الهجوم غير المبررعلى دكتور حيدر ابراهيم

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 09:58 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2016-2017م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-08-2017, 09:46 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الهجوم غير المبررعلى دكتور حيدر ابراهيم

    08:46 PM July, 08 2017

    سودانيز اون لاين
    محمد عبد الله الحسين-
    مكتبتى
    رابط مختصر

    الهجوم غير المبررعلى دكتور حيدر ابراهيم
    قرأت قبل يومين مقالا أظنه للأخ زهير و آخر نسيت أسمه و لكن المقالين كان يكيلان الهجوم على د. حيدر الذي أغرفه ‏شخصيا.‏
    ‏ فقد كان استاذي في الثانوية. ليس هذا هو المبرر لكي ادافع عنه .‏
    ‏ لكني لأني أعرفه عن قرب فقد تعلمنا منه الكثير. فهو رجل مثقف متجرد و كان يكفيه أن يماليء السلطة و يستريح كما ‏فعل مئات المثقفين في هذا البلد و لكنه آثر أن يلتزم ضميره و أخلاقه.‏
    لم أقرأ مقاله الذي جرّ عليه كل هذا الهجوم. و لكني قرأت المقالتين التي تضمنتا الهجوم و فهمت ماذا قال حيدر. ‏
                  

07-08-2017, 09:49 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الهجوم غير المبررعلى دكتور حيدر ابراهيم (Re: محمد عبد الله الحسين)

    و كنت أنتوي أن أكتب مقالا ليس لكي أرد فيه الهجوم عن د. حيدر. و لكني كنت أود أن أشرح ما هو الهامش و ما هو ‏المركز حسب فهمي و الذي لا يتعارض مع مفهوم د. حيدر.
    خاصة أن د. حيدر عندما تناول الموضوع تناوله تناولا مدرسياً ‏اكاديميا.و من هاجموها تأثروا ببعض فتات التداول السطحي للمفهوم.‏
    ‏ فقد درسْنا ما يسمى بالماركسية الجديدة و ما انتجته من أدبيات تستند على نظرية المركز و الأطراف و هي النظرية التي ‏تحاول شرح كيفية يتم استغلال الرأسمالية للبلدان المستعمَرة.
    و كما كتبت في تساؤلا للأخ أحمد طراوة فقد تطرقت فيها لهذا ‏الموضوع. ‏
                  

07-08-2017, 09:51 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الهجوم غير المبررعلى دكتور حيدر ابراهيم (Re: محمد عبد الله الحسين)

    و قد كنت أعرف أن د. حيدر يقول ما قاله بفهم. و من هاجموه هاجموها بلا فهم.‏
    ‏ فهو رجل استخدم المفهومين و درّسهما و حين كنت ممتحِنا في الدراسات العليا في نفس السنة التي درسنا فيها نظريات ‏الهامش و المركز. و قد جاء د. حيدر أستاذا زائرا و ممتحنا خارجيا في نفس المنهج.‏
    حقيقة انشغلت بكتابة بعض الموضوعات و في البال أن أكتب هذا الموضوع. خاصة إنه موضوع الهامش و المركز ‏الموضوع له علاقة بأفكار و مفاهيم ما بعد الكولونيالية و بالهوية و بالدولة الوطنية.‏
    ذكرت أول أمس للأخ أحمد طراوة أن جون قرنق قد قرأ بلا شك أطروحات الثورات الشعبية التي كانت رائجة لدى ‏ماركسي و ثوار امريكا الوسطى و الجنوبية في السبعينات و ما قبلها و ما بعدها.
    و كان حول جون قرنق اساتذة ‏درسوني نظريات المركز و الهامش .و أنتقل المفهوم للاستخدام لدى ثوار و متمردي دارفور . و سارت بالمفهوم ‏الركبان دون تروي و دون تمحيص.‏

    أعتقد أن خير من يدافع عن نفسه هو د. حيدر نفسه. كما جاء في مقال له له شارح و طارح لما كان قد قاله:‏
                  

07-08-2017, 09:56 PM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الهجوم غير المبررعلى دكتور حيدر ابراهيم (Re: محمد عبد الله الحسين)

