صالح المسعودي يكتب ل هوربوست: السودان وأهله!

صالح المسعودي يكتب ل هوربوست: السودان وأهله!


12-23-2016, 09:19 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1482524394&rn=0


Post: #1
Title: صالح المسعودي يكتب ل هوربوست: السودان وأهله!
Author: Moutassim Elharith
Date: 12-23-2016, 09:19 PM

08:19 PM December, 23 2016

سودانيز اون لاين
Moutassim Elharith-
مكتبتى
رابط مختصر

السودان وأهله

لا أجد سببا محددا يفسر حبي للسودان وأهله ، فقبل تعلمي دروس الجغرافيا المكانية، وقبل أن أحدد مكان السودان على الخريطة العالمية، وقبل أن أكتشف هذا الارتباط الوثيق بين وطني العزيز مصر وبين وطني الغالي السودان كنتُ أحتفظُ للسودان بحب عميق في قلبي وكان سبب نماء هذا الحب تلك ( الحكايات) الجميلة التي كنت أسمعها عن ذاك الرجل السوداني الذي كان يخدم بالجيش المصري.

كانت كل الحكايات تروى عن (السوداني) أنه رجل أمين يؤدي عمله بكل صدق وأمانة متناهية فلا غش عنده ولا مخادعة ولا رشوة عنده ولا (برطيل)، بالإضافة أنه كان يراعي الجانب الإنساني عند حدوث أي مشكلة، فكنتُ في صغري أتعجبُ في وصف ذاك الرجل وكنت أتصوره أتى من (كوكب آخر).

عندما بدأتُ أتقدم بالسن لمرحلة الشباب والتعليم كنت متلهفاً على (الأطلس العربي)؛ ذلك الكتيب الذي كنا نتسلمه في المدرسة ليوضح لنا موقع الدول العربية من العالم، حتى أنني ما زلتُ أذكر أن هذا الكتيب كان يهتم بتوزيع الثروات الطبيعية على خريطة الدول، وكيف أن الله سبحانه حبا هذا الوطن الكبير تناغما منقطع النظير في توزيع تلك الثروات بين أقطاره جميعا، مما كان يجعلها أكبر تجمع اقتصادي في العالم، ففيه من المميزات ما لم يتوفر لغيره، ففيه وحدة في كل شيء بداية من اللغة والدين والدم ، لكن (وااااااه) من لكن هذا الحرف الاستدراكي (الذي يفيد نفي ما تقدم إثباته أو إثبات ما تقدم نفيه).

أعودُ للسودان وأهله (فالتقليب في المواجع) سيفسد هذه اللحظات الجميلة، فقد كان جل تركيزي على معرفة موقع السودان على خريطة (الأطلس)، فكانت هول المفاجأة أننا والسودان جسد واحد وشريان واحد ووطن واحد، (ولكن) وااا أسفاه فقد عادت (ولكن) ذاك الحرف الذي أمقته لأنه دائما ما يأتي في الوقت غير المناسب، ثم أنني تمنيتُ أن يكون لي أصدقاء من السودان، فكان أول تفكيري عندما سافرتُ لإحدى دول الخليج العربي أن أبحث عن أي شخص من السودان لا لشيء إلا لأثبتُ لنفسي صحة أو كذب ما سمعتُ منذ صغري.

كانت المفاجأة التي سعدتُ بها كثيراً أن المؤسسة التي أعمل بها يعمل بها عدد ليس بقليل من أهل السودان، فأردتُ أن أختبر أحد أصحاب المؤسسة بسؤال مهم بالنسبة لي ( لماذا هذا العدد الملحوظ من السودانيين)، فقال الرجل (السوداني إنسان صادق وأمين)، فقلتُ في نفسي هكذا تطابقت كلمات الرجل بالفكرة التي أحملها في قلبي، فبدأتُ أبحث عن صداقات معهم ولم أترك تلك المؤسسة إلا وجميع من فيها من (السودانيين) أصدقائي.

للأمانة أيضاً أنني لمستُ الكثير والكثير من المناقب الجميلة لأهل السودان، فبعد تميزهم بالصدق والأمانة تجدهم من أكثر أهل الأرض طيبة، بل وتجد عندهم إخلاص النية فلا يجيدون (اللف والدوران)، ثم يأتي الدور على أحلامي الوردية الطفولية، والتي أحلم فيها بوطن موحد يجمع مصر والسودان قبل أن نتشرذم وتتداعى علينا الأمم، وقبل أن نتحول لدويلات كما هو (مخطط لنا جميعا)، فكل المقومات متوفرة ولم يتبق لها سوى الإرادة السياسية التي إن توافرت كان هذا الاتحاد نواة حقيقية لوحدة عربية طال انتظارها (اللهم إنها دعوة خالصة لوجهك فألف لها القلوب).



رابط النشر الأصلي: http://horpost.com/articles/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A3%D9%87%D9%84%D9%87/