رحلة خرافية لطفل يتيم من مآسي حروب دارفور لإحتراف الفروسية في أوربا

00:21 AM April, 05 2017

سودانيز اون لاين
mohamed osman bakry-
مكتبتى
رابط مختصر

قطع الشـاب الصغير " عبدول " رحـلة مذهلة ومؤثرة ، حيث ولد ونشأ في دارفـور في السـودان وكان من أسره بسيطة تحترف الزراعة وتعيش في خيام صغيرة ، لم يذهـب للمدارس ولم يحصل على تعليم ونشأ على ركوب الخيول هناك حيث تعلمها بالفطرة من أبوه وأسلافه .

وفي يوم كان عبدول خارج القرية يرعى خيول أسرته جاءت غـارة جـوية فدمرت كل القريه ، قُتل فيها أمه وأبوه وشقيقتاه ، يقول عبدول : "لقد فقدت كل شـيء فقـدت أسـرتي ، وخسرتُ حـيواناتي لقد حطم ذلك قـلبي "

بعد تلك الغارة فـرّ الطفل عبـدول مع شـقيقه الأصـغر لمئات الأميال نحو معسـكرات اللجـوء و إنفصل الأشـقاء عندما أُخـذ عبدول إلي ليبيا وذلك في خضم السـعي نحو ملاذ آمـن ، إلا إنهـاء كانت رحلة من منطقـة حرب إلي منطقة حرب أخرى فما لبث إن أمتد الصراع إلي ليبيا أيضا ويقول عبدول إن حياته في ليبيا كانت تعيسة حيث حاول الجيش تجنيده كطفل محارب إلا إن عبدول رفض الفكرة ، فهو يعلم إن الحرب قتلت و الديه وهـي المسـؤولة عن فقدانه لشقيقتيه

تم سجن عبدول الطفل في سجن عسكري في ليبيا وعُـذّب بشكل بشع وممنهج في السجن ، عثر عليه طبيب عسكري شارك في الحرب هناك وتأثر بجراحة الغائرة فقام بتهريبه إلي فرنسا ، عاش عبدول مشـرداً في الشـوارع وزاد الأمر تعاسة عدم إلمامه باللغة الفرنسية

يقول عن تلك الفترة " ربما كان عمـري بحـدود العشـر سنوات كنت في فرنسا أحيانا أنوم في براميل الزبالة والأوعية الفارغة ، فقد كان الجو في فرنسـا بارد جـدا وكنت أتجمد هناك"

إسـتطاع عبدول الوصـول إلي أنجلترا وتم منحـه لجـو سـياسي و قامت منظمة بإستخدام الأحصنة لعلاجـه من الصـدمات النفسـية التي تسبب فيها ماضيه البائس ، ولأن عبدول ماهر جـداً في ركوب الخيل إستطاعت المنظمة ضمان مقعد له في الكلية الشمالية لسباقات الفروسية

يقول عبدول " عندما أمتطـي الأحصنة أشـعر كأنني مع أسـرتي ، فالخيـول تفهمني

وأنا كـذلك أفهمها ، ويقول إن الخيل هي أعـز أصـدقائي"

يقول فليب بارنون من المنظمه التي رعته " حقيقة أن نجـاته وبقاءه حياً بحد ذاتها شيء غير عادي ، الأعجب أنه الآن يتطور و يزدهر في صناعة الفروسية ، وهو يأمل بشـدة أن يكون متفوقا فيها وأن ذلك مبعث للفخر والأعزاز ويملأ قلبك حميمية عن آخره ، فالرحـلة التي مـر بها عبدول هي رحلة خُـرافية وكانت يمكن أن تكسر عزيمة معظم الناس"

يأمل عبدول الآن أن يصبح فارسـاً محترفاً ويقول أريد أن أصـبح جـوكي مثل الخيال الإيطالي الشهير و فارسـه المفضل “فرانكو ديتوري"

يريد عبدول أن يسـتخدم دخله من الفروسـية في العـودة للسـودان ليبحث عن شقيقه المفقود منذ الطفولة ، و عن البريطانيين يقول عبدول إنهم ودودون للغاية ، و معظم الناس عطوفون و يهتمون لأمرك ، وهو سعيد جداً بوجوده هناك ويحس كأنه في وطنه

نشرهذا الفيديو مطلع هذا الأسبوع بي بي س القناة الثالثة

تحياتنا يا رجل !
رحلة شاقة وقصة مؤثرة