نخبُ القتلِ القَدِيمِ

نخبُ القتلِ القَدِيمِ


07-08-2017, 09:58 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1499504313&rn=0


Post: #1
Title: نخبُ القتلِ القَدِيمِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 07-08-2017, 09:58 AM

08:58 AM July, 08 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر


*****
1
حدِيقةُ الظَّنِّ
إلى الفنان العالمي سيف لعوتة
+++
(1)
أُكثِرُ الظّنَّ بِسُقُوطِي عن صهوةِ اللّيلِ
ومن الظّنِّ بِأنِّي ممن يسِيرُونَ أثناءَ نومِهم على سرِيرِ الأخيلةِ
ومن اليقِينِ بِأنِّي ممسوسٌ بِوسواسِ الحُبِّ القهرِيِّ، أعنِي كأن أُحِبُّ قاتِلي، ومن يُفبرِكَ أخباراً سيّئةً عنِّي، يشِي بِها لِلحاناتِ والأزِقّةِ، ولا ينسَى قبلَ غفوتِهِ في فرحِ الفِتنةِ أن يحشُرَهَا حشراً بأُذُنِ الشّارِعِ.
أُكثِرُ من إِمساكِ قرني النّهرِ وإِغراقِهِ في اِلتِباساتِ المارّةِ، من دغدغتِهِ حتى ينكفِئ على قفاهِ فرط الغِبطةُ، أصنعُ تيّاراتٍ يصعدُ عليها سمكُ الظُّنُونِ، ويرتجُّ قلبُ النّهرِ من الولهِ.
(2)
أفتحُ بابَ التّجرِبةِ بِالظّنِّ
أدفعُ بِقدميّ إلى ساحاتِها
يتبعُنِي خوفِي اللّهّاثُ بِخرقِهِ البالِيةُ
أفتحُ رُوحَ الشّجرِ، الطّيرَ، الحجرَ، ... رُوحَ اللهِ
حين كُلُّ شيءٍ من رُوحِهِ
وبِسِرِّ حرفِي (كُنْ)
أُخفِي الشّرَّ في زكائِبِ النّدى، أخلِطُهَا بِالظّنِّ...
(3)
أيهذا الذي ستتّكِئُ عليكَ غمامةٌ سوداءُ تبحثُ في كُلِّ مساقاتَها على مطرٍ يُحِيلُها إلى يقِينٍ مُتباقِصٍ، أيهذا الذي من ولهٍ وخواصِ دنٍّ..
أيهذا المُتلكِّئُ في اِعتِلاءِ الرِّيحَ وقد اِجتازَ غليانُكَ التّشبُّثَ بأفانِينِ الوترِ...
خُذْ زُوارِقَكَ وكُفْ البصرِ.
(4)
لِزهرةٍ من حدائِقِ الرُّوحِ
اِهتدَى رونقُها لِلسِّحرِ
يتشابى لِلمقامِ ظنٌّ فظنُّ...

2
بابُ الحربِ
إلى نيالاو حسن أيول
+++
لِم تركْ القتلى بابَ الحربِ مُوارباً
وعلى خشبِهِ المُشتعِلِ
اِتكأتْ اِبتِساماتُهُمْ الملائِكيةِ المقامُ؟
لن أقُولَ مُواربةً لِحمائِمِ الحُبِّ والسّلامِ
لأرِيجِ الزّهرِ والأرواحِ خلفهُمْ
لِلشّوارِعِ التي كان يتجمهرُ الهُتافُ على عينِيهَا، وتُدوّي الأنغامُ
لِزفراتٍ حرى من قُلُوبٍ حُرّةٍ صامِدةٍ بِوجهِ الظّلامِ
...
فلم يعُدْ من شيءٍ إلى شيئِهِ
خرجَ كُلُّ شيءٍ لِضدِّهِ
واِستقامَ
.
.
.
فلم إذنْ تُبقُونَ البابَ مُوارباً
لم تأمُلُونَ خيراً في الحُطامِ؟

3
والشّرُّ يفتحُ بابَ البيتِ
يصُبُّ في اﻷورِدةِ
التي ترُومُ أن تُخبِّئَ عِطرَ الودِّ
وتسكُبُ لِلحرِيقِ
الفاسِدَ مِما يسرِي بِسِجنِهِ
آهٍ ليتَ الوردُ جاءَ سائِلاً في سيرِهِ
نحوَ قُبلاتِ الرُّوحِ لِوجهِهِ الرّاعِفْ.

4
شابٌ أشترى لِوسادتِهِ ذاكِرةً مخدُوشةً
ومضى بِحذرٍ يحمِلُها إليها لعلّها تستدِيرُ إليها
ترتدِيها عِوضاً عمّا تختزِنَّهُ لهُ من ذِكرياتٍ
تُسهِّدُهُ...

5
الصُّراخُ الصُّراخُ الصُّراخ
ما أفعلُ اللّيلةَ بِهذا الضّجِيجِ الذي يُعرِّشُ بِقلبِي
يلُمُّ كُلَّ صرخةِ وجعٍ بكونٍ يتيمٍ..

6
وترٌ ثانٍ سينبُتُ في يدِي
لأغرِفَ قصِيداً من مُحِيطِ الدّمِ
وأشربُ نخبَ القتلِ القدِيمِ
وهو يُؤسِّسُ لِكسرِ فمِي..
8/7/2016