    مقال:نظرة الى المستقبل
    بقلم حيدر ابراهيم علي
    ظن البعض أنني غاضب بسبب الحملة التي تعرضت لها بسبب اقترابي من نقد الابقار المقدسة.لست غاضبا ولكنني حزين وساخط لتآكل النموذج السوداني… المهذب الكيّس،الودود . وساخط علي بعض نجاحات الجبهة في " اعادة صياغة الانسان السوداني وصار البعض يشبه عدوه في سلوكه وأخلاقه.
    وحاول البعض تهدئة خواطري بالقول أنها طريقة السودانيين ولم أقبل هذا التعميم لأن لي تجربة رائعة ونبيلة اثناء الازمة الصحية الأخيرة تجبرني علي تجاوز كثير من السفه في اختيار الألفاظ والصفات مثل أوصاف العنصرية مجانا والسقوط واحدهم في بحثه عن عنوان مثير اختار وصف فكري بالترامبية فجاء بعنوان عوير واشتر.
    لم اغضب لأنني اعلم انني لست المقصود بتجريدة رماة الحدق ولكنها رسالة الي كل من تسول له نفسه الاقتراب من ابقار الهامش المقدسة.
    كان التربص والترصد والترصد واضحا والغرض مرض لنزع قناع النفاق
    عن هذا الشخص الدعي والذي ظل يخدع الناس لسنوات طويلة.
    مازلت مصرا علي كل الآراء التي ذكرتها ليس عنادا ولكن تلقيت كثيرا من سقط القول ولم يفند أحد بموضوعية ما طرحت بل لم يحاول احد من الهامشيين الكرام فهم مقصدي الحقيقي من الكتابة.
    لذلك أعيد المناقشة من البداية. فرضية المركز والهامش تدليس مبتذل لنظرية سمير امين عن التبعية أو التطور غير المتكافئ حيث قسم العالم الي مركز واطراف بين قطبي:الرأسمالية في أعلي مراحلها -الامبريالية مقابل المستعمرات السابقة/دول العالم الثالث.هل حاول اصدقاؤنا السودايون تكييف أو تبيئة هذه النظرية علي واقعنا أم حولوها الي شعار خاو وجروا بها فرحين بغنيمة فكرية يتباهون بها؟
    اعتراضي ايضا هو أن لكل نظرية مكونات معينة فهل نجدها في النسخة السودانية؟ تتكون النظرية عادة من مفاهيم (concepts) وهي أقرب لمنظومة مصطلحات (terminology) ولكنها أعمق وأوسع في دلالاتها.وتطرح أي نظرية مقولات (categories). لم أجد هذه العناصر في فرضية الهامش والمركز،لذلك تجرأت علي نقدها لكي يصفني د.قندول ابراهيم بالعنصرية بدم بارد،وبالمناسبة في مجتمعات حكم القانون والمواطنين المتحضرين مثل تفصل فيه المحاكم الجنائية كقذف وسب شخصي. وسألت نفسي ناس قندول وهم معارضة زينا يردوا علي مقال بهذه الطريقة فلما يكونوا في السلطة حيعملوا فينا ايه؟ بالتأكيد سوف يقطعوننا من خلاف أو نرجم تأسيا باسلوب ردع الجبهة.

    تقوم فرضية المركز والهامش في الحقيقة علي نقاش الهوية الذي لم يحسم. وهو بدوره مفهوم تجريدي غير موجود واقعيا ولكن يتم تكوينه أو صناعته اجتماعيا.أو كما يصطلح عليه في الانثروبولوجيا(socially constructed) ولايوجد هناك.فهو مصطنع وذاتي.
    يهمني كثيرا تأثير هذه النظرية علي الشباب وطلاب الجامعات فهل تساعد في تنشئة سياسية صحية لاجيال المستقبل تساهم في بناء وعي قومي بين ابناء"الهامش" في وطن موحد. تألمت كثيرا حين علمت بأن أبناء دارفور لا يشاركون في مظاهرات اتحادات الطلاب في العاصمة باعتبار ذلك نشاط لأبناء المركز وبالتأكيد هناك تقصير ايضا في التضامن مع قضية دارفور، ولكن النتيجة واحدة شرخ في صرح الوحدة الوطنية,ووحدة الحركة الطلابية.

