عندما يعشق الكبار : الوقوف بين حافة العشق و منتصف العمر

عندما يعشق الكبار : الوقوف بين حافة العشق و منتصف العمر


06-17-2017, 07:38 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1497681496&rn=31


Post: #1
Title: عندما يعشق الكبار : الوقوف بين حافة العشق و منتصف العمر
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-17-2017, 07:38 AM
Parent: #0

06:38 AM June, 17 2017 سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصرقصة غريبة إلى حدٍ ما..‏غريبة حسب رؤية المجتمع و ما تعارف عليه..و لكنها ليست كذلك بلغة العواطف و المشاعر التي ‏رغم القيود و الخطوط الحمراء فإنها لا تعترف إلا بخفقات القلوب و نبض الدم في الشرايين التي ‏تحمل الود و النزوع البشري المشبوب ...‏سؤال :هل العنوان مناسب؟دائما العنوان مهم و هو الأصعب في الكتابة..‏

Post: #2
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-17-2017, 07:50 AM
Parent: #1

اختصارا للمقدمة لأدخل في الموضوع أقول
‏....كنت شاهدا على تلك القصة ....شاهدا على تفاصيلها و معرفة لصيقة بالطرفين..‏
خلال الشهر الماضي كنت في زيارة للسودان
و هناك عرفت تفاصيل القصة ‏
تعرفت على الطرفين..‏
الطرفين على طرفي نقيض ربما
و لكن كل واحد يفهم الآخر و يقدّر مشاعره..‏

Post: #3
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-17-2017, 08:04 AM
Parent: #2

و لكن السؤال المهم و الذي يغشى العقل ببداهته هو:‏
هل هناك أجندة خفية لدى كل واحد منهما؟؟
الإجابة: ربما نعم .....و ربما لا...‏
منطق أليس كذلك؟
قد يكون لأي من الطرفين أجندته و لكن لا شيء يبدو للعيان ..‏
و الشريعة عليها بالظاهر..كما نقول.أليس كذلك؟
و لكن
لابد من التذكير بنقطة مهمة جدا و هي:‏
أن الطرفين يفصل بينهما حاجز من السنوات يفوق الخمسة عشر عاما أو يزيد....‏

Post: #4
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-17-2017, 05:34 PM
Parent: #3

ترى ماذا يقول هذا الرجل و قد غرق حتى أذنيه فيما كان يخشاه و لا يتوقعه ‏هو أو الجميع ممن هم حوله.أما هي فكانت تقف كالطود الشامخ ..
....تتحرك ‏الأحداث و لا تتحدث. تنظر في صمت و تحلل و لكن لا يصدر منها أي إشارة ‏يمكن أن يفهم منها أي شيء.‏
إحساسه دائما متناقضا ...دائما لا يملك الحل.... دائما لا يملك حظوة اتخاذ ‏القرار. يشعر كأنه منساق وراء التيار.
و لما كان يرى التناقضات من حوله ‏كان يكفيه أن يعيش في دفء تلك اللحظات. اللحظات التي تكون هي فيها و ‏بجانبه. كان دائما يعلم بأن كل الظروف من حوله ليست معه.
كان يعلم أنه ‏يصبح ضد التيار.و لكنه كان راضيا بذلك فماذا يفعل؟ ‏
لكن كان كل ما تجود به الظروف و الأيام من لقاءات كان يعتبرها هدية، ‏بالرغم من أنها لحظات في الزمن الضائع.
لم يكن يفكر كثيرا فيما خلف هذه ‏اللحظات التي تتكرم فيها الظروف بخروجهما معا.
هل يعتبر ما يعيشه معها ‏حب من ناحيته؟
أهو حب من طرف واحد؟
و ما هو الحب إذن؟
أليس تبادل ‏و تفاهم و اتفاق و مشاركة؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

Post: #5
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-17-2017, 08:22 PM
Parent: #4

ترى ماذا يقول هذا الرجل و قد غرق حتى أذنيه فيما كان يخشاه و لا يتوقعه ‏هو أو الجميع ممن هم حوله.أما هي فكانت تقف كالطود الشامخ ..
....تتحرك ‏الأحداث و لا تتحدث. تنظر في صمت و تحلل و لكن لا يصدر منها أي إشارة ‏يمكن أن يفهم منها أي شيء.‏
إحساسه دائما متناقضا ...دائما لا يملك الحل.... دائما لا يملك حظوة اتخاذ ‏القرار. يشعر كأنه منساق وراء التيار.
و لما كان يرى التناقضات من حوله ‏كان يكفيه أن يعيش في دفء تلك اللحظات. اللحظات التي تكون هي فيها و ‏بجانبه. كان دائما يعلم بأن كل الظروف من حوله ليست معه.
كان يعلم أنه ‏يصبح ضد التيار.و لكنه كان راضيا بذلك فماذا يفعل؟ ‏
لكن كان كل ما تجود به الظروف و الأيام من لقاءات كان يعتبرها هدية، ‏بالرغم من أنها لحظات في الزمن الضائع.
لم يكن يفكر كثيرا فيما خلف هذه ‏اللحظات التي تتكرم فيها الظروف بخروجهما معا.
هل يعتبر ما يعيشه معها ‏حب من ناحيته؟
أهو حب من طرف واحد؟
و ما هو الحب إذن؟
أليس تبادل ‏و تفاهم و اتفاق و مشاركة؟
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

Post: #6
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-17-2017, 08:53 PM
Parent: #5

ملحوظة: ‏
نسيت أن أقول: كنت محتارا كيف أنقل هذه الحكاية للقراء للإطلاع على بعض سلوك ‏بشري و مشاعر إنسانية و عواطف جياشة ربما يعتبرها البعض مصالح
و ربما يعتبرها ‏البعض تصابي و ربما يعتبرها البعض غباء و غير ذلك من النعوت..و لكنها تظل في ‏النهاية واقعا معاشاً..و حقيقة ماثلة..‏
و لكن كيف أنقل هذه الواقعة باعتبارها واقعا فعليا و قد يكون مثلها موجودا و لكن دون أن ‏أفضح سراً أو أفضح شخصاً ؟
قضيت حوالي أسبوع أفكر..و أخيرا اهتدينت إلى أن أكتبها في شكل قصة أو سرد حكائي ‏أحاول أن أبث في ثناياها ما وصل إلي من خبايا تلك العلاقة و من بعض من
شذرات من ‏مشاعر انكشفت لدي ..بعضها بشكل تلقائي و بعضها بشكل تعبيري معلن و البعض الآخر ‏استشفيته كفاحاً..‏
لذا سأسرد قصتهما في سرد حكائي يكاد يقترب كثيرا من الحقيقة.‏
اتفقنا؟؟

Post: #7
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-17-2017, 09:15 PM
Parent: #6

ترى ماذا يقول هذا الرجل و قد غرق حتى أذنيه فيما كان يخشاه و لا يتوقعه هو أو ‏الجميع ‏ممن هم حوله.
ما الذي يفكر فيه ؟
ما الذي يحلم به؟
ما الي يفتقده؟
ما الذي ‏يخشاه؟

أما هي فكانت تقف كالطود الشامخ ..تحرك الأحداث و لا تتحرك. تنظر في صمت و ‏تحلل ‏و لكن لا يصدر منها أي إشارة يمكن أن يفهم منها أي شيء.‏
إحساسه دائما متناقضا ...دائما لا يملك الحل... دائما لا يملك حظوة اتخاذ القرار.
يشعر ‏‏كأنه منساق وراء التيار و لا يمانع. و لما كان يرى كل التناقضات من حوله كان يكفيه أن ‏‏يعيش في دفْ تلك اللحظات. اللحظات التي تكون هي فيها و بجانبه.‏
ما هي نوعية هذه العلاقة؟ هذا السؤال لا يود أن يواجه به نفسه..كان يهرب منه ‏‏‏..يخشاه..
كان يعرف أنها العلاقة المستحيلة العلاقة التي لا مستقبل لها... العلاقة التي ‏‏تحمل نهايتها في داخلها.. و التي يمكن في أي لحظة تعلن عن نهايتها.‏
‏ كان دائما يعلم بأن كل الظروف من حوله ليست معه كان يعلم أنه يصبح ضد التيار.و ‏لكنه ‏كان راضيا بذلك فماذا يفعل؟
‏ لكن كان كل ما تجود به الظروف و الأيام من لقاءات كان يعتبرها هدية بالرغم من أنها ‏‏لحظات في الزمن الضائع.‏
‏ لم يكن يفكر كثيرا فيما خلف هذه اللحظات التي تتكرم فيها ‏الظروف بخروجهما معا.‏
‏ هل يعتبره حب من ناحيته؟ ‏
حب من طرف واحد؟ ‏
و ما هو الحب؟ ‏
أليس تبادل و تفاهم واتفاق و مشاركة من الطرفين؟ ‏
أليس هو مواجهة و اتفاق و صراحة و وضوح؟ ‏
أليس الحب هو رؤية للمستقبل في طريق واضح؟
و لكن لماذا؟
لماذا يشعر بكل هذه اللهفة عند اللقاء و الخروج خاصة من ناحيته؟
‏ أهو خداع ‏للنفس؟
أم هو أزمة منتصف العمر؟ تلك النظرية التي اجترحها علم النفس ليبرر بها نزوات من ‏فاتهم القطار العمر و لكنهم يصرون على اللحاق به.‏
أهي محاولة للعيش خارج الزمن؟
‏ أم هو محاولة لإثبات الذات.‏
‏ أم هي سباحة عكس التيار؟
ترى ماذا يقول الآخرون من حوله؟ بل ماذا تقول هي نفسها؟
لا يهم ..
......لايهم كل ذلك............المهم هو يشعر بالارتياح و بالانتشاء و ببصيص من أمل وب ‏نبضات ‏قلب ترتفع عند كل لقاء بعد أن طال عهده بمثل هذه الحيوية.‏
قلب صارت هي تتربع فيه و تحتله و تشغله و ‏تملأه..‏
تابع

Post: #8
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-17-2017, 11:44 PM
Parent: #7

هي: تخاطب نفسها:‏
اتصلتُ عليه . في الحقيقة أرغب في الخروج. كثيرة هي الأشياء التي تثير النفس ‏و تجعل ‏الملل يضغط على النفس. ‏
هذا الرجل دخل في حياتي بل و ‏في حياة الأسرة من خلال العلاقة الأخوية. لا غبار عليه و ‏لكن سلوكه ‏و إشاراته يكتنفها بعض الغموض.
حقيقة لا أود أن أخوض في تحليلات لا ‏‏تعنيني..على الأقل هو شخص غير ضار و لا مزعج. ‏
مفتاح شخصيتي الرئيسي هو عدم إزعاج الآخرين بالإصرار على ‏معرفة أسرارهم . تكفيني ‏ملامحهم الطيبة و دواحلهم .
هناك خطوط ‏حمراء لا أتجاوزها و لا أسمح للآخرين بتجاوزها.
‏أعرف أنني ‏شخصية أميل للكتمان و أحتفظ بمساحة كبيرة من حياتي و مشاعري ‏و ‏طموحاتي و دواخلي بعيدة عن تطفل الآخرين.‏
و حقيقة أعرف أن ذلك ‏ليس تصرفا مثالياً و لكنه يكفيني شر فضول البشر. و في النهاية هذه ‏طبيعتي..‏

Post: #9
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-18-2017, 07:59 PM
Parent: #8

متابعة لما تحكيه (هي):
وصلنا إلى كافيه ( اوزاريس).. هو كافيه هاديء. كافيه يناسب النزوع ‏‏الرومانسي بما يتيحه من أجواء خاصة وأضواء خافتة .....‏
‏.الكافيه يثير ‏في النفس الهدوء و البوح العاطفي الشديد الخصوصية ..و ‏لكن إلى أي حد يشبع ذلك غليلي؟
وصو دخلنا غلى الكافيه. فعلا الأجواء تريح النفس..‏
المهم قضينا نحو الساعة أو يزيد. ارتاحت مشاعري إلى حد كبير.
في ‏الحقيقة صحبته اللطيفة ‏و سمته الهاديء يبعث في الارتياح و الامان و ‏لكن ليس أبعد من ذلك.‏
خرجنا من الكافيه على أمل العودة مرة أخرى.
ودعته بكل ما تحمله ‏‏مشاعري من حسن الصحبة و الود الصادق و شكرته على اللحظات ‏الجميلة التي صحبني فيها.‏

Post: #10
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-18-2017, 08:31 PM
Parent: #9

هو:‏
اتصلت علي (هي) فخفق قلبي..إلى متى يظل قلبك هكذا متيقظا لكل هاتف ‏منها.؟
طلبت ان نخرج لو لم أكن مشغولاً ..قالت بأنها تود أن تريّح أعصابها قليلاً.‏
لبست على عجل و تعطرت و تهندمت و خلال نصف ساعة كانت نسمات الهواء البارد ‏تداعب وجهي و مشاعري..تجولنا قليلاً و ما أن شاهدت ‏
اللافتة ذات الألوان الصارخة طلبت أن نذهب إليها. استدرنا و أوقفت السيارة تحت اللافتة ‏المضيئة. (اوزاريس) مكتوبة بخط أحمر كبير.
دائما أتوقع ‏المفاجآت في كل مكان نذهب ‏إليه. دخلت الكافيه و كأني أدخل إلى ‏معرض فني.
أعجبني الهدوء و الجو الفني و ‏الرومانسية الخافية التي ‏تتسلل إليك من كل شيء.‏
من تجلس أمامي فتاة مكتملة الأنوثة ظريفة متوثبة واثقة من نفسها ‏لحد التهور. بالطبع هي ‏تعجبني. أنظر لتفاصيل وجهها في صمت أحاول ‏أن أجد تماثل بيني و بينها و لا أجد. ‏
عصران التقيا في هذا الكافيه.‏
‏ ‏نجلس و في داخل كل منا احلامه و هواجسه و رغباته و ‏طموحاته..و لكننا برغم ذلك ‏نستمتع راضيين بالحد الأدنى من التوافق. و ذلك في اعتقادي قمة ‏التحضر و تفهّم الآخر و ‏احترامه. ‏
خلوت إلى نفسي لحظات أخذتني فيها احساس غامر بالارتياح و بالانتماء و لو لمدة وجيزة ‏لهذه الشابة التي تجلس معي.‏
تمر عليّ احياناً لحظات أنسى فيها نفسي... و أتمنى أن تطول لحظات ‏وجودي معها و أن ‏يتوقف الزمن..‏
الا رحم الله الشاعر المرهف الطاهر ابراهيم

