متى يرتاح الوطن من هذا الجهاز؟

متى يرتاح الوطن من هذا الجهاز؟


09-25-2016, 05:58 PM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1474822724&rn=0


Post: #1
Title: متى يرتاح الوطن من هذا الجهاز؟
Author: عمر التاج
Date: 09-25-2016, 05:58 PM

05:58 PM September, 25 2016

سودانيز اون لاين
عمر التاج-KHT
مكتبتى
رابط مختصر

حديث المدينة
عثمان ميرغني


Post: #2
Title: Re: متى يرتاح الوطن من هذا الجهاز؟
Author: عمر التاج
Date: 09-25-2016, 06:06 PM
Parent: #1

تَردّد في الأيام الماضية نبأ إقالة السَّيد حاج ماجد سوار الأمين العام لجهاز شؤون السودانيين بالخارج (جهاز المُغتربين).. فَطَفَر مرةً أخرى السؤال الملحاح.. أيُّهما أولى بالإقالة.. أمين الجهاز.. أم جهاز الأمين؟
لا يجدي تغيير أمين جهاز المغتربين أو حتى تغيير جميع مُوظّفيه.. فالمشكلة ليست في الإدارة ما ظَهَر منها وما بَطَن.. بل في أصل وجود هذا الجهاز المُؤذي –جداً- للسودانيين كلهم فَضْلاً عن المُغتربين.
من أول يوم ظهر فيه هذا الجهاز للوجود كان (الفهم) أن يكون شباك صيد تقنص بأقصى ما تيسّر من جيوب السودانيين المُغتربين.. وكانت أموالهم تنزع بلا رحمة.. في صفوف مُتطاولة تحت هجير الشمس وإجراءات عقيمة ملطخة بالإهانة والإذلال..
صحيحٌ تطوّرت المباني شيئاً ما وتوفرت بعض البيئة الأقل شراسةً.. لكن يَظل (الفهم) قَائماً على ما كان عليه.. استحلاب مدخرات المُغتربين بإجبارهم على المرور عبر بوابة هذا الجهاز كلما عادوا إلى الوطن.. حتى أصبح بعض المُغتربين يُفضِّلون أحياناً تجنب العودة في العطلات خشية هذه البوابة المغناطيسية الجاذبة لأموالهم..
والمُثير للدهشة، أنّ الجهاز يجبر المُغتربين على المرور به في مقره بالسودان.. وعندما يحتاج الترويج لبعض خدماته يسافر إليهم في مهاجرهم!! والفكرة واضحة..!!
الآن يزداد الهَم على المُغتربين.. ظروف دول المهجر تغيّرت كثيراً.. بعضها سن ضرائب ورسوم جديدة.. وأخرى عزت فيها الوظائف والأجور تدنت.. وثالثة صارت تضيِّق الخناق على تحويلاتهم.. فأصبح (الهَم بدل واحد يبين همين) هموم الغربة القاسية والعائد المادي المُتناقص.. وهَم العودة إلى الوطن إما مؤقتاً في عطلة فتطاله يد جهاز المُغتربين الغارمة.. أو نهائياً في وطن بات سوق العمل فيه أضيق من سم الخياط.. والمعيشة فيه نارٌ حامية.. تزداد سعيراً كل صباح يوم جديد..
كل دول الدنيا الرشيدة تستثمر في مُغتربيها وتقدم لهم كل الحوافز والخدمات التي تشجعهم على (استثمار) مدخراتهم في بلادهم.. وأقول (استثمار) بكل ما تعني هذه الكلمة من حُرية الاختيار وجاذبية الرغبة.. بل دولة مثل لبنان لديها أكثر من (15) مليون مغترب تعتبرهم في عطلاتهم في مقام السياح بما ينفقونه من حُر مالهم وحُر إرادتهم.. حتى أدخلت مفهوماً جديداً للسياحة.. (سياحة المُغتربين) الذين يضربون عصفورين بحجر.. زيارة الأهل والتمتع بدفء أحضان الوطن.. وضخ مواردهم من العُملة الأجنبية في عروق وشرايين الوطن من أجلهم أولاً قبل بقية أبناء شعبهم..
ما زلت أنادي، يجب إصدار قرار وبأعجل ما تيسّر بحل وتصفية جهاز المُغتربين.. من أجل الوطن أولاً قبل المُغتربين.. فهذا الجهاز حائط صد يحجب عن الوطن أبنائه..!!
متى يرتاح الوطن من عبء هذا الجهاز الخانق!!

24-09-2016