    لم أنتقد خلافات الحركة الشعبية رغم أن الخلاف الحزبي مسألة عادية في حزبي وفي كل الاحزاب الشمالية. المسألة عندي تختلف لأن ياسر والحلو يجمع بينهما كفاح مسلح وقد وهبا الروح والحياة نفسها من أجل العمل السياسي. بينما خلافات بلال ومبارك الفاضل مثلا هي حول المصالح والامتيازات والاستوزار. لذلك خلافات الحركة ليست طبيعية ولا مقبولة ومؤلمة وتهز فينا كثيرا من القناعات والتوقعات. سعدت ببشارة ياسر عرمان بميلاد ثان للحركة وأن لديها رؤية جديدة، وأرجو ان تبدأ بنقد ذاتي شجاع.

    حفلت الردود بشخصيات كاركاتورية رغم ادعاءات الثقافة والفكر فقد اراد احدهم وصفي بالانفصام ونسي نفسه فقد سرد لنا زيارته لهارفارد وتفاخر بتمسحه ببروفسور فوزي وفريزر ولكن -من الواضح- انه لم يتعلم منهم الموضوعية ولم يسمع منهم بنظرية في الأدب تقول ب "موت المؤلف" وهي تتعامل مع النص فقط. صاحبنا هذا يظن ان التمسح بالكبار يجعل منه كبيرا بالعدوى. وسوف يرفع ذلك من قدره ويسمح له باجراء تحليل نفسي للآخرين. هذه نماذج بشرية رضيت عن جهلها ورضي جهلها عنها.

                  

07-10-2017, 07:55 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الهجوم غير المبررعلى دكتور حيدر ابراهيم (Re: محمد عبد الله الحسين)

    أخي محمد عبد الله .. تحياتي،

    مساهمات الدكتور حيدر إبراهيم في مجال الفكر والسياسة والتنوير.. مساهمات كبيرة ومقدرة ..
    متعه الله بالصحة والعافية وحفظه.....

