الطرق على حديد "الانقاذ "وهو حام

لابدّ من الطرق على حديد السلطة المرتبكة والمتراجعة بغير انتظام وهو حام. فالانقاذ اليوم هي في أسوأ حالاتها عزلةً واقتصادها يترنح على شفير الهاوية.

لاشك في أن العصيان المنفذ كان ناجحاً لكنه أولى الخطوات في طريق عسير وقابل للسير إذ لاطريق سواه، طريق سيفضي للمواجهة المحتومة في الشارع بين الأغلبية الغاضبة والاقلية الفاسدة التي تتحصن وراء ترسانة القمع لتصون دولتها ومصالحها الدنيوية، مواجهة ستنتهي بزوال دولة الانقاذ فتغرب عن سماء الوطن غربان شؤمها التي سدت الافق. هذه الاقلية الحاكمة الشرهة سيلبس المجرمون من أفرادها أردية السجن في دولة القانون عوضاً عن ثياب الترف التي يرفلون فيها بجاه دولة الحزب الواحد.. سجون واشغال شاقة لمن لايردّ المال المنهوب. كل المجرمين من كافة أعراق السودان شماله وجنوبه وشرقه وغربه ووسطه. عصبة مارقة ارادت ان تجعل السودانيين الأحرار أقناناً يسخَّرون لخدمة عطالتها وطفيليتها وسفهها وحبها المرضي للملذات.

عثمان محمد صالح

فاذا لم يرد افراد العصبة الانقاذية ما نهبوه للخزينة العامة عوقبوا بالسجن والاشغال الشاقة معا ليتعلموا بذلك معنى الكدح في سبيل الوطن الذي خربوه.سنوظف طاقاتهم أثناء السجن لتشييد المشاريع وحفر القنوات والترع وجمع قمامة المدن وشق الطرقات ورصفها وتشغيل الكمائن وتكسير أحجار الجبل و وحفر آبار المياه و آبار المراحيض. سنجعل من الطفيليين عظة وعبرة لكل انقلابي مستبد.

الظرف هو الأنسب بدون أدنى شك. و العالم على أتم الاستعداد لمواجهة أي أسد آخر، مدفوع أيضاً بالخوف من اللجوء، الإرهاب و الكوارث الإنسانية.
لن يصمد النظام هذه المرة.

تحياتي عثمان

سلامات يااباذر،

بلى. ليس انسب من الظرف الحالى لقلب الطاولة على النظام الذي ليس له صليح. والأهم ان شعبنا الذي لم نكفر به يوما قد اكتشف مجددا مكامن قوته ولم تعد اكاذيب السلطة تتطلي عليه ولم يعد التلويح بفزاعة الفوضى يخيفه ويكبل ارادة الحرية فيه.

لقد عذبت سلطة الانقاذ خيرة اصحابي ورفاقي.. اما نحن فلن نعفو عنهم . لن نعذبهم كماعذبوا ولكنهم سيتصببون عرقا من الأشغال الشاقة التي لم تألفها اجسادهم طوال سبعة وعشرين عاما.

سيتعلمون الكثير من الصناعات والاشغال البدنية كعمل الطوب في الكمائن ونقل التراب والرمل سينقلونه من رأس الدولة إلى أصغر فاسد في هذا المؤتمر الوطني. نفس الرمل الذي ارغموا واحد من خيرة اصحابي على حملها. وهو عامل من اصدقاء الحزب الشيوعي فصلوه من العمل ثم اعتقلوا وعذبوه في بيت من بيوت الاشباح ولانه بدين اخترعوا له أسلوبا خاصا للتعذيب كاد ان يهلكه وذلك بان كوموا له رملا في الحوش ثم امروه بحمل الرمل والصعود به على درج يقود الى سطح البيت وعندما فرغ من ذلك امروه باعادة الرمل إلى مكانه في الحوش وعندما فعل امروه ان يصعد به الى سطح البيت من جديد وهكذا دواليك حتى كاد قلب المسكين ان يتوقف. نهابة ومحترفو تعذيب وقتلة وشذاذ افق.

ستطيح بهم إرادة الشعب الغالبة في آخر المطاف لأنهم اوباش ظلموا وتجبروا في الأرض وافسدوها فسادا عظيما سيقتضي إصلاحه زمنا طويلا. ومما فعلوه بخيرة اصحابي انهم اعتقلوا عبد العظيم محي الدين وهو شيوعي عطبراوي وشاعر مجيد. ادخلوه في بيت من بيوت الاشباح وساموه عذابا احدث له علة نفسية لم يبرأ منها بعد إطلاق سراحه. وذات يوم فتح عبد العظيم باب دار اهله في الامتداد الشرقي وخرج ثم لم يعد حتى الآن. يارب السماوات.

أما علي العوض فله والله خلق الأنبياء. عذبوه في بيت من بيوت الجحيم وارغموه بعد حفلات التعذيب على النوم على بلاط ملوث بالدم. دم رفاقه المعتقلين المعذبين..

بيوت الاشباح حقيقة أعرفها في التجارب المريرة التي خبرها خيرة من عرفت من السودانيين. لولا بيوت الاشباح لما تمكنت فينا الانقاذ ولامكن هزيمتها في مهدها.