للمقاولات العسكرية.. شركة ذائعة الصيت بسوريا تقدم خدمات القتال والتدريب وتسوّق معاركها علي الانترنت

08:25 PM February, 11 2017

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر

سترى هؤلاء الرجال يدافعون عن الخنادق، ويقتحمون المباني، ويقفون أمام ألواح الدراسة البيضاء ليعطوا دروساً تكتيكية؛ وستجدهم مدججين بالسلاح ومجهزين بالسترات الواقية والخوذ الباليستية.

ورغم أن عناوين هذه المقاطع المصورة على يوتيوب تحمل الحروف الأبجدية الروسية؛ فإن الموسيقى المصاحبة لها هي أنغام الترانيم الإسلامية المعروفة باسم "النشيد"، والتي عادةً ما تستخدمها الجماعات المتشددة في الأفلام الدعائية.

لكن هؤلاء الرجال ليسوا جهاديين عاديين. هم أعضاءٌ في "ملحمة التكتيكية"، أول شركة استشاراتٍ ومقاولاتٍ عسكريةٍ جهادية خاصة في العالم.

شركة "ملحمة التكتيكية" ليست شركةً عسكرية عملاقة مثل شركة "بلاك ووتر" الشهيرة (التي تُعرَف الآن باسم شركة "أكاديمي"). تتكون الشركة من 10 مقاتلين متمرسين من أوزبكستان والجمهوريات المضطربة ذات الأغلبية المسلمة في القوقاز الروسي، وفقاً لما ذكرت مجلة فورين بولسي الأميركية.



لكن الحجم ليس كل شيء في مجال الاستشارات العسكرية، خاصةً في عصر الشبكات الاجتماعية. وتقوم شركة "ملحمة" بتسويق معاركها على منصات الإنترنت، وأدى تسويقها المستمر إلى عوائد مثمرة. إذ إن برامج القتال والتدريب الفائقة أصبحت ذائعة الصيت بين الجهاديين في سوريا ومحبيهم في كل مكان. وأسهم في ذلك أن المجموعة لا زالت حتى الآن تخصص خدماتها للتركيز على الإطاحة بنظام بشار الأسد واستبداله بحكومةٍ إسلاميةٍ متشددة.

قائد المجموعة، الذي يبلغ من العمر 24 عاماً، من أوزبكستان، يحمل اسم "أبو رفيق" (اسمٌ مستعار). ولا تتوافر عنه أية معلومات؛ سوى أنه يتنقل بسرعة بين الحسابات الشخصية على الشبكات الاجتماعية باستخدام أسماءٍ ومعلوماتٍ وهمية للتخلص من جهود المراقبة على الإنترنت.

وفي كل فيديو وصورةٍ منشورةٍ على الإنترنت؛ يظهر مُرتدياً قناعاً أو وشاحاً لتغطية وجهه من الأنف إلى الأسفل، ولا يظهر من وجهه سوى عينيه السوداوين الضيقتين، وشعره المتشابك الطويل والحالك السواد. يتحدث أبو رفيق الروسية بطلاقة، لكن بلكنةٍ أوزبكية بسيطة.


تجارة رائجة

منذ إطلاقها في مايو/أيار 2016، أصبحت تجارة شركة "ملحمة" رائجةً في سوريا، إذ تم التعاقد معها على القتال وتقديم الاستشارات التدريبية والحربية لجماعاتٍ مثل جبهة فتح الشام المرتبطة بتنظيم القاعدة (والمعروفة سابقاً باسم جبهة النصرة) والحزب الإسلامي التركستاني (جماعة الأويغور المتشددة من إقليم سنجان الصيني المضطرب). وبرغم الانتكاسات الأخيرة للمتمردين في سوريا، بما في ذلك خسارة حلب، زاد الطلب على خدمات "ملحمة" الاستشارية في البلاد أكثر من ذي قبل، وذلك وفقاً لتصريحات أبي رفيق لمجلة "فورين بوليسي" الأميركية، خلال لقاءٍ أجري عبر تطبيق الرسائل الفورية "تيليجرام".

