كاو ، نيارو و فنقر .. القرى السودانية الأكثر شهرة في العالم..

09:50 PM January, 31 2017

سودانيز اون لاين
الأمين عبد الرحمن عيسى-قطر
مكتبتى
رابط مختصر

كاو نيارو وفنقر ثلاث جبال صغيرة منعزلة عن مجموعات سلاسل جبال النوبة المعروفة في أواسط السودان.. تقع في أقصى الجنوب الشرقي لولاية جنوب كردفان.. هي أقرب جغرافيا لكل من ولايتي بحر الغزال وأعالي النيل.. إلا أنه ليس ثمة إتصال بينها وبين القبائل النيلية المتاخمة في الجنوب ( النوير والشلك ).
لكنها بعيدة ومعزولة عزلة مجيدة عن بقية جبال النوبة الوسطى و حتى عن الجبال الشرقية .
لما انتشرت مظاهر المدنية إلى أواسط جبال النوبة واختلط أهلها بالمراكز الحضرية وعاصمة المديرية... تراجعت تلك الخصوصية التي عرف بها إنسان جبال النوبة في الماضي وتدرج على عتبات الوعي والمعرفة والتعليم. إنتشر الوعي في مراكز وإلى دوائر أخذت تتسع من المدن الكبرى لتعم المنطقة بأسرها.

إلا أن تلك الدوائر لم تكن لتصل لمنطقة كاو نيارو .. كانت كاو أبعد من أن يشملها محيط الدائرة المتمركز في أقرب مركز حضري، ولم تكن ثمة روابط بينها وبين ملكال في الجنوب أو كاكا إلى الشرق أو كدوك على النيل الابيض.

ظلت كاو نيارو في عزلة مجيدة .. وظل أهلها بعيدون كل البعد عن العالم يعيشون حياتهم الخاصة وهم على سجيتهم لا يعكر صفوهم زائر أو دخيل أو غازٍ.. لهم ثقافتهم وعاداتهم وتقاليدهم وليس من رابط بينهم و شعوب أو قبائل أخرى في هذا العالم..

وهم كما الإنسان الأول في البسيطة لم يعرفوا لأجسادهم سترا، ويتحركون فيما بينهم رجالا ونساءا شيبا وشبابا وأطفالا مثلما خرجوا من بطون أمهاتهم، لا يرون بأسا في ذلك ويظلون على هذا الحال طوال حياتهم لا يحسون في أنفسهم عورة ولا يظنون مطلقا أن بعضا من أجسادهم في حاجة لستر...

في أواخر الثلاثينات من القرن الماضي زار المصور البريطاني روجر إفريقيا، إلتقط ذاك المتخصص صورا لبضع فتيان من النوبة في حلبات القتال.. صورة مميزة لمتصارعين أحدهما يحمل رفيقه الفائز في جولة المصارعة إستقرت في مخيلة المصورة الالمانية ليني رافنسهال.

.. بسبب تلك الصورة شدت ليني التي بدأت حياتها راقصة باليه ثم مصورة لفيلم عن الرايخ الثالث الرحال إلى إفريقيا وفي نهاية الستينات جاءت إلى جبال النوبة وأمضت بضع أسابيع في جبال النوبة والتقطت صورا جميلة للنوبة المساكين القصار.

أدهش جمال أولئك القوم تلك المصورة فرأت أن تعود للسودان بمقدرات أكبر رجعت ليني إلى أوربا وعادت بعد سبع سنوات وهي تحمل معدات حديثة للتصوير لتفاجأ بأن القوم قد تركوا بساطتهم السابقة وتحولوا إلى ارتداء الملابس ولم يعد بينهم من يتجول عاريا..

أصاب اليأس ليني التي كانت تمني نفسها بسبق إعلامي كبير.. ولما قررت العودة تنامت إليها أخبار غير مؤكدة أنه هناك بعيدا بعيدا جدا في أقصى الشرق الجنوبي، ربما تجد بغيتها.. وصوبت في اتجاه الجنوب الشرقي في طريق لم يطرقه قبلها سوى ذاك المصور روجر قبل أكثر من ثلاثين عاما..

