رجُلٌ بِلا حواسَّ

رجُلٌ بِلا حواسَّ


05-11-2017, 10:45 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1494495940&rn=0


Post: #1
Title: رجُلٌ بِلا حواسَّ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 05-11-2017, 10:45 AM

10:45 AM May, 11 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر



*******
1
متى رأيتنِي مُعلّقاً على خُطّافِ أملٍ يصعدُ إلى ذُرىً بعِيدةٍ
فأصرُخِي، أنطُّ من فورِي لأُتُونكِ
أيتها الحياةُ.

2
أنا رجُلٌ بِلا حواسَّ
طعنتنِي الحياةُ في مقتلٍ
فلم أرى دمِي يفِرُّ مرّةً
نهشتْ الكِلابُ شرايِينِي
فمُتُّ مرّاتٌ عِدّةً ثم نهضتُ
أعرِجُ على أعوادِ التّجرِبةِ
هذا
فيما الأحاسِيسُ بحرٌ
والحواسُّ مركِبٌ مثقُوبٌ.

3
شهِدَ القلبُ أنكَ مزّقتَهُ بهذا الحنِينِ
قصصتُ عليهِ الأُمنيّاتَ/
مسافاتَ السّلامِ، حجرٌ على حجرٍ
أوقفتَ نبضَهُ بِالثُّقُوبِ والسّهوِ
بِالمثالِبِ وقد اِستطالتْ بِكَ
هزمتُكَ القُيُودُ
هزمتُكَ
تعثرتَ بِالخُطُوبِ والخطايا مِراراً
اِندحرتَ اِندثرتَ كأن لا أثرَّ
...
شهَقَ القلبُ.

4
لِتُحِبِّينِي
بينما أخِرُ قِطعةٌ كانت بِيدِي
قالت: لا، لا تُحِبُّكَ.
لِتُحِبِّينِي
وقد هصرتُ لكِ نبضِي
في بُستانِ القلبِ.
لِتُحِبِّينِي
هكذا، كفيضٍ لا مُبرِّرَ لهُ
فالذي لا تعرِفِينَهُ
أني كفِيفُ الخُطُواتِ
أتعثّرُ بِكُلِّ حجرٍ قائِمٍ بِوجدانٍ سقِيمٍ.

5
قال:
أنها مَهمّةٌ مُهِمّةٌ لِلغايةِ
أن أُفسِدَ حياتِي
متى رأيتُها تستقِيمُ.

6
مُرْ قُربِي أيها الحنِينُ الطّائِرُ
وأخفِضَ جناحيكَ
مُرْ قُربِي أيها المساءُ المهُولِ
وخبِيئنِي بِدفتيكَ
مُرْ قُربِي أيها الوجدُ المُهاجِرُ
واحمِلنِي بِراحتيكَ..

7
أضيعُ دونَ:
بصائِرُ اِبتِسامتكِ
ألحانُ رُوحِكَ المُواربةِ الكم تغمُرُنِي
كفيضانٍ على وِديانِ ومغاراتِ اِلتباساتِكِ
المُؤسّسةُ على لعلّ قُبلاتُكِ المُرتبِكةُ
أضيعُ..

8
- هل أكتُبُ؟
- لم أمُرّ بهذا المضِيقِ بين الرُّوحِ والحِبرِ؟
- علكَ إن فعلتَ يمُرُّ رِيحٌ ثقِيلٌ إلى الخارِجِ.
- فإن دعوتَهُ لِشأنِهِ ألا يلقى سبِيلا؟
- ......

9
سيتبيّنُ لكَ يوماً أيها الضّوءُ
أنكَ كُنتَ سبباً في أن يرَى شوكُ الشّكِّ
أرواحَنَا العارِيةَ.

10
أُصنِفُنِي
العابِرُ الودُودُ
فلا يُتلِفْ اِبتِسامةَ رُوحِيّ الشّوكُ.

11
مثل الشّجرِ بدنِي
يُطقطِقُ قلبُهُ بِالنّارِ
قبل سُقُوطِ أغصانِهِ
في كمّاشةِ الزّمنِ

12
ما يتكدّسُ بقلبِكَ
أيها المشجونُ بالنّوايا المُتشابِكةِ؟

13
هكذا
كنستِ الظّهِيرةُ الضّرُوسُ
كُلَّ مَزاجٍ مُواتٍ
وطوّقتهُ بالعُبُوسِ.

14
الشّجرُ قارِبُكَ
لِمساءٍ مُصطفةٍ على جَنباتِهِ:
شُمُوسٌ ليست آفِلةً
والرِّيحُ دلِيلُكَ
لِتبلُغَ بعضَكَ المُشتّتَ
في جِراحِ الكونِ
والوقتُ آهاتُكَ المجدُولةِ
من ركضٍ
وأخيلةٍ وأحابيلٍ تهصِرُ المسافاتَ
بِبرقِها الخُلبِّ
والنّيلُ تمائِمُكَ
لِغرقٍ أكِيدٍ في حوصلةِ الرُّوحِ
بِلادُكَ التي ريثما تهِمّانِ بِبعضِكُما
لأحضانٍ وقُبلٍ
لِقليلِ وصلٍ
حتى تُباغِتُك بأنها
مقطُوعةٍ من خِلافْ.

15
وتضرِبنُي وأضرِبُها
بِالمحبّةِ والكلام
فتستعدِلُ في سِربِها
الدّقائِقُ والسّلامُ

16
وقالتْ:
صباحُ الخيرِ
فآبتْ إلى حدائِقِ الرُّوحِ
عصافِيرُها الهارِبةْ.

17
رُوحٌ حدِيديّةٌ
ــــــــــــــــ
كأن الكِتابةُ مغناطِيسٌ
ورُوحِي البُرادةُ...
11/5/2016م