الإرهابيون في السودان .. “طرائد” في شباك “خبيرة”

الإرهابيون في السودان .. “طرائد” في شباك “خبيرة”


12-26-2016, 08:10 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1482779453&rn=0


Post: #1
Title: الإرهابيون في السودان .. “طرائد” في شباك “خبيرة”
Author: زهير عثمان حمد
Date: 12-26-2016, 08:10 PM

07:10 PM December, 26 2016

سودانيز اون لاين
زهير عثمان حمد-السودان الخرطوم
مكتبتى
رابط مختصر


دخل (الفزاني)، أحد أشهر قيادات تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) إلى السودان، ليكون بعيداً عن أعين مخابرات عدة دول ساعية وراءه، وليجهز – كذلك – لعمليات نوعية على الأراضي الإيطالية. لكن التونسي الأصل ما دري أن دخول السودان ليس كالخروج منه، إذ انتهت أحلامه بأن يحرق (بلاد البيتزا) على نار هائلة، بالتهامه هو شخصياً كلقمة سائغة على يد الأجهزة الأمنية السودانية.
وتفتح عملية معز الفزاني الذي سلمته الخرطوم إلى تونس إثر اتهامات له بالتورط في أنشطة إرهابية، تفتح سجلاً طويلاً للخرطوم في ملف مكافحة الإرهاب، وهي التي ينظر إليها على الدوام، بأنّها أحد حواضن الإرهاب.
قبل الغوص في مسألة الفزاني، يتبادر إلى الذهن سؤال بدهي مُلّح عن سبب اختيار السودان من قبل عنصر داعش الخطير كملاذ آمن، كما فعل إخوة له من قبل؟
بالطبع نجد أنّ أهمّ عامل لاختيار السودان من قبل العناصر الخارجة على القانون، هو طبيعته الجغرافية، المنفتحة على دول تشهد اضطرابات سياسية وأمنية، وإن وضعنا إلى جنب ذلك الحدود المترامية التي يصعب مراقبتها، فنخلص إلى نتيجة مفادها سهولة التسلل إلى العمق السوداني.
ولمن يستغرب دخول الأفراد، فقد دخلت من قبل قوات قادمة من الخارج -بعدتها وعتادها- إلى قلب العمق السوداني، العاصمة الخرطوم، وذلك فعله العقيد محمد نور سعد بدخول الخرطوم في العام 1976م، وقوات العدل والمساواة بقيادة خليل إبراهيم العام 2008م.
ومن أجل الحد من هذه الاختراقات، نشطت الحكومة السودانية أخيراً، في العمل ضد المتاجرين بالبشر، والعابرين للتراب السوداني بقصد الانضمام للتنظيمات المتشددة والحالمين بالوصول إلى الشواطئ الأوربية.
وفضلاً عن الحِلْمِ والتسامح الكبير التي يتسم به المجتمع السوداني، مما يسمح باندماج الأجانب –جميعهم- بيسر مبالغ فيه، ما يشكل معضلة كبيرة؛ يضيف الخبير الإستراتيجي، اللواء (م) د. محمد العباس الأمين، في حديثه مع (الصيحة) لقائمة أسباب تفضيل الإسلاميين المتشددين للسودان، انطباعهم المتميز عن بلاد النيلين وما توارثوه عن أيّام الجهاد الأفغاني، واختيار زعيم القاعدة أسامة بن لادن، الخرطوم مقراً له في تسعينيات القرن المنصرم.
لائحة متخمة
لائحة طرائد ثمينة وضعتها الخرطوم في يد صيادي العدالة الدوليين. وهنا نتحدث عن اللائحة المعلنة فقط، كون المخفي أجلّ أعظم.
لنبتدر اللائحة بإلييتش راميريز سانشيز المعروف بـ (كارلوس) والذي تمّ إلقاء القبض عليه في العاصمة الخرطوم العام 1994م وجرى تسليمه للسلطات الفرنسية التي يقبع في سجونها حتى يومنا هذا، بتهم تتصل بتدبير وتنفيذ هجوم على الأراضي الفرنسية أودى بحياة العشرات.
ثمّ أسامة بن لادن الذي تم إجلاؤه من الأراضي السودانية في العام 1996م نواحي أفغانستان التي يخبرها جيداً، ثمّ ما لبث أن تحوّل الرجل إلى شوكة في حلق الإدارة الأمريكية، التي يشاع أنّها رفضت تسلّمه من السلطات السودانية.
وانتزعت الخرطوم القابعة في محور الشر الأمريكي، إشادات واشنطون، بعد حادثة 11 سبتمبر، لتعاونها اللا محدود في ملف الإرهاب، حيث سلّمت قوائماً حوت تفاصيل عن متشددين إسلاميين، الأمر الذي ساعد في توقيف وقتل عدد كبير منهم، وأسهم –أيضاً- في إحباط محاولات ضد أهداف أمريكية.
وفي العام 2014م تسلّمت نيجيريا من الخرطوم، أمينو صادق أوغوشي، المنتمي لجماعة (بوكو حرام) وهو بالمناسبة المتهم الرئيس في تفجير محطة حافلات في العاصمة النيجيرية أبوجا.
ومنتصف العام الحالي، سلّمت الخرطوم ميريد يهديقو مدهاني، الأرتيري الجنسية، إلى السلطات الإيطالية بتهمة ضلوعه في عمليات اتجار بالبشر.
ويوم الجمعة، أماطت الحكومة التونسية اللثام عن تسلمها معز الفزّاني. وتلا المتحدث باسم هيئة محكمة مكافحة الإرهاب التونسية سفيان السليطي تهمة الاتهامات للعنصر الداعشي وتشمل: (لعب حلقة الوصل في شبكات استقطاب وتجنيد وتسفير الشباب والعناصر الإرهابية التي يتم توجيهها إما إلى سوريا أو لتلقي تدريبات عسكرية في ليبيا ثم العودة إلى تونس للقيام بعمليات اغتيال وهجمات إرهابية تستهدف أمن البلاد).
فوائد ومضار
التعاون بين الخرطوم وعواصم العالم، لا سيما الغربية منها، في ملف مكافحة الإرهاب وتسليم المطلوبين دولياً، يصحح كثيراً من الصورة الذهنية اللاصقة في الذهن الغربي عن السودان كحاضنة للإرهاب، وقد يدفع إلى إزالة اسمه من القوائم الأمريكية التي لبث فيها عدة سنين.
ويمكن أن تستفيد الخرطوم كذلك من هذا التعاون في إبرام اتفاقيات لتبادل المطلوبين، ولوجستياً يمكن أن تستفيد من الدعم المقدم لمنتسبي القوات النظامية الممسكين بهذا الملف تأهيلاً وتدريباً وتسليحاً.
بدوره، يشير المحلّل السياسي، المختص في شؤون الجماعات الدينية، طارق المغربي، إلى نقطة بالغة الأهمية، وتتصل بردة فعل المتشددين، الذين قال لـ (الصيحة) بوجود إمكانية لأن يقلبوا ظهر المجن للحكومة السودانية ذات الصبغة الإسلامية، وذكّر بتأليب زعيم القاعدة حالياً، أيمن الظواهري، لزعيمها السابق أسامة بن لادن، بعدما فتحت الخرطوم خطوط اتصالاتها مع واشنطون، لتعبر الأطلسي، وفوق مصالح الكثيرين.