Post: #1 
Title: كيف صار التمرجي طه عثمان عميلاً للمخابرات الأمريكية وعلاقته بالصادق المهدي ؟ 
Author: زهير عثمان حمد 
Date: 01-24-2017, 06:49 PM 
 
06:49 PM January, 24 2017 سودانيز اون لاين زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم  مكتبتى رابط مختصر مايك  بومبيو ،  مدير  وكالة  الاستخبارات  المركزية  الامريكية .
  1-     مقدمة . 
   
  في  يوم  الجمعة 20  يناير  2017  ،  تم  تتويج  الفرعون  الإله  دونالد  ترامب  رئيساً  لامريكا  ، بعد  ان  بسط  سيطرته  المطلقة  على  السلطات  الثلاث  :  التشريعية  في  الكونغرس  ،  والقضائية  في  المحكمة  الدستورية   العليا  ،  والتنفيذية  في  إدارته  التي  تسبح  بحمده  ،  وتقول  له  سمعنا  وأطعنا  .
    وبمد  الخط  على  إستقامته  ،  صار  ترامب  الفرعون  على  رياح  الدنيا  الاربعة  ،   من  جزر  سليمان  إلى  فاس  الما  وراها  ناس .
  يوم  الجمعة  20  يناير  وصلنا  في  معية  العالم  كله  جميعه  إلى  ساعة  الحقيقة … ساعة  ترى  الناس  سكارى  وما  هم  بسكارى  ،  ولكن  الخوف  من  ترامب  شديد . المشاعر  السائدة  على  الجميع  في  هذه  الجمعة  السوداء  هي  مشاعر  القلق ،  والترقب  ،  وثقافة  (  كتلوك  ما  جوك  ) .
   
  ترامب  هو  الرئيس  رقم  45  ،  والوحيد  من  بين  44  رئيساً  سبقوه  ياتي  إلى  البيت  الابيض  من  (  السوق )  ،  ولم  يخدم  في  الجيش  الامريكي  ككل  من  سبقوه  في  المنصب   ،  ولم  يتول  أي  منصب  تشريعي  او  حكومي  كغيره  من  الرؤساء  السابقين  ،  وعاش  في  وحل  الفضائح  الجنسية  ،  والغش  الضريبي  ،  وقول  الشئ  وفعل  عكسه  ،  وشراهة  في  جمع  المال  بكل  الوسائل  ،  خصوصاً  غير  القانونية  منها .
   
  يظل  ترامب  (  زول  سوق  )  ،  يتعامل  فقط  وحصرياً  من  مرجعية   الربح  المادي  والخسارة   المادية .  ترامب   عبد  للدولار  .
  فقط  الدولار  وحصرياً   الدولار  هو  الذي  يحدد  إتجاه  بوصلته  السياسية  .  الصفقات  الدولارية  هي  التي  سوف  تسيطر  على  تعاملاته  مع  باقي  رؤساء  دول  العالم  .  سوف  يتحول  البيت  الابيض  ، وترامب  رئيساً  لامريكا  ، إلى  (  دكان  صفقات   )  ،  قبل  عزله  كما  حدث  لينكسون  ،  أو  إغتياله  كما  حدث  لكينيدي .
  في  يوم  الجمعة  20  يناير 2017  ،  سقط  البرقع  من  على  وجه  امريكا ،  وإنصرف  النفاق  ،  وصار  الرئيس  ترامب  يقول  (  البغلة  في  الابريق  )  ،  ويقول  للأعور  (  أعور  )  في  عينه  ،  وهو  محاط  بكلابه  السعرانة    .
  وهو  يتقيأ  بذاءاته  الطينية   ،   يجسد   ترامب    القبح  والإبتذال  ووساخة  المراحيض     ،  ويمثل  الشعبوية  في  درجاتها  السفلى  من  الانحطاط  .
   
