عفوا أيها المتفاوضون علينا

07:22 PM September, 26 2016

سودانيز اون لاين
عبدالدين سلامه-الامارات
مكتبتى
رابط مختصر

باسمنا كشعب يقوم بالتفاوض الذي تم الإنفاق عليه من خزينة الدولة بمايكفي
ومعظم المفاوضين نصبوا أنفسهم ممثلين لفئات منا نحن الشعب دون انتخابات واذن وتوكيل وتفويض
وبعضهم استند إلى تأييد السلاح لا الشعب لحمله على بساط تمثيل فئة من الشعب
ونحن كشعب نقف متفرجين
وكل يوم يتم اللعب بأعصابنا عبر الإعلام
كادوا أن يصلوا لاتفاق
الطرف الفلاني عاند
الطرف الفلاني فرض شروطا جائرة
الطرف الفلاني يعرقل الحوار
لاصوت يعلو على صوت البندقية
صبرنا بمافيه الكفاية
الحوار سينعقد بمن حضر
ننتظر قليلا ريثما ينضم الممانعون
والساقية تدور
والشعب يتفرج على هذه الدراما التي تمضي بلا منتهى
والجنيه المسكين يهوي
والصادرات تعلن الإضراب
والاتهام بالفساد يطال أحد المعروفين في كل يوم
وكأننا دولة تكتب قصة بوليسية لمغامر يحارب الفساد
من جانب آخر تكتظ المطارات بالمغادرين إلى بلاد الله الواسعة
وأيضا الذين يتسللون في خفاء الهجرة الشرعية حتى لو اضطرهم الأمر لركوب قوارب الموت
والكوليرا والإسهالات تتربص بمختلف أجزاء جسد البلاد
والساقية تدور ..
والتفاوض مستمر
والإنفاق عليه من فنادق وسفر ومخصصات ولجان وداعمين وخادمين ومنظرين ومتطفلين وحشود بمختلف المسميات ، نملا ينقل من مخازن خزينة الشعب
والجنيه يهوي
ومعه تهوي قامات وقامات
والزنا تتحول عقوبته لإعدام
سلاح آخر سيغتنمه الإخوة الأعداء لو لم يحسن تنفيذه
فهم ( تحسبهم جميعا وقلوبهم شتّى )
والتفاوض مستمر
حديث عن حكومة بديلة
وحديث عن فترة إنتقالية
وأحاديث تناقض بعضها البعض
المهم أن يكون الشعب في وضع لايفهم معه شيء
فموكليه هم من يجب أن يفهموا اللعبة ويتقنوا إستخدامها .
إتقوا الله فينا نحن هذا الشعب المسكين
أنظروا نتائج من تخالفوا كيف ذهبت ريحهم
إعتبروا بمايدور حولنا في ليبيا واليمن وسوريا
وحتى في مصر الجارة القريبة
تقاسموا الكراسي كيف تشاءون فالكراسي لاتدوم
ولكن رسّخوا دولة القانون
إتفقوا حول القانون الذي يتيح لكم جميعا أن تنالوا ما تحلمون به واقتسموا الغنيمة كيف شئتم
ولكن ..
إتفقوا فقط على تجنيب الشعب الذي تتحدثون عنه مزيدا من الدماء ومزيدا من الفقر ومزيدا من اللا إستقرار
الوقت ليس وقت خلاف
والتنازل من الكل فرض عين لاكفاية
وإلا .....
فليبيا الأخرى على غرار مريم الأخرى سيتم نسخها في بلادنا
ودول العالم التي مافتئت تجرّب أسلحتها في حلب ودير الزور والكاستيلو
ستجد في أراضينا الواسعة المتنازع عليها موقعا مثاليا للتجريب
لاتتنازعوا فتذهب ريحكم وتذهب ريح الشعب معكم
ويبقى في سطور الأجيال القادمة أن هناك وطنا كان هنا
إسمه عازه
ولكنه ليس كالسلطنة الزرقاء ولا علوة ولا سنار ولا المقرّة
وليس كالمهدية أو مملكة تقلي أو المسبعات أو الداجو أو غيرها من الممالك والسلاطن والحضارات التي حفظها تاريخ جغرافيا الدولة
فهذا الوطن سيتم ذكره في قائمة قوم نوح ولوط وعاد وثمود وغيرهم ممن إنتهت سيرتهم نتيجة خلافاتهم وتعنتهم وعدم إيمانهم بوحدة الرسالة والكون والهدف
وعدم إيمانهم بالرسالات السماوية .
الخلاف هو الرابط بين الجميع
تذكروا أن التاريخ بالمرصاد وأن الشعب مهما سكت فلابد من أن ينفجر ذات يوم
وحينها
لن تنفع القوة والبطش والسلاح
لنترك التّعنت
ونضع مصلحة بلادنا وشعبنا فوق اقتسامات الثروة والسلطة
فليس للكفن جيوب
وكلكم سيرتديه لامحالة
وقد بلغت

المخططات الدولية أكبر من الأطماع الشخصية والمطالب الداخلية
ولانريد أن نندم ذات يوم ونحن نردد
أكلنا يوم أكل الثور الأبيض