لكنه بدأ أيضاً التفكير في توسيع رقعة أعماله لمناطق أخرى. ويقول أبو رفيق إنَّ مجموعته على استعدادٍ لتقديم خدماتها للمسلمين السُّنة المضطهدين في أي مكان. وأشار إلى الصين وميانمار كأماكن يمكن أن تستفيد من الجهاد. كما أشار أيضاً إلى احتمال قيام "ملحمة" بالعودة إلى جذورها والقتال في شمال القوقاز ضد الحكومة الروسية.



وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي؛ وضعت المجموعة إعلان توظيف على فيسبوك تبحث فيه عن مدربين ذوي خبرةٍ قتالية للانضمام إلى المجموعة. ووصف الإعلان المجموعة بأنها "فريق عمل مرح وودود"، يبحث عن مجندين على استعدادٍ "للاشتباك، والتطوير، والتعلم باستمرار"، والعمل مع جبهة فتح الشام.

كما أوضح الإعلان تفصيلاً أن المدربين سيحصلون على مزايا، مثل إجازةٍ سنوية، ويوم راحة من الجهاد كل أسبوع. وأتت الصياغة أشبه بإعلانات شركات قائمة "فورتشين 500"، وليس مجموعةً من المتشددين الذين يخوضون حرباً وحشيةً دموية. وأصبح الجهاد ظاهرةً عالمية قبل ظهور "ملحمة" على الساحة بوقتٍ طويل، لكنه لم يسبق وأن امتلك مثل هذه الروح الريادية في مجال الأعمال من قبل.

وعلى الرغم من أن ملحمة هي أول شركة مقاولات عسكرية خاصة تعمل خصيصاً مع الجماعات المتشددة، فإنها ليست أول شركة تدخل ساحة المعركة السورية. الحرب السورية مستمرة منذ قرابة الستة أعوام حتى الآن، وكبدت البلاد خسائر بشرية تقارب 400 ألف رجل، وامرأة، وطفل. وأصبحت الجبهة السورية مرتعاً للمقاولين العسكريين الذين يعملون لصالح طرفي المعركة، وسط فوضى الجماعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) ووحدات حماية الشعب الكردية اليسارية، وجبهة فتح الشام، وتنافسها للسيطرة على الأراضي ومد نفوذها.

أتى الظهور الأول لشركات المقاولات العسكرية الخاصة في سوريا عن طريق شركة "سالفونيك كوربس" المشؤومة، وهي شركةٌ مسجلة في هونغ كونغ، وتضم عسكريين روسيين سابقين شاركوا لفترةٍ قصيرةٍ مع القوات الحكومية عام 2013، وفقاً لتقريرٍ نشرته مجلة "إنتربريتر".

لكن سرعان ما اتضح أنها لا تمتلك دعم الحكومة السورية الكامل. إذ قام الجيش السوري أولاً بسرقة عرباتهم، ولم تصلهم أجورهم أبداً، وأخيراً تحطمت مروحيةٌ تابعةٌ للقوات الجوية السورية في قافلةٍ تابعةٍ للشركة، بعد أن كانت تطير على ارتفاعٍ منخفضٍ جداً واصطدمت بخطوط الكهرباء، لينتج عنها إصابة أحد المرتزقة.

وانتهت مغامرات "سالفونيك كوربس" الفاشلة بعد حل المجموعة إثر هزيمتها على يد المعارضة في الصحراء قرب مدينة السخنة جنوبي سوريا في أكتوبر/تشرين الأول 2013. وعاد المرتزقة بعدها إلى وطنهم في موسكو، وألقى جهاز الأمن الاتحادي الروسي القبض عليهم مباشرةً بسبب تدخلهم في سوريا دون تصريح.




منطقة الصراع

وبعد تدخل الكرملين نفسه في سوريا في سبتمبر/أيلول 2015؛ وصل منطقة الصراع نحو 1500 من المرتزقة الروس المنتمين إلى مجموعة "واغنر"، وهي شركة مقاولات عسكرية خاصة سرية وسيئة السمعة من روسيا، شاركت مُسبقاً في القتال بجانب الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا شرقي أوكرانيا، وفقاً لتحقيقٍ أجرته قناة "سكاي نيوز".

