هل أخبرت ذلك الصبي يا عمر البشير؟

03:56 PM November, 29 2016

سودانيز اون لاين
سيف النصر محي الدين-
مكتبتى
رابط مختصر

أن صبيانا و فتيات في مثل عمره و اصغر منه و اكبر، عشرات الصبيان
و الفتيات بعضهم بصحبة امهاتهم و آبائهم لم يصدقوا أنفسهم حينما
انقلبت شاحنة تحمل وقودا فهرعوا اليها باوانيهم ليقتبسوا منها بعض الوقود
العزيز المنال لمن هم مثلهم و هم يعيشون عيشة الكفاف او اقل.
هل أخبرته ان الشاحنة انفجرت لتتطاير جثث الصغار في الهواء المشبع
برائحة الموت و الوقود و الشواء الآدمي ؟
هل أخبرته انك فضلت ان تجلس الى جواره تنظر الى سيارات تتسابق على
ان تهتم لامر عشرات الأطفال الفقراء الذين تزعجك فكرة مجرد انهم موجودين
و انك حتى عندما فتحت فمك لتعلق ما اشرت اليهم بل تحدثت عن فشل العصيان
المدني و لتؤكد بقاءك و عصابتك قابضين على رقاب من لا يريدون مجرد رؤية وجوهكم
الكالحة؟ لتتحكم في حياة من يقدمون حياتهم قربانا لبضعة لترات من الوقود ربما لن
يجود الزمان عليهم بفرصة اخرى ليحصلوا عليها و ليستبدلوها بجنيهات قليلة عساها
تطعم اخوتهم الصغار و لو ليوم او تشترى دواء لمريض طال انتظاره لدواء يخفف
بعض الامه.
هل أخبرت ذلك الشافع يا بشير الذي كنت تجلس بين يديه غاية في الأدب و التهذيب؟