إزالة أجمل لافتة في السودان..

11:55 PM September, 25 2016 سودانيز اون لاين
محمد المرتضى حامد-
مكتبتى
رابط مختصر

الأصل 2010

البديل 2016

في 2010 وفي برج العذراء احتفلت بتلك المشاتل
في 2016 وفي برج الفجيعة بكيت رحيلها،
نعم وئدت
تعازينا الحارة لكل من شاركني البوست أدناه
والذين تغنوا يومها بالزهور والورد بصوت الخالد ابن شلعوها الخوالده آن لهم أن يثكلوها بمناحة هجين الدرن والسيل..
مناحة بلون الطحالب وسيمفونية الضفادع ..
نحن نتجه (في صراط خيبتنا بخطى حثيثة إلى مداخل المحن)..
والقبح والإحن.

أجمل لافتة في السودان.أجمل لافتة في السودان.

عندما شاهدت اللافتة أعلاه في 2010 تفاءلت بسذاجة أحسد عليها
بأننا دخلنا العصر الهولندي وأننا حتما بدأنا نتلمس أسباب الجمال وأننا غادرنا نفق القمامة المنتن
وأن الميادين التي تقلصت حتى لم يعد المتاح من الأكسجين يكفي لتنفس أسرة حاصرتها الجُدر ،
ظننت ، وليس كل الظن إثم، أن كل هذا قد ولى وأننا سنصبح جيرانا للخزامى والأقحوان.

بعد ست سنوات تأكد لي صدق المثل الذي تفردنا باكتشافه أن (العرجا لمراحا.). وأننا أولى
من غيرنا ب (الزبالة) في ظل قانون الإنسجام والتماهي..
الحال من بعضو..

صباح الورد يا أستاذ وعيدك مبارك ياخ أنت لابد وين في هادي الدنيا المشرورة ؟ سلام شديد والله
وح أرجع ليك لي قصة الشمام المفروش في الدلجة وأصبع ست العصيدة الداخل في النخرة .. حولا

سلام يا مرتضى،

Quote: البديل 2016

ده الأصل وليس البديل .... مار أيته في 2010 كان حالة مؤقتة لا يمكن استمرارها.

إنت قايل الكوليرا غلطانة علينا؟

ذلك الشاعر المسطول
صاحب لامية امرؤ القيس
كنت اتوقع انه ماسورة كبيرة
ماسورة على غرار عنترة العبسي
والذي ( ثقب امخاخنا ) بقصة حب يدرك جيدا انها فاشلة
مما جعلنا نقرا في معلقة ليست ذات جدوى
حيث لم تكن هناك اي قواسم بين البطل والبطلة
وعبلة كانت خمجانة ومفترية جدا
وتلعب كثيرا بمشاعر عمو عنترة
ربما تستغرب اخي في هذه الهضربة البعيدة عن اللوحة
وعن الجمال
وعن المشاتل
صدقني لم اتعاط اي حبوب للهلوسة
ولا الراجمات
ولا الكلوروكين
انما قابلت عراقية وجهها بلون الاناناس
فيها كل تفاصيل لامية امرؤ القيس
وكان هذا المخلوق العجيب قد فصل قصيدته على مقاس وتقاسيم تلكم العراقية الجميلة
اتتني باكية
بل تشهق بالبكاء حينما كنت ادير مشتل زيونة
وهو يقع في حي الضباط ببغداد
توقعت للوهلة الاولى ان زوجها قد استشهد
وانه ذهب من الحور العين الى الحور العين
لكنها فاجاتني بانها تبكي على نبتة ( الدراسينيا ) !!
هذه النبتة الظلية
التي تتدرج مابين الفوشي والاخضر هي التي ابكت العراقية
لانها ماتت !!!
قالت انها جزء من حياتها
وتفاصيلها
وذكرياتها
وبعضا من انفاسها
ويشهد الله ان دموعها التي سكبتها في مشتلنا
اعادت الحياة الى بعض الشتلات الصغيرة
ياليتها لو ذرفت دموعها بجوار الدراسينيا!!!
يا اخي
اجمل اللافتات تلك التي ينحتها قلمك الاخضر على حواف قلوبنا
فيحيلها الى مشاتل
وحقول شاااااسعة !!!