كانت مهمتهم مساعدة نظام الأسد، وبعكس شركة "سالفونيك كوربس"، تتمتع شركة "واغنر" بدعمٍ مكثفٍ من الحكومة الروسية. ويُزعم بأن ديميتري أوتكين، القائد السابق للواء القوات الخاصة بجهاز المخابرات الحربية الروسي، هو القائد الحالي للمجموعة.

وبرغم عدم توافر معلوماتٍ كثيرةٍ عن شركة "واغنر"، يُعتقد بأنها تحاكي نموذج شركة "أكاديمي" عن طريق العمل كوحدة مشاة من نخبة المقاتلين اعتماداً على دعم الحكومة الروسية، والطيران إلى سوريا على متن طائراتٍ عسكريةٍ روسية رسمية، والتدرب في قاعدة القوات الخاصة الروسية في مولكينو جنوب غرب روسيا. ولا زالت شركة "واغنر" تُمارس أعمالها في سوريا حتى يومنا هذا.

وفي الوقت نفسه، خاض عددٌ كبير من المقاتلين الناطقين باللغة الروسية المعارك إلى جانب الجماعات الجهادية التي شنت حرباً ضد الحكومة السورية. ووفقاً لمجموعة "صوفان"، يتواجد ما لا يقل عن 4700 مقاتل أجنبي من دول الاتحاد السوفيتي سابقاً في سوريا، يأتي معظمهم من الجمهوريات الروسية مثل الشيشان وداغستان.



ويصل هؤلاء المقاتلون إلى سوريا بعتادٍ وتدريبٍ أفضل من المتشددين المحليين، كما يمتلكون سنواتٍ من الخبرة في القتال ضد الحكومة الروسية بين جبال الشيشان وداغستان خلال التسعينيات والألفية الثالثة.

وسرعان ما كسب أولئك المقاتلون المتمرسون احترام المتشددين المحليين، الذين لاحظوا أن الناطقين باللغة الروسية حققوا معدلات قتل تتخطى المقاتلين المحليين بفارقٍ كبير. وجاؤوا لتعبئة صفوف تنظيم داعش، وجبهة فتح الشام، بالإضافة إلى عددٍ آخر من الجماعات الأصغر حجماً.

ويُشير إليهم المحليون بوصف "الانغماسيين"، وهو اللفظ الشائع بين الجهاديين لوصف المقاتلين الذين يندفعون إلى الخطوط الأمامية بغرض إلحاق أكبر قدر من الخسائر بالعدو دون خطةٍ للعودة على قيد الحياة. ويحارب الانغماسي المثالي حتى تنفد ذخيرته، ثم يفجر حزامه الناسف قبل اجتياح موقعه.

ولكن، بينما أصبح مواطنوهم قوةً ضاربةً في الخطوط الأمامية للمواجهة، قرر المقاتلون السوفييت السابقون في "ملحمة" أن يسلكوا طريقاً مختلفاً، ليصنعوا مكانةً مميزةً لهم بين عالمي شركات المقاولات العسكرية الخاصة والجماعات الجهادية العاملة في سوريا. إذ يعملون كمستشارين وتجار أسلحة، وأحياناً مقاتلين من النخبة.

وضع شركة "ملحمة" المتميز منطقي بالنسبة لخلفية "أبي رفيق" العملية في المجال العسكري. إذ صرح أبو رفيق للمجلة بأنه انتقل في شبابه من أوزبكستان إلى روسيا، حيث كوّن أسرته، وانضم إلى واحدةٍ من أفضل الوحدات العسكرية التابعة للحكومة الروسية، وهي مجموعة من القوات المحمولة جواً وتُدعى اختصاراً "في دي في".

