هل سيغير القادمون إلى السلطة عبرالوفاق المعادلة السياسية، و كيف؟؟

04:18 PM May, 23 2017

سودانيز اون لاين
Abuzar Omer-الولايات المتحدة
مكتبتى
رابط مختصر

في هذا الوقت الحرج من عمر الوطن، حيث تتغير الثوابت و يجن جنون المتغيرات، حتى المعارضة أصبحت تتمنى أن يُولد أمل و لو من رحم حكومة الوفاق الوطني. هذه الحكومة التى وُلدت مشوهة ليقترن الرجاء منها بمعجزة السماء. لكنها تظل شمعة الحي الوحيدة، على الأقل الآن، و العالم لا يُبدي أي حماس للمعارضة السودانية و غيرها نسبة للصراعات و التغيرات المهمة في كل مراكز الثقل و معسكراتها، و انشغال القوى العظمى بمشاكلها الداخلية و الخارجية الأهم..
الإنقاذ نفسها تسلك مسالك التغيير بشيئ من البطء، لتأثير التيارات الداخلية، لكنها على أي حال لا تجد بد من السير نسبة للتكامل الضغوط و الإغراءات.
فكيف ستسهم حكومة الوفاق في تغيير المعادلة السياسية؟ و ماذا يجب على الأحزاب و الأفراد عمله للمشاركة في القرار السياسي و وضع اللبنات للمستقبل، بداية
بما يجب عمله بين الآن و 2020؟

في البدء لا بد من افتراضات مهمة؛ أولها أن الاحساس بخطورة المرحلة، لا يغيب عن أذهان الجميع، و عليه تنطلق مشاركة الجميع من نوايا وطنية خالصة و صادقة. و هو افتراض صعب و معقد، لا نملك إلا أن نبني عليه.ثاني هذه الافتراضات، أن هذه الأحزاب و هؤلاء الأفراد على وعي تام بأهمية أن يعملوا كفريق، ليتمكنوا من تقليل أثر هيمنة الوطني و تياراته المختلفة. فمسألة وحدة القرار وحدها ستكون العاصم من تحول الوطني مرة أخرى إلى سياسات إقصاء الشجعان و المؤثرين، و التدخلات السافرة في عمل البرلمان و الوزارات، كوزارة العدل، و تقييد الحريات، بإعطاء السلطات المطلقة للأجهزة الأمنية و غيرها، تحت أي ذريعة.ثالثها أن مناهج عمل هؤلاء تخرج من إجندة وطنية و ليست حزبية، و لا سلطة للوطني فيها.رابعها صمود الجميع أمام الإغراءات و الإبتعاد عن مراكز و مهندسي الفساد.ضخ دم جديد في الخدمة العامة، يتم بضرب الأمثلة و القدوة الحقيقية، و التي بدورها ستكون أقوى ورقة ضغط على مؤسسة الوطني، ضاربة الجذور في المحسوبية، التمكين، استغلال السلطة، عدم فصل السلطات، السلطة المطلقة للمؤسسة الأمنية، و تضارب المصالح،... و إلى أصغر مظاهر الفساد، التي تمكنت وفق سياسة تمكينها الخاصة.

حرية الصحافة، و فاعلية الإعلام ستشكل حجر الزاوية في كل ذلك. وجود قنوات بين المسؤولين و الإعلام، و حرية التعامل مع الإعلام في حدود المشروع، ستسهم في تفاعل المواطن و دعمه. يجب أن تختفي و للأبد مسألة إيقاف الصحف و اعتقال الصحفيين.تقدم البعض، أفراد و أحزاب بطلبات لعمل قنوات تلفزيونية و إذاعية، ستكون مهمة كإختبار حقيقي لجدية الوطني. و لا ننسى أن الوطني بين الخوف و الرجاء سيكون أكثر مرونةً...

إذا ألقينا نظرة إلى الشدة التي يُعامل بها هؤلاء الوفاقيون من قبل الإعلام منذ ضربة البداية، فهي تشي بأن الجميع ينظر لهم بخلاف النظرة لأفراد الوطني و هذه في حد ذاتها إيجابية، بالإضافة لمحاولات بعض مهندسي النظام، إظهارهم بصورة سلبية و تلوينهم بنفس الفرشاة لأسباب معروفة في أولها لفت الانتباه عن ممارسة جماعتهم. فليحذر هؤلاء من السقوط، فالضوء سيُسلط عليهم بصورة أكبر. و قد رأينا كيف فُعل بمن كان ضمن قائمتهم كوزير عدل، و هذا الأمر غير عفوي بطبيعة الحال..

