|
Re: السودان إلى أي حد يعاني من الفقر الرقمي؟ ه (Re: محمد عبد الله الحسين)
|
ماأثار هذه التساؤلات لديّ هو ذلك المقال الرائع للكاتبة العراقية ذات الأسلوب البديع و الطرح الجيد. تقول الكاتبة : قرنا الرقمي مما يؤسفُ له أشد الأسف أن معظم شبابنا العربي لم يسمع بهذه البرامج التعليمية الثرية ولم يوظفها في صناعة مستقبله وتحديد أهدافه، وفي ذلك هدرٌ لموارد مادية متاحة. العرب لطفية الدليمي [نُشر في 2017/03/12، العدد: 10569، ص(11)]
تعدُّ بيئتنا العربية واحدة من أكثر البيئات استخداما وتوظيفاً للتقنيات الرقمية على مستوى العالم بأجمعه، ويمكن ملاحظة هذه الحقيقة من الهوس الطاغي لدى معظم أبناء هذه البيئة (وبخاصة فئة الشباب منهم) لتحديث أجهزتهم الإلكترونية بين حين وحين؛ غير أن هذا الهوس لا يعد مقياساً على مديات الارتقاء العلمي حتى على صعيد الجوانب التقنية الرقمية ذاتها، وهو ليس سوى واحدٍ من أعراض الهوس الجمعي، هوس التملّك الشره والاستهلاك الذي يطال معظم جوانب حياتنا دون الاستفادة الحقيقية من التقنية الرقمية في المفاصل الحيوية لحياتنا المعاصرة بخاصة في ميدان التعليم (الثانوي والجامعي على وجه التحديد).
أصبحت البرامج التعليمية الرقمية المجانية في السنوات الأخيرة معْلَماً أساسياً من معالم التعليم في عصرنا الحديث، فثمة برامج مهمة أذكر منها برنامجين مميزين هما الأكثر فرادة بين برامج التعليم الرقمي من حيث مفردات البرامج والمنصات التفاعلية والجهات الأكاديمية التي تدير هذه البرامج: البرنامج الأول هو (Edx) الذي يديره معهد ماساتشوستس التقني (MIT) وجامعة هارفارد.
أما البرنامج الثاني فهو Coursera)) الذي تديره جامعة ستانفورد إلى جانب جامعات عالمية مشهود لها بالرصانة العلمية وبين حين وآخر تُنشر تقارير إحصائية لبيان أعداد المستفيدين من هذه البرامج التعليمية، ويُلاحظ أن الصينيين والهنود وبعض أبناء جنوب شرق آسيا يأتون في طليعة المستفيدين من هذه البرامج الدراسية وبخاصة في موضوعات الرياضيات والفيزياء والبرمجة الحاسوبية ولغات البرمجة وتعلّم اللغات الأجنبية (وبخاصة الإنكليزية)؛ الأمر الذي يكشف أن هؤلاء يعدّون العدّة منذ وقت مبكر في حياتهم لترسيم صورة المستقبل الذي يريدونه لأنفسهم وبخطوات محسوبة بدقة ووعي.
| |
|
|
|
|