    Quote: الطيب مصطفي…ليس انسانيا.. ولا مسلما.. ولا سودانيا
    حيدر ابراهيم علي

    ليست هذه غضبة مضرية ولكن ذلك الشخص اتي بما ينزع عنه كل هذه الصفات
    فهو عاطل من الحس الانساني ومن رحمة المسلم ومن شهامة السوداني. فهل يمكن لشخص لديه ذرة من الانسانية أن يعلق عن مقال انسان خارج من المرض بأـنها "فجة الموت"؟ وان يشمت في مرض انسان مثله ويفرح لان المرض انهك"جسده العليل واجبره علي التوبة، ولكن في حقيقته كان يتمني أن تكون فجة الموت قصيرة أي سكرات الموت ليكتب عن "الهالك فلان" وطبعا ليس المرحوم وعندئذ يا للفرحة لقد نقص الشيوعيون واحدا.ولكن يا لخيبة الأمل:
    كم قد قتلت وكم قد مت عندهم ثم انتفضت فزال القيد والكفن
    ان مضمون ما كتب هذا الكائن الحي يجعل من الصعب عليّ أن انسب مشاعره الي الانسان. وللقارئ أن يحكم بنفسه بعد قراءة مقاله في(الصيحة) يوم2/7/2017
    لست تكفيريا ولكن الرجل يفتقد أهم شروط وصفات المسلم فمثله من قصد الحديث" انك أمرؤ فيك جاهلية" كما عرّف المسلم بانه:" المسلم من سلم الناس من لسانه ويده"وكـأن الآية الكريمة:"همّاز مشّاء بنميم منّاع للخير معتد أثيم" قد نزلت فيه وليس في الوليد بن المغيرة. وهو قد حرم من فضيلة الرحمة حين يشمت في مرض الآخرين.هذه ليست من طباع المسلم الحق.وجاء في الحديث:"من كان يؤمن بالله واليوم الآحر،فليقل خيرا أو يصمت". وصاحبنا لا يقل خيرا ولا يتوقف عن القول الشرير. وكان الاستاذ محمود محمد طه يقول: كل زول يدي العندو.
    كما أنه ليس من شهامة ومرؤة السوداني أن يفرح بالآم الآخرين
    ولكن كيف يكون سودانيا من قام بعمل عجز عنه الاستعمار أي فصل الجنوب وأن يتحلي بأخلاق السودانيين.
    لا داعي لحبور الطيب وان يدعو"المتمردين" لأخذ العبرة مني نحن لا نختلف في المبادئ والاهداف النهائية(انتشال الوطن من التخلف وكل اشكال العنصرية)ولكننا نختلف في التحليل ومن ناحية أخري، ساظل ماركسيا حتي فجة الموت القادمة لأنني أؤمن بأن الماركسية هي أفضل منهج في التحليل لتطور وتاريخ المجتمعات وتكتمل الماركسية كفلسفة مع ادراك دور أكبرللحرية الفردية
    لم يتغير موقفي الداعم لمظلومية مايسمى بالمهمشين ولكننا نختلف في التحليل
    كما لمست آثارا جانبية ضارة في فكر بعض الشباب سببتها نظرية المركز والهامش المحتاجة لتعميق وتقعيد أكثر.افضل فكرة التخليف(من التخلف) المتعمد لاجزاء معينة في السودان ليس بسبب الأصول الاثنية ولكن لضمان استمرار نفوذ القوى التقليدية(يوجد عدد كبير من التقليديين في المناطق المسمية مهمشة فالهامش ليس كتلة واحدة صماء)
    لاحظت أن الجدل في النظرية هذه ناقص لأنه يتوقف عند القضية(الهامش) ونقيضه(المركز) ويهمل الضلع الثالث وهو مركب القضية والنقيض.(synthesis) ماهو في نظرية الهامش والمركز؟

    في رأي الحركة الشعبية اضاعت فرصة تقديم نموذج عملي للسودان الجديد وهنا اختلافي ونقدي فانا لا اعاديها فهي خصم ثانوي تهمته التقصير بينما يظل العدو الرئيس هو تظام الانقاذ الظلامي وليس الحركة الشعبية باي حال من الاحوال.
    ما كتبته ليس توبة أو ندما أوخرف الخوف من الموت بل هونقد ونقد ذاتي حريص
    لست عليلا ولا في حالة ضعف قلبي ما زال حديدا زائد صمام جديد ويتابع في وعي الانتحار والسقوط اليومي للانقاذ منتظرا حفل الدفن النهائي
    وفي الختام اردد: من نكد الدنيا علي المرء أن يضطر للرد علي مقال للطيب مصطفي صاحب الصفة والمؤهل الشاذين:خال الرئيس وبأي منطق يملك صحيفتين وهو لا يملك الرأسمال المادي ولا الفكري. واتمني أن ينشر ميزانيات صحفه لنري كيف يأكل مال السحت ويقتطع من المال العام ما كان يفترض أن يذهب لدعم حليب الاطفال وادوية المرضى. ولينشر لنا ايضا نبذة من سيرته الذاتية وما فيها من اسهامات له في الاعلام أوالفكر الاسلامي والعقيدة مما جعله يحتل هذه المواقع الهامة في الدولة بداية من مدير للتلفزيون ليثبت ذوقه الفني الراقي بحرق عشرات الاغاني من مكتبة الإذاعة وهو سلوك مع حرق الكتب ابتكار نازي.
    الطيب مصطفي نتاج استباحة الوطن عقب غزوة 30 يونيو1989 لوطن يدعى السودان وفي أزمنة المهازل والتدهور يطفو امثاله العاطلين عن مكارم الأخلاق التي بعث الرسول الكريم ليتمه

    [email protected]ا.

