تميم و " الملك سلومون ( ضارب البشير 8 مليون )

05:48 PM July, 11 2017 سودانيز اون لاين
عرفات حسين-لندن
مكتبتى
رابط مختصر
الملك سلومون , لا يعرف أحد على وجه التحديد تاريخ ولادة سلومون،
أو تفاصيل دقيقة عن حياته الشخصية، سوى شهرته في الأوساط الفرنسية التي يُعرف فيها باسم
" الملك سلومون، أو الملك سليمان" في إشارة واضحة إلى عالم الثروة والصفقات
الهائلة الذي يتحرك فيه أو قبل يسبح فيه.هو تاجر المجوهرات السابق في ساحة فاندوم
الشهيرة في قلب العاصمة الفرنسية،وعدل الأخير إلى سلومون، للتقليص من وقع اللقب
اليهودي الصريح، على علاقاته خاصةً في المنطقة العربية، التي تعد من مناطق نشاطه نفوذه المفضلة،
من تونس، إلى الجزائر، ومن ليبيا، إلى مصر، وربما قطر قريباً.اواصلصولاته وجولاته

http://www.up-00.com/

وبعد محاكمة استمرت سنوات حتى 2001،
اكتفت السلطات الأمريكية بترحيل رجل الأعمال الفرنسي الإسرائيلي إلى باريس،
ليختفي أثره منذ وصوله إلى المطار، ولكن غيبته لم تدم طويلا.

في منتصف 2002،
وبعد تفليس شركة الطيران الجهوية في مدينة ليون جنوب فرنسا، بمقتضى حكم قضائي،
تقدم تاجر المجوهرات السابق فجأة إلى المحكمة التجارية؛
لشراء الشركة بسعر رمزي مقابل التعهد بإنقاذها،
وإعادتها إلى التوازن والربحية في فترة زمنية وجيزة،
وذلك بالاشتراك مع جان ماري غرا.

توارى حبابو مرة أخرى عن الأنظار بضعة أشهر في إسرائيل،
ليظهر من جديد،
على الساحتين الدولية والإفريقية كمستشار لرئيس جنوب إفريقيا للدول الناطقة بالفرنسية،
موزعا "بزنس كارد" بصفته مستشارا للرئيس جاكوب زوما، ومتحدثا باسمه حسب زعمه،
رغم نفي سلطات الدولة الإفريقية بعد ذلك في أكثر مناسبة.

متحيل دولي
وبعد موافقة المحكمة سيطر الشريكان على المؤسسة أقل من تسعة أشهر ليجدا بعدها
طريقهما إلى السجن مباشرة، بتهمة :" التزوير،
واستعمال وثائق مالية مزورة، والتحيل" والسطو على 60 مليون يورو من أموال الشركة،
قبل صدور حكم المحكمة الجنائية بمدينة ليون، ضد الرجلين في أبريل( نيسان) 2004 بالسجن سنتين،
لـ"رجل الأعمال الصغير المتحيل" كما وصفه المدعي العام وقتها جان ماري غرا،
و3 سنوات و15 ألف يورو غرامة " للمتحيل الدولي" حسب ممثل النيابة العامة
نفسه ضد فيليب حبابو سلومون.

ورغم صدور الحكم الذي تعرضت له عشرات الصحف الفرنسية يومها، لم يتورع الرجل البالغ في
ذلك التاريخ من العمر 48 سنة،
في توسيع أعماله ونشاطاته، بعد نقل إقامته الرسمية إلى تل أبيب، مستخلصاً العبرة من الأحكام القضائية السابقة،
وترحيله من الولايات المتحدة، قبل سنوات، ليستفيد من جنسيته الإسرائيلية،
ومن غياب اتفاقية تبادل المجرمين بين إسرائيل، وأغلبية الدول الأوروبية، والأفريقية،
إلى جانب انعدام الاتصالات الرسمية بين الدول العربية عموماً وإسرائيل.

وبفضل هذه الاستراتيجية الجديدة، نجح حبابو في تفادي الكثير من المشاكل القانونية،
رغم عشرات القضايا المرفوعة ضده، والأحكام الصادرة عن محاكم مختلفة ضده.

بعد فشل مغامرته الليبية، عرف حبابو بعض المشاكل الأخرى،
الأقل خطورة خاصةً بعد تورط شريكه بن مناشي في الاحتيال على مصر،
وظفره بـ 7 ملايين دولار مقابل صفقة توريد دجاج مجمد، لم يصل أبداً إلى القاهرة في 2014،
ولكنه لم يصرف نظره عن المنطقة وعن ليبيا، وجارتها تونس أيضاً.

