ملحدون مع الإسلام

ملحدون مع الإسلام


06-27-2017, 10:29 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1498598976&rn=100


Post: #1
Title: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-27-2017, 10:29 PM
Parent: #0

09:29 PM June, 27 2017 سودانيز اون لاين
هشام آدم-Liège - Belgique
مكتبتى
رابط مختصر
-------------

ثمَّة تيارٌ ليبراليٌ يميل إلى قبول الخطاب التَّجديدي للإسلام، والتَّصالح معه، في مُقابل المُحافظة على عدائه للخطاب السَّلفي المُتطرّف، وهو ما يقودنا إلى وضع تصوراتٍ مبدئيَّةٍ عن موقف هؤلاء من الإسلام نفسه، كموضوعٍ مُستقلٍ عن المُسلمين، وعن تصوراتهم الذاتيَّة عن الإسلام، لأنَّ تسامح هؤلاء مع المُسلمين المُعتدلين يعني الاعتراف -ضمنيًا- بأنَّ الإسلام نفسه -كـديانة لها تاريخٌ، ونصوصٌ تراثيَّةٌ- يُمكن أن يكون قد خضع لتأويلاتٍ مُتطرفةٍ ومُتشددة. ومن أجل هذا فإنَّهم يقفون ضد القراءات السلفيَّة، في مقابل القبول بالقراءات المُعتدلة والأكثر تسامحًا، رافعين -في ذلك- شعار أنَّ الإيمان والاعتقاد من المسائل الشخصيَّة التي يجب عليهم الدفاع عنها، باعتبارها حريَّاتٍ وحقوقٍ أصيلة. هذا الموقف في رأينا يُعبَّر عن تشويشٍ فكريٍ، يجعل هؤلاء يخلطون بين المفاهيم، ويُدخلون بعضها في بعض دون درايةٍ، ودون فهم. وفي هذا المقال سوف أحاول تناول موقف هؤلاء من الناحية المنطقيَّة، لنرى ما إذا كان موقفهم موفقًا أم غير ذلك.

Post: #2
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-27-2017, 10:31 PM
Parent: #1

القرآن نصٌ تاريخيٌ؛ إذ لم ينشأ من العدم أو في الفراغ، مُستقلًا تمامًا عن زمانه، وثقافة أهل زمانه، وهذا النص وصل إلينا كما وصلت إلينا نصوصٌ تاريخيَّةٌ إسلاميَّةٌ أخرى، وكلها مُجتمعةً تُوضح لنا جوانب من الحياة السياسيَّة، والثقافيَّة، والاجتماعيَّة عن تلك الحقبة وأهلها. وبدون معرفة السياق التَّاريخي؛ فإنَّه من غير المُمكن فهم هذه النُّصوص، وهنالك انسجامٌ تامٌ بين النُّصوص والمرويَّات التَّاريخيَّة، والتي بدورها تُوضح لنا كيف كان الإسلام في وقته؛ فالتَّاريخ الإسلامي تاريخٌ كتبه المنتصر، والتَّاريخ الذي يكتبه المنتصرون دائمًا ما يكون مُصاغًا بطريقةٍ تخدم المُنتصر، وتُقلّل من شأن العدو المهزوم، وليس من المنطق الطعن في التَّاريخ الإسلامي من قِبل المُسلمين أنفسهم، بينما من الجائز أن يطعن غير المُسلمين بهذا التاريخ، الذي تناول ذكرهم، دون أن يكون لهم فرصة المُشاركة في صياغته، وهو ما يُعطينا إشارةً إلى صحَّة موقف التَّيار السَّلفي، وصحَّة قراءته للنُّصوص الدينيَّة.

Post: #3
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-27-2017, 10:31 PM
Parent: #2

التَّيار الإسلامي المُعتدل يقوم أساسًا على مُخالفة المنطق، وذلك بالطعن في التَّاريخ الإسلامي الذي كتبه المُسلمون بأيديهم، ورغم لامنطقيَّة هذا الفعل من أساسه؛ إلَّا أنَّه يظل تصرفًا مُبررًا، لأنَّ هذا التَّاريخ لم يعد مُتوافقًا مع مُعطيات العصر الحديث وقيمه. فكانوا مُضطرين لإنكار هذا التراث وهذا التاريخ، في مُحاولةٍ لتخليص الإسلام ونصوصه من المواجهة، والتصادم المُباشر مع القيم الحديثة، والحيلولة دون تعريضه للنَّقد العقلاني، بعيدًا عن القداسة. وفي الواقع فإنَّ هذه القداسة هي التي حملت المُسلمين إلى افتراض السلميَّة، والتسامح في الإسلام، على العكس تمامًا من كل ما تقوله المرويات، وكُتب التُّراث الإسلاميَّة، والتي ما كتبها المُسلمون إلَّا خدمةً للإسلام أصلًا، فأصبحت القاعدة معروفةً: (كل نصٍ تراثيٍ يتعارض مع فكرة "سلميَّة الإسلام" فهو مردود، وكل نصٍ قرآنيٍ يتعارض مع فكرة "سلميَّة الإسلام" يجب إعادة تأويله)؛ فإذا أخذنا حديثًا كحديث شرب بول البعير على سبيل المثال، فإنَّنا لا نجد أي مُبررٍ يجعلنا نستبعده، فهو نصٌ مُتوافقٌ تمامًا مع البيئة الصحراويَّة، والفهم البدائي لطبيعة الأمراض، وطرق مُعالجتها؛ لاسيما وإنَّنا نرى كيف تعيش القبائل البدويَّة والقرويَّة اليوم، ناهيك عن قبائل بدويَّةٍ عاشت في الجزيرة العربيَّة قبل أكثر من 1400 عامًا من اليوم.

Post: #4
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-27-2017, 10:32 PM
Parent: #3

والسُّؤال الذي يطرح نفسه الآن: إذا كانت القداسة هي ما تدفع المُسلمين إلى إنكار مثل هذا الحديث، الذي ينم عن الجهل، والتخلف، والبدائيَّة، في مُحاولةٍ لتخليص شخصيَّة محمَّد المُقدّسة من هذه الصفات، فما هو دافع غير المُسلمين، الذين يقفون في صف الإصلاح الإسلامي؟ وغير بعيدٍ عن هذا السُّؤال، فإنَّنا نتساءل فعليًا عن موقف غير المُسلمين الداعمين لحركات الإصلاح والتَّجديد الإسلامي، من الآيات التي تتناول سبي النساء في الحروب، وتتناول التحريض على القتال، والعنف، والكراهيَّة ضد الآخر غير المُسلم؟ هل هم مُعترفون ببشاعة هذه النصوص وعدم صلاحيتها لهذا الزمان أم أنَّهم -كالمُسلمين- يرون أنَّه بالإمكان إعادة تأويل النَّص القرآني ليبقى صالحًا لكل زمانٍ ومكان؟ فإذا كان بالإمكان إعادة التَّأويل واستخراج معانِ غير عنيفةٍ من نصٍ عنيفٍ (ربما كان هو سبب ترك اللادينيين من أصولٍ إسلاميَّةٍ للإسلام)، فلماذا تركوا الإسلام إذن، طالما أصبح بالإمكان إعادة تدوير معاني القرآن، عبر إنكار التُّراث، وإعادة تأويل القرآن؟

Post: #5
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-27-2017, 10:33 PM
Parent: #4

الحقيقة أنَّه لا يُوجد منطقٌ سليمٌ يجعل اللادينيين أو المُلحدين من أصولٍ إسلاميَّةٍ إلى التَّصالح مع ما يُسمى بالإسلام المُعتدل؛ إلَّا أنَّ يكونوا واثقين بالفعل من أنَّ الإسلام (في أساسه) مُعتدلٌ، وأنَّ المُشكلة تكمن في الفهم والتفسير السلفي للنصوص، وهو موقفٌ نعتبره غريبًا وشاذًا، ولا علاقة له بمسألة حقوقيَّة حريَّة الاعتقاد، لأنَّ الاعتقاد الديني إنَّما يُبنى على "النَّص"، لأنَّ الأديان المُؤسساتيَّة هي من افترضت فكرة "الوحي" كأساسٍ للاعتقاد، فالأديان الإبراهيميَّة (وغيرها)، ليست عقائد روحيَّة شخصيَّة، بسبب وجود نصوص تُبيّن (بصورةٍ مُتعاليةٍ ومُفارقةٍ للواقع والذات) كيف يجب أن يكون الإيمان، وما هو الإيمان القويم، وما هو الإيمان غير القويم، فهذه الأفكار ليست نابعةً من "ذاتٍ" مُشخصنةٍ للأفراد؛ حتى يُمكننا دعم فكرة أنَّ الاعتقاد -في هذه الحالة- مسألةٌ شخصيَّة، لأنَّ هذه المُعتقدات لم تكن نتاج ضميرهم، وتفكيرهم، وتصوراتهم الخاصة، بل هي أفكارٌ جاهزةٌ، خرجوا إلى العالم ليجدوها أمامهم، وتوارثوها عن آبائهم، ولقنتها لهم مُجتمعاتهم، تلقينًا. والواجب على دعاة حريَّة الاعتقاد أن يرفضوا هذا النَّوع من الاعتقاد المُوجَّه، والمفروض على الأفراد، احترامًا لحريَّة الإنسان في الاعتقاد والتَّفكير.

Post: #6
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-27-2017, 10:33 PM
Parent: #5

وعلى أيَّة حال؛ فإنَّنا إذا افترضنا أنَّ الإنسان إذا بلغ مرحلةً عمريَّةً مُعينة، تُتيح له التَّفكير بشكلٍ عقلانيٍ ومُتجرّد، وأنَّه في هذه المرحلة اعتنق هذه الأفكار عن قناعةٍ "شخصيَّةٍ"، فإنَّه تظل أمام المُلحدين واللادينيين من أصولٍ إسلاميَّةٍ من المُدافعين عن تيار التَّجديد الإسلامي، مُعضلة القداسة التي كانت الدافع وراء حركات التَّجديد والإصلاح، علمًا بأنَّ النهاية القصوى التي تنتهي إليها كل حركات الإصلاح هي: إنكار وجود أخطاءٍ في الدين، وبالتالي إجبار الآخرين على أنَّه لا تُوجد مُشكلةٌ في الإسلام أصلًا، وعندها سوف نتساءل عن جديَّة "الإصلاح" في هذه الحالة، إذ ليس من منطقٍ في الزعم بإصلاح الإسلام، والزعم بأنَّ الإسلام ليس به عيوبٌ في الوقت ذاته، لتصبح القضيَّة مسألة "إصلاح المُسلمين" وليس "إصلاح الإسلام". فهل يرى المُلحدون المُناصرين لدعوات التَّجديد أنَّ المُشكلة فعلًا ليست في الإسلام؟ هل هم مُتصالحون مع النَّص القرآني؟

Post: #7
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-27-2017, 10:34 PM
Parent: #6

تكمن أهمية هذه الأسئلة في أنَّه في حال كانت الإجابة عليها بـ"نعم"، فإنَّه يتوجَّب عليهم عندها إيجاد مُبرراتٍ منطقيَّةٍ لتركهم للإسلام؛ طالما لا يجدون فيه خطأ أو مُشكلة، وطالما أنَّهم مُتصالحون مع النَّص القرآني. وفي حال كانت الإجابة بـ"لا"، فإنَّه يتوجب عليهم -أيضًا- إيجاد مُبرراتٍ منطقيَّةٍ لدعهم لتيارٍ يعلمون تمامًا أنَّه يُمارس الخداع والتدليس؛ فهل ارتضوا أن يكونوا مُخدوعين بمزاعم أنَّ النَّص القرآني ليس نصًا عنيفًا أو محرضًا للعنف والكراهيَّة فعلًا؟ أم أنَّهم رأوا أنَّ الخداع والتَّدليس في سبيل الوصول إلى التَّعايش السلمي أمرٌ لا بأس به؟

Post: #8
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-27-2017, 10:34 PM
Parent: #7

الأمر أشبه بوصفةٍ يقوم بها مجموعةٌ من الطهاة، تُنتج وجبةً مسمومًا، وفي كل مرَّةٍ يتحجج بعض الطهاة بأنَّ المُشكلة في طريقة الإعداد، وليست في الوصفة، ثم يقومون بتقديم وجبةٍ تحتوي على مقاديرٍ غير مذكورةٍ في الوصفة، ويُريدون من الجميع أنَّ يُصدقوا أنَّه يُمكن عن طريقة نفس الوصفة إنتاج وجبةٍ غير مسمومة. الواقع أنَّ إعداد وجبةٍ غير مسمومةٍ ولذيذة في الوقت نفسه، هو أمرٌ جيدٌ جدًا، وبإمكاننا تناول هذه الوجبة والاستمتاع بها، وهذا الأمر لا يشترط أبدًا قبول فكرة أنَّ الوصفة لها علاقةٌ بالوجبة المُعدَّة. لأنَّ البعض -للأسف- يعتقد أنَّ مُجرَّد رفض الربط بين الوجبة اللذيذة وبين الوصفة المسمومة هو رفضٌ للوجبة اللذيذة نفسها، أو أنَّه دعوةٌ لتناول الوجبة المسمومة، وهذا غير صحيح؛ فنحن نتمنى أن يتعايش الجميع في سلام، وأن يختفي العنف والتَّطرف الديني، وأن يتم إلغاء العقوبات غير الإنسانيَّة كقطع اليد، وقطع الأيدي والأرجل من خلاف، والرجم، والجلد، ولكننا -في الوقت نفسه- نرفض مُحاولة خداعنا بأنَّ النَّص الإسلامي (التَّاريخي) الذي نعرفه، هو هو نفسه من يُوفر لنا هذه الأجواء السلميَّة والأخلاقيَّة، ورفضنا لهذا التَّدليس "التَّجديدي" لا يعني أبدًا أنَّنا نقبل بالإسلام التُّراثي أو السَّلفي.

Post: #9
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-27-2017, 10:35 PM
Parent: #8

وإنَّه وإن كنَّا نجد للمُسلمين المُعتدلين عذرًا في التَّدليس، لأنَّه ليس من السَّهل على المُتدين أن يتخلى عن دينه، الذي يُعتبر هويته، ورابطه الأساسي بالمُجتمع الصغير والكبير، وأنَّ من الصعوبة بمكان أن ينسلخ المرء من مُجتمعه، وأسرته، وأصدقائه؛ إلَّا أنَّنا لا نجد عذرًا أو مبررًا للمُلحدين من أصولٍ إسلاميَّةٍ، عندما يقبلون بهذا التَّدليس؛ بل ويعتبرون هذا التَّدليس هو جوهر العقيدة الإسلاميَّة التي يجب أن تُحترم، وواقع الأمر أنَّ "مُنتجات" هذا التَّدليس هي ما يجب أن تُحترم، فنحن -لاشك- نحترم الحريَّات الشخصيَّة، ونحترم حريَّة الاعتقاد، ونحترم كرامة المرأة، ونحترم حريَّة الإنسان وحقه في أن يكون سيّد نفسه، لا عبدًا مملوكًا للغير، لا بسبب الحرب ولا بأي سببٍ آخر، ونحترم حق الإنسان في الاعتقاد واللااعتقاد، ولكننا لا نحترم أبدًا خداعنا والاستخفاف بعقولنا، لإقناعنا بأنَّ النَّص الإسلامي يحتوي على هذه الحقوق والحريَّات، في الوقت الذي نرى فيه آياتٍ تتعارض، وتتصادم مُباشرةً مع هذه الحقوق والحريَّات.

Post: #10
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-27-2017, 10:35 PM
Parent: #9

وعلى نحو مُشابهٍ تقريبًا، فإنَّ موقف هؤلاء المُلحدين، يُذكرني بموقف الحزب الشيوعي السُّوداني، الذي اضطر إلى الانحراف عن أساسه الفلسفي والنظري، القائم أصلًا على الماديَّة الفلسفيَّة، والتي لا تعترف بقوىً ماورائيَّةٍ، ولا تعترف بأي خوارقٍ أو أفكارٍ مثاليَّة (وهي في واقعها الأساس الفلسفي للأديان، وللفكر الربوبي عمومًا)، وذلك فقط من أجل كسر الحاجز النفسي لدى الإنسان السُّوداني، من أجل أن يُوجد له قاعدةً جماهيريَّةً عريضة، يستطيع بها كسب الانتخابات، والحصول على مقاعد في البرلمان، ومن أجل هذا الغرض السياسي (والذي قد يبدو نبيلًا)، فإنَّه بدأ بتقديم بعض التنازلات، خصمًا من مبادئه الأساسيَّة، حتى انتقل الأمر من ترديد شعار: (الشيوعيَّة ليست ضد الإسلام)، إلى اعتناق شعار: (الشيوعيَّة هي الإسلام)، وفجأة أصبحت الشيوعيَّة هي الوسيلة الناجعة لتحقيق المقاصد العليا للشريعة الإسلاميَّة، وانتقل الأمر من ترديد شعار: (نحن نحترم حريَّة الاعتقاد)، إلى أنَّ أصبحت بعض العضويات -داخل الحزب الشيوعي- عضويَّاتٍ مُتدينة، وهي مُفارقةٌ غريبةٌ جدًا؛ إذ بدأ الحزب الشيوعي السُّوداني في التَّنكر والتَّنصل للأسس الفلسفيَّة التي قامت عليها الشيوعيَّة، على يد المُؤسسين الأوائل، وكل ذلك خوفًا من رفض المُجتمع السُّوداني للشيوعيَّة، والتي شاع عنها أنَّها تُعادل الإلحاد والكفر، فما كان من الحزب (في سبيل تقديم التَّنازلات)؛ إلَّا أن أصبح حزبًا دينيَّا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وأصبح كل من ينتقد توجه الحزب الشيوعي السوداني، وموقفه من الدين مُعاديًا للدين بالضرورة، ومُناهضًا لقيم التَّسامح والتَّعايش الاجتماعي. وهكذا أصبح المُنتقدون يُصنفون مُباشرةً في خانة "السلفيَّة"، حتَّى وإن كانوا مُلحدين، وهو ما يحدث حرفيًا في مشكلتنا مع ما يُسمى بالإسلام المُعتدل؛ إذ أصبح كل رافضٍ للتدليس، والخداع، والكذب الواضح والبيّن، مُصنفًا كسلفي مُلحد، أو مُناهض للتعايش والسلم الاجتماعي (الممكن) عن طريق التجديد/التدليس، وخرج علينا مُصطلح إقصائيٌ جديد: Islamophobia. وضاع مفهوم (الاتساق) بين أقدام المُتعاركين.

Post: #12
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-27-2017, 10:42 PM
Parent: #10

دعم ما يُسمى بالإسلام المُعتدل يعوق عملية "الإصلاح" المرجوة أو المزعومة، لأنَّ عملية الإصلاح لن تتم أبدًا إلَّا بالاعتراف أولًا بوجود خطأ، أمَّا مُحاولات إلقاء اللوم على الغير فهي لا تُعتبر عملية إصلاح؛ بل هي عملية تدليس وتنصل من المسؤوليَّة. وجود مادة في القانون تُسيء إلى كرامة الإنسان وتتعارض مع القيم الإنسانيَّة يتطلب إلغاء المادة نفسها، وليس إبقاء المادة على حالها، ومُطابتنا بالاعتقاد بأنَّ المادة غير موجودة أو أنَّها فعليًا لا تتعارض مع كرامة الإنسان ولا مع القيم الإنسانيَّة. هذا هو الإصلاح وليس شيء آخر، وإن كان المُسلمون غير قادرين ولا يجرؤن على فعل ذلك (وهو الشيء المُؤكد) فيجب ألا ننخدع أبدًا بشعارات برَّاقة مثل (إصلاح الخطاب الديني) أو (التجديد) أو غيرها من الشعارات، لأنَّها جميعًا تُحاول القفز على المُشكلة، وإعماء أبصار الآخرين عن العيوب، واعتبارها وكأنَّها غير موجودة. الإصلاح يتطلب اجديَّة والتَّصالح مع الذات، والرغبة الحقيقيَّة في الإصلاح، وليس الرغبة في "تجميل" الدين، وإن كان هذا واجب المُسلمين، فلا يجب أن يكون واجب المُلحدين أو اللادينيين من أصول إسلاميَّة، ومن أجل هذا فإنَّنا نرى موقف هؤلاء المُلحدين غريبًا وشاذًا؛ بل ومُتخاذلًا أيضًا.

Post: #44
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: فرح الطاهر ابو روضة
Date: 06-29-2017, 10:20 AM
Parent: #10


تحياتي هشام ادم
كتب جعفر المنصور ردا على هذه الجزئية ما رأيت بأنه من الممكن أن يكون إثراء
لهذا الطرح

في الطبيعة السياسية لنفي الفردية والقدسية من عمليات المعرفة الموضوعية... أو الماركسية-اللينينية كمضاد للتصورات المثالية والعلومية المبتذلة في نقاشات إثبات أو نفي ضرورة القدسية في الطبيعة وفي المعيشة الإجتماعية.*

*تحية للأستاذ هشام آدم ومثابرته على بحث موضوعات حرية الاعتقاد والفكر (بما فيها موضوع المشتغلين في القرن الواحد والعشرون ومظالمه العظمى بمناقشة إثبات وجود الله أو إثبات عدم وجوده.)*

*يبدأ مقال الأستاذ هشام بسهو أو خطأ، فليست هناك نظرية أو فلسفة تسمى "المادية الفلسفية"، كما يزعم بل هناك فلسفات متنوعة مثالية الموضوعات محورها وضع أو اختيار أو إنتقاد تعريفات للإيمان أو للفكر أو التفكير أو للقيم أو الغايات، من شاكلة ما هو الايمان؟ ما هو الفكر الصحيح؟ وما هي السعادة؟ ونحو ذلك من أمور تدخل كلها ضمن طبيعة فهم فرد للطبيعة والحياة، بتصور حر مطلق يتعالى مع صاحبه على الأفكار والاعتقادات الأخرى وفق معرفته الذاتية للحقيقة الفلسفية.*

*وتتداخل فلسفات هذه المعرفة المثالية بكينونات الأسماء والمعاني وبإختلافات الناس في تقدير أهمية أو أولوية أمر ما، مع اختلافات أخرى تبدأ باختيار فرد معين لموضوع دون تحديد عيار موضوعي لحسمها!*❗

*بشكل عام إزاء الطبيعة تواشج الفلسفات المثاليات الإعتقاد بأن أمور الفكر واختياراته تسبق في الذهن كينونة الوجود وتعطيه أسماءه ومعانيه، في ذكاء يسبق وحود المخ! وتسميات تسبق وجود الطبيعة! وقياماتها سعي في إثبات وجود "الحكمة" قبل وجود الكون دون أن تقدم سبباً منطقياً لوجود هذه الحكمة أو تلك قبل وجود الكون ودون شرح علمي لكيف عرف أقطابها أسماء هذا الوجود؟ وكيف علموا وجود وطبيعة الحكمة السابقة له؟!*

*ككل الأفكار الكبرى بما فيها فكرة تحديد أو تثبيت الايمان أو الإلحاد فان المثالية تحتوي عدداً من الأفكار والمذاهب فهي "خشم بيوت".*

*مع الفلسفات المثالية واهتمامها اللامحدد واللامحدود باليقين الذهني توجد فلسفات مادية كان أكثرها ولم يزل ذو نزعة مثالية وذلك بحكم تركيزها على نفي وجود حكمة أو آلهة بلا عمل قبل وجود الكون!*❗ *وعلامة العحب والتنبيه لأن المنطق يناقش اللامنطق!*❗

*أما الهامش المضاد للمركز في مجال فلسفات المادة فقد تجسد في فلسفة الطبيعة والعلوم أي تقييم محاولات فهم مفردات الطبيعة وكلياتها بداية في العصر الحديث بجهود سبينوزا، وكانت فلسفة العلم ذات معركتين الأولى ضد الأفكار الأدبية والدينية والخرافية منتصرة عليهم باحراءات التحديد والفحص والتمحيص والافتراض والبرهان والاثبات بالتجربة، اما المعركة الثانية فكانت ضد الفلسفة والايديولوجيا والاشتغال بتقييمات الذهن للأفكار والذهنيات الأخرى.*

*وضح كوهن في كتابه "بنية الثورات العلمية" ان في أوج بدايات العصر الحديث كانت فلسفات العلم أو العلوم مفعمة بالرياضيات والفيزياء ثم بالبحث في طبيعة تنوع وتطور مفردات الطبيعة وغارقة في تفاصيل اتجاهات دراسات العلوم وفق اعادة إكتشاف المادة، فآنذاك كانت بحوث إكتشاف طبيعة وذرات المادة هي قمة العلم التجريبي الذي لايتعلق بأمور لاهوتية وكنائسية أو ادلوجانية لا كإثبات ولا كنفي، بل تبلورت فلسفة أمور العلم والعلوم الطبيعية والعلوم الإجتماعية بالتحديد الأولي والحساب والعدد ورصد المؤثرات والاثار والمقارنة والافتراض والتجربة، لتحقيق زيادة أو خفض في بعض العناصر أو الدراسات ومن هذا التداخل بين كشف المادة والعلم التجريبي نشأ الارتباط بين إسم المادة وفلسفة العلوم، وصارت أو أصبحت تعرف بشكل عام بإسم الفلسفة المادية، بينما المادية نفسها "خشم بيوت" وهي على غير ما الظن الشائع ليست فلسفة ضد التأليه كالفلسفة العلمية القديمة وهي أيضاً ليست فلسفة مع التأليه بل كانت فلسفة جديدة تهتم كثير من دوائرها بطبيعة دراسات أصول وأشكال وتغيرات المادة في صورها الخاصة الفيزياء والكيمياء والأحياء وفي عوالم الحساب والرياضيات وفي العلوم الحرفية ثم استفادت بها العلوم الإجتماعية.*

*نشأت فلسفة ماركس داخل الفلسفة العلمية وإشرأبت ضد كل فلسفة وذلك بإستقلال موضوعي خاص بتركيزها على الصراع بين الطبقات الكادحة والمتربحة من إستغلال الكادحين أي دون أن يكون موقف ماركس وانجلز الرافض للفلسفتين الأعظم مجرد رد فعل خاص عليهما، ولكن بتبلورها الإجتماعي السياسي وموضوعها الطبقي تكرست أعمال ماركس وإنجلز كطرف جديد متميز ضد النزعتين الفلسفيتين المسيطرتين على سوق الأفكار وهما الفلسفات المثالية والفلسفة المادية المشتغلة برفض التدين*.

*ركز ماركس على أن موضوع إثبات وجود الله أو إثبات عدم وجوده أمر غير قابل للبحث العلمي بل أن بحثه يقلب موضوعية العلم والمعرفة بكونه بحث لا نهائي ولا محدد، بل خارج كل أطر المعرفة الموضوعية والعقلانية وهي الأطر المحددة بالزمان والمكان والعناصر الطبيعية والإجتماعية للبحث العلمي والشيء أو الموضوع المبحوث، لذا يتحقق الخروج من العقلانية ببحث (حقيقة) غير محددة، وموضوع نفي أو إثبات وجود ما قبل الكون بآلهته وقدسياته يقع خارج الوجود الطبيعي (المحدد الأسس والأشكال والأزمات) بل في رفض لعبثية مناقشة موضوع إثبات الإيمان أو اثبات الإلحاد إزاء وقائع الحياة المعيشية والسياسية وتغيراتها وتناقضاتها أنجز ماركس وإنجلز عدداً مهماً من أعمالهما الشهيرة النافية والمضادة للدخول في صيغ التفكير الذاتي الأسس والنتائج ذات الحدود والإطارات المفتوحة والنقاشات اللاموضوعية، ويهذا الرفض لم يكن ماركس وانجلز من دعاة الدين ولا كانا من المركزين على نفي آلهة السماء، بل همهما إزالة الظلم الطبقي من الأرض بداية باهتمامهما بدور المعرفة والوعي والتنظيم الطبقي في نفي الاستغلال الدولي والطبقي الذي يعتقد البعض أنه اما وضع طبيعي أو جزء من حكمة إلهية، رغم ان الله ليس بظلام للعبيد، بل نذر ماركس وإنجلز حياتهما الفكرية لنفي الذات واعتقاداتها من عملية المعرفة العلمية ومن عملية تقرير الحقائق الاجتماعية، حاصرين النشاط العلمي في البحوث والدراسات المنضبطة بإجراءات ونتائج منطقية تغير إلى الأحسن اجتماعياً الوضع العام للشيء المبحوث، وبدأ ذلك باطروحة ماركس لنيل شهادة الدكتوراة من جامعة يينا وكانت عن طبيعة المعرفة في أعمال ديموقرطس وأبيقور، وكذا نفيهما العلومية الذاتية وذلك عبر كتابهما "السيد دوهرنج وثورته العلمية"، وكذا نفي ماركس النزعة العلمانية والنزعتين التدينية المتطرفة والفارغة في كتابه الشهير "في المسألة اليهودية" ثم نفيا بكتابهما "ضد برنامج غوتا" كل دعاوى الحل السياسي الليبرالي والاقتصادوي لكل الأزمات الرئيسة، موضحاً أن طبيعة الحياة ليست تقريرات منعزلة أو عمومية يخطها كاتب من عبقريته بل أوضاع وتفاعلات وتغييرات لها تاريخ فيه أسس وقوانين ولها أشكال تختلف طبيعة فهمها وامكانات تغييرها حسب الأوضاع في كل مجتمع وثقافته وتاريخه وحالة الصراع الطبقي داخله، كذلك نفي ماركس كل فلسفة وأشكال الإقتصاد وذلك بكتابه الأشهر "نقض الإقتصاد السياسي".*

*مع فكرية وعملية كل هذه الدراسات النافية للأساليب والصور الفكرية فان ماركس وإنجلز لم يصادقا الفلسفة أبداً بل كان كتابهما "ديالكتيك الطبيعة" دحضاً علمياً متكاملاً لكل الفلسفات القديمة منذ أيام مزج طبيعة الحُكم والمُلك بفهم أو تدين معين وإلى آخر تفلسف في عهدهما بل إمتد رفضهما الفلسفة إلى إصدار كتاب "نهاية الفلسفة التقليدية"المعروف باسمه الطويل _"لودفيج فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسكية في ألمانيا"_ ولكن، ويا لسخرية التاريخ بعفوية إشترك فيها حتى أصحاب الشأن أنفسهم حسب العادة الذهنية والمألوفات الفكرية لتسمية أمور الكائنات الذهنية والمعرفية وتصويرها بشكل عام تم تسمية كل هذا الجهد النافي والمدمر لأشكال الفلسفة التقليدية باسم "فلسفة"! بل ان ماركس تشارك مع انجلز جهود ونتائج أبحاثه ورفض تقليد المجتمع في نسب الأفكار لأصحابها ولكن رغم ذلك نسبت إليه أعماله وأحيانا ً أعمال إنجلز باسم "الماركسية" ثم في بيانها الثوري أصبحت (ضد رغبة أصحابها) "الماركسية -اللينينية" ...فتأمل هذا التفارق بين مضمون تفكير وأسمه!*❗

*انتهت خلاصة الإنتاج الفكري للرفيقين ماركس وإنجلز إلى تبلور ما يسمى أسس الفهم الجدلي للطبيعة المادية وللطبيعة الاجتماعية وهما فهمان مرسوفان في تغيير علم التاريخ من حالته كسجل لأخبار الدول والملوك والمعارك إلى علم جديد لتأسيس الثورة الاجتماعية يقيس تفاعلات المجتمع مع الطبيعة والبيئة ويحسب من حاجات وقدرات وأوضاع المجتمع وأزماته إمكانات تبلور حريته بانهاء طلائع تغيير وضعه الطبقي لعوامل الإستغلال والاضطهاد (التهميش)*

*من هذه العلومية الطبقية الميسم لم تهتم الماركسية اللينينية بتزكية موضوع نقاش إثبات الإله أو نفيه كمحور للحياة السياسية، بل إهتمت بالمضمون الرجعي أو الثوري لعمليات تزكية الدين أو تهميشه. أو في عبارة أخرى أهتمت الماركسية اللينينية بالطبيعة العامة للتمحور الطبقي حول أي حالة تؤكد أو تنفي موجبات ذلك نقاش ذلك الموضوع للمجتمع، وقد أرتبطت قصص الأديان برفض ظلم الحكام والمعيشة وبعض الأبعاد الطبقية لهذا الظلم.*

*وجود عائق على حرية الإعتقاد بل وتهديدها بعقوبات قاسية ليست مشكلة محصورة في مادة القانون وإجراءات إعماله فحسب بل هي جزء من أزمة شاملة في ثقافة المجتمع وأعرافه، وأهمية إلغاءها تأتي ضمن أهمية إلغاء كل المواد والتفسيرات المقيدة للحقوق والحريات، أما التركيز على إلغاءها وحدها (وفق حادثة المواطن الشاب الذي يريد تثبيت تغيره العقائدي) والهم بها وحدها دون باقي المواد المتعلقة بالخبز والحقوق والحريات ومناهج التعليم والصحة وعلاقات الإنتاج والمعيشة التي تؤثر بشكل غير مباشر على أوضاع كل مفردات البنية الفوقية (الأسماء، الأعراف، اللغة، الحريات، الإعتقادات، التقاليد، الطقوس، أسلوب المعرفة، تنظيم الموارد، الحقوق، الحُكم، القانون، إلخ ) ففيه نوع من القفز خارج الفهم الجدلي للتاريخ وتجاوز مثالي لطبيعة عملية الثورة الإجتماعية بمحاولة لإصلاح ثقافة المجتمع ولحل أزماته بتجريب محاولة إلغاء مادة واحدة مع ترك عشرات المهمات الفكرية والعملية وعشرات المواد الدستورية والقانونية النافذة أو المقترحة. وهي مهمات ومواد يحتاج تغييرها إلى وعي وجهد الشعب، مع التضامن مع جهد علماء القانون وفقهاء الدساتير،ومحامو الحريات في تحويل وضع المحاكم وأضابيرها من مساحة لاستبداد سياسي ديني معين إلى ساحة عدالة للمطالبة بالحقوق والحريات وللمطالبة بتغيير علاقات الانتاج بدلاً للإنحصار في مطالبة بتغيير علاقات الايمان أو علاقات عدم الايمان.*


*مع النسبية والتقدير*


*المنصور جعفر*

🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴

Post: #45
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: فرح الطاهر ابو روضة
Date: 06-29-2017, 10:20 AM
Parent: #10


تحياتي هشام ادم
كتب جعفر المنصور ردا على هذه الجزئية ما رأيت بأنه من الممكن أن يكون إثراء
لهذا الطرح

في الطبيعة السياسية لنفي الفردية والقدسية من عمليات المعرفة الموضوعية... أو الماركسية-اللينينية كمضاد للتصورات المثالية والعلومية المبتذلة في نقاشات إثبات أو نفي ضرورة القدسية في الطبيعة وفي المعيشة الإجتماعية.*

*تحية للأستاذ هشام آدم ومثابرته على بحث موضوعات حرية الاعتقاد والفكر (بما فيها موضوع المشتغلين في القرن الواحد والعشرون ومظالمه العظمى بمناقشة إثبات وجود الله أو إثبات عدم وجوده.)*

*يبدأ مقال الأستاذ هشام بسهو أو خطأ، فليست هناك نظرية أو فلسفة تسمى "المادية الفلسفية"، كما يزعم بل هناك فلسفات متنوعة مثالية الموضوعات محورها وضع أو اختيار أو إنتقاد تعريفات للإيمان أو للفكر أو التفكير أو للقيم أو الغايات، من شاكلة ما هو الايمان؟ ما هو الفكر الصحيح؟ وما هي السعادة؟ ونحو ذلك من أمور تدخل كلها ضمن طبيعة فهم فرد للطبيعة والحياة، بتصور حر مطلق يتعالى مع صاحبه على الأفكار والاعتقادات الأخرى وفق معرفته الذاتية للحقيقة الفلسفية.*

*وتتداخل فلسفات هذه المعرفة المثالية بكينونات الأسماء والمعاني وبإختلافات الناس في تقدير أهمية أو أولوية أمر ما، مع اختلافات أخرى تبدأ باختيار فرد معين لموضوع دون تحديد عيار موضوعي لحسمها!*❗

*بشكل عام إزاء الطبيعة تواشج الفلسفات المثاليات الإعتقاد بأن أمور الفكر واختياراته تسبق في الذهن كينونة الوجود وتعطيه أسماءه ومعانيه، في ذكاء يسبق وحود المخ! وتسميات تسبق وجود الطبيعة! وقياماتها سعي في إثبات وجود "الحكمة" قبل وجود الكون دون أن تقدم سبباً منطقياً لوجود هذه الحكمة أو تلك قبل وجود الكون ودون شرح علمي لكيف عرف أقطابها أسماء هذا الوجود؟ وكيف علموا وجود وطبيعة الحكمة السابقة له؟!*

*ككل الأفكار الكبرى بما فيها فكرة تحديد أو تثبيت الايمان أو الإلحاد فان المثالية تحتوي عدداً من الأفكار والمذاهب فهي "خشم بيوت".*

*مع الفلسفات المثالية واهتمامها اللامحدد واللامحدود باليقين الذهني توجد فلسفات مادية كان أكثرها ولم يزل ذو نزعة مثالية وذلك بحكم تركيزها على نفي وجود حكمة أو آلهة بلا عمل قبل وجود الكون!*❗ *وعلامة العحب والتنبيه لأن المنطق يناقش اللامنطق!*❗

*أما الهامش المضاد للمركز في مجال فلسفات المادة فقد تجسد في فلسفة الطبيعة والعلوم أي تقييم محاولات فهم مفردات الطبيعة وكلياتها بداية في العصر الحديث بجهود سبينوزا، وكانت فلسفة العلم ذات معركتين الأولى ضد الأفكار الأدبية والدينية والخرافية منتصرة عليهم باحراءات التحديد والفحص والتمحيص والافتراض والبرهان والاثبات بالتجربة، اما المعركة الثانية فكانت ضد الفلسفة والايديولوجيا والاشتغال بتقييمات الذهن للأفكار والذهنيات الأخرى.*

*وضح كوهن في كتابه "بنية الثورات العلمية" ان في أوج بدايات العصر الحديث كانت فلسفات العلم أو العلوم مفعمة بالرياضيات والفيزياء ثم بالبحث في طبيعة تنوع وتطور مفردات الطبيعة وغارقة في تفاصيل اتجاهات دراسات العلوم وفق اعادة إكتشاف المادة، فآنذاك كانت بحوث إكتشاف طبيعة وذرات المادة هي قمة العلم التجريبي الذي لايتعلق بأمور لاهوتية وكنائسية أو ادلوجانية لا كإثبات ولا كنفي، بل تبلورت فلسفة أمور العلم والعلوم الطبيعية والعلوم الإجتماعية بالتحديد الأولي والحساب والعدد ورصد المؤثرات والاثار والمقارنة والافتراض والتجربة، لتحقيق زيادة أو خفض في بعض العناصر أو الدراسات ومن هذا التداخل بين كشف المادة والعلم التجريبي نشأ الارتباط بين إسم المادة وفلسفة العلوم، وصارت أو أصبحت تعرف بشكل عام بإسم الفلسفة المادية، بينما المادية نفسها "خشم بيوت" وهي على غير ما الظن الشائع ليست فلسفة ضد التأليه كالفلسفة العلمية القديمة وهي أيضاً ليست فلسفة مع التأليه بل كانت فلسفة جديدة تهتم كثير من دوائرها بطبيعة دراسات أصول وأشكال وتغيرات المادة في صورها الخاصة الفيزياء والكيمياء والأحياء وفي عوالم الحساب والرياضيات وفي العلوم الحرفية ثم استفادت بها العلوم الإجتماعية.*

*نشأت فلسفة ماركس داخل الفلسفة العلمية وإشرأبت ضد كل فلسفة وذلك بإستقلال موضوعي خاص بتركيزها على الصراع بين الطبقات الكادحة والمتربحة من إستغلال الكادحين أي دون أن يكون موقف ماركس وانجلز الرافض للفلسفتين الأعظم مجرد رد فعل خاص عليهما، ولكن بتبلورها الإجتماعي السياسي وموضوعها الطبقي تكرست أعمال ماركس وإنجلز كطرف جديد متميز ضد النزعتين الفلسفيتين المسيطرتين على سوق الأفكار وهما الفلسفات المثالية والفلسفة المادية المشتغلة برفض التدين*.

*ركز ماركس على أن موضوع إثبات وجود الله أو إثبات عدم وجوده أمر غير قابل للبحث العلمي بل أن بحثه يقلب موضوعية العلم والمعرفة بكونه بحث لا نهائي ولا محدد، بل خارج كل أطر المعرفة الموضوعية والعقلانية وهي الأطر المحددة بالزمان والمكان والعناصر الطبيعية والإجتماعية للبحث العلمي والشيء أو الموضوع المبحوث، لذا يتحقق الخروج من العقلانية ببحث (حقيقة) غير محددة، وموضوع نفي أو إثبات وجود ما قبل الكون بآلهته وقدسياته يقع خارج الوجود الطبيعي (المحدد الأسس والأشكال والأزمات) بل في رفض لعبثية مناقشة موضوع إثبات الإيمان أو اثبات الإلحاد إزاء وقائع الحياة المعيشية والسياسية وتغيراتها وتناقضاتها أنجز ماركس وإنجلز عدداً مهماً من أعمالهما الشهيرة النافية والمضادة للدخول في صيغ التفكير الذاتي الأسس والنتائج ذات الحدود والإطارات المفتوحة والنقاشات اللاموضوعية، ويهذا الرفض لم يكن ماركس وانجلز من دعاة الدين ولا كانا من المركزين على نفي آلهة السماء، بل همهما إزالة الظلم الطبقي من الأرض بداية باهتمامهما بدور المعرفة والوعي والتنظيم الطبقي في نفي الاستغلال الدولي والطبقي الذي يعتقد البعض أنه اما وضع طبيعي أو جزء من حكمة إلهية، رغم ان الله ليس بظلام للعبيد، بل نذر ماركس وإنجلز حياتهما الفكرية لنفي الذات واعتقاداتها من عملية المعرفة العلمية ومن عملية تقرير الحقائق الاجتماعية، حاصرين النشاط العلمي في البحوث والدراسات المنضبطة بإجراءات ونتائج منطقية تغير إلى الأحسن اجتماعياً الوضع العام للشيء المبحوث، وبدأ ذلك باطروحة ماركس لنيل شهادة الدكتوراة من جامعة يينا وكانت عن طبيعة المعرفة في أعمال ديموقرطس وأبيقور، وكذا نفيهما العلومية الذاتية وذلك عبر كتابهما "السيد دوهرنج وثورته العلمية"، وكذا نفي ماركس النزعة العلمانية والنزعتين التدينية المتطرفة والفارغة في كتابه الشهير "في المسألة اليهودية" ثم نفيا بكتابهما "ضد برنامج غوتا" كل دعاوى الحل السياسي الليبرالي والاقتصادوي لكل الأزمات الرئيسة، موضحاً أن طبيعة الحياة ليست تقريرات منعزلة أو عمومية يخطها كاتب من عبقريته بل أوضاع وتفاعلات وتغييرات لها تاريخ فيه أسس وقوانين ولها أشكال تختلف طبيعة فهمها وامكانات تغييرها حسب الأوضاع في كل مجتمع وثقافته وتاريخه وحالة الصراع الطبقي داخله، كذلك نفي ماركس كل فلسفة وأشكال الإقتصاد وذلك بكتابه الأشهر "نقض الإقتصاد السياسي".*

*مع فكرية وعملية كل هذه الدراسات النافية للأساليب والصور الفكرية فان ماركس وإنجلز لم يصادقا الفلسفة أبداً بل كان كتابهما "ديالكتيك الطبيعة" دحضاً علمياً متكاملاً لكل الفلسفات القديمة منذ أيام مزج طبيعة الحُكم والمُلك بفهم أو تدين معين وإلى آخر تفلسف في عهدهما بل إمتد رفضهما الفلسفة إلى إصدار كتاب "نهاية الفلسفة التقليدية"المعروف باسمه الطويل _"لودفيج فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسكية في ألمانيا"_ ولكن، ويا لسخرية التاريخ بعفوية إشترك فيها حتى أصحاب الشأن أنفسهم حسب العادة الذهنية والمألوفات الفكرية لتسمية أمور الكائنات الذهنية والمعرفية وتصويرها بشكل عام تم تسمية كل هذا الجهد النافي والمدمر لأشكال الفلسفة التقليدية باسم "فلسفة"! بل ان ماركس تشارك مع انجلز جهود ونتائج أبحاثه ورفض تقليد المجتمع في نسب الأفكار لأصحابها ولكن رغم ذلك نسبت إليه أعماله وأحيانا ً أعمال إنجلز باسم "الماركسية" ثم في بيانها الثوري أصبحت (ضد رغبة أصحابها) "الماركسية -اللينينية" ...فتأمل هذا التفارق بين مضمون تفكير وأسمه!*❗

*انتهت خلاصة الإنتاج الفكري للرفيقين ماركس وإنجلز إلى تبلور ما يسمى أسس الفهم الجدلي للطبيعة المادية وللطبيعة الاجتماعية وهما فهمان مرسوفان في تغيير علم التاريخ من حالته كسجل لأخبار الدول والملوك والمعارك إلى علم جديد لتأسيس الثورة الاجتماعية يقيس تفاعلات المجتمع مع الطبيعة والبيئة ويحسب من حاجات وقدرات وأوضاع المجتمع وأزماته إمكانات تبلور حريته بانهاء طلائع تغيير وضعه الطبقي لعوامل الإستغلال والاضطهاد (التهميش)*

*من هذه العلومية الطبقية الميسم لم تهتم الماركسية اللينينية بتزكية موضوع نقاش إثبات الإله أو نفيه كمحور للحياة السياسية، بل إهتمت بالمضمون الرجعي أو الثوري لعمليات تزكية الدين أو تهميشه. أو في عبارة أخرى أهتمت الماركسية اللينينية بالطبيعة العامة للتمحور الطبقي حول أي حالة تؤكد أو تنفي موجبات ذلك نقاش ذلك الموضوع للمجتمع، وقد أرتبطت قصص الأديان برفض ظلم الحكام والمعيشة وبعض الأبعاد الطبقية لهذا الظلم.*

*وجود عائق على حرية الإعتقاد بل وتهديدها بعقوبات قاسية ليست مشكلة محصورة في مادة القانون وإجراءات إعماله فحسب بل هي جزء من أزمة شاملة في ثقافة المجتمع وأعرافه، وأهمية إلغاءها تأتي ضمن أهمية إلغاء كل المواد والتفسيرات المقيدة للحقوق والحريات، أما التركيز على إلغاءها وحدها (وفق حادثة المواطن الشاب الذي يريد تثبيت تغيره العقائدي) والهم بها وحدها دون باقي المواد المتعلقة بالخبز والحقوق والحريات ومناهج التعليم والصحة وعلاقات الإنتاج والمعيشة التي تؤثر بشكل غير مباشر على أوضاع كل مفردات البنية الفوقية (الأسماء، الأعراف، اللغة، الحريات، الإعتقادات، التقاليد، الطقوس، أسلوب المعرفة، تنظيم الموارد، الحقوق، الحُكم، القانون، إلخ ) ففيه نوع من القفز خارج الفهم الجدلي للتاريخ وتجاوز مثالي لطبيعة عملية الثورة الإجتماعية بمحاولة لإصلاح ثقافة المجتمع ولحل أزماته بتجريب محاولة إلغاء مادة واحدة مع ترك عشرات المهمات الفكرية والعملية وعشرات المواد الدستورية والقانونية النافذة أو المقترحة. وهي مهمات ومواد يحتاج تغييرها إلى وعي وجهد الشعب، مع التضامن مع جهد علماء القانون وفقهاء الدساتير،ومحامو الحريات في تحويل وضع المحاكم وأضابيرها من مساحة لاستبداد سياسي ديني معين إلى ساحة عدالة للمطالبة بالحقوق والحريات وللمطالبة بتغيير علاقات الانتاج بدلاً للإنحصار في مطالبة بتغيير علاقات الايمان أو علاقات عدم الايمان.*


*مع النسبية والتقدير*


*المنصور جعفر*

🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴

Post: #11
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: محمد المسلمي
Date: 06-27-2017, 10:39 PM
Parent: #3

سلام هشام ادم

المهم اتذكر كلماتك اما مسلم كامل الدسم أوغير ذاك يعتبر نصف مسلم
المهم إسلامي يُؤْمِن بكامل ماجاء في القران والسنة النبوية ومافعله السلف
من القرون الثلاثة الأولي ومن تبعهم من سلف صالح
يعني آيات الجهاد والقتال والعبيد كله
وكل الأحاديث من حديث الذبابة وشراب بول البعير وكله دون اي اي نقاش
فيه وأؤمن بصلاح الأمة الان الا بصلاح أولها وأؤمن بقيام الخلافة الاسلامية
وعودة المسيح الذي يكثر الصليب وأؤمن بظهور المهدي المنتظر وهو من بيت
النبي صلي الله عليه وسلم
وأؤمن بان الشريعة تصلح لكل القرون بما فيها هذا والذي يليه حتي قيام
الساعة وأؤمن بالموت والحياة والبعث وحساب القبر والجنة والنار والحور العين

Post: #13
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-27-2017, 10:46 PM
Parent: #11

الأخ مُحمَّد المسلمي

قد أكون أنا وأنت على طرفي نقيض، ولكن رغم ذلك فإني أحترم فيك تصالحك مع ذاتك ومع دينك بكل ما فيه من عيوب وأخطاء (بالتأكيد أنتَ لا تراها عيوبًا ولا أخطاءً) ولكن هذا ما يُمكننا المُجادلة والنقاش حوله، وأنتَ أفضل لديَّ من مُسلم مُراوغ، يُريد أن يُمسك العصا من المُنتصف. احترامي لموقفك هذا لا يعني أبدًا موافقتي على أفكارك، وأنتَ بالمُقابل لا يتوجب عليكَ قبول أفكاري وآرائي تجاه الإسلام. هنا المعركة تكون مُتكافئة وعادلة. أمَّا المُسلمون الجدد، فهم كالراقص على السُّلَّم.

Post: #14
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-27-2017, 11:23 PM
Parent: #1



مسالة الدين عندها اعتباراتها الاجتماعية والسياسية .. وتماما كما عندها اعتباراتها الفكرية والفلسفية...

مقاربة اي زول تعتمد على رؤيتو الشاملة لي حياتو .. عاوز يعمل فيها شنو واهدافو شنو ؟!!

اهداف شخصية ؟!
فليكن ..
وعليه اختيار الاعتبار المهم بالنسبة ليهو .. بالتأكيد لن يكون الاعتبار السياسي والاجتماعي بذات اهمية الاعتبارات الفكرية

اهداف عامة ذات طبيعة وطنية ومجتمعية وسياسية تتعامل مع معطيات الواقع وتتفاعل معه وتنفعل به وتؤثر فيها وتتأثر بها الخ ..

شمول الرؤية يتجاوز وبكثير تصنيفات ساذجة ك 1/2 مسلم .. يعني شنو 1/2 مسلم ؟! ما الفائدة الكونية من وجود أو عدم وجود زول 1/2 مسلم .

التصنيفات الحقيقية اراها أن تكون "زول فقير مجتمعيا وسياسيا ووطنيا .. زول معدم مجتمعيا وسياسيا ووطنيا .. زول خملة سياسيا ووطنيا واجتماعيا .. زول نشيط وطنيا وسياسيا ومجتمعيا .. والخ الخ

لماذا لا يكتب هشام آدم في الشأن الوطني ؟
لماذا لا يكون هشام آدم ناشطا سياسيا ؟!
لماذا لا يقود حركة تصحيح مجتمعية وسياسية ملتزمة ومعلنة ؟!!
لماذا لم نر بوستا او تعليقا واحدا لهشام حول الاقتصاد المتردي او الحرب الاهلية او الاوبئة التي تجتاح الوطن او الحوار الوطني او الفساد الحكومي ؟!

لانه وببساطة - وبالرغم من كونه ملحدا كاملا - الا انه خاملا وبصورة كاملة في كل حاجة مهمة تتعلق بالحياة وبأبناء شعبه ووطنه ومنصرف تماما لفكرة اثبات عدم وجود حاجه هي موجودة بالفعل في اذهان 99 % من ابناء وطنو ..

تحياتي يا هشام

Post: #15
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Abureesh
Date: 06-28-2017, 00:02 AM
Parent: #14

سلام يا هشام
ما يسمى بالمعتدلين او الاسلام المعتدل يصح فيه كل ما قلته انت اعلاه.. فما يقوم به هؤلاء ليس الا طلاء جديد فوق
طلا قديم اكلت الشمس الوانه. ولا ادرى لماذا اغفلت محمود محمد طه.. فهو لم يدعو الى اسلام معتدل.. بل الى تجديد الاسلام وتطوير التشريع.. بحيث تنسخ ايات كانت محكمة ومعمول بها.. وتحكم ايات اخرى انسب للوقت الذى نحن فيه.. فهو لم قلوب عنق الحقائق يعيد تفسير ايات واضحة المعانى فى الجهاد الرق وعدم مساواة المرأة والرجل بل طالب ب بوضعها فى إطارها التاريخى ثم الانتقال منها الى نصوص اخرى كانت تقرأ فى اليل الصلوات فقط لتكون هى القانون الشريعة المطبقة.

Post: #16
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: حيدر حسن ميرغني
Date: 06-28-2017, 04:47 AM
Parent: #15

العزيز هشام
سلامات..
عجبني كلام الرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي قبل أيام
قال أثناء محاوراته مع قادة الغرب حول الإسلام السياسي وجد انهم لايفرقون بين افكار اردوغان وطالبان (كلهم عندهم واحد)
واشار إلى انه من الواجب محاورة التيارات الاسلامية المعتدلة لجرها للمسار السياسي الديمقراطي لتحجيم التطرف الاسلامي
-
المعذرة لو المداخلة مافي محلها

Post: #17
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Haytham Ghaly
Date: 06-28-2017, 06:43 AM
Parent: #16


Quote: أم أنَّهم رأوا أنَّ الخداع والتَّدليس في سبيل الوصول إلى التَّعايش السلمي أمرٌ لا بأس به؟



الاخ هشام آدم تحياتي لك ولضيوفك

تقريباً المقتبس اعلاه يمثل رؤية الكثيرين من الملحدين او اللادينيين من اصول اسلامية

حيث يعتبرونه الخطوة الاولى التي تفسح المجال امام النقاشات الفكرية خارج اطار التطرف والعنف

حيث يستطيع الفرد ان يطرح افكاره دون ان يمسه سوء بموجب قوانين الشريعة المقدسة او على يد المتطرفين

ولكنهم اغفلوا ان كل ما يقوم على الخداع والتزوير لن يصمد ولن يستمر في ظل وجود قداسة للنص المراد تجديده

لا سيما وجود بعض التيارات الرافضة لمثل هذه الشعارات.

اعتقد ان هذا الصراع سيظل طويلاً ولكنه سينتهي تدريجياً وفق التطور الطبيعي لنمط الحياة والافكار.


تحياتي


Post: #18
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: علاء سيداحمد
Date: 06-28-2017, 12:14 PM
Parent: #17

Quote: ثمَّة تيارٌ ليبراليٌ يميل إلى قبول الخطاب التَّجديدي للإسلام، والتَّصالح معه، في مُقابل المُحافظة على عدائه للخطاب السَّلفي المُتطرّف، وهو ما يقودنا إلى وضع تصوراتٍ مبدئيَّةٍ عن موقف هؤلاء من الإسلام نفسه، كموضوعٍ مُستقلٍ عن المُسلمين،
وعن تصوراتهم الذاتيَّة عن الإسلام، لأنَّ تسامح هؤلاء مع المُسلمين المُعتدلين يعني الاعتراف -ضمنيًا- بأنَّ الإسلام نفسه -كـديانة لها تاريخٌ، ونصوصٌ تراثيَّةٌ- يُمكن أن يكون قد خضع لتأويلاتٍ مُتطرفةٍ ومُتشددة. ومن أجل هذا فإنَّهم يقفون ضد القراءات السلفيَّة،
في مقابل القبول بالقراءات المُعتدلة والأكثر تسامحًا، رافعين -في ذلك- شعار أنَّ الإيمان والاعتقاد من المسائل الشخصيَّة التي يجب عليهم الدفاع عنها، باعتبارها حريَّاتٍ وحقوقٍ أصيلة. هذا الموقف في رأينا يُعبَّر عن تشويشٍ فكريٍ، يجعل هؤلاء يخلطون بين المفاهيم،
ويُدخلون بعضها في بعض دون درايةٍ، ودون فهم. Š


Quote: وليس من المنطق الطعن في التَّاريخ الإسلامي من قِبل المُسلمين أنفسهم، بينما من الجائز أن يطعن غير المُسلمين بهذا التاريخ، الذي تناول ذكرهم، دون أن يكون لهم فرصة المُشاركة في صياغته، وهو ما يُعطينا إشارةً إلى صحَّة موقف التَّيار السَّلفي،
وصحَّة قراءته للنُّصوص الدينيَّة. Š


Quote: التَّيار الإسلامي المُعتدل يقوم أساسًا على مُخالفة المنطق، وذلك بالطعن في التَّاريخ الإسلامي الذي كتبه المُسلمون بأيديهم، ورغم لامنطقيَّة هذا الفعل من أساسه؛Š


الأخ / هشام تحياتى

المسلمين المعتدلين كانوا ولايزالون من أوائل ضحايا التشدد والتطرف منذ صدر الإسلام ..
والمشكلة تتمثل في لى عنق بعض الايات والاحاديث النبوية وتأويل تلك النصوص بصورة متطرفة ومتشددة خدمة لأغراض واهداف لبعض الجماعات او بعض الخلفاء .
والامثلة كثيرة لاتحصى ولاتعد من لدن عهد الخليفة على بن ابى طالب والى عهد عمر البشير في يومنا هذا .