وفي عام 2013، ترك أبو رفيق روسيا متجهاً إلى سوريا. وبعكس معظم المقاتلين الأجانب الذين ينضمون إلى فصيلٍ بعينه، ظل أبو رفيق مستقلاً يتنقل بين الفصائل المختلفة، حتى أسس "ملحمة" عام 2016.

وخلال عام 2016، قامت عناصر "ملحمة" بتدريب جماعات المعارضة الإسلامية المتشددة، مثل حركة أحرار الشام الإسلامية، وجبهة فتح الشام، على القتال في المناطق الحضرية، بغرض دعم معركتهم ضد النظام السوري في حلب.

وفي أحد المقاطع المصورة، يقوم المتدربون بإطلاق عدة صواريخ "آر بي جي"، والعمل في فِرقٍ لاقتحام أحد المباني. وفي مقطعٍ آخر، يقوم فريقٌ من رجلين بإخلاء الغرف، والقضاء على أهدافهم باستخدام القنابل اليدوية والأسلحة النارية، تحت أنظار مدربي "ملحمة".

هذا النوع من التدريبات ليس رخيصاً على الإطلاق، فطلقة الـ"آر بي جي" التي تستخدمها "ملحمة" في حصصها التدريبية تُكلف قرابة 800 دولار أميركي في السوق السوداء. لهذا عادةً ما يعتمد التدريب العسكري لجماعات المعارضة والجهاديين في سوريا على ما لا يزيد على الزحف، والحركات البهلوانية، وتدريبات الرماية الأساسية.

أما بالنسبة للجماعات الجهادية التي يمكنها تحمل التكلفة، فإن تدريبات المشاة التكتيكية التي تقدمها "ملحمة" تستحق التكلفة المدفوعة فيها. وأقر مقاولٌ عسكريٌ أوروبي (رفض الإفصاح عن هويته) بأن المهارات التكتيكية للمجموعة ستمنحها ومتدربيها ميزةً وتفوقاً واضحاً على ساحة المعركة السورية.




"ملحمة" تحت الطلب

يقوم موظفو "ملحمة" من وقتٍ لآخر بالعمل كقواتٍ خاصة لصالح مختلف الجماعات الجهادية. ففي سبتمبر/أيلول 2016؛ شاركت "ملحمة" مع الحزب الإسلامي التركستاني لمساعدته في التصدي لهجوم نظام الأسد على جنوبي حلب، وفقاً لتصريحات ناشطٍ معارض على درايةٍ بالمجموعة.

ويقول أبو رفيق إنَّ الهدف الأساسي لمجموعته هو تدريب الجماعات المعارضة والجهادية الأخرى على القتال، بدلاً من المشاركة في الصفوف الأمامية. كما اعترف أبو رفيق بقيام "ملحمة" بإنتاج معداتٍ للجماعات الجهادية الأخرى عند الحاجة.

وتقوم "ملحمة" على سبيل المثال بتصنيع ملحقات رشاش "بي كي"، وهو رشاش شهير متعدد الأغراض روسي الصنع، بطلقاتٍ من عيار 7.62 ملم. واكتسبت السترات الواقية والمقابض شهرةً واسعةً بين الجهاديين، وجرى استخدامها على نطاقٍ واسعٍ في حلب خلال المعارك المحتدمة التي جرت هناك.

تأخذ "ملحمة" مسألة تواجدها على الشبكات الاجتماعية على محمل الجد. إذ تقوم المجموعة بالإعلان عن خدماتها من خلال مواقع فيسبوك، ويوتيوب، وتويتر، والشبكة الاجتماعية الروسية "فكونتاكتي"، رغم أن حسابها على ذلك الموقع تم إيقافه.

أما حساب المجموعة على موقع إنستغرام فسيمنحك شعوراً بأنه يقدم منتجات إحدى شركات السلاح الكبرى. إذ يحتوي الحساب على لقطاتٍ فنية معدلة للأسلحة والمقاتلين، تم التقاطها من مختلف الزوايا، وتدخل فيها تصميمات شعار "ملحمة" عالي الجودة.