‏( يا زمن...وقّف شوية ..و أهدي لحظات هنيّة..‏
‏....و بعدها شيل باقي عمري....... شيل شبابي و شيل عيني)‏

كان الزمن يترصدنا و في لحظة مفاجئة اوعز إلينا النادل بانتهاء المهلة الوجيزة التي مُنِحت ‏لنا....
...............لملمت مشاعري و أشواقي المبعثرة على عجل ..مُجبرين لأن ساعة الإغلاق قد ‏حانت..
..........ز.نهضنا في غير تمهّلٍ(.. و كان الظن ‏أن نتمهلا..)‏
و هكذا الحياة دوام الحال من المحال و لكن سنعود إليك مرة أخرى يا ‏‏(اوزاريس).‏
تابع

Post: #11
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-18-2017, 11:45 PM
Parent: #10


يبدو أن القصة لا تجد التجاوب الذي كنت أتوقعه..
اعتذر عن المواصلة

Post: #12
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: نعمات حمود
Date: 06-19-2017, 07:03 AM
Parent: #11

سلامات على صاحب الروح الشفيفة والقلب النابض بالكثير الجميل
ولتعلم ان الحب والعشق احاسيس لاتتخير الوقت تاتي كما القدر بم ترم كدا ..تحدث بلاضجيج وبلاخيارات ...في اي زمن وفي اي مراحل قد تاتي باكرا وقد تتاخر الى خواتيم العمر
واعتقد ان اجمل مراحل العشق مابعد الخمسين وماقبل الستين لان الخبرة في امور الحياة تجعل تقييم التجربة واضحا ..مجرد اعتقاد


كسرة : عدم التجاوب لايعني بياخة الواقعة او القصة ولكن ارجح ان الكثيرين خاضوا التجربة نفسها واخرين مقبلين عليها في زمان ما فلا عليك

تابع الحكي
ومني كل المحبة

Post: #13
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-19-2017, 08:00 PM
Parent: #12

الاخت نعمات
اسعدتني كلماتك للغاية. شكرا للتعضيد و للمشاركة فيما احاول نقله من مشاعر ‏إنسانية وعاطفية تستدعي التوقف عندها خاصة
في المفارقة لما تعارف عليه ‏الناس فيما يتعلق بالتناسب في العمر بين الطرفين. و أعتقد أن هذه المفارقة هو ‏ما يجعل للعمل الفني أهميته.‏
بالنسبة للتجاوب الذي أقصده ليس هو التعليق لأني أعرف أن الكثيرين يقرأون ‏و يتابعون و لكنهم لا يعبرون.
و السبب في قراري أنني فقط لاحظت لاحظت انخفاض عدد القرّاء للموضوع و ‏لمدة ثلاثة أيام لذلك جاء قراري بالتوقف:
لأني دائما أحاول أن أكتب المفيد ‏بشكل عام في الموضوعات العامة (السياسية و الثقافية و الأدبية..)
و لكن في ‏الكتابات الإبداعية الخاصة بي لا أحاول أن أفرض نفسي على الناس عكس ‏الموضوعات العامة..‏
و لكِ ايضا مني كل المحبة
أكرر لك شكري و امتناني
و إن شاء الله ساحاول الاستمرار


Post: #14
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-20-2017, 08:17 PM
Parent: #13

بعد يوم من ذهابهما لكافيه اوزاريس..‏
منذ الصباح كان يجهز نفسه للذهاب لقضاء أحد أعماله.. ذهب مبكرا بعد أن تأنق كعادته. ‏لم يجد الموظف الذي جاء من أجله. جلس في المقاعد الجنبية ينتظر. القاعة واسعة و على ‏غير ما اعتاد عليه كانت القاعة مكيّفة. جلس و بدأ يتلفت يمنة و يسرة علّه يتناسى فترة ‏الانتظار الممل .. ‏منذ الصباح أرسل رسالة إلى (ن) كما اعتاد ان يفعل ذلك تلقائياً. لكنها لم ترد..‏‏
- لربما تكون مشغولة.
‏‏- أم يا ترى أثقلت عليها بكثرة الاتصالات؟
‏- لربما تحاول أن تجاملني..
‏‏- هل يا ترى تحاول مجاراتي فقط؟
عند هذه النقطة شعر بقليل من الضيق و المرارة .و لم يخرجه منها إلا رؤيته للموظف ‏الذي يقصده.. ‏نهض و و هو يبتسم نحو الموظف الذي رد بتحية مقتضبة و كأنه يقول له (انتظر قليلاً). ‏
مرت نصف ساعة تقريبا و خرج من المكتب راضيا بعد أن أنهى مهمته.‏جاء المساء. و جاء معه القلق و الانتظار.‏دائما تفكر (ن) في الخروج مساء.
و هاهو المساء يدق أبواب المدينة و هي تودع يوما من ‏الصهد النهاري الذي اعتادت عليه..‏
مرت ساعتان و على غير المعتاد لم تتصل. استلقى نصف استلقاءة على السرير و كأنه لا ‏يريد أن يستسلم لفكرة عدم لقاءها.
‏تناول كتابا من رف الكتب. ( وقائع موت معلن)..ضحك في سره:
- العنوان حمال أوجه ‏‏.جابريل جارسيا ماركيز هو الوحيد الذي سينسيني الموعد الذي لم يتم و هو بلا شك سينتشلني من ‏الإحساس بالوحدة.‏
بدأ بتقليب صفحات الكتاب محاولاً الإنشغال. صفحة ثم اثنتين و في الثالثة أحس كأنها تطل ‏بوجهها في وسط الكتاب ‏و كأنها تقلب معه صفحات الكتاب.
وضع الكتاب جانباً و بدأ كأن وجها يغطي ‏كل المشهد أمامه..‏ ‏‏
لم يدرِ كم من الوقت بقيَ على تلك الحالة، إذ كان الإحساس بالتعب قد فرض نفسه عليه بعد ‏مشاوير النهار في شمس الخرطوم الناهرة.
و أخيرا دون أن يشعر استسلم ‏و بجانبه وجهها الصبوح حيث استباحه الكرى .‏

Post: #15
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-20-2017, 11:54 PM
Parent: #14

استغرقتُ في نومٍ عميق شدني من كل أوتار حسي و القى بي في غيابات جُبٍ عميق.
لا ‏أدري كم من الساعات مرت. و لكن ما جعل نوم ينقطع و مرارة في الجوف و في الحلق و ‏إحساس كريه يملأ كل كياني.
كان ما رأيته صدمني صدمة فاقت كل الصدمات ‏التي مرت عليّ في السنوات الأخيرة.‏
كانت هي جالسة . رأيت وجهها بكل ألقه البهيج و بسمْتِه الملائكي الحبيب. كانت ‏تضحك ملء مشاعرها و هي ‏غارقة في سرور يفيض في الأنحاء.‏
كان ذلك حين دخلت فجأة إلى كافيه(اوزيرس).حيث جئت على عجل ‏لأبحث عنها. جئت و ‏كلي أمل أن أجدها هنا .و ذلك بعد أن اتصلت عليها عدة مرات لكنها لم ترد.
شدّني ‏الانزعاج من أذني و إحساس مُمِض بالهوان و الصَغار يحيط بكل كياني.
‏‏-لماذا لا ترد عليّ؟‏- هل أن أتصلت علي و وجدتني نائما؟
أو لربما كان هاتفي ‏مغلقا فقررت أن تذهب للكافيه ‏الشاعري لوحدها؟.
‏‏- هل...؟
‏دخلت الكافيه ببطْء يقودني إليها عطرها الشفيف المحبب لديها.
دخلت و أنا أنوي أن ‏أفاجئها............فإذا بي أنا الذي يتفاجأ..‏
....نعم كانت (ن) هناك جالسة .
و لكن ...
......يا ليتتي لم أجدها......‏