                  

07-10-2017, 10:00 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الهجوم غير المبررعلى دكتور حيدر ابراهيم (Re: نصر الدين عثمان)

    Quote: الصفحة الرئيسية » مقالات وآراء » الطيب مصطفى
    أيها المتمرِّدون.. خذوا العبرة من حيدر إبراهيم(1)

    وصف أحدُهم ما صدر من اعترافات مدهشة للشيوعي حيدر إبراهيم بفجَّة الموت، لكني أُفَضِّل عبارة عودة الوعي جراء خيبة أمل أصابت الرجل وهو في أضعف حالاته بعد أن أنهك المرضُ جسده العليل وغيَّر من شخصيته التي كانت تعاني من عناد مرضي أو ربما انتحاري سجنها في قيده الكئيب منذ الصبا وحتى بلغ من العمر عتيّا.
    لكن ما المشكلة التي جعلتْني أنقض على عُنق الرجل بكلتا يدي موبِّخاً لا شامتاً، وفي ذات الوقت مقدِّراً اعترافه النبيل راجياً لنا وله الهداية والمغفرة من ربٍّ كريم؟
    حيدر إبراهيم أيها الناس نعَى الحركة الشعبية ومشروعها (السودان الجديد) الذي ظل يُدافع عنه ويذود كما تنافِح الأم الرؤوم عن وليدها المريض شأنه في ذلك شأن (المراكسة) من الشيوعيين ومن أولاد قرنق عرمان وعقار والحلو وباقان.
    لم يكتف حيدر إبراهيم (بتفطيس) مشروع السودان الجديد إنما هدم الأسس النظرية التي يقوم عليها فكره الماركسي، بل التي تقوم عليها كل الحركات (الثورية) المتمرِّدة التي ابتُليَ بها السودان وأعني نظرية (صراع المركز والهامش)، ومعلوم ولع المراكسة بعبارة (الصراع الطبقي) التي تعتبر حجر الزاوية في التغيير الذي تنتهي مراحله إلى الشيوعية المطلقة.. إنها مراجعة مباركة لأسس النظرية التي ظل حيدر مُعتكفاً في محرابها مُنافحاً عنها مُمجِّداً لهرطقاتها منذ الصبا.
    ما حمل حيدر إبراهيم على إخراج زفراته الحرَّى التي صدع بها، تلك الصراعات الدامية التي ضربت الحركة الشعبية والتي دفعته إلى نفض الغبار عن كثيرٍ مما ظلَّ ورفاقه يخفونه خوفاً من الجهر بالحقيقة المرة.. حقيقة ملكهم العريان الذي ظلوا يخادعون أنفسهم بأنه يتسربل بأفخم الثياب وأغلاها.. قال حيدر (لا فض فوه بل أسأله تعالى أن يحييه حتى ينثر كل ما ظل مطموراً في كنانته بفعل شيطان العزة بالإثم الذي لطالما طوى كثيراً من الأسرار في صدور الرجال إلى أن واراهم الثرى).. قال حيدر بعد أن وضع الخلافات التي تُمسك بخناق الحركة الشعبية على طاولة التشريح والتحليل: (إن فرضية جدل المركز والهامش وهمُ كبيرٌ، فنحن أمام الهامش النوباوي وهو يحارب الهامش الدينكاوي أو الجنوبي وليس الجلابة أو تحالف الهمباتة الخيالي)، ثم واصل بإيراد اعترافه المدوي: (الصراع في السودان ليس إثنياً ولا جهوياً بل هو صراع اقتصادي اجتماعي قد يلبس أحياناً أقنعة ثقافية)، ثم طفق الرجل يُدلّل على نظريته الجديدة ليفنّد (خزعبلة) طبقية المركز والهامش المبنية على أسس عنصرية إثنية تقوم على فرضية أن أولاد البحر (الجلابة) هم الذين تسببوا في تخلف الجنوب والغرب ولينسفها نسفاً باستدعاء وقائع تاريخية قديمة ظل ساكتاً عنها رغم علمه بها ليدلّل بها على حجته الجديدة الداحضة لنظرية المركز والهامش بقوله (إن أبناء الهامش هم الذين حكموا السودان من عام 1885 وحتى عام 1898 فأذاقوا القبائل النيلية صنوفاً من العسف والقمع والظلم)، وضرب أمثلة أخرى أثبت بها أن كثيراً من نُخب الهامش ارتكبت ممارسات شنيعة وحروباً شعواء على الهامش، ثم ضرب أمثلة عديدة تدعم حُجَّته ليصل إلى أن تحميل إثنيات وجهويات معيّنة منسوبة إلى المركز ما هي إلا تخرُّصات جوفاء لا تقوم على ساقين.
    ثم خلُص حيدر إلى أن (فرضية الهامش والمركز تقود بالضرورة إلى عنصرية مضادة وتخرّب أي محاولة للوحدة الوطنية القائمة على حقوق المواطنة)!