كما تمتلك "ملحمة" تواجداً قوياً على موقع يوتيوب مقارنةً بحجمها، إذ حصدت قناتها أكثر من 208 آلاف مشاهدة. وبالمقارنة، فإن قناة كتائب المعتصم التابعة للجيش السوري الحر (التي تتخطى أعدادها "ملحمة" بـ50 ضعفاً، وتعتبر أكبر منها بستة أشهر)، لا تمتلك سوى حوالي 110 آلاف مشاهدةٍ فقط. ويقوم الجميع بالتعليق على منشورات "ملحمة"، بدايةً من المعارضين في سوريا، وحتى الجنود الأوكرانيين والانفصاليين الروس في منطقة دونيتسك.

وتوفر قناة "ملحمة" على يوتيوب، وصفحتها على فيسبوك، دروساً مجانية على الإنترنت للجهاديين عن طريقة صنع القنابل اليدوية البدائية، وتنظيف الأسلحة، وإخلاء الغرف، وحرب المناطق الحضرية، إلى جانب عدد من المهارات الأخرى.

وينظم مدربو المجموعة حصصاً تدريبيةً على شبكة الإنترنت، تشمل مواضيعاً مثل الإسعافات الأولية في المعركة، واستخدام الأسلحة مثل "آر بي جي 7"، واستخدام إشارات اليد في حرب المناطق الحضرية، ومقدمات عن كيفية عمل الكمائن، وذلك حينما يتعذر تقديم المساعدة والاستشارات وجهاً لوجه.

ويصر أبو رفيق على أنه ليس من المرتزقة؛ على الرغم من أن "ملحمة" تحصل على مقابل مادي للخدمات التي تقدمها. ويقول إنَّ دوافع مجموعته تتخطى مسألة الحصول على الأموال. ويضيف: "هدفنا مختلف، فنحن نقاتل من أجل فكرة: وهي الجهاد ضد الأسد".



ويقول شون ماكفيت، الأستاذ المساعد في جامعة الدفاع الوطني، ومؤلف كتاب "The Modern Mercenary" عن الجيوش الخاصة: "سنشهد الكثير من هذه الأنشطة وازدياد حجمها في العقود المقبلة". وبالنسبة لماكفيت؛ فإنَّ نمو "ملحمة" هو نتيجةٌ طبيعية للحرب السورية الطويلة، لكن قيام المجموعة بالمزج بين المفهوم المتشدد وخصخصة الحرب هو بمثابة توجهٍ فريد من نوعه، ومثير للقلق في الوقت ذاته.

ويضيف ماكفيت: "أن تقوم مجموعةٌ جهادية بفعل ذلك يعني أننا وصلنا لمستوى جديد، فعند الحديث عن قيام متشددين بدفع الأموال من أجل الحصول على (تدريبٍ عسكري)، يكون هذا بمثابة علامةٍ فارقة في عالم الحروب الحديثة".

لفتت قيادة أبو رفيق أنظار واهتمام الحكومة الروسية غير المرغوب فيها؛ إذ تعتبره بمثابة تهديدٍ إرهابي ضخم. وفي السابع من فبراير/شباط؛ دمرت الضربات الجوية الروسية شقة أبو رفيق في إدلب، وتسببت في مقتل زوجته، وطفله الرضيع، وعددٍ آخر من المدنيين. وبعكس ما جاء في التقارير الأولية؛ أكد مصدرٌ محلي أن الضربات الجوية لم تُصب أبو رفيق على الإطلاق، إذ إنه غادر شقته قبل الهجوم بدقائق لمساعدة ضحايا أحد الانفجارات القريبة.

وفي جميع الأحوال؛ فإن نموذج شركات المقاولات العسكرية الجهادية الخاصة الذي وضعه أبو رفيق نجح بالفعل في إحداث فارقٍ ملموس في المعارك شمالي سوريا، ومن المتوقع أن يُلهم هذا النموذج ظهور منظماتٍ مشابهة خارج نطاق الشرق الأوسط. وحتى لو قُتل أبو رفيق، ودُمرت شركة "ملحمة"، فقد أحدث فارقاً كبيراً في موازين الحرب ضد الأسد، وربما في مستقبل المجمع العسكري-الصناعي في العالم أجمع.