Post: #16
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-21-2017, 08:11 PM
Parent: #15

الكافيه ممتلئة حتى آخرها بالشباب من الجنسين،و كان كيوبيد العابث بكل اناقته يطوف ‏بين الطاولات يبث الغواية و الغرام في النفوس.
و كانت القلوب الهوائم تتراقص في صدور ‏الجالسين و الرغبات المكبوتة تستجير بالصمت داخل الصدور و الأفئدة.‏
نظر إليهم في احتقار .نظرة حمّلها كل ما يعتمل داخله من كره و احتقار و رغبة في الانتقام ‏‏.‏
اتجه إلى الطاولة التي كانت تجلس فيها..‏
ما أن رأته حتى وقفت مبهوتة و الخوف يطل من العينين حتى تكاد تقفز من محجريهما.‏
‏- اجلس! قالتها في خوف و هي ترتعد
ابتسم في سخرية و لم يعلق. ‏
كان عشيقها الذي يبدو أنه لم يفهم ما يجري حوله ، كانت نظراته لا تزال مترعة ‏بالهيام و بنظرات العشقِ السكرىَ..‏
في تلك اللحظات كان الكافيه في حالة صمت و ترقب و حذر و في لحظات مفاجئة ‏خمدت كل الكلمات الهامسة و انزاحت النظرات الهائمة و الابتسامات الهادئة..‏
الآن هو يقف في المنتصف تماما ..نظراته مثبتة في اللاشيء.. بدأ صوته كأنه هاتف ‏آتٍ من السماء:‏
‏- أيتهنّ المخادعات - كلكنّ...كلكنّ كاذبات، تلعبن بالعواطف..و بالمشاعر!‏
‏- الآن فقط عرفتْ... أنتن أُس الفتنة .. أنت رأس البلاء!‏
أمسكتْ (هي) بيده ليجلس ..لكنه استمر :‏
‏- يا من تسكبون كلمات العشق و الغرام في كاسات الهيام ...لا تنخدعوا مثلي
‏- احتفظوا بكلماتكم و لا تتجرعوا كاسات الخداع مثلي..‏

كان الصمت في الصالة هو سيد الموقف..‏
كان و هو يتحدث صوته يتهدج و صدره يعلو و يهبط في إيقاع مخيف و الشرر يتطاير ‏من عينيه.‏
لا أحد في تلك اللحظات يعرف ماذا سيحدث.. ‏
فجأة يُفتح باب الكافيه و يدخل ثلاثة من رجال الشرطة . ينظرون في عجل داخل ‏الكافيه. و خلال دقائق كانوا يقتادونه بعنف للخارج و هو يقاوم في إصرار.‏
‏ فجأة نهض من سريره و هو يضع يده على خده الأيسر متحسساً أثر صفعة تلقاها خلال ‏اقتياد الشرطة له..‏
تابع..‏

‎ ‎

Post: #17
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-22-2017, 10:16 AM
Parent: #16

Up

Post: #18
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-22-2017, 07:36 PM
Parent: #17

كانت الساعة حوالي الثامنة صباحاً حين استيقظ. لا زال طعم النوم في فمه. ‏احساس بتكسير و ثِقَل في الجسم. تقلّب في فراشه و كأنه يرفض أن ينهض.
‏لم تكن لديه رغبة لمغادرة السرير.‏
حلم ثقيل بلاشك. ‏
طيلة الفترة الماضية كان يحس و كأنها تجاريه في مشاعره. كانت نادرا ما ترد على ‏تعليقاته المضمغة بالإعجاب بجمالها أو أناقة زيها..
كان يحي أحيانا كأن بينهما واد من ‏خلاء شاسع.‏
كانت أحيانا تقول له : أنت رومانسي ..و لكن هذا ليس زمان الرومانسية
أو تقول له: يعجبني ظرفك.. و بالرغم من أنه كان يحاول الإمساك ببعض الجوانب ‏المشجعة في مثل تلك التعليقات ..و لكنه يحس بأنها تحمل إشارات غامضة .
.....تتضمن معاني تحتمل ‏أكثر من معنى.‏
أما هي فكانت ترى فيه شخص جذاب الحديث و مقبول المنظر و كريم و لكنه ليس ‏الشخص الذي تحلم به. بل حتى خروجها معه كانت بعض صديقاتها ترى فيه شيء من ‏عدم الانسجام.
و لكنها ترى أنه يستحق الصحبة و الخروج معه فهو لا يتجاوز الخطوط ‏الحمراء و لا يتعدى حدود اللياقة حتى و إن حاول أحيانا في حذر فكانت نظرة عابسة منها ‏توقفه قبل أن يواصل ما انتوى قوله أو التعبير عنه.‏
هذا الحلم أيقظ في نفسه بعض الشكوك و بعض الأفكار التي كان يهرب منها و لا يحاول ‏حتى مجرد التفكير فيها. ‏
‏- هل يا ترى تخرج مع شخص آخر غيري؟
‏- هل هي تستغل كرمي في رقضاء اوقات جميلة أم هي حقا تستمتع بالخروج معي كما ‏اسمتع أنا؟

‏- و لكن ألم تعلّق مرة على رأيها فيما من يتصابون و يصبغون شعورهم و يتناسون مرور ‏الزمن على قسمات وجوههم و في ملامح أجسادهم؟
‏- هل كانت تقصده هو بالتحديد بشكل غير مباشر؟
حالو لك اليوم عدم الخروج من المنزل. لم تكن لديه أي رغبة في الخروج و لا حتى في ‏الاتصال بها..‏
في ذلك اليوم أنجز الكثير كما رأى هو ذلك. فقد رتب بعضا من أشيائه المبعثرة و التي لم ‏تشهد من زمن أي ترتيب ..كما كتب خطابا لصديق قديم تأخر في الرد عليه.
ثم حاول إكمال ‏قراءة رواية ماركيز.‏
كان راضيا للحد للبعيد إذ تمكن من السيطرة على نفسه و لم يتصل عليها..‏
تابع
‎ ‎

Post: #19
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-24-2017, 09:19 AM
Parent: #18

كل عام و أنتم بخير. و عيد مبارك عليكم جميعا.
ملحوظة للمتابعين:
سأتوقف عن الكتابة مؤقتاً بسبب هذه المناسبة السعيدة.
و لكن أرحب بأي نقد أو تعليق مع أو ضد بصدر مفتوح و دون حساسيات.