- في عهد النبوة ظهور اول خارج ( وهو اصل الخوارج كما قال بذلك النيسابورى في مسنده في احاديث الخوارج ) وهو : عبدالله بن ذي الخويصرة التميمى والذى قال للنبى عليه السلام ( اعدل ) كما في الحديث الصحيح :

( بينما النبي - صلى الله علية وسلم - يَقسِم ، جاء عبد الله بن ذي الخويصرة التميمي ، فقال : إعدل يا رسول الله، فقال :ويلك من يعدل إذا لم أعدل ..؟
قال عمر بن الخطاب : دعني أضربُ عنقه ، قال : دعه ، فإن له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاته ، وصيامه مع صيامه ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية )

- والبغاة ( المرتدين ) في عهد ابى بكر وهؤلاء حملوا السلاح طلبا للسلطة ( وحركتهم كانت سياسية انفصالية )

- الخوارج الذين خرجوا على سيدنا عثمان وحاصروه وقتلوه بحجة انه استأثر بالسلطة والمال له ولاقاربه .

- الخوارج الذين خرجوا على سيدنا على كرم الله وجهه ( عندما قسم علي - كرم الله وجهه أموال البصرة على من شاركَ في موقعة الجمل تكلمت السبئية في ذلك وخاضت في الطَّعن عليه خفاءا
ثم اشتد عودهم )

- ثم نأتى لدور علماء السلطان في لى عنق الايات والاحاديث وتأويلها بصورة شائهه :

- في عهد الدولة الاموية نأخذ مثالا :

- معاوية بن ابى سفيان : هذا المعاوية هو سبب بلاء المسلمين حتى يومنا هذا بسبب اتيانه بثقافة التوريث في الحكم والطلب من علماء السلطان بالدعوة لاعلان الخلافة لابنه يزيد .

- الارهابى الحجاج بن يوسف .

- في عهد الدولة العباسية :

- محنة الامام احمد بن حنبل ( حينما طلب منه الخليفة المامون نشر خلق القرآن ورفضه هذا الطلب ثم ما كان من محنته وتعذيبه )

- وتمر الأيام والسنين عاما وراء عام ودولة اثر دولة وعلماء السلطان لهم شوكتهم في كل تلك الدول الى ان وصلنا

- الى عصر عمر البشير والذى قرّب اليه الغلاة المتشددين والمتطرفين وذلك لارهاب الناس تمكينا في السلطة .

وعلى مر العصور والدهور الحكام المسلمين لايقربون اليهم الا علماء السوء وذلك لمصالح بقائهم على عروشهم .

- المعتدلين كانوا ولايزالون من أوائل ضحايا المتشددين والمتطرفين .

المشكلة ليست في الإسلام ######################## انما في التأويل المتطرف للنصوص الإسلامية .




Post: #19
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-28-2017, 01:44 PM
Parent: #18

الأخ محمَّد حيدر المُشرَّف
تحيّاتي

كنتُ أقول دائمًا إنَّ مشكلتنا الأساسيَّة تكمن في النُّخب المُثقفة، لأنَّني أزعم أنَّنا نشهد ظاهرة أثسمّيها "جهل المثُقفين" أو ردتهم الفكريَّة، ومُداخلتك دليلٌ على صحة زعمي ذلك، فهي مُحتويَّة على عددٍ من المٌشكلات المُتعلقة بمبادئ الحقوقيَّة، والمُغالطات المفاهيميَّة، وسوف أفرد فيما يلي تلك المُغالطات على النَّحو التَّالي:

1) كليبراليٍ أو كشخصٍ محسوب على التيار الليبرالي الداعي إلى الديمقراطيَّة وحريَّة الرأي والتَّعبير، أتعجَّب من مُحاولاتك فرض إملاءاتٍ على ما أكتب، وما يجب أن أكتب، ومتى، متسترًا بستار فقه الواقع، وكأنَّ الواجب والمفروض هو ألَّا يكتب كائنٌ من كان في أي موضوعٍ آخر خلاف الموضوعات السياسيَّة والاقتصاديَّة، وألَّا نتناول أمرًا آخر سوى الموضوعات المحليَّة: الكوليرا، فساد الحكومة، حرائق نخيل الشمال وووو إلخ. وهي حجَّة عجيبة جدًا؛ لاسيما عندما تصدر من شخصٍ من المفروض أنَّه يُؤمن بحريَّة الرأي والتعبير، وبالتالي يُؤمن بأنَّ لأي شخصٍ الحق والحريَّة الكاملة أن يكتب فيما يشاء من موضوعاتٍ بعيدًا عن أي إملاءٍ، لا يُفضي لشيء إلَّا إلى سياسة القطيع. أقول لك يا عزيزي: أنا لستُ مًلزمًا أو حتى مُضطرٌ لمُجارات توقعاتك، وأنا أمتلك الحريَّة الكاملة في اختيار الموضوعات التي أريد الكتابة عنها، وتلك التي أراها مهمَّة بالنسبة إليَّ، وفكرة شيطنة "الآخر" المُخالف لك (سواءٌ في العقيدة أو في الاهتمامات) على النَّحو الذي اتبعته معه في شكل تصنيفي وقولبتي في خانة (الخامل) لا يخرج أبدًا من أسلوب الإقصاء الذي لا يليق بشخصٍ مُثقفٍ وليبراليٍ مثلك. والواقع أنَّ حجَّة (لماذا لا يكتب فلان في كذا وكذا، ويكتب في كذا وكذا) هي مُحاولة بائسةُ جدًا للقمع، ولكن بأسلوبٍ جديدٍ ومُختلف، وكأنَّه لم يكن لتُمانع أن يكتب هشام في أي موضوع ما عدا الدين. هذه الفكرة قد لا أتعجبها إن جاءت من سلفيٍ مُتطرف، لأنَّ السلفي فعليًا قد لا يشعر بالراحة عندما يرى أحدهم ينتقد دينه، لأنَّ مُجرَّد النقد بالنسبة إليه يُعتبر إساءة لدينه ومُعتقده، وهو ما لا يحتمله. لماذا؟ لأنَّه يرى أنَّ دينه موضوعٌ فوق النقد، وعلى هذا فهو يرى أنَّ مُناقشة أي موضوعٍ آخر خلاف الدين هو أجدى من مُناقشة الدين، أمَّا أن تتبع أنتَ هذا الأسلوب فهو مُؤشر غير مُريح على الإطلاق.

2) قلتَ في أوَّل مُداخلتك (مسالة الدين عندها اعتباراتها الاجتماعية والسياسية) وقلتَ في آخر المُداخلة: (لماذا لا يقود حركة تصحيح مجتمعية وسياسية ملتزمة ومعلنة ؟!!) فلا أدري إن كنتَ تدري أنَّ الكتابة عن "الدين" هي -في حقيقتها وجوهرها- كتابةٌ عن الواقع الاجتماعي والسياسي (كما جاء في بداية مُداخلتك) أو إن كنتَ -بطريقةٍ غريبةٍ- تتناقض مع نفسك، وتعتقد أنَّ الكتابة في الدين هي إنَّما مُجرَّد ترف فكري وفلسفي، لا يمس الواقع كما هو في نهاية مُداخلتك. والحقيقة -عزيزي المُشرّف- إنَّ الكتابة عن الدين هو من صميم الكتابة عن الواقع، ولستُ مُلزمًا أبدًا أن أكتب على النَّحو الذي تُحب حتَّى أنال على رضاك واستحسانك. أنا أرى أنَّ نقد الدين هو ضرورة حياتيَّة تمس الواقع السياسي والواقع الاجتماعي والواقع الاقتصادي الذي ترى أنَّني لا أتناوله، ولكن الفارق بين طريقة تفكيري وطريقة تفكيرك، أنَّك بمُناقشتك لموضوع الكوليرا، أو لموضوع الفساد الحكومي إنَّما تضع يدك على مُنتجات أو تبعات المُشكلة الأساسيَّة، وأنا بتناولي للدين أضع يدي على أُس المُشكلة. فمُشكلة الكوليرا مثلًا هي مشكلة تقصير حكومي بلا أدنى شك، ولكن من جانب آخر فهي مشكلة دينيَّة تتعلَّق بطريقة التفكير الدينيَّة التي تجعل المواطن البسيط ينظر إلى وباء الكوليرا وكأنَّه عقوبة إلهيَّة حلَّت عليه بسبب المعاصي والذنوب، ويحصر دور الحكومة في تأخرها في تقديم المساعدات الطبيَّة لمُعالجة الوباء، وكأنَّ المرض قضاء وقدر، وكل ما يتوجب على الحكومة فعله هي تأمين اللقاحات الطبيَّة، وتوفير العلاج. وأتمنى أن تفهم جيدًا أنَّ الدين أنتج ثقافةً اجتماعيَّة وسياسيَّة تُؤثر بشكلٍ مباشر على واقعنا الحياتي واليومي، وبالتَّالي فإنَّ أي كتابة في نقد الدين هي إنَّما كتابة عن الواقع وليست بعيدة عنه أبدًا. ولكن يبدو أنَّه من المُعتاد تناول الموضوعات السياسيَّة مثلًا بشكل مُباشر، وأذكركَ أنَّني تناولتُ قضيَّة الحوار الوطني على صفحتي في الفيسبوك سابقًا، كما تناولتُ موضوع العصيان المدني من قبل، ولستُ مُضطرًا أبدًا أن أُقدَّم لك كشفًا بالموضوعات السياسيَّة أو الاجتماعية التي تناولتها، فذلك ليس من شأنكَ على الإطلاق، كما أنَّني أعلم أنَّ مُشكلتك الأساسيَّة ليس هي هذه النقطة؛ وإنَّ هذه النقطة ليست سوى حجَّة لا أكثر، ومُشكلتك الأساسيَّة هي في نقد الدين نفسه.

3) تقول إنَّني خاملٌ في كل ما يتعلَّق بهموم الوطن والمُواطنين، وبأنَّني (ومنصرف تماما لفكرة اثبات عدم وجود حاجه هي موجودة بالفعل في اذهان 99 % من ابناء وطنو) وحيث أنَّني لا أحب أسلوب التَّحدي -عزيزي المُشرَّف- فإنَّني أتمنى عليك أن تستخرج أي فقرةٍ تتناول موضوع (إثبات عدم وجود الخالق) ليس فقط في هذا المقال؛ بل في آخر عشر مقالات لي في هذا المنبر. هذه النقطة تُحيلني إلى مُناقشة فكرة مُنتشرة جدًا، ومن الغريب أنَّها مُنتشرةٌ أيضًا بين أوساط المُثقفين؛ إذ هنالك ربطٌ عجيب وغريبٌ وغير مبرر بين قضيَّة نقد الدين، وبين قضيَّة الإلحاد على اعتبار أنَّ نقد الدين في حد ذاته هو مسار أو نسق إلحادي لا محالة؛ فما علاقة نقد الدين بقضيَّة وجود أو عدم وجود خالق؟ لماذا تعتقد أنَّ مُجرَّد نقد بعض التَّعاليم الدينيَّة يُعادل "الإلحاد" ويُعادل قضيَّة "إنكار وجود الخالق" لماذا هذا الربط الغريب؟ قضيَّة نقد الدين يا عزيزي هي من القضايا الفكريَّة التي يُمارسها المُتدينون، واللادينيون على حدٍ سواء، وبالنسبة إليَّ فمن النادر جدًا أن أناقش قضيَّة الإلحاد، فأنا لا أناقش هذه الفكرة كثيرًا؛ بل ما أكتبه يصب في خانة نقد الدين، وليس خانة نقد فكرة الخالق. ولا أعرف سببًا لهذا الخلط الغريب. هذه الفكرة الغريبة مُنتشرة بكثرة، حتَّى أنَّ البعض يصف الدكتور عدنان إبراهيم بأنَّه مُلحد بسبب بعضٍ من أفكاره الدينيَّة الشَّاذة، وكذلك اتهموا فرج فودة من قبل، وأصبحت المُعادلة هي (نقد الدين = الإلحاد) وهذا خطأ شنيعٌ وبشعٌ جدًا. أنا مُهتمٌ جدًا بنقد الدين (والإسلام خصوصًا) ومُقلٌ جدًا في الكتابة عن الإلحاد وقضاياه. ولستُ مسؤولًا عن هذا الخلط التي وقعتَ فيه، ويقع فيه غيرك. الأمر الآخر المُتعلق بهذه النقطة، هو غرابة فكرتك التي تقضي باستحالة مُناقشة قضيَّة محسومة بالنسبة لـ99% من النَّاس، فهل برأيك هنالك قضايا غير قابلة للنقاش، وأنَّ الكثرة العدديَّة هي من تُحدد هذه النقطة؟ هذا فهمٌ غريبٌ أيضًا. لا شيء يا عزيزي فوق النقد وفوق الشك، فإن كنتَ ترى أنَّ هذه النقطة محسومةٌ لديكَ، فهذا رأيكَ الشخصي الذي أحترمه لك، ولكنه ليس مُبررًا أبدًا لمُحاولات قمعي الفكري، واستنكارك عليَّ التطرق إلى هذا الموضوع (رغم أنَّ هذا المقال لا يتناول هذه القضيَّة أصلًا)

4) النقطة الأخيرة التي أحب أن أُنبهكَ إليها في هذا المقام هي أنَّ هذا المقال لا يتناول حتَّى نقد الدين؛ بل يتناول ظاهرة تعاطف المُلحدين مع ما يُسمَّى بالإسلام المُعتدل، ولكن يبدو أنَّك مُصاب بحساسيَّة تجاه ما يكتبه هشام آدم ويحتوي على كلمة "إسلام"، فهدئ من روعك يا عزيزي.

تحياتي لك




Post: #20
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-28-2017, 01:44 PM
Parent: #19

مرحبًا عزيزي أبو الريش
تحيّاتي لك

الحقيقة أنا لم أذكر محمود محمَّد طه، كما لم أذكر أحدًا غيره أيضًا، ولم يكن يعنيني في هذا المقام تناول قضيَّة الإصلاح الديني؛ بل كان يعنيني قضيَّة تصالح بعض المُلحدين من هذا التيار التجديدي أو الإصلاحي، أمَّا عن محمود محمَّد طه فأنا شخصيًا لديَّ خاص عن مُحاولاته، وقد أفرد لهذا الرأي مساحة خاصة في قادم الأيام.
شكرًا لك عزيزي

Post: #21
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-28-2017, 01:45 PM
Parent: #20

مرحبًا عزيزي حيدر حسن ميرغني
تحيّاتي لك

مُصطلح "إسلام سياسي" هو مُصطلح مُتوهم لأنَّ الإسلام -في أساسه- أيديولوجيا سياسيَّة مُصاغة في قالب ديني لا أكثر. لا يُمكن الفصل أبدًا بين الإسلام والسياسة؛ فإذا كانت السياسة تُتناول جوانب الحياة والعلاقات بين أفراد المُجتمع، وبين الشعوب والحُكَّام فإنَّ الإسلام تدخَّل في هذه المسائل أيضًا وتكلَّم عنها. الإسلام دين سياسي مُنذ البداية، وحتَّى أنَّ محمَّدًا كان يُمارس السياسة، وكان يستعمل الآيات القرآنيَّة في العمل السياسي، فالآيات التي جاءت لحل النزاعات الاجتماعية والسياسيَّة والاقتصاديَّة لا يُمكن تجاهلها.

مودتي لك

Post: #22
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-28-2017, 01:45 PM
Parent: #21

عزيزي هيثم قيلي
تحيّاتي لك

أنا أيضًا أتفق معكَ فيما ذهبتَ إليه، فموقف هؤلاء المُلحدين والليبراليين لا يتجاوز كونه موقفًا برغماتيًا، لا يضع المواقف الاستراتيجيَّة بعيدة المدى في اعتباره؛ بل يهدف إلى تحقيق مصالح وقتيَّة. الهدف الأساسي يجب أن يكون ضمان استمرار وديمومة التعايش السلمي، ولكن مع بقاء فكرة "القداسة" بالإضافة إلى بقاء النص الحرفي كما هو، فسوف تظل المُشكلة قائمة، وستظل الجماعات الإرهابيَّة والفكر الإرهابي -كالعنقاء- تخرج من الرماد في كل مرَّة.

مودتي لك

Post: #23
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-28-2017, 01:48 PM
Parent: #22

الأخ علاء سيدأحمد
تحيّاتي

ذكرتَ عددًا من المُتطرفين والمُتشددين، ولكنك لم تذكر محمَّدًا نفسه. بالطبع أتفهم لك هذه القراءة المُجتزئة للأحداث والأفكار بحكم القداسة التي تُغطي على أحكامك، ولكن عليك أن تفهم أنَّ من لا يتعامل مع النص الديني أو التاريخ الإسلامي بهذه القداسة لن يوافقكَ في رؤيتك. مثلًا أنتَ جعلتَ من ذي الخويصرة مُتطرفًا و "خارجًا" لمُجرَّد أنَّه قال لمحمَّد "أعدل" وبالطبع فإنَّ هذه المقولة عندما تُوجه لمحمَّد (ألمُقدّس) لديكَ فلاشك أنَّك ستراها مقولة مُتشددة (بل ولا تخلو من سوء أدب) ولأنَّك محمَّدٌ مُقدّس بالنسبة إليكَ، فلم تضع في اعتبارك أنَّ يكون ذو الخويصرة على حق، وأنَّه رأى ظلم وإجحاف محمَّد في تقسيم الغنائم، وأنَّه كان يُعطي المُقربين منه أكثر من غيرهم. مثل هذه الفرضيَّة تستبعدها تمامًا بسبب هالة القداسة التي تُغطي على بصيرتك، ولكن الآخرين ليسوا كذلك يا عزيزي. وإنَّ كنَّا سنتكلَّم عن التَّطرف، فلنقرأ ما حدث في بني أوطاس (عن أبي سعيد الخُدْري قال: أصبنا سبايا يوم أوطاسَ لهنّ أزواج، فكرهنا أن نقع عليهن، فسألنا النبي صلى الله عليه وسلم، فنزلت: { وَٱلْمُحْصَنَاتُ مِنَ ٱلنِّسَآءِ إِلاَّ مَا مَلَكْتَ أَيْمَانُكُمْ} فاستحللناهن.) فمن المُتطرف والمُتشدد هنا؟ هل الصحابة الذين "كرهوا" وطأ نساء مُتزوجات يعرفون أزواجهم، أم محمَّد الذي لم ير بأسًا في سبي النساء المتزوجات ووطئهن؟ ومن كان المُتشدد هل حسَّان بن ثابت أم محمَّد عندما أمر محمَّدٌ حسانًا بهجاء المُشركين؟ وأظنك تعرف ما في الهجاء العربي من تعدٍ على الأنساب ونيل منها، والقذع بها، ولهذا طلب منه استشارة أبي بكر لأنَّه أعلم بالأنساب. وإذا أردنا الرجوع إلى القرآن لوجدنا عشرات الآيات التي تدل على العنف والتَّشدد والغلظة مع الكفَّار والتحريض على القتال والكراهيَّة. المُشكلة في الإسلام نفسه يا عزيزي وليس في المُسلمين، فكلَّما اقترب المُسلم من النَّص وحاول تطبيقه حرفيًا أصبح مُتشددًا ومُتطرفًا، وكلَّما تهاون في تناول النَّص وابتعد عنه بالتأويل والالتواء أصبح مُسالمًا (محمَّد والذين آمنوا معه أشداء على الكفار رحماء بينهم) ويكفي أنَّه أباد اليهود وقضى على كل المعتقدات التي كانت موجودة في مكة والمدينة والجزيرة العربية، فلم يعد فيها نصارى ولا يهود ولا أحناف ولا صابئة ولا أي ديانة أخرى سوى الإسلام، فكيف لا ترى في ذلك تشددًا وتطرفًا؟ ثم إن استشراء ظاهرة "النفاق" في المدينة في عهد الحكم النبوي لهو دليل على القمع، لأنَّ القمع هو الذي يجعل الآخر المُخالف لا يتمكن من البوح والتصريح بأفكاره التي يُؤمن بها، فيضظر إلى إظهار عكس ما يُؤمن به.

مودتي

Post: #25
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: زهير عثمان حمد
Date: 06-28-2017, 02:18 PM
Parent: #19

تحياتي صديقي هشام
لا أريد أن أزف التهنئة بالعيد وانت غير معني به
مع ظهور الملحدين على السطح تحول الأمر إلى وسيلة للارتزاق لبعض الصحفيين والملحدين. فالصحف طمعا في مزيد من التوزيع وإحداث بعض الفرقعات الصحفية تناولت الموضوع بجهل وتسطيح للظاهرة؛ صورت الملحدين باعتبارهم كفار قريش الذين نشاهدهم في الأفلام التاريخية رديئة الصنع، وذلك خدمة لهدفها من النشر وهو زيادة التوزيع. أما بعض الملحدين فقد تحول الأمر إلى وسيلة سهلة ومضمونة لطلب اللجوء السياسي والهجرة إلى أوربا. فكل ما عليك هو إنشاء صفحة على الفيس بوك تسب فيها الأديان فيبلغ عنك أحدهم أو يرصدك الأمن الوطني، فيتم القبض عليك وتتعرض لبعض التعذيب ثم تخرج لحين البت في القضية، فتتجه إلى أقرب سفارة أوروبية لتجد نفسك خارج الوطن خلا نطولل أسبوع تستمتع بالحياة وتصنف السودان كما هو باعتباره دولة مناهضة للحريات الدينية.

الحقيقة أن ظاهرة الإلحاد هي نموذج مثالي لكيفية التعامل مع كل ظاهرة جديدة يتعرف عليها المجتمع وهى الإهمال وادعاء عدم وجودها أو التعامل الأمني العنيف أو التسطيح والاستغلال من أجل الاستفادة المادية منها.

ولهذا إذا كان البعض يري أن في ظاهرة الإلحاد خطر ومشكلة كبيرة ولا تندرج تحت حرية العقيدة. فعليه أولاً أن يتعرف على الظاهرة، وعلى أنواع اللا دينيين، ولا أقصد بالأنواع هنا ما إذا كان الشخص ملحد أو ربوبي أو لا أدري، ولكن أقصد من النوع هنا أنواع الأسباب التى تجعل الشخص يترك الأديان ولا يعتنق أي دين.

فاللادينيين 3 أنواع:

نوع درس الأديان ورأى أنها تتصادم مع العلم والتاريخ فتركها وهذا الشخص يبنى موقفه على الفلسفة والعلم، خاصة الفيزياء والأحياء وليس بتأثير من أحداث سياسية أو اجتماعية فى حياته، وهذا النوع غالبا لا يغير موقفه حتى الموت، وغالبا ما لا يتحدث عن اللادينيه إلا فى سياق ودون افتعال للموقف، ونقده للدين يكون بعيد عن السب واللعن ولا يكون إلا فى مجالس العلم، فالإلحاد لديه ليس قضية تبشيرية. وكذلك لن تجده يوجه النقد للدين عن طريق نقد سلوك رجال الدين أو تفسيراتهم المتشددة فهو يعلم أن الدين أي دين يمكن تفسيره وتأويله بطرق شتى. وهذا النوع يحتاج لسنين لينتقل من معسكر الدين إلى اللادين. وهو أخطر الأنواع لأن من يتحاور معه لابد أن يكون متمكن من الفيزياء والأحياء وكذلك على دراية كبيرة بالفلسفة، وإلا فهو قادر على إقناع الشخص بترك دينه ولكن ليس بالضرورة عدم الاعتراف بوجود إله، وهذا هو الخلط الكبير بين اللادينية والإلحاد. وهذا النوع من الملحدين لن تراه في وسائل الإعلام المصري يتحدث بصفته لا ديني، ولكن قد تراه بصفته فيلسوف أو عالم أو مفكر أو سياسي.

أما النوع الأخر، فهو من تعرض لأزمات اجتماعية أو ضغوط سياسية ناتجة عن تفسيرات متشددة للدين أو مواقف غبية للمتحدثين باسم الدين، وهذا تجده غاضبا أبداً، يفتعل الأحاديث والحوارات لسب الأديان ويمشي فى الشارع حاملا يافطة مكتوب عليها “أنا ملحد”. وإذا دخلت معه في حوار حول الأديان فستجده لا ينقد النص المقدس ولكن كل نقده سيكون موجه لرجال الدين والتفسيرات المتشددة للدين، بل قد يبدأ في الترويج للتفسيرات المتشددة ومهاجمة التفسيرات الأكثر انفتاحا للتأكيد على ضرورة التخلص من الأديان. وهذا غالبا ما يعود لدينه بعد أن يقابل من يقدم له تفسير أكثر ليبرالية للدين ولكن بعد أن تهدأ ثورته وتحل مشكلته، فينتفي التصادم بين حياته ودينه ويعود لتدينه. وهذا يتحول إلى اللادين بمجرد حدوث المشكلة أو الأزمة أو الاضطهاد السياسي. وهنا لابد من الإشارة إلى دور الكبت الديني الذي تمارسه السلطة أو المجتمع على الأفراد ما يجعلهم يتجهون إلى الإلحاد. فكل خطايا الحكام الذين يحكمون باسم الدين تتحول إلى خطايا الإله كما هو الحال في إيران والسعودية مثلا، كما أن كل الكبت الذي يمارسه المجتمع المصري على أفراده باسم الدين تتحول إلى جريمة يرتكبها الإله وليس البشر. كذلك لابد أن نلفت هنا إلى أن التعامل مع هذه الفئة بأسلوب الاعتقال والتعذيب لن يجعلهم يغيرون رأيهم ويتراجعون عن ما يعتقدون، على العكس فهذا النوع غاضب في الأساس، اعتقاله ومحاكمته سيزيده غضبا وبالتالي سيزداد هجوما على الدين والمجتمع ويكسب المزيد من المتعاطفين.

النوع الثالث، الإلحاد بالنسبة له نمط حياة (life style) مثل الموضة وغالبا ليجنب نفسه تأنيب الضمير عندما يسكر أو يمارس الجنس خارج الزواج، وهذا أيضا يجد فى سب الدين بمناسبة ودون مناسبة نوع من التميز عن أقرانه وهذا يعود للدين بمجرد أن يعبر فترة المراهقة، ويستقر اجتماعيا ونفسيا. وقد تسمع منه أنه انتقل من السلفية إلى الإلحاد فى 6 شهور.

أتمنى في يوم أن تخرج الأمة من حالة التسطيح لكل ظاهرة جديدة تطفو على سطح المجتمع وأن تناقشها بطريقة علمية وعميقة وشجاعة، حتى تكون قادرة على التعامل مع الظاهرة. وبالتأكيد أي طريقة للتعامل مع ظاهرة فكرية لا يجب أن تكون عنيفة، فالعنف لا يقضي على الفكر

Post: #24
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: جمال ود القوز
Date: 06-28-2017, 02:18 PM
Parent: #18

فهم الأحزاب السياسية للدين الاسلامي يختلف ..
لكن ده لايعبر عن جوهر الدين الاسلامي ..
لأنه كل حزب أو جماعة له نظرة تطويعية للدين ..
بينطلق ليها من خلال نظرة حزبه السياسي للدين ..
فده ما بتقدر تتخذه كمقياس لقياس الدين معتدل أو متشدد ..
الملحدين أو الاحزاب الملحدة بصفة عامة ...
أو الما عندها أي نقطة انطلاق من خلال أحزابها للدين الاسلامي ..
ما أظن عندها أي طريقة لتعيش وتستمر ..
في أي منطقة فيها نشاط ووجود للدين الاسلامي ..
أما الملحدين الما عندهم أي رؤية سياسية كمنطلق ..
فديل أنا بعتبرهم ناس متدينين جدا ..
لأنه عندهم نظرة عميقة جدا للدين ..
وربما أكثر مما يجب فأوصتهم لمرحلة من الشطط والالحاد ..
وهؤلاء رغم تشددهم في الدين لكن إمكانية رجوعهم لجوهر الدين ..
أكثر قربا من أصحاب النظرة السياسية المتماهية مع الدين الاسلامي ..
لأنه ديل بيعانوا من نوع من التدليس وعدم الصدق ..
وربما كان الملحد الصمد البعيد عن السياسة ..
أكثر صدقا ونزاهة في تعامله مع الدين منهم ..


غايتو يا هشام آدم أنت زول متدين جدا ..
لأنه عندك نظرة عميقة جدا للدين الاسلامي ..
بل وصلت لمرحلة من التفكير (العكسي) إن صح التعبير ..
الزينا ديل ما وصلوا المرحلة المتقدمة دي ..
فانا مراهن اني حأشوفك بي سبحتك عما قريب ..
وزول متدين جدا بل صاحب دين قوي ..
بعد ان تصل لمرحلة من اليقين أعتبرها أكثر ارتباطا بالتقدم في العمر ..
لأنها بتنصقل بي أشياء لها ارتباط بالمراحل السنية المتقدمة ..
ودي نقطة لا تصلها إلا بعد إكمالك لمراحل الشك التي تعيشها الآن ..

تمنياتي لك بالتوفيق ..
ولا اخفي اعجابي الشديد بطريقة تفكيرك العميقة في الدين الاسلامي ..
وأنا بقدر اعتبرها من باب الدعوة إلى الله والدين الإسلامي ..
لأنك بتبصر الناس بالدين الاسلامي بطريقة مختلفة جدا ..
وانا شخصيا بشوف نفعها أكثر من ضررها ..
لأن المتلقي مش بالضرورة يكمل معك وصولا لمرحلة الالحاد ..
فيكون ملحد الكثيرين حيتوقفوا منك حسب امكانياتهم الذهنية ..
في مراحل التفكير المختلفة فأي توقف بيجعل من المتابع ..
متدين متزن أو بمعنى أصح أقرب إلى جوهر الدين منه للإلحاد ..
فشاكرين دورك الدعوي النشط ..
أنا بشوف شغلة الدين دي مثلها مثل الخط مستقيم ..
يتم التدرج فيها من مراحل الاعجاب بالدين والاهتمام ..
وصولا الى تفكير فيه ثم إلى اعتناقه ..
ثم إلى التفكير العميق الموصل لمراحل الإلحاد المختلفة ..
ده طبعا مع مراعاة المسلم الأصل وعدم حوجته لبعض المراحل ..
لانه بيكون (أولردي ) اتجاوزها .. دمت يأخ ..




Post: #26
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Basamat Alsheikh
Date: 06-28-2017, 03:24 PM
Parent: #24

هشام ادم
والله يا هشام وعلى الرغم من انك تعلن الحادك من تحت السطور ولكنا
نتقبل نقاشك ونقبل ان نتحاور معك لانك تريد الحوار بالمنطق ولا تشطح
في السب والشتم ولا تسب الرسول محمد وتصفه باوصاف بشعة لا يقبلها
حتى غير المسلمين...
وعلى الرغم من انك تريد ان تقول ان سيدنا محمد (ص) شخصية غير مقدسة
ولكنك تقولها دون شتم وسب...لان الله سبحانه وتعالى لم يقل انه مقدس، وقد
قال في محكم تنزيله في كتابه الكريم:" وقالوا ما لهذا الرسول ياكل الطعام ويمشي
في الاسواق لولا انزل اليه ملك...""
ونحن نقر لك بانك معتدل في مناقشاتك ولا تتطرف ولا تنبذ ولا تشتم ولهذا
نحترمك ونحترم رايك..وسنعود للمناقشة والتحليل ان شاء الله..
وكل سنة وانت طيب
ودمت بخير

Post: #27
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-28-2017, 04:07 PM
Parent: #26

عزيزي زهير عثمان حمد
تحيّاتي

قد أتفق معك جزئيًا في التقسيمات التي ذكرتها، والحقيقة أنَّ جوهر الإلحاد (لدينا) غامض ومُلتبس، وهو ما يجعل كثير من اللادينيين يعتقدون أنَّهم مُلحدين، ويتصرفون ويُناقشون بناءً على ذلك؛ هذا بالإضافة إلى ارتباط فكرة (نقد الإسلام بالتحديد) مع فكرة (الإلحاد) وكأنَّ كل من ينتقد الإسلام هو بالضرورة مُلحد، ولا أعرف منابع هذا الخلط. في الإعلام العربي يتم استضافة شخصيَّات باعتبارها شخصيَّات مُلحدة، ويكون الضيف المُقابل له (في الأغلب) رجل دين. هذا السلوك الذي يُكرّس لفكرة (الإلحاد ضد الإسلام) وليس (الإلحاد ضد الإيمان) هو ما يجعل كثير من الناس يقعون في هذا الخلط، فالمُلحد لا يجب أن يُناقشه سوى شخص مُلم بالعلوم الفيزيائيَّة والفلسفة، لأنَّ هذا هو الأساس النظري للإلحاد، أمَّا مُناقشة تعاليم الإسلام، ومُحاولة إزالة (الشبهات) هو اعتقاد خاطئ بأنَّ عدم الفهم الصحيح للدين والآيات القرآنيَّة هو السبب في الإلحاد، وقبول بعض المُلحدين لمثل هذه الحوارات يدل على أنَّ كثير من المُلحدين ليسوا ملحدين في حقيقتهم، وإنما لديهم مُشكلات مع الإسلام والتعاليم الإسلامية على نحو خاص. ولهذا كنتُ أقول دائمًا، إنَّه لو اتضح لي بما لا يدع مجالًا للشك أنَّ الإسلام ديانة مُسالمة وأخلاقيَّة (كاكتشاف مخطوطات إسلاميَّة أصليَّة تُبيّن زيف ما هو موجود في كُتب التراث أو تُوضح عدم صحَّة التفسيرات الكلاسيكيَّة لبعض آيات القرآن)، فعندها سوف يتحوَّل الإسلام -بالنسبة إليَّ- إلى ديانة مُسالمة، مثلها مثل البوذيَّة أو الكونفشوسيَّة أو أي ديانة روحانيَّة مُسالمة (ديانة لا أعاديها ولا أؤمن بها)، أمَّا موقفي من الإسلام فلا علاقة له بإلحادي على الإطلاق ولكن لأنَّني أؤمن تمامًا أنَّ جل مشكلاتنا الحياتيَّة (الاجتماعيَّة، السياسيّة) لها جذور تعود إلى ثقافتنا التي كان للدين دور كبيرٌ في تشكيلها، فأنا لا أنقد الإسلام حفاظًا على إلحادي، لأنَّ إلحادي كان مرحلةً لاحقة بكثير على تركي للإسلام، وما وصلتُ إلى مرحلة الإلحاد إلَّا لأسباب لا علاقة للإسلام وتعاليمه وتاريخه بها.

فعلًا لقد أصبح الإلحاد لدى كثير من الناس مُجرَّد موضة، لا أكثر، وكثيرٌ من المُلحدين (أو مُدعي الإلحاد) هو في الحقيقة مُتدينون جبناء لا أكثر. ولعلي أذكر في هذا المقام ما حدث من الأخ محمَّد صلاح (البارون)، الذي كان قد تقدّم بطلب استبدال وصف مُسلم في خانة الديانة بوصف لاديني، كيف أنَّه تحوَّل بصورة مفاجئة إلى مُتصوف يُردد مقولات الشيخ البرعي على صفحة الرسميَّة في الفيسبوك، وكذلك قريبي أكرم بكاب الشيوعي الذي كان واضح الإلحاد كيف تحوّل إلى التصوف لأسباب اجتماعيّة، والأمثلة كثيرة جدًا، وأخشى ما أخشاه أن يتحوَّل الأمر إلى "مزايدة" رخيصة تُفقد الفكرة معناها.

مودتي لك


Post: #28
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-28-2017, 04:07 PM
Parent: #27

الأخ جمال ود القوز
تحيّاتي

لا أريد أن يتحوّل الأمر إلى مُزايدة لا معنى لها. أحترم لك رأيكَ وإن كنتُ أختلف معك حوله. ولكن رأيي أنا الشخصي أنَّه وإن كان لي أن أرتد عن قناعاتي فلن أكون سوى ربوبي لاديني، ولكن لا أظن على الإطلاق أن أعود إلى التدين؛ ولاسيما الإسلام، فمعرفتي بالإسلام -بالتأكيد- ستحول دون ذلك؛ هذا بالإضافة إلى أنَّ "الخرافات" التي تمتلئ بها الكُتب الدينيَّة (قرآن، أناجيل، توراة) سوف تجعل من هذا الأمر أكثر صعوبة، وأنا شخصيًا لديَّ حساسيَّة مُفرطة جدًا من الخرافات.

مودتي لك


Post: #29
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-28-2017, 04:08 PM
Parent: #28

الأخت بسمات الشيخ
تحيّاتي

أنا لا أعلن إلحادي "تحت" السطور، بل فوقها، والأمر ليس محمدة ولا مذمة؛ بل هي مُجرّد قناعات، وأنا أؤمن تمامًا أنَّ كل إنسان له الحق الكامل في التصريح بقناعاته أيًا كانت، وللآخرين الحق في انتقاد قناعاته، وكما يُقال: "الحشاش يملا شبكته". إنَّها سوق مفتوحة للأفكار، ومن لم تكن الجرأة أو القدرة على الدفاع عن أفكاره ومعتقداته فهو أحد أمرين: فإمَّا أنَّه يفتقد إلى مَلكة الحوار والإقناع، وإمَّا أن أفكاره تفتقد إلى القوة بما يكفي لتصمد أمام النقد.
كل عام وأنتِ بخير.

مودتي

Post: #30
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Basamat Alsheikh
Date: 06-28-2017, 04:58 PM
Parent: #29

هشام ادم
ما دمت بتحترم قناعاتنا وتحترم عقيدتنا فنحن نحترم قناعاتك ومرئياتك
وما دمت لا تشتم رسولنا تصفه بانه مجنون ومعتوه فنحن على استعداد
لمواصلة النقاش معك
مع مودتي
ودمت على خير



Post: #31
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-28-2017, 05:42 PM
Parent: #1



1- لا توجد ادني حساسية يا هشام تجاه ما تكتبته انت بل يحظى باحترامي التام ولقد عبرت عن ذلك طيلة السنوات الماضية ولم افارق ذلك قط حتى الآن ..

2- لم اطرق باب منزلك دونما دعوة لأحدد لك ماذا تكتب .. بل و لم افعل ذلك في هذا البوست .. وانما جاء الكلام للدلالة على الخمول السياسي والاجتماعي والنزعة الهروبية عند الملحدين (وانت انصع مثال) الذين تتمحور حياتهم حول فكرة عدم وجود شيء .. وكل ذلك في مقابل انصاف المسلمين (ذلك التعبير الذي كنت انا أول من دمغته انت به لو تذكر .. المسألة ببساطة ان هناك اعتبارات أهم وأكثر حيوية للملحدين والعلمانيين السودانيين من التركيز المفرط في مسأئل الالحاد وانكار دور الدين في الحياة.

3- أن تكون هذه رسالتك في الحياة فهذه مسألة مقبولة جدا حتى وان رأيت انا او غيري عبثيتها ذلك لا ينفي حقك الكامل في تبني ما تشاء .. بالمقابل دع الاخرين يمارسون أدوارهم في الحياة كما يشاؤون دونما مطاردات .. لاسيما وأن جدواهم المجتمعية أكثر بكثير مما أنت فيه.

تحياتي

Post: #32
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-28-2017, 06:13 PM
Parent: #31

أخ محمد حيدر المُشرَّف
تحيّاتي

1) أشكركَ على احترامك لما أكتب.

2) مازلتَ تتكلَّم عن خمولي السياسي والاجتماعي رغم ما كتبتُه لك من ارتباط السياسي والاجتماعي بالدين بشكلٍ تُقره وتعترف به أيضًا، في مُجتمع كان الدين هو الفاعل الأساسي فيه وفي تشكيل بنيته الفكريَّة والوجدانيَّة، وأيضًا رغم محاولات تذكيري لك بمُساهماتي (المتواضعة) في الكتابة حول الأوضاع السياسيَّة والاجتماعيَّة في السُّودان. قد لا أكون كاتبًا سياسيًا مُجيدًا، كما قد تكون قراءاتي السياسيَّة غير دقيقة، فالكتابة السياسيَّة لها أهلها، كما أنَّ الكتابة الأدبيَّة لها أهلها، وكذلك الكتابة الساخرة، والكتابة النقديَّة ووو إلخ. كل شخصٍ منَّا يا عزيزي مُجيد في مجاله التخصصي أو في مجال اهتمامه، وهذا لا يعني خمول الآخرين؛ فالمسألة مسألة اهتمامات ومَلَكات لا أكثر.

3) لا أعرف كيف سنَّ لكَ الاعتقاد بأنَّني "أُطارد" الآخرين، وأمنعهم حقهم في ممارسة حياتهم كما يشاءون. أنا لا أملك سوى عقلي وقلمي عزيزي المُشرّف، وكل ما أفعله هو القراءة والتحليل والنقد، والنقد (كممارسة طبيعيَّة لحريَّة الرأي) لا يتعارض أبدًا مع حريَّة الاعتقاد والتفكير لدى الآخرين، طالما أقررنا أنَّ لا شيء فوق النقد أبدًا، فنقدي للإسلام (أو لأي فكر ديني أو لاديني) هو حق من حقوقي، وهو لا يتعارض في حقك (وحق غيرك) في اعتناق الأفكار والآراء الدينية أو اللادينيَّة، أم تُريد أن تمنعني من حقي في النقد حفاظًا على قداسة ما تعتبره أنتَ مُقدسًا؟

4) بمناسبة أنَّ ممارسة الآخرين لحياتهم هي أكثر جدوى (مجتمعيًا) مما أنا فيه، فأخبرني بما أستطاع هؤلاء فعله للسودان ليس مُنذ انقلاب 85 بل مُنذ الاستقلال وحتى هذه اللحظة. ما الذي قدَّمه السياسيون والنُّشاط للسودان وللإنسان السُّوداني طوال هذه الفترة يا صديقي؟ أرجو ألَّا تُقحمنا عنوةً من باب المُزايدات التي لا معنى لها؛ إلَّا أنَّني قد أتقبَّل فكرة قناعتك بلا جدوى كتاباتي كرأي شخصي لا أكثر.

مودتي لك

Post: #33
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-28-2017, 06:29 PM
Parent: #32

أخت بسمات الشيخ
تحيّاتي

يجب أن يتم وضع النقاط على الحروف بشكل صحيح حتَّى يستقيم الفهم، لأنَّه متى ما استقام الفهم استقام الحوار.

1) أنا لا أحترم قناعات المُسلمين (ولا المُتدينين بشكل عام). أنا فقط أحترم لكم حق الاقتناع والاعتقاد بما لا أحترمه وما لا أؤمن به.

2) أنا لا أرى محمَّدًا كشخصٍ مجنون، ولكني قد أراه بصفاتٍ أخرى قد تعتبرينها إساءة. كل ما في الأمر أنَّني أتعامل مع محمَّد كشخصيَّة تاريخيَّة لا قداسة لها؛ وبالتَّالي فإنَّني لا أتعامل معه بشكل شخصي؛ بل أحكم عليه من خلال أفعاله وممارساته التي نقلتها إلينا كُتب التراث الإسلامي التي دوَّنها المُسلمون بأنفسهم، وعندها أُسمي الأشياء بأسمائها، فإذا كان الفعل إجراميًا، كان الفاعل مُجرمًا، وإذا كان الفعل ذميمًا كان الفاعل مذمومًا، وإذا كان الفعل حميدًا، كان الفاعل محمودًا وهكذا. ولا أراعي في ذلك مشاعرك أو مشاعر غيرك، لأنَّ مراعاة مشاعر الواقعين تحت تأثير القداسة ليست من أولوياتي، وهي ليست من حقوقك لتُطالبي بها. فمشاعرك هذه مُرتبطة بعلاقتك "الوجدانيَّة" بمُعتقداتك، وهي العلاقة المفقودة لديَّ. وكما قال أحدهم:
Nobody has the right to not be offended
كل ما في الأمر أنَّني أُمارس حقي في التعبير والرأي، وهذا الرأي ليس بالضرورة أن يكون محط إعجاب أو تقدير أو حتَّى تقبُّل الآخرين. يجب أن نتعلَّم هذا الأمر جيدًا: أنَّ مشاعرنا الموجه تجاه موضوع ما، هي مسألة تخصنا نحن فقط ولا تخص الآخرين، ولا يجب أن نُطالب الآخرين أن يحترموا لنا مشاعرنا المُتعلقة بموضوع لا يعنيهم في شيء، ولا أعتقد أنَّكِ مُطالبةٌ باحترام فكرة أنَّ المسيح هو "الله"، أو أنَّ "الله" مات على الصليب، أو أنَّ الله بخيل أو أو أو .. لستِ مُطالبةً أبدًا باحترام هذه المُعتقدات والأفكار، ولكنك "مُلزمة" باحترام خيارات البعض في الاعتقاد بهذه المُعتقدات، وهذا لا يعني طبعًا ألا تنتقدي هذه الأفكار والمٌعتقدات؛ بل يعني ألَّا تُمارسي أي نوع من القمع لآرائهم وأفكارهم، وألَّا تضطهديهم بسبب هذه الأفكار، وألَّا تُمارسي عليهم أي نوعٍ من أنواع التَّمييز بسبب هذه الأفكار والمٌعتقدات، وألَّا تمارسي أي عنف جسدي ضدهم سواء بالقتل أو الضرب أو التعذيب. هكذا يكون الفهم الحقيقي والسليم لتقاطع حريَّات الرأي وحريَّات الاعتقاد، وفكرة أنَّ حرية الاعتقاد تعني احترام المُعتقدات وعدم المساس بها أو نقدها أو حتى الإساءة إليها، هي فكرة مغلوطة، إنَّما يتحجج بها البعض فقط من أجل حماية أفكارهم ومٌعتقداتهم من النقد.

مودتي

Post: #34
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Basamat Alsheikh
Date: 06-28-2017, 07:04 PM
Parent: #33

هشام ادم
قلنا لك اننا يمكن ان نستمر في مناقشتك ما دمت لاتشتم الرسول...
ولكن اذا انت قمت بسب الرسول او شتمه او وصفه باوصاف لا تليق
فسوف لن نقرا لك ولا نناقشك ...ونحن لم ولن نشتم الهك الذي تؤمن به
سواء كان الهك بقرة او نار او شخص او اي شئ اخر..

Post: #35
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-28-2017, 07:21 PM
Parent: #34

الأخت بسمات الشيخ
تحيّاتي مُجددًا

يبدو أنَّني لم أكن واضحًا في كلامي بما فيه الكفاية؛ لذا سأُعيد كلامي باختصار ومُباشرة:
أنا لا أشتم أنا فقط أُسمي الأشياء بأسمائها، أنتم فقط من تعتبرون هذا الفعل شتيمة وإساءة. أنا أصف الأشياء كما هي بدون مراعاة للقداسة لأنَّني لستُ مُلزمًا بهذه القداسة، هذه القداسة هي أمر يهمكِ أنتِ فقط، وهو فقط ما يجعلكِ تعتبرين وصفي للأشياء كما هي شتيمةً وإساءة، وهذه ليست مُشكلتي أبدًا. ولكن ولمُلاحظتي حرصك على عدم الإساءة والشتم، فما رأيكِ بالآيات القرآنيَّة التي تحتوي على إساءات وشتائم ضد أصحاب العقائد الأخرى؟ ما هو موقفكِ منها؟ هل تتخذين منها نفس الموقف المبدئي الذي أراه منكِ الآن، أم أنَّ الشتائم والإساءات الواردة في القرآن هي فوق النَّقد؟
{إنَّما المُشركون نجس}
{إن هم إلَّا كالأنعام بل هم أضل}
{ألا إنَّهم هم السفهاء}
{عُتلٌ بعد ذلك زنيم}
{مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفارًا}
{فمثله كمثل الكـلب}
{فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين}

الأمر الأخير: أنا "مُلحد" ومن الغريب أن تعتقدي أنَّ المُلحد له إله (أيًا كان شكله أو وصفه).



.

Post: #36
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Basamat Alsheikh
Date: 06-28-2017, 07:33 PM
Parent: #35

يا هشام كلامك واضح ومفهموم
وبنقول ليك مرة ثانية انت شتمنا نحن المسلمين
زي ما انت عاوز وقول لينا نحن انجاس وكالانعام واضل
سبيلا واوصفنا بكل الصفات القبيحة في قاموسك ولكن
لا تشتم ولا تسب رسولنا،،،
اما قناعاتك بانك ملحد والملحد لا يؤمن باي اله ،، فهذه مشكلتك
انت وفهمك انت ويمكن ان تكون هناك مساحة مناقشة ،،، في الاحوال
التي شرحتها لك..



Post: #37
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-28-2017, 08:14 PM
Parent: #36

كأني بأذن في مالطه

عمومًا عزيزتي بسمات .. شكرًا لمُداخلاتك

Post: #38
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Basamat Alsheikh
Date: 06-28-2017, 08:53 PM
Parent: #37

اذا انت بتاذن في مالطة..ده كلام طيب جدا..
وعموما عزيزي هشام شكرا لردودك.

Post: #39
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 06-28-2017, 09:06 PM
Parent: #33

الاخ هشام - تحياتي :

احيانا قد تواجه خصما ، مثلا ، في مباراة شطرنج ويكون من اللاعبين

الذين يسهل هزيمتهم في اقل عدد من النقلات لقطع الشطرنج ، مثل هؤلاء

اللعب معهم غير ممتع اذا كنت انت متمكن وعميق في اتخاذ نقلاتك !

وستضطر الي توجيه خصمك لينقل نقلات قوية تكون انت معها في وضع

صعب للغاية ومحتاج لتامل وتفكير عميق للخروج من مطب النقلة الاخيرة !!

هكذا هي المعرفة ، لانحتاج سهولة افحام الاخرين وانما صعوبة تجاوز مطبات

مشكلة المعرفة ومشكلة الانسان ومشكلة وجود او عدم وجود الاله علي نحو حقيقي

وليس استسهالي ....الضبابية سيدة الموقف في كل اشكال الاعتقادات واذا صح ذلك لايبقي

سوي حرية الاعتقاد والتفكير والتعبير الخ ....

من الطبيعي الا يكون هناك ابيض واسود في الفكر ، بل تدرج الالوان علي طول المسافة

الممتدة بين الالحاد والايمان ، وحتي التسليم بين مفهومين كهذين انما تسليم افتراضي تقتضيه

طبيعة القضية المطروحة ، فلابد انه لايوجد ملحد بنسبة 100% ولامؤمن بنفس النسبة والصحيح

ان كلاهما يحمل في داخله الموقف الاخر في جدلية ديناميكيةلاتنتهي الا بالموت ....لابد ان مسيرة

الفرد لحظات من هذين الموقفين مستمرة دوما اذا كان فردا حقيقيا باحثا عن الحقيقة في كوننا الغامض جدا

اما لحظات الضعف الانساني فلاتصلح هنا الا باعتبارها هزيمة غير موضوعية ! هي ذاتها الهزيمة الداخلية

للملحد المنضوي تحت تيار سياسي يقف في وجه مجتمع متكلس وفاقد للاستنارة وارهابي في وجه برنامجه

الحقيقي !

لهذا ، اعتقد ان المسالة في نشر الاستنارة غير مرتبطة ببرنامج حزبي ولا انتظار تحقق مجتمع ديمقراطي

علماني ، وانما تزامن كل تلك الاشكال في اتجاهاتها التي تسير عليها بطريقة تفاعلية حتي نضع اساسا فكريا

حقيقيا لمستقبل راسخ وليس مجرد تاثيرات عاطفية ناعمة ....

مجموعة بوستاتك المتتابعة منذ فترة ليست بالقصيرة والمختصة بمناقشة المسلمون الجدد هي بالضبط مايجب

ان يحدث باستمرار واتجاهات هذا الحوار في حد ذاتها هدف جيد صرف النظر عن نتيجتها ، فلايمكن

قياس ماتتمخض عنه النتيجة كما وكيفا الا بمقدار ما نستشفه من خفوت حدة الصدمة في تناول الاشكال

عبر تاريخ هذه المناقشة الممتدة ...

Post: #40
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-28-2017, 10:50 PM
Parent: #39

عزيزي عبداللطيف حسن علي
تحيّاتي

في اعتقادي الخاص: لا وجود لحقيقة مُطلقة، لأنَّه لا وجود لمُطلق أصلًا. الحقيقة المُطلقة ليس أكثر من مُجرَّد وهم خلقه العقل البشري ليُصبح هدفًا يسعى نحوه على الدَّوام، تمامًا كوهم السعادة والنجاح. نحن في الحقيقة نضع هذين القيمتين أمامنا لتدفعنا فقط لتحقيقهما، ونموت دون أن يحدث ذلك، لأنَّ الإنسان دائمًا يسعى إلى المُطلق، ولا يُحققه، حتَّى وإن رأى الآخرون غير ذلك. فنحن نرى أن شخصًا مثل بيل غيتس هو شخص وصل إلى النجاح ولا شك، ولكن رأي بيل غيتس نفسه ليس كذلك، لأنَّه مازال يسعى فعليًا لتحقيق النجاح، وإلَّا لكان توقف مُنذ إدراكه لحقيقة وصوله إلى النجاح، ويُمكننا تطبيق الأمر نفسه على كثير من الأشياء والأمثلة. هذا الأمر يدخل فقط في خانة الماهيَّات وعالم القيم، أمَّا عالم الكينونات فلا وجود للألوان الرماديَّة فيه. فمثلًا أنا الآن أرى أمامي جوزًا من الأحذيَّة. وجود الحذاء ككينونة هو حقيقةٌ مُطلقة لاشك ولا ريب فيها، ولا تقبل الجدال والفصال، ولا تحتمل أكثر من رأي أبدًا، أمَّا عندما ننتقل إلى الحديث عن ماهيَّة الحذاء؛ فنتكلَّم عن لونه مثلًا: هل هو أسودٌ أم أزرق داكن؟ وما هو اللون الأسود؟ هل هو انعدام اللون الأبيض أم أنَّه لونٌ مُستقل؟ أم ترى أنَّ اللون الأبيض هو انعدام اللون الأسود، مثل هذه المسائل المُتعلقة بالماهيَّات، هي ما تحتمل التأرجح بين ألوان الطيف المعرفي، وتحتمل النسبيَّة بناءً على عوامل مُختلفة، كميَّة الضوء، وزاوية النظر وغيرها من العوامل المُختلفة. الكينونات لا جدال ولا فصال حولها، ولكن كل ما يقبع في خانة الماهيَّات والقيم هو ما يُمكن أن نتجاجل حول بافتراض النسبيَّة لا الإطلاق.
قناعتي الشخصيَّة الآن كمُلحد (والحقيقة لا أعرف ما الذي تقصده بمُلحد 100%) هو أنَّ فرضيَّة "الخالق" غير مُستبعدة، مثلها مثل فرضيَّة "الكائنات الفضائيَّة" تمامًا، لا وجود لها ولكن لا أستبعد وجودها، وتتراوح نسبة قناعتي سلبًا وإيجابًا بحسب المُعطيات المُتوفرة، فكلَّما زادت المُعطيات التي تدعم فرضيَّة الوجود، زادت نسبة احتماليَّة وجوده لديَّ، والعكس صحيحٌ أيضًا. وبناءً على المُعطيات المُتوفرة لديَّ الآن فإنَّ نسبة احتماليَّة وجود "خالق" عاقل وذكي هي احتماليَّة ضعيفةٌ جدًا (ولكنها غير معدومة) لأنَّ كل المُعطيات المُتوفرة: علميًا وفلسفيًا، لا تدعم فرضيَّة وجوده. أمَّا قضيَّة "الإله" فهذه قضيَّة أُخرى، وأعني بذلك الإله الشَّخصي الذي يزعم المُؤمنون بوجوده تدخله وتفاعله مع البشر والعالم المادي؛ إذ لا يُوجد دليلٌ واحدٌ على حدوث هذا التفاعل على الإطلاق؛ بالإضافة إلى إمكانيَّة إخضاع مُنتجات هذه الآلهات للفحص والاختبار للتأكد من وجوده (وفقًا لمزاعم وتصوُّرات كل ديانةٍ على حدة) فعندما يصف أصحاب الدين إلههم بأنَّه "عادلٌ" مثلًا، فإنَّه بإمكاننا فحص هذه الفرضيَّة عبر مُراجعة وفحص "الوحي" الذي من المُفترض أنَّه مُنتجه الخالص، فإن رأينا في تعاليمه شيئًا يُناقض مفهوم العدالة، حكمنا عليه بأنَّه غير عادل، وهكذا مع كل التصورات الأخرى، لأنَّ غياب الكينونة يجعلنا في مواجهة مباشرة مع الماهيَّة، وعندها لا حل أمامنا سوى إخضاع هذه الماهيَّة لقوانين المنطق مثل قانون عدم التعارض، فإن ادعى شخصٌ وجود كائنٍ "ماهوي" وزعم أنَّه طويل وقصير في الوقت ذاته، أو أنَّه أبيضٌ وأسودٌ في الوقت ذاته، أو أنَّه رحيم وشديد العقاب في الوقت ذاته، أو أنَّه الأول والآخر في الوقت ذاته كان بإمكاننا الحكم على هذه الماهيَّة بالعدم، لأنَّه توجد استحالة منطقيَّة في الجمع بين المتناقضات، وهكذا.