The Blackwater of Jihad A consortium of elite, well-paid fighters from across the former Soviet Union are training jihadis in Syria.
Their business model could go global. BY RAO KOMAR, CHRISTIAN BORYS, ERIC WOODS facebook twitter reddit google-plus email FEBRUARY 10, 2017 Heavily armed and expertly kitted with body armor and ballistic helmets, the men can be seen defending bunkers, storming buildings, and even posing by whiteboards giving tactical lessons. Though the titles of these YouTube videos are written in Russian Cyrillic, their background music is an a cappella Islamic chant known as a nasheed, which is often used by extremist groups in propaganda films. But the men are no ordinary jihadis. They are members of Malhama Tactical, the world’s first jihadi private military contractor (PMC) and consulting firm. Malhama Tactical isn’t an enormous military conglomerate like the infamous Blackwater (now named Academi). It consists of 10 well-trained fighters from Uzbekistan and the restive Muslim-majority republics of the Russian Caucasus. But size isn’t everything in military consulting, especially in the era of social media. Malhama promotes its battles across online platforms, and the relentless marketing has paid off: The outfit’s fighting prowess and training programs are renowned among jihadis in Syria and their admirers elsewhere. It helps that until now the group has specialized its services, focusing on overthrowing Bashar al-Assad’s regime and replacing it with a strict Islamic government. The group’s leader is a 24-year-old from Uzbekistan who goes by the name Abu Rofiq (an Arabic pseudonym that means father of Rofiq). Little is known about him other than that he cycles through personal social media accounts rapidly, using fake names and false information to throw off surveillance efforts. In virtually every video and photo posted online, he wears a scarf or balaclava to cover his face from the nose down, leaving visible only his narrow dark eyes and long, somewhat tangled, pitch-black hair. He speaks fluent Russian, but with a slight Uzbek accent. READ MORE Trump’s Syria strategy would be a disaster. CLICK HERE The women who could save Mosul CLICK HERE Since launching in May 2016, Malhama has grown to do brisk business in Syria, having been contracted to fight, and provide training and other battlefield consulting, alongside groups like the al Qaeda-affiliated Jabhat Fateh al-Sham (formerly known as the Nusra Front) and the Turkistan Islamic Party, a Uighur extremist group from China’s restive Xinjiang province. And despite recent rebel setbacks in Syria, including the loss of Aleppo, demand for Malhama Tactical’s services in the country is as strong as ever, Abu Rofiq told Foreign Policy in an interview conducted over the messaging app Telegram. But he is also beginning to think about expanding elsewhere. His group is willing to take work, Abu Rofiq says, wherever Sunni Muslims are oppressed. He cites China and Myanmar as places that would benefit from jihad. He also suggests that Malhama Tactical might go back to its roots, returning to fight in the North Caucasus against the Russian government. In November, the group placed job ads on Facebook looking for instructors with combat experience to join the group. The ad described the outfit as a “fun and friendly team” looking for recruits who are willing to “constantly engage, develop, and learn” and work with Jabhat Fateh al-Sham. It even specified that instructors were privy to benefits like vacation time and one day off a week from jihad. The wording was more befitting of a Fortune 500 company than a group of extremists fighting in a brutal and bloody war. Jihad went global long before Malhama Tactical, but rarely with so entrepreneurial a spirit. Left: An undated image of Abu Rofiq performing military drills in Syria. (Photo by Malhama Tactical/ Vkontakte) Right: Abu Rofiq and two other members of Malhama Tactical pose for a selfie. (Photo by Malhama Tactical/ Vkontakte) Although Malhama Tactical is the first PMC to work exclusively for extremist groups, it’s hardly the first foreign PMC to enter the Syrian battlefield. The Syrian war has now lasted for nearly six years and cost the lives of more than 400,000 men, women, and children. And amid the chaos of groups like the Islamic State, the left-wing Kurdish People’s Protection Units, and Jabhat Fateh al-Sham vying for territory and influence, the Syrian front has also been a boon for military contractors, who have found work fighting on both sides of the war. The first iteration of PMCs in Syria was the Slavonic Corps, an ill-fated, Hong