  في  خطبة  العرش  يوم  الجمعة  20  يناير  ، اكد  ترامب  ان  اول  بند  في  اجندته  الرئاسية  هو  محاربة  الاسلام  السياسي  الراديكالي  ،  والإرهاب  النابع  منه   .
  تحسب  الرئيس  البشير  لهذه  الفرضية  ،  فكرر  مراراً  ولكل  من  القى  السمع  وهو  شهيد  ،  تبرؤه  من  التنظيم  الدولي  للاخوان  المسلمين  ،  ومن   حماس  ،  ومن  الإسلام  السياسي .  بل  تجاوز  الرئيس  البشير  كل  الخطوط  الحمراء لارضاء  ترامب  ،  عندما  صرح  وزير  خارجيته  وصوت  سيده  البروفسور  ابراهيم  غندور  ،  على  رؤوس  الاشهاد  ،  ونصاً ،    بأن :
  (  السودان  يمكن  ان  يدرس  مسألة  التطبيع  مع  اسرائيل  ) .
   
  دعنا  نشير  ،  في   هذه  المقالة   والتي  تليها    ،  إلى  بعض  ملامح  شخصية  الرئيس  ترامب  ،  وتداعياتها  المتوقعة  على  بلاد  السودان  ،  وأهل  بلاد  السودان  ،  وهو يتربع  على  العرش  الكوني  .  
   
  2-       التداعيات  على  السودان ؟
   
  إتفق  جميع  المحللين  السياسيين  على  قاعدة  ذهبية    تؤكد    إن  ترامب   رجل  لا  يمكن  التنبؤ  بما  سوف (  يفعله )  ،   فهو  يمكن  ان  يفعل  الشئ  ،  ويمكن  ان  يفعل  عكسه  تماماً   ،  ومن  ثم  خطره  الساحق  الماحق   !
   
  إذا  طبقنا  هذه  القاعدة  على  بلادنا   ،  فيمكن  ان  نتوقع واحداً    من  سيناريوهين  اثنين  ،  50%  لكل  منهما   :
  واحد :
  +  السيناريو  الاول  أن   يستجيب  ترامب   لطلب دلوعته   اسرائيل  ويطبع  مع  نظام  البشير  بحلول  الخميس  13    يوليو  2017  ،  ويقول  لجماهير  الشعب  السوداني  الشقيق    :
  إني  برئ  مما  تعملون ،  إني  أخاف  الله  رب  العالمين .
  إتنين :
  +  السيناريو  الثاني  ان يعتبر  ترامب  نظام  البشير  من  الاسلام  الراديكالي  الذي  ينبح  ب  (  امريكا  دنا  عذابك  )  ،  وبالتالي  يعمل  على  إختطاف  الرئيس  البشير  ،  وتسليمه  لمحكمة  الجنايات  الدولية  ،  كما  توعد  الكلب  السعران  مايك  فلين  ،  مستشار  ترامب  للامن  القومي  الامريكي .
  يمكن  للسيناريو  الاول  ان  يتم  تفعيله  ،  كما  يمكن  للسيناريو  الثاني  ان  يتم  إنفاذه  ،  ولا  توجد  منطقة  وسطى  بين  السيناريوهين  ،  فثقافة  ترامب  الشعبوية    تبسط  المواضيع  الشائكة  والمعقدة   إلى  ابيض  واسود  ،  ولا  توجد  مناطق  رمادية  تحتمل  حلولاً  وسطية  عند  ترامب  …  ومن  ثم  خطورته   ؟
   
  في  هذه المقالة  نركز  على  السيناريو  الاول  ،  ونتناول   السيناريو   الثاني    في  مقالة  قادمة  باذنه  تعالى .
   
  3-     السيناريو  الاول  .  
   
  يحتوي  هذا  السيناريو  على  عدة  معطيات  ،  كما  يلي :
   
  اولاً   :
   