وفي هذا السياق أورد الصحافي التونسي جمال العرفاوي،
في تقرير نشره على "تونيزي تلغراف" أن علاقات وصفقات حبابو،
امتدت في الفترة نفسها تقريباً لتشمل السودان،
بعد وعود بالمساعدة على حل مشكلة الرئيس عمر البشير مع المحكمة الجنائية الدولية،

التي تشغل فيها فاتو بن سودا مهمة المدعي العام،
وفي غرب ليبيا، ربط حبابو أيضاً علاقات مع بعض أمراء الحرب،
وفي مقدمتهم عبد الحكيم بلحاج رجل قطر القوي هناك، بعد وساطة محامية تونسية تُقيم في باريس،
ولعبت دوراً محورياً في التقريب بين حبابو و رجل الأعمال التونسي
الأصل المذكور سابقاً نجيب بالحاج،
وأحد أكبر أباطرة الفساد وتمويل الإرهاب، وأول ضحية لحرب الحكومة التونسية في الأسابيع الماضية
على الفساد والإرهاب، رجل الأعمال المعتقل شفيق الجراية، وبعض رجال الأعمال الآخرين المقربين منه.

http://www.up-00.com/

ويظل السؤال قائماً ماذا يفعل رجل في شهرة وخطورة فيليب حبابو شلومو،
في قصر الأمير تميم الأحد الماضي،
مع المدعية العامة لدى المحكمة الجنائية الدولية؟

وفي الأثناء، يُواصل فيليب حبابو شلومو،
صفقاته بفضل علاقاته الواسعة ومداخله إلى قصور الحكام وقادة الدول مثل قطر منذ يومين،
إما للنصب أو لقبض عمولة مقابل خدمات، الإفلات من يد العدالة التي تُطارده في عشرات الدول،
من تونس، إلى النيجر، ومن ليبيا، إلى الكونغو، ومن الولايات المتحدة، إلى إسرائيل وجنوب أفريقيا،
ومن موناكو إلى جينيف السويسرية، التي عرفت منذ أكثر من عقد إحدى أكبر وأكثر عملياته المالية تعقيداً،
وهي القضية المعروفة باسم قضية بنك جاك هيير،
المصرفي الذي سرق عشرات الملايين من حسابات زبائنه بالتعاون مع حبابو،
بعد إغرائهم بتحقيق مكاسب مالية ضخمة من مضاربات في الأسواق المالية الثانوية الأمريكية،
قبل إشهار إفلاسه بدعوى خسارة الاستثمارات الضخمة التي ضخها لدى شركات الوساطة "المتحيلة"،
في الوقت الذي استولى فيه الشريكان على عشرات الملايين،
معتمدين في ذلك على خوف زبائنهم الفرنسيين من ملاحقة الضرائب لهم،
بما أن أموالهم المودعة في الحسابات السويسرية مخالفة للقانون، وسيضطر أصحابها
ومنهم شخصيات لامعة معروفة، على غرار الممثل الشهير جان بول بلمندو،
أو لاعب التنس السابق هنري لوكونت، والمغني جوني هاليداي، إلى دفع غرامات ثقيلة بسبب
حساباتهم السرية في سويسرا، مع إمكانية التعرض إلى السجن بسبب التهرب الضريبي.

http://www.up-00.com/http://www.up-00.com/
استقبل أمير قطر، تميم بن حمد، الأحد في الدوحة،
المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية،
الغامبية فاتو بن سودا، وتسابقت الصحف،
والقنوات وفي طليعتها الجزيرة لنقل خبر المقابلة بالصوت والصورة،
وتأكيد أهمية اللقاء الذي "وقفت فيه" المدعية العامة إلى جانب قطر،
وأيدت موقفها من الأزمة الخليجية، والذي فنده فوراً المكتب الإعلامي للمحكمة الدولية،
دون الانتباه إلى تفاصيل، وخفايا اللقاء، وهوية الذين حضروه.
وفي التقرير المصور الذي أعدته الجزيرة عن الزيارة والمحادثة التي جمعت الأمير القطري،
ووزير عدله، بالمدعية العامة تحركت الكاميرا بشكل عفوي في اتجاه
مرافق السيدة بن سودا، ما أثار اهتمام عشرات الصحافيين والمتابعين في دول مختلفة،
خاصة في فرنسا، وتونس، بسبب هوية هذا المرافق الغامض، والمجهول لدى الإعلام العربي،
ولكنه أحد أشهر وأكبر المجرمين الدوليين الذين يجرّون وراءهم،
قائمة غير نهائية من التهم والجرائم التي تعود إلى منتصف التسعينيات من القرن الماضي،
ما يُشرع باب التساؤل عن سر الزيارة المريبة إلى الدوحة.