تأكيدا لاتهامات الخرطوم لجوبا: أمريكا تطالب جوبا بطرد الحركات المتمردة...؟

08:48 PM October, 23 2016

سودانيز اون لاين
حمد إبراهيم محمد-جدة- المملكة العربية السعودية
مكتبتى
رابط مختصر

رحبت الخرطوم بدعوة الولايات المتحدة الأمريكية لحكومة جنوب السودان بإيقاف دعمها للحركات السودانية المتمردة، واعتبرتها تأكيد لاتهاماتها المتكررة لجوبا.
فيما كشفت حكومة الجنوب عن إصدارها أوامر للحركات السودانية المسلحة بمغادرة أراضيها تماشياً مع اتفاق أجرته مع الخرطوم في وقت سابق.
وأوضح نائب المتحدث الرسمي للخارجية الأمريكية، "مارك سي تونر"، وفقاً لبيان يوم الجمعة 21/0/2016م، إنه تأكد لهم دعم حكومة جنوب السودان
للحركات المسلحة السودانية المعارضة واستضافتها لهذه الحركات داخل أراضيها.

وقال تونر "على جنوب السودان أن تمتثل لإلتزامتها بوقف إيواء وتقديم الدعم لجماعات المعارضة المسلحة في السودان،
كما هو مطلوب بموجب قرار مجلس الأمن الدولي 2046".
وأضاف "أن تقارير موثوقة تشير إلى حكومة جنوب السودان بإيواء وتقديم المساعدة للمعارضة السودانية المسلحة المجموعات".
وطالب قادة جنوب السودان إلى مضاعفة جهودهم لتلبية الالتزامات التي تم التوصل إليها مؤخراً مع السودان
والتي بموجبها اتفق الطرفان على إنهاء دعمها للجماعات المعارضة المسلحة على جانبي الحدود.

وشدد تونر أن جود قوات المعارضة المسلحة السودانية في جنوب السودان، وإشراكهم في النزاعات الداخلية في جنوب السودان،
يزعزع استقرار كل من السودان وجنوب السودان. وزاد "ذلك يشكل انتهاكا لشروط اتفاق لتسوية النزاع في جمهورية جنوب السودان".
وحث "السودان وجنوب السودان" إلى إحترام الكامل لاتفاق 2012 بشأن الترتيبات الأمنية، وسحب قواتها المسلحة من المنطقة الحدودية المنزوعة السلاح الآمن.

من جانبه قال وزير الخارجية البروفيسور إبراهيم غندور لـ"الصيحة" أمس،: "إن البيان الامريكي يؤكد ما ظل يقول به السودان من دعم جوبا للحركات
ويشير إلى التفهم الذي بدأ من الجانب الأمريكي لما ظل يقوله السودان على الدوام ولكنه ظل رغم ذلك الجانب الملام".
وأوضح غندور أن البيان يؤكد الرغبة الأمريكية الواضحة لتحقيق السلام في البلدين والمنطقة، وعد البيان بأنه أحد نتائج الحوار الطويل بين الخرطوم وواشنطون.
كما رحبت وزارة الخارجية في بيان صحافي أمس السبت، ممهور بتوقيع ناطقها الرسمي السفير قريب الله الخضر ، بالموقف الأمريكي.
ودعت الخارجية حكومة جوبا إلى الوفاء بتعهداتها والتزاماتها التي وقعتها مؤخرا مع السودان بمنع الحركات من ممارسة أي عمل مسلح ضد السودان
وإبعادها من أراضيها اتساقاً مع اتفاقية الترتيبات الأمنية الموقعة بين البلدين في 2012 وتعهداتها بقواعد القانون الدولي.

وفي المقابل قال وزير الدفاع كول مانيانغ في تصريحات صحفية بجوبا أمس السبت، رداً علي بيان الخارجية الأمريكي،
إنهم أمروا جميع القوات المتمردة السودانية بمغادرة الجنوب تماشياً مع اتفاق مع الخرطوم ضد دعم المتمردين،
وأكد أنهم طلبوا من الحركات العوة للسودان أو تسليم اسلحتهم والذهاب الى مخيمات اللاجئين، وشدد على أن دولة الجنوب
في وضع لا تحتاج فيه إلى المزيد من الأسلحة النارية.

الى ذلك، كشف المبعوث الأميركي لدولتي السودان وجنوب السودان،دونالد بوث أن بلاده طلبت من الوسيط الأفريقي ثابو مبيكي الضغط على الحركات المسلحة
والقوى الممانعة للإلتحاق بالحوار الوطني، موضحا أن واشنطن ترى أن البندقية والحرب ما عادت وسيلة مناسبة لحل قضايا السودان.
وقال دونالد بوث للصحفيين عقب لقائه في نيالا والي ولاية جنوب دارفور، أدم الفكي أمس، إن رؤية حكومة الولايات المتحدة لقضايا السودان المتأزمة
أنه لا يمكن حلها والوصول الى سلام واستقرار مستدام إلا عن طريق منضدة الحوار.
وأكد المبعوث الأميركي، "إن الحرب والبندقية ما عادت وسيلة مناسبة لحل قضايا السودان.. لا بد من وضع حد لمعاناة الشعب السوداني".
وأضاف بوث أن بلاده حثت مبيكي على بذل جهود مضنية لإلحاق الحركات المسلحة والممانعين بمجريات الحوار الوطني بهدف التوصل الى اتفاق سياسي
ينهي أزمة السودان التي امتدت لعقود وأرهقت كاهل السودانيين.
وذكر المبعوث إن الهدف من زيارته للولاية الوقوف على العديد من القضايا بينها أوضاع النازحين مبينا أنه سيلتقي مع العديد من المسؤولين
والقيادات المجتمعية للوقوف على حقيقة الأوضاع بالولاية.

من جهته اتهم آدم الفكي "حركة تحرير السودان" بقيادة عبد الواحد محمد نور بتهديد النازحين ومنعهم من العودة الى مناطقهم
مشيرا الى أن عبد الواحد يراهن على بقاء النازحين بالمعسكرات "لخلق الضوضاء ولفت الأنظار".
وأضاف الفكي أن حكومته أعادت العلاقات مع معسكرات النزوح بعد أن عاشت توترا استمر لفترات طويلة،
منوها إلى زياراته المتكررة للمعسكرات، خاصة مخيم كلمة للنازحين.
وأكد الوالي التزام حكومته بتوفير كافة ضرورات العودة الطوعية للنازحين والتي تأتي في مقدمتها الأمن والخدمات الأساسية
مشيرا إلى تخطيط أكثر من 11394 قطعة أرض سكنية للنازحين الراغبين في البقاء بالمدن وسيتم تسليم عقوداتها لهم.

وفي السياق، أقر برلمانيون جنوبيون, بأن الحركات المسلحة السودانية ما زالت تستخدم مناطق ببلادهم لتدريب وتأهيل قواتها.
وحددت جوبا ومدناً ببحر الغزال وأعالي النيل, هي المناطق التي توجد فيها الحركات.
وقال عضو الهيئة التشريعية بجنوب السودان أقوك ماكوير لـ(إس إم سي), إن تلك الحركات موجودة في تلك المناطق.