أمَّا عن المُسلمين الجدد فيقيني أنَّهم أخطر على العالم من السلفيين والمُتشددين، لأنَّهم القوة الناعمة التي تدعم الإرهاب وتُسانده، وتعمل على بقائه واستمراره؛ حتى دون أن يشعروا بذلك. إنَّهم السبب الأساسي في إطالة أمد الإرهاب، لأنَّهم السبب في تأجيل الصراع مع التيار المُتشدد، بدافعهم عن النص، وحمايته من النقد العقلاني، بإلقاء اللوم دائمًا على الآخر، مع اختلاف هذا الآخر، فتارةً يكون الآخر هو: الظرف السياسي، وتارة أمريكا وإسرائيل، وتارة كتبة التاريخ، وتارة المسلمين أنفسهم، المهم أن يبقى الإسلام نفسه موضوعًا بعيدًا عن النقد والتشكيك والمساءلة التاريخيَّة، وهذا ما يُطيل أمد التيارات الإرهابيَّة، ويُطيل أمد الصراع.

مودتي لك

Post: #41
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 06-28-2017, 11:09 PM
Parent: #39

من ناحية عملية ، نعم نسعي من اجل دستور ديمقراطي -علماني

كي نتمكن من ممارسة حرية التعبير والاعتقاد ، وهو هدف يحتاج

صراع فكري مستمر حتي يتحقق المجتمع المستقر الامن ويكون الدين

بعيدا عن الدولة ....اما من ناحية فكرية فمسالة الايمان والالحاد اعتقد هي نفسها

قضية خاطئة ومجرد اثر تاريخي لصراع وهمي حول قضية المعرفة ...

ايمان بماذا والحاد من ماذا ؟!
المصطلحين كلاهما خاطئ !

طرح القضية بهذه الصورة لايعني طرح شيئين : الايمان والالحاد

وانما شئ واحد وموقفين منه !

فكيف ظهر هذا الشئ الواحد معرفيا ليتكون موقفين منه ؟

فكرة ظهور اله معرفيا فكرة تبدو فطرية في الانسان(معرفة قبلية)

وعلميا اتضح انه لايوجد مايسمي معرفة فطرية وانما معرفة السبب والنتيجة

ومعرفة السبب والنتيجة مبنية علي المشاهدة والتجربة والحس ...وبما ان العقل

له قدرة استقرائية فهو يطلب وجود تسلسل لانهائي للاسباب والنتائج حتي الوصول

لسبب اول وواضح ان السبب الاول مفهوم ذهني فكري خالص ....

هناك جسيمات في عالم تحت ذري لها ارتباط غير سببي بالطريقة التي نفكر بها

مما ادي لمفهوم عدم اليقين لهيزنبرغ ، اي معرفة لاتناسب عقولنا !!

ومن المحتمل ان تكون هذه الجسيمات لانهائية في صغرها مثلما يوجد كون لانهائي

في ضخامته ! بالتالي قوانين تفكيرنا قد لاتصلح في العالمين الذري والفلكي وانما تصلح

فقط في عالم مقاييسنا الذاتي ، وتكون قضية السببية التي صاغت الاله خاطئة بالتالي !

عندها يكون صراع ملحد ومؤمن صراع وهمي !

المشكلة لابد انها في قصور الذهن البشري وذاكرته القصيرة المدي وبعيدة المدي

التي تعمل كغربال يحتفظ ببعض المعلومات ويتجاهل الكم الاكبر منها ...

اما الاجهزة فتري ابعد بكثير ولكن نتائجها تحتاج فكر تنظيري وتفسيري

وهو مهمة العلوم الحديثة والنتائج غالبا ماتكون غريبة علينا لاننا تعودنا علي نمط

معرفة يتوافق مع عقولنا الغربالية ! وكذلك النتائج الواردة عن الاجهزة لاتحمل سمات

ابيض واسود ولاحار وبارد ولافكرة ومادة ولاروح وجسم ولا مؤمن وملحد !!

اصلا قد لايوجد طرفين بين شيئين بينههما تناقض الا في اذهاننا ، ومايوجد في الواقع

امتداد لانهائي بين شيئين عبر رسل الانتقال من ضوء وصوت وحرارة وضغط وتركيز الخ

فانا مثلا اري حجر امامي هنا (مادة) ثم ينقل الضوء (رسل الانتقال) سيلا متصلا من الصور

الضوئية الي الشبكية بمخاريطها وعصبها الخ الي المخ وتكوين فكرة الحجر ، وهنا انتقلنا من

مادة الي فكرة حسبما نعرف نحن ولكن في الواقع تجاهلنا بقية العملية الممتدة بين الطرفين واشتغل

العقل كغربال يمسح بقية التسلسل من الذاكرة المؤقته باعتباره ليس ضروريا ! ونحن نتعامل فقط مع مايوجد

في الذاكرة الدائمة بعد اسقاط كل خطوات التسلسل عبر رسل الانتقال وهكذا تاتي معارفنا مشوهة ووهمية

مبنية علي فكر مستقطع وغير حقيقي ، ولهذا في اعتقادي صراع مؤمن - ملحد ماهو الا صراع وهمي !!

هذه وجهة نظري فقط !

Post: #42
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: سيف النصر محي الدين
Date: 06-29-2017, 04:37 AM
Parent: #41

الصراع مع المتدينين المتعصبين و انتزاع حق الجميع في الاختلاف و في نقد النصوص
و نزع القداسة عن الافكار و الشخصيات هو ذاته ما اوصل الغرب إلى ما هو عليه الآن.
خلال هذا الصراع كان يتم انتزاع اراض و مساحات جديدة لصالح العقلانية و الحرية باستمرار
و يدفع بالتعصب الى الهوامش ايضا باستمرار.
انت تحتاج اولا لخلق بيئة تدعم حقك في الاختلاف عن السائد و في الخروج عن المألوف و التعبير عن
ضميرك بحرية و هذه عملية سياسية طويلة المدى يستخدم فيها التاكتيك و البراغاماتية بحيث تتمخض عن
مبادئ دستورية و مواد قانونية تضع الحدود الملزمة لجميع الاطراف و تقلص سيطرة المتدينين المتشددين
على المجال العام و تعاقب من يمارس الارهاب او يفرض الوصاية على الافراد و على المجتمع.

Post: #43
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 06-29-2017, 09:48 AM
Parent: #1

الأمر ليس بهذه السطحية يا هشام ...
لا اطالبك انت بكتابة مقال .. ولا اقول بانني انا محمد حيدر اكثر جدوى منك .. ولا اريد ان اكون دائريا في النقاش لارد بان اغتراب او غربة المثقف السوداني عن مجتمعو هو السبب الرئيسي او أحد الاسباب الرئيسية في هيمنة الاسلاميين على الحياة السياسية واجتماعية في السودان. وفي ذلك اجابة عن فشل القوى الأخرى في تحقيق اهدافها الوطنية

انت تتناول مسألة ظللت تتناولها منذ ما يقارب ال 3 سنوات .. تعبير 1/2 مسلم الذي تحاول نحته ليهو معاك 3 سنوات او يزيد .. أنت تريد تخليق مغهوم جديد .. واي مفهوم عندو اعتباراتو الكثيرة والذي اثيرها هنا وارى انك اغفلت عنها تماما .. الفاعلية المجتمعية والسياسية احد هذه الاعتبارات بالتأكيد

وحتى اضبط النقاش دعني اتساءل


الاصل في الملحد أن يكون ملحدا كاملا كما هو الحال في مجتمعات كثيرة .. فما هي الظروف الموضوعية التي ادت لنشوء ظاهرة نصف المسلم في المجتمع السوداني بالتحديد؟
ما هو الدور الوطني للملحد الكامل (في مقابل نصف المسلم) والذي يكون من المناط به القيام به .. هل هو دور تنويري فقط على سبيل المثال ام أن عليه القيام بادوار وظيفية في المجتمع تتعلق بالحياة العامة والهم الوطني الخ ؟!!

Post: #46
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: عمر مصطفى مضوي
Date: 06-29-2017, 12:32 PM
Parent: #43

الاخ / هشام بعد التحية :::فقط عشان نفهم ماترمي اليه في سياقه من الافضل ضبط مصطلحي الملحدين واللا دينين . والغاية اصلا من تبني الافكار والاعتقادات . هل هي من باب الترف الفكري ؟ ولا البحث مع كل المجتهدين من بني الانسان لتحسين وضع الانسان للافضل . اللادينون ليس بالمطلق ملحدين وانما يعتقدون بوجدو اله ولايعترفون بالاديان ايا كانت . غير الملحدين الذين لا يغتقدون بوجود اله . ولا اعتقد ان ذلك يخفى عليك او ربما تجاهلته عمدا . وكما ذكر لك الاخ / عبد اللطيف ليس هناك 100% انما تدرج في طيف واسع من الفكرة . وتأملات تنتاب البني ادميين . ليس هناك . مؤمن كامل او ملحد كامل . واعتقد هذه مسالة عقدية تخص الانسان وحده . ثم يتفق مع محيطه لبجعل امر الحياة ممكنا .وما يجعل هذا المكن هي السياسة والترتيبات الواقعية الاخري . كما ذكرت الحزب الشيوعي مثلا . اذ ليس من الممكن حسب ما تعتقد ان يعلو الشيوعيون المنابر والمآذن ليقولوا للناس ان ربكم غير موجود وان قرأنكم هذا من تاليف نبيكم ....اولا ليس هذا هو جوهر الامر ثانيا . اظن سيكون هذا ضرب من الجنون . المسالة ياسيد هشام خاضعة لتقييمات عقلية واقعية ومنطقية . الحزب الشيوعي ككل الاحزاب الاخرى يفكر داخل محيطه ويعمل من أجل مواطنيه وهو جزء من نسيجهم ووجدانهم .ثم ياسيد هشام انت تعتقد ان الدين لايمكن ان ينسلخ عن السياسة وان دعاة الاسلام السياسي يقدمون انفسهم لمجتمعاتهم من خلال النصوص المستمدة من كتبهم . بالمقابل هناك ملحدون متعاطفون مع ما يمكن ان تكون نسخة محسنة حسب ماذكرت السؤال كيف يرى الملحدون الامر . ان يكتفوا بالتنظير مثلا . طبعا هذا مقروءا مع ردك للاخ محمد المشرف . تحياتي ..

Post: #47
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Basamat Alsheikh
Date: 06-29-2017, 02:51 PM
Parent: #46

قناعتي الشخصيَّة الآن كمُلحد (والحقيقة لا أعرف ما الذي تقصده بمُلحد 100%) هو أنَّ فرضيَّة "الخالق" غير مُستبعدة، مثلها مثل فرضيَّة "الكائنات الفضائيَّة" تمامًا، لا وجود لها ولكن لا أستبعد وجودها، وتتراوح نسبة قناعتي سلبًا وإيجابًا بحسب المُعطيات المُتوفرة، فكلَّما زادت المُعطيات التي تدعم فرضيَّة الوجود، زادت نسبة احتماليَّة وجوده لديَّ، والعكس صحيحٌ أيضًا. وبناءً على المُعطيات المُتوفرة لديَّ الآن فإنَّ نسبة احتماليَّة وجود "خالق" عاقل وذكي هي احتماليَّة ضعيفةٌ جدًا (ولكنها غير معدومة) لأنَّ كل المُعطيات المُتوفرة: علميًا وفلسفيًا، لا تدعم فرضيَّة وجوده.QUOTE)
><><><><><><><><><><><<

هشام آدم
هذا هو ردك بالنص على عبد اللطيف حسن علي
وانت تقول ان فرضية وجود خالق غير مستبعدة،
ونحن ووفقا لهذه الفرضية البسيطة جدا نؤمن بأن هناك خالق وان هذا الخالق
هو الله ونطيع اوامره ، ونبتعد عن نواهيه ، على حسب فهمنا للعقيدة، وسوف لن نخسر
شيئا يوم البعث ويوم الحساب ـ فإذا كان هناك فعلا خالق نكون قد افلحنا وفزنا واذا لم يكن هناك
خالق، على حسب فهمك ولم يكن هناك بعث ولا حساب ، وان موتتنا هي الموتة الأبدية ، ايضا لن نخسر
شيئا ، وعلى الأقل عشنا حياتنا في الدنيا بقواعد ومبادئ وأسس يستحسنها المجتمع.

Post: #48
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 06-29-2017, 03:12 PM
Parent: #47

Quote: تاريخٌ كتبه المنتصر، والتَّاريخ الذي يكتبه المنتصرون دائمًا ما يكون مُصاغًا بطريقةٍ تخدم المُنتصر،
وتُقلّل من شأن العدو المهزوم، وليس من المنطق الطعن في التَّاريخ الإسلامي من قِبل المُسلمين أنفسهم، بينما من الجائز
أن يطعن غير المُسلمين بهذا التاريخ، الذي تناول ذكرهم، دون أن يكون لهم فرصة المُشاركة في صياغته،
وهو ما يُعطينا إشارةً إلى صحَّة موقف التَّيار السَّلفي، وصحَّة قراءته للنُّصوص الدينيَّة.
الإنسان الذي ينتهج النهج العلمي والمنطقي في تناول القضايا وتحليلها وبحثها ونقدها
لابد له أن يرتكز أولاً على الأدلة الظاهرة والمقررة ...
ولا يبدأ أول ما يبدأ كلامه بالظنون ثم بعد ذلك التسويق لهذه الظنون بأن المنتصر لابد أن يكون كاذباً ومزوراً ومبرراً لقتاله بالأكاذيب!!!
هل يعقل أن نترك المعطيات التاريخية المنقولة والمدونة ..وتريدنا أن نقبل بأحكام وقياسات واستنتاجات
مبنية على أن التاريخ مكذوب ومزور وملفق ؟؟!!
لو كان التاريخ الإسلامي مزور وملفق ...أين المعلومات التاريخية التي تعقد أنها هي الصحيحة؟!
هل يعقل أن نترك كلام الذين عاشوا ذلك الزمان الذي جرت فيه تلك الأحداث ...ونأخذ تخيلات وظنون أناس لم تعيش ذلك التاريخ
؟؟؟!!!!!

Post: #49
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 06-29-2017, 03:50 PM
Parent: #48

Quote: التَّيار الإسلامي المُعتدل يقوم أساسًا على مُخالفة المنطق، وذلك بالطعن في التَّاريخ الإسلامي الذي كتبه المُسلمون بأيديهم،
من هم هؤلاء المعتدلون الذين تعنيهم ممن يطعنون في التاريخ الإسلامي؟!
ثم أن التاريخ الإسلامي ليس كله متساوي في درجة القدسية والاحترام
ففترة حياة النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً لا تساوى بما تلالها
وفنرة الخلفاء الراشدين لا تساوى بغيرها ..
وفترة الفتن لا تساوى بغيرها ...
ونلاحظ في ذلك التاريخ أن من أخطأ ولو كان من الصحابة أو أمهات المؤمنين
كانون يقرون بالخطأ ويندمون ويستغفرون
وكذلك كان بعض الصحابة يعترض على القادة لو تسرع في القتل أو قتل من لا يجوز له قتله
كما حدث بين عبد الرحمن بن عوف وخالد بن الوليد رضي الله عنهما في حياة النبي صلى الله عليه وسلم
وما حدث بين عمر بن الخطاب وخالد بن الوليدرضي الله عنهما أيام خلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه ....رغم
أن هذا الجهاد الإسلامي هو الذي بسط في العالم كله حرية الاعتقاد
قبل الإسلام وحتى قبل خمسة قرون كان المسلم يقتل فقط لأنه مسلم
وفي بلاد الإسلام كان يعيش حتى المجوسي وغيره في سلام

Post: #50
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 06-29-2017, 04:21 PM
Parent: #49

ومما يدل على أن جميع أهل الأديان كانوا يعيشون بسلام في كنف الدولة الإسلامية منذ نشأة الدولة الإسلامية
هذا الحديث الذي في منصنف ابن أبي شيبة برقم 31426 -
. حدثنا وكيع عن سفيان في مجوسي تزوج ابنته فأصاب منها ابنتين ثم ماتت إحداهما بعد موت الأب
قال لأختها لأبيها ولأمها النصف ولأختها لأبيها وهي أمها السدس تكملة الثلثين حجبت بنفسها

وسيفيان الثوري من الأئمة الثمانية الذين منهم الأئمة الأربعة وهو معاصر للإمام أبو حنيفة والإمام مالك و غيرهما
لا حظ كيف كان غير المسلم يقضي له علماء المسلمين في ميراثه وماله بسلام وأمان حتى الذي تزوج أبنته وولد منها
فماذا أكثر من ذلك..............
تقول لي داعش الكلاب والمتطرفين هم من يمثل الإسلام!!!!!!!
لا أدري كيف تحكمون!!!


Post: #51
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Muhib
Date: 06-29-2017, 04:27 PM
Parent: #49

بسمات كيفكنصيحتي لك بعدم اتهام هشام بانه شاتم للاسلام او محمدهذه الطريقه في النقاش ووضع الشروط غير مجديه صدقيني هشام لن يخسر شئ بعدم نقاشك له واقول هذا الكلام مع خالص معزتي لك واحترامي انا في الحقيقه اري بان نقاشك مع هشام مفيد لك وسوف يفتح افاقك ومعارفك الدينيه والفلسفيه

Post: #52
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Basamat Alsheikh
Date: 06-29-2017, 05:14 PM
Parent: #51

محب

انا لم اتهم هشام ابدا ابدا انه شاتم الاسلام او سيدنا محمد
بل بالعكس انا أشدت به انه لم يفعل ذلك كغيره من الملحدين
ولذلك واصلت النقاش معه،،،ولكني فقط قلت له اذا بدأ في الشتم
والسب فسوف لن نقرأ له ولا نعلق ولا نرد،، واعطيته مساحة للشتم
والسب كي يشتمنا ويسبنا ويسب المسلمين كما يريد فهذا لن يؤثر فينا
وفي عقيدتنا...

وليحفظك الرب
ودمت بالف خير وصحة وعافية

Post: #53
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-29-2017, 06:06 PM
Parent: #52

عزيزي عبداللطيف حسن علي
تحيّاتي

أكاد لا أختلف مع في شيءٍ ذي شأن على الإطلاق، ولكن لا يُمكننا اعتبار "الصراع" بين الإيمان والإلحاد صراعًا وهميًا، ومن باب أولى ألَّا يكون الإيمان والإلحاد في ميزانٍ واحد. ثمَّة ميلٌ لدى بعض الأشخاص لجعل الإلحاد مُقابلًا للإيمان، وهذا أمرٌ مُجحفٌ بالإضافة إلى مجافاته للحقيقة.

الإلحاد ليس ادعاءً قائمًا بذاته، في مُقابل ما يطرحه الإيمان من ادعاء، الإلحاد موقف عقلاني وعلمي، لأنَّ الإلحاد -ببساطة- هو مُطالبة بالدليل على الادعاء ليس أكثر. وأعتقد أنَّ نسق المُطالبة بالدليل على صحَّة الادعاء هو موقف عقلاني وعلمي، ولا يُمكن أن يكون مُجرد المُطالبة بالدليل "صراعًا" من الأساس. القضايا الفكريَّة والفلسفيَّة عمومًا لا يُمكن اعتبارها صراعاتٍ متوهمة؛ بل والأهم من ذلك، فإنَّ ما تفضَّلت به من نقاطٍ علميَّةٍ هي عينها ما قصدته بكلمة "معطيات"، وهي المعطيات التي تُرجَّح لديَّ (ولدى أي مُلحد) عدم صحَّة فرضيَّة وجود خالق.

مودتي لك

Post: #54
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-29-2017, 06:07 PM
Parent: #53

عزيزي سيف النصر محي الدين
تحيّاتي

كلامكَ قد يكون صحيحًا من الناحية السياسيَّة، ولكن النزعة البراغماتيَّة هذه لن تأتي على مجتمعاتنا إلَّا بالوبال، والحكم عليها بالبقاء في الدائرة المُغلقة. مُجتمعاتنا -للأسف- مُجتمعات متدينة حتى النخاع، وليست القضيَّة هنا قضيَّة إيمان وعقيدة وحسب؛ بل مسألة هويَّة أيضًا، وهي واحدة من المُشكلات التي أنتجها الإسلام، والطريقة التي نشأ بها وتم إنتاجها مُنذ عصر التكوين الباكر. لقد جاء الإسلام لقبائل بدويَّة لا تعرف معنىً للحريَّة الفرديَّة، ولا لمفهوم الفردانيَّة، والاستقلاليَّة الفرديَّة؛ مجتمعاتٍ لا يُقام للفرد فيها مقامٌُ بمعزل عن القبيلة والعشيرة، فجاء الإسلام وألغى هذه القبليَّة، واستفاد من تلك "العاطفة" ليجعلها الحبل الذي يربط بين المُسلمين من خلال الدين، فانتقل ولاء الفردي القبلي إلى الدين، وأصبح الدين هو "هويته" عوضًا عن القبلية، ويتضح ذلك من الخطاب الديني الذي جعل المُسلمين في كفَّة وغير المُسلمين في كفَّة أُخرى مُوازية. وقد تم إزكاء هذه العاطفة (استنادًا على النصوص الدينيَّة الدالة عليها) حتى أصبحت جزءًا لا يتجزأ من العقيدة، ولهذا ترى المُسلم السُّوداني شديد الاهتمام والتأثر لما يحدث لأطفال غزة، وقد يدفع من حر ماله من أجل دعمهم، ومساعدتهم، في الوقت الذي قد لا يهمه ما يجري لأخوته في الوطن في دارفور وفي جبال النوبة وشمال كردفان وغيرها من الأمكان. وهو ما يجعل كثيرًا من المُسلمين في هذه المنطقة يتعاطفون لما يحدث للمُسلمين في بورما (رغم أنَّ كثير منهم لا يعرف موقع بورما على الخريطة؛ بل ولا يعرف ما هي أصول الصراع الدائر فيها). ولنا في تداعيات ما يُسمَّى بالربيع العربي خير دليلٍ وشاهد على ذلك، فعندما استطاعت شعوب المنطقة إحداث ثورة، وأصبح أمامهم فرصة تحقيق الديمقراطيَّة، لم يفعلو؛ وعوضًا عن ذلك بزخ نجم الأحزاب الدينيَّة. وستظل مُجتمعاتنا (على الدوام) تحلم بالحكم الإسلامي، وتطبيق الشريعة. ببساطة لأنَّ لديهم قناعة بأنَّ الشريعة الإسلاميَّة هي الحل الوحيد والناجع لكل مُشكلاتنا: الاجتماعيَّة، والسياسيَّة، والاقتصاديَّة. لماذا؟ لأنَّ شعار (الإسلام هو الحل) مازال حيًا، يُغذيه هذا النسق البراغماتي، الذي جعل حتى الأحزاب اليساريَّة تدعمه (سواء بعلم أو دون علم)، لأنَّهم حوَّلوا الصراع مع الحكومة إلى صراع ديني، ولهذا فإنَّهم استخدموا خطابًا دينيًا مثل: "الحكومة تُتاجر بالدين"، "الحكومة تُشوه الدين"، "الدين براء مما تفعله الحكومة"، وهو ما رسخ فكرة أنَّ المُشكلة في الحكومة أنَّها لا تُطبق الإسلام الصحيح، وإنَّما تُتاجر به لأجل مصالحها، وإن جاءت فرصة لإسقاط هذه الحكومة، فسوف ينتخب السودانيون أحزابًا دينيَّة مرَّة أخرى، وحتى لو كان النسق نسقًا "ديمقراطيًا" فلن يختلف عن الديمقراطيات التي جرَّبها الشعب السُّودان سابقًا: (ديمقراطيَّة بما لا يُخالف شرع الله). إنَّ التيار المُعتدل هو في حقيقته مُعتدلٌ لأنَّه لا يمتلك السلطة، ولكنه لن يظل مُعتدلًا متى ما استلم السلطة. تذكر فقط ما فعله المُعتزلة بمُخالفيهم عندما امتلكوا السلطة، وكيف أنَّهم نكَّلوا بالناس، وقتلوا وسجنوا وعزلوا كل من يُخالف أفكارهم، وهم التيار العقلاني آنذاك. لا يُوجد إسلام مُعتدل يا عزيزي، فالاعتدال هو تكتيك مرحلي لا أكثر، فحتَّى محمَّد نفسه كان معتدلًا عندما لم يمتلك السلطة، وما أن امتلكها وامتلك القوة العسكريَّة حل الوبال على أصحاب الأديان الأخرى، فلم تبق في جزيرة العرب ديانة أخرى، لا يهوديَّة ولا نصرانيَّة، ولا صابئة، ولا وثنيَّة: الإسلام وحسب، لأنَّ الإسلام لا يستطيع أن يكون شريكًا مع أحد في السلطة؛ إلَّا أن يكون تابعًا له.

مودتي


Post: #55
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-29-2017, 06:07 PM
Parent: #54

الأخ محمَّد حيدر المُشرف
تحيَّاتي

مبدئيًا أنا لم أنحت مُصطلح أو مفهوم (نصف مُسلم)، فقط من باب الدقة لا أكثر. ما يخصني من نحت هو مُصطلح (المُسلمون الجدد) ولا أدري إن كنتَ تقصد هذا النحت أم غيره. أمَّا بخصوص اسئلتك فردي عليها كالآتي:

1) لا أفهم ما الذي تقصده بالمُلحد "الكامل" تحديدًا، وما علاقة الإلحاد "الكامل" بظاهرة (النصف مُسلم)؟ في الحقيقة لم أفهم.

2) أمَّا بخصوص ظاهرة "نصف مُسلم" فمن الواضح أنَّها نتجت بسبب ما يُسمَّى بصراع الحضارات، لاسيما الحضارة الغربيَّة، ومنذ أعلنت أمريكا الحرب على الإرهاب والمُسلمون في حالة استماتة لتخليص الإسلام من هذه الصفة، وزاد الأمر مع ظهور داعش واستغلالها للتقنيات الحديثة لتوثيق ما تفعله من تطبيقات للنصةص القرآنيَّة. ظاهرة "نصف مسلم" هذه -في اعتقادي- نتجت عن "صدمة" بعض المُسلمين من وضع بعض النصوص الدينيَّة قيد التطبيق العملي، فأن تقرأ شيءٌ وأن ترى شيءٌ آخر.

3) أمَّا عن سؤالك عن دور الوطني للمُلحد، فأنا في الحقيقة لا أفهم سر إصراركَ على جعل الإلحاد نسقًا سياسيًا وبالتالي افتراض دور سياسي من المُلحد. الإلحاد مُجرد موقف فكري وفلسفي من قضيَّة الماورائيات عزيزي المُشرف، وبالتالي فإنَّ المُلحدين ليسوا كيانًا واحدًا فيما عدا هذه القضيَّة الفلسفيَّة، فقد يكون لكل مُلحد على حدة وجهة نظر سياسيَّة مُختلفة ومُتباينة عن الآخر. ولكي تفهم ما أقوله أو ما أحاول قوله، لك أن تعتبر المُلحدين مُجرَّد مجموعة من "النباتيين" عندها لن يكون السؤال عن موقف أو دور النباتيين الوطني أي معنى، لأن هؤلاء النباتيين لا يتفقون على شيء سوى "النباتيَة" وعدم أكلهم للحوم والمُنتجات الحيوانيَّة، وفيما عدا ذلك، فهنالك نباتي ليبرالي، وهنالك نباتي شيوعي، وهنالك نباتي مؤتمر وطني وووو إلخ. وباختصار لا يُمكنك الربط بين الدور الوطني للمُلحد وبين إلحاده. وعلى هذا الأساس فقد تجد ملحدًا مشاركًا في نفير أو في حراك أو مبادرة مثل مبادرة "شارع الحوادث" (كما تفترض أن يكون النشاط المُجتمعي) وآخر "خامل" بحسب فهمك للخمول، ولكن لا خمول الخامل، ولا نشاط الناشط له علاقة بالإلحاد.

مودتي

Post: #56
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-29-2017, 06:08 PM
Parent: #55

الأخ عمر مضوي
تحيّاتي

الحقيقة لم أفهم مُداخلتك، ولا كيف يُمكن الرد عليها، فأنت طرحت تساؤلات وأجبت عليها، وطرحت مسائل رددتُ عليها في مُداخلات أشرتَ إليها بنفسك، ولم أفهم ما الذي يتوجب عليَّ قوله لك! عمومًا، يُمكنك مُراجعة مُداخلتي الأخيرة للأخ محمد المُشرف فربما تجد فيها ردًا على سؤالك عن "دور المُلحد" .. أمَّا عن الشيوعيين، فالأمر ليس بالطريقة التي طرحتها أبدًا. الفكرة الشيوعيَّة لها عدة جوانب: الجانب النظري أو الأساس الفلسفي لها هي "المادية الفلسفية" وهي تعني فيم تعني عدم الاعتراف أصلًا بالماورائيات والخوارق. إلى هذا الحد ينتهي تمامًا الأساس الفلسفي للفكرة الشيوعي. على هذا الأساس الفلسفي المادي قام مشروع الفكرة الماركسية في تحليل الظواهر الاجتماعية والاقتصادية اعتمادًا على ما يُسمى بالماديَّة التاريخية، ومن ثم التوصل إلى نتائج حول أصول ومنابع بعض الظواهر، وبناءً على ذلك تم افتراض مجموعة من الحلول، والتي تُمثل الاشتراكية أقصاها. الأمر ببساطة شديدة يُمكن تصويره على النحو التالي: "مجموعة من الأصدقاء اتفقوا على أنَّ الإنسان كائن شرير وليس له الحق في قتل الحيوانات من أجل الحصول على الغذاء، ورأوا أنَّ في ذلك نوع من الوحشية غير المبررة؛ فاتفقوا أن يُصبحوا نباتيين. ودعنا نفترض أنَّ كل ما سبق هو الأساس الفلسفي لهذه المجموعة. بعد فترة من الزمن، نفس هذه المجموعة اتفقت أن تكوّن حزبًا سياسيًا، ووضعت برنامجًا خدميًا يخدم موطني البلدة اقتصاديًا واجتمعيًا وصحيًا وتعليميًا وووو إلخ من مهام الحزب السياسي المعروفة. هؤلاء ليسوا مطالبين أن يصعدوا إى المنابر ليُخبروا الناس ببشاعة قتل الحيوانات وأكل لحومها، ولا بضرورة أن يكون الناس كلهم نباتيين حتى يُصبح مستقبل الوطن أفضل (هذا ليس من أهداف "الحزب") ولكن في المقابل، إن تصادم أفراد الحزب مع المُجتمع في مسألة أكل اللحوم (وهو أمر خارج عن إطار العمل السياسي والحزبي)، فلا يُوجد سبب واحد يجعل أفراد الحزب يُنكرون نباتيتهم من أجل كسب الجماهيرية، وليس هنالك مبرر واحد يجعل أفراد الحزب النباتي أن يتخلوا عن نباتيهم من أجل إرضاء المجتمع، مع الإصرار على الزعم بأن الحزب حزبٌ نباتي.
أتمنى أن تكون الصورة واضحة لك الآن

مودتي


Post: #57
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-29-2017, 06:08 PM
Parent: #56

الأخت بسمات الشيخ
تحيّاتي

عندما تعتمدين على "فرضيَّة" لتُقيمها عليها "إيمان" هنا يحدث الخلل، لأنَّ الفرضيَّة تحتمل الصحة والخطأ، والإيمان لا يحتمل الاحتمالية أو الفرضيَّة. فإمَّا أنَّك لا تعرفين معنى "فرضيَّة" أو لا تعرفين معنى "إيمان". لقد قلتُ أيضًا أنَّ موقفي من "الله" هو نفسه موقف من "الكائنات الفضائية" لا أراها موجودة، ولكنني لا أستبعد وجودها، فهنالك احتماليَّة (بالنسبة إليَّ ضعيفة جدًا) لوجود كائناتٍ فضائيَّة، ولكنني لا يُمكنني "الجزم" يقينًا بوجود الكائنات الفضائيَّة اعتمادًا على "احتماليَّة" أن يكون موجودًا. إنَّ اعتمادكَ أو استشهادكَ بكلامي المُقتبس يعني أنَّك تشكين في وجود "الله" ورغم ذلك تُؤمنين به يقينًا. فإن كنتِ لا تقصدين هذا المعنى؛ فإنَّ استشهادكِ بكلامي لا معنى له أصلًا، أو أنَّه في أحسن الحالات سيكون مجرد محاولة للبحث عن أي "ثغرة" تُثبتي بها صحَّة إيمانك، ولكن لا أعتقد أنَّ الحظ قد حالفك بهذه الوسيلة. الإيمان يا عزيزتي يعني "اليقين" واليقين لا يقوم مع الشك، وإن كان إيمانك بوجود "الله" يقينًا لاشك فيه، فهو لا علاقة له بكلامي الذي استشهدتي به، فموقفنا مُختلفٌ تمامُا. أمَّا بالنسبة لمسألة القواعد والأسس، فلا أعتقد أنَّك تودين القول بأنَّ كل مُلحد هو بالضرورة شخص بلا أخلاق أو بلا ضمير أو بلا قيم، لأنَّ هذه الأشياء لا علاقة لها لا بالإيمان ولا بالدين أصلًا.

مودتي

Post: #58
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-29-2017, 06:12 PM
Parent: #57

الأخ منتصر عبد الباسط
تحيّاتي

بشكلٍ شخصيٍ جدًا، أنا لا أُحب أسلوب اقتطاع مقاطع أو فقرات للرد عليها، لأنَّ المقال يُعبّر عن فكرة واحدة بصورة مُتكاملة، وأفضل الرد على "فكرة" المقال، وليس على فقراته. وقد انتابني شعور أنَّك لم تفهم أصلًا فكرة المقال؛ بل ولم تجتهد في سبيل ذلك، ولكنك -لسببٍ ما- أحببتَ المُشاركة فقط لأجل المُشاركة لا أكثر، وهذه تُشكر عليها. وعلى أيَّة حال؛ ستكون ردودي على مُداخلاتك حسب ترتيبها


المُداخلة الأولى
يبدو أنَّك لم تفهم مُرادي جيدًا، فلستُ أنا من يقول بتزوير التاريخ الإسلامي؛ بل هم المُسلمون الجدد من يقولون بذلك، ولهذا قلتُ حرفيًا: "التَّيار الإسلامي المُعتدل يقوم أساسًا على مُخالفة المنطق، وذلك بالطعن في التَّاريخ الإسلامي الذي كتبه المُسلمون بأيديهم، ورغم لامنطقيَّة هذا الفعل من أساسه؛ إلَّا أنَّه يظل تصرفًا مُبررًا
" (والغريب أنَّك اقتطعتَ هذه الفقرة في مُداخلتك التالية) فموقفي أنا من إنكار التراث والتاريخ هو الرفض، واعتباره أمرًا لامنطقيًا.

المُداخلة الثَّانية
المُعتدلون الذين أعنيهم بكلامي هم المُنكرون لما هو موجود في كتب الأحاديث والسيرة النبويَّة والمرويات التاريخيَّة.

المُداخلة الثالثة
إن كنتَ تُريد أن تعرف ما إذا كانت داعش تُمثل الإسلام فعلًا أم لا، فلا داعي لاستشهاد بسفيان الثوري، يُمكننا استخراج الشواهد والأدلة من الآيات القرآنيَّة ومن السيرة النبويَّة نفسها، ألا تقول: "إن التاريخ الإسلامي ليس كله متساوي في درجة القدسية والاحترام ففترة حياة النبي صلى الله عليه وسلم مثلاً لا تساوى بما تلالها"

مودتي







Post: #59
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 06-29-2017, 11:17 PM
Parent: #58

أولاً لك التحية الأخ هشام
Quote: {إنَّما المُشركون نجس}
{إن هم إلَّا كالأنعام بل هم أضل}
{ألا إنَّهم هم السفهاء}
{عُتلٌ بعد ذلك زنيم}
{مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفارًا}
{فمثله كمثل الكـلب}
{فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين}
بالمنطق المحض الذي هو لغة التخاطب الوحيدة مع من هو مكذب بوجود خالق
و معتقدنا أنه هو الذي قال هذا الكلام فيما عندنا هو القرآن الكريم من لدن عليم خبير
فإذا كان القائل لهذا الكلام هو من خلق البشر جميعهم وخلق الأنعام وخلق الحمير و الكلاب وهو المتصرف فيها وهو موجدها ومالكها ...
فالذي يملك حر في ملكه الذي صنعه بنفسه ولم يشاركه فيه أحد ...
فلو كان هناك إنسان طفق يبني ويهدم مابناه أو يعدم ما صنعه طول عمره لما استطاع أحد أن يجرمه فكيف بمن صنع من العدم
وهو يتكلم هكذا في من خالفوه وعصوه وأنكروه وبعد هذا كله يكرر عليهم المحاولة تلو الأخرى ليعرفهم بنفسه
وبأنه خالقهم ولا زال وسيظل بلا نهاية هو رازق من شاء منهم والمتحكم في أمرهم ...
وأما وأنك تنكر وجود خالق أصلاً فالمنطق يقول ...أن الكلام والحوار يكون أولاً في أدلتك على عدم وجود الخالق لنناقشك
فيها قبل الكلام في كلام الخالق الذي تنكر وجوده ...فهل من المنطق أن تتناول كلام لمن تعتقد أنه غير موجود
دعنا نتحاور أولاً في القائل قبل القول .




Post: #60
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: mustafa mudathir
Date: 06-30-2017, 06:45 AM
Parent: #59


سلام لصاحب البوست والمتداخلين
هشام يكفيه أنه ملحد ومثابر في إلحاده وعنده نقاط جديدة لترميم وصيانة الإلحاد.
مسألة أن يهاجم قوى اجتماعية أخرى لأنها تنافق في قضية الالحاد هي مسألة لا يحتاج لها.
السياسيون يرون الأمر بمنظار السياسة وهذا لا يعني أنهم ملحدون رديئون.
محمد حيدر سالفته ضعيفة لأنه بيتحدث عن اعتبارات لاحترام الدين، يعني الدين عنده
والالحاد عند هشام. طيب لماذا ينتقد هشام؟ فهشام أيضاً عنده حاجة ونقيضها. وليس الدين
أهم من الإلحاد.
واحد اتكلم عن م م طه. ياخي أنا الجمهوريين ديل ما بيقعوا لي. يقول ليك رسالة تانية
للإسلام. ياخي ما تمشي تعمل رسالتك وأهي كلها رسالات.
والعقل البشري في طريقه لإماطة كل هذه الترهات الرسالية. والالحاد لا يزداد باسباب
سياسية لكن لأن الناس صار بمقدورهم فتح كل وجميع المواضيع والتفكير النقدي انتشر.
خلينا نقول باختصار ان النيورو ساينس أو علم الأعصاب أثبت أن كل فكرة جديدة تنشأ
في دماع الفرد يستتبعها نشؤء رابط عصبي وكهروكيمائي مع فكرة سابقة لها فمع تزايد
المعرفة تنشأ مسارب pathways عصبية جديدة بين كل فكرة وأخرى وببين الإثنتين
وثالثة قديمة أو جديدة والمحصلة أن دماعك يكبر ويصير نقدي وتقوم تمسك سورة أو
حديث فتجد أن أسباب نزول البقرة مثلاً لا يمكن أن تكون أسباب نزول لأي شيئ أو أن
الله في بعض الآيات حب يدخل كلمات أجنبية أو أخطأ في كلمات عربية أو أخطأ خطأ
نحوي عديل. زمان الحاجات دي ما كان الناس بيلاحظوها، موش لأنهم خائفون ولكن
لأن العقل البشري لم يكن مثل الآن. ولم يبق في قضية الايمان إلا الشك كشرط لازم
للإيمان. هذا هو المخرج الوحيد للإنسان المؤمن أنه لا يكون لديه يقين لأن اليقين ينسف
فكرة العبودية لله لأنه لن يجد ما يعاقبك عليه. أن يكون الايمان حالة متلبسة الواحد
وليس أمامنا سوى أن ندعو له بالخير.

Post: #61
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-30-2017, 11:38 AM
Parent: #60

الأخ منتصر عبد الباسط
تحيّاتي مُجددًا

واحدة من مُشكلاتي مع الدين (والإيمان عمومًا) هو قدرته العجيبة على قلب الحقائق، وإقناع المُتدين (والمُؤمن عمومًا) بخطأ الصحيح، وصحَّة الخطأ، وأنَّ الخطأ الذي يراه خطأ يكون صحيحًا في بعض الحالات، وأنَّ الصحيح الذي يراه صحيحًا يكون خطأ في بعض الحالات، دون أدني إحساس بالتناقض على الإطلاق. والغريب في الأمر أنَّ الإيمان لديه قدرة على استعمال حجج النفي للإثبات، والعكس صحيحٌ أيضًا. فحجَّة أنَّ "الله" هو خالق "المُخلوقات" والكون من المُفترض أن تكون حجَّة لصالح فكرة أنَّ "الله" لا يشتم ولا يُعيّر، وليس مُبررًا للشتم والإساءة والتَّعيير! إنَّ الشتم والإساءة والتَّعيير هي سلوكيَّات بشريَّة محضة، وافتراض أنَّ "الله" يتمتَّع بهذه السُّلوكيَّات البشريَّة "السلبيَّة" لهو أمرٌ غريبٌ جدًا. والأغرب من الغريب أنَّك (كمُسلم) ترفض هذه السُلوكيَّات أصلًا، وتزعم أنَّ رفضك لها نابعٌ من تعاليم دينك، ولكنَّك في الوقت نفسه لا ترى أيَّ مُشكلة في أن يُمارس "الله" هذه السلوكيّات، بحجَّة أنَّ الخالق ومالك "المخلوقات"، والواقع يقول إنَّ كون "الله" هو الخالق ومالك "المخلوقات" تجعلنا نستبعد أن يكون هذا السلوك منسوبًا إليه؛ وليس العكس، ولكن الإيمان هو فعلًا تغييب للعقل، وكسر لأبسط قواعد المنطق، والمُشكلة الأساسيَّة أنَّ هذا النمط من التفكير يتجاوز مسألة "العقيدة" وكيف يرى المُؤمن "الله" وكيف يتصوَّره، ليتنزَّل على أرض الواقع، لتتم صياغة ثقافة المُجتمع وأخلاقه بناءً على نمط التَّفكير المغلوط هذا، فلا نرى أيَّ إشكاليَّة في تدخل "اله" في مسائل بشريَّة حياتيَّة كالحب، والكراهية، والزواج، والطلاق، واللباس، والأكل، والشرب، ثم لا نرى في ذلك أي ضير أو أي تناقض مع المنطق والعقل؛ بل ونُبرر له بحجَّة أنَّ "الله" يحق له أن يفعل ما يشاء لأنَّه الخالق، رغم أنَّ هذه الحجَّة -في الأساس- من شأنها أن تُنزه "الخالق" عن حياة "المخلوقات" وتصرفاتهم، وتجعله مُتعاليًا عن أن يتدخل (خالق الأكوان العظيم) في شؤون بشريَّة تافهة بالنسبة إليه، مثل: الزواج، والطلاق، ومن مارس الجنس مع من، وهل نأكل في جماعة أو فُرادى، وما الذي يتوجَّب علينا فعله في حال حاضت زوجاتنا.
أمرٌ غريبٌ فعلًا



Post: #62
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-30-2017, 11:39 AM
Parent: #61

الأخ مصطفى مدثر
تحياتي لك وأشكرك على مُداخلتك.

فقط لديَّ مُلاحظة بسيطة مُتعلقة بجملتك هذه: "زمان الحاجات دي ما كان الناس بيلاحظوها، موش لأنهم خائفون ولكن لأن العقل البشري لم يكن مثل الآن". الحقيقة أنَّني أتفق معك في مسألة تطور العقل البشري، ولكن فيما يتعلَّق بفكرة الوحي، والآيات القرآنيَّة فحتى العرب في عصر "التنزيل" لم يكونوا مُقتنعين بالنص القرآني أبدًا؛ بل كانوا يسخرون منه، وقد بقي محمَّد في مكة 13 عامًا، وهو يقرأ على الناس القرآن، ولم يقتنع بما يقوله إلَّا القلة القليلة، وغالبيَّة تلك القلة كانت من الشرذمة والعبيد والرعاع، وقليل جدًا منهم كان من الأشراف وعقلاء أو حكماء العرب، وقد ذكر القرآن نفسه مسألة استهزاء العرب بالقرآن في ذلك الوقت، فالقرآن لم يكون بالنسبة إليهم مُعجزًا، بل على العكس كان مادة للسخرية، وسببًا في عدم التصديق بنبوة محمد، حتى من أقرب المقربين إليه من قبيلته وعشيرته. وفي القرن الهجري الثاني تعرَّض القرآن (ومسألة الوحي عمومًا) إلى النقد على يد المُعتزلة، حتى أن منهم من سخر من فكرة الوحي والنبوة في مُجملها.

مودتي لك




Post: #63
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: جلالدونا
Date: 06-30-2017, 12:36 PM
Parent: #62

Quote: فقط لديَّ مُلاحظة بسيطة مُتعلقة بجملتك هذه:
"زمان الحاجات دي ما كان الناس بيلاحظوها، موش لأنهم خائفون ولكن لأن العقل البشري لم يكن مثل الآن".
الحقيقة أنَّني أتفق معك في مسألة تطور العقل البشري،
ولكن فيما يتعلَّق بفكرة الوحي، والآيات القرآنيَّة فحتى العرب في عصر "التنزيل" لم يكونوا مُقتنعين بالنص القرآني أبدًا؛
بل كانوا يسخرون منه، وقد بقي محمَّد في مكة 13 عامًا،
وهو يقرأ على الناس القرآن، ولم يقتنع بما يقوله إلَّا القلة القليلة،
وغالبيَّة تلك القلة كانت من الشرذمة والعبيد والرعاع، وقليل جدًا منهم كان من الأشراف وعقلاء أو حكماء العرب،
وقد ذكر القرآن نفسه مسألة استهزاء العرب بالقرآن في ذلك الوقت، فالقرآن لم يكون بالنسبة إليهم مُعجزًا، بل على العكس كان مادة للسخرية،
وسببًا في عدم التصديق بنبوة محمد،
حتى من أقرب المقربين إليه من قبيلته وعشيرته.
وفي القرن الهجري الثاني تعرَّض القرآن (ومسألة الوحي عمومًا) إلى النقد على يد المُعتزلة،
حتى أن منهم من سخر من فكرة الوحي والنبوة في مُجملها.

نفسى اسأل السؤال ده
هل الالحاد مربوط فقط بالاسلام و سيدنا محمد و قرءان نزل على محمدو رب محمد ؟
وين سيدنا ادم و ابراهيم و موسى و عيسى من الحتة دى
مسألة انك ملحد دى عرقناها ... و ده حقك .. و كفلو ليك القرءان
بتكرر فى فتح البوستات دى لى شنو؟؟؟؟؟؟
عشان تقنع نفسك بى إلحادك ولّ عشان تقنع ناس تانين !!!!





Post: #64
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 06-30-2017, 01:35 PM
Parent: #63

الأخ جلادونا
تحيّاتي

سؤاك هذا يتكرَّر رغم سطحيته المُفرطة، وفي كل مرَّة اضطر إلى إعادة الإجابة، ولكن دون جدوى، فمازال السؤال نفسه يتكرَّر، وكأنَّه لغز محيّر. موقف المًلحد من الأديان كلها هو هو نفسه من حيث المبدأ الأساسي وهو "الفكر الربوبي" فالمُلحد لديه إشكاليَّة أساسيَّة من الفكر الربوبي في العموم، وانطلاقًا من هذا المبدأ فلا فرق لدى المُلحد بين المُسلم والمسيحي وحتى اللاديني الربوبي، لأنَّهم جميعًا يدعون فرضيَّة بلا دليل على الإطلاق. إلى هذا الحد يتساوى أي فكر ربوبي لدى المُلحد (FULL STOP).
نأتي الآن للشق الثَّاني من الموضوع، وهو: لماذا الإسلام بالتَّحديد؟
هنا الأمر له جانبان مهمان جدًا، وكلاهما لا علاقة لهما بمسألة (فرضيَّة الخالق) التي يتساوى فيها الإسلام وبقيَّة الأديان الأخرى بالنسبة للمُلحد، وهما على النَّحو التَّالي:

1) من الطبيعي أن ينتقد المُلحد (من أصول إسلاميَّة) الإسلام، لأنَّه الأكثر دراية به من بقيَّة الأديان، بحكم الخلفيَّة الثقافيَّة التي جاء منها، وكذلك بحكم وقوعه داخل هذه الثقافة المتأثرة بهذا الدين، وتعاليمه التي تُؤثر بشكلٍ واضح في كل مفاصل الحياة الاجتماعيَّة، والإنسان -كما تعرف هو ابن بيئته- يُؤثر ويتأثر بكل ما يحدث داخل هذا المُجتمع. المُلحد ذو الخلفيَّة الإسلاميَّة -شاء أم أبى- هو جزء من الثقافة الإسلاميَّة والمُجتمع الإسلامي: أسرة مُسلم، أصدقاء مُسلمين، زملاء عمل مُسلمين، جيران مُسلمين ووو إلخ. فمن الطبيعي أن يتكلَّم الشخص عن مُجتمعه وعن ظواهر مُجتمعه؛ لاسيما تلك الظواهر التي تمس الإنسان بصورة مُباشرة. والأمر نفسه يفعله المُلحد ذو الخلفيَّة المسيحيَّة، ففي العالم المسيحي يكون جًل النقد مُنصبًا على المسيحيَّة، فلا تجد مُلحدًا (من أصولٍ مسيحيَّة مثلًا) يترك نقد المسيحيَّة، ليتكلَّم عن الهندوسيَّة، ولكن في الوقت ذاته، فإنَّك إن سألته عن رأيه في الهندوسيَّة سيقول لك إنَّها ديانة خرافيَّة بالنسبة إليه تمامًا كالمسيحيَّة، ولكن هذا من الناحية الفكريَّة وليس الاجتماعيَّة، فمن الناحية الفكريَّة يتساوى لديه الفكر الربوبي عمومًا، وليس فقط الهندوسيَّة، ولكن عندما يأتي الأمر إلى القضايا والظواهر الاجتماعيَّة، فإنَّه يُركز على المسيحيَّة، لأنَّها الأساس الفكري والثقافي لديه، بحكم تربيته ونشأته، وبحكم تأثره بهذه الثقافة المسيحيَّة، وملامستها لتفاصيل حياته. وكذلك المُلحد من أصول إسلاميَّة. لذا فلا تتوقع أن يترك الإسلام ليتكلَّم عن الهندوسيَّة أو البوذيَّة مثلًا، في حين لا يتقاطع معها في حياته اليوميَّة، وغير متأثر بها في منظومته الثقافيَّة والاجتماعيَّة.

2) ومن ناحية أخرى، فإنَّ الإسلام هو الديانة الوحيدة التي تُثير المشاكل بشكل واضح وعلني اليوم: تفجيرات، عمليات انتحاريَّة، دهس، تفخيخ، طعن. ولا يكاد يمر يومٌ تقريبًا؛ إلَّا وتقع حادثة إرهابيَّة يكون وراءها مُسلم لقد أصبح الإسلام مُشكلة حقيقيَّة للعالم، مُشكلة تُهدد السلم العام، وحتى أنَّها أصبحت فعليًا تُؤثر على قيم الحضارة المُعاصرة ومفاهيمها، كمفهوم الديمقراطيَّة، والحريَّات، والتعدديَّة، وما يحدث في أوربا لهو خير مثال على ذلك، فلا تتوقع أن يترك المُلحد ديانة كهذه ليتكلَّم عن الهندوسيَّة التي لا نكاد نعرف عنها شيئًا (سوى أنَّها خرافيَّة كغيرها من الأديان)، ولا نكاد نرى أو نسمع مُشكلة دوليَّة يقف وراءها مجموعة من الهندوس اعتمادًا على كتابهم المقدس. ليس من المنطق أبدًا الاهتمام بما ليس مهمًا، وبما ليس له تأثير سلبي على حياة الناس. الإرهاب الإسلامي أصبح قضيَّة دوليَّة، وهي قضيَّة الساعة، وهي تُؤثر بشكلٍ مباشر على مناحٍ كثيرة من حياة الناس، ولهذا كان الاهتمام بالإسلام ونقده، لأنَّه الديانة الوحيدة الذي ظلَّ يقمع الآخرين، ويحول دون نقده بشكل فعلي، عبر هالة القداسة التي يحمي بها نفسه لقرون طويلة.

إنَّ تكرار سؤال: "لماذا الإسلام تحديدًا؟" هو -في حقيقته- مُحاولة "ساذجة" و "طفوليَّة" لقمع الرأي، والحيلولة دون تعريض الإسلام ونصوصه وتعاليمه للنقد، بمُحاولة صرف الأنظار عنه إلى غيره، وليس من المُستغرب أبدًا أن يكون هذا السؤال حكرًا على المُسلمين، فالمسيحيون في الغرب، لا يطرحون مثل هذا السؤال، ببساطة لأنَّ المُسلمين هم فقط الذين يُجيدون تمثيل دور الضحيَّة بأشكال وأساليب مُختلفة على مر العصور؛ بل ومُنذ بواكير أيامه أيضًا. الإسلام سوف يُنقد (شاء من شاء وأبى من أبى) لأنَّ هذا صيرورة تاريخيَّة؛ بل وضرورة مرحليَّة، وليس هنالك دين أو فكرة أو مُعتقدٌ فوق النقد على الإطلاق.

لقد رأينا ما فعله المُسلمون حول العالم عندما قام أحدهم برسم كاريكاتير ساخر من شخصيَّة محمَّد. لقد أقاموا الدنيا ولم يُقعدوها، بينما -ومنذ أزمنة بعيدة- يتم تناول المسيحيَّة ورموزها بالسخريَّة سواء في شكل رسوم كاريكاتيريَّة أو أفلام أو اسكتشات أو حتَّى الكوميديا الارتجاليَّة Stand up comedy ولم يفعل المسيحييون نص ما فعله المُسلمون من عنف وحرق وقتل، رغم أنَّ المسيحيَّة هي الديانة رقم 1 من حيث العدد حول العالم، في الوقت الذي يتفاخر به المُسلمون بعددهم في كل مرَّة (بمناسبة وبدون مناسبة)، ولا أعرف ما الذي كانوا سيفعلونه إن كانوا هم الأكثر عددًا حول العالم.

مودتي

Post: #65
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: mustafa mudathir
Date: 07-01-2017, 06:15 AM
Parent: #64


"زمان الحاجات دي ما كان الناس بيلاحظوها، موش لأنهم خائفون ولكن لأن العقل البشري لم يكن مثل الآن."
نعم هشام، طبعاً الجملة كُتبت على عجل وليس المقصود أن الناس كانوا غير خائفين بل المقصود أنهم لم يكونوا
يتوقفون عند شئ مثلما نحن، لأن الإيمان كان وراثي، في الأسرة. الآن الناس يتوقفون عند كل كبيرة وصغيرة.
اليوم المعرفة فورية وملحة والإنسان وجد أن القيمة المعرفية عالية لأنه لا يعيش طويلاً، رغم أن جهود إطالة
العمر على قدم وساق. فمعنى الحياة هو من مشاغل انسان اليوم وليس نيل رضا قوى غيبية.
ورغم سهولة حل معضلة الوجود بالإتكال على تدبير قوى غيبية، فالمؤمنون غير قانعين بما لديهم من صلة
بالمطلق، إن كان ذلك ممكناً، ولذلك تراهم متوترين تجاه تفكير شرائح أخرى من البشر لا ترى الأمر وفق
رؤاهم! فواصل وسأعود لدعم عدم وجود فكرة مجردة وأن الأفكار نفسها هي مادية بامتياز.

Post: #66
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Basamat Alsheikh
Date: 07-01-2017, 10:50 AM
Parent: #65

يا هشام ادم
في ناس كتار زيك يتشككون في وجود الله ولكنهم لايستبعدون وجوده
وعشان كده ما تستغرب من كلمة ملحد ١٠٠% القالها ليك عبد اللطيف..لانك
ايضا غير ملحد ١٠٠% وفقا لما قلته انت...
وبعدين في ملاحظة في ردودك على من يسالونك اسئلة مشروعة ..فانت تستخف
باسئلتهم وتصفها بانها سطحية وانك تكرر ولا احد يفهمك...وراجع ردودك مرة ثانية
فهل هذه نرجسية ام انك ترى انك الوحيد الذي ينطق بالراي السديد والاخرين كلهم
على خطا...
وييا حليل كباشي الصافي ، يرحمه الله، الذي كان يقول العديل راي والعوج راي
ودمت بخير

Post: #67
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Salah Musa
Date: 07-01-2017, 01:07 PM
Parent: #66

الاخ هشام
استقاء المعرفه دائما بيتم بالتواضع والتواضع هو أصل الخلق الرصين .وواضح من كتاباتك انك تعيش وهما داخل نفسك وأنك غريق في شبر من مويه ..نصيحه لك انظر الي داخلك وفكر مليا ..كل ما تكتله هنا خواطر فطيره ليس لها لا أسس فكريه ولا أسس علميه
أدناه مقال منقول وجدته عله يفيدك ويفيد المتداخلين ويفيدني انا في المقام الاول لأني مازلت ابحث عن نفسي وكاذبا من بقول انه وجد نفسه
مشكلتك انت طارح نفسك كفيلسوف ومعلم وما عايز تتعلم من الآخرين

Post: #68
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Salah Musa
Date: 07-01-2017, 01:13 PM
Parent: #67

منقول

*وهم المعرفة*
*The illusion of knowledge*

يقول عالم الفيزياء الشهير ستيفن هوكنج :
( أعظم عدو للمعرفة ليس الجهل، وإنما وهم المعرفة )

وهم المعرفة هو أحد انحيازات الدماغ البشري فلا أحد يفلت من هذا الوهم مهما بلغ من العلم فكل شخص مصابٍ به ولكن على درجات متفاوتة !!