عثمان موسى ..
الله يديك العافيه ويزوِّرك المصطفى ويبعد عنك المناظر الشينه..
كلما هبهب السمحين نسيما نفخ اللئام في النسيم سخانه..
(من قصيدة محرقة القمامه لشاعر التنين النيروني الفريد في لهبو)
أخوك بخير وأحمد لهذا البوست أن أخرجك من الخندق..
والله كنا حارينك في الزين بعيدا عن الأذى والشين الذي انتظم عاصمة البلاد وحال العباد..
يا عثمان مزعلني المشتل ، وهو المنظر الوحيد الجميل في حينا، زرت الموقع فوجدت الزهر قد ولى
وتلاشى مثل معظم الأشياء الجميلة في البلد ولا شك عندي أن أصحابه بذلوا الكثير كي يبقى
لكن الشديد القوي دفعهم للخروج فحل البعوض والناموس والذباب والضفادع وشبه أسياف
العُشَر والمتسلقات محل الزهور والورود ونباتات الظل والعطر، وزي ما شايف البارحونا
راحو خلونا للأذى والردى..

أتمنى أن يكون المشتل انتقل لبقعة سعيدة غير برقة ثهمد هذه حالفها الحظ أو يكون الغياب كله مجرد
استراحة محارب (بالنسخة الحميدة) .
الراجح أنه لم يعد للإنسان العادي الماعندو ضهر ما ينفقه على الورود فقد خسر آخر معاركه مع الرغيف..
الله يكضِّب الشينه..
إنا لله وإنا إليه راجعون..

الزهور بسمت لينا
زهرة الروض الظليل
زهر الرياض في غصونه ماح
ثم فاصل آخر من فصول المسرحية
وسط الزهور متصور
الزهور والورد
ألخ ألخ ألخ
وفجأة أنتبهنا .. قنبلة:
سماحة الزول في الطول والعلا
جريت ليه حفيانة
ضربت ليه تلفون
الشريف مبسوط مني

اسدل الستار .. الفصل الأخير من الكوميديا السوداء (قصة لافتة وحقبتين)
مش قال ليك (في 2010) : ثم افترقنا وكأني ما كأني
جاي تكوس شنو هسه (في 2016) يا مستشار

قمت تاني تبحّت .. غايتو يوم بتعوق ليك شفيف
ودام عدوك مغبون

نحن نتجه يا مولانانحن يممنا شطر القبح الحرام عديل كده وصلينا صلوات منافقين .. معقول هذه مناظر تطالعها اعيننا كل صباح ونظل نغني لشاطي النيل الجميل وللزهور والورد و للمقرن في الصباح ولمداعب الغصن الرطيب .. وللجمال والحب في بلادي بنفس منوال الاغنيات ...اغنية الحاضر هي كما غني صلاح محمد عيسي (كان في الماضي)

أبو الريش..
كان لابد أن تزال تلك اللافتة اللفتة الفلتة حتى تستقيم الصورة العامة لأن بقاءها في ذلك الحي
الأمدرماني (الراغي) لاينسجم مع اللوحة التي رسمتها الأمطار وأكياس القمامة وما تحويه الخيران
من أهوال ، وجود اللافتة هناك يعتبر عملا سورياليا بايخا بكافة القراءات ومختلف المدارس ..
وجودها يُعد فعلا غير موفق على المستوى الصحي فربما يفضي ، خُلعة ساكت، لانفصال شبكي
لكل من أوتي حسا سليما ووجدانا معافى أو حتى من كانت عينو حمرا وشراره برتبة منقد في الصقيعه..

كنا صبية حين بنى الكوريون قصر الشباب والأطفال وشيَّد أهل شاوشيسكو قصر الشعب فكانا لثغر أمدر
كقوس النصر على بدايات الشانزلزيه، والآن في كهولتنا شهدنا خراب الصرحين الممنهج ضمن حملة القبح
المكبرت التي لم تستثن شيئا ، حتى بدأ يساورني أن الجماعة آلوا على أنفسهم محو كل إنجازات دول
الشيوعيين الحلوين موديل السبعينيات ناس ماو وإيل سونغ الكمبلوا وعرضوا..
ما كنت أحسب أني في أحلك كوابيسي سأرى ما رأيت هذا الخريف وأكياس العفن تطفو أمام كشك كئيب
يتبول ذوي الحاجة خلفه وكتب عليه بخط يتماهى مع الحال ( ملك الأقاشي – بخبره نيجيرية) ، رددت في
خاطري : يا بوكو..حرام عليك.
يقولون ، ما أشقى من كان بذاكرة قوية وماض تعيس، لكنني أرى أن سيد الأشقياء من كان بماض جميل وحاضر
لايسعك معه إلا أن تردد مقولة شاعرنا اللطيف الراحل حسن الزبير ( إن شالله القيامه تقوم).