Kong-registered company comprising ex-Russian military that briefly worked alongside government forces in 2013, according to a report by the Interpreter magazine. But it quickly became clear that they did not have the full support of the Syrian government. First, the Syrian army stole their vehicles, then their paychecks never arrived, and finally a Syrian air force helicopter crashed into the Slavonic Corps convoy after flying too low and running into power lines, injuring one mercenary. The Slavonic Corps’ misadventures came to an end when the group disbanded after a defeat by rebels in the desert near the city of Sukhnah in southern Syria in October 2013. The mercenaries returned home to Moscow and were promptly arrested by the Russian Federal Security Service (FSB) for their unsanctioned Syrian intervention. Following the Kremlin’s own intervention in Syria in September 2015, nearly 1,500 Russian mercenaries arrived from the “Wagner” group, an infamous and secretive Russian PMC that previously fought alongside Russian-backed separatists in eastern Ukraine, according to an investigation by Sky News. Their mission was to assist the Assad regime, and unlike the Slavonic Corps, Wagner enjoys extensive support from the Russian government. Dmitry Utkin, a former special forces brigade commander of Russia’s military intelligence service, allegedly leads the group. Although little is known about Wagner, it’s believed that it mimics Academi’s model by operating as an elite infantry unit and relies on the Russian government for support, even flying into Syria on board official military aircraft and training at a Russian special forces base in Molkino in southwestern Russia. Wagner remains in Syria to this day. READ MORE The meeting that led to the creation of ISIS. CLICK HERE The greatest divorce in the Jihadi world CLICK HERE At the same time, a litany of Russian-speaking fighters have fought alongside jihadi groups waging war against the Syrian government. According to the Soufan Group, there are at least 4,700 foreign fighters from the former Soviet Union in Syria, the majority of whom come from the Russian republics of Chechnya and Dagestan. These fighters typically arrive in Syria better equipped and trained than local militants and with years of experience fighting the Russian government in the mountains of Chechnya and Dagestan during the 1990s and 2000s. These battle-hardened fighters quickly earned respect from local militants, who noticed the Russian speakers took on a much higher death rate than local fighters. They came to populate the ranks of both the Islamic State and Jabhat Fateh al-Sham, as well as various smaller groups, where locals refer to them as inghimasi, a term used among jihadis to refer to fighters who plunge into enemy front lines to inflict the maximum amount of casualties with no plan of returning alive. The archetypal inghimasi fights until he runs out of ammunition before detonating his suicide vest as his position is overrun. But while many of their compatriots have become front-line shock troops, the former Soviet fighters of Malhama Tactical go a different way, carving out their own distinct niche between the worlds of professional PMCs and jihadi groups operating in Syria. They function as consultants, arms dealers, and, on occasion, elite warriors. Malhama’s elite status makes sense against the background of Abu Rofiq’s own military career. Abu Rofiq told FP that he had moved as a young man from Uzbekistan to Russia, where, in addition to starting a family, he joined one of the Russian government’s most elite military units, a group of airborne troops known as the VDV. In 2013, Abu Rofiq left Russia for Syria, where rather than joining one faction, like most foreign fighters do, he remained independent and moved between them, before founding Malhama in 2016. Throughout 2016, Malhama Tactical’s units trained the hard-line Islamist rebel group Ahrar al-Sham and Jabhat Fateh al-Sham in urban combat to help their fight against the Syrian regime in Aleppo. In one video, trainees practice firing multiple rocket-propelled grenade (RPG) rounds and work as squads to assault a building. In another, a two-man team clears rooms and eliminates targets using grenades and gunfire, all under the watchful eye of Malhama instructors. This type of training isn’t cheap — the RPG rounds Malhama uses in its practice sessions are estimated to cost around $800 each on the black market — which is why military training for most rebel and jihadi groups in Syria has tended to consist of little more than marching, acrobatics, and basic marksmanship. But