    مضى حيدر إبراهيم إلى أبعد من ذلك لينسف الأسس التي قام عليها مشروع السودان الجديد، فقال بعد أن أقر أنهم صنعوا "تابوهات" وثوابت محرمة (dogmas) يخشون من مناقشتها ومفاهيم ممنوع الاقتراب منها أو التصوير باعتبارها أبقاراً مقدَّسة تتمثَّل في (فرضية المركز والهامش) و(شعار السودان الجديد)
    .. قال إنه يحق له أن يسأل: (لماذا يحارب الهامش الهامش، ولماذا يتصارع قياديان من دعاة السودان الجديد حول الزعامة لو كانت الغاية واحدة)؟!
    ثم مضى إلى خيبة أمله الكبرى حين قال إن (الحركة الشعبية قدمت نموذجاً كارثياً للسودان الجديد الموعود سادت فيه المجاعة والأوبئة والتطهير العرقي)!
    لم أستغرب أن يطرح حيدر هذه الأسئلة (الساذجة) في إطار مراجعاته الفكرية، ذلك أن الرجل، شأنه شأن جميع الشيوعيين السودانيين، ظلَّ (مخموماً) بأوهام ماركس لا يسائلها ولا ينتقدها، وبالتالي ظلّ يتجاهل، شأن رفاقه الأغرار، الجوانب المادية في السلوك البشري فكما تغاضى كبيرهم ماركس عن الدافع الشخصي حين تعامل مع العامل وكأنه آلة صماء أو ملاك روحاني طاهر وليس إنساناً من لحم ودم يحمل في جيناته قبصة الطين ويستجيب للأنا المادية القاهرة كما يستجيب لرغباته ودوافعه الشخصية ظل حيدر ورفاقه يتجاهلون الفطرة البشرية المتمثلة في الجوانب الشخصية التي ظلت تُلهب الصراع بين مكونات التجمع الوطني الديمقراطي بل التي شقّت الحزب الشيوعي قبل ذلك بين من انحازوا للرئيس نميري ومن خرجوا عليه أو التي شقت الجبهة الثورية حين رفض مالك عقار التنازل لجبريل إبراهيم عند انقضاء فترة رئاسته، وأخيراً بين الحلو ومجلس تحرير النوبة من جهة وبين عرمان وعقار من جهة أخرى.
    نواصل

                  

07-10-2017, 10:01 AM

نصر الدين عثمان
<aنصر الدين عثمان
تاريخ التسجيل: 03-24-2008
مجموع المشاركات: 3958

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الهجوم غير المبررعلى دكتور حيدر ابراهيم (Re: نصر الدين عثمان)

    Quote: الصفحة الرئيسية » مقالات وآراء » الطيب مصطفى
    أيها المتمرِّدون.. خذوا العبرة من حيدر إبراهيم (2)