السلام عليكم عاشق الجمال ، مولانا محمد المرتضى و ضيوفك الكرام
مجموعة مشاتل الأحباب ملك لعمنا شوقي متعه الله بالصحة و العافية و أسرته
كان موظف بالغابات و بعد التقاعد أنشأ أول مشتل ، و كان من أوائل المشاتل بأم درمان
يتشارك في العمل ده الأسرة كلها و قام بالعبأ الأكبر فيه الإبن الأكبر أحمد شوقي ، له الرحمة و المغفرة فقد كان رحيله و هو في ريعان شبابه ، فاجعة للأسرة و لجميع من يعرفه و تعامل معه سواء في مجال المشاتل أو الحياة العامة .
كانت لهم مجموعة مزارع خاصة ينتجو فيها جميع أنواع الزهور و أشجار الزينة و تجد عندهم أشجار نادرة قلما تجدها في المشاتل التانية
الإبن محمد شاب طموح قام بمساعي كبيرة لتطوير العمل و جرب زراعة الزهور بواسطة البيوت المحمية ، و زار معارض للزهور في عدد من الدول . و شقيقه الأصغر عمر أيضاً ذهب في نفس المجال إلى أن زهج من البلد كلها و إغترب.
تحية مني خاصة لمن وقفت و أعطت بلا كلل أو ملل و بلا حدود لهذا العمل الشاق و المرهق ، فلها الإعزاز و التقدير.
شاركوا في كل المعارض الخاصة بالزهور و أشجار الزينة و حازوا على جوائز عديدة سأحاول الحصول على صور لأعمالهم المتميزة.
و لهم عدد من المشاتل في العاصمة من ضمنها الإنت زرتو في المهندسين و الأساسي في ودنوباوي
وبالمناسبة يا مولانا مشتل المهندسين تم تحويله لمقر في نفس المنطقة و قريب من الأول .
( الأحباب ) وصف للجماعة البيخرج معاهم العم شوقي للدعوة في سبيل الله بالحكمة و الموعظة الحسنة

شيخنا أبوحراز ..
لا أغالي إن قلت لك أن كتابتك الوسيمة أعلاه تشبه التفاتة باسمة من حسناء أثناء مرورها الساطع بالمتسكعين في
زوايا المدارس (كنا نسميها الأركان حرب) المتكئين على دراجات الرالي والفونيكس أيام الثانوية المجيدة،
مشاركتك تعيد لي الثقة في أن يستعيد المنبر طعم أم جنقر الرمضانية أو بالميت كده آيسكريم من Pinkberry ،
مشاركة تدعم الكوليسترول الجيِّد HDL الذي انحسر في الآونة الأخيرة مما أفضى إلى حالة احتشاء حاد في قلب المنبر.
غايتو ربنا يديك العافيه وأنت تحمل مطهرا ومصباحا تضئ به عتمات الدروب حتى لأولئك الأعزاء الكنا بنقول
عليهم ناس كهربا وعمال نظافة وجماعة نقرزان..
المقاربة والمقارنة حاشاها السطلة فهي واضحة وترسم المشهد لكل من ألقى السمع وهو شهيد، وأتفق معك
أنه لاتوجد أي قواسم بين البطل والبطلة والشئ الوحيد الذي دفعني للتمادي في أحلامي الخُضر هو (فُسحة الأمل)
التي طالما استصحبناها عندما سد علينا التتار (أفواه الطرق) وفقا لتعبير الطيب صالح .

(دراسينيا) وعراقية بلون الأناناس؟
والله أغمضت عيني لأطابق الأناناس و (طعمُه) على بشرتها وفي خلفية ذاكرتي تعلقها بالخميلة فانبسطت بلاتحفظ
وأقولها ولاهماني شي، لأنو البريدن الياسمين ، خلافا لعاشقات الدهب، في معظمهن سمحات ، وخارج النص أقول ليك
ألوان الأناناس والأصيل والكاكاو ، حسب إحداثيات المفاعل النووي سواء كان في باهيا أو نواكشوط أو بغداد، ألوان تسكرني
وتخرجني عن جسدي الأرضي الزائل باتجاه البرزخ، وتفريعا على هذا أقول ليك: تهانينا على اللون.