فما هو وهم المعرفة ؟

لتعريف وهم المعرفة لابد من التعريف والتفريق بينه وبين الجهل، والجهل نوعان جهل بسيط وجهل مركب.

الجهل البسيط هو أن يجهل الإنسان علماً ما ولكنه يعرف بأنه جاهل به ، ولا يخلو انسان في هذا الوجود من هذا الجهل مهما بلغ من العلم لأن حياة الإنسان أقصر من أن يستطيع الإطلاع على كل علم.

أما الجهل المركب فهو جهل الانسان أنه جاهل وعلاج هذا الجهل بالتدريب على اثبات المعادلات الرياضية حتى يصحو دماغه ويتحول جهله من السلبي إلى الإيجابي - أي الجهل البسيط.

وأما وهم المعرفة فينقسم إلى قسمين :
١- اعتقاد الإنسان أنه يعرف أكثر من معرفته الحقيقية

٢- الإشتباه بين الإطلاع والمعرفة
( Familiarity vs Knowledge)
وهذا عادة يكون واضحاً بالنسبة لطلاب المدارس وخصوصا في الرياضيات فيظن الطالب أنه عرف المادة بينما هو فقط فهم الفكرة بشكل عام وعند البدء في حل المسائل تبدو عليه الحيرة ويقع في الأخطاء.

وهم المعرفة أخطر من الجهل المركب لأن الجهل المركب يضر صاحبه ، بينما وهم المعرفة يضر صاحبه ومن هم ضمن دائرته ( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَىٰ وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ )

ولتوضيح المعنى نأخذ هذا المثال ، لو طلبنا من ثلاثة أشخاص ( جاهل بسيط وجاهل مركب ونصف متعلم) أن يقودوا طائرة ، فالجاهل البسيط سوف يعترف مباشرة بعدم مقدرته ، والجاهل المركب قد يحاول ولكن سرعان ما يدرك عدم مقدرته، وأما نصف المتعلم والذي اطلع فقط على كيفية الإقلاع سوف يقلع بالطائرة ولكن لن ينتبه أنه لم يطلع على كيفية الهبوط ولا كيفية التعامل مع تقلبات الأحوال الجوية فتحدث الكارثة !

وهم المعرفة يُصاب به المتعلمين والأخصائيين من أطباء ومهندسين ورياضيين وسياسيين ومحامين وغيرهم ، فقد أثبتت التجارب العديدة في علم النفس هذا الجانب بشكل قاطع ، فالطبيب يعتقد أنه يعلم أكثر مما بالفعل يعلمه ولاعب الشطرنج يقدر مهارته أكثر من المهارة الحقيقية التي يملكها ومدارس الشريعة، من غير الراسخين في العلم، قد يعتقد أنه يفهم في الدين أكثر من الواقع الحقيقي للفهم.

درجات وهم المعرفة متفاوته ويبدأ مع بداية الإنسان في الإطلاع على العلوم ويزداد الوهم كلما زاد اطلاعه إلى أن يبلغ الأمر ذروته ومع مواصلة التعلم يبدأ الفرد الإدراك الحقيقي لقيمة معارفه حتى يصل إلى تقييم متقارب بين معرفته الحقيقية وتقيـيمه لنفسه، ولا يبلغ هذه الدرجة إلاّ الراسخين في العلم ، ومن هنا جاءت الحكمة ( رحم الله امرئ عرف قدر نفسه )

في عصرنا الحالي ساهمت الفضائيات ومواقع التواصل في انتشار وهم المعرفة واعتقد الناس أنهم يعرفون الكثير من العلوم وبمستوى يؤهلهم في الحديث عنها ، وهنا تكمن المشكلة الحقيقية.

علاج وهم المعرفة يتكون من خطوتين :

١- إدراك وجود وهم المعرفة
٢- البدء في رحلة استكشاف بحر الجهل لدى الفرد نفسه، وبحر الجهل شاق وصعب وليس له شواطئ.
ℳ℘✍🏻

Post: #69
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Basamat Alsheikh
Date: 07-01-2017, 01:28 PM
Parent: #68

صلاح موسى
مقال وهم المعرفة مقال مفيد جدا جدا..وقد استفدت منه شخصيا
كثير جدا...
والمثل الذي ضربه كاتب المقال عن قيادة الطائرة بين الجاهل البسيط
والجاهل المركب ونصف المتعلم..فاظن ممكن نضيف معهاهم الواهم بالمعرفة
فانه سيصر على انه فاهم قيادة جميع انواع الطائرات وهو لم يقودها الا
في العاب الاكس بوكس والكمبيوتر...ويطير بالطائرة وقبل ان تقلع تقع
ويقتل نفسه ويقتل من معه بوهمه..
ودمت بالف خير وصحة وعافية

Post: #70
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Salah Musa
Date: 07-01-2017, 01:43 PM
Parent: #69

شكرا أستاذه بسمات انا مثلك استفدت من نقال وهم المعرفه ودايما اتهم نفسي
انا قصدي للاستاذ هشام ان يمضي ويبحث عن نفسه اولا قبل ان يبحث عن الله ويتهم نفسه قبل ان يُتهم الله
وواضح من الضياع في كتابات الاستاذ هشام يجنح كثيرا الاستشهاد بالغير والكوبي اند بيست وتلمح بوضوح ال paraphrasing في كتاباته
الاستاذ محمود محمد طه قال :
القاعدة المعروفة انو المتهم بريء حتي تثبت ادانته ده في تعاملك مع الناس ولكن في تعاملك مع نفسك نفسك متهمة حتي تثبت براءتها .



Post: #71
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-01-2017, 02:23 PM
Parent: #70

الأخت بسمات الشيخ
تحياتي

مبدئيًا المُلحد هو الذي يتشكك في وجود الخالق أصلًا، وليس هو "المؤمن بعدم وجود الخالق" هذه الفكرة الخاطئة تم إسقاطها على الإلحاد والمُلحدين عن جهل لا أكثر، ببساطة لأنَّ الإلحاد ليس ادعاءً في مُقابل ادعاء الإيمان. هنالك فرق كبير جدًا بين شخص "لا يُؤمن بوجود الخالق" وشخص "يُؤمن بعدم وجود الخالق". الشخص الذي "يُؤمن" بعدم وجود الخالق 100% هو شخص مُؤمن وليس مُلحدًا أصلًا. على أنَّه من المُفيد لك معرفة أنَّ هنالك فارقٌ أيضًا بين مفهوم "الإله" ومفهوم "الخالق" لأنَّ مفهوم الإله هو مفهوم تجريدي مبني على تصورات المُؤمنين عن الخالق، وبالتالي فهنالك الكثير جدًا من الآلهات، لأنَّ مفهوم الإله خاضع للتصورات الشخصيَّة، ولهذا فإنَّ الإله الإسلامي مُختلف تمامًا عن الإله المسيحي، ومُختلف عن الإله البوذي والسيخي والهندوسي ووووإلخ، فرغم اتفاق كل المُتدينين (والربوبيين عمومًا) على مفهوم الخالق، إلَّا أنَّهم يختلفون جذريًا حول مفهوم الإله، ولهذا فحتى اللادينيون الربوبيون لا يعترفون بمفهوم الإله، بينما مفهوم الخالق هو مفهوم فلسفي، يُمكن مُناقشته عن طريق مُناقشة الفلسفة المثاليَّة. لا يُوجد مُلحدٌ واحدٌ حول العالم يزعم أنَّه مُؤمن بعدم وجود الخالق، ولهذا فإنَّ مفهوم "ملحد 100%" إن كان المقصود به هو هذا النوع، فهو غير موجود، في حين أنَّ أي مُلحد غير مُؤمن بوجود الخالق هو بالضرورة مُلحد 100% بصرف النَّظر عن موقفه من الأديان، سواءٌ كان مُلحدًا مُتعاطفًا مع الأديان (وهم الذين أقصدهم بهذا المقال) أو كان مُلحدًا مُعاديًا للأديان مثل كريستوفر هيتشنز Christopher Hitchens

امُلحد مُقتنع 100% بوجود "خالق" للكون، ولكن تكمن المُشكلة هنا في أنَّ مُصطلح "خالق" هو مُصطلح إيماني المقصود به "خالق ذكي عاقل مُريد" (وهو ما لا دليل عليه)، في حين أنَّ إيمان المُلحد قائم في أساسه على وجود "سبب" للكون، أو ربما سلسلة من المُسببات، وهذا "الإيمان" بضرورة وجود "سبب" للكون، لا يُمكن اعتباره إيمانًا، كإيمان المُؤمنين بوجود خالق للكون، ببساطة لأنَّ هذا الإيمان ليس نابعًا من "إحساس" حدسي أو بداهة عقليَّة؛ بل هو مبني على أساس علمي وفلسفي، فلا وُجود لأي تأثير بدون وجود سبب ورائه، وهو ما يجعل فرضيَّة "الخالق" الإيمانيَّة" في مواجهة سؤال: "من خلق الخالق؟"، ولكن المُلحد لا يفترض في سبب وجود اكون لا العقل ولا الذكاء، وهذه النقطة يطول الحديث عنها، لأنَّها سوف تقودنا إلى مزالق فلسفيَّة وعلميَّة، وهذا البوست ليس مُخصصًا أصلًا لمُناقشة الإلحاد وحججه.

أمَّا بالنسبة لقولك بأنَّي أتهم البعض بالسطحيَّة وارتباط ذلك -بالنسبة إليك- بنرجسيتي، فهل أفهم من ذلك أنَّ الأخ المُشرف نرجسي كذلك؟ لأنَّه اتهمني بالسطحيَّة أيضًا. أرجو ألَّا يتحوَّل الأمر هنا إلى شخصنة ومُحاولات قلب طاولة النقاش. دعكِ من هشام آدم، ومن شخصيته (سواء أكان نرجسيًا، أم غير ذلك) وركزي فقط في الأفكار التي تأتي في ردودي وحسب. وتذكري أنَّ كل شخص تفضَّل برد على هذا المقال يظن بأنَّه نطق بالرأي السديد وبأنَّ الآخرين على خطأ، وأنتِ خير مثالٍ على ذلك، فاعتقادكِ "اليقيني" بوجود الله، ألا تعتبرينه رأيًا سديدًا وأنَّ أي رأي خلاف ذلك هو خطأ أم أنَّكِ تشكين بوجود الله ولو بنسبةٍ ضئيلة؟ فكرة مُطالبة المُخالف بأن يتحلَّى بالتواضع وعدم افتراض الصحَّة فيما يقوله، في مقابل احتفاظك بالصحَّة لنفسك هي فكرة غريبة جدًا، فما لا تستطعين القيام به يا عزيزتي لا تُطالبي به الآخرين.

مودتي

Post: #72
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-01-2017, 02:24 PM
Parent: #71

الأخ صالح موسى
تحيّاتي

أشكرك على مُداخلتك، وشكرًا على النصيحة .. ولكن حاول أن تُطبّق نصيحتك على نفسك، لتختبر قدرتك على تطبيقها: فهل معرفتك بوجود "الله" هي مُجرَّد وهم معرفي لا أكثر، أم أنَّ الوهم المعرفي مخصوص للمُلحدين وغير المُسلمين؟

عمومًا شكرًا لك

Post: #73
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: محمد الزبير محمود
Date: 07-01-2017, 03:50 PM
Parent: #72

Quote: نفسى اسأل السؤال ده
هل الالحاد مربوط فقط بالاسلام و سيدنا محمد و قرءان نزل على محمدو رب محمد ؟
وين سيدنا ادم و ابراهيم و موسى و عيسى من الحتة دى
مسألة انك ملحد دى عرقناها ... و ده حقك .. و كفلو ليك القرءان
بتكرر فى فتح البوستات دى لى شنو؟؟؟؟؟؟
عشان تقنع نفسك بى إلحادك ولّ عشان تقنع ناس تانين !!!!

دي مداخلة الموسم والمعبرة عن الأغلبية الصامتة
لم ولن تقنع احدا بجدوى إلحالدك ان لن تؤمن بحقيقة ايماننا بالله وكما قال الأخ المشرف وين انتاجك الدنيوي طالما كان الدين خارافة ولا تؤمن بحياة ثانية ؟؟
لماذا تكرس جهودك على محاربة شيئ غير موجود أصلا ؟؟
أنت كمن يطارد هواجيسه بالسيف !!!
وكما قالت الأخت بسمات فكثرة طرقك على موضوع الإلحاد دليل على أيمانك العميق الذي تحاول دفنه فيتسرب خارج قلبك الى الأسافير .
شكرا جلادونا وعيدكم مبارك

Post: #74
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-01-2017, 08:22 PM
Parent: #73

الأخ محمد الزبير محمود

أشكرك على مُداخلتك والتي ليست أكثر من ترديد مُداخلات الآخرين والتي رددتُ عليها سابقًا

مودتي

Post: #75
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 07-01-2017, 09:32 PM
Parent: #74

أولاً لك التحية الأخ هشام [B/]
Quote: هو خالق "المُخلوقات" والكون من المُفترض أن تكون حجَّة لصالح فكرة أنَّ "الله" لا يشتم ولا يُعيّر، وليس مُبررًا للشتم والإساءة والتَّعيير! إنَّ الشتم والإساءة والتَّعيير هي سلوكيَّات بشريَّة محضة، وافتراض أنَّ "الله" يتمتَّع بهذه السُّلوكيَّات البشريَّة "السلبيَّة"
أولاً اعتبار أن الأخلاق الحسنة و السلوكيات الفضلى هي الحلم دائماً واللين دائماَ
وأن القلظة والشتم وحتى التعنيف ونحو ذلك هو في كل الأحوال هو منافي للخلق الحسن بغض النظر لمن هو الموجه تجاهه هذا الفعل والحالة التي لأجلها كان ردة الفعل ...فهذا المعتقد وهذا الفهم يهذا الإطلاق يعتبر فهماً ساذجاً وعامياً
لمعنى الأخلاق ولمعنى السلوك الحسن...
الأخلاق والسلوك الحسن لا يعني أن يكون صاحب الخلق الحسن سلبياً لا يواجه الظلمة والمعتدين ويظل صامتاً تجاهم
الأن أمثال داعش مثلاً هل نحن مطالبون أن لا نصفهم بأنهم كلاب النار وأن لا نبين أنهم على ضلال وأنهم أشرار وإرهابيين ؟!!..
هل وصف المجرم بأنه مجرم وأنه أضل من الحيوان ونحو ذلك يعتبر غير مقبول؟!........عجباً لك
أنت إذا كنت ترى بأن السلبية واللين مع الظلمة والمعتدين هو الخلق الحسن فهذا فهم خاطىء وغير واقعي مطلقاً ولا يأتي بخير
هناك مواقف تطلب الحسم ومواجهة المجرمين ...
هل تريد أن يساوى بين الإنسان الظالم والمظلوم بين الجاني والمجني عليه في الحكم وفي التعامل؟!!
الذين وصفهم الله بتلك الصفات بعد أن رفضوا الإسلام لمن خلقهم ورزقهم وما زال بيد الله أمرهم وحياتهم ومماتهم
بعد ذلك لم يتركوا المسلمين في شأنهم وعزبوهم وحاولوا قتل الرسول صلى الله عليه وسلم وعذبوا اتباعه
وأخذوا أموالهم وطردوهم من دايرهم ....
فإذا كنت ترى السلبية والخنوع للظلمة وعدم زجرهم وبيان ضلال الضالين ووصف ضلال الضال وظلم الظالم
ومواجهته وكشف وبيان حاله لينزجر أن هذه هي الأخلاق الحسنة وأ ن هذا هو الخلق والسلوك الحسن وما دونه السوك السيىء فأنت وشأنك
ولكن لا تلزمنا بالقياس على فهمك الخاص ...فيبدو أن الخلاف بيننا في مفهوم الأخلاق نفسه الذي اتفقت حوله البشرية
فليس في العالم كله بلد لا تجرم المجرم ولا تحاسبه ولا تواجهه ولا تزجره


Post: #76
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-01-2017, 10:06 PM
Parent: #75

الأخ منتصر عبد الباسط
تحياتي

ما يُعجبني في السلفيين أنَّهم من السهل أن يقعوا في الفخ بسهولة وسذاجة، لأنَّهم يسيرون بعميانية وراء إيمانهم بالنصوص. مُداخلتك تعني ببساطة أنَّ الذي يرفض الإسلام يستحق الشتم والإساءة (وربما القتل أيضًا في بعض الحالات) وكل ذلك فقط لأنَّه رفض الإسلام. حسنًا هل يُمكنني أن أعرف أين هي حرية الاعتقاد التي صدعتم رؤوسنا باحتواء الإسلام لها؟ هل تقبل أن أعرض عليك أمرًا، وأترك لك "حرية" أن تقبله أو ترفضه، ثم عندما ترفضه أشتمك وأسيء إليك، وفي الوقت نفسه أتبجح أمامك بأنني أحترم حرية الاعتقاد،؟ هل هذا هو المنطق والعدالة برأيك؟ أنتَ من حيث لا تدري وضعت يدك على مكمن الإرهاب الإسلامي الذي لا يقبل الاختلاف في الرأي ولا يحترمه. فشكرًا لك

Post: #77
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-03-2017, 04:16 PM
Parent: #76


الأخ هشام تحياتي وثنائي على هذه النوافذ المحرضة على التفكير
لكن لا أتفق معك بعوج درب التيارات الثقافية الحديثة ليبرالية أو نيوليبرالية فيما يختص بإستصحابها لمواقف إصلاحية فيما يخص المسألة الدينية عوضاً عن أخرى راديكالية ولا تنسى أن بداية النهضة الأوروبية الحديثة كانت بالإصلاح الديني وإتفق مع الأخ المشرف بأنني أحس بغربة الدعاوي الفكرية التي تنتقد من يقدّرون الإعتبارات الإجتماعية للمسألة الدينية

Post: #78
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-03-2017, 09:03 PM
Parent: #77

الأخ سناري
تحيّاتي

مبدئيًا فإنَّ عبء إصلاح الإسلام هو مسؤوليَّة المُسلمين وليس المُلحدين واللادنيين. ولو كانت هنالك حركة إصلاح حقيقيَّة فكنتُ أنا أوَّل من سيدعم هذا التَّوجه، وبكل قوَّة، ولكن ما يحدث الآن لا علاقة له بالإصلاح أبدًا، فما يجري ليس سوى مُحاولة تدليس واستخفاف بالعقول لا أكثر. إنَّ جوهر ما يُسمَّى بإصلاح الإسلام هو مُحاولة إقناعنا بأنَّ المُشكلة ليست في الإسلام، وكل ما يفعله هؤلاء "الإصلاحيون" يدور في فلك "تجميل" الإسلام، وتخليصه من كل ما من شأنه أن يجعله يبدو في مظهر المُشكلة؛ بعد أن كان هو "الحل"، وإنَّنا لا نعلم إذا كانت المٌشكلة ليست في الإسلام فلماذا الإصلاح إذن؟ واقع الأمر أنَّ الإصلاحيين لا يرغبون في إصلاح الخطاب الديني، وإنَّما في إصلاح التلقي الديني، مع بقاء الخطاب كما هو، أن يبقى النَّص على ما هو عليه، ونحن الذين يجب أن نقنع أنفسنا أنَّ النص لا يعني ما يعني؛ وإنَّما يعني أمرًا آخرًا مخبوءًا في باطن النَّص، وعلينا ان نبحث عنه.

الليبراليَّة يا عزيزي تعني حريَّة أي شخص في أن يتبنَّى أيَّ فكرةٍ ويُدافع عنها، فيُمكن لمن شاء أن يتبنى الفكر المادي أو الفلسفة الماديَّة مثلًا، ويزعم أنَّها الطريقة المُثلى لفهم العالم وتفسيره. هو حرٌ تمامًا في هذا الادعاء، وحرٌ في تبنيه لهذه الفكرة، ولكن عندما يأتي نفس هذا الشَّخص، ويدعي بأنَّ الفلسفة الماديَّة تدعم فكرة الإله والغيبيات والماورائيات والميتافيزيقيا، فالأمر -عندها- يخرج من إطار مفهوم "الحريَّة" لإطار مفهوم "الاتساق"، لأنَّه -ببساطة- ليس حرًا في تحريف الفكرة ونسبة ما ليس لها إليها، وعندها، فإنَّه يتوجب عليه -من باب الاتساق- أن يعترف بأنَّه يتبع الفلسفة المثاليَّة؛ فلا ينسب ما لا يختص بالفلسفة الماديَّة إليها، ونكون نحن مجبورين لانصياع لهذا "الخرف" المعرفي بحجَّة "الليبراليَّة" والحريَّة. وإن شاء أن يتبنى موقفًا توفيقيًا بين الفلسفتين: المادية والفلسفيَّة، فهو حرٌ كذلك، ولكنَّه يجب أن يتحمَّل مسؤوليَّة هذا الموقف "الوسطي" لأنَّه عندها إمَّا سيكون ماديًا غير مُتسق، أو مثاليًا غير مُتسق، أمَّا أن يقف في المُنتصف، ويدعي أنَّه إلى اليمين أو إلى اليسار، فهذه لا علاقة لها بالحريَّة، لأنَّ ليس من الحريَّة الاستخفاف بعقول الناس ومعارفهم.

أن يأتي شخصٌ فيزعم أنَّ الحجاب ليس من الإسلام، وأنَّ قطع يد السارق ليس من الإسلام، وأنَّ قتل المُرتد ليس من الإسلام، وأنَّ مُحاربة "أهل الكتاب" إلى أن يُسلموا أو أن يدفعوا الجزيَّة ليس من الإسلام، وأنَّ كراهيَّة وعداوة غير المُسلم ليست من الإسلام، ثم نسبة كل هذه الأفكار إلى الإسلام، فهذا هو "التدليس" بعينه (بصرف النَّظر عن سماحة هذه الأفكار من عدمها)، فليس هذا هو موضوعنا أبدًا، ليس موضوعنا (هل بالإمكان إدراج هذه الأفكار السمحة في الإسلام أم لا؟) موضوعنا هو (هل هذه الأفكار السمحة فعلًا موجودة في الإسلام أم لا). والإصلاح يبدأ أولًا من الإجابة الصادقة والمُتجرّدة على هذين السؤالين.

الأمر بمنتهى البساطة: إذا كان هنالك نص قانوني سيء، وأردنا "إصلاحه" فيجب علينا أولًا أن نعترف بأنَّه سيء ثم نحاول إصلاحه. أمَّا أن نُنكر أنَّه سيء، ثم نُحاول إقناع الآخرين بأنَّ النص له معنىً آخر، ونزعم أنَّ هذا هو الإصلاح، فهذا خداع واستخفاف بالعقول ليس أكثر، وعلى الدوام سيظل "الخارجون على القانون" يستغلون وجود النص كما هو ليُمرروا جرائمهم، دون أن يتمكَّن أحدٌ من مُحاسبتهم، فلا أحد بإمكانه مُحاسبة مُجرد بناءً على معنىً ليس موجودًا في النَّص القانوني، ومستمدًا فقط من منظومة الأخلاق العامة.

مودتي

Post: #79
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 07-03-2017, 11:25 PM
Parent: #78

نلاحظ أن خصوم الإسلام لم يعتمدوا على نماذج عملية من السيرة النبوية وسير الصحابة في التعامل مع غير المسلمين
في محاولاتهم لإثبات إدعائتهم..فقط يعتمدون على نصوص ليفسرونها بفهمهم الخاص ويلبسوا بها على البعض.
تعامل المسلمين منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخلافة الراشدة مع غير المسلم كان مثالي ...
وتعامل النصارى مثلاً مع غير النصراني كان قتل وتعذيب وطرد في أحسن الأحوال.
قبل البعثة المحمدية كان من يشهر توحيده لله عز وجل يحرق بالنار وينشر بالمنشار نصفين ...
وكان اليهود يقتلون حتى الأنبياء كما قتلوا النبي زكريا عليه السلام ووقطعوه بالمنشار نصفين وفتلوا ابنه النبي يحى عليه السلام وفصلوا رأسه عن جسده
وظنوا أنهم قتلوا عيسى عليه السلام وأنهم صلبوه والحقيقة أنهم قتلوا أحد رجالهم وصلبوه بعد أن صارت صورته تشبه صورة عيسى عليه السلام
ليحقظ عيسى عليه السلام ويرفع للسماء ليكون في حماية الله عز وجل من ظلم وبطش البشر ...ولم تتوقف هذه المحارق والمذابح ضد الموحدين لله عز وجل
حتى بعد رفع عيسى عليه السلام فحدثت حادثة اصحاب الأخدود والنار ذات الوقود التي كان يرمى فيها الموحدين لله عز وجل وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود
حتى بعث النبي صلى الله عليه وسلم لمواجهة هذا الطغيان ولينص المستضعفين ويعطى المؤمن بالله عز وجل وموحد لله حق العيش....
هذا تعذيب النصارى لليهود في الأندلس بعد أن كانوا يعيشون في أمان ورفاهية وسلام في أيام حكم المسلمين
وهو عبارة عن مسرحية كمدية اسرائيلية


Post: #80
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 07-03-2017, 11:45 PM
Parent: #79

الحول العقلي مصيبة

Post: #81
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-04-2017, 00:14 AM
Parent: #80

نعم يا هشام َ عبء إصلاح الإسلام هو مسؤوليَّة المُسلمين وليس المُلحدين واللادنيين.
ولكنك إبتدرت البوست بتوجيه اللوم الشديد لهؤلاء اللييبراليين المسلمين
الذين يرون أنفسهم معنيون بمعالجة المسألة الدينية على قاعدة الإصلاح الديني والعلمانية معاً.
ولكنك تستدرك وتقول إنه لو كانت هنالك حركة إصلاح ديني حقيقية لكنتُ أنت انت أوَّل من سيدعم هذا التَّوجه،
كأنك ترى فرصة في أن تكون نفسك معني بإصلاح محدد بإختلافه عن الإصلاح الذي يعني به المتأسلمون أو اللبراليون
لا أفهم كيف تلوم الليبراليين في إعتنائهم بالمسألة وفي نفس الوقت تشير إلى أنها قد تكون مسألتك انت ايضأص
بينما في بداية البوست تشير بوضوح إلى أن المشكلة ليست مشكلة درجة أو نوع الإصلاح المنشود إنما في القطع معه

Post: #82
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: كمال عباس
Date: 07-04-2017, 03:14 AM
Parent: #81

سلام أخ هشام آدم
المستنيرون ( ليبراليون وغيرهم ) !
(!)
هولاء ياهشام يتعاملون ويتعاطون مع الأديان ( غض النظر عن مصدرها : سماوي أوبشري )
بإعتبارها أحد مكونات الوعي الإجتماعي ( عادات - تقاليد - ثقافة -فلكور - قيم ومثل وأديان
)
يتعاملون مع الظاهرة الدينية بعقلية نقدية - تثبت علي الإيجابي وترفض السلبي - وتعي تماما
أن الظاهرة الدينية شأنها مكونات الوعي الإجتماعي الأخري - تؤثر في غيرها وتتأثر به
ويعتريها التحول والتغيير - تتغيير بفعل تغير الواقع والظروف والسياق التاريخي والمعرفي
وتأثير العلوم الطبيعية والإجتماعية وبفعل التطور والتنوير والتفتح الذهني !
إنهم يضعون الدين في مجري التأريخ الهادر وفي خضم الحراك الإجتماعي المتصاعد بعكس
الذهن السلفي الذي ينظر للدين بإعتباره متعالي عن الصيرورة وإنه ساكن ومتكلس يغير
ولايتغير يؤثر ولا يتأثر - لذا تراهم يتجاهلون السياقات التاريخية والإجتماعية التي ظهر فيها
دين ما وقيم وثقافات ذلك العصر
** من تعنيهم ياهشام وتنعي مواقفهم وترفضها - يتعاطون مع الأديان تعاطي علمي وموضوعي
وعقليات نقدية - تراهن علي التغيير والتطور والتنوير !
( 2)

المسيحية واليهودية وحركات الإصلاح والتنوير!
بفعل التنوير والخضوع لمنطق التاريخ والضرورات الإجتماعية والثقافية إعترت المسيحية
تغيرات عميقة - في عهد الإصلاح والتنوير وإنهيار الإقطاع والكهنوت - وتحررت العلوم
من قبضة الدين - وتفتحت الإذهان - وشرعت العقول تفسر الظواهر الكونية - تفسيرا
علميا كروية الأرض ودورانها - وإنسحب الدين من مساحات كبيرة - في السياسة وإدارة
شئون الدولة والإجتماع والثقافة ـ والقانون ولم يعد الدين قوة قهرية تكبل العقل وتفرمل
حركة التاريخ والمجتمعات !
* من ناحية أخري تخلت اليهود عن شريعة موسي والرجم وبتر الأطراف الخ ٌ
( 3)
فماالذي يمنع دعاة التونير والتغيير من داخل حقل الدين الإسلامي ومن خارجه أن يقوموا
بإصلاح ودعم حركات الإصلاح والتنوير الديني في المجتمعات المسلمة؟
- هل ما أسماهم هشام -بالليبراليين الذين يقفون مع الإسلام
يقفون مع إسلام الحدود و دونية المراة وغير المسلم والجهاد الهجومي وأباحة الرق ؟
أم أنهم فقط يثمنون دعاوي التغيير والتنوير الإسلامي - الذي تتماشي مع قيم
العصر (العلمانية والديموقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة ؟
*يفعلون هذا بلا مجاملة ولامهادنة ولاخضوع لإبتزاز ديني - فالمستنير الديني يلجأ للتأويل
النصي وفهم النص في سياقه وقد يتسلحون بمطاعن دينية تنسف شرعية حد الردة
والرجم بزعم عدم وجود سند قراني أو ترفض الرق بإعتباره إفراز للحروب والأسر
أما المستنير من خارج حقل الدين فإنه يرفض قطع الأطراف والجلد وإن ثبتت بنص ديني
ويرفض نصفية شهادة المراة وميراثها وإن سندها نص وهذا هو مافعله تيار الإصلاح
والتنوير في أوربا في عصر النهضة والتنوير !
(4)
مثال لظاهرة أقرتها الأديان ورفضها تطور العصر والإنسانية -الرق!!
أقرته مايسمي بالأديان الإبراهيمية وقننت له وشرعت أحكامه وأجازته بيعا وشراء وتملك
وإستغلال جسدي وبدني - وبالمناسبة منبع الرق ليس الحرب وحدها وإنما أتي كنتاج لتعاملات
مدنية وتجارية !
* قبل قرن ونصف من الزمان وبفعل التطور الإجتماعي والإنساني والقانوني والوعي تم حظر
الرق - بالرغم إنه "حلال ومباح دينيا ولم يجد المتدين في تبرير تعامل الأديان مع الرق
سوي اللجوء لمنطق أن سياق العصر والمجتمع هو الذي أفرز ظاهرة الرق
*ما إعتري ظاهرة الرق سوف يعتري ظواهر أخري وينتصر منطق التطور والتنوير
..........

Post: #83
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-04-2017, 01:27 PM
Parent: #82

الأخ سناري
تحيّاتي

القراءة الجيدة، بقليل من الحرص والاهتمام تُغنينا عن الإعادة والشرح، وقد تحدث مثل هذه الأخطاء في بعض الحالات التي تكون فيها القراءة متحيزة.

تقول:
ولكنك إبتدرت البوست بتوجيه اللوم الشديد لهؤلاء اللييبراليين المسلمين
مبدئيًا؛ أنا لم أشر في مقالي إلى ليبراليين مسلمين أبدًا، وإنَّما إلى الليبراليين اللادينيين، وهذا يتضح من سياق الجُملة والنسق العام لها، وأنصحك بإعادة قراءة الفقرة مرَّة أخرى، فقد قلتُ حرفيًا:
ثمَّة تيارٌ ليبراليٌ يميل إلى قبول الخطاب التَّجديدي للإسلام، والتَّصالح معه، في مُقابل المُحافظة على عدائه للخطاب السَّلفي المُتطرّف، وهو ما يقودنا إلى وضع تصوراتٍ مبدئيَّةٍ عن موقف هؤلاء من الإسلام نفسه، كموضوعٍ مُستقلٍ عن المُسلمين، وعن تصوراتهم الذاتيَّة عن الإسلام، لأنَّ تسامح هؤلاء مع المُسلمين المُعتدلين يعني الاعتراف -ضمنيًا- بأنَّ الإسلام نفسه -كـديانة لها تاريخٌ، ونصوصٌ تراثيَّةٌ- يُمكن أن يكون قد خضع لتأويلاتٍ مُتطرفةٍ ومُتشددة.
فإن كان المقصود بالليبراليين هنا الليبراليين المُسلمين؛ فلن يكون عندها التساؤل عن موقفهم من الإسلام أي معنى، وكذلك في عبارة (تصالح هؤلاء مع المُسلمين المُعتدلين) فإنَّ اسم الإشارة "هؤلاء" عائدٌ على الليبراليين، فتصالح الليبراليين مع المُسلمين المُعتدلين يدل على أنَّ الليبراليين هنا ليسوا مُسلمين أصلًا.


تقول:
ولكنك تستدرك وتقول إنه لو كانت هنالك حركة إصلاح ديني حقيقية لكنتُ أنت انت أوَّل من سيدعم هذا التَّوجه، كأنك ترى فرصة في أن تكون نفسك معني بإصلاح محدد بإختلافه عن الإصلاح الذي يعني به المتأسلمون أو اللبراليون
وأنا لا أدري ما علاقة "دعم" الإصلاح، بالإصلاح نفسه. فهل عندما أقول إنَّني أدعم الإصلاح يعني لك أنَّني أقوم بالإصلاح بنفسي؟ لا علاقة على الإطلاق، والفكرة ببساطة هي أنَّني (في حال وجود حركة إصلاح حقيقيَّة) سوف "أدعم" هذه الحركة الإصلاحيَّة، وأُشجعها، تمامًا كما يفعل الليبراليون اللادينيون الآن، فهم لا يفعلون شيئًا سوى الدعم والتشجيع، ولكن الفرق بين دعمي ودعمهم (عندها) سيكون أنَّني أدعم حركة إصلاح حقيقيَّة، بينما ما يفعله الليبراليون اللادينيون الآن هو دعم وتشجيع حركة إصلاح مُزيفة، لا تُفضي إلَّا إلى التدليس والاستخفاف بالعقول؛ كما تقدَّم شرحه في المقال. الأمر أشبه بدعم الأب لابنائه وتشجيعهم لهم ليُذاكروا وينجحوا، فهو لن يقوم بالاستذكار نيابة عنهم، ولكنهم فقط سوف يعمل على تشجيعهم، والفارق هنا أنَّ عمليَّة تشجيع الأب لابنائه وهو يعلم تمامًا بأنَّ ما يقومون به لا علاقة له بالمُذاكرة والدراسة، تعمل على استمرار فشل الأبناء، ورسوبهم في الامتحان. فنحن ندعم من يستحق الدعم. وقد أوضحتُ في ردي لك (كما في المقال) الأسباب والمُبررات التي تجعلني أحكم على حركة الإصلاح الإسلاميَّة الحاليَّة بالفشل.

مودتي





Post: #84
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-04-2017, 01:36 PM
Parent: #83

الأستاذ كمال عبَّاس
تحيّاتي لك

أنا -كمُلحد- لا غضاضة لديَّ أبدًا في أنَّ الدين هو أحد أهم المكونات الثقافيَّة لأي مجتمع، وهذا already سبب نقدي للدين أصلًا، لأنَّه ليس من المنطق أو من الفائدة حتَّى انتقاد ما لا يمس الواقع بصورةٍ مباشرة أو حتى غير مباشرة، ولهذا فإنَّ الأفكار التي لا يُوجد لها أي تأثير على أرض الواقع، فهي بلا قيمة تُذكر؛ وبالتالي فإن تناولها بالنقد هو -في حقيقته- يُعتبر ترفًا فكريًا لا أكثر.

المستنير الديني يلجأ للتأويل النصي وفهم النص في سياقه وقد يتسلحون بمطاعن دينية تنسف شرعية حد الردة والرجم بزعم عدم وجود سند قراني أو ترفض الرق بإعتباره إفراز للحروب والأسر أما المستنير من خارج حقل الدين فإنه يرفض قطع الأطراف والجلد وإن ثبتت بنص ديني ويرفض نصفية شهادة المراة وميراثها وإن سندها نص وهذا هو مافعله تيار الإصلاح والتنوير في أوربا في عصر النهضة والتنوير
أنا كشخص لاديني، ما هو الموقف الذي من المُفترض أن أتخذه تجاه "تأويل" لا يدل على المعنى الظاهر لأي نص؟ مثلًا .. لو أنَّ شخصًا حاول إعادة قراءة تاريخ المهديَّة، وأنكر -خلال قراءته- الأساس الديني الذي انطلقت منه الدعوة المهديَّة، وأنكر الجرائم التي قامت بها المهديَّة، وأنكر أحداثًا ووقائع ذكرها المهديون بأنفسهم في تاريخهم، وعرفتَ أنَّ هذه القراءة إنَّما تهدف لانعاش الفكرة المهدويَّة من جديد، والزعم بأنَّها فكرةٌ صالحة لكل زمان ومكان، فماذا سيكون موقفكَ من مثل هذه القراءة؟ أليس من حق هذا الشخص (اعتمادًا على قانون التغيَّر والتطور) أن يُعيد إحياء الفكرة المهدويَّة مرة أخرى؟ أليس من حقه أن يقرأ تاريخ المهديَّة وفقًا لسياقه التاريخي؟ فلماذا قد تعتبر أنَّ قراءةً كهذه قد تُعد تدليسًا وتزويرًا للتاريخ؛ وبالتَّالي استخفافًا بمعرفتك الشَّخصيَّة بالتاريخ؟ ثمَّ ماذا لو كانت أفكاره النهائيَّة مُتماشية مع قيم العصر والحداثة؛ فهل سيكون ذلك مبررًا له للتدليس وتزييف التاريخ؟ هل سوف تتغاضى عن تدليساته التاريخيَّة بحجَّة أنَّ المُنتج النهائي لفكرته لا تتعارض مع قيم العصر الحديثة؟

تقول:
هل ما أسماهم هشام -بالليبراليين الذين يقفون مع الإسلام يقفون مع إسلام الحدود و دونية المراة وغير المسلم والجهاد الهجومي وأباحة الرق؟ أم أنهم فقط يثمنون دعاوي التغيير والتنوير الإسلامي - الذي تتماشي مع قيم العصر (العلمانية والديموقراطية وحقوق الإنسان والمواطنة؟
هذا هو المُنتج النهائي الذي عنيتُه لكَ سابقًا، وهذه هي الحجَّة التي يتم بها تمرير تدليس التاريخ، وتزييف الوعي. وقد قلتُ في المقال حرفيًا أنَّني لستُ ضد هذا المُنتج النهائي، ولكننا لسنا بحاجة إلى الدين أصلًا للحصول على هذا المُنتج النهائي، كما أنَّ هذا المُنتج النهائي توصلنا إليه عبر تطور التاريخ، وليس عبر استدعاء التاريخ، فما يفعله المُسلمون الجُدد هو أنَّهم يستدعون نصًا تاريخيًا قديمًا ليزعموا أنَّه لا يتعارض أبدًا مع القيم المُعاصرة الحديثة؛ فهل هذا أمرٌ مقبول بالنسبة إليك؟ هل أنتَ مقتنع بأنَّ الإسلام (كدين( يحتوي على حقوق مواطنة؟ هل هذا هو المنهج العلمي الذي تقصده في كلامك؟ السياق التاريخي يتطلب منَّا حصر الإسلام ونصوصه في وقته، وليس مرافقته لنا عبر الزمن، ليكون صالحًا لكل زمان ومكان، لأنَّ النص الصالح لكل زمان ومكان، هو مُجرَّد خرافة لا وجود لها، وإن كنَّا سنجد عذرًا للمُسلم في اعتقاده هذا؛ فلا عذر لغير المُسلم.

أمَّا عن الإصلاح الديني في أوربا، فأعتقد أنَّك تعلم تمامًا أنَّ الثورة اللوثريَّة كانت ثورة "سلفيَّة" في أساسها، حيث أنَّ جوهر فكرة لوثر هو التمسك بالنَّص، وتقليد سيرة حياة يسوع المسيح كما هي، واتباعه في كل خطواته، ولهذا فإنَّه قام بترجمة ما يُسمَّى بالكتاب المُقدّس إلى اللغات المحليَّة، حتى يفهمه البسطاء والعامة، وليروا بأنفسهم كذب ودجل الكنيسة، وكيف أنَّ ما تفعله لا علاقة له بالنص "المُقدس"، ولا علاقة له بسيرة المسيح، ولهذا نجحت ثورته، ولكنه لم يقل لهم: "علينا إعادة تأويل الكتاب المُقدس، وأن نقرأ النص ونفترض فيه معانٍ أخرى غير المعاني الظاهريَّة." هذا الفعل يا عزيزي يُسمَّى تدليسًا؛ وباللغة الدينيَّة يُسمَّى "تحريفًا" {يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ}، لأنَّ التحريف ليس بالضرورة يكون في تغيير الحرف، وإنَّما قد يتم التحريف في المعنى مع بقاء الحرف.

الخلاصة:
لا بأس أن يتبنى المُسلم أي قيمة أخلاقيَّة، ولكن نسبة هذه القيمة إلى الدين، والزعم بأنَّ الدين هو من أوجد هذه القيمة فهو أمر مرفوض جملة وتفصيلًا، لأنه منافٍ للواقع والحقيقة. والزعم بأنَّ نصًا تاريخيًا لا يتعارض مع قيمة معاصرة هو ضد فكرة التطور التاريخي الذي تتكلّم عنه، لأنَّ عملية التطور هي ما تجعلنا نتجاوز الأفكار غير الصالح، ولهذا فإنَّ القوانين "الوضعيَّة" تتطوّر بتطور الإنسان والمُجتمعات الإنسانيَّة، وهذا التطور لا يكون بإعادة تأويل النصوص القانونيَّة؛ بل بتجاوز القوانين القديمة، وإعادة قوانين حديثة، وفي ظل امتلاكنا لقوانين "حقوق الإنسان" و "حقوق الطفل" و "حقوق المرأة" و "حقوق المواطنة" فلا حاجة لنا بأي قانون قديم؛ لاسيما إن كان يتعارض مع هذه الحقوق، أمَّا مُحاولات إعادة هذه القوانين والزعم بأنَّها لا تتعارض مع هذه الحقوق المعاصرة، فهو التدليس الذي لا يجب احترامه ولا التبرير له.

مودتي لك.






Post: #85
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-04-2017, 02:19 PM
Parent: #83


يا هشام أولاً أنبهك لملاحظة الحدة الزائدة في ردودك

ثانياً صدقت في الأولي ولم يحالفك التوفيق في التالية مما يلي:

Quote: القراءة الجيدة، بقليل من الحرص والاهتمام تُغنينا عن الإعادة والشرح، وقد تحدث مثل هذه الأخطاء في بعض الحالات التي تكون فيها القراءة متحيزة.
تقول:
ولكنك إبتدرت البوست بتوجيه اللوم الشديد لهؤلاء اللييبراليين المسلمين
مبدئيًا؛ أنا لم أشر في مقالي إلى ليبراليين مسلمين أبدًا، وإنَّما إلى الليبراليين اللادينيين، وهذا يتضح من سياق الجُملة والنسق العام لها، وأنصحك بإعادة قراءة الفقرة مرَّة أخرى، فقد قلتُ حرفيًا:
ثمَّة تيارٌ ليبراليٌ يميل إلى قبول الخطاب التَّجديدي للإسلام، والتَّصالح معه، في مُقابل المُحافظة على عدائه للخطاب السَّلفي المُتطرّف، وهو ما يقودنا إلى وضع تصوراتٍ مبدئيَّةٍ عن موقف هؤلاء من الإسلام نفسه، كموضوعٍ مُستقلٍ عن المُسلمين، وعن تصوراتهم الذاتيَّة عن الإسلام، لأنَّ تسامح هؤلاء مع المُسلمين المُعتدلين يعني الاعتراف -ضمنيًا- بأنَّ الإسلام نفسه -كـديانة لها تاريخٌ، ونصوصٌ تراثيَّةٌ- يُمكن أن يكون قد خضع لتأويلاتٍ مُتطرفةٍ ومُتشددة.
فإن كان المقصود بالليبراليين هنا الليبراليين المُسلمين؛ فلن يكون عندها التساؤل عن موقفهم من الإسلام أي معنى، وكذلك في عبارة (تصالح هؤلاء مع المُسلمين المُعتدلين) فإنَّ اسم الإشارة "هؤلاء" عائدٌ على الليبراليين، فتصالح الليبراليين مع المُسلمين المُعتدلين يدل على أنَّ الليبراليين هنا ليسوا مُسلمين أصلًا.


صدقت في أن القراءة الجيدة الحريصة تغنينا عن الإعادة والشرح
تالياً نأتي للقراءة التي وصفتها بالمتعجلة أو المتحيزة لنرى هل كانت حقيقة متعجلة ومتحيزة!
تقول في الكوت أعلاه بأن فهمي بأن التيار الليبرالي الذي أشرت انت إليه في مداخلتك الأولي وأعدت فقرة منها أعلاه هو تيار ليبرالي مسلم هو المتعجل والمتحيز لأنك أشرت إلى تيار ليبراليين لا دينيين
طبعاً هذا غير صحيح فانت لم تشر صراحة إلي ليبراليين مسلمين أو لادينيين لذا إضطررت لأنقاذ الحجة أعلاه بجملة (وهذا يتضح من سياق الجُملة والنسق العام لها)
طيب يعني حلال على بلابله الدوح وحرام على غيره من بقية الطيور- أقصد إذا كانت الدلالة في كل نص مرهونة بالمنفتح لا المنغلق من سياقات فأعطي غيرك الفرصة لتدشين دفوعاتهم يا أخي
المعروف للجميع أن السمة العامة لتيار الليبراليين السودانيين هو المناداة بدولة الحرية، الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ولا يرد الدين أبداً كأحد المشاكل التي يناضلون ضدها
إن الليبرالييون يناضلون ضد الإسلام السياسي في بلادنا وليس ضد الدين
لذا ورغم أنهم في غالبهم مسلمون ولو بشهادة الميلاد لكن لا يعنيهم التوجهات الروحية للناس بل يناضلون ضد أي فهم يضع الدين كمشكلة مثلما يفعل الإسلام السياسي وتفعل انت يا هشام
لا أعرف عن توجود تيار من الليبراليين اللادينيين لأن الليبرالية مبدأياً ضد الإنغماس في الخاص وفي نفس الوقت ضد تسخير الدين لممارسة أي سلطة زمنية
وهكذا فعل الإصلاح الأوروبي ليعود ما لقيصر لقيصر وما لله لله
سأرد على النقاط الأخرى في مداخلة منفصلة

Post: #86
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-04-2017, 03:14 PM
Parent: #85

أخ سناري
تحياتي

لا أدري عن أي حدة تتكلَّم بالتحديد، في الوقت الذي أتناقش معك فيه بكل هدوء، ولكن لا بأس، فنحن السودانيون عمومًا لدينا حساسيَّة زائدة من التخطئة، فلا نحب أن يُخطئنا أحد.

نأتي الآن للمفيد:
أولًا أنا لم أجد نفسي مُضطرًا لشيء على الإطلاق، فالمقال -بنفس هذه الصيغة- موجودة قبل قراءتك له، وقبل سؤالك أصلًا، فما الذي يجعلني مضطرًا لـ"إنقاذ" الحجَّة بجملة (وهذا يتضح من سياق الجملة والنسق العام لها)؛ علمًا أنَّ فهم سياق الجملة، ونسقها العام، هي وظيفتك أنتَ كقارئ، وهذا السياق العام هو الذي يحصر الليبراليين في الليبراليين غير المُسلمين، لأن سياق الجملة يدل أصلًا على عقد مقارنة بين فئتين: فئة الليبراليين في مقابل المسلمين المعتدلين، وفي هذه الحالة، فلا يُمكننا توقع أن يكون الليبراليون (في الجملة) مسلمين. أعتقد أن هذه بداهة لا تحتاج إلى شرح. فعندما أقول مثلًا: "الناس عندما ينتقدون الإسلام" فإنَّ سياق الجملة يُؤكد على أنَّ "الناس" هنا المقصود بهم "غير المُسلمين" (رغم عدم ذكر صفة "غير مُسلمين" في الجملة؛ بدلالة "ينتقدون الإسلام" لأنَّ البداهة تقول إنَّ المُسلم لا ينتقد الإسلام أصلًا، والأمر نفسه ينطبق على جملتي في بداية المقال، فعندما أقول: "ما هو موقف الليبراليين من المُسلمين المُعتدلين" فهذا يعني بداهة ما هو موقف الليبراليين غير المُسلمين من المُسلمين المُعتدلين، لأنَّه من الاستحالة المنطقيَّة أن يكون معنى الجملة: "ما هو موقف الليبراليين المُسلمين من المُسلمين المعتدلين" لأن المُسلنين المعتدلين هم أصلًا المُسلمين الليبراليين.

أمَّا بالنسبة لجملتك:
قصد إذا كانت الدلالة في كل نص مرهونة بالمنفتح لا المنغلق من سياقات فأعطي غيرك الفرصة لتدشين دفوعاتهم يا أخي فأ
أنا لا أعلم أين (في مقالي) قيَّدتُ المُطلق أو حتَّى أطلقتُ المُقيد، ليكون للومكَ هذا وجاهة يُمكن أن أناقشها. فليتكَ تُشير إليَّ من المقال ما جعلك تزعم زعمكَ هذا، وتُلقي اللوم بتقييدي للمُطلق. (علمًا بأنَّ المُقارنة التي حاولتَ عقدها باطلةٌ في أساسها، ففكرة ربط المعنى بسياق الجُملة هو "تقييد" وليس "إطلاقًا" لأنَّ سياق الجملة حصر أو قيَّد معنى "الليبراليين" في "غير المُسلمين" ولم يجعله منفتحًا كما تعتقد، ولو كان اللجوء إلى السياق يُحيل إلى انفتاح المعنى لا انغلاقه، لما استطعتُ أن أُحدد "المعنى" لأنَّ المعنى سيكون مفتوحًا على جميع الاحتمالات، في حين أنَّ ما حدث هو العكس تمامًا، فاللجوء إلى السياق يجعلنا نتقيَّد وننغلق على معنىً واحدٍ بالضرورة، لأنَّ خلافه يُفضي إلى مُغالطة منطقيَّة، وجملة لا معنى لها أصلًا.

أمَّا قولك:
المعروف للجميع أن السمة العامة لتيار الليبراليين السودانيين هو المناداة بدولة الحرية، الديمقراطية والعدالة الاجتماعية ولا يرد الدين أبداً كأحد المشاكل التي يناضلون ضدها
فلم أفهم المقصود منه على وجه التحديد، فهل الإسلام بنصوصه يُنادي بدولة الحرية، والديمقراطية، والعدالة الاجتماعية؟ أم أنَّ التيار الليبرالي من المُسلمين يدعو إلى ذلك دون أن هذه الأشياء غير موجودة في الدين؟ فإن كان الإسلام برأيك محتويًا على هذه المطالب، فما الحاجة إلى "الإصلاح" إذن؟ وإذا كانت هذه المطالب غير متوفرة فكيف يُمكن تضمين هذه القيم والمطالب في النص الإسلامي التاريخي الذي نعرفه إلا عن طريق التدليس والكذب، وهو ما أرفضه وأستنكره في هذا المقال؟

أمَّا عن موضوع "الإسلام السياسي" فأعتقد أنَّ أن مفهوم "إسلام سياسي" هو مُجرَّد "فزَّاعة" لا أكثر، فالإسلام دين سياسي في أساسه، وقد أوضحتُ في المقال هذه النقطة أيضًا، وإلا فنحن بحاجة إلى إعادة تعريف السياسة لنفهم أنَّ كل ما يتعلق بعلاقات الأفراد بعضهم ببعض داخل المُجتمع يدخل ضمن إطار السياسة، كما أنَّ كل ما يتعلق بعلاقات الأفراد بالسلطة يدخل أيضًا ضمن إطار السياسة، والإسلام تناول هذه الجوانب فهو تكلَّم عن طبيعة العلاقات بين الأفراد (مسلمين/مسلمين) و (مسلمين/عير مسلمين) وتكلَّم عن علاقة الأفراد بالسلطة (مسلمين/الله ورسوله) و (مسلمين/ولاة الأمر). وقبل فترة ليست بالقصيرة (وربما حتى اللحظة) يفتخر كثير من المسلمين بأنَّ دينهم لم يترك شاردة ولا واردة إلا وتناولها وتكلّم عنها، فلماذا تحاولون الفصل بين الدين والسياسة الآن؟ الإسلام دين سياسي يتدخل في كافة مناحي الحياة: زواج، طلاق، حروب، صُلح، معاملات، تجارة .. إلخ، ورغم ذلك ما زال البعض يتكلَّم عن "الإسلام السياسي" وكأنه شيء دخيل على الإسلام!

مودتي





Post: #88
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-04-2017, 03:19 PM
Parent: #85

Quote: تقول:ولكنك تستدرك وتقول إنه لو كانت هنالك حركة إصلاح ديني حقيقية لكنتُ أنت انت أوَّل من سيدعم هذا التَّوجه، كأنك ترى فرصة في أن تكون نفسك معني بإصلاح محدد بإختلافه عن الإصلاح الذي يعني به المتأسلمون أو اللبراليون...وأنا لا أدري ما علاقة "دعم" الإصلاح، بالإصلاح نفسه. فهل عندما أقول إنَّني أدعم الإصلاح يعني لك أنَّني أقوم بالإصلاح بنفسي؟ لا علاقة على الإطلاق، والفكرة ببساطة هي أنَّني (في حال وجود حركة إصلاح حقيقيَّة) سوف "أدعم" هذه الحركة الإصلاحيَّة، وأُشجعها، تمامًا كما يفعل الليبراليون اللادينيون الآن، فهم لا يفعلون شيئًا سوى الدعم والتشجيع، ولكن الفرق بين دعمي ودعمهم (عندها) سيكون أنَّني أدعم حركة إصلاح حقيقيَّة، بينما ما يفعله الليبراليون اللادينيون الآن هو دعم وتشجيع حركة إصلاح مُزيفة، لا تُفضي إلَّا إلى التدليس والاستخفاف بالعقول؛ كما تقدَّم شرحه في المقال. الأمر أشبه بدعم الأب لابنائه وتشجيعهم لهم ليُذاكروا وينجحوا، فهو لن يقوم بالاستذكار نيابة عنهم، ولكنهم فقط سوف يعمل على تشجيعهم، والفارق هنا أنَّ عمليَّة تشجيع الأب لابنائه وهو يعلم تمامًا بأنَّ ما يقومون به لا علاقة له بالمُذاكرة والدراسة، تعمل على استمرار فشل الأبناء، ورسوبهم في الامتحان. فنحن ندعم من يستحق الدعم. وقد أوضحتُ في ردي لك (كما في المقال) الأسباب والمُبررات التي تجعلني أحكم على حركة الإصلاح الإسلاميَّة الحاليَّة بالفشل.

