حارِسُ الحنِينِ، الشَّارِعُ والمُوسِيقى

حارِسُ الحنِينِ، الشَّارِعُ والمُوسِيقى


03-12-2017, 05:06 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1489334813&rn=1


Post: #1
Title: حارِسُ الحنِينِ، الشَّارِعُ والمُوسِيقى
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-12-2017, 05:06 PM
Parent: #0

04:06 PM March, 12 2017

سودانيز اون لاين
بله محمد الفاضل-جدة
مكتبتى
رابط مختصر


****
1
اِستوتْ حرائِقُ الحنِينِ بِأصابِعِي
ثم صلتْ جميعُها بمجرّةِ الغِيابِ.
....
والحنِينُ أعمى
عصاهُ الحُبّ
في الشّوارِعِ المُفخّخةِ
بالحربِ
تضمِدَهُ من حكّةِ النُّدُوبِ!
....
هُنا يُغالِطُ الحنيِنُ بعضَهُ
بأصواتٍ مشرُوخةٍ
يُغلِّظُ، يُحاجِجُ الرُّوحَ
بهِراواتِ المسافةْ.

2
لم يزلْ يحرُسُ في غيابِكِ الحنِينَ
ويُبعثرُ في فوضاهُ المسافاتَ.

3
ما الذي سأفعلهُ لمسافةٍ شاهِقةٍ
غير الذي أفعلهُ؟
أقضمُ الحنِينَ حتى أدمِّي مفاصِلَهُ
....

4
أيُّ مدينةٍ رمتْ ظِلّها كامِلاً في القلبِ
واِنصرفتْ بينابِيعِ شجنِي؟

5
أُلعُوبةٌ كُلَّ الأصابِعِ لِمُوسِيقى محفُورةً في رُوحِ الأوتارِ.

6
لا تنفكَ تكذِبُ
فيقرِضُ طرفاً من البِلادِ
تنعمَ بهيئةٍ أُخرى من العبطِ.
.......

7
بخُيُوطِ النّظرِ رسمتُ منزِلاً لنا
أبوابُهُ غيمُ، نوافِذُهُ خيلُ رُوحِكِ
أطفالُهُ على أسِرةٍ من الحُرُوفِ
أجنحتُهُ نبيذٌ، متنُهُ شِفاهُ الغواياتِ
قُبلُهُ النّدى...
بخُيُوطِ النّظرِ، أعني أخيلةُ الخطوِ نحو
أعني أن نكُونَ على سفينةٍ
قِوامها الحُبُّ..
إلى: أميرة الشيخ و ممدوح أبارو

8
قالت/قال:
سأُركِبُ اﻷشواقَ باخِرةً مُحطّمةً مِثلي
ومنسِيّةً أسفلَ بحرٍ نبتْ فوقَهُ جبلٌ
وعلى مقرُبةٍ منها سُفُنُ قراصِنةٍ..!!!!

9
قال يوبِخَهُ:
في هذي الحالِ، على أجنِحةِ الوقتِ الفائِضِ، قُلْ للصّمتِ: تعالَ..
لأني عَبّأتُ دِنانَ الشِّعرِ بخمرِ الرؤيا، عاقرتُ الكلِماتَ كثيراً، حتى أضحتْ حين ترانِي: تطِيرُ إلى أُخرى في غيبٍ منسيٍّ، في النّاياتِ، وراءَ الدُّخانِ، ببيتِ الجانِ، سُجُونِ الأوتارِ، ربيعِ الدُّنيا، شجنِ اللّيلِ المارِقِ من أثداءِ الأحلامِ.......
تحُطُّ بقلبِي حمحمةُ الأنغامِ، صليلُ الكلِماتِ الأُخرى، تجنِّنُي، ترفقُني في الشَّدوِ دِثارٍ لنِثارٍ..!!

10
طبعاً نعرِفُ جميعاً أن الشَّارِعَ قبضتُنا المُسددةُ باتِّجاهِ الخَللِ..!!

11
والشَّارِعُ أيضاً ضحكتِي المُضِيئةُ التي دسستُها بحِضنِ أُمِّي..!!

12
أنا يتِيمٌ والشَّارِعُ أبي وأجدادِي..!!
يُمكِنُنِي القولُ على هذا النّسقِ:
انا قلبٌ والشَّارِعُ نبضِي..!!
وهكذا...

13
أنهُ الشَّارِعُ مرّةً تلو أُخرى
يطوينِي في جيبِهِ ابسُطُهُ بخافِقِي
لنُحلِقَ في الحُدُوسِ
نطهُو بعناقِنا قهوةِ الوجدِ..!!

14
آهٍ..
ما أحنَّ أحضانُكَ أيها الشَّارِعَ أأنتَ أُمِّي أم قلبِي أم أنتَ إلهٌ ما..؟؟

15
لأنهم تجرّدُوا من شفّافِيّةِ الماءِ
عُراةً كما تلقّفتهُم الجلافةُ
يشوُونَ الشّارِعَ على موقِدِ النّذالةِ.

16
وشجرُ قلبُكَ المُثمِرِ لا تنسَ سقياهُ من عِطرِ الكلامِ..!!
ودرم شوكَهُ حتى لا يتكالبَ عليكَ في الصحُوِ والمنامِ..!!

17
وأنها مراجِيحُ الرُّوحِ اِعتلتها المُوسِيقى
ايقظتْ أشجانَها
فانتشتْ طرباً

18
ليس من الجيّدِ أن تصنعَ لِقلبِكَ سلالِمُ وإن بالغتَ في زِينةِ العتبِ...

19
الحياةُ أكثرُ من المجازِ
وأقلُّ من الاِحتِمالِ.

20
أكتُبُ ليلتحِقَ هواءٌ ساخِنٌ بأخرٍ عالِقٍ بجدرانٍ كرويةٍ فيرتدُّ بنسبةٍ ضئيلةٍ إلى روحي إن لقيّ سبيلاً إليها
أكتُبُ إذن لأني أعجزُ عن التحليقِ الحقيقيّ في الواقِعِ فأجنحُ للخيال
أكتُبُ لأدرِبَ روحي على نسيانِ وجودِها بين ظهراني الأرضِ الشرسة
أكتُبُ عسى أن أُسهِمَ في رفعِ إصبعٍ من قدمِ الليلِ الماحِقةِ للأرواحِ الضّالةِ عن خيوطِ الشمسِ... وأنا منها لا غرو
أكتُبُ لترتدي روحي قميصَ الاختفاءِ الذي يشِفُّ -يا لله- عما ارتديت لأجلِ إخفائهِ
أكتُبُ لأعزِفَ وأغني وأرقصُ، أقعُ وأنهضُ، أرسمُ، أتكلمُ دون كياسةٍ، .... أكتُبُ لأصلي
أكتُبُ لأقلِلَ من بطشِ الحنينِ والشغفِ والصلفِ....، أكتُبُ لأهزمني كلما انتبهتُ إليّ
أكتُبُ...
..................
10/3/2016م


Post: #2
Title: Re: حارِسُ الحنِينِ، الشَّارِعُ والمُوسِيقى
Author: باسط المكي
Date: 03-12-2017, 06:46 PM

شكرا لك

Post: #3
Title: Re: حارِسُ الحنِينِ، الشَّارِعُ والمُوسِيقى
Author: بله محمد الفاضل
Date: 03-13-2017, 05:03 PM
Parent: #2

سلمت باسط...