    ختمتُ مقال الأمس بالقول إن المعارض الشرس حيدر إبراهيم أقرَّ أخيراً وقبل أن يختِم حياته وعمره الطويل.. أقرَّ بأن البديل الذي ظلَّ يدعمه لا يختلف عن (الشيطان) الذي كان يرجمه، وذلك بعد أن استعرضتُ بعضاً من مقولاته بما في ذلك اعترافه المدوِّي بأن: (فرضية جدل المركز والهامش وهُمٌ كبير، فنحن أمام الهامِش النوباوي وهو يحارِب الهامش الدينكاوي أو الجنوبي وليس الجلابة أو تحالف الهمباتة الخيالي).
    ثم واصل قوله: (إن الصراع في السودان ليس إثنياً ولا جهوياً بل هو صراع اقتصادي اجتماعي قد يلبس أحياناً أقنعة ثقافية)، ثم أهال حيدر الترابَ على مشروع السودان الجديد بعد أن فنَّده وأوسعه ضرباً وركلاً.
    أقول إن اعترافات أحد أساطين اليسار وأكثرهم عنادًا و(كجاراً) ينبغي أن يسوق الممانعين من القوى السياسية المعارضة بمن فيهم حملة السلاح إلى تخفيف مواقفهم المتطرِّفة في مواجهة القوى السياسية الأخرى التي ظلوا يناصبونها العداء.
    قرأتُ قبل ذلك مراجعات ناقدة للكاتبة المعارِضة رشا عوض تسير في ذات الاتجاه الذي سلكه حيدر إبراهيم، فقد ظلّت رشا تتمرَّد من حين لآخر على كوابح العزة بالإثم التي تصد المعارضين عن تجاوُز الخطوط الحمراء التي نصبوها سدوداً من نار تعوق حرية تحرّكهم نحو الآخر المشيطن، كما ظلت تخرج بشجاعة فائقة إلى فضاء الانعتاق من أسر (الدوقما) لتقر بأن من ظلّت تساندهم من رفاق السودان الجديد وأهل الهامش لا فرق بينهم وبين من ظلّت تكيل لهم السباب بالليل والنهار .
    أهم ما في هذه المراجعات الفكرية التي تبتدرها بعض نُخب اليسار من منافيهم الاختيارية أنها ترد أهلها إلى شيء من الواقعية وتجعلهم يخفِّفون من عدائهم لمن ظلُّوا لا يرون فيهم إلا شيطاناً مريداً، فنحن على سبيل المثال ظللْنا ننتقِد من موقع المعارضة أخطاء الأداء التنفيذي وكل مظاهر الفساد ونطالب بالحكم الراشد ودفعْنا في سبيل ذلك فواتير باهظة الثمن، لكننا كُنا في ذات الوقت ننتقِد بزفرات من نار خطل توجُّهات المعارضة المسلحة والمتحالفين معها، كما كُنا نسائل مشروعية حملهم السلاح بعد أن رأينا آثاره الكارثية على الوطن والمواطن، فماذا جنى من رفعوا السلاح بعد كل سنوات الاقتتال المرير، غير تقتيل أهليهم وتشريدهم وتدمير بلادهم والتسبُّب في تخلُّفها وإشانة سمعتها بين العالَمين، بل ماذا فعلوا بعنادِهم غير منحهم الشرعية لنظام الإنقاذ الذي اتخذ حربَهم المسعورة مبرّراً منطقياً للتضييق على الحريات؟
    ما أصدق قول الشاعر :
    لعَمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق
    فقد والله العظيم أنهكْنا وعطَّلنا، جراء ضيق أخلاق الرجال، بلادَنا المأزومة، وها هو حيدر إبراهيم يصل إلى ما ظللْنا نُدندِن حوله أنه لا خير في المواقف المتطرِّفة من الطرف الآخر الذي ثبت له بطلانها وخطلها سيما بعد انفجار الحروب الأهلية التي طالت محيطنا الإقليمي ودمّرته تدميرًا.
    موقف حيدر لا أشُك أنه راوَد كثيرين عجِزوا عن اقتحام عقبة هوى النفس الأمَّارة بالسوء، وعن كسْر ذلك (التابو) اللعين فهلَّا انتصروا على أهوائهم وتحرَّروا من القيد الذي كَبَّلوا به أنفسَهم؟
    لا أستثني أحداً من الممانعين، فوالله إن التغيير والإصلاح المتدِّرج أفضل مائة مرة من استخدام السلاح الذي رأى الجميع ما أحدثه من موت وتدمير وتخريب وتشريد وتعطيل لمسيرة الوطن.