شوف يا أخي العزيز انت في صدر المداخلة بتحذر من القراية المتعجلة والمتحيزة
طيب تحميلك لجملتي الفوق دي كل الفهم العجيب الوارد تحتها دا ممكن تسميه شنو غير قراية متعجلة ومتحيزة
انت بنفسك بتقول وبالحرف الواحد لو كانت هنالك حركة إصلاح حقيقيَّة فكنتُ أنا أوَّل من سيدعم هذا التَّوجه.
وجملتي الفوق بتقول كأنك ترى فرصة في أن تكون نفسك معني بإصلاح محدد بإختلافه عن الإصلاح الذي يعني به المتأسلمون أو اللبراليون
وكلمة مَعْنِي لا تقول أبداً تفعل بل تقول أنك على صلة ما ب..
أنا لم أبدأ بعد تفاصيل الإصلاح المأمول و لا مواضعاته حتى نقول هذا إصلاح حقيقي وذلك إصلاح زائف
بعدين قضية تصنيف اللبراليين لدينيين ولا دينيين دي حكاية عجيبة وبتحرفنا عن مفهوم الليبرالية في عضمه
الليبرالية مفهوم معقد يا هشام قد يشير لتيار أو حزب وأحياناً لا يزيد عن مرحلة في تطور البنية الإجتماعبة
لكنها وفي كل تمظهراتها لا تهتم أبداً بالدين فتضم المسلم والمسيحي واللاديني
وفي السودان كبلد مصنف بأنهم مسلم وغالبية شعبه مسلم فمن الطبيعي أن تكون الخلفية الدينية للغالب الأعظم من عضوية الطبقة السياسية خلفية مسلمة

Post: #87
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: حامد بدري
Date: 07-04-2017, 03:18 PM
Parent: #83

هشام ادم تحياتي لك
متابع لكتاباتك هنا وفي مثير للجدل واحترمها جدا لانو فيها احترام للاخر وبدون شتيمة
عندي تساؤل وخت في بالك اني زول فطرة ساي ماعمييييق ومفكر وفيلسوف
من باب المنافسة الشجاعة والشريفة وانك تدي خصمك اذا وقع ارضا سيفو لمواصلة القتال وخت في بالك انو رجوعك للاسلام شرف كبير ونصر شخصيا بتمناو
لييي ياهشام مابتجيب سيرة نهائي للقيييم الدينية والحاجات الكويسة في الدين محمد عليه السلام عندو الاف القيييم اعطي الاجير ولو سرقت فاطمة ومحاربة الرشوة وحقوق الجار ومعاملة الاسرى وغيرو وغيرو
ولو سمعتا كلام المشرف ده وطلعت من دائرة الخمول حسب وصفو لووووووووووووول ممكن جدا نشوفك بي احرامك وتحج بيت الله زي زولك داك بتاع الفلم جا الحج واعلن اسلامو بنفس الجرأة الاعلن بيها كفرو والحادو واساءتو لمحمد كتير من المشاهير والمغنييين ولاعبي الكرة العالمييين جو الحج وديل ناس بتاعين قناعات وحرية واحترام راي اخر مازييينا فطرة وشهادة ميلاد مكتوب فوقا مسلم
وياريت لو حتعترف بانو الدين فوقو قيييم واخلاق تديو حقو في كتاباتك حتى لو الحادك في مكانو ساحترمك اكتر وانقلك لرتبة ودرجة اعلى في السلم

Post: #89
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-04-2017, 03:34 PM
Parent: #87

عزيزي هشام سأحاول قدر الإمكان تحويل النقاش لنقاش منتج ولذلك سأبعد عن الجدل بمعنى إذا طُرحت نقطة ما وتم الرد عليها وتم الرد على الرد بميكانزم مكانك سر،
أي أن يعيد كل واحد صياغة موقفه بمفردات جديدة.
دي بيبقى تعبير عن حالة من حالات إدمان الملل ياخي
طيب خليني أبدأ ليك بسؤال:
ما هي تفاصيل الإصلاح الديني الحقيقي الذي قلت أنك تدعمه؟

Post: #90
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: كمال عباس
Date: 07-04-2017, 04:12 PM
Parent: #87


،،،،،تحياتي أخ هشام مرة أخري تقول
((لا بأس أن يتبنى المُسلم أي قيمة أخلاقيَّة، ولكن نسبة هذه القيمة إلى الدين، والزعم بأنَّ الدين هو من أوجد هذه القيمة فهو أمر مرفوض جملة وتفصيلًا، لأنه منافٍ للواقع والحقيقة. والزعم بأنَّ نصًا تاريخيًا لا يتعارض مع قيمة معاصرة هو ضد فكرة التطور التاريخي الذي تتكلّم عنه، لأنَّ عملية التطور هي ما تجعلنا نتجاوز الأفكار غير الصالح، ولهذا فإنَّ القوانين "الوضعيَّة" تتطوّر بتطور الإنسان والمُجتمعات الإنسانيَّة، وهذا التطور لا يكون بإعادة تأويل النصوص القانونيَّة؛ بل بتجاوز القوانين القديمة، وإعادة قوانين حديثة، وفي ظل امتلاكنا لقوانين "حقوق الإنسان" و "حقوق الطفل" و "حقوق المرأة" و "حقوق المواطنة" فلا حاجة لنا بأي قانون قديم؛ لاسيما إن كان يتعارض مع هذه الحقوق، أمَّا مُحاولات إعادة هذه القوانين والزعم بأنَّها لا تتعارض مع هذه الحقوق المعاصرة، فهو التدليس الذي لا يجب احترامه ولا التبرير له. ))
عن إي دين نتحدث؟ عن دين سكوني جامد أم عن دين متغير ومتأثر بما حوله - ؟ عن ظاهرة دينية تتفاعل وتنفعل وتخضع لمنظق التاريخ والتحول الإجتماعي ؟ المثقف والمستنير "الليبرالي" وكما قلنا (يتعاملون مع الظاهرة الدينية بعقلية نقدية - تثبت علي الإيجابي وترفض السلبي - وتعي تماما أن الظاهرة الدينية شأنها مكونات الوعي الإجتماعي الأخري - تؤثر في غيرها وتتأثر به ويعتريها التحول والتغيير - تتغيير بفعل تغير الواقع والظروف والسياق التاريخي والمعرفي وتأثير العلوم الطبيعية والإجتماعية وبفعل التطور والتنوير والتفتح الذهني ! إنهم يضعون الدين في مجري التأريخ الهادر وفي خضم الحراك الإجتماعي المتصاعد )
** لا أتحدث عن ي إسلام القرن السابع ولاعن مسيحية القرن الأول ولاعن يهودية شريعة موسي وإنما عن هذه وضعية وفهم هذه الأديان وفق سياقات ومعطيات هذا العصر
( فليتجاوز المستنير والمصلح الديني بعض تعاليم وتشريعات دينه تأويلا أوتفسيرا مغائرا أو حصرا لنصوص في سياق عصرها وظروف تنزلها - و قصر فهم نص كان يعد عاما ليصبح خاصا ومرتبطا بحالة معينة وليتجاوز البعض ظاهر النص لفهم آخر وليتحجج البعض بالمتشابه أو بنص يقول شئيا يخالف نصا آخر وليراجعوا مسألة المنسوخ والناسخ ليحيوا بعضا من المنسوخات)
فليفعلوا كل هذا أو بعضه بحثا عن مخارج ورؤي إصلاحية وليختاروا أدواتهم والياتهم التي تعينهم في الإصلاح - فهذا أمر إيجابي - لن أقول لهم قد زيفتم دينكم وحرفتوه وتجنيتم علي أصول الدين والتاريخ - تمسكوا بالدين السلفي وبحرفية النصوص وجمودها لن أقول هذا لأن هذا فهم أصولي وسلفي متكلس يضع الدين خارج مجري التاريخ والتحولات الإجتماعية !!
*ثانيا الليبرالي أو المثقف المستنير العلماني بصورة عامة إن كان يشجع المصلح الديني ويدعم حقه في التفكير وشحذ الذهن وإيجاد مخارج من داخل حقل الدين إلا أنه إي الليبرالي أو المثقف المستنير العلماني- لايرهن رؤيته ومواقفه - بحركة الإصلاح والتنوير الديني والمرجعيات الدينية لأن منطقاته إنسانية - ديموقراطية ودولة مواطنة وحقوق إنسان وحقائق العلم إنه يقول أن هناك ن نصوص ثابتة تشرع لبتر الأطراف والجلد ووضعية المراة ومع هذا أتجاوزها - حتي وإن لم يجد المصلح الديني مخرجا يتجاوزها ! ،،،،،

Post: #91
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-04-2017, 06:07 PM
Parent: #90

الأخ سناري
تحياتي مُجددًا

ظننتُ أنَّني كنتُ واضحًا ومُباشرًا في كلامي عبر المقال، أو حتى عبر المُداخلات، وأتذكر أنَّني قلتُ (موجهًا كلامي لكَ) حرفيًا خلاصة فكرتي:
((الأمر بمنتهى البساطة: إذا كان هنالك نص قانوني سيء، وأردنا "إصلاحه" فيجب علينا أولًا أن نعترف بأنَّه سيء ثم نحاول إصلاحه. أمَّا أن نُنكر أنَّه سيء، ثم نُحاول إقناع الآخرين بأنَّ النص له معنىً آخر، ونزعم أنَّ هذا هو الإصلاح، فهذا خداع واستخفاف بالعقول ليس أكثر، وعلى الدوام سيظل "الخارجون على القانون" يستغلون وجود النص كما هو ليُمرروا جرائمهم، دون أن يتمكَّن أحدٌ من مُحاسبتهم، فلا أحد بإمكانه مُحاسبة مُجرد بناءً على معنىً ليس موجودًا في النَّص القانوني، ومستمدًا فقط من منظومة الأخلاق العامة. ))

الإصلاح الحقيقي يجب أن يتم على خطوتين أساسيتين:
1) الاعتراف بوجد خطأ سواء على مستوى النص أو على مستوى التاريخ، لأنَّ ما يحدث الآن هو دفاع عن النص بحجة التأويل، وتستر على التاريخ بحجة التحريف والتزييف.

2) حذف النصوص الخلافيَّة والتي تتعارض مع قيم العصر الحديثة، وتتعارض مع قيم الحريات والعدالة الاجتماعية والتعايش السلمي والاضطهاد والديمقراطية التي أثق في رغبة المُسلمين الجدد في تحقيقها، ولكن لا يُمكن الاحتفاء بنص مثل {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} مثلًا، في ظل وجود نص آخر مثل: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}.

إذا أردنا تفعيل آيات السلم "المنسوخة"، فلا أقل من نسخ آيات العنف وحذفها. أمَّا بقاء الآيات التي تُحرض على العنف فهو ضمانة لاستمرار العنف وتوالده في كل مرَّة؛ لاسيما وأنَّ مثل هذه الآيات واضحة وصريحة. علمًا بأنَّ آلية السياق التاريخي غير مُجدية، وغير منطقية، فهي غير مُجدية لأنَّ الإرهاب ظلَّ يتولَّد عن هذه الآيات على مدار 1400 سنة وحتى الآن، وسوف يظل يتولَّد عنه، لأنَّ ففكرة السياق التاريخي تتعارض أصلًا مع فكرة صلاحية النص لكل زمان ومكان، وتتعارض مع "عالميَّة" الرسالة. وقد ذكرتُ ذلك نصًا في كتابي (المسلمون الجدد)، فقلت:
((وعلى هذا؛ فإنَّنا نرى أنَّ القرآن -كمُجمل التراث الإسلامي- يجب أن تشمله المراجعته، والنقد، والتنقيح، فيتم إلغاء جميع الآيات، التي يُعتقد أنَّها خاصة بزمانها أو تلك التي لا تتناسب مع قيم العصر الحديث؛ فتحذف آيات القتال والجهاد، والآيات التي تعتبر اضطهادًا وقمعًا للمرأة، والآيات التي تنص على تشريعات قانونيَّة، وعقوبات تجاه بعض السلوكيات، التي تدخل ضمن الحريَّات الشخصيَّة والحقوق، وأن يتم الإبقاء فقط على الآيات، التي تحمل الجوانب الروحيَّة والإنسانيَّة، التي لا جدال حولها. وأي محاولة لحل مشكلة الإسلام مع العصر دون ذلك؛ فهي -في رأينا- ليست سوى مراوغة، تثبت سوء النوايا، وتطيل في أمد الإرهاب. ما لم يتم نقد القرآن، والتخلص من الآيات الإرهابيَّة التي فيه، فسوف يظل بيض الإرهاب يُفقس باستمرار، وسوف نظل ندور في حلقة مفرغة. علينا أن نتعامل مع الأمر بجديَّة أكثر، بعيدًا عن الحلول المهذّبة، والدبلوماسيَّة، التي كان المسلمون الجدد إفرازًا من إفرازاتها، بكل ما عرفناه عنهم من تدليس ومراوغة، والتفاف على الحقيقة.))

فيما يتعلَّق بمُداخلتك السابقة، وقولك:
((جملتي الفوق بتقول كأنك ترى فرصة في أن تكون نفسك معني بإصلاح محدد بإختلافه عن الإصلاح الذي يعني به المتأسلمون أو اللبراليون وكلمة مَعْنِي لا تقول أبداً تفعل بل تقول أنك على صلة ما ب...))
فعبارة "معني بالإصلاح" أو "معني بكذا" تعني يا عزيزي منوطٌ به الفعل نفسه، وليس مجرّد أن يكون له صلة به وحسب. فعندما تقول: "أنا معني بإصلاح الشيء" لا تعني أنَّ لي صلة به وحسب؛ بل تعني أنَّني مسؤول عن إصلاح هذا الشيء وهي مُشتقة من العناية أي الاهتمام بالشيء والاشتغال به، وهذه مسؤوليَّة المُسلم (الاهتمام بأمر الإصلاح)، وما عليَّ أنا كمُلحد إلَّا أن "أدعم" راغبي الإصلاح الحقيقي، والدعم قد يكون مُجرَّد دعم معنوي فحسب، ولكن لا يُمكن أن يكون الشخص معنيٌ بأمرٍ ما، ثم تكون كل صلته بالأمر مُجرًّد الدعم المعنوي. أمَّا عن مفهوم الليبراليَّة وأنَّها ليست نسقًا سياسيًا، ويُمكن أن يكون الليبرالي مسلمًا أو مسيحيًا أو ملحدًا؛ فلا خلاف على ذلك، وكذلك وصف "ناس" الوارد في المثال الذي ضربته لك في مثالي السابق، فالناس وصفٌ للمُسلم وللمسيحي وللمُلحد وووو إلخ، ولكن ورغم ذلك فعندما نقول: "الناس الذين ينتقدون الإسلام" فلا يشمل المُسلمين.

مودتي

Post: #92
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-04-2017, 06:08 PM
Parent: #91

الأخ حامد بدري
تحيّاتي

أشكرك على مُداخلتك، وبالنسبة إلى سؤالك فإنَّني أقول:

في كتابي "المُسلمون الجدد" (وأتمنى أن تقرأه) قلتُ حرفيًا بخصوص الدين في عمومه:
((على أنَّه بالمقابل؛ لا نريد أن يُفهم من كلامنا هذا، أنَّ الدين مضاد للأخلاق، فهذا ليس واردًا في تفكيرنا على الإطلاق؛ بل إنَّ ما نريد قوله: أنَّ القضايا الرأسيَّة المتعلقة بالاعتقادات، لا تتقاطع، ولا ينبغي لها، مع القضايا الأفقيَّة المتعلقة بالسلوكيَّات؛ فسواء اعتقد الإنسان بوجود إله، أو اعتقد بعدم وجوده، فإنَّ القضيَّة هنا، تظل في مستواها الرأسي، والذي لا يؤثر على المستوى الأفقي السلوكي. ))

وقلتُ كذلك فيما يتعلق بالإسلام:
((نعم! هنالك تعاليم جيدة في الإسلام، نجدها في ظاهر نصوص القرآن، ولكنهم لا يُطبّقون آليَّة (ماوراء النص) مع مثل هذه النصوص، بينما تكون هذه الآليَّة فاعلة على النصوص، التي يحمل ظاهرها طابعًا دمويًا، وإرهابيًا بينًا.))

وقلتُ كذلك:
إ((نَّ الديانة الإسلاميَة -كفكرة تمت صياغتها، وتطوّرها عبر الواقع الإنساني، والتجربة البشريَّة- لا يمكن بحال من الأحوال، القول بأنَّها لا تمتاز بما تمتاز به بقيَّة الأديان، والأفكار البشريَّة، من احتوائها على الجيد والسيء، الصالح والطالح، الصحيح والخاطئ. وأنَّ الجيّد الذي فيه، منه ما هو محصور بين جماعة المسلمين، ومنه ما يتعّداهم إلى الآخرين. فمن قال بأنَّ الإسلام كله شر، كان متجنيًا عليه، ناكرًا لطابعه، وواقعه البشري، مفترضًا أنَّ الإسلام بذرة شيطانيَّة، نبتت في سبخة. وهذا ضرب من الشطط، والخيال، لا أكثر. ولكن مشكلة الإسلام الحقيقيَّة: أنَّ السيئ الذي فيه، أكثر ممَّا فيه من خير، وليس محصورًا فقط بين جماعة المسلمين؛ بل يتعداهم إلى الآخرين. ))

المشكلة -يا عزيزي- ليست في أنَّ "أعداء" الإسلام يُركزون على مساوئ الإسلام فقط؛ بل تكمن المُشكلة الحقيقيَّة في رغبة المُسلمين ألَّا نرى في الإسلام إلَّا الجوانب الجيدة فقط (والتي لا يستطيع أحد إنكارها) وأن نصرف الأنظار عن المساوئ. يُريدون أن يكون الإسلام "دائمًا" في موقف المُتغزَّل به وبمحاسنه، وشيئًا فشيئًا، يتحوَّل الأمر إلى قناعة راسخة بأنَّ الإسلام يخلو "تمامًا" من العيوب والأخطاء، وهذا غير صحيح. لقد ظل الإسلام لقرونٍ طويلةٍ جدًا بعيدًا عن النقد، وبالتالي قريبًا جدًا من حالة التغزُّل هذه، وامتداح التعاليم الجيدة التي فيه، حتَّى أنَّ بعض التعاليم اللاأخلاقيَّة الموجودة في الإسلام تم تحويلها إلى تعليم أخلاقي، فالتدخل في حياة الناس الشخصية، وسلب حريتهم الشخصية، أصبح أمرًا أخلاقيًا، فالإسلام (كبعض الأديان الأخرى) يتدخل في حياة البشر الشخصية، ليُحدد مَن يجب أن يُحب مَن أو يُبغض مَن، ومَن يُمارس الجنس مع مَن، وبناءً على هذا تُوضع المعايير الأخلاقيَّة؛ بل ويتم إنزال عقوبات على السلوكيات الشخصيَّة، وبالطبع فإنَّ المٌسلم يُوجد لها تبريرات، والغريب في الأمر أنَّ هذه التبريرات مُستمدة في أساسها من العادات والتقاليد والمفاهيم التي تم بناءً استنادًا على النص القرآني "الديني" نفسه!

حاول أنَّ تسأل نفسك هذا السؤال:
أنتَ كأب أو كأخٍ أكبر، إذا تقدَّم أحدهم لخطبة ابنتكَ أو أختكَ، وعرفت عنه أنَّه به من الصفات الحسنة الكثير جدًا، ولم تجد فيه من العيوب إلَّا عيبًا واحدًا، وهو أنَّه يضرب النساء مثلًا، فهل ستقبل تزويجه؟ أو فلنتفرض أنَّ هذا العيب الوحيد أنَّه مُتحرش جنسي بالأطفال، فهل ستقول: "لماذا نُركز فقط على هذا العيب الوحيد، وننسى كل المزايا الجيدة التي فيه؟" أم سوف تحكم عليه بناءً على هذا العيب الوحيد، لبشاعته؟

هكذا أرى الإسلام: المحاسن الموجودة به هي "مُشترك" إنساني، لم نكن بحاجةٍ إلى "دين" أصلًا لنعرفه (بر الوالدين، الإحسان لفقراء، الإحسان للجار ووووو إلخ) ولكن العيوب التي به تُغطي على هذه المحاسن، لأنَّها أبشع بكثير من أن ننساها ونتذكر له محاسنه وحسب. أمَّا عن مُعاملة الأسرى، فأحب أن أذكرك أنَّ القرآن ذكر ما حدث عندما استشار محمدٌ صديقيه: أبا بكر وعمر بن الخطاب، فيما يفعله مع الأسرى أيَّد رأي عمر بن الخطاب القاضي بقتل جميع الأسرى، في مقابل رأي أبي بكر الذي كان يرى أن يُتركوا للفديَّة وتعليم المُسلمين. وتذكر أيضًا ما فعله محمد بأسرى بني قريظة الذين قتلهم أو أجلاهم وسبى نساءهم، وأسرى خيبر الذين جعلهم يعملون بالسُّخرة في أرض فدك. وحتى ولو كان الأمر كما تعتقد فإنَّ ذلك لن يُغير من الأمر شيئًا.

مودتي




Post: #93
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-04-2017, 06:09 PM
Parent: #92

الأستاذ كمال عبَّاس
تحيّاتي

هاجر كثيرٌ من المُسلمين إلى بلاد الغرب "الكافر" .. واستغلوا (لن أقول استفادوا) القيم الإنسانية الموجودة هناك، فيما يصلح مصلحة دينهم والدعوة إليه. وهكذا يستغل المُسلمون الأفكار الليبراليَّة، كالفكرة التي تقول بها عن "حيويَّة الدين وعدم سكونه" (وهي حقيقة طبعًا)، ولكن عليكَ أن تنظر للأمر من منظور أكثر عمقًا، فكلامك هذا قد يُمكن تطبيقه على الدين باعتباره نسقًا "شخصيًا" على اعتبار أنَّ الدين (في هذه الحالة) هي مسألة شخصيَّة تتعلَّق بطبيعة العلاقة بين الإنسان وخالقه، أمَّا الأديان المؤسساتيَّة، فهي "أيديولوجيا" تخضع (بالإضافة إلى الجانب الروحي) لجانب اعتقادي وتعاليمي مُستمد من نصوص "جامدة" ... كان كلامك ليكون صحيحًا، لولا وجود "كتب" ونصوص تعتبر manual للمُتدين، توجهه: كيف يأكل وماذا يأكل، وماذا يشرب، ومن يصاحب، ومن يعادي، ومن يتزوج، وكيف يُطلق، وما هو الخير، وما هو الشر.

في ظل وجود هذا الكُتيب "الإرشادي" لا يُمكنك أن تعتبر الأديان جميعها ذات طبيعة حيويَّة أو تطوريَّة، لأنَّ النص جامد يا عزيزي، وإلَّا كان بإمكاننا إعادة إحياء النصوص التاريخيَّة، ولم تكن لنا حاجة لسن قوانين جديدة والاضطرار لتغييرها على الدوام. النص المكتوب -عزيزي كمال عباس- هو نصٌ جامد متعلق بتاريخ كتابته، وأظنك (من الناحية العلميَّة) تُؤيدني في ذلك؛ أمَّا إن كنتَ ترى أنَّ النصوص قابلة لإعادة التأويل، فهذا ما أقصده بالتحديد من هذا المقال، إذ أستغرب لموقف اللاديني الذي يُدافع عن فكرة حيويَّة وتطوريَّة نصٍ (يُؤمن ويعرف بأنَّه نصٌ تاريخ) مُرتبط بزمانه وثقافته، ولا يُمكن أبدًا افتراض صلاحيته "الدائمة" .. هذه النقطة تحديدًا أتفهمها لمُسلم، وأتحمَّل مناقشتي له حولها، ولكن لا أفهم لغير المُسلم أن يتبنى نفس هذه الفكرة، والتي تستند في أساسها على فكرة "قداسة" النص، لأنَّه إنَّما يفعل ذلك (مخالفًا للمنطق والعلم والبداهة) بدافع إيماني محض؛ فما بال غير المُسلم إذن؟

مودتي

Post: #94
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-04-2017, 07:01 PM
Parent: #93


شكراً أخ هشام على بسط رؤيتك للإصلاح الإسلامي الذي تؤيده وسنثبت ذلك كمقدمة لما سيأتي من مداخلات


Quote: (الأمر بمنتهى البساطة: إذا كان هنالك نص قانوني سيء، وأردنا "إصلاحه" فيجب علينا أولًا أن نعترف بأنَّه سيء ثم نحاول إصلاحه. أمَّا أن نُنكر أنَّه سيء، ثم نُحاول إقناع الآخرين بأنَّ النص له معنىً آخر، ونزعم أنَّ هذا هو الإصلاح، فهذا خداع واستخفاف بالعقول ليس أكثر، وعلى الدوام سيظل "الخارجون على القانون" يستغلون وجود النص كما هو ليُمرروا جرائمهم، دون أن يتمكَّن أحدٌ من مُحاسبتهم، فلا أحد بإمكانه مُحاسبة مُجرد بناءً على معنىً ليس موجودًا في النَّص القانوني، ومستمدًا فقط من منظومة الأخلاق العامة.
))

الإصلاح الحقيقي يجب أن يتم على خطوتين أساسيتين:
1) الاعتراف بوجد خطأ سواء على مستوى النص أو على مستوى التاريخ، لأنَّ ما يحدث الآن هو دافع عن النص بحجة التأويل، وتستر على التاريخ بحجة التحريف والتزييف.

2) حذف النصوص الخلافيَّة والتي تتعارض مع قيم العصر الحديثة، وتتعارض مع قيم الحريات والعدالة الاجتماعية والتعايش السلمي والاضطهاد والديمقراطية التي أثق في رغبة المُسلمين الجدد في تحقيقها، ولكن لا يُمكن الاحتفاء بنص مثل {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} مثلًا في ظل وجود نص آخر مثل: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ}.

إذا أردنا تفعيل آيات السلم "المنسوخة"، فلا أقل من نسخ آيات العنف. أمَّا بقاء الآيات التي تُحرض على العنف فهو ضمانة لاستمرار العنف وتوالده في كل مرَّة؛ لاسيما وأنَّ مثل هذه الآيات واضحة وصريحة. علمًا بأنَّ آلية السياق التاريخي غير مُجدية، وغير منطقية، فهي غير مُجدية لأنَّ الإرهاب ظلَّ يتولَّد عن هذه الآيات على مدار 1400 سنة وحتى الآن وسوف يظل يتولَّد عنه، لأنَّ فمرة السياق التاريخي تتعارض أصلًا مع فكرة صلاحية النص لمل زمان ومكان، وتتعارض مع "عالميَّة" الرسالة.
وقد ذكرتُ ذلك نصًا في كتابي (المسلمون الجدد)، فقلت:
((وعلى هذا؛ فإنَّنا نرى أنَّ القرآن -كمُجمل التراث الإسلامي- يجب أن تشمله المراجعته، والنقد، والتنقيح، فيتم إلغاء جميع الآيات، التي يُعتقد أنَّها خاصة بزمانها أو تلك التي لا تتناسب مع قيم العصر الحديث؛ فتحذف آيات القتال والجهاد، والآيات التي تعتبر اضطهادًا وقمعًا للمرأة، والآيات التي تنص على تشريعات قانونيَّة، وعقوبات تجاه بعض السلوكيات، التي تدخل ضمن الحريَّات الشخصيَّة والحقوق، وأن يتم الإبقاء فقط على الآيات، التي تحمل الجوانب الروحيَّة والإنسانيَّة، التي لا جدال حولها. وأي محاولة لحل مشكلة الإسلام مع العصر دون ذلك؛ فهي -في رأينا- ليست سوى مراوغة، تثبت سوء النوايا، وتطيل في أمد الإرهاب. ما لم يتم نقد القرآن، والتخلص من الآيات الإرهابيَّة التي فيه، فسوف يظل بيض الإرهاب يُفقس باستمرار، وسوف نظل ندور في حلقة مفرغة. علينا أن نتعامل مع الأمر بجديَّة أكثر، بعيدًا عن الحلول المهذّبة، والدبلوماسيَّة، التي كان المسلمون الجدد إفرازًا من إفرازاتها، بكل ما عرفناه عنهم من تدليس ومراوغة، والتفاف على الحقيقة.))

Post: #95
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: كمال عباس
Date: 07-04-2017, 09:26 PM
Parent: #94

في بوست سابق للأخ هشام بعنوان دردشةٌ فقهيَّة: الحجاب في الإسلام
تناول نفس إطروحة هذا البوست تقريبا -تناقش فيه الأخوان هشام آدم وعادل عبد العاطي
وشخصي ورد فيه
كتب الأخ عادل عبد العاطي

Quote: بل ارى ان الاسلام ظاهرة اجتماعية ثقافية ولذلك يتغير ويتحور ويتحول وتتعدد تفسيراته؛ وهو ما لا تراه انت حيث تعتبر ان هناك اسلام حقيقي واخريات غير حقيقيات . النص القرآني تمت صياغته على مدى ثلاثين عاما على الاقل (13 في حياة الرسول و17 على حياة ابوبكر وعمر وعثمان حتى التدوين الاول) ؛ وهو يحمل الاف الايات المتناقضة والمتناولة لمئات والاف القضايا والمسائل والمناسبات المختلفة ؛ وهناك ما نسخ منه وما سقط قصدا وما سقط اثناء التدوين وما تم نقله عن طريق الخطأ ؛ ولو كان لك باع في الامر لعرفت كل هذا ؛ لذلك قال علي بن ابي طالب : القرآن حمال أوجه . وهذا لا يصح على القرآن فقط بل على كل كتاب مقدس .)
وأضاف
Quote: فكيف تكون هناك تاويلات كثيرة ثم يكون هناك معنى واحد صحيح ؟ ومن الذي يحدد صحته ؟ هشام ادم ؟ هذا منهج السلفيين في كل مكان والمتطرفين؛ انهم يزعمون ان هناك فهما واحدا صحيحا هم يملكونه . ليس هناك معنى واحد ولقد اختلف القوم في تفسير النص القرآني والرسول بين ظهرانيهم ثم مباشرة بعد موته ثم لالف وخمسائة سنة ؛ وكان الرسول نفسه يقول لبعضهم ان تأويله لا يعلمه الا الله . ويحكى عن عمر انه سأل عن الأية التي تقول ( وفاكهة وأباً) ان الفاكهة عرفناها فما هو الأب؟) ثم استغفر . والقرآن مليء بالألفاظ السريانية ومكتوب بلغة ادبية متعددة المعانى بل فيه اشياء لا يعرفها القوم حتى اليوم ( بداية بعض السور بكلمات مبهمة مثل كهيعص) او مفاهيم غير مفهومة مثل السبعة المثانى ( ‏{‏وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ‏} الخ - فالقول ان هناك معنى واحد صحيح هو نظرة دوغمائية سلفية تكفيرية))
والسؤال يا هشام آدم هل تتفق مع رؤية عادل هذه ( النص القرآني تمت صياغته على مدى ثلاثين عاما على الاقل (13 في حياة الرسول و17 على حياة ابوبكر وعمر وعثمان حتى التدوين الاول) ؛ الاف الايات المتناقضة والمتناولة لمئات والاف القضايا والمسائل والمناسبات المختلفة ؛ وهناك ما نسخ منه وما سقط قصدا وما سقط اثناء التدوين وما تم نقله عن طريق الخطأ ؛ )هل هناك تناقض في النص القراني أم لا؟ ثانيا هل هناك في النص ما هو مبهم وغامض ومايحتمل تعدد التأويل والتفسير أم لا؟ يقول عادل(كيف تكون هناك تاويلات كثيرة ثم يكون هناك معنى واحد صحيح ؟ ومن الذي يحدد صحته ؟ ) هل نحن كهنوت جدد ياهشام؟ إي أنه أصبح لنا إحتكار قلم التصحيح والقدرة علي فك الطلاسم والشفرات بحيث نقوم بكل وثوقية بتحديد أن هذه الفئية وحدها التي تتبع صحيح الدين والقران؟هذه دعوة للكهنوت والتمسح بحجب المعرفة والحقيقة المطقة التي تدعي العصمة ولاتقبل تعدد وتنوع المصادر والمفاهيم إنه فهم أصولي وسلفي وقروسطوي(القرون الأسطي)* عادل لم يدعي وثوقية بل أقر بالتعدد والتبائن الذي مرده إختلاف التأويل بل والتناقض في النص ولكنه مال لرفض الجمود والفهم السلفي والمتطرف لأنه ضد العلم والعصر والتطور بل وفوقهذا ضار بالإنسانية فعادل يدعم من يفهم النص في سياقاته وظرفه التاريخي والإجتماعي وتعدد الدلالات في اللغةوأسباب "تنزل" النص وتعدد التأويلات والتفسيرات ! وخصوص وعموم النص كحكم إنه ممن ينظرون للأديان بإعتبارها ظواهر إجتماعية يعتريها التطور والإختزال ويرتبط بعض تشريعها بعصره وسياقه الظرفي - يشجعون السمات الإعتدالية والتعائشية ويدعمون حركات التنويروالإجتهاد المتقدم ويحاربون التطرف والتشريعات والمفاهيم المنافية للعصر وأن تمسحت بالدين والنص وذلك إنطلاقا من مفاهيم مغايرة تستند علي نص آخر أو فهم آخر! يفعل هذا إنتصارا للعقل والتطور وإنحيازا للإنسانية ويقف ضد الفهم المتكلس و الأصولي لأنه ضد هذه المفاهيم ! ولكنه إي عادل يقر بوجود تبائن وتناقض في بنية النص ولايدعي وثوقية تجزم بدقة فهم ما أو مطلقية صحته عقائديا ودينيا **موضوع تملق الدين والفكر الديني أو المتدين
إتهام خاطي بل وتجني في حق عادل بل وفي حقي أنا أيضا! فمن يعلن رأيه مثلنا فيما هو أخطر من هذا-أو مايعد ثوابت- يعلن أنه ضد قطع الأطراف وإن شرعها نص صريح وضد عقوبة الجلد وتطبيق الحدود وما يطلق عليه حصرا (الشريعة) وضد الجهاد الهجومي ومع شهادةالمراة الكاملة وحقها المساوي للرجل في الميراث! الخ لايمكن أن يكون متملقا !
http://sudaneseonline.com/board/490/msg/Re%3a-%D8%AF%D8%B1%D8%AF%D8%B4%D8%A9%D9%8C-%D9%81%D9%82%D9%87%D9%8A%D9%91%D9%8E%D8%A9%3a-%D8%A7%D9%8...9%85-1473154856.html

Post: #97
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-04-2017, 11:07 PM
Parent: #95

الأستاذ كمال عبَّاس
تحيّاتي مُجددًا

سوف أُجيب على أسئلتكَ رغم أنَّني أتوقع أنَّني رددتُ على هذه الأسئلة في نفس البوست الذي جلبتَ منه اقتباسات الأخ عادل عبد العاطي، وكان بإمكانكَ العودة إلى مُداخلاتي وردودي هناك.

والسؤال يا هشام آدم هل تتفق مع رؤية عادل هذه ( النص القرآني تمت صياغته على مدى ثلاثين عاما على الاقل (13 في حياة الرسول و17 على حياة ابوبكر وعمر وعثمان حتى التدوين الاول)؛ الاف الايات المتناقضة والمتناولة لمئات والاف القضايا والمسائل والمناسبات المختلفة ؛ وهناك ما نسخ منه وما سقط قصدا وما سقط اثناء التدوين وما تم نقله عن طريق الخطأ) هل هناك تناقض في النص القراني أم لا؟
لا أعرف إن كان يتوجَّب عليَّ الإجابة على هذا السؤال من موقعي كمُلحد حالي، أم من موقعي كمُسلم سابق، ولكن أقول لك: النَّص القرآني نصٌ تاريخيٌ، بمعنى أنَّه نصٌ تفاعل مع واقعه، وثقافته، والأحداث والوقائع التي جرت في زمانه، وبالتَّالي فإنَّه "كان" نصًا مُتغيرًا وفقًا للظرف السياسي والاجتماعي في وقته، ومن الطبيعي؛ بل ومن المنطقي أن تختلف بعض الآيات من وقتٍ لآخر، فعندما كان محمدٌ في مكَّة كان الخطاب القرآني مُركزًا على مسألة "العقيدة" والتخويف بالنَّار والعقاب الآخروي، وبالتوعُّد والتذكير بالعقاب الدنيوي كما حدث للأقوام السابقة، ومُطالبة مُحمَّد بالصبر (الصبر وليس العفو)، وكان هذا الخطاب متسقًا تمامًا مع وضع محمَّد وأتباعه في حال الضعف، وعدم امتلاك القوَّة العسكريَّة، وبمجرَّد أن انتقل محمَّد إلى المدينة، ونجح في تكوين جيش (رغم صغر عدده)، انتقل الخطاب من خطاب مُهادنة إلى خطاب تحريض على القتال، وكلَّما ازدادت قوَّة محمَّد، وازداد عدد جيشه وأتباعه، كان يتغيّر الخطاب القرآني إلى العنف شيئًا فشيئًا، فمن مرحلة {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله} إلى مرحلة {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون}. وأيضًا تغيَّر الخطاب تجاه "النصارى" و "اليهود" حسب موقع المُسلمين منهم، وحسب موقعهم هم من المُسلمين، فكانت هنالك مرحلة حاول فيها محمَّد كسب تأييد اليهود والنصارى، وإقناعهم بنبوته، وتزامنت هذه المرحلة مع الآيات التي تُذكر اليهود (بني إسرائيل) بنعم الله عليهم، وكذلك بتذكير "النصارى" بولادة يسوع المُعجزة، وذكر "مُعجزاته"، وامتداح مريم، وبأنَّهم الأقرب إلى الإيمان من غيرهم، ومُحاولة القرآن المُصادقة على ما جاء في كُتبهم، وعندما رفضت اليهود ورفض "النصارى" المُصادقة على نبوة محمَّد، تغيّر موقف محمّد منهم؛ وبالتَّالي تغيّر خطاب القرآن أيضًا. وإن أردتَ رأيي الشَّخصي، فهذا الاختلاف في الآيات لا يُمكن أن يُعتبر تناقضًا؛ بل هو وضع طبيعي جدًا وفقًا لتغيّر الزمان، والأحداث، والوقائع، والضرورات. محمَّد كان يستغل النص القرآني ويُطوّعه لمصلحته الشخصيَّة، كلَّما تطلَّبت المرحلة ذلك، ولأنَّ لا شيء ثابت: لا المصالح، ولا المواقف، ولا الأحداث، ولا الضرورات فكان من الطبيعي أن يتغيّر الخطاب القرآني بناءً لهذه المُتغيّرات، ولو عاش محمّد لفترةٍ أطول (لفترة "الفتوحات")، لربما وجدنا تغيّرات في الخطاب القرآني كذلك. ولكن ما حدث أنَّ محمّدًا مات، وأعلن قبل موته بأنَّ القرآن قد اكتمل وأنَّه أتم "الرسالة" وأنَّ آخر رسالة "إلهيَّة" للعالم وللبشريَّة، قبل أن يصمت للأبد، قد انتهت واكتملت. ويقيني أنَّ النص القرآني الذي بين أيدنا الآن ليس هو -بالضرورة- النص الذي كان يقرأه محمَّد في زمانه، وأنَّ عثمان بن عفان قد ساعد في صياغة القرآن الحالي؛ لاسيما بعد قيامه بتجميع مصاحف "مُختلفة" وإحراقه لها، وإبقائه على هذا النَّص. ولكن رأيي هذا لا قيمة له أمام قناعة المُسلمين (حتى التَّجديديين منهم)، بأنَّ هذا النَّص القرآني لم يتغيّر فيه حرفٌ واحد من زمن محمَّد وحتى الآن، فأي رأي "موضوعي" أو "منهجي" لن يُفيد إذا لم يقتنع المُسلم نفسه بأنَّ هذا النَّص ليس مُقدسًا، وكان يتفاعل "بطريقةٍ بشريَّة" مع واقعه؛ وأنَّه بالإمكان التَّعامل معه بنفس الفهم اليوم أيضًا. وربما لصعوبة (بل لاستحالة) تحقق ذلك، لجأوا إلى تدليس معاني النص القرآني الحالي.

ثانيا هل هناك في النص ما هو مبهم وغامض ومايحتمل تعدد التأويل والتفسير أم لا؟ يقول عادل (كيف تكون هناك تاويلات كثيرة ثم يكون هناك معنى واحد صحيح؟ ومن الذي يحدد صحته؟) هل نحن كهنوت جدد ياهشام؟
لن أُجيب على سؤال الكهنوت، لأنَّ السؤال نفسه يحتوي على اتهام مُبطن أصلًا، ولكن سأجيب على ما يخصني وما يُفيد النقاش ويدعمه. النَّص القرآني -عزيزي كمال عبَّاس- يحتوي في مُجمله على ما يلي:
1) أساطير أولين، وقصص أنبياء سابقين، وأمثلة، وما إلى ذلك، وهي التي أخذت الحيز الأكبر من مساحة النَّص القرآني، فهنالك قصص بني إسرائيل، وقصة آدم والملائكة، وقصص بعض الأنبياء، وقصة أصحاب الكهف، وبعض القصص مُكرَّرة أكثر من مرَّة بأكثر من صياغة.

2) أحكام وتشريعات وعبادات، كالحدود والعقوبات وأحكام الزواج والطلاق والصيام والصلاة والحج والجهاد والميراث والتحريمات المُختلفة.

3) آيات اجتماعيَّة، وهي الآيات التي ظهر فيها التفاعل المباشر بين القرآن وبين الوقائع والأحداث التي جرت، كتلك الآيات والسور التي تناولت الرد على عبد العزى بن عبد المطلب "أبي لهب"، والآيات تناولت الرد على الوليد بن المُغيرة، والرد على من قال بشاعريَّة محمَّد أو كذبه أو كهانته، والرد على المُنافقين، وتناول بعض الأحداث الشخصية الخاصة، كزواج محمَّد من زينب بنت جحش وطلاقها من زيد، وكقصص محمَّد مع بعض زوجاته وما إلى ذلك

4) آيات روحيَّة وأخلاقيَّة، وهي الآيات التي تتناول المسائل العقائديَّة كمسألة الأسماء والصفات ومفهوم التوحيد، وبعض التعاليم الأخلاقيَّة كالبر والإحسان للوالدين وما إلى ذلك.

الآن؛ إذا قلنا بأنَّ النَّص القرآني "غامض" ومُبهم، فهل يُمكننا القول بأنَّه ربما قد أشكل علينا فهم آيات البر والإحسان والآيات المحتويَّة على التعاليم الأخلاقيَّة؟ أم أنَّ هذا الغموض مقصورٌ فقط على بعض الآيات الأخرى "الخلافيَّة" ؟ ألم يكن الذي صاغ هذه الآيات شديدة الوضوح والتي تُوصي بالبر بالوالدين وبضرورة إعطاء الصدقات للفقراء والمساكين أن يصوغ (بنفس الوضوح) أحكام وحدود وعقوبات الأفعال "المحرَّمة" ؟ بشكل شخصي جدًا أقول: إنَّني كـ"هشام آدم" ليست لديَّ أي مُشكلة "فكريَّة" مع الأنواع (1، 3،4) من القرآن، ولا يهمني أن أعرف ما إذا كانت هذه الأنواع محتويَّة على صياغات غامضة ومُلغزة أم لا، فهي من المسائل الإيمانيَّة التي لا تعنيني في شيءٍ تقريبًا، فللمُسلم أن يُصدّق بأنَّ طوفان نوح حقيقي، وبأنَّ فرعون كان له وزيرٌ اسمه هامان، وبأنَّ قصَّة أصحاب الكهف حقيقيَّة، وبأنَّ محمَّد مذكورٌ بالاسم في الكتب السابقة أم لا. كل هذه القضايا لا تهمني في كثيرٍ أو قليل. ما يهمني على نحو خاص هو النوع رقم (2) والمُتعلق بالأحكام والتشريعات والحدود والعقوبات. فهل هذا القسم يُمكن أن يكون مُلغزًا وغامضًا فعلًا؟

لقد تكلَّمتُ عن هذه النقطة أكثر من مرَّة، ولكن لا بأس من الإعادة:
النَّص (أي نص عزيزي كمال عبَّاس) لابُد له من "مؤلف" (بصرف النظر عن من هو هذا المؤلف الآن). هذا المُؤلف لابُد أن تكون لديه "فكرة" أحب أن يُوصلها عبر نصّه، وإلَّا لما كان هنالك داعٍ للنص أصلًا، أو فإنَّ وجود النَّص بدون فكرة أو معنى يكون نوعًا من العبث. هذه الفكرة تُسمَّى "المعنى"، ونحن -كمُتلقين- نُحاول البحث عن هذه الفكرة/المعنى، وفي سعينا نحو ذلك نقوم بالاعتماد على بعض المُعطيات. ومن بين هذه المًعطيات: "اللغة" وأنا هنا أقصد اللغة بمعناها الواسع جدًا من أسلوبيَّة، وبلاغة، ودلالات ألفاظ، وووو إلخ، وحتَّى ربط هذه اللغة بالجو العام الذي صيغت فيه النص نفسه، وهو ما يُعرف بالـ"سياق التاريخي". كل هذه المعطيات مُجتمعة تدلنا على "المعنى" ولكنَّنا في هذه الحالة لا نُسمي المُنتج النهائي "معنى" لأنَّه يظل هنالك هامش خطأ ولو بسيط جدًا، ولهذا فإنَّنا نُسمي المُنتج النهائي للقراءة بالـ"تأويل". فالمعنى واحدٌ بالضرورة والتأويلات مُختلفة أيضًا بالضرورة، واختلاف التأويلات له أسبابه، ويُمكنك الاختيار من بينها:
1) فإمَّا أن يكون اختلاف التأويل بين المُتلقي سببه غموض النَّص وعدم وضوحه، أو سوء صياغته؛ بحيث لا تُؤدي الصياغة إلى المعنى المُراد.

2) أو أن يكون اختلاف التأويل بين المُتلقي سببه المُتلقي نفسه، إمَّا جهله باللغة وفنونها، أو جهله بتاريخ النص، أو إخفاقه (عمدًا أو جهلًا) في الربط بين لغة النَّص وبين "السياق التاريخي" لها.

حتَّى الشعر -عزيزي كمال- والأدب عمومًا، يكون اختلاف التأويل فيه سمةً مُتعلقةً بالمُتلقي، لأنَّ الشاعر أو السارد يكون له هدفٌ أو فكرةٌ مُحدَّدة من وراء نصّه، ولكن في الأدب يُمكننا الاختلاف في فهم المعنى، لأنَّ هذا الاختلاف في الأدب يُثري النَّص الأدبي، ببساطة لأنَّه مُجرَّد نص أدبي يلعب فيه الخيال والرمز دورًا كبيرًا، ولكن ماذا عن النَّص القرآني (لاسيما النص التشريعي منه)؟ هل يُمكننا التَّعامل معه على اعتباره نصًا أدبيًا؟ هل يُمكن أن يحتوي على ترميز أو خيال؟ إنَّ البيان في النَّص (وهو وضوح المعنى) أمرٌ لا يُمكن التلاعب به، وإلَّا لما اعتمدنا كلنا على الكتابة للحوار والمُناقشة، فأنا أقرأ كلامك، وأفهم ما تُريد قوله، وبناءً على ذلك أُجيبكَ، وأنتَ أيضًا تقرأ كلامي، وتفهم معناه وترد عليَّ بناءً على ذلك، ولو أنَّنا قلنا (أي نص مفتوح على التأويل)، لما تمكن أحدنا من إجراء أي حوار (ولا حتَّى ونسة عاديَّة) عن طريق الكتابة، فما بالك بنصٍ يزعم صاحبه أنَّه نص "مُبين" أي شديد الوضوح؟ وكيف يُمكن لنصٍ قانوني أو تشريعي أن يحتمل التأويل بحجّة البلاغة أو الترميز أو ما عداهما؟ النصوص القانونيَّة والتشريعيَّة هي نصوص واضحة ومباشرة ولا تحتمل التأويل، ومن أجل ذلك فإنَّ أي نص تشريعي (وحتى غير تشريعي كذلك) لابُد أن يكون محتويًا على معنىً واحد حصرًا، واختلاف التأويل (كما تقدّم) له علاقة بالمُتلقي وليس بالنَّص، وعندها سيكون أمامنا عدَّة تأويلات مُختلفةٍ لنص واحد فقط، وهذا يعني أنَّ من بين هذه التأويلات المُختلفة، تأويلٌ واحدٌ فقط هو الصحيح (أو الأقرب إلى الصحَّة) والأخرى خاطئة، أو مُستبعدة. فمثلًا نص مثل {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله} هل من المُمكن -مبدئيًا- أن نقول إنَّ هذا النَّص غامض؟ لا، أبدًا. النص شديد الوضوح. حسنًا؛ فإذا حدث اختلاف في تأويل معنى "القطع" ما إذا كان المقصود منه "البتر" أو "الكف عن ..." فهل يُمكننا أن نقضي بين هذين التأويلين أم نقول إنَّ التأويلين صحيحين؟ فكرة صحَّة التأويلات المختلفة والمتباينة هي فكرة غير منطقيَّة أبدًا، فلا يُمكن القول بأنَّ النص يعني البتر وعدم البتر في نفس الوقت، وعندها لن يكون أمامنا سوى الترجيح بين هذين التأويلين، فكيف يُمكننا ذلك؟

يُمكننا ذلك أولًا عن طريق "سياق الجملة" وعندها يجب أن نضع عبارة {نكالًا من الله} في اعتبارنا، وهذا المُعطى يُرجّح الكفَّة لصالح القائلين بأنَّ المعنى هو البتر، ثم نلجأ إلى "السياق التاريخي" ونرى ما إذا كان أهل ذلك الزمن يقطعون يد السارق أم لا، وعندها نجد حديث: "والله لو أنَّ فاطمة بنت محمَّد سرقت لقطعتُ يدها" وهذا حديث لمحمَّد مؤلف القرآن (من وجهة نظري)، ومُتلقي الوحي وأكثر من فهمه (من وجهة نظر المُسلمين). وعندها نجد أنَّ السياق التاريخي وسياق الجملة يحكمان على رجحان تأويلٍ على آخر. فعندما يأتي شخصٌ ليقول لي إنَّ تأويل "البتر" مرفوض لأنَّه تأويل سلفي عنيف مثلًا ولا يتماشى مع القيم الإنسانيَّة، ولا يتماشى مع قيم الرحمة، فهل هذا ذنبي أنا؟ أم ذنب السلفيين؟ أم ذنب النص نفسه؟ لماذا أحكم على تأويل آخر بالصحَّة رغم كل هذه المُطعيات؛ إلَّا أن أكون رافضيًا بتجسيد دور "المُغفل النافع" أو "محامي الشيطان" فأخدع نفسي بأنَّ المُشكلة ليست في النص نفسه، بل في التأويل السلفي له؟

عادل لم يدعي وثوقية بل أقر بالتعدد والتبائن الذي مرده إختلاف التأويل بل والتناقض في النص ولكنه مال لرفض الجمود والفهم السلفي والمتطرف لأنه ضد العلم والعصر والتطور بل وفوق هذا ضار بالإنسانية
هنا أكرر لك سؤالي السابق: هل هذا ذنبنا أم هو ذنب النص؟ إنَّ آية مثل آية قطع اليد بغاية الوضوح والمُباشرة كيف يُمكنني أن أصدق أنَّه يحتوي معنى آخر غير المعنى الذي يُشير إليه سياق الجملة، والسياق التاريخي له؟ أقل ما يُمكنني فعله هو أن أرفض هذا النص، وأن أقول بأنَّه نص عنيف ولا يُمكن تطبيقه (وهذا ما يفعله المُسلمون الجدد)، ولكن المُشكلة ليست هنا، المُشكلة هي في أنَّ المسلمين الجدد يقولون إنَّ هذا النص العنيف إنَّما هو عنيف بسبب السلفيين وليس بسبب النص نفسه. أمَّا عن الجمود، فهو مرفوضٌ بطبيعة الحال، ولكن لا ينبغي لنا أن نخلط الحابل بالنابل، فالفكر يجب أن يكون متغيّرًا ومُتجددًا، وألَّا يكون جامدًا، وأنا أتفق معك في ذلك (وأتفق مع الأخ عادل عبد العاطي)، ولكن يجب أن نعرف ما الذي يجب أن يكون متغيّرًا وغير جامد: هل الفكر أم النص؟ نحن -يا عزيزي- بسبب تغير وتطور "فكرنا" تجاوزنا الكثير من النصوص لأنَّها لم تعد مُناسبة لعصرنا وقيمه، فتركنا قوانين حمورابي، وتركنا قوانين الحضارات القديمة، وتركنا النصوص المكتوبة على المخطوطات والرقاع وحتَّى الألواح، وقمنا بصياغة قوانين "جديدة"، لم نقم بإعادة تأويل قوانين حمورابي أو قوانين الحضارة المصريَّة القديمة، ولم نقم بإعادة تأويل قوانين دولة روما القديمة اعتمادًا على حجَّة "التغيير وعدم الجمود"؛ بل التغيير وعدم الجمود هو ما جعلنا نتجاوز هذه النصوص "الجامدة في ذاتها"، واعتبرنا هذه النصوص مُجرَّد تراث بشري لا أكثر. لا نلعنه، ولا نُطبقه أيضًا، لأنَّ لسنا مُلزمين بذلك انصياعًا لقانون التطور والتغيّر.
ولكن النَّص الديني مُختلف عن بقيَّة هذه النصوص، ولكن في هذه الحالة فارتباط النص بالعاطفة الدينية، هي مسؤوليَّة من؟ هل هي مسؤوليَّة المُلحد واللاديني؟ أم هي مسؤولية المُتدين؟ إن كانت مسؤوليَّة المُتدين (وهي كذلك فعلًا)، فلا أستغرب أن يُقاوم المُسلم (أو المُتدين عمومًا) فكرة اندثار وتجاوز نصه الذي يراه مُقدسًا، ولكن عندما يأتي مُلحد كعادل عبد العاطي أو غير ليقوم بهذا الدور نيابة عن المُتدين، فكيف يُمكنني أن أفهم ذلك؟ إنَّ فهم النَّص في سياقه التاريخي والاجتماعي يُفضي إلى نتيجةٍ واحدةٍ فقط، ألا وهي: أنَّ هذا النص غير صالح لزماننا هذا (ويُمكننا المُناقشة حول ما إذا كان صالحًا أيضًا لزمانه أم لا)، ولكن أن تقرأ نصًا يحتوي على عنف واضطهاد للمرأة وتحريض على الكراهيَّة فتتصالح معه بحجَّة القراءة في السياق التاريخي والاجتماعي، فهو أمر غير مفهوم على الإطلاق. ألغ هذا النص الآن (لأنَّه غير صالح الآن)، ثم دعنا نتناقش "فكريًا" حول فكرة السياق التاريخي والاجتماعي لمُجرَّد المعرفة لا أكثر، كما يُمكننا مناقشة أي نص تاريخي قديم وبائد، في محاولة للتعرف على ثقافة وتاريخ ذلك الزمان وأهله.

مودتي

Post: #96
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 07-04-2017, 09:51 PM
Parent: #1



يا مصطفى ..

لم افهم حته في كلامك وعما اذا كنت انت قاصد (عني انا) احترام الدين بتاع المليار زول في العالم ولا انا بحترم الدين كبناء معرفي يفسر الاشياء جميعها ؟!!

خلينا نفهم يا هداك الله ضعف السالفة الفهمتها انت سالفة ضعيفة يا عزيزي

Post: #98
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: أبوبكر عباس
Date: 07-04-2017, 11:38 PM
Parent: #96

Quote: فكان من الطبيعي أن يتغيّر الخطاب القرآني بناءً لهذه المُتغيّرات، ولو عاش محمّد لفترةٍ أطول (لفترة "الفتوحات")، لربما وجدنا تغيّرات في الخطاب القرآني كذلك. ولكن ما حدث أنَّ محمّدًا مات، وأعلن قبل موته بأنَّ القرآن قد اكتمل وأنَّه أتم "الرسالة"

افترضك ربما كان وجدت تغيرات في القرآن لو عاش محمد لزمن الفتوحات لا يستقيم مع تثبيتك لإعلانه إكمال الرسالة؟!
كأنك تقول انه كان يدري باقتراب موته

الأقرب للمنطق أن هذه الآية التي تعلن اكتمال الرسالة كتبت بعد مماته
وقد يكون كثير جدا من القرآن كتب بعد مماته
أو قد يكون محمد نفسه لم يكن موجودا بهذا الوجود الكبير
بمعنى أن غالبية الأحداث والقرآن نسج بعد الفتوحات العربية

Post: #99
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-05-2017, 00:00 AM
Parent: #98

عزيزي هشام في المداخلة المكوتة أعلاه تخاطب نفسك بشكل منولوجي مثير يذكرني بقصة أشعب عندما تجمع حوله الأطفال
وفكر في حيلة يبعدهم بها عنه فقال لهم أن هنالك وليمة كبيرة في مكان معروف فإنطلق الأطفال مهرولين إلى مكان الوليمة
ثم ما لبس أن تبعهم أشعب مصدقاً بأن هنالك وليمة (كأنه نسيَ أنها من إختراعه).
فتصوّر انت ياهشام الإصلاح بحالة تزوير وخداع وإستخفاف، وتصدق نفسك بأن الليبراليين غير المجاهرين برفض الإصلاح الديني يفعلون ذلك
لكنك تنسى فتنطلق انت نفسك لتفعل نفس الشيء بس بشكل موارب ..
أولم تأخذ على من إعتبرتهم مزوراتية النصوص جنحة إستصلاح نصوص أو قوانين فاسدة من أساسها؟؟
على سبيل المثال النصوص التي تعمل على إبعاد الدين من السياسة أوقتال غير المسلمين
ثم تخترع انت إصلاحك الخاص فتقول:

Quote: وعلى هذا؛ فإنَّنا نرى أنَّ القرآن -كمُجمل التراث الإسلامي- يجب أن تشمله المراجعته، والنقد، والتنقيح، فيتم إلغاء جميع الآيات، التي يُعتقد أنَّها خاصة بزمانها أو تلك التي لا تتناسب مع قيم العصر الحديث؛ فتحذف آيات القتال والجهاد، والآيات التي تعتبر اضطهادًا وقمعًا للمرأة، والآيات التي تنص على تشريعات قانونيَّة، وعقوبات تجاه بعض السلوكيات، التي تدخل ضمن الحريَّات الشخصيَّة والحقوق، وأن يتم الإبقاء فقط على الآيات، التي تحمل الجوانب الروحيَّة والإنسانيَّة، التي لا جدال حولها. وأي محاولة لحل مشكلة الإسلام مع العصر دون ذلك؛ فهي -في رأينا- ليست سوى مراوغة، تثبت سوء النوايا، وتطيل في أمد الإرهاب. ما لم يتم نقد القرآن، والتخلص من الآيات الإرهابيَّة التي فيه، فسوف يظل بيض الإرهاب يُفقس باستمرار، وسوف نظل ندور في حلقة مفرغة. علينا أن نتعامل مع الأمر بجديَّة أكثر، بعيدًا عن الحلول المهذّبة، والدبلوماسيَّة، التي كان المسلمون الجدد إفرازًا من إفرازاتها، بكل ما عرفناه عنهم من تدليس ومراوغة، والتفاف على الحقيقة


الواحد بيبدأ يتساءل شنو البيشرعن لوصفتك انت في الإصلاح ويشيطن وصفات من سميتهم الليبراليين
وقبل ذلك بيظل سؤال عالق عن هل تعتبر يا هشام أن القرآن كله منتهي الصلاحية وانت تعلن رؤية أو عناوين للإصلاح؟
أم أن جزء منه منتهي الصلاحية وجزء صالح وبببقى عنده ذي شوكة الحوت الما بتنبلع ليك ولا بتفوت.

