM
Parent: #0

09:46 AM July, 12 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر



************

1
اِنكسرتْ قوارِيرُ المِلحُ بِقلبِكَ الدّامِي يا جنُوبَ
ولم ينكسِرْ جُلمُودُ ما يُفضِي لِبعثِكَ من دُرُوبٍ
اِنكسرتْ، وما من زهرةٍ تُرضِّعُكَ حنوهَا إلا الجنُوبَ
اِنكسرتْ، وما من ماءٍ يروِي رُوحَكَ العِطرُ إلّا الجنُوبَ
اِنكسرَ كُلُّ شيءٍ إلّا الأملَ الوثّابُ
فهل من ملاذٍ لكَ يا جُنُوبُ إلا الجنُوبَ؟

2
أعزِفُ لكَ مطرَ القلبِ، يا أرضَهُ وسماءَهُ، ولن تظمأَ بعدهُ أبداً..
أنا الوردةُ يا بُستانَ الرُّوحِ، فلا تدعنِي أسترسِلُ في الغِناءِ:
خُذْ أريجَ خَصرِي لِرقصةٍ في الأعالِي، خُذْ زُوارِقَ أنفاسِي لِطيرٍ في القلبِ، خُذْ شجنِي النّابِضَ، خُذْ قُبلاتِي، نارُ الجسدِ الممشُوقِ، خُذْ خجلِي الفِطريَّ المُتواثِبِ في جُرأةِ عينِي على تطوِيقِ عينِيكَ بِالإِغواءِ، خُذْ كُلَّ أحاسِيسِي المُنفلِتةِ عن عُقالِها، راكِضةً نحو شاطِئيكَ..
خُذنِي.

3
في مرّةٍ
تأخُذُكَ الخرائِدُ إلى عُلُوٍ شاهِقٍ
ولا تُفلِّتُكَ
وبِأُخرى..
لكَ أن تعرِفَ أن المرّاتَ لا تُحصَى
ولكن
ليس عليكَ رِفقةَ التّرنُّحِ صُعُوداً أو صُعُودا
فأنتَ على أيِّ متنٍ ركِبتَ
قُبالتكَ مسافةٌ ما
بِمقُدُورِكَ أن تتّزِنَ
وتأخُذَ بِمقُودِ مركِبَكَ
بِإدراكِكَ الذّاتِيِّ المُضافِ
فأنتَ ليس بِالصّانِعِ وإِنما الرُّبّانُ
من جِهةٍ
تُضف بِهارَ رُوحِكَ، تساؤُلاتَكَ، أحكامَكَ
فيخرُجُ عليك مركبٌ يخُصّكَ
يعلُو ما تمتطِيهُ
هكذا من ثُقُوبِ الأصلِ
تصنعُ شجوكَ
فترقُصُ الرُّوحُ.............

4
وحيداً طفِقتُ ارتعِشُ جرّاء قلقٍ يشُقُّ طريقَهُ بيُسرٍ
بِأحاسِيسِي الفوارة..
الصّمتُ أطبقَ على الغُرفةِ وأجالَ بصرَهُ بِأنفاسِي
يتفرّسُ بِخفقِها
ليس من ملاذٍ إلا بِرقصةٍ مُفتعلةٍ
تهُزُّ جسدَ اللّحظةِ
وتخرُجُ بهذا الاِنهِزامِ إلى
شارِعٍ
ج
ا
ن
بِ
يّ
.
.
.

5
أنت التقيتهُ من قبل
كان يُخبِّئُ جيدًّا اسمَهُ وملامِحَهُ
يُمُوهُهَا فتتخفّى
وتتبرّجُ بيني حُرُوفُهُ
فتشُفُّ قليلاً
وتحتجِبُ
فلم لما اِلتقيتُهُ أنكرتُهُ!!
بِالأمسِ اِقتنصتكَ الهُوّةُ السّحِيقةُ التي اِمتدّتْ لما يقربُ من 15 عامٍ ونيف...
هُوّةٌ تعبأتْ بِالأحاسِيسِ الجزلى التي تبدأُ من حرفٍ بِالمُحاذاةِ
يُرتِّبُ شيئاً فيما بينكُمَا
يظلُّ يعلُو يعلُو يعلُو حتى يخلُقَ تلكَ الهُوّةَ التي لا قرار لها..
هُوّةٌ ليست كمِثلِها
إذ أنها بِاتِّجاهٍ لا يسمحُ لِلنّظرِ بِالسُّقُوطِ
فلا أملَ في اِمتِلائِها إذن إلّا بِحالينِ لا سابِعٌ لهما ولا سابقَ:
أن لا تتوقّفَ أمطارُ الحرفِ عن السُّقيا
أو
أن يلتئِمَ ما لِلِقاءِ بما لِلحرفِ
ولم يتأت ذلك
فلتتآزرُ إذن والتّعويلَ لكُلٍّ على حِدة...

6
كُنتُ أظُنُّ أن الحُبَّ شمسٌ مُنحنِيةً على القلبِ
تُنقِّبُ عن براكِينَ وأنجُمَ راجِمةٌ بِنبضِ العِشقِ لِكُلِّ تشظٍ ومقتٍ.
فأما البحرُ، فإلى يسارِ الرُّوحِ يُربِّي الأُغنيّاتَ بِالمُوسِيقى والمجازاتِ ويدُسُّها في الصّدفِ.
أنتَ من خطراتِ الياسمِينِ، تدفُّقِينَ في أخيلةِ الماءِ فيُخرِجُ البحرُ عرُوساً مُغطّاةً بِالولهِ.
حائِرٌ أيُّ الجِهاتِ تراتِيلٌ وأيُّها أقواسُ قُزحٍ؟ وما الذي إضافةٌ لهذا رتّبَ الكُونَ مُحتشِداً خرائِدِهِ في قوارِيرِ الاِبتِهاجِ؟
ثم ما الذي اِنصرفَ من فورِهِ وتركَ القلبَ مُتوقِفاً كساعةٍ خرِبةٍ؟
أعيُنٌ وحنايا وصولجاناتٌ وقُرىً وإِغراءٌ غارِقٌ في الفراداتِ وفِراشٌ حنِينُ...
هب لِقلبِي شمسَكَ أيُّها البحرَ.

7
حانةٌ تفتحُ أبوابَهَا بِرأسِي
في السّابِعةِ مساءَ كُلّ يومٍ
لكن براءةَ الطِّفلُ بِقلبِي
سُرعانَ ما تضعُنِي في بهوِ النّومِ.
12/7/2016