09:51 PM February, 11 2017 سودانيز اون لاين زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم مكتبتى رابط مختصرقبل حوالي ثلاثين عاماً، التقيت الطالب أبوبكر فرانسيس في إسلام أباد، حيث قدمه لي بعض الطلبة السودانيين في جامعتها لاستمع لقصته المدهشة التي نشرت جزءاً منها في تلك الفترة. كان ذلك الفتى ينتمي إلى أسرة كاثوليكية متدينة بدأت تعده لكي يصبح قسيساً. ولكنه كان فتىً لماحاً كثير الأسئلة، مما دفع بأساتذته في اللاهوت أن يوصوا بإبعاده حتى لا يشوش على بقية الطلبة. وبالفعل تم تحويله لدراسة الطب، ولكن أسئلته لم تتوقف مما دفع به في نهاية الأمر لاعتناق الإسلام. كنتيجة لذلك تبرأت منه أسرته وتنكر له مجتمعه. سافر إلى السودان للدراسة هناك، وقامت إحدى المنظمات بإرساله إلى الأردن حتى يتعلم اللغة العربية.عندما هبط مطار الأردن، سأله أحد رجال الأمن: "هل أنت أخ مسلم؟" فأجاب بكل براءة: بالطبع! وكان المسكين يعتقد أن السؤال هو: هل أنت أخ في الإسلام، ولم يكن قد سمع وقتها بتنظيم اسمه الإخوان المسلمون. ولكن إجابته جلبت إليه متاعب لم يكن يتخيلها، وعكس الترحيب الذي توقع. فقد تعرض لإساءة معاملة شملت الضرب والتعذيب، قبل أن يعاد في الطائرة المصرية التي وصل بها إلى القاهرة.قال لي أبوبكر حينها أنه ركب الطائرة وهو في حالة ندم على اعتناقه الإسلام، وفهم أن هذه رسالة سماوية تفيده بأن تنكره لدين آبائه واعتناق هذا الدين خطأ كبيراً، وأن الله يعاقبه على ما جنت يداه. وصمم بينه وبين نفسه أن يعود إلى المسيحية، وينذر ما بقي من حياته لمحاربة الإسلام والمسلمين. وفي مطار القاهرة، تعجب ضابط الجوازات من حالته، خاصة أنه أعيد إلى مصر بعد أقل من يوم من سفره، وبدا عليه أنه كان في حالة مزرية. لم يدخل في التفاصيل وإنما طلب إرشاده إلى السفارة التنزانية حتى ترتب عودته إلى بلاده. ولكن فضول الضابط المصري، واهتمامه بحالته (يجب أن تذكر أن في مصر ضباط شرطة لا تنقصهم الإنسانية) دفعته إلى أن يحكي قصته. وهنا دخل الضابط في حوار معه انتهى باستدعاء دبلوماسي سوداني في السفارة السودانية في القاهرة كان أبوبكر على معرفة به. وقد استضاف ذلك الدبلوماسي أبوبكر في منزله في القاهرة لمدة عام، انتهت بعد حوارات طويلة إلى عودة أبوبكر على الإسلام، ثم التحاقه فيما بعد بالجامعة الإسلامية في إسلام أباد، حيث التقيت به هناك. وكان أبوبكر يدرس في الجامعة، ويعمل كذلك فيها مدرساً للاهوت المسيحي.في الشهر الماضي كنت في مؤتمر في العاصمة الموريتانية نواكشوط حين اقترب مني أحد المشاركين وحياني قائلاً إنه يعرفني وقد التقينا في مكان ما ولكنه لا يذكر. قلت لعلك شاهدتني في أحد برامج التلفزة. فقال لا، إنني متأكد أنني التقيت بك في مؤتمر، ربما في الخرطوم. وظل يعدد المناسبات المحتملة، ولكنني أكدت له أنني لم أحضر أي منها. ثم سأل: هل كنت في إسلام اباد؟ قلت إنني لم أزر إسلام أباد منذ سنوات طويلة. ثم سأل عن اسمي، وعندما ذكرته به، قال نعم، أنت الذي كتبت عن قصتي مقالة بعنوان: "الدعاء للاخ فرانسيس"، وما زلت أحتفظ بتلك المقالة.وبعد أن أعدنا التعارف، عرفت أن لقصة ذلك الشاب النابه الذي أصبح كهلاً قصة لا تقل غرابة. فبعد أن أنهى دراسته في إسلام اباد، سافر في عام 1993 إلى دولة ناميبيا حديثة الاستقلال، حيث قضى هناك عشرة أعوام وهو يدعو إلى الإسلام. وقال إنه عندما وصل إلى هناك لم يكن في البلاد مسلم واحد، وعندما غادر كان هناك ثلاثة آلاف مسلم، ومسجد جديد بني في العاصمة.أعتقد أن هذه مناسبة أخرى للدعاء إلى الأخ أبوبكر كابوجي، الذي يقيم الآن في جزيرة زنزبار، حيث ينشط في الدعوة إلى الإسلام، كما ينشط في دعم السلام والوئام بين مواطني ذلك البلد وطوائفه.حقاً سعدت بهذا اللقاء الجديد مع الأخ "فرانسيس". "http://al3aby4yy.com/"
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة