آ للترابي كل هذا التأثير؟ إفادات ابن عمر :

07:07 PM February, 01 2017 سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-الدوحة
مكتبتى
رابط مختصرهل تذكرون إبن عمر الطالب في اوائل السبعينات؟من لا يذكر ابن عمر؟ ‏من لا يذكر ذلك الصوت الصائح و ليس الصادح في بدايات انقلاب ‏مايو و المنادي بخنق النميري بمصران جعفر بخيت و العكس في لغة ‏جريئة و صادمة و دموية و (شيطانية)لغة و عبارات جديدة و غريبة على الشعب السوداني في تلك الأيام فتناقل الناس ‏كلماته بسرعة انتشار النيران في حقل من الحشائش الجافة(رغم ‏ضعف وسائل الإعلام في ذلك الوقت). و ذلك في جراة محسوبة من ‏افراخ و زغب الاخوان في سبيل تاسيس حكمهم المرتجى.‏للمرة الثانية أقرا إفادات إبن عمر و هو يحاول أن يخرج للملا بعض ‏من الهواء الساخن كان يكتمه في صمت لسنوات مضين..‏

مما لا شك فيه هذه الحوارات و الإفادات مفيدة جداً:‏
إذا لم يفدنا التاريخ فمن يفد ؟ و إذا لم نستقريء احداثه و مراميه و ما ‏جرى خلف كواليسه بحسنا الوطني و بطهر علمي و وطني غير ‏متحزب و غير مائل لجماعة
فكيف نستفيد منه لتجربتنا السياسية ‏القومية المستقبلية؟
من يقرأ هذا الحوار ( و غيره بالطبع) يضرب كفاً بكف و يستعجب و ‏يندهش و يفغر فاه. و لكن ذلك لا يكفي إن لم نفهم ما وراء الأحداث.‏
و تتدافع الأسئلة و علامات التعجب و الاستفهام:‏
كيف تسربت في الهواء مخططات ثورة طال انتظارها عقود من ‏الزمان؟
كيف تساقط الاتقياء في وحل السياسة؟
كيف تلاعب الشيطان بعقول و قلوب ذكرت الله في خلوات؟
كيف تآمر إخوة و رفقاء ربطت بينهم رابطة السماء و إخاء الطهر و التديّن؟

ملحوظة: لاحظت أن الأخ أمجد قد نزل بوست بنفس المعنى و تقريبا الاسم لانه لذات الشخص و ذلك في صدفة غير مقصودة بالطبع. لكن ليس هنام مشكلة.
فقد كفاني مؤونة تنزيل الموضوع و اكتفي بالتعليق و القليل من التحليل دون الخوض في المناطق العميقة.
لأن القصد هو لفت انتباه القراء حتى لا تضيع الكلمات و الخبرات في الهواء.فالسياسة خبرات تراكمية و أحداث تنبني على احداث قبلها و شخوص تتحرك وفق ايديولوجيات و معتقدات قابلة للتغيير و التعديل و قابلة للحذف و الغضافة و التغيير المستمر.كيف لا و هي نتاج بشري صرف؟
لذلك لابد من قراءة التاريخ لمعرفة المستقبل الذي نود أن نشيده .فالقراءات كثيرة و متعددة و لكن القراء قليلون و المحللون أقل... و يا محاسن كبي حرجل أو قهوة ثم نكتشف بأن ما تم صبه او كبه قنابلا و ديناميات و ليس فقط سموم بطيئة التأثير.

اسئلة كثيرة تطل براسها .‏
‏ و لكن ينبغي ان لا نغفل او نتغافل عن مواجهاتها بالصمت او ‏بالتهرب او بمعنى آخر بمزيد من الاخطاء و الخطايا.‏
لمن يريد ان يفهم و يقرا خلف السطور و ان يعرف قدر الرجال و ‏اقدار الرجال و تساقطهم و سقوطهم و تفضيلهم الاكتفاء بالصمت او ‏بالفرجة السلبية.‏
الكلمات وحدها لا تفيد فلتقراوا معي مضابط الحوار و هناك حوار ‏آخر نشر امس من يملك الإمكانيات أن يساعد بتنزيله.‏
إننا نرى و نسمع و حركة التاريخ يحركها اشخص او شخص ( و ‏ليس فقط مجتمع) كما عندنا.و لا زال المسلسل مستمر و سيستمر ‏غلى ان يشاء الله.‏
و لكن ما يحركنا نحو فهم التاريخ هو جزئيات لا رابط بينها و ‏ايديولوجيات قبلية و إثنية و ثقافية محدودة بمكان او زمان او فكر ‏لذلك ..
....... جاءت كثير من تخطيطنا و بالتالي توقعاتنا و آمالنا مليئة ليست بالثقوب و حدها و لا حتى ‏المفاجآت بل كذلك بالإحباطات و التنازلات .‏
فيا أولي الالباب التاريخ هو بوابة المستقبل!
فلماذا دائما نضعه دائماً في آخر ‏سلم اهتماماتنا و أولوياتنا التعليمية و المناهجية و الثقافية و ‏المعرفية؟