Post: #20
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-26-2017, 09:55 AM
Parent: #19

البروفايل:أي ملامح و سمات الشخصية:‏
و لكن هل البروفايل ضروري للعمل الفني؟
لا بالطبع. ‏فقد يأتي ضمنا من خلال تطور الأحداث. ‏و لكن ماذا لو تم إيراده بشكل منفصل؟
لا ضرر إطلاقاً طالما كان السارد متمكناً من ‏خيوط السرد و محافظا على التشويق و لا بمبط اللثام عن كل المخفي.‏
قد يكون البروفايل خصما على العمل الفني بسبب إزالة بعض الغموض الذي يجب أن ‏يتسم به العمل الفني..و لكن لا يهم .لابد من البروفايل و إن طال السرد.
‏بروفايل الشخص الرئيسي في القصة(أ) :
في حوالي الخمسين من العمر. متزوج و له أبناء. يبدو أنه يعايش مشكلة ما في ‏حياته الزوجية. تصفها هي بعدم التوافق بينه و بين زوجته.
أما هو فيعترف بوجود عدم ‏التوافق الأسري و لكن ليست تلك هي المشكلة.
أحيانا يظن هو أن المشكلة تكمن فيه هو. فهو ‏أحيانا يرى نفسه إنسانا خياليا رومانسيا هائما غير محدد معالم الشخصية.
أما لو واجه هو ‏نفسه لربما يستطيع تحديد أين تكمن مشكلته.و لكنه دوما يهرب للأمام.
‏بروفايل الشخصية الثانية في القصة:‏‏(ن):
هي شابة في حوالي نهاية الثلاثينات. لديها مسحة كبيرة من الجمال و لديها فسحة ‏أمل كبيرة في الحياة و في التغيير و في فهم البشر من حولها.
و لكنها رغم قوة شخصيتها فهي تتسم بغير قليل من الجدية و الحدة و الحسم في كثير من الأمور.
هي أيضاً تعاني من بعض ‏المشاكل الأسرية و لكن تأثير ذلك ليس كبيرا و ليس مباشراً.‏
هي تهتم ب(أ) و تنجذب له. و ترى في تلك العلاقة بعض المفارقة و لكنها ليست مفارقة ‏شاذة. لا ترى أنه العلاقة معه علاقة مستقبلية.
و لكن من يضمن المستقبل؟
من الذي ‏يستطيع التنبؤ بما تحمله الأيام و المقادير؟
برغم جديتها و حسمها و لكنها تترك له مساحة كافية للتعبير عن مشاعره نحوها. فهي لا ‏ترى في ذلك ضررا.
بل ترى أنها تحمل من تحبهم إلى بر الامان دون أن يؤثر ذلك سلبا عليها أو تتضرر منه بشيء.
....‏انتهى البروفايل ‏و ..
سنكمل القصة لاحقاً‎" ‎

Post: #21
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-27-2017, 10:21 PM
Parent: #20

إذا كان (أ) شديد التردد ،كثير التوجس و الشك فقد كانت(ن) كذلك شحيحة في البوح ‏بدواخلها تميل لكتمان مشاعرها.
و بالتالي كان هذان الأمران سبب في زرع بوادر ‏التوتر في تلك العلاقة غير المتكافئة أصلاً.
‏كان يعرف أن نقطة ضعفه الوحيد منذ الصغر هي عدم ثقته في نفسه. لذا كان دائما ‏يبحث عن العضد و السند عند الآخرين.
تستهويه كلمات الإعجاب عن ذكائه أووسامته ‏أو بأناقته أو عن قدرات يملكها هو حقيقة، أو لا يملكها.‏كانت هي تعجب به في دواخلها و لكنه إعجاب عابر إعجاب لا
يملك عليها أقطار ‏نفسها لذا كانت لا تميل للتعبير كثيرا عما تحس به و زاد من ميلها لكتم مشاعرها أن ‏‏(أ) كان كثير الشك و التوجس. إذ كانت نفسه تحدثه دوما بأن ما
بينهم ليس إلا تزجية ‏فراغ , علاقة مصالح و خداع من جانبها. ‏أما هي فلم تكن في واقع الأمر تفكر في علاقتها به من هذا الجانب.‏
كان (أ) موقن من أن لدى (ن) علاقة أخرى. لكنه لا يدري كنهها و لا طبيعتها. و لكنه ‏يشك بل هو شبه متأكد بأن لها شخص آخر غائب عن المسرح. و كان التفكير في هذا ‏الأمر
يزعجه و يقلقه.
و كان يتمنى أن لو صارحته بحقيقة هذا (الحبيب) الغائب الذي ‏تستأثره و تفضله عليه و ربما باحت له بما لم تبح هي به له. ‏كان كثير التساؤل:‏‏- كيف يا ترى يكون شكله؟‏
- أهو طويل أم قصير؟‏
- هل هو يا ترى فاتح اللون أم غامق؟‏
- وسيم أم عادي؟
و في المقابل كانت (ن) تشعر بهذه الشكوك لديه و كان ذلك أكثر ما لا يعجبها فيه.
فكم ‏من مرة جاءتها محادثة من أحد أفراد أسرتها أو من زمييلة كانت تحس به يتنصّت
و ‏يترقب. و قد يسألها أحياناً بعد انتهاء المحادثة:‏‏
- من كان هذا؟
فكانت أحيانا تجيبه و أحيانا تزجره.فيزدجر..‏

Post: #22
Title: Re: عندما يعشق الكبار :على حافة العشق و خريف ا�
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-28-2017, 06:10 PM
Parent: #21

تكرار

Post: #23
Title: Re: عندما يعشق الكبار : الوقوف بين حافة العشق �
Author: Fatima Alhaj
Date: 06-29-2017, 00:47 AM
Parent: #1

سلام اخي محمد
متابعين...
سيناريو يتكرر كثيراً في حياتنا هذة الايام، أكاد
أتنبأ ببعض الاحداث، هناك بعض شخصيات
القصة لم يحن وقت الاعلان عنهم.
مُنصِتِين ..

Post: #24
Title: Re: عندما يعشق الكبار : الوقوف بين حافة العشق �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-29-2017, 07:54 AM
Parent: #23

الاستاذة فاطمة
بالطبع اسعدني تعضيدك و تسعدني متابعتك.
خاصة في ها الوقت الذي احتاج فيه لمواصلة الكتابة أكثر من المتابعة السلبية.
أكرر لك شكري و امتناني
حقيقة و أنا أكتب لا أدري وجهة نظر المتابعين حول الشخصيتين...
إن شاء الله سأواصل.