for jihadi groups that can afford it, Malhama Tactical’s infantry training is worth the expense. One European military contractor who spoke on the condition of anonymity acknowledged that the group’s tactical skills would provide it, and whomever it trains, a distinct advantage on the Syrian battlefield. Left: A Malhama Tactical member explains how to take apart and assemble an M16 assault rifle in an instructional video. (Photo by Malhama Tactical/ YouTube) Right: A Malhama Tactical member tests the group's manufactured grips for the PKM machine gun. (Photo by Malhama Tactical/ YouTube) Malhama Tactical’s operators have, on occasion, also acted as special forces for different jihadi groups. In September 2016, they embedded with the Turkistan Islamic Party to help it repulse an Assad regime attack in southern Aleppo, according to a rebel activist source familiar with the group. However, Abu Rofiq says his outfit’s primary goal is to train other rebel and jihadi groups in combat, rather than fight on the front lines. Abu Rofiq admitted that Malhama also produces equipment for other jihadi groups as needed. Malhama, for example, manufactures accessories for the PKM, an extremely popular Russian-made 7.62 mm machine gun. The vests and grips, widely used in Aleppo during the intense fighting there, have become especially sought after among jihadis. Malhama Tactical also takes its social media presence very seriously. The group advertises its services through Facebook, YouTube, Twitter, and the Russian social media site VKontakte, although the group’s account has been suspended. Its Instagram feed has the feel of something produced by a major corporate gun manufacturer. It features artsy, filtered photos of weapons and fighters taken from multiple angles, interspersed between various high-quality Malhama logo designs. With more than 208,160 views on YouTube, Malhama has a large reach, especially for its size. By comparison, the Free Syrian Army al-Moutasem Brigade, which is 50 times larger and half a year older, has just over 110,000 YouTube views. Everyone from rebels in Syria to Ukrainian soldiers and Russian separatists in Donetsk has commented on the group’s posts. READ MORE Central Asia’s autocrats welcome the age of Trump. CLICK HERE How to stop a martyr CLICK HERE Malhama’s YouTube and Facebook pages also showcase free online guides for jihadis, covering improvised grenade construction, weapon cleaning, room clearing, and urban combat, among other skills. The group’s instructors organize online training sessions — on subjects including battlefield first aid; the use of weapons, such as RPG-7s; hand signal systems for urban combat; and introductions on how to conduct ambushes — when in-person assistance and consulting is not possible. Although Malhama Tactical charges for its services, Abu Rofiq insists he isn’t a mercenary. He says his group’s motivation transcends money. “Our goal is different; we are fighting for an idea,” he said — namely, jihad against Assad. “We’ll see a lot more of this activity going forward in the decades to come,” said Sean McFate, an associate professor at the National Defense University and author of The Modern Mercenary, a book about private armies. For McFate, the growth of Malhama Tactical is a natural offshoot of the prolonged Syrian war, but the outfit’s mixture of extremist ideology with the privatization of war is a unique and troubling trend. “A jihadi group doing this is a new level because if you’re talking about hardcore idealists paying for [military training], then that’s a milestone of modern warfare,” McFate said. Abu Rofiq’s leadership has also brought him unwanted attention from the Russian government, which views him as a major terrorism threat. On Feb. 7, Russian airstrikes flattened Abu Rofiq’s apartment in Idlib, killing his wife, infant son, and several other civilians. Despite initial reports to the contrary, a local source confirmed that the airstrikes missed Abu Rofiq entirely. He had exited his apartment just moments before to help casualties from another nearby bombing. In either case, Abu Rofiq’s jihadi PMC model has already had a significant effect on battles in northern Syria and could soon inspire copycat organizations outside the Middle East. Even if Abu Rofiq is killed and Malhama Tactical is destroyed, he’s already shaken up the war against Assad — and maybe even the future of the global military-industrial complex. Neil Hauer, lead analyst for the SecDev Group in Ottawa, Canada, contributed to this report. Top Image Credit: Malhama Tactical Vkontakte page/Foreign Policy illustration