إذا كنا قد وضعنا كل البيض في سلة واحدة كما فعلنا و نفعل دائما و ‏أن نرهن حركة مجتمعنا لاشخاص او جماعة فمآلات ذلك فقد ‏رأيتموها بأعينكم و لم نتعظ كما يبدو. ‏
فالسلبية في المشاركات السياسية هي ديدننا منذ ان وعينا( و لم ‏نعي) فنحن نريد أن نكتفي بالفرجة و المشاركة السالبة لذلك يكثر ‏حديثنا و نقدنا لإسهامات بعضنا بالحق و بالباطل.‏
فالترابي و غيره و غيره و غيره هم اشخاص و بشر يخطئون و يصيبون ..
و لكن إيماننا المطلق ‏بالاشخاص و بقدراتهم اوردتتنا الهلاك و لا زلنا في ضلالنا القديم ‏سائرون.‏
المشكلة أننا في آمالنا و احلامنا و كذلك في فهمنا و قراءتنا للتاريخ لا زلنا نستخدم نفس المنهج و نفس الادوات .

من أوضح تجليّات أدائنا و واقعنا السياسي (و الذي تتسبب فيه عدة عوامل) هو تقاعسنا عن العمل الجماعي و التنادي فقط ليوم كريهة و سداد ثغر كما قال العرجي ثم يعودون إلى مقاعد المتفرجين متابعين مراقبينK و مصفقين إن دعى الأمر.
و هي لعمري سمة اكتسبناها تاريخيا من اوزار ( ليس من الوزر) الصوفية و (الشياخة) و (الولاية) و (الفقيه) التي جعلت من الرعية أتباعا و نصبتهم هم الرعاة و الرعاء.
فصرنا نرى أنفسنا أقزاما و سادتنا زعماء و أنصاف آلهة، إن لم يزيدون، إذ لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم و ما خلفهم.
إن ما يقدمه إسلاميوا الإنقاذ من مثل في السلبية و التقاعس و الإكتفاء بالنقد الصامت أو الخفيض لهو خير مثال على فساد تنظيماتنا و خراب هيكلها البنيوي و أداءها الأعرج
و نظرتها القاصرة في كل شؤون العمل السياسي.
و لا نبريء أنفسنا و لا كافة التنظيمات إلا القليل.
اللهم نسألك اللطف!

أكاد أحس بوطأة الذنب و تأنيب الضمير و الندم من خلال كلمات بعض المنتمين للأخوان المسلمين الذين اتوا أو ساندو الإنقاذ باعتبارها تطبيقا لفكرة آمنوا بها .و لكن بعد اكتشاف التآمر المضاد و الخروج عن الخط أو المباديء و بعد كل ما رأوه و راعهم من شق للصف الإسلامي و من تضييق على المواطنين و من تشتيت للجهود و من تركز للسلطات و و و إلخ. و لكن للأسف لم يجعلهم كل ما اعترضوه عليه بصمت أن يقفوا في مواجهته علناً بل و حتى مارس البعض فقه الصمت و التنكب عن خطئية الفضح و التفاضح و التلاوم و التناصحزو سكتوا و صمتوا و لاذوا بالصمت. فهل ذلك لا يخالف مبادئهم التي عاشوا من أجلها و دعوا لها؟
إننا لا ألوم أحد أو مجموعة ...لأنهم في النهاية ليسوا ملائكة.بل بشر .يخطئون و يصيبون. فقط ألوم التنظيم( أي تنظيم كان) ذلك الوحش الكاسر.الذي يفرض على عضويته الصمت و السكوت عن قول الحق و يمارس فقه السترة و الإخفاء و التغطية.و ليس الإسلاميين وحدهم في ذلك.و لكن معظم التنيمات العقائدية ذات السرية و القبضة الحديدية و اللوائح الغامضة المريبة.
كل هذا الحديث سقته لكي أقول إن التنظيم الحزبي هو وسيلة و ليس هدف أو هكذا يجب أن يكون.و لكن أن يصير هو ذلك الوحش الكاسر فذلك هو الخطأ و المصيبة و الكارث’
أود أن أنوه بأنني لا أقصد بكل هذا الموضوع (ابن عمر) في ذاته أو غيره أو أي مجموعات أو حزب. بل رأيت أن نشخص الداء حتى لا نخلط الأمور و أن لا نقع في الخطأ مرة أخرى.

ظهر من إفادات ابن عمر تقديره و إعجابه لدرجة التقديس للمرحوم الترابي.و ليس ذلك عيب.و لكن نحتار حينما نرى آخرين كانوا تلامذة و أبناء له قد عقوه.و هي برضه طبيعة البشر.
و لكن نشير للدروس و العبر التي يجب أن نعيها.
يجب أن لا نعطي للأفراد مهما علوا حقا أكبر من كونهم بشر يخطئون و يصيبون. و لامكان للقداسة للأفراد .