هوربوست تكتب: العصيان المدني في السودان.. بداية النهاية لنظام الإنقاذ؟

هوربوست تكتب: العصيان المدني في السودان.. بداية النهاية لنظام الإنقاذ؟


12-19-2016, 10:28 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1482182938&rn=1


Post: #1
Title: هوربوست تكتب: العصيان المدني في السودان.. بداية النهاية لنظام الإنقاذ؟
Author: Moutassim Elharith
Date: 12-19-2016, 10:28 PM
Parent: #0

09:28 PM December, 19 2016

سودانيز اون لاين
Moutassim Elharith-
مكتبتى
رابط مختصر

شهدت معظم المدن السودانية، وعلى رأسها العاصمة الخرطوم، الاثنين 19 ديسمبر، حالة من العصيان المدني كانت قد دعت إليها العديد من المجموعات الشبابية، ودعمتها الأحزاب والتنظيمات السياسية والحركات المسلحة، ومنظمات المجتمع المدني، والنقابات، وشملت انحياز النقابات والروابط الشرعية للأطباء والمحامين والصيادلة والأطباء البيطريين والطلاب والصحفيين والكتّاب والموسيقيين والدراميين في الداخل، علاوة على معظم التنظيمات السياسية والحقوقية والشخصيات المستقلة السودانية خارج البلاد.

في مقابل تلك الدعوة، والتي حققت نجاحا كبيرا بحسب ما تداولته وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي من صور تثبت اقفرار الشوارع، وإضراب الموظفين والعمال والطلاب وغيرهم من الفئات من التوجه إلى أماكن أعمالهم أو دراستهم؛ سعى النظام منذ عدة أيام للهروب إلى الأمام- مُعلنا، ولأول مرة في تاريخ البلاد الحديث، أن الاحتفال بعيد الاستقلال، والذي يُقام عادة في الأول من يناير كل سنة، سيتم عقدُهُ السنة الجارية في التاسع عشر من ديسمبر، وهو تاريخ إعلان الاستقلال من البرلمان سنة 1954.

كما لجأ النظام إلى طرق ترهيبية أخرى في محاولاته الحثيثة لإجهاض العصيان، إذ أصدر الأوامر إلى أولياء الأمور بضرورة إحضار أبنائهم وبناتهم إلى المدارس، وهي دعوة لم يلبها إلا فئة نادرة للغاية، علاوة على تهديد الموظفين الحكوميين بإنهاء الخدمات في حال عدم الحضور إلى دوائر أعمالهم، وإرسال مئات الآلاف من الرسائل النصية إلى الجمهور بغرض التخذيل والتخويف، إضافة إلى العزف على أسطوانة حُرمة الخروج على الحاكم -المدعومة بأسانيد دينية لا تستقيم- عبر منابر المساجد، ومنع التصوير في الشوارع واعتقال المخالفين، واختراق الحسابات الإلكترونية للناشطين، ونشر إعلانات في الصحف بأن يوم 19 ديسمبر يوم عمل رسمي، وليس آخرا إعلان حالة الاستنفار العام لدى أجهزة الأمن والشرطة منذ الشهر الماضي.

على الصعيد الإعلامي، أوضحت تصريحات أقطاب النظام حالة الهلع التي يعيشونها، إذ سخر نائب رئيس المؤتمر الوطني الحاكم ومساعد رئيس الجمهورية "إبراهيم محمود" من دعوات العصيان، واصفا إياها بأنها معركة في الهواء، بينما وصف رئيس النظام، عمر البشير، الدعوات للعصيان في خطاب غاضب للغاية ألقاه في مدينة كسلا قبل عدة أيام بأنه فاشل، وأن حكمه لن يتأثر بما أسماه "مناضلي الكيبورد والواتساب"، ودعاهم لمواجهة قواته الأمنية في الشارع إن كانوا رجالا! كما ذكّر بشهداء انتفاضة سبتمبر 2013، مهدّدا بأن من سيجرؤ على الخروج إلى الشارع سيجد مصيرا مماثلا!

على صعيد الممارسة الإعلامية، أظهر النظام تخبطا مريعا، إذ لجأت القنوات الرسمية التابعة للنظام إلى إبراز مقاطع من الشوارع السودانية تم تسجيلها في فترات سابقة، وذلك لإثبات أن حركة المرور والمواطنين في الشوارع هي في حالة عادية، وقد لقيت تلك المقاطع المكذوبة السخرية والتفنيد بالأدلة على صفحات التواصل الاجتماعي، وخاصة على شبكتي فيسبوك وتويتر، حيث وصل ترتيب الهاشتاغ على الأخيرة إلى الدرجات الأولى على مستوى العالم، مما يشير إلى اهتمام دولي كبير على الصعيدين الحكومي والشعبي بمعاناة الشعب السوداني ضد النظام المفروض عليه قسرا منذ 30 يونيو 1989.

تخبّط النظام الحاكم لم يكن وليد الصدفة، فقد سبق العصيان الحالي ما أسماه الكثيرون بالبروفة، وذلك في الفترة من 27 إلى 29 نوفمبر المنصرم، وقد أدى نجاح عصيان الثلاثة أيام المذكور إلى شحذ الهمم، ورفع الروح المعنوية للمواطنين، خاصة وأن نسبة الالتزام بالعصيان حينها كانت مرتفعة للغاية.

عصيان 19 ديسمبر لم يكن إلا حلقة جديدة من حلقات النضال ضد نظام الإنقاذ، وقد أثبت إمكانية التنظيم بشكل فاعل ومؤثر ضد النظام مما أدى إلى حالة الذعر الذي تعتريه، ولا نشك للحظة أنه ستتبعه خطوات أخرى حتى يتحقق ما يصبو إليه الشعب السوداني من تغيير النظام، والتأسيس لمرحلة جديدة تكون قيمها الأساسية هي دولة القانون والمؤسسات، والمواطنة، وحقوق الإنسان، وتحقيق العدل الاجتماعي.



رابط النشر: http://horpost.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%A8%D8%AF%D8%A7%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7/http://horpost.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%B5%D9%8A%D8%A7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AF%D9%86%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%...4%D9%86%D9%87%D8%A7/