ألسنا في حاجة ماسّة لتحليل علمي و قراءة واقعية و عميقة للأزمة الحالية:‏

10:21 PM October, 12 2016 سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصرفي ظل الحراك السياسي من جانب الحومة و المعارضة هذه الأيام و تعدد ‏المواقف و الوضع السياسي العام المرتبك و المُربِك في نفس الوقت. ‏في هذا المنبر أو خارجه نحن لسنا في حاجة لقراءات متعجلة أو قراءات يغلب ‏عليها التشاؤم الأجوف أو التفاؤل الزائف .و لسنا في حاجة إلى رؤية يغلب ‏عليها التحيز و الهوى الحزبي فقط.‏.فيجب أن نكون قد تخطينا ذلك..كما ، ذلك قد يزيد الرؤية التباساً .بل و قد يقود في نهاية الأمر إلى اليأس من وجود نفق في نهاية النفق.

نفتقد هذه الأيام و في المنبر بالذات إلى قراءة منطقية و رؤية شاملة غير متحيزة ‏
و تحليل عميق و ذكي للأزمة الحالية .و لا نريد تصريحات سطحية و لا تطمينات ‏
و لا وصول إلى نتائج لا تستند إلى الواقع و لا على مقدمات منطقية.‏
فالآراء الهتافية المعارِضة أو المؤيدة لا تغني عن الحق شيئاً.بل تضيع الفرصة ‏لفهم الواقع و المستقبل في واقعهما الحقيقي.‏

حتى نخرج بفهم منطقي و سليم للواقع نحن في أمس الحاجة إلى تقديم رؤية و ‏قراءة سياسية
منطقية و عميقة للواقع. و إلى تحليل علمي و دقيق لنقاط ‏الضعف و القوة لدى اللاعبين الفاعلين
في الساحة السياسية ،الظاهرة منها و ‏المستترة. كما نحتاج إلى معرفة للتوقعات و الإحتمالات كافة.ب
ما في ذلك ‏المناورات التي يقوم بها اللاعبون السياسيون و القوى السياسية و الاحزاب . و ‏احتمالات التراجع
عن المواقف و احتمالات التقدم هنا و هناك. و الاحتمالات ‏المتوقعة للتحالفات و إعادة التحالف و فضّ التحالف
و كافة التكتيكات و ‏المناورات التي قد تتم بين بعض القوى و تأثير ذلك على سير الأحداث.‏

بمعنى آخر نريد أن نعرف ما هي التوقعات بشكل عام و ما هي المفاجاءات التي ‏قد تحدث .‏
و ما هو خط سير الأحداث بالنسبة للحكومة و المعارضة خاصة أن الواقع ‏السياسي صار الآن
اكثر ضبابية و أن المواقف صارت أكثر التباساً.‏
و أن الرؤية الواضحة قد تستعصي على المتابع العادي. ففي هذا الظرف نفتقد ‏التحليلات العميقة
التي تضيء لنا الطريق و نفتقد الكتاب الصحفيين الناضجين ‏الذين يقرأون ما بين التصريحات
و ما بين التكتيكات و ما يعرفون ما يجري خلف ‏الكواليس السياسية في دهاليز و أروقة الحكم
و في اذهان من يملكون اتخاذ ‏القرار.و فوق كل ذلك نفتقد أصحاب الآراء الجريئة
التي تستبق الأحداث و تتنبأ ‏بما قد يحدث في المستقبل.‏

و دونكم لو شئتم المثال على ما أقول :مقالات و تحليلات الكاتب الصحفي عبد ‏الباريء عطوان الذي يكتب
افتتاحيته اليومية في صحيفة(رأي اليوم) و قبلها في ‏صحيفة (القدس العربي) بما يمكن أن تقهم ما بين سطور
المشهد السياسي و ‏خلفيات التصريحات و القرارات.فساحتنا السياسية تفتقد لمثل هذا القلم الذي ‏ينير لنا الطريق
و يزيل عن أعيننا سحابات العتمة و ظلال المشهد المعتم و ‏المواقف المتشظية و المناورات الخبيثة و السم المخبوء
في الدسم و المشهد ‏السياسي الذي صار كلها كواليس للدسائس و تغيير الوجوه و المواقف.‏

إذا كان صحفيينا المحليين هم أيضا بمستوى محلي(إلا عدد منهم بقدر اصابع اليد)
و إذا زاد الطين بلّة أنهم يهوون ارتكاب الموجات(إلا عدد منهم بقدر اصابع اليد)
فماذا بقي لصحافتنا لكي تؤدي دورها في رفع مستوى القاريء؟
الشاهد أنها تساهم (مع الحكومة) و بقدر كبير في تغبيش الوعي
و في تشويه الصورة حتى لا نقرأ الواقع القراءة الصحيحة.
فلماذا لا نندب صحافتنا و صحفيينا ؟
و لماذا لا نحزن؟؟

فوق
لمزيد من الالإطلاع
للأهمية