دبابة في شنطة عروس!! "بعض من قهرهم اليومي للإنساني السوداني"!!

دبابة في شنطة عروس!! "بعض من قهرهم اليومي للإنساني السوداني"!!


12-11-2016, 09:26 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1481444813&rn=0


Post: #1
Title: دبابة في شنطة عروس!! "بعض من قهرهم اليومي للإنساني السوداني"!!
Author: عبدالغني كرم الله
Date: 12-11-2016, 09:26 AM

.
.
دبابة في شنطة عروس؟!!

سنعصي، من أجل كرامة الإنسان السوداني، من صلف هؤلاء.

عصيان مدني، سوداني الروح، والحلم...

عبدالغني كرم الله

.

.

كل شئ مؤذي في الانقاذ، هذا القحط الفكري، والإداري، الذي اصاب البلاد كلها، والريح الصرصر من الجهل التي قضت على الوحدة والنسيج الاجتماعي، بل والنسيم السماوي، وجعلت من البلاد صحراء مقفرة، من الحس، والجوع، والقهر، واذلت كل فرد على حدة، بصلف عظيم، من نفوس نزع ما فيها من ضمير، أو حس، سوى الجشع للمال والسلطة، واستغلالهما وفق اهواء امرض من ابليس، بلاء وقر في قلب كل سودانية وسوداني، خلال السنوات العجاب، سأحكي صور "واقعية"، لسلوكهم تجاه "الانسان السوداني"، وكان هذا الحدث، بل هذا الحزن عام 1994م.

.

مشهد لا يفارق قلبي، وعيني، رغم انه فاق العقدين، ونحن في طريقنا، إلى مدينة كسلا، ويجري خيالي اين هما الآن؟ وأي ابناء لهم؟ وماهي نظرة الزوجة لزوجها؟ وللحياة ولأطفالها، ونظرة الزوج لزوجته؟ في ذلكم الشهر "شهر العسل"، وهما في طريقهما إليه، وكيف أحاله هؤلاء "المجوس"، إلى شهر حزن، لا محال.

.

كشأنهم، في كل محطة، يتوقف البص السياحي، والذي تحرك فجرا من الخرطوم، وهناك من لم ينم، كي يصحو، بل غادر الحي الشعبي في قلب الليل كي لا يفوته البص الذي يتحرك الخامسة "بالتوقيت العتيق، كل شئ غيروه، نحو الأسوا، الوقت، وغيره من الكلمات الجميلة "الأمن، الله، السلام، الله اكبر"، كل شئ افرغوه من معناه، لمعنى نقيض للمعنى الأصلي، حتى الكلمات الجميلة، صارت سيوف على العباد والبلاد، أي اللغة استبحيت، وانحرفت معانيها، وايحاءاتها، وكنايتها، فأي تزوير؟ وهم من اهل كبر مقتا، عند الله، ان تقولوا ما لا تفعلون، وقد قالوا، بلا فعل، ولاشك المقت آت، بل آتى..

.

كل عشرة كيلو يتوقف البص السياحي، ينزل الركاب التعابى، في صفوف، ومعهم حقائبهم، تفتش كلها، حتى الجيوب، في القمصان المكوية برفق تفتش، عن أي شئ يبحث هولاء؟، وبطريقة ليس فيها أي احترام للناس، بل احتقار دفين، مريض مؤذي، يقف الجميع، في صفوف وتحت ارجلهم الشنط والحقائب، وهي مفتوحة "وكأن ليس للاسر والناس اسرار"، من هؤلاء برب السماء؟ من؟ من سلطهم على الحياة؟ وفطرتها؟.

.

هكذا، نمر تسعة كيلو، يتوقف البص، نعس متعب، كل اهله، ومن نوافذه، يتجلى اناس تجلس على كراسي، امام كبسولة سيئة الصيت، وتمد قدميها، مرتاحة، يتوقف البص عشرة دقائق او ربع ساعة حتى يتحرك فرد منهم، نحوه، أظنه مشغول بجريدة الدار، يلبس السفنجة، وبصلف ينظر للركاب (كل الرحلات تمر بهذا الشر اليومي، كلها، وفي كل طرقات بلادي، وخلال سنوات طويلة)، ثم ينزل الركاب في تلكم الظلمة، وتفتح الشنط، التي فتحت قبل ربع ساعة، وقد تراكمت الملابس والامانات، وانكتشت، وصعب اغلاق الحقائب.

.

مضى هذا الموال الحزين، في كل المحطات، عم ما يبحثوا؟ ولم؟.

.

بعد الفاو، نزلنا، وبدأ البحث، ايضا، عن شئ في الشنط لا نفهمه، وكان معنا عروس وعريس، شنطهم لا محال مشتركة، وكبيرة، ومتعبة الحمل والقفل بعد نكش مستفذ، لكل شئ فيها، بحثا عن شئ غريب، وفي كل البصات التي تجوب البلاد، حتى الملابس الخاص، للعروس، رأتها عصافير الاشجار، وغردت حزينة.

.

فار حس العريس، وماج، والكل وقوفا، وتحت ارجلهم حقائبهم، الخاصة، وحين مر بالعريس، قال له، "ياخي دي فتشوها عشرة مرات، فيها شنو؟.

ايوة تفتتحها..

ياخي فيها دبابة؟

ايوة فيها دبابة، (قالها بصلف وصوت كالرعد الكاذب)، ثم صفعه على وجهه، ومضى به، للكبسولة القذرة، والتي لا محال، كثر امثالها في كل احياء بلادي، سيئة السمعة، بكت العروس، وبلل الدمع قلب البص كله، مشهد تجلى فيه بحر من الذل، واللانخوة، مشهد آذى كل الجبال حولنا، والحقول، والقلوب.

.

سويعة من جحيم، ماج الناس، وثاروا، وضرب، وسياط، حتى تحرك البص، جلست العروس والعريس في صمت، وبكاء، حتى تخوم كسلا.

.

تلكم هي وقائع هذا النظام اليومية، على مدى البلاد، والعباد، تراكم قهر، وذل فاق الحد، والخيال، من السوء والأسوأ.

.

البحث عن دبابة في شنطة، في أبلغ سوء ظن، بالحياة، وفي شنطة عروس، مليئة بالسرتية، والحب والحلم، والعسل..

.

عصيان من اجل الحب العظيم، لكل فرد، على مدى الافق في بلادي العظيمة.

.

.