القادمون جاؤا بالترضيات فلن يكون بمقدورهم . هم اصلا دافعهم التطلع الشخصي. شوف المخرجات التي اتفقوا
عليها عدلت و حورت و فعلت الحكومة فيها ما تريد فاين هم؟

لكن ألا تتفق معي بأن الإنقاذ نجحت في جعله العرض الوحيد في المدينة؟و حش دت له كل الممثلين، الذين اشتهروا بالعروض الباهتة. مودتي

أما بخصوص كيفية التغيير في هذا الجمود و الهبوط غير المسبوق في كل شيئ. من المهم العمل من أجل الوطن و مصلحة مواطنه، لا سيما و كيكة الثروة قد تلاشت و لا سبيل لاستفادة تُرجى من السلطة، إلا إذا تحسن الوضع الاقتصادي بصورة فعلية. لكن تظل جيوب الوطني قادرة على تلويث أصحاب الأحلام الصغيرة و النفوس الدنيئة

أهمية العمل على خلق جسم سياسي موحد، يستطيع إرغام الوطني على الإنتخابات النزيهة و من ثم هزيمته فيها. و لا سبيل للمزايدات و أجندة الأفراد.
النجاح في تثبيت دعائم الحريات و حرية الإعلام سيجعل كل ذلك ممكناً. و يجب أن لا يستصعب هؤلاء مسألة التغير السياسي، فكل العيون على الحكومة و العالم جاهز لرفع العصا الغليظة. قليل من الشجعان سيغيرون المعادلة..

كذلك يجب أن يدعم المسؤولون مواقفهم بتعيين الكفاءات و السعي خلف العقول المهاجرة لتساهم في ذلك. التجربة البديلة الموازية لتجربة الإنقاذ (نزاهة، خدمة المواطن، التواصل، التواضع، التقرب من المواطن، طرح مشاكلة بصورة مباشرة و ما إلى ذلك) ستبشر بالبديل.

إتخاذ مواقف صارمة و موحدة، حال تسلط الوطني. ستشكل ورق ضغط و توفر الحماية للجميع من التسلط و رسم الأدوار..
لا بد أيضا من إعادة التعينات للخدمة لتكون وفق الكفاءة لكي تتغير المعطيات المؤدية لتغير النتائج..

ليكن الجميع خلف تغيير لن يكتمل قبل 2025. لكن بلا تخطيط سليم و بعيد المدى، لن تكون هنالك مكاسب.من المؤسف أن يضطر الشعب على وضع آمال في هذه الحكومة، لكن مشاركة معظم القيادات التقليدية قد لا يجعل للناس خيارات أخرى جذابة..

سلامات يا ابا ذر ..
على الرغم من الموضوعية التي أسبغت طرحك ..
ولكن خذها مني ..
الإسلاميون ومواليهم يأملون بل يعملون ويسالون الله إلحافا ..
أن يصل مركب الانقاذ للعام 2020 بسلام ..
على الرغم من الظروف الداخلية والإقليمية والعالمية الضاغطة..
لكي يتنسنى لهم بعد ذلك ..
الذوبان في منافسات انتخابية ربما يتعمدون أن لا تكون الغلبة فيها لهم ..
ذلك بعد تمتين سيطرتهم على أربعة محاور ..
1 ـ الدولة العميقة التي أسسوها تحت سيطرة كوادرهم الإدارية والأمنية..
2 ـ استكمال بناء جيش موازي للقوات المسلحة يمكنهم اللجوء إليه إذا دعى الحال ..
3 ـ استمرار سيطرتهم على المال ..
بهذه الأمور يستمر تحكمهم في القرار السياسي والإداري ..
حتى ولو لم يكونوا في قمة السلطة كما الحال اليوم ..
كما يأمنون محاسبتهم على ما اقترفوه في حق الوطن والمواطنين ..
غير أنني لا أقولها رجما بالغيب ..
ولكن واقع الحال معبأ بما لا يجعل الفترة المتبقية حتى 2020 تمضي كما خططوا لها .

تحياتي و تقديري مولانا الملك،أولاً، دعني أتفق معك فيما أشرت إليه من مشاريع الهيمنة (الدولة العميقة، المليشيات الخاصة بهم و التحكم في رأس المال). أتمنى أن نتعرف على آليات استلام عائدات إجارات الأراضي القرنية التي أبرمت مع الصين و الخليج و ما خفي أعظم.
لكن لا يبدو أن مسألة ترك السلطة قد خطرت بأذهانهم! ألم تر كيف تجنب البشير حتى بعث نائبه أو وزير خارجيته لتلك القمة المهمة، خشية من أن تحاك المؤامرات عليه؟ أتظن أن مثل هذا الشخص و زمرته يمكن أن يفكروا في ترك السلطة؟ هيهات..بالتالي لابد من إزاحة الإنقاذ، لكن بصورة غير عنيفة، لتجنب الخسائر الكاملة. السودان محاط بمشاكل تهدد وجوده من لدن الجنوب، مصر، ليبيا، ديون الصين و أطماع الغرب.يحلم أهل الإنقاذ بهبوط ناعم كما ذكرت، لكن فيهم من لازال يقول: لماذا نعطي الدنية في دنيانا و دنيا أبنائنا؟؟ أنهم مصابون بطول الأمل...