Post: #100
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-05-2017, 00:17 AM
Parent: #99

أولاً يا هشام قضية الإصلاح هي قضية تأويل وليست تصحيح للدين فليس هنالك من الليبرااليين من يضع نفسه فوق النص ويفرز كما تفعل النص الخاطيء من النص الصائب بل يحترمون النص ومقاماته.. وحتى تضح لك الرؤية هنالك فرق بين المقدس والمدنس من النصوص، فالنص عند صدوره من الله يصدر كنص مقدس لا يحتمل التأويل بسبب من الفرق في مقامات اللغة والمعنى بين الذات العلية والبشر.. وحتى الرسول الذي كتبت انت أعلاه بأنه مقدس هو بشر غير مقدس لذا عند نزول النص إلى الرسول يتحول من نص مقدس إلى نص بشري بيد بشر هو الرسول ومن ثم يتم تداوله بين بقية البشر يتحول معها الدين من دين الألهة إلى دين البشر ويبدأ هذا الدين البشري عندها في إتخاذ نسبيته التي من نسبية البشر ومصالحه التي من مصالح البشر وإنزلاقاته التي من إنزلاقات البشر الذين رفعوا المصاحف ذات يوم على أسنة الرماح.. أواصل

Post: #101
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 07-05-2017, 00:35 AM
Parent: #99

Quote: لأقرب للمنطق أن هذه الآية التي تعلن اكتمال الرسالة كتبت بعد مماته
وقد يكون كثير جدا من القرآن كتب بعد مماته
أو قد يكون محمد نفسه لم يكن موجودا بهذا الوجود الكبير
بمعنى أن غالبية الأحداث والقرآن نسج بعد الفتوحات العربية
لو كان القرآن الكريم من كلام البشر كما تدعي ....لكان فيه اختلاف كثير وتناقض لا أول له ولا آخر
هل يعقل أن يكتب القرآن الكريم عرب والقرآن الكريم لم يمجد العرب وقال أنهم أشد كفراً ونفاقا
وذكر الأنبياء غير العرب أكثر من ذكره للعرب كموسى عليه السلام الذي ذكر 136 مرة وعيسى عليه السلام
25مرة ونبينا باسمه محمد 4 مرات فقط ..ولم يمجد القرأن العرب ..ولا أي كلام يشير لدعواك الغبية الساذجة التي تنم عن جهل ورعونة فائقة .
ولم يشير القرآن الكريم لأي شي يدل على أنه يخدم مصلحة محددة لفئة محددة ليقال أنها هي التي كتبته .
الشي الآخر القرآن إنتشر في بلدان واسعة في شعوب وأمم مختلفة وبينها حروب كالأمويين وخصومهم من صحابة وتابعين من جهة
والعباسيين في المشرق وحروبهم مع الأمويين في المغرب من جهة أخرى وخلاف الشيعة والسنة من جهة
فكيف يتوافق كل هؤلاء المختلفون على صياغة قرآن يكتبونه بأيديهم ثم يقولون هو من عند الله ...؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!
هذا يدل على أن الملحد ليس فقط لا يعترف ولا يقر بخالقه ورازقه هو كذلك لا يعترف بالعقل والمنطق والموضوعية.


Post: #102
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 07-05-2017, 00:57 AM
Parent: #101

كيف يقال أن القرآن كتبه العرب من أنفسهم وكلمة عربي وردت في القرآن الكريم كله 11مرة فقط وبني اسرائل ذكرت 33مرة
يعني ثلاثة اضعاف ..!!!
.وكيف يقال أن قريش هي من كتبت القرآن من نفسها وكلمة قريش لم ترد في القرآن الكريم إلا مرة واحدة !!!
وكيف يقال أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من كتب القرآن الكريم من نفسه وفي القرآن الكريم سورة كاملة تعاتبه!!!
كيفة يقال أن أبو بكر وعمر رضي الله عنهما هما من ألفا القرآن الكريم وفي القرآن الكريم آية فيها تهديد لهما بأنهما لو لم يخفضا صوتهما أمام النبي
صلى الله عليه وسلم سيهبط عملهما ويكونا من الخاسرين ...
فلو كان هناك إنسان كتب آية واحدة فكيف أقنع البقية باضافة هذه الآية للقرآن وهم كانوا مختلفين في فهم القرآن نفسه رغم توحدهم في النص.

Post: #103
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-05-2017, 10:45 AM
Parent: #102

يأخذ الأخ هشام على من يسميهم بالتيارٌ الليبرالي تشجيعه للنظر المعتدل والمجدد في الخطاب الإسلامي مقابل النظر السلفي المتطرف لأن المشكلة ليست في تفسير معتدل وآخر متطرف للنص بل في الإسلام عضمه ولحمه وبالتالي الموقف السليم يجب أن يكون موقفاً جذرياً من الإسلام ، لأنَّ التسامح مع الإعتدال يعني الاعتراف -ضمنيًا- بأنَّ الإسلام نفسه -كـديانة لها تاريخٌ، ونصوصٌ تراثيَّةٌ- يُمكن أن يكون قد خضع لتأويلاتٍ مُتطرفةٍ ومُتشددة. وفي دا من ناحية فهم مشوش آخر لمفهوم التسامح كمفهوم أنتجه الإصلاح الديني مع بواكير النهضة الأوروبية للإعتراف بوجود الآخر والتسامح مع حقه في أن يوجد مختلفاً وفي التعبير الحر عن إختلافه، لذا فقد ندد جان جاك روسو في العقد الإجتماعي وبلهجة صارمة بالمصادرة على حرية التدين فكتب "يخطئ في نظري أولائك الذين يفصلون بين اللاتسامح المدني واللاتسامح الديني".. يستمر هشام في إستعدائه الليبراليين على الفهم المتواضع على أنَّ الإيمان والاعتقاد من المسائل الشخصيَّة التي يجب عليهم الدفاع عنها، باعتبارها حريَّاتٍ وحقوقٍ أصيلة. ويقول أن هذا الموقف في رأينا يُعبَّر عن تشويشٍ فكريٍ، يجعل هؤلاء يخلطون بين المفاهيم، ويُدخلون بعضها في بعض دون درايةٍ، ودون فهم. ويستمر في لهجته التجريمية قائلاً:

Quote: الحقيقة أنَّه لا يُوجد منطقٌ سليمٌ يجعل اللادينيين أو المُلحدين من أصولٍ إسلاميَّةٍ إلى التَّصالح مع ما يُسمى بالإسلام المُعتدل؛ إلَّا أنَّ يكونوا واثقين بالفعل من أنَّ الإسلام (في أساسه) مُعتدلٌ، وأنَّ المُشكلة تكمن في الفهم والتفسير السلفي للنصوص، وهو موقفٌ نعتبره غريبًا وشاذًا، ولا علاقة له بمسألة حقوقيَّة حريَّة الاعتقاد، لأنَّ الاعتقاد الديني إنَّما يُبنى على "النَّص"، لأنَّ الأديان المُؤسساتيَّة هي من افترضت فكرة "الوحي" كأساسٍ للاعتقاد، فالأديان الإبراهيميَّة (وغيرها)، ليست عقائد روحيَّة شخصيَّة، بسبب وجود نصوص تُبيّن (بصورةٍ مُتعاليةٍ ومُفارقةٍ للواقع والذات)


وهذا يتنافي مع ما ذكرته سابقاً عن أن الليبرالية فضاء مفتوح للتعبير عن كل التعارضات الاجتماعية في إطار سلمي. و حتى الإسلام ذات نفسه من جهة أخرى يحتمل وجود الآخر المختلف فقد جاء في القرآن الكريم (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة).. واضح من الكوت أعلاه أن الأخ هشام يخلط بين مقامات المقدس والمدنس في الإسلام. لقد ذكرت سابقاً بأن النص المقدس عند وحيه للنبي البشري يتحول لنص بشري على أيدي البشر قابل للتأويل بمقتنضى المصالح والتناقضات الإجتماعية والتاريخية لذا يفرّق الفقهاء بين نص التنزيل المقدس ونص التأويل النسبي المتحول والمدنس ضمن هذا الإطار الديالكتيكي الذي تصاحيه ديناميات مشجعة على البحث والتفكر والتأمل في الدلالات المختلفة أكانت دلالات التنزيل (أو ما يعرف بالسياق) أودلالات الواقع المتغير من بيئة إلى أخرى ومن تاريخ إلى آخر حيث يصاحب النص هذه العمليات الإجتماعية المختلفو بتشطياتها وتعضياتها ومواقعاتها الجدلية في السلم والحروب، في أيام النهضة والتدهور، في أيام الفتن أومناخات التسامح.

Post: #104
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-05-2017, 12:50 PM
Parent: #103

المشكلة التي تواجه التيار الليبرالي السوداني (على أقل تقدير) بمتدينيه ولا دينييه يا أخ هشام هي مشكلة الإسلام السياسي
وليس الإسلام كدين. ولا يختلف حتى الماركسيون على وجوب المرحلة الليبرالية كضرورة تعالج مشاكل من عينة تغول
التيارات التي تستهم بالإسلام في الصراع على السلطة، لذا فعناية النخبة السياسية بمعالجة مشكل الإسلام السياسي، مشجعة
الإعتدال وفصل الدين عن السياسة، يأتي كخطوة إصلاحية هدفها الأساسي رفع التيار العقلي إلى سقف المداولات الإصلاحية
ولا تنسي أن سوابق النزعة العقلانية في التاريخ الإسلامي مشرفة للغاية حتى أن ثمارها تعدت الحدود الجغرافية والدينية
لتنتج تيارات مثل المتكلمين والمعتزلة في تضاريس تاريخ الفكر الإسلامي ويمتد فعلهم لينيروا عصور الظلام الأوروبية
فانتجت الإشراق الأوغسطيني والعقلانية التوماكوينية في المسيحية والأبنميمونية في اليهودية
وإمتدت تلك الإشراقات لتشكل أزهي عصور الفكر والعقل المسيحي واليهودي معاً
بل أن الفكرة الزاهية عن وحدة الوجود التي أنتجت الرومانسية في أوروبا وكذلك ألهمت الفلسفة السبنوزية والهيجليه
التي رفعت من شأن العقل إلى مرتبة الألهة هي أيضاً فكرة إسلامية نتجت خلال إزدهار التيارات التأملية والصوفية.
أريد أن أقول أن أي نهضة ليبرالية وعقلانية لن تحجر على إشتغال العقل في النص وإستصلاح التفكير داخل النص الإسلامي
دون الإلتفات للدعوات الراديكالية للداعشية اللادينية أو الملحدة في القطع مع الأديان

Post: #105
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-05-2017, 04:03 PM
Parent: #104

الأخ أبوبكر عبَّاس
تحيّاتي

كلامي عن آية {اليوم أكملت لكم دينكم} جاء في معرض التأكيد على فكرة تغيّر الخطاب مع تغيّر الظروف، ولم تكن فيه أي إشارة إلى معرفة محمَّد بموته أو أي شيء من هذا القبيل، العقليَّات الخرافيَّة فقط هي من قد تنزع إلى مثل هذه التأويلات أو الاستنتاجات. مبدئيًا عزيزي فأنا لا أستبعد فكرة أن تكون الآية قد أُقحمت بعد وفاة محمَّد، ولكني لا أُرجح هذا الاحتمال لأسباب، وهذه الأسباب هي ما تدفعني -في المُقابل- لترجيح أن تكون الآية جزءًا أصيلًا من القرآن المحمَّدي، والأسباب هي على النحو التالي:
1) آية اكتمال الدين تحتوي على تحريمات {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق} ومن المُستبعد أن يكون أحد الصحابة قد أضاف تحريمات من عنده وأدرجها في النص القرآني. آخذين في عين الاعتبار -في المقابل- أنَّ الآية نفسها غير مُترابطة؛ إذ أنَّ الآية نفسها تنقسم إلى 3 أقسام لا علاقة لكل قسم بالآخر تقريبًا، وهذه الأقسام على النحو التالي:
القسم الأول: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق} وهو القسم الخاص بتوضيح ما لا يجب على المُسلم أن يأكله.
القسم الثاني: {اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون} لا علاقة بين هذا المقطع والمقطع السابق، فما هي علاقة يأس الكفَّار من الإسلام بتحريم بعض المأكولات؟ لا علاقة على الإطلاق.
القسم الثالث: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} قد يبدو المقطع مُقحمًا إقحامًا؛ إذا وضعنا في الاعتبار فكرة التكرار التي نجدها في كلمة "اليوم" {اليوم يئس ...} و {اليوم أكملت ...}
القسم الرابع: {فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم} هذا المقطع يعود بنا إلى المقطع الأول، لأنَّه مُتمم له، وهو ما يجعلنا نقول بأنَّ المقطع الثاني والمقطع الثالث من المُحتمل أن يكون تمت إضافتهما إلى الآية، لأنَّ الآية دون هذين المقطعين مكتملة وتامة المعنى. وأعتقد أنَّ أصل الآية يجب أن تكون على النحو التالي: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم فإن الله غفور رحيم} إلَّا أنَّ المقطعين الثاني والثالث قد يأتيان بعد هذه الآية، دون أي مشكلة صياغيَّة على الإطلاق، وعندها سيكون الأمر مُجرّد خطأ في ترتيب الآيات، وليس مُشكلة إضافة.

2) هذه الآية واردة في سورة "المائدة" وهي من أواخر السور، ولكنها ليست آخرها على الإطلاق، لأنَّ آخر سورة -بحسب التراث الإسلامي- هي سورة "التوبة"، وبين المائدة والتوبة قد لا يكون هنالك زمن طويل فقد تكون الفترة الزمانيَّة بينهما شهورًا، فالمسألة لا علاقة لها بكرامة أو بمعرفة محمَّد بوقت موته؛ بل هو قراءة للواقع لا أكثر، فالحقبة الزنية التي تحرك داخلها هذ النص كان حقبة استقرار عسكري وسياسي، خصوصًا بدخول كل قبائل الجزيرة العربية في الإسلام أو خضوعها للحكم الإسلامي، ومثلها تمامًا سورة "الفتح" والتي تبعد عن وقت موت محمد بسنوات، ولكنه كان استشراف للمستقبل حسب المعطيات، إنَّه تمامًا كإحساس أحدنا بالنجاح عندما يُوشك عليه.

3) تتفق كتب التراث (بطرقٍ كثيرةٍ ومختلفة) على أنَّ هذه الآية ذُكرتُ لأول مرة في خطبة الوداع في الحجَّة الأخيرة لمحمَّد، وهذا يعني أنَّ جمعًا غفيرًا من الصحابة سمع هذه الآية لأول مرة في حياة محمد، وليس بعد ذلك.

4) ليس هنالك سبب لوضع هذه الآية وإقحامها في القرآن، لأنَّ أمرًا كهذا من شأنه أن يعوق أي مخططات سياسيَّة لأي حاكم يُريد أن يتلاعب مستخدمة سلطة الدين والقرآن، فمن يُمكن أن يكون فعل ذلك (كما تعتقد) يكون قد غلَّ يديه بيديه، إن كانت له نيَّة أو مخطط سياسي مُسبق.

لهذه الأسباب فإنَّني أرجح أن يكون محمد نفسه هو من وضع هذه الآية في حياته، وذلك لا يعني أبدًا أنَّه كان يعلم بموته؛ لاسيما إذا وضعنا في الاعتبار حالة الاستقرار السياسي التي عمَّت الدولة الإسلامية في السنة العاشرة للهجرة، وإحساس محمد بدون أجله بسبب مرضه، وليس بسبب كرامةٍ أو مُعجزة ما.

مودتي

Post: #106
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-05-2017, 04:04 PM
Parent: #105

الأخ سناري
تحيّاتي مُجددًا

الحقيقة أنَّني لم أفهم مُداخلتك التي ذكرتَ فيها قصَّة "أشعب"، وربما كان الخلل في فهمي أنا، وربما في صياغتك اللغويَّة الركيكة، وعلى أيَّة حال، لقد أوضحتُ (في شرحٍ مستفيض ومع بعض الأمثلة) فكرة التدليس، وكيف أنَّ النص يدل على شيءٍ في حين أنَّ المُسلمين الجدد يُحمّلونه معنىً غير موجودٍ فيه، وأعتقد أنَّني لا أملك ما أقوله في هذا الصدد، وإلَّا فسوف أعيد وأكرر ما قد قيل سابقًا. أنصحك بمراجعة مُداخلتي الموجه للأستاذ كمال عباس، فربما تجد فيها إجابة على سؤالك: "شنو البيشرعن لوصفتك انت في الإصلاح ويشيطن وصفات من سميتهم الليبراليين" أمَّا سؤالك عن الآيات منتهية الصلاحية من عدمها، فقد أوضحتُ ذلك أيضًا، وقلت إنَّ ما يهمني من القرآن هو ما يتعلق بالأحكام والمعاملات والعقوبات، وفيما عدا ذلك فهو إمَّا مجرد قصص أسطورية لا يُضرني أن يُؤمن بها المُسلم، أو عبادات تخص المُسلم وحده، أو تعاليم يُعتبر بعضها من المُشتركات الإنسانية والتي حتى لا تحتاج إلى قرآن لنعرفها. أمَّا اعتبارك أنَّ الإصلاح ما هو إلَّا مجرد تأويل وليس "تصحيح" فهن أساسًا تكمن المُشكلة، ومقالي هذا يُوجد العذر للمسلم عندما ينحو هذا المنحى (بحكم القداسة) وكان محور المقال هو (ما هو عذر الملحدين واللادينيين في القبول بهذا "الإصلاح" الذي لا يُصلح أصلًا؟) إذا كان المُسلم بحكم قداسة النص لديه غير قادر على نقد النص والاعتراف بوجود خطأ فيه، فما عذر الملحد؟ وإذا كان بالإمكان فعلًا تجاوز مشكلة النص بالتأويل، فلماذا ترك الملحدون واللادينون الإسلام؟ كان بإمكانهم أن يُعيدوا تأويل النص، ويبقوا مُسلمين طالما تصالحوا مع النص بعد تأويله. والأهم من كل ذلك، إذا كان النص مقدسًا ولا مُشكلة فيه على الإطلاق، فما الداعي إلى إعادة تأويله أصلًا؟

أمَّا بالنسبة لموضوع الإسلام السياسي، وموضوع الإصلاح الديني في أوربا أو المسيحيَّة فقد رددتُ على هذه النقاط سابقًا، ولا أعرف لماذا تُصر على تكرار ما تم تناوله والحديث عنه. ألستَ أنتَ القائل: "ولذلك سأبعد عن الجدل بمعنى إذا طُرحت نقطة ما وتم الرد عليها وتم الرد على الرد بميكانزم مكانك سر، أي أن يعيد كل واحد صياغة موقفه بمفردات جديدة. دي بيبقى تعبير عن حالة من حالات إدمان الملل ياخي" ؟

مُحاولة إفهام:
أنا ليست لديَّ مشكلة (أبدًا) مع نوايا التعايش السلمي، ومنع الإرهاب والعنف، ومنع الاضطهاد الديني، وإشاعة الحريات الدينيَّة وووو إلخ. هذه الأشياء أنا معها قلبًا وقالبًا، مشكلتي هي محاولة الربط بين هذه القيم وبين الإسلام، الذي لا علاقة له بهذه القيم أبدًا، لا من ناحية النصوص، ولا من ناحية التاريخ؛ فالنصوص الإسلامية مليئة بالعنف والكراهية للآخر، وشتم وإساءة لمُعتقدات الآخرين، وتكفير لهم، وتحريض على قتالهم، والقرآن يقولها بشكل واضح جدًا {قاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله} وهذه الآية لا تختلف أبدًا عن الحديث (الصحيح) الذي يقول: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ، فإذا فعلوا ذلك ، عصموا مني دماءهم وأموالهم ، إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله." ولا تختلف الآية كذلك عن الواقع التاريخ للإسلام في زمن محمد، حيث لم يبق في الجزيرة العربية أي ديانة أخرى، فاليهود تمت إبادتهم وإجلاؤهم، والمسيحيين تمت قتل بعضهم وبعض الآخر أُجبروا على دفع الجزية {عن يدٍ وهم صاغرون}، ولم تبق للوثنية بقيَّة، فقد قام محمد بتحطيم أصنامهم بعد استيلائه على مكة. أين هو التعايش السلمي واحترام المعتقدات بعد كل ذلك؟ عندما يكون النص القرآني متوافقًا مع الحديث النبوي، والحديث النبوي متوافقًا مع الواقع التاريخي، فمن أين لنا أن نفترض قيمة جيدة في النص؟ وإن لم يكن هذا تزويرًا وتدليس، فما هو التدليس والتزوير إذن؟





Post: #108
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-05-2017, 04:33 PM
Parent: #106

مداخلتي يا هشام عن أشعب تقول أنك قوّلت التيار الليبرالي ما لم يقله، وأعلنت إفتراءً عن نواياه الباطنة في موقفه من الدين.
أي أن هذا التيار لم يعلن أبداً التواري عن نقد الإسلام وإستبدال ذلك بالدعوة لإصلاح نص لا يمكن إصلاحه
لأن أساسه خربان (حسب إفتراضك)
أشعبيتك تظهر في تكذيبك لإدعائك نفسه بسرعة البرق والإستعجال إلى طرح تصور في النصوص تقول أنه التصور المقبول
لكنه تصور لا يعمل أكثر من البتر والجز والقطع تشذيباً في النصوص مع فقدان البوصلة التي توجه هذه المجزرة
إذن كيف تدّعي بأن على الليبرايين توجيه مباضعهم نحو الأساس الخربان (الإسلام) ثم تمشي في نفس الطريق الخاطئء الذي مشوه
أي الإشتغال على النص نفسه متناسياً الأساس الخربان الذي لا يمكن أن يحتمل أي بناء.
بمعنى آخر إذا كانت عملية تفكيك وتركيب النص على قاعدة التشظيات الوجودية حالة من التأسيس الموضوعي للإصلاح
فلماذا تنكره على غيرك.؟
والعجيب أنك تعود وتكرر من جديد في مداخلتك الجديدة أعلاه بأن المسلمين الجدد يحملون النص معنى غير موجود فيه
بدون ما توضح براهينك الموضوعية التي تبني عليها هذه الأحكام الغريبة
هل إعتمدت على أساس من الفقه أي إعتماداً على أسس ومناهج اصول الفقه ؟ أم على أساس علم اللغة الحديث
التي تعتمد الهرمونطيقا ؟ ولا على أساس الفكر المثالي حيث جدلية وحدة الذات والموضوع في منهجية تجاوزالعقل.
لقد كتبت يا هشام عن نفسك سابقاً انك لا تؤمن أصلاً بحقيقة الوحي
وعلى هذا الأساس فشغلك يجب أن يتجه لحدود الميتافيزيقا..
أرجو أن تبين لنا المنهجية التي تستخدمها في مقارباتك للمسألة حتى لا تكتب كتابة إنشائية مجانية تقوم على منهج فوضى الفكر وعشوائية الأداة اللغوية.. أواصل

Post: #109
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-05-2017, 05:07 PM
Parent: #108


تكتب يا أخ هشام مرة أخرى عن المقاربة الموضوعية التي يجب إلتزامها تجاه الإسلام

Quote: وقلت إنَّ ما يهمني من القرآن هو ما يتعلق بالأحكام والمعاملات والعقوبات، وفيما عدا ذلك فهو إمَّا مجرد قصص أسطورية لا يُضرني أن يُؤمن بها المُسلم، أو عبادات تخص المُسلم وحده، أو تعاليم يُعتبر بعضها من المُشتركات الإنسانية والتي حتى لا تحتاج إلى قرآن لنعرفها.


ولكنك في أول فقرة في البوست تنكر على الليبراليين نفس الشيء أي موقفهم من الإسلام السلفي الذي يسعي لتحكيم الدين سياسياً ودعوتهم إلى إسلام العبادات والعقائد الشخصية كما يظهر أدناه

Quote: ثمَّة تيارٌ ليبراليٌ يميل إلى قبول الخطاب التَّجديدي للإسلام، والتَّصالح معه، في مُقابل المُحافظة على عدائه للخطاب السَّلفي المُتطرّف، وهو ما يقودنا إلى وضع تصوراتٍ مبدئيَّةٍ عن موقف هؤلاء من الإسلام نفسه، كموضوعٍ مُستقلٍ عن المُسلمين، وعن تصوراتهم الذاتيَّة عن الإسلام، لأنَّ تسامح هؤلاء مع المُسلمين المُعتدلين يعني الاعتراف -ضمنيًا- بأنَّ الإسلام نفسه -كـديانة لها تاريخٌ، ونصوصٌ تراثيَّةٌ- يُمكن أن يكون قد خضع لتأويلاتٍ مُتطرفةٍ ومُتشددة. ومن أجل هذا فإنَّهم يقفون ضد القراءات السلفيَّة، في مقابل القبول بالقراءات المُعتدلة والأكثر تسامحًا، رافعين -في ذلك- شعار أنَّ الإيمان والاعتقاد من المسائل الشخصيَّة التي يجب عليهم الدفاع عنها، باعتبارها حريَّاتٍ وحقوقٍ أصيلة. هذا الموقف في رأينا يُعبَّر عن تشويشٍ فكريٍ، يجعل هؤلاء يخلطون بين المفاهيم،

Post: #110
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-05-2017, 05:30 PM
Parent: #109


نواصل مع مداخلتك يا هشام إذ تقول

Quote: أمَّا اعتبارك أنَّ الإصلاح ما هو إلَّا مجرد تأويل وليس "تصحيح" فهن أساسًا تكمن المُشكلة، ومقالي هذا يُوجد العذر للمسلم عندما ينحو هذا المنحى (بحكم القداسة) وكان محور المقال هو (ما هو عذر الملحدين واللادينيين في القبول بهذا "الإصلاح" الذي لا يُصلح أصلًا؟) إذا كان المُسلم بحكم قداسة النص لديه غير قادر على نقد النص والاعتراف بوجود خطأ فيه، فما عذر الملحد؟ وإذا كان بالإمكان فعلًا تجاوز مشكلة النص بالتأويل، فلماذا ترك الملحدون واللادينون الإسلام؟ كان بإمكانهم أن يُعيدوا تأويل النص، ويبقوا مُسلمين طالما تصالحوا مع النص بعد تأويله. والأهم من كل ذلك، إذا كان النص مقدسًا ولا مُشكلة فيه على الإطلاق، فما الداعي إلى إعادة تأويله أصلًا؟



بالفعل يا هشام لا يمكننا التعامل مع النص من موقع المصحح ولكن موقع المأوّل وإن إختلط عليك الفهم هاهنا فسأبسط مثلاً يوضح الفرق بين العمليتين
الأب يصحح أخطاء ابنه السلوكية وهو يربيه والمعلم يصحح كراسة التلميد وورقة إمتحانه أثناء عملية تعليمه
التصحيح يستدعى مقاماً أعلى من مقام مصدر الفعل. ومصدر النص كان رسولاً أو إلهاً لا يمكنك ولا منطقياً تصحيحه، نعم يمكنك رفضه كخيار بديل
مشكلتك الثانية هنا تكمن في فهمك لمعنى التأويل وبالتالي كلامي عن أن الإصلاح يستدعي إعادة تأويل النص وفق الظروف الزمكتنية الكائنة
وقد شرحت لك في مداخلة سابقة بأن الحقيقة المسبقة التي يجب أن نستصحبها هنا هي أن النص المنزّل يتحول من إلى النص مأوّل في أيدي البشر
وأن التأويل هو عملية إعتراف ببشرية وتاريخية النص الديني إذ لم يعد مقدساً ولا ثابتاً (أرجو أن تكون قد استبنت مسألة القداسة هنا)
يتحرك بعد ذلك المأول للنص في ميدان سياقات النزول ومواضعات الواقع الاجتماعي أي توظيف النص في حياتنا البشرية وفق
تعدديات البشر المعرفية وتناقضاتهم الاجتماعية أي ضمن الإحتمالات المعرفية والمصلحية.

Post: #107
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: أبوبكر عباس
Date: 07-05-2017, 04:10 PM
Parent: #105

أنا انطلق من فرضية إنّو القرآن والسنة تم تأليفهم بعد معركة اليرموك،
يعني لمان دخلوا القدس لم يكن لهم دين حسب أقوى توثيق تاريخي.

عموما شكرا على الرد، وما في داعي نخرج من المحاور الاساسية للبوست،
لحدي ما نلقى فرصة تانية

Post: #111
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-05-2017, 06:54 PM
Parent: #107

الأخ سناري
تحيّاتي

كنتَ قد طالبتني بعدم الحدة في النقاش (رغم أني لم أفعل)، وأراك تتبعي معي أسلوب "رخيص" لا يليق بنقاش جاد و "محترم"، وحاولتُ تجاوز ذلك لمصلحة النقاش لا لشيء آخر، ورغم ذلك فأنتَ ما زلت مُصرًا على اعتبار هذا السلوك أمرًا طبيعيًا؛ بل ومفروغًا منه، وكأنَّ الآخرين لا يمتلكون الحق الذي تمتلكه في فرض شروط لصحيَّة النقاش والحوار، وهذا أمرٌ لا أستغربه منك كمُسلم؛ فعلى الدوام يتعامل المسلمون مع غير المسلمين بفوقيَّة (حتى لا يستشعرونها أبدًا) لأنَّها بالنسبة إليهم أمرٌ عادي، ولا يخرج عن حدود الاحترام والتأدب، في الوقت الذي يتمتعون فيه بحساسيَّة عالية جدًا عندما يتعلَّق الأمر بهم، وكأنَّ المطلوب هو أن تتجاوز (كمُسلم) حدود التأدب والموضوعيَّة معي، في الوقت الذي أكون أنا فيه مُلزمًا بهذه الحدود. أحب أن أقول لك أنَّني لا أحب "قلة أدب المُسلمين" هذه، ولا أسمح بها أبدًا، وأرجو ألا تأخذ كلامي هذا إلا في إطار أنَّه تنبيه لكَ إلى ضرورة الالتزام بالموضوعيَّة والاحترام. تكلَّم عن "أفكاري"، ولا علاقة لك بسلوكي ونواياي، وسواء إن كنتُ كأشعب أم لم أكن؛ فذلك أمرٌ لا يعنيكَ أبدًا، ولا علاقة له بالحوار. وتأكيدًا على حرصي على مواصلة النقاش، فسوف أقوم بالرد على ما جاء في مداخلاتك (والتي أتمنى في المرات القادمة أن تمتاز بالتركيز والتكثيف في مداخلة واحدة) عوضًا عن تتابع المُداخلاتك.

ملاحظة عابرة:
أعرف أنَّه قد لا يكون ذنبكَ؛ هذه عادة كثير جدًا من السودانيين في النقاش، ولكن أسلوب التوقف عند فقرة أو جملة من مُجمل المقال، هو أسولب لا يُفضي إلا إلى اللف والدوران حول نقطة واحدة فقط، وهو الأسلوب الذي ترفضه، وأنا كذلك. حاول (مُجرَّد محاولة) أن تقرأ كامل مُداخلتي، وأن تستنتج منها "مجملًا" الفكرة الأساسيَّة، ثم ناقش هذه الفكرة. هذا الأسلوب أريح وأفضل وأجدى، أمَّا أسلوب اقتطاع فقرة أو عبارة أو جملة أو حتى كلمة (كما فعلت في كلمة "ليبراليين" والذي تطلب الأمر شرحه في عدّة مُداخلات) هو أسلوب مُمل، ولا يُبشر بفائدة حقيقية من الحوار. وهو ما يجعلك تقرأ فقرة، وتكتب ردًا عليها، ثم تعود لمُداخلتي مرَّة أخرى، وتقرأ الفقرة التي تليها، وتكتب ردًا عليها في مُداخلة مُنفصلة ... وهكذا، دون أن تتوقف مع نفسك لتُحاول الربط بين هذه الفقرات، وتخرج بالفكرة العامة التي تربط بين هذه الفقرات.

ما علينا !

إذا أخذنا فحوى قصَّة "أشعب" فنجد أنَّها تدور حول فكرة (خلق الكذبة وتصديقها)، فأين هي الكذبة التي كذَّبتها أنا، وصدّقاها حتى ينطبق عليَّ المثل؟ حسنًا؛ أنتَ تقول: "أشعبيتك تظهر في تكذيبك لإدعائك نفسه بسرعة البرق والإستعجال إلى طرح تصور في النصوص تقول أنه التصور المقبول لكنه تصور لا يعمل أكثر من البتر والجز والقطع تشذيباً في النصوص مع فقدان البوصلة التي توجه هذه المجزرة إذن كيف تدّعي بأن على الليبرايين توجيه مباضعهم نحو الأساس الخربان (الإسلام) ثم تمشي في نفس الطريق الخاطئء الذي مشوه أي الإشتغال على النص نفسه متناسياً الأساس الخربان الذي لا يمكن أن يحتمل أي بناء. بمعنى آخر إذا كانت عملية تفكيك وتركيب النص على قاعدة التشظيات الوجودية حالة من التأسيس الموضوعي للإصلاح فلماذا تنكره على غيرك.؟" فما هو ادعائي الذي كذَّبته بسرعة البرق يا ترى؟ الحقيقة أنَّ الأمر لا يخلو من أحد أمرين، فإما أنَّك لا تُجيد توصيل المعلومة على نحو جيد ومفهوم، أو أنك لا تفهم ما أكتبه لك مرارًا وتكرارًا.

أنا ادعائي بسيط جدًا يقو على أنَّ النص القرآني واضح وبسيط ولا يحتمل التأويل، وبالتالي فإنَّ الفهم السلفي الكلاسيكي له هو الفهم الصحيح أو الأقرب إلى الصحة (ولقد وضحت آلية الكشف عن المعنى في مُداخلة سابقة لي فأتمنى أن تعود إليها)، بينما المسلمون الجدد يدعون أنَّه بالإمكان إعادة تأويل النص بحيث يُمكننا مثلًا استخراج معانٍ غير المعاني الظاهريَّة، وضربتُ مثالًا على ذلك بآية قطع يد السارق، وأضيف هنا أيضًا آية ضرب الزوجة، لأنَّ المسلمين الجدد يحاولون إقناعنا أو إقناع أنفسهم بأنَّ كلمة "فاضربوهن" وكلمة "فاقطعوا" لا تعنيان بالضرورة الضرب بمعنى hit وإنما الضرب بمعنى الإضراب أي الابتعاد عنهن وهجرهن، وأنَّ القطع لا يعني البتر؛ بل يعني المنع، وقلتُ فيما قلتُ أنَّه بالإمكان تحديد معنى الآية على نحو دقيق بالرجوع إلى سياق الجملة وإلى السياق التاريخي (الجانب التطبيقي)، وهو ما يحسم مسألة المعنى، فأين تكذيبي لادعائي؟ منذ سنوات وكلامي وموقفي هو هو نفسه لم يتغير، فأن تقول بأنَّني أكذب وأصدق كذبتي، فهذا جائز إن كنتَ تقصد موضوعًا آخر غير هذا الموضوع. والحقيقة أنَّني لم أفهم عبارة "التشظيات الوجودية" التي جاءت في كلامك؛ لاسيما في سياقها. فماهي التشظيات الوجودية هذه؟ وما هي علاقتها بموضوعنا هنا؟ ثم أنَّني لم أتكلَّم عن موضوع "تفكيك" و "تركيب" نصوص أبدًا، أو أنَّ ذاكرتي لا تُسعفني؛ فهلَّا أشرت لي على المقطع الذي ذكرتُ فيهما هذين الكلمتين أو حتى معناهما؛ طالما أنَّني أفعله وأُحرّمه على غيري أيضًا؟

نعم! أنا كمُلحد لا أعترف بالوحي ولا أؤمن أصلًا بأنَّ النص القرآني نصٌ "إلهي"، وكذلك أي مُلحد آخر، فلماذا تستغرب من موقفي "الرافض" للنص القرآني، ولا تستغرب من موق المُلحد المُتصالح معه؛ خصوصًا وأنَّ هذا المقال يتناول هذا الموضوع بالتحديد؟ هل جاء في كلامي ومُداخلتي ما يُوحي أنَّني أؤمن بالقرآن أو بفكرة الوحي حتى توجه لي كلامك هذا: "لقد كتبت يا هشام عن نفسك سابقاً انك لا تؤمن أصلاً بحقيقة الوحي وعلى هذا الأساس فشغلك يجب أن يتجه لحدود الميتافيزيقا" ؟ أم أنَّك تُريد أن تقول: "طالما أنك ملحد وتركت الإسلام؛ فلماذا تشغل بالك بنقد القرآن والكلام عنه؟" (نظام: خليك في حالك). إن كان هذا مرادكَ، فيُمكنك الرجوع إلى مداخلتي الموجهة للأخ المُشرّف في بدايات هذا الحوار، فقد تعرَّضتُ لهذه النقطة سابقًا، ولكن ترى لماذا لا تتعجب من موقف الملحدين المُتصالحين مع فكرة الإصلاح الإسلامي، والمُصدقين بإمكانيَّة إعادة تأويل نص هم أصلًا غير مؤمنين بقداسته. أليس هذا هو موضوع المقال أساسًا؟

كنتُ أقول دائمًا إنَّ مُشكلتي ليست مع الأفكار؛ بل مع طريقة التفكير، فعندما ترى تناقضًا بين جملتي:
وقلت إنَّ ما يهمني من القرآن هو ما يتعلق بالأحكام والمعاملات والعقوبات، وفيما عدا ذلك فهو إمَّا مجرد قصص أسطورية لا يُضرني أن يُؤمن بها المُسلم، أو عبادات تخص المُسلم وحده، أو تعاليم يُعتبر بعضها من المُشتركات الإنسانية والتي حتى لا تحتاج إلى قرآن لنعرفها
وجملتي:
ثمَّة تيارٌ ليبراليٌ يميل إلى قبول الخطاب التَّجديدي للإسلام، والتَّصالح معه، في مُقابل المُحافظة على عدائه للخطاب السَّلفي المُتطرّف، وهو ما يقودنا إلى وضع تصوراتٍ مبدئيَّةٍ عن موقف هؤلاء من الإسلام نفسه، كموضوعٍ مُستقلٍ عن المُسلمين، وعن تصوراتهم الذاتيَّة عن الإسلام، لأنَّ تسامح هؤلاء مع المُسلمين المُعتدلين يعني الاعتراف -ضمنيًا- بأنَّ الإسلام نفسه -كـديانة لها تاريخٌ، ونصوصٌ تراثيَّةٌ- يُمكن أن يكون قد خضع لتأويلاتٍ مُتطرفةٍ ومُتشددة. ومن أجل هذا فإنَّهم يقفون ضد القراءات السلفيَّة، في مقابل القبول بالقراءات المُعتدلة والأكثر تسامحًا، رافعين -في ذلك- شعار أنَّ الإيمان والاعتقاد من المسائل الشخصيَّة التي يجب عليهم الدفاع عنها، باعتبارها حريَّاتٍ وحقوقٍ أصيلة. هذا الموقف في رأينا يُعبَّر عن تشويشٍ فكريٍ، يجعل هؤلاء يخلطون بين المفاهيم

عندها يتضح لي جليًا أنَّ ثمَّة خللًا في طريقة تفكيرك، وتحليلك لا أكتبه؛ ولهذا فإن استنتاجاتك ؟(وبالتالي أحكامك) تبدو -بالنسبة إليَّ- في غاية في الغرابة، وربما كان ذلك بسبب اتباعك لأسلوب البتر واقتاع الجملة والفقرات من سياقها. فما علاقة لومي على الملحدين الداعمين للتيار الإسلامي المعتدل، بمسألة تركيزي في النقد على الجانب التشريعي من القرآن؟ ما هي نقطة الالتقاء التي رأيتها بيني كمُلحد في هاتين الفقرتين، وبين موقف المُلحدين الداعمين لحركة الإصلاح الإسلامي؟

أمَّا فكرة موقعنا من النص (مُصحح) أو (مُتأول)، فهنا أساسًا تكمن من المُشكلة، ولا أدري إلى متى سوف أظل أكرر لك فكرة المقال (والبوست عمومًا): أنت كمُسلم لا يُمكنك أن تقف من النص موقف المُصحح؛ بل موقف المتأول. لماذا؟ لأنك مسلم، ومؤمن بأن هذا النص مقدس، ولا يُمكن أن يكون فيه خطأ حتى يتم تصحيحه، ولكن المُلحد (الداعم لحركة الإصلاح الإسلامي) ليس له مُبرر لذلك. ليس هنالك ما يجعل المُلحد يقف من النص (الذي لا يُؤمن بقداسته) موقف المتأول وليس موقف المُصحح؛ وهذه هي أصلًا فكرة المقال الأساسيَّة. أنا لا أفهم لماذا تُخاطبني وتاناقشني بصفتك كمُسلم، والمقال أساسًا يُبرئ ساحة المُسلمين المُعتدلين، ويُركز على المُلحدين واللادينيين؟ ثم إنَّ كلامك عن أنَّ موقف المُسلم من النص لا يُمكن أن يكون موقف المُصحح، يُؤكد كلامي عن "زيف" ما يُسمى بحركة "إصلاح"، ولهذا قلتُ إنَّ جوهر حركة الإصلاح هو إيهامنا بأنَّ المُشكلة ليس في النص أصلًا، ورغم ذلك تقفون أمام النص "متأولين" فما هو الداعي للتأويل إذا كان النص سليمًا وليست فيه مُشكلة؟ لماذا لا تأخذون بظاهر النص كما هو طالما تُؤمنون أنَّ النص لا مشكلة فيه؟ يقول النص اقطعوا يد السارق، فيكون المعنى ابتروا، لماذا تلجأون إلى التأويل إن لم تكن هنالك مشكلة في ظاهر النص؟ وإن قلنا إن المشكلة ليست في ظاهر النص، فماذا ستفعلون في التراث الذي يُؤكد ظاهر النص، ويُؤكد على أن فهم السلفيين للآيات هو الصحيح؟ هل ستنكرون ببساطة، وبهذا تُحلون الإشكال؟ أهذا هو "الإصلاح" من وجهة نظرك؟ الإصلاح من وجهة نظرك أن تلقي اللائمة على السلفيين وعلى "الإسلام السياسي" وتجعل العالم يقود حربًا بالنيابة عنك ضد هؤلاء في حين أن النص واضح ومباشر؟

عجيب!

أخيرًا:
لو اتضح لي من مُداخلاتك التالية أنك لم تفهم كلامي، وظللت تردد وتعيد ما قيل وما تم الرد عليه، فسوف تضطرني إلى التحاور معك بالعاميَّة السودانيَّة.





Post: #112
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-05-2017, 07:01 PM
Parent: #111

الأخ أبوبكر عباس
تحياتي مُجددًا

لو أنَّنا سوف نعتمد على المعلومات "العلميَّة" والوثائق التاريخيَّة؛ فإنَّ أول ظهور للإسلام سوف يبدأ مع الخلافة الأموية، لأنه لا يتوفرلنا من المخطوطات أو حتى الآثار ما يُثبت وجود الإسلام قبل عهد الأمويين، حتى أن المخطوطة الأصلية لمصحف عثمان مفقودة ولا وجود لها حتى الآن، ولكن ذلك -بالنسبة إليَّ- لا يعني أي شيء، فربما يتم اكتشاف مخطوطات أو آثار في زن لاحق. تمامًا حدث ويحدث مع نظرية التطور، إذ تتم إضافة معلومات جديدة دائمًا بسبب اكتشاف حفريات جديدة في كل مرَّة، كان أولها اكتشاف أحفورية آردي، ثم اكتشاف الأحفورية الأخيرة في المغرب. فلا يُمكنن الجزم أبدًا، وإلى حين اكتشاف شيء جديد؛ فليس أمامنا إلا التعامل مع التاريخ الإسلامي باعتباره المخطوطة التاريخية المتوفرة لدين حتى الآن.

مودتي

Post: #113
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-05-2017, 09:04 PM
Parent: #112



Quote: أنا ادعائي بسيط جدًا يقو على أنَّ النص القرآني واضح وبسيط ولا يحتمل التأويل، وبالتالي فإنَّ الفهم السلفي الكلاسيكي له هو الفهم الصحيح أو الأقرب إلى الصحة (ولقد وضحت آلية الكشف عن المعنى في مُداخلة سابقة لي فأتمنى أن تعود إليها)، بينما المسلمون الجدد يدعون أنَّه بالإمكان إعادة تأويل النص بحيث يُمكننا مثلًا استخراج معانٍ غير المعاني الظاهريَّة، وضربتُ مثالًا على ذلك بآية قطع يد السارق، وأضيف هنا أيضًا آية ضرب الزوجة، لأنَّ المسلمين الجدد يحاولون إقناعنا أو إقناع أنفسهم بأنَّ كلمة "فاضربوهن" وكلمة "فاقطعوا" لا تعنيان بالضرورة الضرب بمعنى hit وإنما الضرب بمعنى الإضراب أي الابتعاد عنهن وهجرهن، وأنَّ القطع لا يعني البتر؛ بل يعني المنع، وقلتُ فيما قلتُ أنَّه بالإمكان تحديد معنى الآية على نحو دقيق بالرجوع إلى سياق الجملة وإلى السياق التاريخي (الجانب التطبيقي)، وهو ما يحسم مسألة المعنى، فأين تكذيبي لادعائي؟ منذ سنوات وكلامي وموقفي هو هو نفسه لم يتغير، فأن تقول بأنَّني أكذب وأصدق كذبتي، فهذا جائز إن كنتَ تقصد موضوعًا آخر غير هذا الموضوع. والحقيقة أنَّني لم أفهم عبارة "التشظيات الوجودية" التي جاءت في كلامك؛ لاسيما في سياقها. فماهي التشظيات الوجودية هذه؟ وما هي علاقتها بموضوعنا هنا؟ ثم أنَّني لم أتكلَّم عن موضوع "تفكيك" و "تركيب" نصوص أبدًا، أو أنَّ ذاكرتي لا تُسعفني؛ فهلَّا أشرت لي على المقطع الذي ذكرتُ فيهما هذين الكلمتين أو حتى معناهما؛ طالما أنَّني أفعله وأُحرّمه على غيري أيضًا؟


عزيزي هشام في كلامك عن أن النص القرآني واضح وبسيط تعميم غريب كأنك تنسى أن الضرورة الموضوعية لنشأة علم إصول الفقه هي كل ما يتنافي مع هذا الفهم التسطيحي لما هو غاية في التعقيد، عوضاً عن أن النص القرآني خشوم بيوت وحمال أوجه . أما أنه لا يحتمل التأويل فدي مقبولة من طالب إبتدائي لكن من شخص يتوهم القدرة على نقد الأديان فلا يمكن أن يستحملها قارئه الكريم . بعدين صلاحية النص القرآني لكل زمان ومكان يقتضي خاصية التغير وليس الثبات لأن النص في حد ذاته ثابت والزمان متغير مع المكان وحتى ندخل ثابت المعادلة تنبثق إمكانية التأويل شهادة في وجه التكلس والرجعية الثقافية. هذه المواكبة لتحولات الزمان وما يصاحبها من تشظيات إجتماعية كانت تتم معالجها في أزمان الوحي بأليات من مثل النسخ والتنزيل المستجد فيكون هنالك قرآن لمكة وآخر للمدينة وفق المصالح الاجتماعية المستوجبة ضمناً أو علناً لإستجابات جديدة للمواقف الجديدة وبعد إنقطاع الوحي كان التأويل دافعاً لشخص في مقام عمر بن الخطاب كي يوقف حد الردة في عام الرمادة. إعادة تأويل النص ليس الغرض منه إستخراج معاني غير المعاني الظاهرية يا هشام (وزيا ريت لوكان كلامك صاح وكل المعاني أو حتى المفردات واضحة ومباشرة ولكن معظمها متوسط إليها وعليها) بل التعامل مع تفارق أفهام الناس ومصالحهم أي أن النص كما أكدت لك تتم قراءته ليس حسب الظاهر أو الما ظاهر بل حسب الإحتمالات المعرفية المشبعة لكل الإمكانيات التي يجبل بها على خلفية الحيثيات الجديدة للمسلمين الجدد كما تحب أن تطلق عليهم. تسأل عن التشظيات الوجودية وعلاقتها بموضوعنا وأقول لك أنها التباينات في الأفكار والجغرافيا والتقاطعات في التمايزات والإنتماءات (وهكذا تظهر فيما بعد الملل والنحل في تاريخ ما بعد الوحي وينقسم الصحابة على علي وعثمان ويخرجون منهم في الخوارج خارجون..أواصل

Post: #114
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-05-2017, 09:51 PM
Parent: #113


Quote: نعم! أنا كمُلحد لا أعترف بالوحي ولا أؤمن أصلًا بأنَّ النص القرآني نصٌ "إلهي"، وكذلك أي مُلحد آخر، فلماذا تستغرب من موقفي "الرافض" للنص القرآني، ولا تستغرب من موق المُلحد المُتصالح معه؛ خصوصًا وأنَّ هذا المقال يتناول هذا الموضوع بالتحديد؟ هل جاء في كلامي ومُداخلتي ما يُوحي أنَّني أؤمن بالقرآن أو بفكرة الوحي حتى توجه لي كلامك هذا: "لقد كتبت يا هشام عن نفسك سابقاً انك لا تؤمن أصلاً بحقيقة الوحي وعلى هذا الأساس فشغلك يجب أن يتجه لحدود الميتافيزيقا" ؟ أم أنَّك تُريد أن تقول: "طالما أنك ملحد وتركت الإسلام؛ فلماذا تشغل بالك بنقد القرآن والكلام عنه؟" (نظام: خليك في حالك). إن كان هذا مرادكَ، فيُمكنك الرجوع إلى مداخلتي الموجهة للأخ المُشرّف في بدايات هذا الحوار، فقد تعرَّضتُ لهذه النقطة سابقًا، ولكن ترى لماذا لا تتعجب من موقف الملحدين المُتصالحين مع فكرة الإصلاح الإسلامي، والمُصدقين بإمكانيَّة إعادة تأويل نص هم أصلًا غير مؤمنين بقداسته. أليس هذا هو موضوع المقال أساسًا؟


المشكلة يا هشام مش فقط إنك كملحد بتناقض في نفسك داخل هذا البوست، لكن أكثر من ذلك إنك بتصرخ في العلن محتجاً على أشياء مكانها الكتمان، فالإلحاد والإيمان هي مواقف شخصية يا هشام. لا أفهم لماذا تتلهف لمعرفة مواقف الناس الشخصية من الدين وتحاسبهم عليها؟ لا والأكثر من ذلك تحاسب ضمائرهم. لا أستغرب موقفك الرافض للنص القرآني ولا يهمني خارج سياق اليوست وحملتك التفتيشية على الضماير، ضماير الليبراليين الذين يصانعون الإسلام المعتدل. أنا لا يهمني موقف الملحد الرافض للنص القرآني ولا الملحد المتصالح معه (وإن كنت أتحفظ على المفردة) لأن التدين لاهوتياً أو إلحادياً موقف شخصي. أنا لن أسألك لماذا تشغل بالك بنقد القرآن الكريم لأن هذا حق من حقوقك، ,انك لا تعرف موقفي من القرآن الكريم رغم وصفك لي بالمسلم، ذلك لأنني لا أحدث الناس عن موقفي العقدي. لعل في هذا رد على سؤالك لماذا لا أتعجب من موقف الملحدين المتصالحين مع فكرة الإصلاح فهذا حق خاص بهم..

Post: #116
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-05-2017, 10:14 PM
Parent: #114

Quote: كنتُ أقول دائمًا إنَّ مُشكلتي ليست مع الأفكار؛ بل مع طريقة التفكير، فعندما ترى تناقضًا بين جملتي:
وقلت إنَّ ما يهمني من القرآن هو ما يتعلق بالأحكام والمعاملات والعقوبات، وفيما عدا ذلك فهو إمَّا مجرد قصص أسطورية لا يُضرني أن يُؤمن بها المُسلم، أو عبادات تخص المُسلم وحده، أو تعاليم يُعتبر بعضها من المُشتركات الإنسانية والتي حتى لا تحتاج إلى قرآن لنعرفها
وجملتي:
ثمَّة تيارٌ ليبراليٌ يميل إلى قبول الخطاب التَّجديدي للإسلام، والتَّصالح معه، في مُقابل المُحافظة على عدائه للخطاب السَّلفي المُتطرّف، وهو ما يقودنا إلى وضع تصوراتٍ مبدئيَّةٍ عن موقف هؤلاء من الإسلام نفسه، كموضوعٍ مُستقلٍ عن المُسلمين، وعن تصوراتهم الذاتيَّة عن الإسلام، لأنَّ تسامح هؤلاء مع المُسلمين المُعتدلين يعني الاعتراف -ضمنيًا- بأنَّ الإسلام نفسه -كـديانة لها تاريخٌ، ونصوصٌ تراثيَّةٌ- يُمكن أن يكون قد خضع لتأويلاتٍ مُتطرفةٍ ومُتشددة. ومن أجل هذا فإنَّهم يقفون ضد القراءات السلفيَّة، في مقابل القبول بالقراءات المُعتدلة والأكثر تسامحًا، رافعين -في ذلك- شعار أنَّ الإيمان والاعتقاد من المسائل الشخصيَّة التي يجب عليهم الدفاع عنها، باعتبارها حريَّاتٍ وحقوقٍ أصيلة. هذا الموقف في رأينا يُعبَّر عن تشويشٍ فكريٍ، يجعل هؤلاء يخلطون بين المفاهيم

عندها يتضح لي جليًا أنَّ ثمَّة خللًا في طريقة تفكيرك، وتحليلك لا أكتبه؛ ولهذا فإن استنتاجاتك ؟(وبالتالي أحكامك) تبدو -بالنسبة إليَّ- في غاية في الغرابة، وربما كان ذلك بسبب اتباعك لأسلوب البتر واقتاع الجملة والفقرات من سياقها. فما علاقة لومي على الملحدين الداعمين للتيار الإسلامي المعتدل، بمسألة تركيزي في النقد على الجانب التشريعي من القرآن؟ ما هي نقطة الالتقاء التي رأيتها بيني كمُلحد في هاتين الفقرتين، وبين موقف المُلحدين الداعمين لحركة الإصلاح الإسلامي؟


تستغرب في إدعائي وجود تناقض بين جملتيك وتستنبط بقدرة قادر أن هنالك بناء على هذه الحيثية خطأ في طريقة التفكير؟؟ حسناً سأشرح لك ما قلته مرة أخرى عسى الله يفتح علينا بإتفاق في الفهم هذه المرة وتتم تبرئة طرائقي الذهنية من الشذوذ والنشوز.
تتساءل عن علاقة لومك الملحدين الداعمين للتيار الإسلامي المعتدل، بمسألة تركيزي في النقد على الجانب التشريعي من القرآن؟ فأقول لك أن موقف الليبراليين غير الداعين لكنس الإسلام من الوجود يحددون موقفهم من الإسلام كما يلي: هم يرفضون الإسلام السياسي، أي إسلام التشاريع والأحكام والسلطان والذي وصفته انت أو يصفونه هم بالإسلام السلفي بنسختيه الحاكمة الأن في السودان أو تلك الحاكمة في السعودية لأنهم يتفقون مع وصفك لموقفهم أعلاه بأنهم يرون في هذا الإسلام التطرف والتشدد ويقبلون بإسلام وصفته انت أيضاً بأن يعود الإيمان كشأن شخصي لا تقفل فيه المسجد لكن تمنع الأحزاب السياسية باسمه. نعم لا أرى فرقاً بين الموقفين رغم الرغم يا طريقة تفكيري يا عجيبة

Post: #115
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-05-2017, 10:08 PM
Parent: #113

الأخ سناري
تحياتي

الفقه الإسلامي نشأ لإكمال المسكوت عنه من النص الواضح، ولم ينشأ لفك غموض والتباس النص، فمثلًا آية قطع يد السارق هي آية واضحة، ولهذا فلا يوجد مذهب فقهي يقول بأن السارق لا تُقطع يده، بينما يكون الخلاف الفقهي حول ما لم يذكره النص كالنصاب الذي يجب أن تقطع فيه اليد، ومكان القطع، هل تقطع من الرسغ أم من الساعد وما إلى ذلك. ولهذا فإنَّ هنالك قاعدة فقهيَّة تقول إنَّه لا اجتهاد مع وجود نص، فالقول بوضوح النص مع وجود الفقه ونشأته لا تناقض أو تعارض بينهما؛ بالإضافة إلى أنَّ وضوح النص هو ليس ادعائي أنا؛ بل هو ادعاء القرآن نفسه، فالقرآن هو من ادعى أنَّه واضح ومُبين، أمَّا عن "خشم البيوت" فأود تذكيرك أنَّني أتكلَّم عن آيات الأحكام والعقوبات والحدود، فهذا هو ما يهمني من مُجمل القرآن كما ذكرتُ سابقًا، وربما لا يخفى عليك أنَّ آيات الأحكام هي من المُحكم وليس من المُتشابه، ولكن حتى المُتشابه ليس هنالك تصريح قرآني بتأويله؛ بل على العكس تمامًا، فقد نهى القرآن عن تأويل المُتشابه، ووصف المتأولين بأن في قلوبهم زيغ: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} فالمطلوب من المُسلم أن يُؤمن بالمُحكم وبالمُتشابه من آيات القرآن، وأن يترك المُتشابه فلا يُحاول تأويله لأنَّ تأويله لا يعرفه إلَّا "الله" هذا ما تقوله الآية نصًا، وإن كنت مؤمنًا بأنَّ هذا الكلام هو كلام الله، فمن الواجب أن تُسلّم له، لا أن تُجادل فيه بغير علم فقط من أجل الانتصار لأهوائك؛ فالدين لا يُؤخذ بالأهواء، وما سُمي المُسلم مُسلمًا إلَّا لاستسلامه الكامل لله ولأوامره، فإن كنتَ لا تتفق معي حول ذلك؛ فتأكد أنَّ مشكلتك مع الإسلام نفسه، وليس معي أنا، فها هو النص أمامك: واضحٌ ومباشر، وصريح.

