بحرٌ طوتهُ الرِّيحُ

بحرٌ طوتهُ الرِّيحُ


03-16-2017, 06:51 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1489643481&rn=0


Post: #1
Title: بحرٌ طوتهُ الرِّيحُ
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-16-2017, 06:51 AM

05:51 AM March, 16 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر


..........
1
أرقبُ القِططَ الحبيسةَ في مسامِكِ
فيما أُسلِمُ اِنقِباضاتِي لخربشاتِ التي تمُوءُ.

2
المسافاتُ أيضا
تُجهِشُ بالبُكاءِ
جرّاءَ الحنِينِ المُهروِلَ جيئةً وذهابا
في مساراتِها المُمهّدةِ للغائبِين.

3
الصّمتُ غابةٌ في طرفٍ وعرٍ
من العالمِ
إن كُنتَ حارِسُها
فتكتْ بِكَ الوُحُوشُ
ضلّلكَ الشّجرُ
فكُنْ ناقُوسَ النِّسيانِ المُعلّقِ
بقدمِها وهي تسِيرُ لعِناقِ الظّلامِ.

4
أنا مزيجُ كائِناتٍ مُنقرِضةٍ
وأُخرى آيلةٍ للقُدُومِ.

5
تقعُ المُفرداتُ العطِنةِ على الخشبِ
فيصلُهُ التَّسوُّسُ من فورِهِ.

6
الشَّارِعُ لا يعبثُ بِاللَّافِتاتِ
فيما الرِّيحُ والمطرُ
يُداعِبانِها بِفظاظةٍ.
............

7
توهّطِي في القلبِ يا قلبُهُ
فأنتِ عِطرٌ نصبتهُ العُطُورُ
لِيكُونَ عِطرَها.
............

8
(أنا، أنا، أنا، وأنا)
ـــــــــــــــــــــــــ
(1)
الشَّمسُ عِندَ زاوِيةِ المقهى
في الشَّارِعِ البعِيدِ
على قدمٍ واحِدةٍ
وزَّعتْ على الجالِسِينَ رقصتَها الدّسِمةِ
مثلما يفعلُ الصَّبِيُّ الذي عرِفَ أوانَ كُلِّ إِشعالٍ لِلمِزاجِ
فأصبحَ مُكوِّناً ثانِياً لهُ
لا أعرِفُ من شطبَ الصَّبِيَّ من دفترِ الأيَّامِ
فتوارتِ الشَّمسُ.
(2)
غالباً
ما يتودّدُ الحنِينُ إلى الإفصاح
لكن الأخِيرَ
غالِباً
ما يصِمُ أُذنيْهُ.
(3)
- لا أنسى من أقتُلُهُ.
هكذا طمأنتُ جُثّةً
يحمِلُها خيالِي قُدّامِي
واردفتُ:
لن أُوارِبَ الوقتَ لكْ
فتدلِفِينَ وأُجاجِكْ
(أنا، أنا، أنا، وأنا)
(4)
خمسةُ أيامٍ تبقتْ
كي اتبادلَ مع صوتِي المنسِيِّ
أُغنيّةً غائِبةً عن اللّحنِ.
(5)
مرّةً أُخرى
اِستندتْ شجرةٌ على أخيلةٍ راكِضةٍ لأُنثى
ووقفَ عن الاِنسِيابِ
مقطعٌ مُوسِيقيٌّ
وعبيرُ وردٍ
(6)
حتى إن اِكتفيتَ
سيبقى هذا اللّيلُ يُدنِي إليكَ
رشفةَ دمٍ، حائطَ أسىً
فاِستنِدَ عليكَ.
..........

9
إلى جِوارِها...
ـــــــــــــــــــــ
/1/
أرى الأناشِيدَ ترقُصُ
على إيقاعِ المجازاتِ..
/2/
تهدأُ الكلِماتُ التي تحمِلُها
حُرُوفُ الضّجيجِ..
/3/
تتقافزُ عصافيرُ أخيلتِي
المُترّبصةِ باِبتِساماتِها
فواحةَ العبيرِ..
/4/
تستنِدُ أسئِلتي الحائِرةُ
على ظِلِّها الممدُودِ
تبحثُ عن الدِّفءِ
وأنفاسِ الوطنِ..
/5/
مرّتْ قوافِلُ غِبطتِي
إلى حيّزٍ ما أنفكَّ يضِيقُ
ولما نزلُّ نُسمِّيهُ
وطنٌ..
/6/
اِرتجفتْ رُوحِي في عدوِها الخفِيضِ
وحلّقتْ لتُخاصِرَ رُوحَها السّابِحةَ
/7/
أنسى جُنُونِي وجاهِليَّتَي
وأفرُشُ من عينيّ رملاً
وأشدّ فوقَهُ غيماً ومطراً
ونركُضُ كطِفلينِ
حُفاةَ همٍ وليل..
/8/
أينما تسرّبَ همسُ الهوى
كمنَ العِطرُ ليزدانَ بِعِطرِها..
/9/
أُضمِّدُ الرُّؤى التي خرقَها النَّوى
/10/
تتسلَّى مِرآةٌ بِصفحةِ وجهِها الملائِكِي المُفرِح
..........


10
إلى وطنِي:
ــــــــــــــــ
.
عن أيِّ بحرٍ طوتهُ الرِّيحُ
تبحثُ أصابِعُ الثُّوّارِ؟
/
/
/
وخلفُ النُّجُومِ يبرُقُ الشّوقُ
إلى وطنٍ يُجدِّفُ في المتاهةِ
مذ عانقتهُ أراجِيفُ الأحبارِ.
وطنٌ يخجلُ من النّوافِذِ والضّوءِ
يتوارى عن قطراتِ الصّباحِ
الباحِثةِ عن يديهِ
وعلى أصابِعِهِ لم يزلْ
خِضابٌ يرمِي إلى تشابُكٍ بأشجارٍ
يهفُو ظِلُّها لاِحتِوائِهِ بعيداً عن قبضةِ الويلِ
في كنفِ الأزهارِ..
/
/
/
وها إنهُ الوطنُ اللألأُ
بالشّذى والإبهارِ.
..
وعلى مدى وجلٍ من الآتي
يذُوبُ الرّكبُ في الآهاتِ
يعجنهُ صديدُ اللّيلِ
يشربُ من هباءِ الصّمتِ
والحسرة..
16/3/2016م