Post: #25
Title: Re: عندما يعشق الكبار : الوقوف بين حافة العشق �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-29-2017, 10:24 AM
Parent: #24

كانت (ن) تعرف نقطة ضعف(أ) بنفس الدرجة التي تعرف بها مكامن الجاذبية فيه و ‏مناط العشق فيه و مثار الإعجاب في شخصيته.
و لكنها دائماً إمعاناً في العناد الذي ‏تتصف به تظل تعتصم بالصمت احيانا و بالتقتير في الإفصاح عن حقيقة مشاعرها ‏أحياناً أخرى .
و هي لا تفعل ذلك إمعانا في التنكيل العاطفي به و لا تعذيبه و لا لتدفعه ‏للبوح صراحة بمشاعره تجاهها ( بالرغم من أنها تعرف حقيقة مشاعره لأنه لم يترك ‏مفردة إلا قالها إعجابا بها ،
و حمّلها ما يعتمل داخله من مشاعر نحوها).‏
من ناحية أخرى كانت هي تدرك أنه يعاني من عدم التوافق بينه و بين زوجته . و هي ‏بالتالي مندهشة لاستمراره في هكذا علاقة زوجية لا يجد فيها(أ) نفسه و لا يجد فيها ‏من يقدّر ما تعتبره هي
كنوز من رهافة في الحس و دفق المشاعر و صفاء الروح ‏بالإضافة للمواهب المتعددة التي يحملها.
و لكنها كلما دنت من أن تقوم بمواساته بكلمة ‏أو عبارة قد تجعله هو يطير من الفرح . و لكنها تتراجع في آخر لحظة في عناد و بعد ‏نظر :‏
‏- هل أنا التي كُتِبَ عليها أن تقوم بهذا الدور؟
هكذا كانت تسائل نفسها كلما وجدت ‏نفسها تميل إليه أو يجرها تعاطفها معه لأن تتخذ الخطوة الحاسمة بالنطق بالكلمة ‏الحاسمة..الكلمة التي تحمل الكثير و التي ستفعل الكثيرا. الكلمة التي ستفجّر
ستفجر الدواخل و ‏ستفجر الجدران التي طالما استعصمت بها.‏
هي تعرف بأن شريكة حياته تشك فيه و في علاقاته و في خطراته ..نعم هي تعرف ‏كل ذلك. ليس لأنه هو الذي أخبرها بذلك( و قد أخبرها هو فعلاً)ولكن
هذا الأمر يكاد ‏يبين في كل تصرفاته و ردود أفعاله ،و حتى و في المحادثات الفجائية التي تداهمها ‏بها و هو في قمة الاندماج و في خضم التفاهم الخفي بينهما.‏
زوجته تعرفها هي شخصياً و التقت بها بحكم التعارف الاجتماعي العام.و لكن كلما ‏كانت تلتقي بها كانت سياط الذنب القاسية تجلد دواخل (ن).
و كلما التقت نظراتهما ‏كانت تحس بشيء يشبه الرجاء و التوسل في نظراتها. كل ذلك كان يضعها في مقام ‏الضحية و المذنبة في آنٍ واحد.
لكل ذلك كانت تتحاشى اللقاء بها و هي التي كان لها ‏وجهة نظر حاسمة في الاستحواذ على قلب رجل متزوج و في طعن أنثى من ‏الخلف..فما بالك إذا كانت الطعنة ستكون من الأمام.‏

Post: #26
Title: Re: عندما يعشق الكبار : الوقوف بين حافة العشق �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-29-2017, 01:17 PM
Parent: #25

في الأيام الأخيرة كانت مشغولة بشيء ما. شيء لم يعرفه(أ). شيء ما جعلها لا تتصل ‏عليه و أحيانا كثيرة لا ترد. وز إذا ردت كانت عباراتها مختصرة.
أيقظت هذه التغييرات ‏في نفسه شيطان الشك و بدأ يظن الظنونا. و بالطبع انعكس ذلك على نفسياته و بدا ذلك ‏واضحا عليه. كانت زوجته قد لاحظت هذا التبدل.
كيف لا و هي قد تقف دوما خلف ‏المجهر تتابع حركاته و سكناته و تحصي حتى أنفاسه.‏
وفي المقابل كانت هذه الأيام زوجته في أفضل حالاتها. فلاحظ (أ) أن زوجته مبتهجة ‏،منتشية، و روحها المعنوية تعانق السماء.لكنه لم يبال كثيرا فهذا حال النساء جميعهن يمِلْنَ ‏لمصادرة العواطف.
و غاية المرام لديهن احتكار القلب و الاحتفاظ به كمشترٍ وحيد.‏
كانت هي في الحقيقة منفتحة، و منشرحة الروح و الفؤاد.بل هي في اوج انبساطها و هي ‏تراه منقبض النفس. حيث أدركت بحاستها الأولى قبل السادسة أن في الأمر شيء.
و ليس ‏لذلك إلا تفسير وحيد اقتنعت به، مما جعلها تقول في دخيلة نفسها تقول:‏

‏-.الحمد لك يارب... ‏
‏- لابد أنها تركته
‏- يستاهل
‏- لعله يثوب إلى رشده
لم تضع زوجته وقتا و لا تود أن تفلت الفرصة من يدها كما حدث من قبل.
فحاولت التودد ‏إليه بقدر ما اوتها خالقها من قدرات و مواهب لم تستطع هي طيلة سنوات زواجها تنميتها ‏أو تطويرها
.إلا أن كل محاولاتها تلك لم تُفلِح في إدارة اهتمامه عمن تركته أو تجاهلته. ‏

Post: #27
Title: Re: عندما يعشق الكبار : الوقوف بين حافة العشق �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-29-2017, 07:46 PM
Parent: #26

آسف لإعادة تنزيل الجزء السابق و ذلك لبعض التعديلات التي تمت في هذا الجزء ..أرجو المعذرة و ساحاول عدم تكرار هذا الخطأ:
في الأيام الأخيرة كانت (ن) مشغولة بشيء ما. شيء لم يعرفه(أ). شيء ما جعلها لا تتصل عليه و أحيانا ‏كثيرة لا ترد. و إذا ردت كانت عباراتها مختصرة.
أيقظت هذه التغييرات في نفسه شيطان الشك و بدأ يظن ‏الظنونا. ‏و انعكس ذلك بالطبع على نفسياته، و بدا ذلك واضحا عليه.
من ناحية أخرى كانت ‏زوجتة(أ) قد لاحظت هذا التبدل. كيف لا، و هي تقف دوما خلف منظار مراقبة تديره و ‏تتابعه من خلاله أين ما ذهب. لكنها لا تجرؤ على سؤاله
.فكانت بالتالي تتابع حركاته و سكناته و ‏تحصي حتى أنفاسه.‏بالتالي كانت هذه الأيام زوجته في أفضل حالاتها.
و لم يغِب عن (أ) ملاحظة أن زوجته ‏صارت على غير العادة، مبتهجة ،منتشية،
و أصبحت روحها المعنوية تعانق السماء. ‏فأدرك ببصيرته النافذة سبب هذا التبدل في سلوك زوجته و مشاعرها . لكنه لم يشغله ذلك ‏كثيرا فهذ ا حال النساء جميعهن
فإن غاية مرامهن هو مصادرة العواطف المنداحة و غاية ‏ما يهدفن إليه لديهن احتكار القلب النابض و تحنيط المشاعر و توجيهها نحو قبلة وحيدة ‏لا تحيد عنها. ‏
فعلاً كانت زوجة(أ) هي في قمة انفتاحهها ، و منشرحة الروح و الفؤاد.بل هي في اوج ‏انبساطها و هي تراه منقبض النفس حائر النظرات ،مشتت الفكر.
حيث أدركت بحاستها ‏الأولى قبل حاستها السادسة أن في الأمر شيء. و ليس لذلك إلا تفسير وحيد اقتنعت به، مما ‏جعلها تقول في دخيلة نفسها ما فتئت تقول:
‏‏-.الحمد لك يارب... ‏‏
- لابد أنها تركته‏- يستاهل‏
- لعله يثوب إلى رشده
بالتالي فكرت زوجته في لحظة من لحظات ومضات ذكائها النادرة أن لا تضيّع وقتا و أن تفلت الفرصة من ‏يدها، كما حدث من قبل.
ففكرت و قدرت و حاولت التودد إليه بقدر ما اوتها خالقها من قدرات و مواهب لم تستطع هي طيلة سنوات ‏زواجها تنميتها أو تطويرها .
إلا أن كل محاولاتها تلك لم تُفلِح في إدارة اهتمامه عمن تعتقد بأنها قد تركته أو ‏تجاهلته أو فضّلت عليه من يقاسمها مباهج شبابهها