وعلى فكرة، عبارة "القرآن حمَّال أوجه" هي عبارة منسوبة لعلي بن أبي طالب بطرق ضعيفة جدًا (هذا إن كان يهمك أن تعرف، وإن كان يهمك ألا تخرج من دينك في الوقت الذي تحاول فيه الدفاع عنه)، فلا تعتمد على حديث ضعيف لتنفي عن القرآن ما يُثبته القرآن لنفسه. أمَّا بخصوص صلاحيَّة القرآن لكل زمان ومكان، ومحاولة ربطها بضرورة التأويل، فهو أمر غريب جدًا، ففكرة صالحيَّة القرآن لكل زمان ومكان هو مُجرَّد افتراض اقتضاه إيمانكَ، ورغم ذلك أراكَ تتعامل وكأنَّ المسألة حقيقة علميَّة مُسلم بها، ومفروغ منها، وبناءً على هذا "الافتراض" تُبرر للتأويل! إنَّه أمر غريب فعلًا؛ لأنَّه سيكون بإمكان أي نص أن يكون صالحًا لكل زمان ومكان أيضًا، طالما كان الأمر مرتبطًا بالتأويل. الحقيقة أنا مُتعجب جدًا من وقاحة المُسلم حين يُحرَّف قرآنه، ويُدلس معانيه، ثم (وفي نفس الوقت) يتكلَّم عن قداسة القرآن! ألا تخشى (وأنت تُحاول تأويل القرآن) أن تقع في خطأ ألا يُصادف تأويلك مُراد الله، فتكون من الذين يقول فيهم القرآن بأنهم يُحرفون الكلم عن مواضع؟ بالفعل أمر غريب جدًا.

من الجيد أنك تعرف أنَّ النص ثابت. هذه خطوةٌ جيدةٌ جدًا، وهي حقيقةٌ أحاول إقناع البعض بها فلا يقتنعون، وفكرة أنَّ الزمان متغيرٌ؛ فهي حقيقة أيضًا، أمَّا الخلوص إلى نتيجة أنَّه طالما النص ثابت، والزمن متغير إذن يجب أن إعادة تأويل النص، فهي نتيجة مُضحكة ومُفارقة للمنطق. النص هو المعنى، فإذا غيرت المعنى بالتأويل فأنت غيرت النص، ولهذا اعتبر القرآن ذلك تحريفًا. النص ليس الكلمات والألفاظ يا عزيزي، ليس مجرد كلمات متراصة، وإنما النص ماعون للمعنى، ووراء هذه الكلمات المتراصة معنى، فإذا غيرت المعنى تغير النص نفسه. ومن الجيد أنَّك ذكرت موضوع النسخ، فمن كان -برأيك- يقوم بهذا النسخ؟ بحسب العقيدة الإسلامية فإن النسخ أمر إلهي ولا يحق لأحد أن يتدخل فيه؛ حتى محمد نفسه، ولهذا قال القرآن بكل وضوح {قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي}، فمن أنتَ حتى تتدخل في النص القرآن بنسخ معانيه وصرفها إلى غيرها؟ أنتَ الآن تضع نفسك في مقام "الله" وتقرر أنه يتوجب تأويل النص، وتبديل معناه، فهل أنت مُدركٌ فعلًا لما تفعله؟

ما الذي تُريد الوصول إليه بالتحديد؟ تريد التعايش السلمي؟ تريد تحقيق الحريات؟ تريد محاربة الطائفية؟ تريد إتاحة حرية الاعتقاد والأفكار؟ إن كانت إجاباتك بنعم (وأنا أتوقع ذلك)، فما الداعي إلى تأويل القرآن؟ لماذا لا تفعل ذذلك وحسب؟ هل نحن أساسًا بحاجة إلى أديان لتحقيق هذه المطالب والقيم؟ هذه القيم تم الوصول إليها بقوانين ومعاهدات وضعية، لم ينتظر أحد أن يُعيد تأويل نصوص دينه لتحقيق هذه المطالب، هذه المطالب متوفرة فعلًا، كل ما علينا هو الالتزام بهذه القوانين الوضعية، واحترامها، لا أن نُعيد تفصيل النصوص الديني لنأتي متبجحين أمام من وضعوا هذه القوانين لنخبرهم بأن هذه القيم موجودة في الإسلام قبل 1400 سنة.

وطالما أنَّنا نتكلَّم عن التأويل، فإذا نجحن في إعادة تأويل النصوص، وصدق الجميع هذا التدليس العلني والوقح، فماذا عن "التاريخ" ؟ أنت ترفض تطبيق آيات السبي، وهذا أمر جيد، ولكن بالنتيجة، فهل ستنكر أن هذه الآيات كانت موجودة في زمن محمد وأن محمد نفسه قام بسبي النساء؟ أنت ترفض تطبيق زواج القاصرات، وهذا أمر جيد، ولكن بالنتيجة فهل سوف تنكر أن محمدًا نفسه قد اغتصب طفلة صغيرها عمرها 9 سنوات؟ ماذا سوف تفعلون بالتاريخ؟ هل سوف تُنكرونه ببساطة وتدعون أنَّه لم يكن وأنَّه تم تزويره؟ أم سوف تدافع عن اغتصاب محمد للنساء وسبيه لهن وإبادته لليهود وقمعه لمُعارضيه؟ هل سوف تدافعون عن دموية التاريخ الإسلامي (في زمن محمد)؟ أم سوف تُنكرونه؟ إنَّ ما تُسميه "إصلاحًا" لهو عملية تزييف وعي واستخفاف بالعقول، وإن كنتُ سأجد لك مبررًا بسبب إيمانك؛ فلا أجد مبررًا للملحدين واللادينيين الذي يتغاضون عن هذا التزييف ببرغماتية سخيفة.

مودتي .. ولكن هذه آخر مُداخلة لي معك، فأنا لا أحب أسلوب المُداخلات المتعاقبة، وقد نبَّهتك لذلك من قبل. أنتَ لستَ مُلزمًا طبعًا بتغيير أسلوبك، ولكنني أنا أيضًا لستُ ملزمًا لاحتمال أسلوب لا أحبه. أشكركَ على الحوار






Post: #117
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-05-2017, 10:22 PM
Parent: #115

التدين إلحاديًا (؟)

عارف يا سناري، نظام المسكنة البيمثلوه المسلمين ده مش بكره بس، لكن بكجّنه عديل. لمن الموضوع يتعلق بنقد الأديان تقربوا تتباكوا (الإيمان مسألة شخصية أصلًا) وبيكون قصدكم من الكلام ده إنه الملحد يحتفظ بإلحاده لنفسه، لأنه الحاجة دي مسألة شخصية، في الوقت اللي بتعلنوا فيهو عن إيمانكم ودينكم، في بوستات للصلاة على النبي، وفي حملات دعوية، والدين والشعارات الدينية بنلقاها في كل مكان: في الجرايد، في التلفزيون، في الإنترنت، حتى في الحيطان. محل ما نقبل نلقاكم بتعلنوا عن إيمانكم ودينكم، ولمن الموضوع يتعلق بالملحدين تبقى المسألة شخصية والمفروض يحتفظ بيها الزول لنفسه؟ أنا ما عارف إنتو بتغشوا منو؟ أنا أساسًا قناعتي إنه مافي حاجة اسمها مسلم معتدل ولا هم يحزنون، لينا يومين بنتنقش حول موضوع الاعتدال والليبرالية الإسلامية، وإنت في قرارة نفسك زعلان ومغيوظ ومتضايق إنه هشام آدم بيعبر عن رأيه "الإلحادي" وبينتقد الدين علنًا. إنتو دايرين تفصلوا الحريات والحقوق دي على مقاس دينكم وبس. والكلام ده ما بقوله ليك وبس لكن لكل واحد بيقرا البوست ده. ياخ حتى كمال عباس ممتعظ من نقدي للدين رغم إنه المفروض زول مؤمن بحرية التعبير، والمفروض يكون عارف إنه نقد الدين ده حق من حقوقي، وما قاعدة تتعارض مع حرية الاعتقاد والتدين أصلًا. أما بالنسبة لموضوع التدين الإلحادي، فللمرة المليون (لأني قرفت من التكرار في البوست ده): ما في علاقة بين نقد الأديان وبين الإلحاد، لمن تجي تلقاني قاعد أتكلم عن موضوع وجود الخالق من عدمه، تعال كلمني عن "التدين الإلحادي" ما تقرفونا بقى بترديد الكلام من غير فهم.

مودتي وإلى لقاء

Post: #118
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 07-05-2017, 10:24 PM
Parent: #1

يطيب لهشام آدم أن يطل على الدين من نافذة الفكر السلفي يا سناري .. ذلك مقبول في ذاته بالتأكيد والزول حر تماما في تبني الحاد سلفي ولكن من غير المقبول فرض هذه الاطلالة على الجميع..

الدين معطى فاعل ومستمر في التأريخ الانساني .. والدين فكرة تتجاوز النصوص التي - وفي أغلبها - لاحقة في اعتقادي بالضرورة (تمرحلت الظاهرة الدينية في مجتمعاتها وحتى كتابتها) ومتوزعة جيدا بين المجتمعات الانسانية ومنها المجتمعات الاسلامية .. اذن فكرة الدين أكثر تجذرا في المجتمعات من النصوص الدينية والتي لو لم تكتب في اي نقطة في التاريخ لكتبت في اللحظة التأريخية التي تليها ولأختلفت معطياتها .. وهكذا أفهم التأويل... أو هكذا لا يفهم هشام آدم التأويل مرتكنا على تسطيح الشرفة التي يطل من خلالها .. شرفة الفكر السلفي .. محض نص .. محض معاني .. محض دلالة بالتوالي.

هذا ويرى سيدنا مصطفى أن ذلك حسن !!
مودتي

Post: #119
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: امتثال عبدالله
Date: 07-05-2017, 10:51 PM
Parent: #118

منتصر عبد الباسط

شكرا..شكرا..قلت فاوفيت وكفيت وافحمت..ولا نزيد..

مع وافر الاحترام والتقدير والامتنان..

Post: #120
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-05-2017, 11:38 PM
Parent: #119

الأخ محمد حيدر المشرف

لا أعتقد أنه تنقصك اللباقة وحسن التصرف/ ولكن توجيه كلام يخصني إلى شخص آخر داخل بوستي أنا، هو تصرف لا يشبهك أبدًا. كان بإمكانك أن توجه كلامك لي مباشرة.
وغدًا سوف أعلق على ما جاء في مداختلك عن "الإلحاد السلفي" وهذا الكلام المكرر

مودتي

Post: #121
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-05-2017, 11:42 PM
Parent: #120

أخت امتثال عبدالله

إنتي شايفة إنه دور المطبلاتية والمشجعة (أو المحرشة) لايق عليكي؟

Post: #122
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: امتثال عبدالله
Date: 07-05-2017, 11:58 PM
Parent: #121

هشام ادم

لا....بل شايفه انه المنطق الذي لا يرد...

مع وافر الاحترام

Post: #123
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: عبد الصمد محمد
Date: 07-06-2017, 01:33 AM
Parent: #122


يا أستاذ هشام انت ليه بتقل أدبك حتى على النساء هل بتفتكر كدا ممكن ترهبهم. من يملك الفكر لا يلجأ للشتم وأني أرى أستاذ سناري قد عراك تماماً وكذلك كتابات كمال عباس كانت تطرح نقاط مهمة بما في ذلك مقال عادل عبدالعاطي إلا أنك لجأت للهروب منها

Post: #124
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: جمال ود القوز
Date: 07-06-2017, 10:29 AM
Parent: #123

أخونا هشام آدم ..
أنت بي انفعالك الغير مبرر ستفقد اهم مزية كنت تمتاز بها ..
وهي الصبر والجلد وطولة البال والنفس البارد مع محاوريك ..
أكيد انت تعلم إنه الموضوع الذي تطرقه وعلى الدوام ..
هو موضوع صعب وشائك جدا ..
فإن اتبعت أسلوب الحدة في المحاورة ..
ستجعل نفسك محط للتهكم والسخرية والاستفزاز ..
ولن تقوى على ما سياتيك من ردود أفعال وأقوال ..
فخلي بالك سلبه يا اخوي ..
أنا برضو شايف إنه أخونا سناري أرهقك جدا ..
فلجأت لأسلوب غير مقنع ولا منطقي في ردودك عليه ..
فهلا عدت لاسلوبك القديم في المحاورة ..
وتركت عنك هذا الانفعال والتشنج الغير مبرر ..

سامحني على ابداء ملاحظاتي ..
لكن لأني متابع ساءني ما آل إليه حال البوست ..



Post: #125
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-06-2017, 11:02 AM
Parent: #123

Quote: الفقه الإسلامي نشأ لإكمال المسكوت عنه من النص الواضح، ولم ينشأ لفك غموض والتباس النص،


أخ هشام إحترامك لمبدأ الإلحاد الذي تنطلق منه وإكراماً منك للملحدين يجب أن لا تتكلم هكذا بدون دراية كلاماً إنشائياً عشوائياً عن أموراً تم التوثيق لها بأحكم ما يكون التوثيق ولعل في تعبير الأخ المشرف عن ركبوك مركب السلفية أصدق توصيف لحالتك الخبطعشوائية هذي. وحتى إذا لم يكن علم أصول الفقه علماً موثقاً فبالدراجي كدا كيف يكون النص واضحاً ويحمل في ذات الوقت معانٍ محتجبة أو مسكوت عنها.. كيف بالله عليك؟ الواضح لغة هو ما لا خفاء فيه..أليس كذلك؟ لو قلت أن بروز الحاجة لتأصيل الفقه كانت مرتبطة بتاريخ التطورات الإجتماعية والسياسية وبروز وقائع مستجدة لا وجود لنص يعالجها لكان أرحم لك ولنا. لقد بينت لك بأنه في عهد الرسول كانت تتم عملية الإستجابة للمستجدات بالوحي وآلية الناسخ والمنسوخ أو في عدم الحاجة لوحي برزت قواعد من شاكلة انتم أدري بشؤون دنياكم، لكن بموت الرسول برز الركن الثالث في الفقه بعد القرآن والسنة وهو اإجتهاد وذكرت لك من قبل تعطيل سيدنا عمر للحدود في عام الرمادة ومثال آخر هو وضع الأراضي المفتوحة عنوة، والتي تباينت فيها الأحكام إذ رغم أنها كانت تعتبر غنائم حرب أيام الرسول إلا أن الخليفة عمر غير وضعها لفيئ لمواضعات قدرها هو. وعلم إصول الفقه يا هشام مثله مثل كل العلوم الشرعية علم مستحدث في حد ذاته مع الإمام الشافعي وقد نشأ لعلمك في إمومة علم الكلام وأبوة الفقه
للتعاطي كما ذكرت لك مع مستجدات الظروف ومتغيرات الزمان تأكيداً لبشرية النص في أيدي البشر. قال ابن خلدون في مقدمته (واعلم أن هذا الفن ـ يقصد علم أصول الفقه ـ من الفنون المستحدثة في الملة) فلما تشظت المجتمعات وإختلفت مشاربها وظروفها ودخل في الإسلام أقوام عاداتهم وحياواتهم تختلف تماماً عن عادات وحياوات غيرهم تشعبت الإجتهادات والمدارس الإسلامية في العراق والشام وارض الحرمين ووصلت الإختلافات بين الفقهاء حد التكفير والتفسيق بين أتباع هذه المدارس فجاءت الحاجة لعلم جديد حتي تتوحد مسارات التشريع عبره وإلي حد ما كان ذلك مفيداً رغم أنه قد تبين أنه أما تحدي التشظيات الإجتماعية الهائلة يستحيل عليه توحيد المدارس السنية بإختلافاتها والشيعية الإخبارية وغير الإخبارية، فإتفق غالب أهل العلم علي القرآن والسنة والإجماع والقياس وإعتبروها أهم مصادر التشريع والفتوي تعبيراً عن مرونة النص الديني في مقابلته للنص الإجتماعي وتعييناً لأولوية النص الإجتماعي على الدين أي أن النص الديني تابع ومسخر لمصلحة الحياة الإجتماعية...أواصل

Post: #126
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-06-2017, 12:07 PM
Parent: #125

Quote: فمثلًا آية قطع يد السارق هي آية واضحة، ولهذا فلا يوجد مذهب فقهي يقول بأن السارق لا تُقطع يده، بينما يكون الخلاف الفقهي حول ما لم يذكره النص كالنصاب الذي يجب أن تقطع فيه اليد، ومكان القطع، هل تقطع من الرسغ أم من الساعد وما إلى ذلك. ولهذا فإنَّ هنالك قاعدة فقهيَّة تقول إنَّه لا اجتهاد مع وجود نص، فالقول بوضوح النص مع وجود الفقه ونشأته لا تناقض أو تعارض بينهما؛ بالإضافة إلى أنَّ وضوح النص هو ليس ادعائي أنا؛ بل هو ادعاء القرآن نفسه، فالقرآن هو من ادعى أنَّه واضح ومُبين، أمَّا عن "خشم البيوت" فأود تذكيرك أنَّني أتكلَّم عن آيات الأحكام والعقوبات والحدود، فهذا هو ما يهمني من مُجمل القرآن كما ذكرتُ سابقًا، وربما لا يخفى عليك أنَّ آيات الأحكام هي من المُحكم وليس من المُتشابه، ولكن حتى المُتشابه ليس هنالك تصريح قرآني بتأويله؛ بل على العكس تمامًا، فقد نهى القرآن عن تأويل المُتشابه، ووصف المتأولين بأن في قلوبهم زيغ: {هُوَ الَّذِي أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا ۗ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ} فالمطلوب من المُسلم أن يُؤمن بالمُحكم وبالمُتشابه من آيات القرآن، وأن يترك المُتشابه فلا يُحاول تأويله لأنَّ تأويله لا يعرفه إلَّا "الله" هذا ما تقوله الآية نصًا، وإن كنت مؤمنًا بأنَّ هذا الكلام هو كلام الله، فمن الواجب أن تُسلّم له، لا أن تُجادل فيه بغير علم فقط من أجل الانتصار لأهوائك؛ فالدين لا يُؤخذ بالأهواء، وما سُمي المُسلم مُسلمًا إلَّا لاستسلامه الكامل لله ولأوامره، فإن كنتَ لا تتفق معي حول ذلك؛ فتأكد أنَّ مشكلتك مع الإسلام نفسه، وليس معي أنا، فها هو النص أمامك: واضحٌ ومباشر، وصريح



إعتقد أنني ذكرت لك أن حد السرقة نفسه عطله من هو في عداد أقرب الأقربين للرسول وهذا يدحض الكلام الكتبته عن ضرورة وجود قاعدة أو مذهب يقول صراحة بأن السارق لا تقطع يده إلا في حدود نصاب معين وبطريقة ميكانيكية متكلسة بشروطها المحددة في الحالات التالية 1،2،3 فأين الخلل ياهشام هل في إستيعابك أم في إستيعاب عمر بن الخطاب لمرونة أو أوالية النص. المشكلة يا هشام كما أظن تكمن في إستسهالك وإستهوانك الخوض في إمور تحتاج لتأهيل صارم حتى تتفهم كيف تتعامل مع أشياء من قبيل سد الذرائع والمصالح المرسلة والإستصحاب. لابد أن تتذكر أخي هشام بأن ليس كل نص إسلامي صندوق مغلق بل آلية تفريخ للأحكام المتولدة بإستمرار أكانت من تلك التي يتفق عليها أوالمختلف فيها مما ي وكل ذلك فتح الباب واسعاً للتعاطي مع حالات ذي حالتنا دي يا هشام نحن العايشين في الغرب وعاوزين نشتري بيوت ولا يوجد غير الرهن الربوي والأماكن التي لا يوجد فيها بروتين حيواني مذبوح حسب مواصفات النص أو مدارس تمنع تغطية الشعر للفتيات أو الدعوة للتعاطي مع الحكمة أياً كان وعاؤها. النص يا هشام ما جامد إما كله أو عدمه إما أبيض أو أسود بل فيه من المرونة التي تظهر أحياناً في شكل تدريجات فيها الحلال المباح والحلال المكروه والحلال المندوب المستحب والمرخص كما العزائم وتلك هي المرونة الضرورية لحفظ معادلة الثابت والمتغير ما بين الدين والزمان وأن القاعدة الأصولية تقول أن الأصل في الأشياء الإباحة قال تعالي (هوَ الَذِي خَلَقَ لَكم مَا فِي الُأَرُضِ جَمِيعَاَ ). لقد كانت رسالة الشافعي ضربة بداية موفقة ثم أتي بعده من أتي مثل الجويني والغزالي الأشعري
الذي رغم ممالئته للحكام وحملته علي ابن سينا وابن رشد إلا أنه يعتبر الغزالي الملقح الرئيسي للمنطق الأرسطاطاليسي بعلوم التشريع الإسلام يظهر هذا جلياً في اسلوبه ومنطقه السهل المتمنع لا سيما مقدمة كتابه الفقهي الشهير المستصفى والتي أبان فيه كيف أن منطق أرسطو يمكن إعتباره شرطاً من شروط الاجتهاد وفرض كفاية على المسلمين

Post: #127
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-06-2017, 12:33 PM
Parent: #126

Quote: من الجيد أنك تعرف أنَّ النص ثابت. هذه خطوةٌ جيدةٌ جدًا، وهي حقيقةٌ أحاول إقناع البعض بها فلا يقتنعون، وفكرة أنَّ الزمان متغيرٌ؛ فهي حقيقة أيضًا، أمَّا الخلوص إلى نتيجة أنَّه طالما النص ثابت، والزمن متغير إذن يجب أن إعادة تأويل النص، فهي نتيجة مُضحكة ومُفارقة للمنطق. النص هو المعنى، فإذا غيرت المعنى بالتأويل فأنت غيرت النص، ولهذا اعتبر القرآن ذلك تحريفًا. النص ليس الكلمات والألفاظ يا عزيزي، ليس مجرد كلمات متراصة، وإنما النص ماعون للمعنى، ووراء هذه الكلمات المتراصة معنى، فإذا غيرت المعنى تغير النص نفسه. ومن الجيد أنَّك ذكرت موضوع النسخ، فمن كان -برأيك- يقوم بهذا النسخ؟ بحسب العقيدة الإسلامية فإن النسخ أمر إلهي ولا يحق لأحد أن يتدخل فيه؛ حتى محمد نفسه، ولهذا قال القرآن بكل وضوح {قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلي}، فمن أنتَ حتى تتدخل في النص القرآن بنسخ معانيه وصرفها إلى غيرها؟ أنتَ الآن تضع نفسك في مقام "الله" وتقرر أنه يتوجب تأويل النص، وتبديل معناه، فهل أنت مُدركٌ فعلًا لما تفعله؟


هل لا زلت تتمسك بثبوت النص مبنىً ومعنىً يا هشام ؟لا أعتقد أن تقرير المقرر بماهيته إلا حالة أقرب للإستهتار بالكلام منه إلى المحاججات الرصينة. لا يحتاج أي إنسان لبذل أي مجهود كي يصل إلى أن النص كان آية قرآنية أو حديث نبوي هو نص صدر من الله أو النبي فثبت بعدها. هذه نقطة مفروغ منها ولكن هل ثباته يعني تكلسه. لنفترض أنك يا هشام في البلدة الأوروبية التي تقيم فيها صادفت داعية إسلامي إستطاع تحويل جميع الناس فيها لمسلمين هل تتخيل أنه سيعيدهم للقرن السابع الميلادي ويثبتهم في شكل الحياة التي نزل في رحابها ذلك النص؟ وهل هذا شيء ممكن حتى؟ وعندما نتكلم عن إنفتاج النص على دلالات مواكبة لكافة التعينات الإجتماعية لا يمكن أن نستشهد على ثبوت النص بوقائع الناسخ والمنسوخ لأنها كانت الآلية المناسبة لظرفها حيث الوحي ما زال مستمراً مدراراً إستجابة للتغير في الظروف المستجدة يومياً. نعم لا تبديل في النص وهذا ما إستدركته عليك في قولك بإمكانية تصحيح النص وهو يعني عملية التبديل المذكورة هنا. لا أعرف كيف أرد على من يفترض أن المأول للنص يضع نفسه مكان الله إلا الرثاء على حالتك الذهنية التي أوصلتك إلى هذا الفهم الغريب

Post: #128
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-06-2017, 12:56 PM
Parent: #127

Quote: ما الذي تُريد الوصول إليه بالتحديد؟ تريد التعايش السلمي؟ تريد تحقيق الحريات؟ تريد محاربة الطائفية؟ تريد إتاحة حرية الاعتقاد والأفكار؟ إن كانت إجاباتك بنعم (وأنا أتوقع ذلك)، فما الداعي إلى تأويل القرآن؟ لماذا لا تفعل ذذلك وحسب؟ هل نحن أساسًا بحاجة إلى أديان لتحقيق هذه المطالب والقيم؟ هذه القيم تم الوصول إليها بقوانين ومعاهدات وضعية، لم ينتظر أحد أن يُعيد تأويل نصوص دينه لتحقيق هذه المطالب، هذه المطالب متوفرة فعلًا، كل ما علينا هو الالتزام بهذه القوانين الوضعية، واحترامها، لا أن نُعيد تفصيل النصوص الديني لنأتي متبجحين أمام من وضعوا هذه القوانين لنخبرهم بأن هذه القيم موجودة في الإسلام قبل 1400 سنة



أتفق معك يا هشام هنا بأنني أريد من منطلق الليبرالية العلمانية تحقيق كل ما ذكرته آنفاً من تعايش سلمي وحريات ومحاربة الطائفية. أما سؤالك إذن ما الداعي لتأويل النص الإسلامي؟ أو بالأصح إعادة تأويل النص القرآني؟. والإجابة تتأسس على حالتين الأولي إجتماعية والثانية سياسية. الإجتماعية هي المستجدات المتسارعة التي تصيب مجتمعاتنا فقد أصبحت هذه المجتمعات تتغير بشكل فظيع كل 50 سنة على عكس سكونية المجتمعات .القديمة وهذه المستجدات تستقدم معها تحديات جديدة محلية وأقليمية وعالمية. المحلية يمكن ملاحظتها في أن السودان الآن أصيح سودانين وأن تقنية التواصل الآن خلقت أجيال جديدة تستهلك جل وقتها في التواصل مع عالمها المحلي والقولبي بشكل جدد في ثقافتها وشعورها العام بشكل مذهل. الحالة السياسية هي تغول غول الإسلام السياسي على السلطة السياسية والعسكرية في البلاد لتحقيق مصالح فئات إجتماعية معينة مستعيناً بترسانة من النصوص الدينية المأوّلة بما يخدم هيمنته على السلطة بشرعية زائفة، وبالتالي فإن التصدي لهذا القول لا يقتصر على الميدان العسكري فقط بل الميدان المعرفي ساحة أخرى ضرورية لتعرية هؤلاء المستهبلين مما يتسربلون به من شرعية زائفة

Post: #129
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: كمال عباس
Date: 07-06-2017, 01:41 PM
Parent: #128

سلام يا أخ هشام آدم
النص القرآني قابل للتأويل - وقابل لتعدد التفاسير وتبائن الفهم - وإختلآف التأويل وتبائن الفهم
يرجع لعدة العوامل ( لغة النص وفهم المتلقي أو" المأول " ومصالحه وموقعه منحركة التغيير والحراك الإجتماعي وتفاعل النص مع تطور العلوم الطبيعية والإجتماعية وصيرورة الحياة
* ثانيا قضية التأويللاتنحصر فقط في لغة النص أو قراءة النص في السياق الكلي للقران ومقاصد
الدين العامة والعناصر أعلاه ولكن في عوامل أخري منها
الأسباب المباشرة لتنزل ونزول النص والسياق التاريخي والظرفي الذي نزل فيه النص وعقلية
المخاطب والثقافة ومنظومة القيم والمثل التي كانت سائدة وقتها الخ
* من التعسف الزعم والقطع بأن النص القراني غير قابل للتأويل ! في تقديري أن هناك كثيرا من
النصوص قابلة للتأويل وبعضها ومباشر وقطعي وواضح الدلالة لايمكن التعاطي عبر آلية
التأويل وإن يمكن الإستناد علي قراءة وفهم النص في سياقاته الظرفية والإجتماعية لما يصعب
تأويله !
** العلماني - هنا وفي هذه الحالة الأخيرة يتجاوز النص لو كان واضحا ومباشرا وقاطعا
كما هو الحال بالنسبة لقطع يد السارق والجلد ونصفية شهادة المراة !
مرجعية العلماني لاتعتمد ولاترتهن علي المخارج المنبثقة من داخل حق الدين من تأويل ومراعاة
السياقات - ولكنه -إي العلماني يشجع ويدعم المخارج والرؤي الإسلامية الإستنارية
العلماني العقلاني - لايسعي لشطب الدين أو إقصائه عن حياة الفرد والمجتمع
لأنه ليس عدمي ولايغفل مكونات الوعي الأجتماعي وليس مهمته كعلماني محاربة
الأديان !!

Post: #130
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-06-2017, 04:23 PM
Parent: #129

الأخ محمَّد حيدر المشرف
تحيّاتي

ربما قلتُ ذلك من قبل، ولكن لا بأس من الإعادة: مُشكلتنا الحقيقيَّة تكمن في النُّخب، وفي الظاهرة التي تكلَّمتُ عنها في مُداخلةٍ سابقة وهي "جهالة المُثقفين"، وهي أمرٌ آخر لا علاقة له بظاهرة أشباه المُثقفين. عندما تُصبح الثقافة ومُنتجاتها مُجرَّد كلمات وعبارات وجُمل لا تمثيل لها على أرض الواقع، بسبب جهل المُثقف بحقيقة معانيها، لأنَّه لم يتبنى مُصطلحات الثقافة إلَّا لأنَّها كالاكسسوارات التي يُجمّل بها المرء نفسه، ليبدو عصريًا. لا أعرف من أين أبدأ في الرد على مُداخلتك القصيرة الأخيرة، لأنَّها مليئة بالمُغالطات، من أولها لآخرها، ولكن سأحاول أن أبدأ من السطر الأول.

الإلحاد السلفي
هذه العبارة "المُفارقة" تُذكرني دائمًا بمقطع من قصيدة حُميّد عندما قال:
"البوليس صاقع شيوعية
وفاكر نفسو بنبز فينا
هي آ بوليس أمك مسكينة"
وسوف يتضح لك الرابط من خلال كلامي الآتي.
إنَّ فكرة القولبة والتنميط والتصنيف هو مكانيزم دفاعي يستخدمه الضعفاء فقط ليشعروا بالراحة النفسيَّة عند الحوار، فمُجرَّد تصنيف الآخر يُشعره بالراحة، لأنَّ التصنيف والقولبة في حد ذاتها -بالنسبة إليه- تعني أنَّ الآخر على خطأ. من يستخدمون توصيف "سلفي" لا يستخدمون إلَّا من باب التخطئة، والإعابة، على اعتبار أنَّ صاحب هذا الفكر هو شخص جامد ومُتعسف ومُتحجر، فأنتَ عندما تصف أحدًا بأنَّه سلفي فأنتَ -ضمنيًا- تستدعي كل هذه الصفات السلبيَّة فيه، وفي فِكره (تمامًا مثلما يستدعي "البوليس" كل الصفات السلبية في الشخص عندما ينعته بالشيوعي)، وطالما أنَّ الآخر تمت قولبته في قالب التَّحجر والتَّعسف والتَّعصب والجمود، فأنتَّ (بالتَّالي) على العكس من هذه الصفات تمامًا: مُنفتح، مُتقبل للآراء الأخرى، مرن، ديمقراطي، تُؤمن بحريَّة الآخرين ووو إلخ. أسلوب التصنيف هذا يا عزيزي لا يختلف كثيرًا عن أسلوب "التكفير" لأنَّه يُؤدي إلى نفسه الفكرة: تخطئة الآخر، في مُقابل ادعاء الصحَّة للذات. ولكن في الحقيقة لا يُمكنني الإعابة عليكَ في ذلك، فكثيرٌ جدًا من السودانيين -لاشعوريًا- يجدون أنفسهم يتبعون أسلوب التصنيف والقولبة، وأسلوب الشخصنة، لكسب أي حوار. استخدام هذا الأسلوب لا ينفع معه أن تقول جملة مثل: " ذلك مقبول في ذاته بالتأكيد والزول حر تماما في تبني ... " حتى تظهر بمظهر الشخص الديمقراطي الذي يمنح الحريَّة لآخرين، لأنَّك -ببساطة- نزعت هذه الحريَّة بهذا التصنيف.

الفرض
تقول إنَّه من غير المقبول أنَّ أفرض "سلفيتي" على أحد، والحقيقة لا أعرف ما الذي تقصده بالفرض في هذا المقام. فمتى وكيف "فرضتُ" وجهة نظري على أحد؟ أم تُراكَ تعتقد أنَّ مُجرَّد "النقد" هو فرضٌ في حد ذاته؟ أم أنَّ نقد موقف شخصٍ ما هو فرضٌ بالنسبة إليك؟ إن كان الأمر كذلك، فهل انتقادكَ لموقفي "الإلحادي السلفي" فرضٌ بالمُقابل؟ أم أنَّ فرض ما تراه أنتَ صحيحًا مقبولٌ ومسموح به، وإنَّما الفرض غير المقبول هو فرض الفكر السلفي فقط؟ أنا يا محمَّد المُشرف لا أملك غير عقلي الذي أُحلل به، وقلمي الذي أكتب به، ولا أفعل شيئًا غير الكتابة فقط، فهل هذا "فرض" من وجهة نظرك؟ هل فرضتُ عليك قراءة هذا البوست؟ هل حملتُ السلاح في وجهكَ وأجبرتكَ على الإقرار بفكرتي وصحتها؟ ما هو الفرض في نظرك بالتحديد؟ إنَّ الاعتقاد بأنَّ النقد في حد ذاته هو فرض، لهي مُحاولة بائسة جدًا لقمع الرأي وقمع حريَّة التعبير بطريقة عصريَّة، وهو ما يدل على ضيق صدور المُسلمين (حتى الليبراليين منهم) بنقد مُقدساتهم، والمساس بها بصورةٍ مُباشرة، وهو ما يجعلني غير مُتفائل أبدًا بما يُسمى بحركة الإصلاح، لأنَّه (وإن كُتب له النجاح) فلن يكون إلَّا نقضًا لفكر جامدٍ وإحلالًا لفكرٍ جامد غيره، ولكن هذه المرَّة سيكون فكرًا جامدًا مُتدثرًا بثياب عصريَّة، في حين أنَّ الجوهر واحد.

الدين والنَّص
أحيانًا قد ينخدع البعض باستخدام بعض المعلومات الصحيحة (بل والبديهيَّة) داخل جُملةٍ ما، فيحكم على الجُملة كلها بالصحَّة، ففكرة أنَّ الدين مُعطى فاعل ومُستمر في التاريخ الإنساني هي فكرة صحيحةٌ 100%، وأنا أيضًا لا أختلف معك حولها، ولكن ما قلته بخصوص "النص" وعلاقته بالدين هو عبارة عن "خطرفة" لا أكثر، وخلطٌ لا أجد له مُبررًا؛ لاسيما من شخصٍ مثلك. العلاقة بين الدين والنص هي تمامًا كالعلاقة بين السياسة والبرنامج الحزبي، فالدين مفهوم عام، وداخل هذا المفهوم العام تُوجد أديان مُؤسساتيَّه يُمثل النص فيها مركزًا محوريًا، تمامًا كالسياسة والبرنامج الحزبي، فهنالك عشرات الأحزاب السياسيَّة التي تُمارس "السياسة" ولكن البرنامج الحزبي هو أمرٌ محوري جدًا بالنسبة للأحزاب التنظيميَّة، وهو ما يجعل هذا حزب أمَّة، وذلك حزب وطني وآخر شيوعي وووو إلخ، والبرنامج الحزبي هو ما يخلق الاختلاف بين المجموعات التي تُمارس نفس الفعل "السياسة"، ولكن بدون البرنامج الحزبي يُمكن للإنسان أن يُمارس السياسة دون أن يكون منضويًا داخل أي تنظيم حزبي، وكذلك الدين والنص، فالنص هو الذي يخلق الاختلافات الجوهريَّة بين الأديان المؤسساتية، ومن أجل هذا كان هنالك مُسلمون ومسيحيون ويهود، ولولا النص لكان من الجائز للمُسلم أن يتبنى الأفكار والعقائد المسيحيَّة، والعكس بالعكس. فإذا كنتَ تعتبر النَّص غير مهم في الدين، فهذا لأنَّك تخلط بين مفهوم الدين العام، وبين مفهوم الدين الخاص "المُؤسسي" القائم على النص، والذي يلعب فيه النص دورًا محوريًا، وكأنَّك تخلط بين السياسة وبين الممارسة السياسيَّة داخل الأحزاب. النص محوري جدًا في الأديان المؤسساتيَّة، لأنَّه يعتبر manuel يُوضح للمُسلم ماذا يفعل، وكيف يفعل، ومتى يفعل. النص هو الذي يُشكل "عقيدة" الإنسان "الإيمانيَّة" فالنص هو الذي جعل المُسلم مُقتنعًا بأنَّ هنالك جنَّة ونار، وأنَّ الله له عرشًا، وكرسيًا، والنص هو ما جعل المسيحي يرفض هذه الأفكار ويُصدق (بالمقابل) أنَّ الله تجسد في إنسان ومات على الصليب فداءً لخطايا البشريَّة، وبأنَّ لله ملكوتًا (لا جنة) ووووو إلخ. ولولا النص أصلًا لما أصبحت مُسلمًا مُعتقدًا بصحة الإسلام وبصحة نبوة محمَّد، وأنَّ رسالته هي آخر الرسالات، لأنَّ النص هو الذي قال لك ذلك.

أريدكَ أن تفهم أمرًا واحدًا عزيزي محمد المُشرف، إن كنتُ أنا أُدافع عن فكرتي، فأنتَ تفعل الأمر ذاته، فكلما كتبتُ موضوعًا جديدًا تداخلت معي وقدّمت اعتراضات على أفكاري، ونحن في هذا العالم الافتراضي نتبادل الآراء، أنتَ تقول رأيك وتُصره عليه، وأنا أقول رأيي وأُصر عليه، فليس هناك سببٌ واحدٌ يجعلك تعتقد أنَّ موقفي "سلفي"، ولا يجعلك موقفك كذلك أيضًا، ليس هنالك سبب واحد يجعلك تعتقد أنَّني مُتحجر في حين أنك مُنذ ولادتك لم تغير ديانتك، ولم تغير رأيك تجاه، وما زلت تعتقد بصحته. لا يوجد سبب واحدٌ أيضًا يدفعك إلى تصنيفي ومُحاولة قولبتي، لأنَّ هذا ليس من حقك أبدًا.

مودتي





Post: #131
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-06-2017, 04:30 PM
Parent: #130

الأخت امتثال عبدالله

قلتِ لي "منطق" ؟ عندما يتكلَّم المُتدينون عن المنطق أو العلم .. أجد نفسي أضحك دون إرادةٍ مني. وعلى رأي باسم يوسف "انتو فشختو المنطق" ياخ

مودتي

Post: #132
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-06-2017, 04:30 PM
Parent: #131

الأخ عبد الصمد محمد
أقيف ورا امتثال عبدالله في الصف
شكرًا على مُداخلتك.

Post: #133
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-06-2017, 04:31 PM
Parent: #132

جمال ود القوز
كان لدي صديق في صغري، حكى لي أنَّ والده كان يضطهده كثيرًا، وفي يوم ما، كان والده نائمًا (ونحن كسودانيين نعتبر وقت قيلولة الأب وقت مُقدس، يُمنع فيه إصدار الضجيج). كان هو وأخته يلعبان إلى جوار سرير والده النائم. كانت أخته تصرخ في وجهه لرغبتها في الاستحواذ على اللعبة؛ عوضًا عن مشاركتها إياه، وهو كان ينتظر أن يستيقظ والده ليضربها بسبب صراخها، ولكنه لم يفعل. فعندما يئس من ذلك ما كان منه إلَّا أن ضرب أخته، فبكت؛ فما كان من والده إلا أن استيقظ وانهال على صديقي ضربًا، وهو الذي لم يُوقظه صراخ الطفلة طوال تلك المُدة.

انتهت القصَّة، واستخراج المعنى من اختصاصك.

Post: #134
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-06-2017, 04:31 PM
Parent: #133

أخ سناري
أشكركَ على مُداخلاتك (مُداخلة لكل فقرة) :-)
سعدتُ بالحوار معك

Post: #135
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-06-2017, 04:32 PM
Parent: #134

الأستاذ كمال عباس
تحيّاتي

شرحتُ آلية فهم النص القرآني ولا أجد حاجةً لإعادة الشرح، رغم أنَّه يبدو من مُداخلتك وكأني لم أقل شيئًا على الإطلاق. ولكن للأمانة أعجبتني كلمة "مخارج" في كلامكَ، والغريب أنَّك تقولها دون استشعار أي خجل أو حتَّى تحفظ. الدين (كان) مهم عزيزي كمال عباس، كان مهم للإنسان البدائي وكان مهم لتطور عقله وخياله، ولكنه لم يعد كذلك الآن. الدين عبارة عن مرحلة تمثل الجانب "الطفولي" للإنسان (هكذا قال أينشتاين) وأنا أعتبر الدين مثله مثل "المشَّاية" للطفل، مهمة جدًا لتساعده على المشي، ولكنها تفقد أهميتها بمجرّد أن يمتلك الطفل القدرة على المشي بمفرده. قد يقوم الأهل بالاحتفاظ بالمشَّاية من باب التذكار لا أكثر، ولكن دورها ووظيفتها تكون قد انتهت فعليًا. بصراحة أجد أنَّه من المعيب على أي مثقف أن يُدافع عن الدين (وأي فكرة أو فكر قائم على الخرفات) بحجج سخيفة جدًا كالدور الدين التاريخي والاجتماعي، والذي وإن كان صحيحًا؛ إلَّا أنَّه يدل على مكمن المُشكلة. المُشكلة الحقيقية أستاذ كمال عباس أنَّ الدين (عوضًا عن أن يكون مسألة شخصيَّة تقوم على العلاقة بين الإنسان والإله، تمدد وأصبح له دور في الثقافة والاجتماع والسياسة والتاريخ، هذه الحقيقة التي يُكررها البعض هي في الواقع أُس المُشكلة، ولا أعرف كيف أمكنهم الاعتماد عليها للتبرير للدين!

عمومًا أشكرك على الحوار

Post: #136
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-06-2017, 05:38 PM
Parent: #135

Quote: شرحتُ آلية فهم النص القرآني ولا أجد حاجةً لإعادة الشرح، رغم أنَّه يبدو من مُداخلتك وكأني لم أقل شيئًا على الإطلاق. ولكن للأمانة أعجبتني كلمة "مخارج" في كلامكَ، والغريب أنَّك تقولها دون استشعار أي خجل أو حتَّى تحفظ. الدين (كان) مهم عزيزي كمال عباس، كان مهم للإنسان البدائي وكان مهم لتطور عقله وخياله، ولكنه لم يعد كذلك الآن. الدين عبارة عن مرحلة تمثل الجانب "الطفولي" للإنسان (هكذا قال أينشتاين) وأنا أعتبر الدين مثله مثل "المشَّاية" للطفل، مهمة جدًا لتساعده على المشي، ولكنها تفقد أهميتها بمجرّد أن يمتلك الطفل القدرة على المشي بمفرده. قد يقوم الأهل بالاحتفاظ بالمشَّاية من باب التذكار لا أكثر، ولكن دورها ووظيفتها تكون قد انتهت فعليًا. بصراحة أجد أنَّه من المعيب على أي مثقف أن يُدافع عن الدين (وأي فكرة أو فكر قائم على الخرفات) بحجج سخيفة جدًا كالدور الدين التاريخي والاجتماعي، والذي وإن كان صحيحًا؛ إلَّا أنَّه يدل على مكمن المُشكلة. المُشكلة الحقيقية أستاذ كمال عباس أنَّ الدين (عوضًا عن أن يكون مسألة شخصيَّة تقوم على العلاقة بين الإنسان والإله، تمدد وأصبح له دور في الثقافة والاجتماع والسياسة والتاريخ، هذه الحقيقة التي يُكررها البعض هي في الواقع أُس المُشكلة، ولا أعرف كيف أمكنهم الاعتماد عليها للتبرير للدين


سأواصل في التداخل يا هشام لأن المعني بالكتابة هنا هو القارئ ولك الحق في التداخل أو عدمه فهدا لا يعنيني كثيراً. وأعتقد لأننا نحتاج أن نكرر كثيراً (أنا وكمال والمشرف وكل من جرى في المضمار عينه) بأن حديثنا عن الدين هنا لا ينطلق من مواقفنا الإيمانية، أقصد بهل نحن مؤمنين، ملحدين، أو لادينيين بل من خلفيتنا العلمانية الليبرالية التي ترى حرية وحق الإنسان في خياراته الإيمانية وواجب المجتمع في حماية هذا الحق. هذا الحق الذي وصفه كانط بالضرورة العقلانية. ويا لها من طفولة عقل تلك التي تشحنك بالشجاعة حتي تتفوه بالعبارات مثل ( كان الدين مهم للإنسان البدائي وكان مهم لتطور عقله وخياله، وأنا أعتبر الدين مثله مثل "المشَّاية" للطفل، مهمة جدًا لتساعده على) المش هل تعلم بأن ديكارت مؤسس العصور الحديثة أقام الكوجيتو ليطرح العقل كمقدمة ضرورية للإيمان نعم الله طرحه مؤسس الأنوار كمضمون للأنا والوجود قبل أن يطرح كانط العقل العملي لأدراك الروح المؤهلة للذهن المدرك لظواهر الكون والأشياء وهيجل من جانبه ربط العقل بالمطلق والمطلق هي الآلهة في وصله للمحدود باللامحدود ووصل الأمر بكريكجارد أن يؤسس اعقد ظواهر الحياة وهي التناقض كجوهر للإيمان. وانت يا هشام تصر على أن الدين من لوازم العقل البدائي والطفولة العقلية. بالمناسبة لا ينطلق كل من هؤلاء الجهابذة في تفلسفه من مبدأ إيمان بأي من الأديان التوحيدية ربما إلا كريكجارد ولكن من وعي بحدود العقل وإطلاقية الروح وإكتشاف الفلسفة لأخطاء العقل الذي كرر أخطاء الدين القديمة كما سأتعرض لها في مداخلة لاحقة

Post: #137
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-06-2017, 05:56 PM
Parent: #136

لا مشكلة عزيزي سناري، بإمكانك المواصلة. أساسًا كان من الواضح أن حوارنا حوار طرشان لا أكثر.
بالتوفيق

Post: #138
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-06-2017, 06:10 PM
Parent: #136


يا هشام وانت تتحدث عن طفولة العقل والتفكير المعترف بوجود الدين مفترضاً أن عقلانية العصر الحديث تجاوزت الأديان أقول لك أنها دورات الزمان التي قد تتجاوز اليوم العقل نفسه وطبعاً كلنا يدري الإزمات الإنسانية التي أوصل العقل (لا سيما العقل الأداتي) العصر الحديث إليها حتى إهتمت الفلسفة طيلة هذا العصر بنقد العقل وتكريس الجهد لقضايا أصبحت هي الأساسية الآن وعلى رأسها أزمات الوجود (لدي بوست مهم عن الوجودية وتأسيساتها على نقد العقل والميتافيزيقا في وجهتها المعنية بالحقيقة وليست تلك المعنية بما وراء الوجود) أو ظهور الفينومينولوجيا التي عالجت وهم الإنفصال بين الذات والموضوع حين أصبح اللامعقول هو التعبير الجديد عن العقل وإستمر العقل أبلهاً لا يقول شيئاص في المحن التي لا زالت تلم بنا وليست آخرها الكوليرا التي تحصد المئات والمجاعات في الجنوب والشرق والإستعمار النيوكولونيالي وكل تلك الأسئلة الجديدة التي تفرزها حياتنا بل يفرزها الموت موت الأطفال والنساء في اليمن وسوريا والموصل وكافة أرجاء إفريقيا بل على متن قوارب الهجرة على البحر الأبيض المتأسي أمام العقل. إنها هي الأسئلة الحارقة والأولية التي تواجه الناس المعرضين بإستمرار في هذا الزمن العجيب لمحن عجيبة. إنها الأسئلة المباشرة والحساسة التي تواجه الناس الما ناس اليوم. أسئلة الوجود الإنساني من رأسه لأخمص قدميه. أسئلة المعنى والمعاناة يا هشام والعقل المغيب التي تتطلب بسبب من عموميتها وأهميتها القصوى إجابات لا يوفرها العقلز ربما يوفرها القلب أو الروح أو لو

Post: #139
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Sinnary
Date: 07-06-2017, 10:38 PM
Parent: #138


بينما ينظر الأخ هشام للدين كتعبير عن الطفولة العقلية والبداوة يُنظّر كريكجارد للدين كخيار الفرد الذي يختار أن يركن العقل جانباً ليمضي في رحلة محاورة المستحيل. حاجة كدا ما عندها علاقة بالعقل أبداً، طفولي ولا بالِغ. ما عندها علاقة بالطقوس الإجتماعية أو العبادة. ولعل هذا السبب الذي يفسر ليه كثير من المفكرين بتجهوا من العقلانية أو المادية للتصوف. ولدي شخصياً صديقان كانا أبرز الكوادر الفكرية اليسارية في الثمانينات في الداخل والخارج وهماعبداللطيف عثمان ومحمد جعفر إنتهيا إلى التصوف لأنهما ربما رأيا أفقاً آخر للحياة لا يراه الماديون أو العقلانيون المنكفئون على المادية المحضة أو العقلانية المحضة دون الإنتباه لوجود طريق آخر للروح تتهادى في دروب مكافحة المستحيل. والإيمان عند هؤلاء كما عند كريكجارد بارقة أمل أو درب من دروب الأمل المنبثق وسط إحباطات واقع لا معنى له و لا يحمل غير المفارقات. لأن بالأمل فقط يكون للحياة معنى، الأمل في أن شيئاً ما حقيقي يوجد في مكان ما. إنه إيمان بأن ما نؤمن به بعيد ومستحيل وأهم من ذلك لا عقلانية في الإيمان به لأنه مليء بالتناقض. ألم يقل الله لنبيه إبراهيم إذبح إبنك؟ أها دا كلام عقل. تخيل أن تؤمن بإله يأمرك بأن تذبح ابنك وهو أعز ما تملك في هذه الحياة هذا عوضاً عن المخاطر القانونية والإجتماعية لمثل هذا الفعل؟

Post: #140
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Ahmed Alim
Date: 07-06-2017, 11:02 PM
Parent: #138

تحياتي لك أخي هشام ،،
ولضيوف البوست ،،

طالما أن السائد عند الكثيرين بأن القرآن حمال أوجه وبه مثانى ومتشابهات ويحتمل تفاسير متعددة وتأويلات متباينة وأن نصوصه صالحة لكل زمان ومكان .. وأن صلاحيته مكتسبة من مرونة النص الذي يمكن أن يفسر على عدة أوجه، ومادام أن تفاسير وتأويلات السابقين والحاليين للقرآن تستند في الإساس على فهم وثقافة ومعارف المفسر أو المؤول والظروف السياسية والإجتماعية والإقتصادية المحيطة به، ومادام أن هذه التفاسير والتأويلات تعتبر صحيحة مئة بالمئة في نظر الشخص أو الطائفة التي تتبنى التأويل أو التفسير، فهناك عدة تساؤلات بتطرح نفسها في الأمر المعقد دا:

1. هل هذا يعتبر إقراراً بأن النص القرآني غامض وغير واضح؟

2. طالما أن كثير من أتباع الطوائف الإسلامية يقرون بأن النص القرآني قابل لعدة تفاسير وتأويلات فلماذا إذاً يعترضون على تفاسير مخالفيهم (داعش، القاعدة، الوهابية، بوكو حرام …… الخ مثالاً).
3. وبالتالي ماهي الحكمة في تنزيل نصوص غامضة ويمكن تفسيرها بعدة أوجه تجعل الإسلام في الواقع عدة أسلامات (أديان) مختلفة!


فلو نظرنا لما يعرف بالإصلاح أو التجديد الديني نفسه عبر تاريخ الأديان بصورة عامة وللإسلام بصفة خاصة لوجدنا أن معظم هذه الحركات التجديدية إن لم تكن كلها ينتهي مصيرها أما لأن تصبح طائفة جديدة تضاف لذلك الدين، أو للزوال نتيجة لتعرضها لقمع السلطة المناوئة لأفكارها! وعلى حد علمي لا توجد تجربة تجديدية واحدة نجحت في توحيد كل أتباع دين على رؤية واحدة لفهم ذاك الدين!! وعلى الرغم من ذلك يا عزيزي هشام فانا من حيث المبدأ لا أرى أية غضاضة في أن يدعم الليبراليين أو أي شخص أية مساعي تهدف لتجديد الخطاب الديني الإسلامي عبر إيجاد تأويلات جديدة لمعالجة النصوص التي تدعو للعنف وعدم المساواة والحدود وغيرها من النصوص التي ترفض الآخر لكي تسود ثقافة التعايش السلمي فيما بين الأديان والثقافات المتنوعة.

Post: #141
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 07-07-2017, 02:32 AM
Parent: #140

Quote: 2. طالما أن كثير من أتباع الطوائف الإسلامية يقرون بأن النص القرآني قابل
لعدة تفاسير وتأويلات فلماذا إذاً يعترضون على تفاسير مخالفيهم (داعش، القاعدة، الوهابية، بوكو حرام …… الخ مثالاً)..
إذا حدث خلاف في فهم النص فهو في أمور متعلقة بالفروع وليس الأصول...........
المسلمون متفقون إلا ما ندر في الأصول ......وهذه الأصول تجرم داعش والقاعدة وبوكو حرام وما شاكل .......
والسنة النبوية هي المرجع الأساسي لفهم القرآن الكريم وعشرات من آحاديث في السنة النبوية جرمت الخوارج
وجعلت هؤلاء الخوارج رغم صلاتهم المجودة ظاهرياً وصيامهم وقراءتهم للقرآن الكريم إلا أنهم حكمت عليهم هذه النصوص بأنهم أشر الخلق
يعني أشقى من الكفار ....
وهناك حديث ذكر داعش تحديداً بالأسم وجرمهم وهو حديث دون في كتب لحديث منذ أكثر من ألف عام.......
وهو مروي عن علي رضي الله عنه :إذا رأيتم الرايات السود فالزموا الأ‌رض، فلا‌ تحركوا أيديكم وﻻ‌ أرجلكم، ثم
يظهر قوم ضعفاء ﻻ‌ يؤبه لهم، قلوبهم كزبر الحديد، هم، أصحاب الدولةﻻ‌ يفون بعهد وﻻ‌ ميثاق،
يدعون إلى الحق وليسوا من أهله،
أسماؤهم الكنى، ونسبتهم القرى، وشعورهم مرخاة كشعور النساء، حتى يختلفوا فيما بينهم

رواه أبو نعيم في كتاب الفتن

Post: #142
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: كمال عباس
Date: 07-07-2017, 03:21 PM
Parent: #141

تحية أخ هشام آدم
لا أدري لما الضيق بالرأي الآخر ؟
بحسب فهمي العناصر (العلمانية والديموقراطية ) التي تحاورك في هذا البوست
تملك- مثلك- حق التعبير والرأي الآخر والإختلاف مع بعض أو كل طرحك !
* وهي تكفل وتصون وتدافع عن حقك في الإلحاد والإعتقاد وعدم الإعتقاد - وحقك( إن شئت) في
الترويج لفكرك ومعتقدك - سلميا ورفض تهديد حياتك أو شخصك بسبب فكرك أو معتقدك !
* مع التثبيت علي هذه النقطة المبدئية - ومع مراعاة أختلاف أولويات الكتاب فإن البعض
يركز ويري أن الأهم حاليا هو( الخبز والحرية ) والعلمانية وحياة الناس وهموها اليومية ـ القضية
- قضية حياة أو موت بالنسبة للمواطن - وطن يتفتت ويتمزق يعاني من الفساد والإستبداد
والضياع !
** ومن ناحية أخري
فللناس مداخل عدة للتعامل مع الدين - بإعتباره أحد مكونات وعي المجتمع - ليس من الضروري
أن تتطابق مع رؤيتك وفكرتك - من حق علماني ما أن يثمن إي إتجاه للإصلاح الديني يتماشي
مع العلم والتطور ومع الديموقراطية وحقوق المواطنة والإنسان -وقوانين وضعية وإنسانية !
.........