  +         يمكن  لترامب ان  يرضخ  لضغوط  محبوبته  إسرائيل  ،  ويؤمن  على الامر  التنفيذي  الذي  إتخذه  اوباما  في  يوم  الجمعة 13   يناير  2017  ،  برفع  العقوبات  التجارية  والاقتصادية  عن  السودان   ،  خلال  الستة  اشهر  القادمة  ،  ويرفع هذه  العقوبات  نهائياً  بحلول  يوم  الخميس  13  يوليو  2017 ،  ويرفع   اسم  السودان  من قائمة  وزارة  الخارجية  الامريكية التي  تحتوي  على  3  دول  داعمة  للارهاب :  ايران  وسوريا  والسودان  ،  ويطبع  تطبيعاً  كاملاً  مع  نظام  البشير ،  بل  يمشي  خطوة  اخرى  ،  ويعمل  على  ارجاع  ملف  دارفور  من  محكمة  الجنايات  الدولية  إلى  مجلس  الامن  لتصبح  القضية  سياسية  امام  مجلس  الامن  ،  بدلاً  من  جنائية  امام  محكمة  الجنايات  الدولية ،  وبالتالي   يلحق    امر  القبض  ضد  الرئيس  البشير بامات  طه  ؟
  قطعا سوف  يطلب  ترامب  من  الرئيس  البشير  التطبيع  مع  اسرائيل  ،  في  مقابل  التطبيع  الامريكي  مع  نظامه  .  تحسب  الرئيس  البشير  لهذه  الفرضية  ،  وبدأت  لجنة  العلاقات  الخارجية  في  مؤتمر  الحوار  الوطني  ،  التابع  للنظام  ،  مناقشة  الموضوع  ،  بإيعاز  من  الرئيس  البشير   .
  في  اجتماعها  يوم  الاثنين  16  يناير  2017  ،  ايدت  اللجنة  التطبيع (   المشروط ؟ )   مع  اسرائيل  ،  وبررت  موقفها  بأن  الجامعة  العربية  تدعم  هذا  الإتجاه   ،  وإن  مصر  والاردن  تقيمان  علاقات  دبلوماسية  مع  اسرائيل  منذ  سنوات  .
   
  ثانياً   :
   
  +          يمكن  لترامب  ان  يبصم  بالعشرة  على  تصريحات  السفير  دونالد   بووث  الوداعية  ،  في  يوم  الاربعاء  18  يناير  2017  ،   التي  شيطن  فيها  البطل  عبدالواحد  النور ،  وقال  فيه  بأفظع  مما  نفث   الاستاذ  فاروق  ابوعيسى  في  السيد  الامام  من  (  فنومات  )  .
  كما  يمكن  ان  يصفق  ترامب  لبووث  في  شيطنته  للحركة  الشعبية  الشمالية  ،  ويتهمها  بمنع  الادوية  والاغاثات  الانسانية  عن  اهلها  في  المنطقتين .
  ويمكن لترامب  ان يوافق  بووث  في  تقييمه  للمعارضة  المدنية ،  وإنها    تتحرك  وفقاً  للمصالح  الشخصية   الضيقة  لقادتها   ،  وليس  إنطلاقاً  من  مصالح  الشعب  السوداني .
  ثالثاً   :
  +          يمكن  لترامب  ان  يبصم  بالعشرة  على  الاستراتيجية  الامريكية  التي  وضعتها  هيلاري  كلينتون  للسودان    في  مايو   عام  2009 ،  وهي  وزيرة  لخارجية  ادارة  اوباما .
  تقضي  هذه  الاستراتيجية  بدعم  نظام  البشير ،  وعدم  السماح  بتغييره  عبر  تحرك  عسكري  داخلي  او  خارجي ،  ولا  عبر  عصيان  مدني  أو  إنتفاضة  شعبية ؛    والسماح  بتغييره  ،  إن  كان  ثمة  تغيير ، فقط  وحصرياً  ،  عبر الآليات  الدستورية  الديمقراطية  والانتخابات  المخجوجة .
  رابعاً  :
  +        يمكن  لترامب  ان  يقول  سمعنا  واطعنا  لمدير  وكالة  الاستخبارات  الامريكية  المركزية الذي  يقترح  دعم  الرئيس  البشير ونظامه  ،  لان  الوكالة  قد  زرعت  في  قلب  نظام  البشير  البصاص  الاول  الفريق  طه  عثمان  ومساعده   البصاص  الثاني  اللواء  حميدتي ،  الذين  يهرولون  لتنفيذ  اوامر  الوكالة ،  وكانها  قطعيات  من  الوحي  منزلة .
  خامساً  :
  كما  ذكرنا  في  مقالة  سابقة  ،  في يوم الاحد 4 ديسمبر 2016 ، ارسل الرئيس البشير الفريق طه عثمان إلى اتلانتا عاصمة ولاية جورجيا ، لمقابلة الرئيس السابق كارتر ، في امر سياسي بإمتياز ( أمر عاجل وهام وسري للغاية ) 
   .
  قابل  الفريق  طه  عثمان  الرئيس  كارتر  ،  وكانت  مقابلة  مطرشقة  ،  كما  وضحنا  في  مقالة  سابقة  ا؟
  ولكنه  وفي  يوم  الثلاثاء  6  ديسمبر  2016  ،  قابل  الفريق  طه  عثمان  مدير  وكالة  الاستخبارات  المركزية  الامريكية  جون  برينان  في  لانجلي  .
   أكد  برينان  للفريق  طه  عثمان  دعم  الوكالة  الكامل  والمطلق   لنظام  البشير ،  واثنى  على  مجهودات الفريق  طه    القيمة .
  ولكنه  إعتذر  من  انه  لا  يستطيع  ان  يمنحه  الجنسية  الامريكية  مقابل  خدماته   للوكالة.
   