Post: #28
Title: Re: عندما يعشق الكبار : الوقوف بين حافة العشق �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-29-2017, 09:40 PM
Parent: #27

من ناحية أخرى، كان (أ) هذه الأيام في أسوأ حالاته.إذ كانت تنتابه الهواجس و ‏التساؤلات التي لا إجابة لها:‏
‏- هل يا ترى وجدت شخص غيري؟
‏- هل يا ترى أدركت أني لست الشخص المناسب؟
‏- و لكن كيف يحدث ذلك فجأة، و لا زالت صدى ضحكتها الراضية في آخر لقاء لنا، ‏تتردد في وجداني؟
‏- و لكن كيف تتهرب مني هكذا و هي تدرك ما سيفعله ذلك بي؟
‏- هل أخطأت أنا منذ البداية بتعلقي بشابة في مثل عمرها؟
و هكذا كانت الهواجس تشل عليه تفكيره و تملك عليه كيانه،و إحساس بالمرارة يجلل ‏كل مشاعره.‏
‏ ما لم يكن يدركه (أ) أن (ن) كانت تواجه مشكلات في العمل بسبب مدير جديد جاء ‏لبقرض عليها أسلوبا جديدا لم تعتاد هي عليه.
و قد جعلتها تلك المشاكل نهباً للقلق و ‏التوتر و المزاج المعتكر.
و انعكس ذلك على معنوياتها ونفسياتها، ففضلت أن تبتعد ‏عن كل ما قد يثيرها أو كلما يزيد من توترها. و كان (أ9 من بين من قررت أن تبتعد ‏عنه.
فهي لاتريد إرهاق نفسها بكثرة الأسئلة و التدخل في خصوصيات عملها. ففضلت ‏الابتعاد . و استمر ذلك الحال أياماً و لكنها لم تخطر أحد بما تواجهه من ضغوط في ‏العمل.
فهي تفضل دائما أن تحتفظ بمشكلات العمل بعيدا عن البيت و لا تفصح عما ‏يصادفها في العمل من مشكلات و منغصات و لا تحكيها لأحد كائن من كان.‏
كان ذلك ما جعلها تختفي عن المشهد و تقلل التواصل مع(أ) لأدنى حد ممكن. و كانت ‏احيانا كثيرة لا ترد على اتصالاته. و حتى عندما كانت ترد عليه احيانا بعد أن تضيق ‏بكثرة الاتصالات
باجابات مقتضبة، اجابات أو نصف اجابات تفيض من نبراتها الضيق و التبرّم و ‏الاستعجال .بينما كان هو يحاول في جزع أن يظفر منها بافادت تريحه و تهديء ‏مخاوفه.
و لكنها سرعان ما تجيب عليه في عجلة و ضيق:‏
‏- أشكر لك اهتمامك و لكن...‏
‏- سأشرح لك فيما بعد
‏-أنا الآن مشغولة بأمر ما
‏- لا أستطيع أن أحكي لك الآن
‏- أرجوك أن تفهمني
و في المقابل كانت هذه الإجابات الغامضة و المبتسرة هي ما تثير في نفسه الشكوك و ‏المخاوف و الظنون. بل ذهبت به تلك أشواطا و مدىً بعيد.‏

Post: #29
Title: Re: عندما يعشق الكبار : الوقوف بين حافة العشق �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 06-30-2017, 05:33 AM
Parent: #28

قبل أن اواصل::
أتمنى ممن يرغب من المتابعين أن يتحفنا بتعليق أو وجهة نظر نقدية لتسلسل الأحداث و خط سيرها أو شخوص القصة ..

Post: #30
Title: Re: عندما يعشق الكبار : الوقوف بين حافة العشق �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-05-2017, 09:17 AM
Parent: #29

كانت زوجته دائماً ما تفكّر بعمق:
كيف تخترق هذا الحاجز النفسي ‏الذي يفصل بينها و بينه. ذلك الحاجز الصلد الذي يخفي وراءه ‏كثير من الأحلام و الأشواق التي تخفيها داخلها رغما عنها،
لربما ‏بسبب خجلها أو لضعف ثقتها في نفسها. كما يخفي هذا ‏الحاجز البغيض ركام من الود نحوه. و الذي لم يجد طريق للبوح ‏و إن كان يعلن عن نفسه بين الفينة و الفينة في
الخدمات الروتينية ‏التي تقدمها له (و التي قد لا يعلن صراحة عن امتنانه لها مقابلها) ‏و في لحظات جلوسها بقربه لمشاهدة برنامج يظل يتابعها هو ‏باهتمام و يفهم مراميها و ينفعل بها و يتجاوب معها.
أما هي فتظل ‏قابعة بقربه تتابع معه دون اهتمام، بينما هي تتابعه هو بطرفٍ ‏خفي. كم كانت تتمنى أن تتجاوب معه فيما يتابعه و يعجب به.‏هل تحبه؟نعم ..بلاشك ،هي تحبه.
و إن كانت تسأل نفسها هذا السؤال و ‏سرعان ما تجب الإجابة داخلها..في خفقات قلبها... في متابعتها له ‏في صمت و هو يتأهب للخروج.... عند عودته الحبيبة ....في لحظة طرقه للباب و ‏دخوله للمنزل..
....‏لكن يظل السؤال التاريخي الذي يؤرقها دوماً كلما فكرت فيه،
و ‏الذي لا تجد له إجابة: : هل هو يحبني؟
و حين يداهم تفكيرها هذا السؤال كانت تلجأ لتطمئن نفسها و تتبدد ‏سحب اليأس و القلق التي بدأت تتزاحم في ضميرها و حتى في ‏قسمات وجهها الصابرة:
الم يعبر لي من حين لآخر عن مشاعره ‏؟
ألم يكن يفرح بما وهبه الله لهما عن طريقي؟
ألم..؟
عندئذ، تنهض لتعد للغائب شيء يحبّه ( في أغلب الأحيان.. طبق ‏الحلوى الذي يفضله هو ،و الذي تتقن صنعه من كثرة ما صنعته ‏له) لتظفر منه ب كلمات إعجاب عابرة أو على الأقل مسحة ‏شكر ترتسم على محيّها حين يرجع للمنزل.‏

Post: #31
Title: Re: عندما يعشق الكبار : الوقوف بين حافة العشق �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-05-2017, 08:58 PM
Parent: #30

تكرار ..و الذي أرجو أن لا يكون مملاً...
تكرار ليس لأهمية الموضوع و لكن لاتاحة الفرصة لمن فاتته الإطلاع على الموضوع ..
ارجوة المعذرة