    إني لأخاطب كُلاً من السيد الصادق المهدي وجبريل ومناوي وعمر الدقير وإبراهيم الشيخ، بل إني لأخاطب فاروق أبوعيسى الذي جمعتْني به جلسة واحدة يتيمة في محكمة تصالَحنا فيها بعد خصام.. أخاطبُهم جميعًا بأن هلّموا إلى التوافُق والتقارُب لإنفاذ مخرجات حوار نثق أنها كفيلة بنقل بلادنا خطوة خطوة إلى بر الأمان.
    لقد دخلنا المجلس الوطني وأُقسم بالله أني وجدتُ ما لم أكُن أتوقَّعه، فقد كنتُ قبلها أرى فيه مجرّد تابع للسلطة التنفيذية (لا يهش ولا ينش)، ولطالما كتبتُ هذه العبارة في زفراتي الحرّى وأستغفر الله الغفّار الرحيم، فقد كنتُ أسلقه بألسنةٍ حِداد، لكني وجدتُ شيئاً مختلفاً، فقد لمسنا دوراً رقابياً حقيقياً يستدْعي السلطة التنفيذية ويسائلها ويوجهها الأمر الذي يتيح لنا إنفاذ مخرجات الحوار، بل ويمكن من إحداث التغيير نحو المسار الديمقراطي الذي نبتغيه.. لا أقول إن البرلمان يمارِس ذات الدور الذي تمارِسه البرلمانات الديمقراطية لكن العافية درجات ونحن نتحرَّك إلى الأمام.
    أود أن أسأل كل هؤلاء الذين أوردت أسماءهم.. أما كان وجودهم في البرلمان سيكون أكثر جدوى من معارضتهم خارج الأجهزة الرقابية أو التنفيذية؟
    لقد كتبتُ مُخطِّئاً نفسي وحزبي بعد أن رجعنا للحوار أني لو استقبلتُ من أمري ما استدْبرت لما جمّدنا الحوار ذلك أن استمرارنا في الحوار كان سيدعم الأوراق المقدّمة من المؤتمر الشعبي حول ورقتيْ الحريات وقضايا الحكم واللتين تتناولان أهم القضايا التي ظلّت محل خلاف بين الحكومة وبين جميع قوى المعارضة.
    بمثلما أحدثْنا هذه المراجعة لموقفنا السابق، وبمثلما فعل حيدر إبراهيم فإننا نطلب من القوى السياسية أن تتحلَّى بالشجاعة اللازمة لكي تكُف عن مسيرة الانتحار البطيء أو انتظار المجهول الذي لا يعلم مآلاته إلا الله العزيز الحكيم.
    لقد طوى الموتُ عدداً من قيادات المعارضة، وأرى شبحَه يحوم حول كثيرين اقترب بهم قطار العمر من محطته الأخيرة فهلَّا اقتحموا العقبة وقهروا أنفسهم من أجل وطنهم استجابةً لحكمة مجرَّبة تقول: (إن التاريخ يصنعه الخارجون على القانون)؟
    History is made by those who break the law

                  

07-10-2017, 10:31 AM

عبدالحفيظ ابوسن
<aعبدالحفيظ ابوسن
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 22319

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الهجوم غير المبررعلى دكتور حيدر ابراهيم (Re: نصر الدين عثمان)

    تحياتي للجميع
    لا يقدح في نباه حيدر ولا وطنيته بل ولا صلابة موقفه إلا لقارئ متعجل او متحيز او وطأ له ثوبا
                  

07-10-2017, 11:35 AM

محمد عبد الله الحسين
<aمحمد عبد الله الحسين
تاريخ التسجيل: 01-02-2013
مجموع المشاركات: 11562

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: الهجوم غير المبررعلى دكتور حيدر ابراهيم (Re: عبدالحفيظ ابوسن)

    الأخ أبوسن
    كلامك كالعادة موزون بميزان الذهب
    ليسكسير تلج
    فعلا د. حيدر كما وصفته أنت..رجل يحترم نفسه و لديه أخلاق و التزام ..و إلا لما خرج.
    تحياتي
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de