  في  هذا  السياق  ،    وصلت  علاقات  العميل   طه  عثمان   بإسرائيل لمستويات غير مسبوقة من التنسيق والتعاون فى جميع المجالات ،  خصوصاً  في  محاربة  ايران  وحماس  .  ونعرف  ان  اسرائيل  هي  الذيل  الذي  يهز  كلب  ترامب ،  وبالتالي  عطف ترامب  المتوقع  على  (   نظام  طه  عثمان ؟ )   .
   
 
  كما  لا ننسى أن ترامب رجل أعمال بالدرجة الأولى، وفى إطار حساباته دائما ينظر إلى ما يأخذه من الجانب الآخر .  وعند  العميل  طه  عثمان   الكثير  المثير  الخطر  الذي  يمكن  ان  يقدمه  لترامب  وكلابه  المسعورة . 
   
   رجع  الفريق طه  عثمان  إلى  اهله  مسروراً  .
  في  الخرطوم   ،  خرج  الفريق  طه  عثمان  على  قومه  في  زينته  . قال  الذين  يريدون  الحياة  الدنيا  :
  يا  ليت  لنا  مثل  ما  أؤتي الفريق  طه  عثمان  .  إنه لذو  حظ  عظيم .
  بعدها  ،  اخرج  اللواء    (  امن )  طه  عثمان لسانه  لتحالف  قوى  نداء  السودان  ،  وصرح   للاستاذ  محمد  لطيف  في   حواره   الذي  نشرته  صحيفة  اليوم  التالي   الاسبوع  المنصرم  ،  بما  يلي   :
   
  اولاً    :
   
  +  إنا  ههنا  قاعدون ،  ووكالة  الاستخبارات  المركزية  الامريكية  سوف  تضغط  على  ادارة  ترامب للتطبيع  الكامل   معنا  ،   بحلول  الخميس  13      يوليو  2017   ،   لانها  تحتاج  لنا  في  مكافحة  الارهاب الاسلاموي  الراديكالي  ،  ووقف  الهجرة  الافريقية  غير  القانونية  عبر  السودان  لدول  الغرب  ،  ومنها  امريكا !
   
  ثانياً  :
  +  بهذا  اسمح  للسيد  الصادق  المهدي  الرجوع  للسودان  ،  وليس  عندي  أي  قشة  مرة  ضده .
   
  صحيح  في  مايو  2014  ،  أمر  اللواء  حميدتي  بإعتقاله  ،  لان  السيد  الصادق  المهدي  قد  شتم  (  القوات  المسلحة  السودانية ؟ )  ،  وشتم  قوات  الدعم  السريع ،  ولكنني  امرت  بإطلاق  سراحه  ،  والسماح  له  بالسفر  إلى  باريس  في  أغسطس 2014 .
   
  في  هذا  السياق  ،  قال  شاعرنا  :
   
  هذا زمانك يا مهازل فامرحي
   
  زيدي علينا من عذابك
   
  واجمعي فينا المهانة واطرحي
   
  سيسجل التاريخ  …     لا …   لن يستحي .
   
  نواصل  مع   السيناريو   الثاني    …
  ثروت قاسم
  Email:
  [email protected]
 
 |   
 |