Post: #32
Title: Re: عندما يعشق الكبار : الوقوف بين حافة العشق �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-09-2017, 01:21 PM

‏ كانت أبنة (أ) ذات العشرين ربيعا تتابع و تراقب دون رقيب خطرات والدها..‏
كانت تعرف أن هناك فجوة ما في حياة و الديها العاطفية.و كان ذلك يقلقها بالطبع.‏
كم كانت تتمنى أن تكون علاقة والديها كما قرأت عنها بين الأزواج في القصص الاجتماعية التي يمكن ‏مطالعتها داخل المنزل و قصص العشق و الغرام التي كانت تقرأها خلسة .‏
كانت تحب والدها بشدة و لكنها مؤخرا بدأت تميل لوالدتها .‏
حيث أصبحت تشفق عليها و بدأت و هي تدخل في مرحلة النضج تعرف أن والدتها تعاني. ‏
بل و تعاني في ألم و صمت.‏
شعرت الفتاة بأن أبيها لديها مهرب ما يلجأ إليه من حياة الجفاف العاطفي التي تسود بينهما و من عدم ‏التوافق و الإنسجام البادي للعيان..‏
كانت الفتاة ترتب لأبيها حاجياته و تدنو منه و تعرف مزاجه و نفسياته و تعرف متى يكون متوترا و متى ‏يكون سعيدا .‏
كانت تدرك ذلك بشكل يكاد يجعلها تتنبأ بما سيفعل أو ما سيكون عليه ردة فعله في اللحظات التالية.‏
لاحظت الفتاة أن أبيها صار يهتم بهندامه أكثر مما كان .‏
‏ و صار يشتري قمصان جديدة و بألوان لم يكن قد اعتاد على ارتدائها.
و كانت رائحة عطره الفواح ‏التي صار يرشها على جسمه تنبهها من بعيد. و تدرك بالتالي أن أبيها على وشك الخروج .
خاصة و قد صار خروجه في الأمسيات كثيرة للحد الذي يلفت النظر و هو الذي كان لا يحبّذ الخروج في هذه الأوقات
كل هذه التغييرات جعلتها تشاطر والدتها القلق و الإنزعاج و التنبّه لكل ما تصدر عن والده..
لم تكن الأم ترغب في أن تشاركهها ابنتها هذا الاهتمام و هذا القلق و لكن ماذا تفعل أمام نضج ابنتها المبكر و حدبها على والديها دون أن تدرك ما قد يترتب على هذه التغييرات.

Post: #33
Title: Re: عندما يعشق الكبار : الوقوف بين حافة العشق �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-09-2017, 04:17 PM
Parent: #32

يعيش الاستاذ (أ) هذه الأيام أكثر أيامه حزنا و ألماً. ‏
إحساس غامر بالفراغ يحتويه.يريد شخصاً ليبثه شجواه و شجنه. أن ‏يحدثه بما يفتقده. يريد شخصاً يحس بالخواء الذي يحه.شخص يصغي ‏إليه و يعترف له بمشاعره. ‏
رغم من يعيشون من حوله لكنه يحس بفق (ن) التي اختفت عنه صدفة ‏أو عنوة . خاصة أن (ن) كانت ملاذه و حبيبته الإفتراضية . حبيته التي ‏تستمع إليه و لا تتجاوب.و لكنها تستمع و تملأ في نفسه فراغا لا ‏يحس به غيره و لا يملأه غيرها..‏
‏- لكنها الآن تغرد في فضاء آخر. هكذا عاديقول لنفسه ‏
‏- و هذا حقها، نعم.‏
‏- و لكن ماذا عني أنا؟ و هكذا يعود إلى نقطة الضياع مرة أخرى.‏
جاء المساء و جاء معه الشجى و الشجن. إذ ليس هناك مكان يذهب ‏إليه.‏
‏ و (ن) ؟
لربما زهدت فيّ. لربما وجدت إلفاً يناسبها. لربما ملّت. لربما اقتنعت ‏بأن هذه العلاقة محكوم عليها بالفشل منذ بدايتها و لكنها حاولت أن ‏تتماهى معها أو حاولت أن تتكيف معها. و لكنها في النهاية اكتشفت أن ‏ما تقوم به سدىً.‏
دقائق مرات و هو حائر و فجأة قفز كمن تذكر شيئاً.‏
رفع الجوال و نظر إلى بروفايلها في برنامج الدردشة.‏
‏ إنها صورتها العزيزة إحساس بالشوق يجتذبه و هو يرى ابتسامتها ‏‏.كأنه تناديه. ‏
إحساس ثقيل بالأسى و الضياع يغمر كيانه. فجأة قرر شيئاً. أن يكتب ‏لها. لعل ذلك يخفف عليه وجده. أو لربما لعلها تراجعت لتعود إليه.‏
سيكتب إليها. و هو يعرف انه يمتلك ناصية البيان و التعبير. ألم تشيد ‏بعباراته عدة مرات؟
سيكتب إليها إذن. و لكن لن يكون ذلك عن طريق الواتس اب.‏
فهو يريد فضاء واسعا للتعبير يغرد فيها كيف شاء .ينطلق من إسشار ‏الكلمات الموجزة الى فضاء التعبير الممتد.‏
إذن البريد الإليكتروني هو الأفضل للتواصل معها.‏
بدأ الكتابة:‏

إلى الغائبة
مع الأشواق
‏....‏

Post: #34
Title: Re: عندما يعشق الكبار : الوقوف بين حافة العشق �
Author: حاتم تاج السر المبارك
Date: 07-09-2017, 05:33 PM
Parent: #33

سلامي مشكور اخرجتنا من اجواء ....ورجعتنا للكتابة
واضح مشكلة الحياة التقلدية بعد الزواج و ماينتج عنها حيث ينشغل الزوج بين العمل والبيت و توفير المستلزمات و الزوجة بين مطلبات البيت و الحياة الاجتماعية وكأن الزواج هو المحطة الاخيرة لقصة قبل الزواج
لابد من جعل الزواج محطة لبداية حياة جديدة متجددة بالمعني اقصده

Post: #35
Title: Re: عندما يعشق الكبار : الوقوف بين حافة العشق �
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-10-2017, 12:40 PM
Parent: #34

أخ حاتم
تحية طيبة يا عزيزي
(واضح مشكلة الحياة التقلدية بعد الزواج و ماينتج عنها حيث ينشغل الزوج بين العمل والبيت و توفير المستلزمات و الزوجة بين مطلبات البيت و الحياة الاجتماعية وكأن الزواج هو المحطة الاخيرة لقصة قبل الزواج
لابد من جعل الزواج محطة لبداية حياة جديدة متجددة بالمعني اقصده)
-----------------------------------------------------------------------------------------------------

هي مشكلة الحياة التقليدية و كذلك مشكلة الحياة الحديثة حيث أصبح هناك الكثير من الفضاءات التي تجعل الفرد ينفث عما يشعر به و يمارس ما يعتقد أنه من حقه.
كما أن الحياة الحديثة تتيح للإنسان العديد من الخيارات و البدائل و التي من الممكن أن تهدد الاستقرار الأسري أو الاستقرار الشخصي..
أشكرك كثيرا
و مرحب بك دوماً