من التيار إلى السوداني..يعجبني هذا الرجل- بقلم سهير عبد الرحيم

من التيار إلى السوداني..يعجبني هذا الرجل- بقلم سهير عبد الرحيم


04-01-2017, 01:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1491051484&rn=1


Post: #1
Title: من التيار إلى السوداني..يعجبني هذا الرجل- بقلم سهير عبد الرحيم
Author: زهير عثمان حمد
Date: 04-01-2017, 01:58 PM
Parent: #0

12:58 PM April, 01 2017

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر


في ردهات محكمة الصحافة والمطبوعات، وعقب مثولي أمام قاضي الصحافة على خلفية بلاغ تقدمت به شرطة ولاية الخرطوم ضدي، كنت أنوي مغادرة المحكمة إلا إن موظفا في المحكمة استوقفني ليطلب مني توصيل أمر تكليف بالحضور إلى الأستاذ عثمان ميرغني في بلاغ قديم.+

لم أكمل حديثي مع الموظف حتى ظهر أستاذ عثمان أخبرته أن الموظف يسأل عنه بخصوص بلاغ قديم منذ العام 2009 مرفوع ضده من قبل جهاز الأمن والمخابرات، وأن جهاز الأمن قد أعاد تحريك البلاغ مرة أخرى.
ابتسم أستاذ عثمان ابتسامة واسعة حتى كادت أن تتحول إلى قهقهة، وأخرج قلمه ليمضي على طلب الحضور بكل هدوء، تأملت موقف الرجل بدهشة، وأنا التي كنت أتوقع أن يثور ويرغي ويزبد في دلالات تحريك البلاغات القديمة ، وما أدراك ما البلاغات القديمة!.
غادرنا المحكمة وأستاذ عثمان يوزع الابتسامات والتحايا بين الموظفين والعساكر و حتى خصومه.
لاحقا وعقب جلسة أخرى في نفس المحكمة، وفي يوم آخر سألته : يا أستاذ ما سرّ هذا البرود، وتلك الابتسامة الموحدة، والأعصاب المثلجة؟!، إنك يا أستاذ تتحرك وتتعامل وكأنك قطعة من الثلج معلقة داخل محطة فوستوك، فأجابني بنفس تلك الابتسامة الجليدية ولماذا نغضب ونثور، نحن لا نمثل أمام المحاكم في قضايا تزوير أو اختلاسات أو نهب مال عام أو فساد أو مخدرات.. إنها قضايا (نشر) يا أستاذة، وهي تستحق الفخر لا الغضب.
ذلك كان درسا بليغا أستاذي عثمان ميرغني.. أعجبني برودك كما أعجبتني ردودك.. أنت رجل تمنح العبر، وتستحق الإعجاب.
أستاذ عثمان وددت أن أختم عملي معك بصحيفتك الشاملة الناجحة بهذه الكلمات في حقك حتى يعلم القراء أي رجل يقرأون.
لم أرغب في كتابة هذا المقال قبلاً؛ حتى لا أتهم بالتملق، والمداهنة، أو يعتقد الآخرون أنها من باب تكسير الثلج؛ رغبة في حافز، أو زيادة في راتب.
إنما أكتبها اليوم وهي آخر أسطر لي في حضرة مدرستكم الصحفية المميزة، سعدت بنصحك ، وتوجيهك ، ومحبتك ، واهتمامك، ودفاعك عن منسوبي صحيفتك، وسعدت بصحبة كل الإخوة والزملاء في الصحيفة من محررين، وكتاب أعمدة، وموظفين، وعمال، ومصممين، ومصححين، وعمال المطابع..
وشكر خاص إلى سكرتير التحرير الأنيق هيثم موسى.. الذي استحمل احتجاجاتي، واستحمل تأخر العمود، وتسليمي له ما بعد منتصف الليل.
ستظل (التيار) بيتاً لي، وسكناً آمنا دافئا، تحمل شعارها بين صفحاتها، وداخل حوشها- سيد نفسك مين أسيادك.
خارج السور:

قرائي في صحيفة (التيار) استودعكم الله.. ينتقل عمودي خلف الأسوار ابتداء من الأحد إلى صحيفة السوداني.. في أمان الله.
*نقلا” عن التيار .