فِطرةُ المُتآكِّلِ واليبابِ

فِطرةُ المُتآكِّلِ واليبابِ


03-25-2017, 09:03 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1490429020&rn=1


Post: #1
Title: فِطرةُ المُتآكِّلِ واليبابِ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-25-2017, 09:03 AM
Parent: #0

08:03 AM March, 25 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر


فِطرةُ المُتآكِّلِ واليبابِ

*************

1
القتِيلةُ
*****
مغمُورةٌ كُلُّها في نهرِ الحدسِ
اِمرأةُ الولهِ الحارِّ والتّعاوِيذِ
عجنتِ الغواياتَ ببهارِها
المُوسِيقى مراجِيحُها المُسدّدةَ
ولربما سوّتْ بالرّونقِ البِكرِ
سمرَ الصّعالِيك
أرأيتُ
حدِيقةٌ تُفرِدُ إشراقَ الكونِ
مُزركِشةً لشُرُفاتِ الغُرُوبِ بالغنجِ
اِمرأةٌ رمتْ ثوبَ السّهرِ على
كُرّاسةِ الغِيابِ
محلَ السّطرِ المقضُومِ بِفطرةِ المُتآكِّلِ واليبابِ
صبّتْ البرقَ والرِّيحَ بحُشاشتي
عبأتنيّ بزنجبِيلِ اللّهبِ
ورثَ أصابِعَها القلبُ
حشدتْ الإشاراتَ
كانتْ الجِهاتُ في خيطِ العِطرِ
كانتِ الرُّوحُ مِسبحتَها
كُنتُ أُكوُرُ قبضتي
حتى يشِفُّ الليلُ
حتى ينوجدُ للسّيفِ غِمد.

2
قلبي عينٌ تُقطِّرُ النّبضَ
أدمُعَ حارةً لِخللٍ في الشّارِعِ.
قلبي جُمهُورٌ يُدقِّقُ في تذاكِرِهِ
كي لا يفُوتَهُ العرضَ الأخِيرَ
لِمسرحِيّةِ (فِتنةَ الحيِّ).
قلبي غرائِزُ مفتُولةِ الخطُوِ
متى امعنتْ في الرّتقِ
اِتّسعَ فتقُها
واستيقظتِ الحواسُّ.
قلبي أُغنيِّةٌ دون مُوسِيقى
عاريةٌ كما الأنسامِ
لِسُننِ الغواياتِ البكرُ.