الآن هو الوقت الأنسب للبدء في عمل مكاتب خبرة و تحليل استراتيجي داخل الوزارات و البرلمان، على أن تتوسع لتشمل كل مواقع صنع القرار. يتم ذلك بأن يعين وزير الاستثمار مثلا مجلس وزارة من أصحاب علم و خبرة و كفاءة حبذا لو كانوا من العقول المهاجرة لوضع سياسات و خطط الوزارة. يراعى أن لا يؤدي ذلك الى الترهل و ذلك بتجنب تعيين المحسوبية و الأفراد الذين بلا أدوار أو معرفة. نفس الشيئ لأعضاء البرلمان يمكن أن يستعينوا بثلاثة أفراد على الأكثر لمكاتبهم، حتى لو من الشباب النابغيين لتقليل التكلفة.
العقول التي ظلت تقود الأمور غير قادرة على التغيير، بكل أمانة و لا أرى أي جديد في أي مكان. إذا كنا سنصرف الأموال، لنصرفها على من يستحق و يضيف...

من منا لا يتمنى أن يرى شباب في منتصف الثلاثينات مثلا، بلغة عربية براقة و انجليزية سليمة و جذابة، خلفية أكاديمية متفوقة و خبرة 5 أعوام في مؤسسات عالمية في الغرب أو الشرق، يمثلون الوزارات و البرلمان. يساهم هؤلاء في بناء مؤسسات قوية، و يريحوننا من هؤلاء الذين لا يكادون يفقهون قولا. سيفتح هؤلاء الشباب للسودان الدخول للعالم من أوسع الأبواب، و يكونوا قادة المستقبل. سيعلم الشباب الطموح السودانيين بأن العمل قيمة تتعدى ال 8 ساعات بكثير و تتجاوز العائد و النظرة الضيقة.
ليتم تعيين هؤلاء المتفوقين و أصحاب العقول في الهواء الطلق، فيقول الناس و الإعلام رأيهم حتى نؤسس لمعايير الغد.

بدأنا نرى دخول أبناء القيادات السابقة من الحكومة و الأحزاب، المواقع القيادية. سيكونون أمتداداً طبيعياً لفشل السلف، و الأدهى و أمر ستخرج على الأقل ثلاثة نسخ من المسؤول الفاشل، و لاسيما في زمن المثنى و الثلاث و الرباع.
فويلٌ للسودان من أبناء القيادات السابقة..

يظل هنالك سؤال بالغ الأهمية، كيف لكل هؤلاء من مسؤولين و برلمانين أن يعملوا معاً ككتلة واحدة، تكون موازية لقبيلة الوطني؟؟ لهم أماكن لاجتماعات و مساحات للتعامل مع الشعب عبر الندوات، ورش العمل و أساليب المشاركة المختلفة.
و كيف يمكن الإلتفاف حول التأثيرات السالبة و العرقلة من قبل كوادر الوطني التي تلتف حولهم إلتفاف السوار بالمعصم في كل موقع هم على رأسه؟؟

الفرصة مناسبة للتحضير للانتخابات القادمة، فلماذا لا نحاول أن نخرج منها بكل المكاسب المتاحة، و نجعلها بداية لخطط واضحة لمستقبل البلد؟؟؟؟؟

حبيبنا الباشمهندش اباذر تحياتي لك وحشه
اعتقد الانقاذ عقلية غير قايلة للتغير وما يحدث هو شراء للوقت حتي الوصول ل2020 كما ذكر مولانا المك
اما بخصوص حكومة الوفاق او الحوار حتي وان حسنت النوايا في التغير من القادمون الا ان عقبة الاغلبية المكانيكية هي الغالبه
التي يمثلها حزب المؤتمر وحتي المؤتمر الوطني تقلصت الاغلبية عنده في يد الرئيس
فالتنظيم الذي يرفض ان يتنازل عن وزارة سيادية للمعارضة المتوالية هو تنظيم غير قابل للتغير
والمتحاورون اللذين يقبلون بهذه القسمة يمثلون البؤس في ابها تجلياته
وما يدعو للحسرة ان بعض هولاء تمت مساومتهم بسيارات من جياد فهولاء بالطبع غير جديرون بالاحترام
لذا ستظل حالة انسداد الافق قائمة في ظل هذه الحكومة

تحياتي و تقديري حسن،
لا أملك إلا أن أومن على كل ما ذكرت، الإنقاذ لن تتغير و الباحثون عن الفتات أصغر من أن يصنعوا التغيير المنشود، لكن تظل هذه الفترة إلى 2020 مهمة جداً للتمهيد، تنظيم الصفوف و طرح البديل الذي يناقض الإنقاذ في كل شئ. و قدرنا أن ننتظر من هؤلاء المتهافتين بعض الجدية، الكرامة، الشجاعة و حب الوطن. و لا أعني أن نبني عليهم قصور من الوهم بالطبع.

مودتي