|
Re: ليته يحكم بالعدل (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
استلمه ذاك الشرطي المكتنز الخدين و أمسك به مكبّلاً بعنفِ رياضيِّ محترف يدي اللص من الخلف. ثم بعد برهة ليست بالطويلة احاط عنقه بيده اليمنى ليمنعه من التفكير في الهرب. و لكن الهرب كان بعيداً عن تفكير اللص الذي بدا مستسلما . إذكان عقله ذاهلاً يفكر في يمكن أن يُوقع به من تعذيب و إهانة قبل تقديمه للعدالة. داخل المخفر كان الشرطي (الدابي) هو المسئول. كان (الدابي) معروف بعنفه و تجبّره . إضافة بكونهمعلم بارز في تلك المنطقة. و على الأخص في (شارع الاستقلال) في ذلك المخفر الواقع في أول الشارع. و كان (الدابي)هو المسئول عن المركز ليس فقط بحكم الشرائط الثلاثة التي تزين كتفه.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ليته يحكم بالعدل (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
كان الجميع في ذلك الشارع يعرف (الدابي). و كان الجميع يتحاشى الوقوع بين يديه و البعض يحاول كسب وده. أما هو فكان لا يسلم من بطشه او ابتزازه من يقع في يده . خاصة إن كان خارج دائرة من يعرفهم أو لديه ارتباط ما معهم.. كان (الدابي) يحمل القانون في جيبه و أحياناً في يديه الغليظتين عندما تخلوان من عصا و هو يتظاهر بتقييد بلاغٍ ما. و كثيرا ما كان القانون يطل في جرأة و وقاحة من عينيه الكبيرتين الجاحظتين حينما تتفحصان الجيوب و حينما تنتظران تأثير تلك النظرات الليزريةو النهرة الزاعقة اللتان تجعلان من يقف أمامه رغبة في الفكاك من شِراكه، يدفع في سهولة.سهولة لا يضاهيها إلا انسياب النقد من ماكينة صرافٍ آلي .
| |
|
|
|
|
|
|
Re: ليته يحكم بالعدل (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
كان اللص يقف في انكسار، حائر النظرات تبدو على ملامحه الذلة و الهوان. كان الوهن قد سرح في كل جسمه بعد أن قضى الليل كله واقفا في زنزانة المخفر الكئيبة . كان يقف و قد بدأت نظراته مستسلمة استسلام طائر تحت السكين. الدابي يقف منتصباً مرتديا قميصه الرسمي الأنيق الموشى بالشارات النحاسية اللامعة. المتهم قبالة المتهم و هو ينظر إليه بين لحظة و أخرى كأنه يخشى أن يطير. المتهم يعرف الدابي. و من لايعرفه في تلك المنطقة فقد طبقت شهرته الآفاق..و أي شهرة تلك ؟ فقد كان أغلب ضحاياه هم من الباعة الجائلين و بائعات الشاي و سائقي الركشات و اصحاب عربات الكارو، و من يُوقِعَه حظه العاثر بين يديه. كان رؤساؤه يعرفون سطوته و تنمّره على الجميع دون استثناء، و يعرفون توحشه الزائد عن الحاجة في أغلب الأحيان. لكنهم كانوا يغضون الطرف عن كل ذلك. كانت علاقة القربى التي بالوزير الكبير في الحكومة هي حصنه الحصين أمام أي لوم أو نقد قد يوجهه له رؤساؤه .
| |
|
|
|
|
|
|
|