3
تشكِيلٌ
إلى: الفاتح ميرغني، الفاتح شليل، راني السماني، سيف لعوتة، ياسر أبو الحرم، عماد عبد الله، فرشاة لم ترتل أخيلتي....
ــــــــــــ
(1)
يا خيطَ القمرِ توقّفَ عن بعثرةِ المبنى
في هذا اللّيلِ الآسيان..!!
(2)
ذلك أُفقُ التّوقِ...
فما أجدى الماءُ
إذا وهبَ نبيذَ الرُّوحِ إلى الألوان..!!
(3)
اللّوحةُ تُخفِي وجعاً يتعرّجُ في قلبِ القريةِ
رُغمُ الغيمِ الحانِي لِألحانِ الصِّبيةِ في عُرسِ الضّوء.
(4)
حين تبرّجَ ضوءُ الرُّوحِ الباسِمِ في الخدّينِ..
اِنزلقتْ أحاسِيسُ الخالِقِ في العينينِ.
(5)
تلك الحيرةَ أعرفُها
تمشِي في شبقِ اللّيلِ بآهاتٍ خرساءٍ
تعجنُّ قلبَ اِمرأةٍ غادرها الوقتُ.
(6)
دمعٌ بائِسُ يُطفِرُ في الأرجاءِ ولا أعرفُ منبعَهُ..
إذ لا يبدُو في قلبِ الإطارِ
خلا طِفلٍ وحجرٍ.
(7)
صُراخٌ كالنّصلِ المغرُوزِ بِكبِدي
ينغزُنِي من لوحةِ ضجرٍ
تسجُنُ شِريداً أعمىً يدفعُ طِفلاً مشلُولا.
(8)
ماذا أفعلُ والشّمعُ يذُوبُ
ووجهي لما جئتُ لأترُكَهُ في اللّوحةِ
ضلّ دُرُوبَ المِرآةِ.
(9)
هكذا تناثرتِ الألوانُ
لتحكِي عن غضبٍ يهدُرُ كالطُّوفان.
(10)
ضاقتْ بالألوانِ المُونالِيزا
وطفِقتْ تبصُقُ في الرّائين.
(11)
في تلك السّاعةِ يا بابَ الرّسمِ
تمادتْ صرخاتُ الأحمرِ في اللُّوحةِ
حتى أمسى الكونَ دِماءٌ.
(12)
ملمسُ هذا اللّيلَ كما وجهٍ غسلتهُ أحلامُ الغزلِ
على دربٍ مأهولٍ بالوحشةِ..
ملمسُ هذا اللّيلَ
ينزُّ غِياباً.
(13)
ورقٌ أصفرُ يفترِشُ الأرضَ
–الأمُ الأولى والأبديّةُ-
لما لفضّتهُ
/ضيقاً
من أخضرِهِ/
شجرتُهُ الأمُّ.
(14)
آلِهةٌ يقتاتُونَ الضّحكَ
على نفرٍ يقفِزُ في حُللٍ نبحتْ فيها كُلُّ الألوانِ.
(15)
يا سيفَ الحقِّ المزعُومِ
لماذا أخطأتُ الرّأسَ المنزُوعَ
ضربتُ الشّجرةَ
فسقطَ ذِراعُ السّيافِ وقلبُ الجلّادِ.
(16)
يا لوحةَ هذا الكونُ
يا أُمَّ اللّوحاتِ
تتلألأُ فِيكِ نُجُومٌ
ويغشاكِ كما الطِّينِ
غِبارٌ، لكنكَ أبداً
تبدِينَ بأبهى الحُللِ
إذا رانَ عليكِ صفاءُ الصّمتِ الصّخابِ
وأنتِ غِطاءٌ
وعطاءٌ
ومجالٌ رحِبٌ
لِلتّحليقِ على أجنحةِ الأحلامِ
وأنتِ النبضُ الدّفاقُ
إذا ما اِرتبطَ بزُرقتِكِ
القلبُ المُشتاقُ....
يا أُمَّ اللُّوحاتِ
جمُوحُ الإنشادِ.
(17)
يبقى أن تقفِزَ فوقَكَ
مرّاتٍ
كي تبقى داخِلَ أبعادٍ مُغلقةٍ..
يبقى أن تُفسِحَ لِلألوانِ
دُرُوباً لم تألفْها الرُّوحُ الغافيةُ في الإطارِ المكسُورِ...
يبقى أن تعرِفَ
ألا حدَّ لِحدِّكَ
فأغرقْ...
(18)
أرسُمُ على يدِها ليلاً:
نهراً وقمرا..
وأشربُ من لثغِ الحنِينِ:
رقصةَ كُلِّ النّهارِ
أتشرّدُ بين ماءٍ وأنواءٍ
حتى يشُدُّ المساءُ ثيابَهُ الخُضرِ
يُراقِصُني ندى الرّسمِ
كفاً بكفٍّ..
(19)
ولا سوسنُ اللّيلِ، ريفُ الرُّؤى
وبعضِي المُثقلُ بالزّعزعةِ..
جنباً إلى جنبِ
والاِنسِجامِ...
نُغادِرُ جيبَ أيِّ مساءٍ
ورسم..
(20)
يا قطّةَ ليلي التي
مَاءَ الحنينُ
وعوى بالقلبِ "وأنتِ بِجنبِي":
وجدِّي
(21)
لِلرّجفةِ بابٌ مُتلاطِمٌ
نافِذةٌ يحجُبُها اللّيلُ المثقُوبُ الحِشمةِ عن
آهاتٍ داكِنةٍ
للرّجفةِ سقفٌ لا تُمسِكُهُ أخيلةٌ
أو
عين..
(22)
بين رياحٍ ونباحٍ
يمشي قنديلٌ مُهتزٌ
تحملُهُ اِمرأةٌ تضجُ طُبُولُ الرّغبةِ فيها
إلى من سوّت سريرهُ بأوّلِ اللّيلِ..

4
ها
أين عطشي
الذي كُنتُ
أشربُ مِنهُ؟؟؟

5
قبل أن يُغادِرَ
ـــــــــــــــــــ
لم يكُنْ يرتدِي سُترتَهُ الواقيةْ
حين تنبّهتِ الرّصاصةُ المُصوّبةُ إلى صدرِهِ المكشُوفْ
يحتفِي كُلَّ ليلةٍ بنجاتِهِ من الغَدرِ المُتربِصِ في الطُّرُقاتْ
بالموتِ الذي لم يَنلْ منهُ
بكؤُّوسِهِ التي اِستطاعَ أن يبقى معها ليلةً أُخرى
بزوجتِهِ التي يأكُلُ السًّلُ من جسدِها ولا تمُوتُ
باِبنِهِ البِكرِ الذي أصابتْهُ شظيّةٌ في طريقِ المدرسةِ
بمآسيهِ الجَمّةِ التي لا تُفارقُ خُطاهُ...
فقط هذه اللّيلةَ لم يستطِعْ الاِحتِفاءَ
ولم ينسَ أن يأخُذَ بجوفِهِ قطرةً مما تبقى من كُؤُوسِهِ
قبل أن يُغادرَ....
25/3/2016م