Post: #144
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-07-2017, 05:27 PM
Parent: #142

الأستاذ كمال عباس
تحياتي

الأمر لا يتعلَّق أبدًا بالضيق بالرأي، وإلا لاعتبرتك (والآخرين أيضًا) تضيقون برأيي؛ هذا إن كان مجرد الرأي والنقد الرأي الآخر تعتبره ضيقًا. ضيقي في الحقيقة نابع من تكرار فكرتي في كل مرة رغم محاولاتي المستمرة لتوصيل الفكرة بأشكال وأساليب مختلفة، وفي كل مرة تكون الردود مُحبطة للغاية، ليس لأنَّها تنتقد فكرتي، وليس لأنها تقف على الجانب الآخر من رؤيتي، ولكن لأنَّ هذه الردود تشي بعدم الفهم الحقيقي لما قلته، وكأنني لم أقل شيئًا. عمومًا، يهمني أن أخبرك بأمرٍ أعتبره مُجرد إحساس لا أكثر، فعندما أتحاور مع "ليبرالي" يقف على الطرف الآخر، ويحمل أفكارًا تدعم ما يُسمى بالإصلاح الإسلامي، يأتي الكلام على فكرة أنَّه كان من الواجب عليَّ كمُلحد أن أدعم الليبرالية الإسلامية باعتبارها من سوف تضمن لي حق الرأي والتعبير، وأنها من سوف تكفل لي حرية نشر أفكاري دون خوف، ودون تهديد على حياتي، وكأن الأمر "منَّة" يمن بها الآخرون عليَّ، وليس حقًا أنتزعه انتزاعًا من الآخرين. وأخشى ما أخشاه أن يُصبح الأمر أشبه بالابتزاز الذي سوف يُمارسه الليبراليون المتدينين على اللادنييين والملحدين.

القمع يا أستاذ كمال عباس أحيانًا يتخذ أساليب مُختلفة ومتعددة، وقد تناولتُ هذه الفكرة في مقال سابق لي بعنوان (الحرب على النقد)، فكثير من المسلمين (حتى الليبراليين منهم) يعتبرون مجرد النقد مناهضة ومعاداة للإسلام، وسلبًا لحرية المعتقد، وهذا الأمر غير صحيح على الإطلاق، ورغم ذلك، فهم يُساومون (نظام سيب وأنا أسيب)، سوف نكفل لك حرية معتقدك، ولكن أنت أيضًا لا تُسيء إلى معتقداتنا. وطبعًا النقد هنا هو الإساءة إلى المعتقد، فيكون المطلوب هو التوقف عن نقد "المقدسات". وأحيانًا تأخذ المطالبة بنقد المقدسات أساليب أخرى، كالادعاء بأنَّ هنالك قضايا أهم من نقد الدين، والتحجج بقضية الخبز والحياة اليومية، واعتبار الكلام عن الدين من الترف الفكري الذي لا داعي له؛ بل وإنه يصرف الناس عن القضايا "الملحة" والأساسية. وأحيانًا يتحجج البعض بفكرة أنَّ بعض الملحدين لا ينتقد إلا الإسلام، ويترك الأديان الأخرى، وكيف أنَّ ذلك إشارة إلى معاداة الإسلام، وليس فقط مجرد حريَّة تعبير ورأي للمُلحدين، وغيرها من الأساليب التي تسعى في مجملها إلى إسكات أصوات النقد الموجه للمقدس الديني. قد يكون بعضها لاشعوريًا، وقد يكون بعضها الآخر شعوريًا، ولكن النتيجة واحدة. لا أحد تداخل في بوست "كروي" مثلًا، ووجه إلى صاحبه اتهامًا بالانصرافية وبصرف أنظار الناس عن القضايا "الملحة" والأساسية، ولا أحد تداخل في بوست "أدبي" ووجه إلى صاحبه تهمة الترف الفكري، والعزوف عن الاهتمام بالقضايا الشعبية، لا يحدث هذا إلا مع البوستات ذات الطابع النقدي للدين. الناس (مسلمين وغير مسلمين) ليست لديهم رغبة فعليًا في نقد الدين، ويشعرون بالضيق لذلك، وهو ما أراه إشارة غير مبشرة أبدًا.

إذا سقطت هذه الحكومة عزيزي كمال عباس، فلن يقوم حكم ديمقراطي علماني أبدًا، وسيكون الفضل في ذلك إليك وإلى الذين يتخذون نفس موقفك من نقد الدين، والداعمين دائمًا لما يُسمى بالإسلام المعتدل. وسوف تتذكر كلامي هذا يومًا ما. وإذا قامت ديمقراطية ما، فتأكد أنها ستكون ديمقراطية بنكهة إسلامية خالصة، سوف يتم تفصيل الديمقراطية والحريات على مقاس الإسلام تمامًا. وهذه سوف تكون نتيجة "التكتيكات" المرحلية والآنيَّة التي يتبعها الليبراليون اللادينيون بتأييدهم ودعمهم لما يُسمى بالإسلام المعتدل. التاريخ الإسلامي يا كمال عباس مليء بحوادث تُظهر لنا أنَّ الإسلام عندما لا يمتلك السلطة يميل دائمًا إلى الاعتدال والموادعة، وفقط عندما يمتلك السلطة يظهر وجهه الحقيقي، ويبدأ العنف. هكذا كان الأمر دائمًا مع الإسلام على مدار تاريخه. ولكن يبدو أننا لا نتعلم من التاريخ، وكما يقول المثل:

Those who do not learn history are doomed to repeat it


مودتي


Post: #143
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 07-07-2017, 03:42 PM
Parent: #141

الأخ أحمد الأمين
تحيّاتي

أنا لا أدعم الإسلام المُعتدل، أنا أدعم القيم الإنسانيَّة وحسب. ما يفعله بعض المُلحدين وبعض الليبراليين هو أنَّهم يدعمون الإسلام المُعتدل. هل لاحظتَ هذا الفارق؟ النص القرآني نص تاريخي مُتأثر بثقافة زمانه وعصره، والقراءة حسب السياق اتاريخي تُفضي إلى نتيجة واحدة حتميَّة؛ وهي أنَّ هذا النص (وليس تأويله أو تفسيره) غير صالح لهذا الزمان، ما يفعله المُسلمون الجدد (ويتفق معهم بعض المُلحدين) هو خلع تأويل جديد لا علاقة له بالنص نهائيًا، يُفضي إلى نتيجة أخلاقيَّة، فالذي يحدث هو أنَّ هؤلاء المُلحدين ينظرون إلى النتيجة النهائيَّة، ويُسجلون موقفهم بناءً على ذلك، وهو موقف براغماتي نفعي صرف. وبالطبع فأنا لستُ ضد هذه النتيجة النهائيَّة أبدًا، ولكنني ضد مُحاولات الربط بين هذه النتيجة النهائيَّة وبين النص التاريخي الذي تُؤكد قراءته وفقًا لسياقه التاريخي إلى عدم صلاحيته. دعني أشرح ببعض الأمثلة.

1) النص القرآني يعتبر ممارسة الجنس خارج إطار الزواج جريمة، بينما القيم المُعاصرة تعتبر ذلك حريَّة شخصيَّة، فما هو موقف المُلحدين والليبراليين من مثل هذا الموقف الديني؟ سوف نفترض أنَّ الرجم ليس من الإسلام، ستظل أمامنا آية الجلد، وآيات كثيرة تتكلَّم عن البغاء باعتباره فعلًا مُحرمًا، والجنس خارج إطار الزواج باعتباره فعلًا مُحرمًا، والقيم الليبراليَّة تكفل حرية ممارسة الجنس للأفراد. فما هو الحل؟ هل سوف نتعامل مع النص وكأنه غير موجود؟ أم سوف نُعيد تفصيل الليبراليَّة والحريَّات على مقاس الإسلام "المُعتدل" ؟

2) ما هو موقف المُسلمين الجدد والمُلحدين من النصوص التي تتناول حلول لمشكلات غير موجودة في زماننا هذا؟ كعدة المُطلقة والأرملة، هل نحن مُضطرين إلى العمل بهذه الأحكام القرآنيَّة وتطبيق العدّة رغم عدم حاجتنا لها في العصر الحالي، أم سوف نتجاهل النص ونعتبره غير موجود؟

3) ما هو موقف المُسلمين الجدد والمُلحدين من أحكام الميراث القطعيَّة والواضحة والتي تُوصي بتقسيم تركة المُتوفي بشكلٍ معلومٍ ومُحدد، هل سوف نُطبقها بصرف النظر عن فكرة المساواة الكاملة بين الجنسين، أم سوف نتعامل مع النص وكأنَّه غير موجود؟

4) ما هو موقف المُسلمين الجدد والمُلحدين من الآيات التي تتكلَّم عن ملكات اليمين، وبأنَّ المُسلم غير ملام في وطئ ملكات اليمين حتى وإن كنَّ مُتزوجات؟ هل سوف نتعامل مع النص وكأنَه غير موجود؟ لنفترض أنَّ الآية خاصة بزمانها (كما هو الحال مع كل الآيات السابقة)، فما هو موقف المُلحدين والمُسلمين الجدد من التراث عندها؟ لأنَّنا عندها سنكون أمام حقيقة واضحة جدًا وهي أنَّ محمَّدًا (قدوة المُسلمين) كان يُمارس السبي وكانت لديه ملكات يمين وكان يُطبق عليهن هذه الآيات التي يُريد المُسلمون الجدد تجاوزها، فتكون النتيجة هي أن يكون المُسلمون الجدد أكثر إنسانيَّة وأكثر أخلاقيَّة من نبيهم "القدوة"، فهل هذا الأمر يستقيم؟ ثم بعد ذلك نكون مُطالبين باعتبار أنَّ الإسلام لم يتكلَّم أصلًا عن ملكات اليمين وعن السبي؟

5) ما هو موقف المُسلمين الجدد من زواج محمَّد من زينب بنت جحش؟ هل سوف يتعاملون مع الآية التي تتناول هذه الحادثة بالتفصيل وكأنها غير موجودة، ورغم ذلك نظل مُضطرين لاحترام موقف المُسلمين من رجل كهذا؟ على اعتبار تعدد القراءات والأفهام للنص مثلًا؟ هذه الحادثة لا معنى لها أصلًا سوى أنَّ محمَّدًا اشتهى امرأة مُتزوجة، وقام بتطليقها من زوجها ليتزوجها. فما هو موقف المُسلمين الجدد من مثل هذا الحادث؟ كيف سيتعاملون مع هذه الحادثة؟

6) ما هو موقف المُلحدين من الآيات المحتوية على خرافات كقصة الطوفان، وقصة آدم، وقصة موسى وشق البحر، وقصة ولادة عيسى المُعجزة، وقصة إبراهيم والنار، وقصة يأجوج ومأجوج؟ هل سوف يتظاهرون بتصديق تأويلات المُسلمين الجدد التي تتعامل مع هذه القصص وكأنَّها قصص "رمزيَّة" لا أكثر، علمًا بأنَّ بعض هذه القصص الخرافيَّة يعرفون تمامًا منابعها؟

7) ما هو موقف المُسلمين الجدد والمُلحدين من فكرة الإعجاز العلمي المزعوم في القرآن؟ أنا أعرف أنَّ كثيرًا من المُسلمين الجدد يُنكرون فكرة الإعجاز العلمي هذه، على اعتبار أنَّ القرآن كتاب هداية وليس كتاب علوم، ولكنهم في الوقت نفسه مؤمنون أنَّه لا يُوجد تعارض بين القرآن وبين النظريات والحقائق العلميَّة، والنتيجة واحدة، ففكرة ألا يتعارض نص "تاريخي" مكتوب قبل 1400 سنة مع نظريَّة علميَّة حديثة، هو إعجازٌ في حد ذاته، وإيمانهم بأنَّه لا يُوجد تعارض بين القرآن والنظريات العلميَّة هو اعترافٌ ضمني بالإعجاز العلمي في القرآن.

وهنا سأُعيد ما قلتُه في المقال يا عزيزي
لدينا الآن وصفة طهي، يُؤدي الالتزام "حرفيًا" بمقاديرها إلى إنتاج طبق "مُلاح خُدرة"، فإذا أردنا إنتاج طبق "عصيدة" فلابُد من تغيير مقادير الوصفة، ولكن أن نطبخ عصيدة، وندعي أنَّ الوصفة هي نفسها؛ فهذا اسمه "ضحك على الذقون" لا أكثر. الحكم على هذه العملية بأنَّها ضحك على الذقون، لا علاقة له بموقفي من "العصيدة"، فانتقادي لهذه العمليَّة التدليسيَّة، لا يعني أبدًا أنَّني أرفض "العصيدة"، ولا يعني أيضًا أنَّني أُصر على "مُلاح الخدرة"، كل ما في الأمر أنَّني أريد أن أقول: "إذا كنتم تُحبون العصيدة، فلا أقل من أن تعترفون بأنَّ وصفة ملاح الخدرة لا تنفع." بس! الأمر في غاية البساطة والبداهة. إن الرغبة في التأويل هو اعتراف ضمني بعدم صلاحية النص أصلًا، ورغم ذلك فإن المسلمين الجدد (وحتى الملحدين الداعمين لهم) يُريدون إعادة التأويل وفي نفس الوقت بقاء ادعاء صلاح النص على حاله، استنادًا فلى فكرة أن النص القرآني قابل للتأويل، ولا أعرف لماذا النص القرآني بالذات هو الذي يمتاز بهذه الميزة الزئبقية!

مودتي

Post: #145
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Abdel Aati
Date: 08-07-2017, 10:48 AM
Parent: #143

شكرا كمال عباس وسناري على هذه المساهمات القيمة

الليبراليون يدعمون الاعتدال كافة في الامور ؛ وهم يدعمون الاسلام المعتدل ما في ذلك شك في مواجهة الاسلام المتطرف ؛ وهشام آدم يدعم الإسلام المتطرف وداعش ويقول انهم هم الاسلام؛ ولا يهمه ان يقتلوا الملايين في سبيل اثبات فكرته اللاتاريخية ان الاسلام ( والدين كله) باطل وظلم وجهل وفاشية ؛وهذه نظرة متطرفة سلفية اعتقدها تأتي من خلفية هشام ادم السلفية التي نقلها للالحاد المفترى عليه ؛ فهشام أدم ليس ملحدا ولا شيء ؛ انما هو صاحب عقيدة معادية للاديان مستعدة لتزوير كل شيء من اجل اثبات صحتها . هو في هذا لا يختلف عن اهل داعش في شيء

تعرض هشام آدم لهزيمة كبيرة ببروز تيار "الإسلام العصري" وازدياد المسلمين المعتدلين العلمانيين الليبرالين وهذه ظواهر ايجابية جدا مرت بها اوروبا واليابان الخ ؛ وهي انفصال الدين عن الايدلوجيتا وتحوله لشأن شخصي. هشام آدم لا يريد ذلك بل يريدها معركة بين الدين والالحاد كما يتصوره الى نهاية الدنيا . هشام ادم يدعو لحرب دينية اخرى ولضمان اشتعالها هو يحارب معتدلي المسلمين ومعتدلي الملحدين؛ فالرجل داعشي ومتطرف يدعي الالحاد بامتياز

هشام ادم اكثر من ذلك لا يملك ان يحدد من يذكرهم بمقاله او يضرب امثلة ؛ والكل يعرف من يقصد ؛ فمن هم هؤلاء الملحدون مع الاسلام ؟ في الحقيقة هم كثيرون ممن يعرفوزن تاريخية الدين وتاريخية النص ويقفون مع بسطاء المسلمين ضمن وقوفهم مع بسطاء الناس ويحاولون تجنيبهم الحروب والتسلط والقمع ؛ كان منهم لا تسي وكان منهم هادي العلوي وكان منهم حسين مروة ؛ ولكن هشام آدم لا يقصد كل هؤلاء وربما لا يعرفهم ؛ ويداور ولا يحدد من هم المقصودين بدعواه؛ ممن يعمل على تشويه مواقفهم كما فعل ويفعل دائما.


Post: #146
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: عمر مصطفى مضوي
Date: 08-07-2017, 07:46 PM
Parent: #145

Quote:

وهذه نظرة متطرفة سلفية اعتقدها تأتي من خلفية هشام ادم السلفية التي نقلها للالحاد المفترى عليه ؛ فهشام أدم ليس ملحدا ولا شيء ؛ انما هو صاحب عقيدة معادية للاديان مستعدة لتزوير كل شيء من اجل اثبات صحتها . هو في هذا لا يختلف عن اهل داعش في شيء

الاخ / عادل اعتقد انك لخصت الحالة بشكل مؤجز وجدي ومفيد هي حالة مساوية في الشدة للتي كان عليها فقط .

Post: #147
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: mustafa mudathir
Date: 08-07-2017, 09:27 PM
Parent: #146

Quote: إن الرغبة في التأويل هو اعتراف ضمني بعدم صلاحية النص أصلًا،

جميع أسئلة هشام آدم محتاجة لإجابة.
لكن قبل ذلك لابد من التفريق بين طرح هشام والطرح البراجماتي النفعي الذي يتوسل به السادة السياسيين من الذين تداخلوا.
فهشام ليس غرضه سياسي وانما فكري ولكن الساسة غرضهم سياسي وفكري وكله.
يعني خطاب أستاذ عبدالعاطي هو ممارسة للفعل السياسي:
Quote: ولكن هشام آدم لا يقصد كل هؤلاء وربما لا يعرفهم

-----------

Quote: هذا ويرى سيدنا مصطفى أن ذلك حسن !!

مافهمت سيدنا دي شنو؟ لكن فيها شبهة سخرية. قصة الحاد سلفي القايمين فيها دي وين التأسيس الفكري
ليها؟ وبعدين ياخي الآية اللي جابها هشام واضحة، تأويل القرآن فعل يقوم به الذين في قلوبهم زيغ.
هسع إنت كزول ليك صلة بالعلم ح تؤول قصة ذو القرنين كيف لما قالت الحكاية إنو وصل لحد الحتة
اللي غربت فيها الشمس ولقاها غربت في حفرة موية سخنة وكمان لقى جنبها ناس؟ هل ممكن تحكي
القصة دي لشاب ملينياوي (من ملينيوم) دون أن يتشكك في عقلك؟
أعتقد أن طرح الوسطية هو نفسه طرح الإصلاح الديني عند الجمهوريين ولا يستطيع أن يجيب
على أسئلة هشام أعلاه.


Post: #148
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 08-07-2017, 10:50 PM
Parent: #147

Quote: هسع إنت كزول ليك صلة بالعلم ح تؤول قصة ذو القرنين كيف لما قالت الحكاية إنو وصل لحد الحتة
اللي غربت فيها الشمس ولقاها غربت في حفرة موية سخنة وكمان لقى جنبها ناس؟ هل ممكن تحكي
القصة دي لشاب ملينياوي (من ملينيوم) دون أن يتشكك في عقلك؟
والله كلما قرأنا هذه الآية في سورة الكهف لم نجد في فهمها صعوبة ....
معنى الآية مفهوم وواضح ..القرآن هنا يصور لنا مشهد بصري وليس حقيقة فيزيائة أو فلكية
وهو أن الله يصور لنا مشهد بصري بحت مشهد صور لنا الشمس وانعكاسها في حالة غروبها في تلك البركة أو البحر أو المحيط..
القرآن الذي هو كلام الذي ابدع خلق كل شي ..صور لنا المشهد اليصري الذي وجده ذو القرنين حينما وصل ذلك المكان ...
فالذي يستشكل عليه الأمر هو لم يستوعب ما هو المشهد البصري وما هو وقعه على النفس
فهذه لوحة بصرية صورها لنا القرآن صورها لنا الذي أبدع في خلق كل شي ....
ولكن الملاحدة منعهم جهلهم وحمقهم وجفاءهم وتعاليهم الدخاني عن الحقائق ..
الحافظ بن كثير ذكر هذا المعنى في تفسيره فقال :
وقوله : ( وجدها تغرب في عين حمئة ) أي : رأى الشمس في منظرها تغرب في البحر المحيط ،
وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله ، يراها كأنها تغرب فيه ، وهي لا تفارق الفلك الرابع الذي هي مثبتة فيه لا تفارقه .

سنضطر للتكرار لأن الملاحدة مخهم طخين
يقول الحافظ بن كثير في كتابه تفسير العظيم في تفسر هذه الآية من صورة الكهف قصة ذو القرنين : يراها( كأنها) تغرب فيه
يراها (كأنها)تغرب فيه
يراها (كأنها) تغرب فيه
يراها (كأنها )تغرب فيه
يراها( كأنها)تغرب فيه
يراها (كأنها )تغرب فيه
يراها (كأنهاا )تغرب فيه
يراها (كأنها) تغرب فيه




Post: #149
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: mustafa mudathir
Date: 08-08-2017, 00:46 AM
Parent: #148

Quote: مشهد بصري وليس حقيقة فيزيائة

يا شيخ منتصر
بس ما تزعل ياخي وتشتم الناس، كيف يعني مشهد بصري
من غير حقيقة فيزيائية؟
Quote: الحافظ بن كثير

دا كان مخو أطخن
Quote: (كأنها)

كأنها
وكأنها
وكأنها
والله لو تتنطط ما عندك طريقة.
برضو بقول ليك، أنتو عايزين تفسرو بطريقتكم ولما يغلبكم
تلجأوا لإبن كثير وإبن فلان والحاجة واضحة، القرآن فيهو
ما هو أصعب من هذه الآية.
أنا رديت عليك لأنك اقتبست من كلامي.


Post: #150
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: سيف النصر محي الدين
Date: 08-08-2017, 03:14 AM
Parent: #149

من المؤكد يا مصطفى ان كل مسلمي القرون الاولى فهموا أن ذو القرنين ده وصل فعلا للمكان
الذي تغرب فيه الشمس و شافها وهي بتغطس في العين الطينية ووصل ايضا للمكان الذي تطلع منه
و لكن الا ترى يا عزيزي انه من حق منتصر وناس الزمن ده أن يخرجوا علينا بفهمهم الخاص الذي
فرضه عليهم ما توصل له العلم من حقائق حول الكون لا تقبل الجدال؟
ما كمان لازم الناس تعقد المصالحة اللازمة دي كي تطمئن قلوبهم بالايمان.

Post: #151
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: mustafa mudathir
Date: 08-08-2017, 04:05 AM
Parent: #150

سلام يا دكتور سيف
Quote: و لكن الا ترى يا عزيزي انه من حق منتصر وناس الزمن ده أن يخرجوا علينا بفهمهم الخاص الذي
فرضه عليهم ما توصل له العلم من حقائق حول الكون لا تقبل الجدال؟

لا مانع من أن نتداول التفاسير بصفتنا ومعارفنا الراهنة ولمنتصر وغيره من ناس الدين كل الحق.
بس عليهم يتذكروا إننا بنتعامل مع النص كلغة وتعابير والنص ككتاب بداخله قصص وروايات تاريخية.
لو النص فيهو حاجات العقل الحديث ما بيقبلها فلابد من معالجة أمره، دون المساس به.
لو النص فيهو أخطاء تاريخية يجب أن يقر بها الناس وتتم معالجتها. ولن يكون ذلك على حساب أحد
ولا يمس حريته في التدين، كل ما في الأمر أن تفشي الروح النقدية سوف يملك الناس القدرة على
إسقاط الفعالية من هذه النصوص وبمرور الزمن قد تختفي في نسخ 2030 وما إلى ذلك.
لكن الاستمرار في المناقشة مشروط برحابة الصدر والبعد عن الإساءة.

Post: #152
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Abdel Aati
Date: 08-08-2017, 09:11 AM
Parent: #151

كتب هشام آدم:
ولكن النَّص الديني مُختلف عن بقيَّة هذه النصوص، ولكن في هذه الحالة فارتباط النص بالعاطفة الدينية، هي مسؤوليَّة من؟ هل هي مسؤوليَّة المُلحد واللاديني؟ أم هي مسؤولية المُتدين؟ إن كانت مسؤوليَّة المُتدين (وهي كذلك فعلًا)، فلا أستغرب أن يُقاوم المُسلم (أو المُتدين عمومًا) فكرة اندثار وتجاوز نصه الذي يراه مُقدسًا، ولكن عندما يأتي مُلحد كعادل عبد العاطي أو غير ليقوم بهذا الدور نيابة عن المُتدين، فكيف يُمكنني أن أفهم ذلك؟ إنَّ فهم النَّص في سياقه التاريخي والاجتماعي يُفضي إلى نتيجةٍ واحدةٍ فقط، ألا وهي: أنَّ هذا النص غير صالح لزماننا هذا (ويُمكننا المُناقشة حول ما إذا كان صالحًا أيضًا لزمانه أم لا)، ولكن أن تقرأ نصًا يحتوي على عنف واضطهاد للمرأة وتحريض على الكراهيَّة فتتصالح معه بحجَّة القراءة في السياق التاريخي والاجتماعي، فهو أمر غير مفهوم على الإطلاق. ألغ هذا النص الآن (لأنَّه غير صالح الآن)، ثم دعنا نتناقش "فكريًا" حول فكرة السياق التاريخي والاجتماعي لمُجرَّد المعرفة لا أكثر، كما يُمكننا مناقشة أي نص تاريخي قديم وبائد، في محاولة للتعرف على ثقافة وتاريخ ذلك الزمان وأهله.

إدعاء فرية " أن يأتي ملحد مثل عادل عبد العاطي او غيره ويقاوم فكرة اندثار وتجاوز نص " هي فرية اتي بها هشام آدم ولذلك اقول انه يزور - اولا ليس هناك شخص يستطيع ان يقاوم" فكرة" اندثار نص او تجاوزه فالافكار لا تقاوم ولو كانت شديدة الجنون ؛ ثانيا اذا كان المقصود هو مقاومة اندثار النص وليس فكرة اندثاره فقط فهذا ايضا من العبط لأن اندثار النصوص او غير النصوص من الآثار الفكرية امر اجتماعي تاريخي لا يستطيع ان يقاومه احد.

ثانيا لم اقم بمقاومة اندثار نص ولا مقاومة فكرة اندثار نص ؛ وانما في كل كتاباتي ركزت على ان القرآن وكل النصوص "المقدسة" هي نصوص تاريخية اجتماعية نشأت في ظل ظروف تاريخية زمكانية معينة وتم التعامل معها وتأويلها بأشكال مختلفة وكما قال علي بن ابي طالب " القرآن حمال اوجه" وان القراءة التاريخية فقط تستطيع ان تضعه في مكانه المناسب وتقبل ما تقبل منه من طرح انساني وترفض ما ترفض منه من طرح تجاوزه الزمن وتطور البشرية - فقط القراءة الاجتماعية التاريخية تجعلنا علميين ولا نرمى الطفل مع ماء الغسيل ولا نتحول الى داعشيين؛ فالداعشيون كما هشام ادم لا يقراؤن القران ولا الاسلام في تاريخيته ولذلك يريدون تطبيق اسلام القرن السابع حرفيا ؛ هم بلهاء وفاشيون فلماذا يدعمهم هشام آدم ؟

ايضا يعلم هشانم ادم اني في نشاطي الفكري والسياسي ادعو لمساواة المراة الكاملة دستوريا وارفض اي شكل من اشكال التمييز تجاهها دينيا او غير ديني وارفض كافة اشكال التمييز الديني بين الناس وارفض نظام العقوبات المبنى على الشريعة الخ ؛ كما ادعو للعلمانية الشاملة ؛ فمن اين التخريج ان هناك تصالح مع نص ضد المراة ؟ هذا تزوير آخر لهشام آدم - في الحقيقة هشام آدم يرفض الدعوة العلمانية لانها تقوم على فصل الدين عن الدولة وليس الغاء الدين؛ فهدفه هو الغاء الدين تماما من المجتمع ؛ حتى لو تحول لتدين شخصي لا علاقة له بالدولة والقانون والسياسة؛ هو مجرد متطرف لا ديني مهووس وداعشي مقلوب .

دعوة هشام آدم اعلاه لإلغاء نص وقوله (( ألغ هذا النص الآن (لأنَّه غير صالح الآن)،)) ماذا تعني ؟ هل تعني تجاوز النص والتعامل معه في تاريخيته واجازة قوانين علمانية وفقا لمنطق العصر؛ تماما كما فعل عمر بن الخطاب عندما تجاوز بل رفض تطبيق اية الزكاة كاملة ورفض اعطاءها للمؤلفة قلوبهم لانتفاء السبب وتجاوز الزمن لهم وللحكم دون ان يشطل الاية وانما ابقاها كنص تاريخي؟ لا تعني ذلك لأن هذا هو ما نطرحه نحن الليبراليين والعلمانيين ؛ بل هو يعني حرفيا الغاء النص اي شطبه من القرآن - هذا منهج طفولي عاجز يذكرني بممارسات الفراعنة المصريين الذين كانوا يشطبون انجازات وسير من قبلهم ويكتبون سيرتهم هم ؛ وكذلك كان يفعلها القساوسة في القرون الوسطى حينما اخفوا وشطبوا والغوا الاناجيل التي اعتبروهنا مخالفة لمنهجهم او فهمهم .

تدخلك في النص قطعا والغاءا هو صياغة لنص جديد انما فهمك وتأويلك له هو امانة علمية - الغاء ايات بعينها والابقاء على الباقي هو خيانة لتاريخ النص وتزوير ادبي ( طبعا هشام ادم لا يتورع عن السرقات الادبية ولا يحترم النصوص وكتابها لذلك لا استغرب دعواته العدمية) . ولنرى مثلا لاوروبا التي تحضرت وتعلمنت وتجاوزت النصوص الكقدسة تماما ؛ هل قامت بالغاء وشطب فقرات بعينها من تراث البشرية الثقافي المسمى بالكتب المقدسة ام حفظتها من الاندثار وتدرسها تاريخيا ؛ وكيف لك ان تدرس تاريخيا شيئا تم شطبه والغاءه من قبل فرعون قديم او جديد جاهل او قسيس مغرض ؟ لا يمكن ذلك الا في العقلية الداعشية لهشام آدم .

Post: #153
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Abdel Aati
Date: 08-08-2017, 09:28 AM
Parent: #152

كتبنا في كشف تزويرات هشام آدم الفجة من قبل في بوسته المعنون " دردشة فقهية : الحجاب في الإسلام" ولما رفض واستنكر ما اورده له الكثيرون إن آية الحجاب خاصة بنساء الرسول حصرا :

هشام آدم تحياتي

مشكلتك ان كل الايات التي اتيت بها تخاطب نساء النبي وهن كان لهن احكام خاصة منها ان لا يتزوجن بعد الرسول ومنها ان التعدد فيهن اكثر من اربعة

الآية عن تبرج الجاهلية في سياقها ووسط الايات السابقة واللاحقة لها :

يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ ۚ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا (32) وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَىٰ ۖ وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا (33) وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَىٰ فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا (34)

اما الآية الخاصة بسؤال المتاع والتي استخلصت منها الحجاب الكامل او النقاب فهي أيضا خاصة بزوجات الرسول - وانت استتلتها ليس فقط من سياقها ؛ بل من الاية نفسها ؛ أقرأها في سياقها :

(52) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَن يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ ۖ وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا (53) إِن تُبْدُوا شَيْئًا أَوْ تُخْفُوهُ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا (54)

وقبلها هذه الاحكام الخاصة بالنبي وزوجاته :
(49) يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۗ قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ لِكَيْلَا يَكُونَ عَلَيْكَ حَرَجٌ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (50) ۞ تُرْجِي مَن تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَن تَشَاءُ ۖ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ۚ ذَٰلِكَ أَدْنَىٰ أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَلِيمًا (51) لَّا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِن بَعْدُ وَلَا أَن تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَّقِيبًا (52)

ولقد عرف بعض الاقدمين هذا السياق الواضح - اذا تمت قراءة الاية 53 كاملة ؛ ناهيك عن قراءة ما قبلها وما بعدها ؛ فقد قال ابن عاشور قال ابن عاشور في "التحرير والتنوير" : (وهذه الآية هي شارعة حكم حجاب أمهات المؤمنين ) وقال أيضاً : (وبهذه الآية مع الآية التي تقدمتها من قوله : ( يا نساء النبي لستن كأحد من النساء ) الأحزاب : 32 ، تحقق معنى الحجاب لأمهات المؤمنين ، المركبُ من ملازمتهن بيوتهن ، وعدمِ ظهور شيء من ذواتهن حتى الوجه والكفين ، وهو حجاب خاص بهن لا يجب على غيرهن ، وكان المسلمون يقتدون بأمهات المؤمنين ورعاً ، وهم متفاوتون في ذلك على حسب العادات )

اما غيره من المفسرين فقد اقروا جميعهم ان هذه الايات وسابقاتها خاصات بزوجات الرسول ؛ ولكنهم توسعوا منهم - شلاقة ساي - ؛ ومن المعلوم ان عمر بن الخطاب كان يضرب الاماء عندما يلبسن الحجاب ؛ بل كانت خادمته تعمل وهي مكشوفة الصدر . أما الخمر فليس هو غطاء الرأس وانما غطاء الصدر والنحر - قال ابن كثير : (وقوله : ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) يعني : المقانع يعمل لها صنفات ضاربات على صدور النساء ، لتواري ما تحتها من صدرها وترائبها; ليخالفن شعار نساء أهل الجاهلية ، فإنهن لم يكن يفعلن ذلك ، بل كانت المرأة تمر بين الرجال مسفحة بصدرها ، لا يواريه شيء ، وربما أظهرت عنقها وذوائب شعرها وأقرطة آذانها .) واورد الاقوال التالية التي اولها واضح في ان الجيب هو الصدر والنحر

قال سعيد بن جبير : ( وليضربن ) : وليشددن ( بخمرهن على جيوبهن ) يعني : على النحر والصدر ، فلا يرى منه شيء .

وقال البخاري : وقال أحمد بن شبيب : حدثنا أبي ، عن يونس ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة ، رضي الله عنها ، قالت : يرحم الله نساء المهاجرات الأول ، لما أنزل الله : ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) شققن مروطهن فاختمرن به .

وقال أيضا : حدثنا أبو نعيم ، حدثنا إبراهيم بن نافع ، عن الحسن بن مسلم ، عن صفية بنت شيبة; أن عائشة ، رضي الله عنها ، كانت تقول : لما نزلت هذه الآية : ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) : أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي ، فاختمرن بها .

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس ، حدثني الزنجي بن خالد ، حدثنا عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن صفية بنت شيبة قالت : بينا نحن عند عائشة ، قالت : فذكرنا نساء قريش وفضلهن . فقالت عائشة ، رضي الله عنها : إن لنساء قريش لفضلا وإني - والله - وما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشد تصديقا بكتاب الله ، ولا إيمانا بالتنزيل . لقد أنزلت سورة النور : ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) ، انقلب إليهن رجالهن يتلون عليهن ما أنزل الله إليهم فيها ، ويتلو الرجل على امرأته وابنته وأخته ، وعلى كل ذي قرابة ، فما منهن امرأة إلا قامت إلى مرطها المرحل فاعتجرت به ، تصديقا وإيمانا بما أنزل الله من كتابه ، فأصبحن وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبح معتجرات ، كأن على رءوسهن الغربان .

[ ص: 47 ]

ورواه أبو داود من غير وجه ، عن صفية بنت شيبة ، به .

وقال ابن جرير : حدثنا يونس ، أخبرنا ابن وهب ، أن قرة بن عبد الرحمن أخبره ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة; أنها قالت : يرحم الله النساء المهاجرات الأول ، لما أنزل الله : ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) شققن أكثف مروطهن فاختمرن به . ورواه أبو داود من حديث ابن وهب ، به .

والمتابع لنساء شرق السودان من الهدندويات وللزبيديات والرشايدة في زمن مضى يعرف انهم كن يظهرن صدورهن ولا يغطينها وغالبا كان هذا سائدا في الجانب الثاني من البحر الاحمر فهي ثقافة سامية - حامية ضاربة في القدم ؛ ومالنا نفترض وقول ابن كثير وسعيد بن جبير واضح

Post: #154
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Abdel Aati
Date: 08-08-2017, 09:30 AM
Parent: #153

وقلنا ايضا :

الشاهد ان الفقهاء والسلفيين يزورون كل هذه الايات ويخرجوها من سياقها ليثبتوا الحجاب المزعوم بل النقاب الكريه القبيح السنيح ؛ وكذلك يفعل هشام ادم لاثبات نفس الفكرة . فهشام ادم من مصلحته ان يظهر الاسلام انه داعشي من اوله الى اخره وتغيب عنه اي قراءة تاريخية بل لغوية وهو الدارس لاداب اللغة العربية والدارس لنظريات النقد في الادب ؛ وهو يفعل هذا لأنه يظن انه بذلك يكره الناس في الاسلام باظهر ان نسخته الداعشية هي النسخة الاصيلة ؛ فلا سبيل امامكم غير الالحاد الفج .

والشاهد انه ليس هناك اسلام واحد ولا نسخة اصيلة من الاسلام؛ وانما هناك عشرات بل مئات بل آلاف الاسلامات على مر التاريخ؛ فالاسلام دين تاريخي تفاعل مع المجتمع لاكثر من 1500 عاما وانتج الاف الفرق والمدارس بل وانتج اديانا جديدة من داخله (الاسماعيلية ؛ الدرزية ؛ البهائية ؛ الخ) . بل هناك اكثر من اسلام في عهد الرسول نفسه؛ وكون ان هناك قوانين مختلفة لنساء المسلمين ولنساء الرسول يوضح انه كان هناك اكثر من اسلام واكثر من قانون في عهد النبي نفسه ؛ ناهيك عن عهود من هم بعده؛ وهذا يبطل دعوة هشام امين لتدعيش الاسلام حصرا كما يدحض دعوة الداعشيين .

Post: #155
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Abdel Aati
Date: 08-08-2017, 09:39 AM
Parent: #154

قلت في معرض نقاشي السابق مع هشام آدم مما يعززه تزويراته الحالية :

انا عندي ظن قوي انك تزور الكلم في هذا المقال بدليل انك لم تذكر قصة ان الايات خاصة بنساء النبي الا لمن زنقوك واسقطت هذا تماما في متن المقال بل اقتطعت الايات ولو اتيت بها كاملة لعرف اي طفل في الابتدائي انها خاصة بنساء النبي فهي تخاطبهن وتذكرهن وتقول لهن انهن لسن مثل غيرهن من النساء وتخاطب المسلمين كيف يتعاملوا معهن الخ ؛ هذا غير عشرات التفاسير التي قالت انها خاصة بنساء النبي لكن لا مانع من تعميمهالا ؛ فانت فارقت النص وفارقت التاريخ وفارقت التفسير لغرض في نفسك وهذا اسلوب سيء لنشر الالحاد فالالحاد موقف فلسفي عظيم ولا يجب ان ينشر بهذا التزوير الفج وهذه الاستهبالات التي تعول على جهل القاري .

أيضا رددت لك في موضوع الخمار وضربت لك الامثلة بنساء شرق السودان وهو يقع في نفس الحيز الثقافي لعرب الجزيرة واتيت لك بقول ابن كثير وسعيد بن جبير ان الجيب هو الصدر وهو النحر وليس الوجه كما زعمت انت ؛ ولكن يبدو انها لو طارت عنزة .

والجلباب ليس كما وصفته يا هشام فهو اقرب للطرحة او الملفحة وقيل هو الازار يعني زي الحزام ؛ والظاهر عندي انه اقرب لنصف الثوب السوداني او مثل الساري الهندي او الفركة ؛ ولا علاقة له بالجلباب الحالي وكان اولى ان تعرف ان الكلمات تغير معناها ؛ جاء في لسان العرب عن الجلباب :
( والجلباب : ثوب أوسع من الخمار ، دون الرداء تغطي به المرأة رأسها وصدرها ، وقيل : هو ثوب واسع ، دون الملحفة ، تلبسه المرأة ; وقيل : هو الملحفة . قالت جنوب أخت عمرو ذي الكلب ترثيه :
تمشي النسور إليه وهي لاهية مشي العذارى عليهن الجلابيب
معنى قوله : وهي لاهية : أن النسور آمنة منه لا تفرقه لكونه ميتا ، فهي تمشي إليه مشي العذارى . وأول المرثية :
كل امرئ بطوال العيش مكذوب وكل من غالب الأيام مغلوب
وقيل : هو ما تغطي به المرأة الثياب من فوق كالملحفة ; وقيل : هو الخمار . وفي حديث أم عطية : لتلبسها صاحبتها من جلبابها أي : إزارها . وقد تجلبب . قال يصف الشيب :
حتى اكتسى الرأس قناعا أشهبا أكره جلباب لمن تجلببا
وفي التنزيل العزيز : يدنين عليهن من جلابيبهن . قال ابن السكيت ، قالت العامرية : الجلباب الخمار ، وقيل : جلباب المرأة ملاءتها التي تشتمل بها ، واحدها جلباب ، والجماعة جلابيب ، وقد تجلببت)

اما تعييرك للبعض انهم "مسلمون جدد" فهل ابن عاشور كان مسلما جديدا وهو قال بنفس القول ؛ بل قال ان هذا الحجاب خاص بنساء النبي لا يتعداهن ؛ وان الاخرون تابعوهن ورعا ؛ وكانوا يتفاوتون في ذلك ؟

الشاهد عندي ان بحثك هذا ليس بحثا علميا؛ وانما هو بحث ايدلوجي شعاراتي ولو نمقت الكلمات واجدت التصميم واستخدام الالوان؛ ولو كان فيه الحد الادني من الامانة والعلمية لشجعني على الحوار؛ ولكني لا ارى ذلك فيه للأسف .

Post: #156
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: Abdel Aati
Date: 08-08-2017, 09:42 AM
Parent: #155

وكتبت ايضا

انا ما عارف سام هارس قال شنو ولا عارف سام هارس دا ذاتو منو ؛ لكن على الاقل اعرف انك مزور ؛ وتزويرك لا يقتصر على اليوم فأنت كنت تسرق النصوص امس وربما لا تزال تفعل اليوم؛ ولا تقل لي ان من هنا مسلمون يعرفون القرآن او لا يعرفوه حيث لا يحق لك بتر الاية والاتيان ببعضها لانها لا توافق هواك .

انا لا اتملق الاسلام لان الاسلام ليس شخصا حتى يمكن تملقه ؛ قصارى جهدك ان تقول اني اتملق المسلمين ولكن كل كتاب هذا الموقع وقرائه يعرفون اني ملحد ويعرفون كتاباتي النقدية عن الاسلام وعن غيره من الاديان؛ ولكني لا اميل للتزوير مثلك واراه منقصة للانسان الحر والكاتب الاصيل . بينما انا منحاز قطعا لبسطاء المسلمين ويهمني ان يخرجوا من التفسيرات السلفية والارهابية للدين الى تفسيرات اكثر رحابة ؛ تجد لها شرعية في النص نفسه وفي التاريخ الاسلامي ؛ وهذا واجب فكري قبل ان يكون سياسيا ولكن انى لك ان تعلم ذلك ؟ اما زجك بالحزب الليبرالي فهو امر مضحك .. متى اتهم الحزب الليبرالي بالالحاد ومن اتهمه ؟ ربما انت فانت يا هشام ادم وهابي داعشي في داخلك لا تزال . ونعم هناك اسلام شعبي واسلام معتدل واسلام صوفي واسلام فردي واسلام سلفي واسلام ارهابي الخ ؛ ونظرة لتعدد الفرق الاسلامية وصراعاتها - الدموية مرات كثيؤى - كفيل باظهار ذلك ؛ ولكن مرة اخرى انى لك ذلك ؟

انا لم اتحدث عن تجار الدين ابدا ولا عن الاسلام المعتدل ؛ وانما تحدثت عن قراءات مختلفة للنص واتيت لك بالشواهد من حديث الاقدمين ومن اللغة العربية ؛ ولكنها عندك عنزة ولو طارت . والنص لا يتم التعامل معه بمثل هذه الفجاجة ؛ فهناك علم كامل اسمه النقد الكتابي واساطنته لا يتحدثون بهذه الوثوقية الوهابية التي تتحدث بها انت .. عموما انا ما دخلت هنا الا غضبا من تزويرك وقد اوضحته؛ فإن فهمته فهمت ؛ وان كابرت فلن تكون هذه اول مرة تكابر فيها.

Post: #157
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 08-08-2017, 05:59 PM
Parent: #156

يعني نفهم من كلامكم أن الله عز وجل بيقصد أن الشمس لقاها ذو القرنين غاتسة في الموية تششششششششششش كد؟!
بالله لو واحد شرب عشرة سجارات بنقو في جلسة واحدة ممكن يقول الكلام دا؟!
ول في ظنكم المسلمين ديل كانوا فاقدين العقل والتمييز؟؟ ...
بس الواحد مشى أوربا ومبهور وضربوا الهوا بقى يشوف المسلمين ديل زي الطير .والجراد
نسأل الله السلامة..ول الواحد ما عارف وهو بكتب مالو الحاصل شنو وشارب شنو؟

Post: #158
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 08-08-2017, 06:18 PM
Parent: #157

Quote: كيف يعني مشهد بصري
من غير حقيقة فيزيائية؟
المشهد البصري هو الذي يجعلني أرى قرص الشمس بحجم الرقيفة يعني هذه الكرة الضخمة الملتهبة
تصبح قطرها لا يتجاوز في رؤتي البصرية أكثر من عشرين سنتميتر في حين أن الحقيقة الفزيائية
تقول أن الشمس قطرها 864 327.328 ميل ....فلو كانت الشمس تتجلى للناظر بهذا الحجم لغطت الشمس
السماء كله ...
أنا والله في كل مرة وأنا بشرح للطلاب قانون المنظور في حصة التربية الفنية ....بضرب مثال بحجم الشمس في الحقيقة
وحجمها في الرؤية البصرية وكيف أن حجمها يصغر في الرؤية البصرية لأنه بعيدة نراها بهذا الحجم الصغير...
والشي الثاني أن السنة النبوية دللت في كثير من الأحاديث على ما يفيد ببعد الشمس وشدة حرارتها ....
فكيف يقترب منها ذو القرنين دون أن يحترق ؟؟!!


Post: #159
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 08-08-2017, 06:45 PM
Parent: #158

Quote: من المؤكد يا مصطفى ان كل مسلمي القرون الاولى فهموا أن ذو القرنين ده وصل فعلا للمكان
الذي تغرب فيه الشمس و شافها وهي بتغطس في العين الطينية ووصل ايضا للمكان الذي تطلع منه
وانت بتأكد بدون دليل؟!
ثم أنت بمن تقصد أصحاب القرون الأولى ؟!
هل تقصد بهم الصحابة والتابعين والعلماء والأئمة الأربعة وغير الأربعة وأتبعاهم
بعدين ابن الكثير هذا توفى منذ قرابة السبعة قرون ...
وهذا كلام ابن كثير في المسألة :
وقوله : ( حتى إذا بلغ مغرب الشمس ) أي : فسلك طريقا حتى وصل إلى أقصى ما يسلك فيه من الأرض من ناحية المغرب ،
وهو مغرب الأرض . وأما الوصول إلى مغرب الشمس من السماء فمتعذر ، وما يذكره أصحاب القصص والأخبار من أنه سار
في الأرض مدة والشمس تغرب من ورائه فشيء لا حقيقة له . وأكثر ذلك من خرافات أهل الكتاب ، واختلاق زنادقتهم وكذبهم
...
من كتاب تفسير العظيم للحافظ ابن كثير الدمشقى المتوفي في774هـ


Post: #160
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 08-10-2017, 05:46 PM
Parent: #159

عادل عبد العاطي

بعيدًا عن الهراء والقص واللصق الذي استخدمتَه (وأساسًا لا تُجيد غيره)؛ فالبوست المعني مُتاح للقراءة من الجميع، ولم يكن ثمَّة ما يستوجب النقل الحرفي. أنا اسألكَ سؤالًا مُباشرًا: هل الإسلام في العهد المُحمدي كان إسلامًا مُسالمًا ومُعتدلًا، أم أنَّ الاعتدال هو منحى "جديد" ؟

ركز في سؤالي جيدًا إذ أنَّ له علاقة مُباشرة بفكرة "الإسلام الصحيح" والذي يُمثل محمَّد نموذجًا له، فإذا كنتَ ترى أنَّ الإسلام الذي مارسه محمَّد نفسه إسلامًا عنيفًا ودمويًا يحتوي على قتل وإبادة واغتصاب وسبي، فلي الحق أن أتساءل عن أصالة فكرة "الاعتدال" التي تقول بها ويقول بها غيرك، وعندها فقط يحق لك وصمي بالسلفيَّة وبما تشاء من نعوت لا معنى لها إلَّا الإقصاء والإرهاب الفكري.

سؤالي مرَّة أخرى (وأرجو أن يكون الرد مُحددًا): هل الإسلام المحمدي كان إسلامًا مُسالمًا ومُعتدلًا أم أنَّ الاعتدال هو منحى جديد؟

مودتي

Post: #161
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: هشام آدم
Date: 08-10-2017, 06:10 PM
Parent: #160

تحياتي

تقول:
Quote: القرآن هنا يصور لنا مشهد بصري وليس حقيقة فيزيائة أو فلكي
\
في الفن السردي نُفرّق بين مجموعةٍ من مستويات الأصوات، فعندما نقرأ أي نص "قصصي" فإنَّنا يجب أن نعرف الصوت السردي: هل يعود للسارد أم يعود لإحدى الشخصيات السرديَّة؟ هذا التفريق مهم جدًا، لأنَّ كل صوت محدود بإطار محدد من المعرفة، فإذا كان السارد هو إحدى الشخصيات السرديَّة مثلًا فإنَّه لا يستطيع أن يتناول خبايا الصدور، وإنَّما ينقل إلينا ما يراه بحسب وجهة نظره هو، أمَّا إذا كان الناقل هو السارد العليم فهو يستطيع أن يدخل إلى كوامن الصدور ويُحدث بما يعتمل داخلها، وكذلك فهو يسرد لنا ما يحدث من وجهة نظر شاملة وعامة؛ بالإضافة إلى وجهات النظر الخاصة بالشخصيات السرديَّة، فمثلًا عندما نقل إلينا القرآن ما جرى بين موسى وبين سحرة فرعون كان "الله" هو نفسه السارد، ولم ينقل كلامًا عن موسى، فقال: }فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَىٰ{ ففكرة التخييل هنا جاءت على لسان السارد العليم لأنَّه لو كان النقل عن موسى نفسه، لقال: "فإذا حبالهم وعصيهم تسعى" لأنَّ هذا ما يراه فعلًا، ولكن ولأنَّ الصوت السردي هنا مُتعالٍ على الحدث نفسه، فهو يرى ما لا تراه الشخصيات السرديَّة، فينقل إلينا ما يجري، وكيف تراها الشخصيات السرديَّة. ونحن كقراء نفهم من خلال النص أنَّ ثمَّة فارقًا بين ما تراه الشخصيات السرديَّة وبين ما يجري بالفعل.

الآن في قصة ذي القرنيين، فالسارد هو "الله"، أي ساردٌ مُتعالٍ على الأحداث: {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا}؛ فإذا صدّقنا كلامك بأنَّ الآية تنقل لنا المشهد البصري، فهذا يُعتبر أحد العناصر، وهو عنصر "التخيل" أي ما يراه موسى كشخصيَّة سرديَّة، ولكن يتبقى لنا عنصر "الحقيقة" أي ما هو حادث بالفعل، كما في مثال موسى وسحرة موسى، فعندما ينقل إلينا الراوي "العليم" أنَّ ذا القرنين رأى الشمس تغرب في عين حمئة، لم يضع في الآية أي قرينة تجعلنا نفهم أو نفرّق بين المُتخيّل والحقيقة، وعندها سيكون الأمر على حالتين:
1) فإمَّا أن يكون المشهد نفسه حقيقي، ولا فرق بين ما رأته الشخصية السرديَّة وما يراه الراوي العليم.
2) وإمَّا أن يكون الراوي العليم أغفل ذكر رؤيته "الحقيقيَّة" وهذا يُعتبر عيبًا في السرد، كأن نقرأ آية موسى والسحرة على النحو التالي: {فإذا حبالهم وعصيهم تسعى} وعندها يحق للقارئ المُحايد أن يُقر بأنَّ مشهد سعي الحبال والعصي "حقيقة" وهذا على عكس الحقيقة، ويكون الراوي العليم هو المُتسبب في ذلك.

مودتي


Post: #162
Title: Re: ملحدون مع الإسلام
Author: منتصر عبد الباسط
Date: 08-11-2017, 10:03 PM
Parent: #161

التحية لك وللجميع
Quote: الآن في قصة ذي القرنيين، فالسارد هو "الله"، أي ساردٌ مُتعالٍ على الأحداث: {حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا}؛ فإذا صدّقنا كلامك بأنَّ الآية تنقل لنا المشهد البصري، فهذا يُعتبر أحد العناصر، وهو عنصر "التخيل" أي ما يراه موسى كشخصيَّة سرديَّة، ولكن يتبقى لنا عنصر "الحقيقة" أي ما هو حادث بالفعل، كما في مثال موسى وسحرة موسى، فعندما ينقل إلينا الراوي "العليم" أنَّ ذا القرنين رأى الشمس تغرب في عين حمئة، لم يضع في الآية أي قرينة تجعلنا نفهم أو نفرّق بين المُتخيّل والحقيقة، وعندها سيكون الأمر على حالتين: 1) فإمَّا أن يكون المشهد نفسه حقيقي، ولا فرق بين ما رأته الشخصية السرديَّة وما يراه الراوي العليم. 2) وإمَّا أن يكون الراوي العليم أغفل ذكر رؤيته "الحقيقيَّة" وهذا يُعتبر عيبًا في السرد، كأن نقرأ آية موسى والسحرة على النحو التالي: {فإذا حبالهم وعصيهم تسعى} وعندها يحق للقارئ المُحايد أن يُقر بأنَّ مشهد سعي الحبال والعصي "حقيقة" وهذا على عكس الحقيقة، ويكون الراوي العليم هو المُتسبب في ذلك.
أولاً هذا المشهد البصري الذي صور لنا غروب الشمس عند تلك الماء أو في تلك الماء وتلك البحيرة أو المحيط...........
كان حقيقة ولم يكن خيال بالنسبة لذو القرنين ... والله عز وجل نسب الرؤية لذو القرنين بلفظ (وجدها تغرب)
غروب الشمس في تلك الماء حدث حقيقة بالنسبة لذو القرنين ....
لأن تلك المياه كانت تنتهي عند الافق الفاصل بين السماء والأرض بحسب الرؤية البصرية والشمس عند الغروب عادة تحتجب خلف ما ينتهى إليه النظر عند خط الأفق
وهنا كانت تلك الماء تغيب خلفها الشمس بحسب رؤية رؤية ذو القرنين...وهذا أمر طبيعي تعارف عليه الناس
والناس في العادة الشمس تغيب في المكان الفلاني الساعة كذا وفي الخرطوم كذا وتغيب في لندن الساعة كذا فما هو الجديد والغريب؟!
.والشي الثاني مقارنتك بين موضوع غياب الشمس في تلك العين الحمئة مع قصة الحيات التي كانت تسعى بفعل السحر مقارنة غير دقيقة وغير موضوعية لانعدام القرينة
لأن رؤية الحيات والثعابين التي كانت عصي للسحرة لم تكن رؤية حقيقية إنما كانت بسبب السحر الذي سحروا به أعين الناس ...
فالله عز وجل ليفرق بين الفعل الحفيقي الذي قام به موسى عليه السلام لجعل العصا ثعبان بقدرة الله وبين الخيال الناتج من السحر الذي قام به السحرة .....
ذكر كلمة (يخيل لهم من سحرهم أنها تسعى) لأن كثير من الناس لا يعلمون حقيقة السحر
أما موضع الغروب في الماء كان حقيقة بحسب الرؤية البصرية الحقيقة التي لم تكان خيالاً ...
فماذا كنت تريد أن يكون كلام الله عز وجل في وصف ذلك الموقف أو المشهد؟؟..
فهل تريده أن يقول تبارك وتعالى :( يخيل له أنها تغيب في عين حمئة ؟!
ولو كان النص كذلك سيكون نص غامض وغير مفهو م ويذهب بالقارىء لمظان متعددة وغير واضحة ..
في حين أن الرؤية لم تكن خيالاً ولا بتأثير سحر أو ما شابه بل كانت رؤية حقيقية بالعين ...وشي تعارف عليه الناس
ثم الناس يعلمون في ذلك الزمن أن الشمس لا تلتصق بالأرض ...فما هي الحاجة للتوضيح ؟؟!!

ثم هناك شي آخر وهو أن الله عز وجل يريد أن يبين أن ذو القرنين حينما بلغ ذلك المكان وصل عند غروب الشمس ...
ثم أن الله ذكر بعد هذه الآية التي كانت رقم 85 ذكر في الآية 89 قوله :
((حتى إذا بلغ مطلع الشمس وجده تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً))وهنا ذكر الله عز وجل وصول ذو القرنين لمكان لا تغيب في الشمس ...
و هو معنىقوله نبارك وتعالى: لم نجعل لهم من دونها ستراً ..
يغني الشمس لا يغطيها شي ولا تغيب خلف شي ...
والشمس جسم واحد فلو كانت تغيب داخل الماء فيزيائياً وليس بصرياً لما ظهرت في مكان آخر دون أن تغيب ....وقد ثبت الأن وجود أماكن لا تغيب فيها الشمس تصديقاً لهذه الآيات التي نزلت منذ 14 قرناً