ولم تكن ليني لتصدق أنها عثرت على الكنز.. ها هم بضع مئات من النوبة في تلك المنطقة النائية يعيشون حياتهم في وداعة إنسانية نادرة وفي عرى تام .. وحشدت الألمانية المصورة السابقة لهتلر حقائبها بمئات الصور وعادت إلى ديارها تحمل حصيلة لم يسبقها إليها أحد في العصر الحديث، ذاك كان في العام 1975 و إصدرت ثلاثة كتب ضخمة أسمت أحدها إفريقيا، والثاني أهل كاو والثالث آخر سلالة النوبة..
وأدهشت تلك الصور العالم ..ترجمت الكتب إلى معظم لغات العالم وبفضله صارت ليني أشهر مصورة فوتوغرافية في العالم وأصبحت الأكثر ثروة بين المصورين.

اثر صدور كتبها توافدت قبائل المصورين إلى تلك البقعة من إفريقيا، جاء مصور أسباني اقام معرضه الخاص لقرية كاو ووفدت بعثة من هيئة الإذاعة البريطانية أنتجت فيلما وثائقيا.. وجاءت زرافات من الأوربيين لمشاهدة أهل كاو ذوي الجمال الأخاذ والعري الكامل

كاو نيارو .. صارت القرية الأكثر شهرة في العالم

أهلها البسطاء لا يدركون أن العالم يتداول صورهم و ينتهك خصوصيتهم ...

تلكم الفتيات الجميلات تقدم بهن العمر الآن ، لم يكن يدركن أن تلك الآلة التي تحملها تلك الضيفة التي حلت بديارهم يوما ما سوف تنقل صورهن إلى العالم أجمع

تباع النسخة الواحدة من كتاب (The People of Kau) بمائة وخمسين دولارا ..

عرض الكتاب في السودان في منتصف السبعينات ثم منع عرضه لاحقا..

أثر صدور الكتاب وأحساس المسؤولين بالتقصير جرت محاولات عديدة لتغيير عادات أهل كاو ولحثهم ستر أنفسهم وإرتداء الملابس .. كلها باءت بالفشل ..

كانوا دوما يقولون فقط الإنسان الذي يخفي عيبا هو من يلبس الثياب أما نحن فقد خلقنا الله بلا عيوب وسنظل كما خلقنا الله..

حتى العام 1995 وأهل كاو ونيارو وفنقر كما هم منذ أن وجدوا في هذه البسيطة..

غير أن شبابا من أبناء السودان أهل عزم ، توجهوا تلقاء كاو ذات عام في منتصف التسعينات من القرن الماضي، مضوا عازمين ألا يعودوا دون أن يفعلوا شيئا ..ييسر الله لأولئك الشباب الذين لم يكن ليثنيهم تمسك أهل كاو بعاداتهم .. كانوا أكثر مثابرة وإصرارا .. عقدوا العزم ألا يرجعوا خايبين.. وكان الحديث والنقاش والمجادلة والإقناع والدعوة واللين والرفق والتي هي أحسن..

إستمرت الجهود مضنية شهورا .. والآذان غير مصغية..

إلى أن أصبح يوم هدى الله فيه كبير القوم

وبفضل الله سبحانه وتعالى بدأت قناة القوم تلين..

قال الكبير نعم سوف نستر أنفسنا، ولبس القوم الملابس التي أحضرها معهم الشباب

إرتدت الفتيات لأول مرة في حياتهن ثيابا حجبت ما كان مكشوفا من أجسادهن

وعرف القوم الدين، وعرفوا الصلاة، صاروا مسلمين وارتفع صوت الآذان في ديارهم ..


ومثلما توافدت القوافل من قبل تنشد رؤية القبيلة العارية .. جاءت وتجىء اليوم قوافل تفخر بالقوم الذين من الله عليهم بما يواري سوآتهم ..

والحمد لله من قبل ومن بعد

الامين موسى البشارى
هذا الأمر يحتاج إلى دراسة عميقة .... كما يفعل اهل الغرب وليس نظرة سطحية كما يفكر البعض ..... رغم هذا العرى هل هناك زناء المحارم او علاقات غير شرعية او شذوذ جنسى فى هذا المجتمع اذا فرضنا الإجابة بلا ما السبب ؟ ...... هل هناك ديانة هى التى تعصمهم وما هى نوع هذه الديانة ....... اذا وجدت الإجابة على هذه الاسئله سوف تقود إلى مفتاح الحل .
عموما نحن مصابين بعقدة الجنس اى العرى وهذا ليس بسبب الاسلام بل هى ثقافة..... مثال اذا لبس رجل اللباس الشرعي الاسلامى من الصرة الى الركبة وخرج فى الشارع سوف ينظر إليه على أنه مجنون اى مختل العقل ....... اذن المشكلة فى العقلية وليست فى الشرع .