(السودانيون في دولةالإمارات العربية المتحدة)

(السودانيون في دولةالإمارات العربية المتحدة)


05-12-2017, 09:53 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1494622410&rn=1


Post: #1
Title: (السودانيون في دولةالإمارات العربية المتحدة)
Author: زهير عثمان حمد
Date: 05-12-2017, 09:53 PM
Parent: #0

09:53 PM May, 12 2017

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر


http://www.up-00.com/

عن مركزعبدالكريم ميرغني الثقافي بأم درمان صدر كتاب ..
(السودانيون في دولةالإمارات العربية المتحدة)
لمؤلفة الإعلامي والمترجم الأستاذ الصادق أحمد عبد السلام .. السوداني المقيم بدولةالإمارات العربية المتحدة منذ العام 2000 الذي خطه بغلاف مصقول أنيق في 176 صفحة من الحجم المتوسط 24 سم .
ولعل المؤلف بحكم عمله في الحقل الإعلامي لدى إحدى الدوائر الخدمية بابوظبي عاصمة الدولة قد وجد مساحة الحركة التي مكنته من البحث والإستوثاق وصولا الى الكثير من المعلومات عن تاريخ المنطقة منذ أن كانت تسمى بالمشيخات المتصالحة وعرج قليلا على علاقاتها فيما بينها و تواصلها مع محيطها الإقليمي لاسيما وأنها ترتبط بحدود مائية ممتدة مكنتها من أن تكون مؤثرة في الأخذ والعطاء وبدور كانت تلعبه في تنسيق تلك الصلات الإدارةالبريطانية التي كانت تضع يدها على المنطقة كحامية لها وساعية لتحقيق مصالحها التوسعية في عهد إمبراطوريتها الذهبي !
بيد أن مايلينا من الإهتمام بالدرجةالأولى ان الكاتب حاول جاهدا بلوغ أهدافه بالحصول على الكثير من المعلومات شخوصا وأحداثا رسمت صورتها بوضوح في خارطة العلاقات بين السودان ودولة الإمارات بعد وماقبل قيام دولة الإتحاد و مضى في ذلك الصدد بقفزات سريعة أعاد بها عقارب الساعة الى أزمنة سحقية للتواصل الخليجي السوداني عبر منطقة القرن الأفريقي ودول شرق أفريقا وغيرها من ممرات التاريخ المائية الرابطة بين الشعوب وبلدانها مما إنعكس حتى في بعض الأهازيج والإيقاعات المتقاربة نصاً و لحنا !
وعلى الرغم من أن الكاتب قدعاش مدة ستة عشرعاما في الإمارات أنفق فيها ستاً من السنوات في سعيه لإصدار سفره المقدر ..ولكن من الملاحظ أنه لم يؤرخ لمعايشته الذاتية ولم يسجل إنطباعاته عن هذه المرحلة المفصلية التي إتسعت فيها رقعة التواجد السوداني على أرض هذه الدولةالمضيافة بكل زخم ذلك الإنتشار بإيجاباته الجمة وعدم إنكار الظلال السلبية الخفيفة والعابرة التي كانت نتاجا طبيعيا لكثافة الهجرة التي قذفت ببعض غثاء السيل في مدها وجزرها على المستوى الإجتماعي لمجتمع المغتربين و على الجانب السياسي في علاقة الدولتين .. واكتفى بالوقوف عند المحطات الأولى تحديدا في العلاقات الثنائية ومرحلة نشأتها في عهد الرئيس الراحل جعفر نميري علية الرحمة و التي شكلت وقوف هذه العلاقة على سيقانها وبرعاية خاصة من المغفورله بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان و باهتمام لاحق من الرئيس الحالي للدولة الشيخ خليفة بن زايد و نائبه الشيخ محمد بن راشدال مكتوم و الشيخ محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي وإخوانهم حكام الإمارات و حكومتهم !

ورغم أن الكتاب قد أبرز الكثير من أسماء أوائل السودانين الذين وصلوا الى الإمارات كمغامرين بالطموحات الخاصة وصولا الى شواطئها عبر الوسائل الشاقة والعنت المضني و كذلك أولئك الذين جاءوا وفق إتفاقات مبرمة للنهوض بشتى مناحي الحياة من تعليم وإدارة وقضاء وإعلام و مهن فنية عالية وخبرات واستشارات دبلوماسية خيرة وبتوصية من الإدارةالبريطانية التي كانت ترى في السودانين إمتدادا موثوقا لإستمرارنهجها الإداري والفني وما تلا ذلك من توافد للبعثات العسكرية وغيرها وتعرضه لنشأة أنديةالجالية المنتشرة في أرجاء الدولة وتسمية الذين قاموا على تأسيسها .. إلاأنه من الواضح ان الرجل قد إعتمد على ذاكرةغيره الشفهية في سرد الكثير من الأسماء عبورا على الكم من حيث التواجد في بعض مرافق البلاد الخدمية و خلافها وليس تركيزا على الكيف مما أغفل دور الكثيرين من الذين لم يرد ذكرهم نساءً ورجالا وهو في هذا قد نجد له العذرلعدم لحاقه بتلك الحقب التي أبلى فيها بعض ممن سقطت أسماؤهم عن غير قصد منه ..مع إقرارنا باستحالة إمكانية إحاطة و تغطية كل جوانب هذه العلاقة الوطيدة بين البلدين والشعبين الشقيقين أو سرد كل الأحداث و ايراد كل الأسماء في عجالة مطبوعة واحدة وبمفرد رجل لم يألو جهدا فيما نوى وذهب اليه .. ونحمد له سعيه لتسجيل هذا التاريخ المشترك كسرا منه لقاعدة عدم نشاطنا نحو التوثيق .. على أمل أن يكون سفره و اجتهاده في تحصيل هذا الكم من السرد المبوب في عدد من العناوين الداخلية ..فتحا لشهية الغير لاسيما شهود العصر الذين يكمن في صدورهم وذاكرتهم الكثير الكثير الذي سيشكل دون شك أضافة لها أهميتها الكبيرة بل والقصوى في تغذية عقول الأجيال الحالية والقادمة بالغزيرمن المعارف الغائبة عنهم !
كما أن المؤلف قدجنح الى تبسيط سرده في أسلوب التوثيق العادي البعيد عن رومانسية الكتابة الصحفية وفنياتها المعقدة لغة وصياغة !
و قد لفت نظري ايضا عدم وجود تقديم من شخص يكون لصيقا بكل ما ورد في الكتاب وليس بالضرورة ان يكون عارفا بشخص الكاتب في حد ذاته .. لآن ذلك ربما لأهميتة الخاصة قد يضيف الكثيرمن تقويم المعلومات وتصحيح الأخطاء الواردة في أسماء الأشخاص وغير ذلك من هنات لاتقلل من كل عمل للإنسان لايمكن له أن يبلغ الكمال و ذلك مما لاينقص بالطبع من حق الكاتب في أن يجد منا كل الإشادة والشكرعلى مجرد روح المبادرة و السعي الحثيث الذي كلفه من الوقت الثمين و المال الكثير !

[email protected]