ما الذي أصاب الكون يا عزيز، لو سألت السيدة الأناناس اليوم ستقول لك ليت عراق السياب والجواهري الذي شهدته
يعود يوما ليرى ما فعل التتار ، كل زمن له تتاره ونيرونه يا (أبوحراز) فهناك من تخصص في صناعة القبح والوجع
الخرافي وجولة في طرقات عاصمتنا تكفيك للتأكد من مقولة فاقد الشئ ، لكن وبذات القدر لا أستثنينا من الذي يجري
فقد شاركنا بشكل جاد وبصورة مباشرة في إحداث الكارثة، إي والله ، نحن العَجَنَا ولخّينا الزبالة فلنستنشق (عبق)
العجين الهجين ملء خياشيمنا ولنتوقف عن ترديد يا نسيم بالله أشكيلو.

هسه يا (أبوعاقله) لو كُلِّف أي مخرب أن يقوم بالخراب الشايفو دا هل كان سيؤده بهذا الإتقان؟

قصر الشباب والأطفال لم يعد قصرا ولم يعد شكله أو محيطه يبعث في نفوس الأطفال والشباب سوى الخوف وفي نفوس جيلنا إلا الحسرة.



فكان هكذا حتى أواخر الثمانينيات



وأصبح هكذا في القرن التائه والعشرين ..

آخر مرة دخلت فيها هذا الصرح كانت لمشاهدة (نبتة حبيبتي) في ثمانينيات القرن المنصرم

(ثم افترقنا وكأني ما كأني) كما تفضلت.

كل ما يذكرنا بالزمن السمح تم تشويهه بشكل ممنهج..

كل شئ..

إنه زمن الزهايمر..

.

(نحن يممنا شطر القبح الحرام عديل كده وصلينا صلوات منافقين .. معقول هذه مناظر
تطالعها اعيننا كل صباح ونظل نغني لشاطي النيل الجميل وللزهور والورد و للمقرن في الصباح
ولمداعب الغصن الرطيب .. وللجمال والحب في بلادي بنفس منوال الاغنيات ...
أغنية الحاضر هي كما غني صلاح محمد عيسي (كان في الماضي)

يا الفاروق،
مررت بمراتع صبانا بالحي الذري الذي قدم للعالم عبدالرحمن الريح وسيد عبدالعزيز
وإبراهيم عوض والجابري والمريخ والهلال وغيرهم من الأفذاذ في قائمة العماليق الطويلة وزرت
مدرسة محمد حسين التي يقوم نفر كرام من خريجيها البررة بإدخالها إلى غرفة العناية المركزة
قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة والحمد لله أن المولى وفقهم فبدأت تتعافى، لكن الحي الذي أعرف لم يكن
هناك..
عندما أقول أننا شاركنا في الخراب كنت أعني ما أقول فالنظافة سلوك شخصي ،
تدخل البيوت تجدها مقبولة والآيفونات أكثر من ( بسكويت ساتي) و (الأمور طيبه) قياسا بالإمكانيات
لكن الطرق والأزقة ما عندها وجيع، التشجير لا مكان له في قلوب السواد الأعظم ، الحدائق والميادين
باعتها الإنقاذ ، ألم يقل أحدهم (لقينا "الحِتَّات" كلها باعوها)؟ رائحة الفل التي كانت تجمِّل مساءات
حي العرب والمسالمه مصحوبة بغناوي المساء استبدلت بنقيق الضفادع وكنفوي الركشات..
وتحت عنوان (لا لدنيا قد عملنا نحن للدين فِداء ) كان الشئ الوحيد الذي ازدهر مقابر البكري..

شكرا يا كمال على كلامك الذي قلل من قتامة الصورة وتحايا للعم شوقي
وأكاد أرى أي نوع من الناس عمك شوقي..
رحم الله أحمد وأمد في عمر الأخضر المخضرم شوقي وحفظ محمد وربنا يديم على هذه الأسرة الوزارة
جمال الحس وأصالة المثابرة والمصابرة في زمن الكوليرا والتصحر والعمولات والخماسين والمفسدين ،
والله يا كمال أفرحتني بأن تلك الأسرة الوردية ما زالت ترعى الزنابق وتسقي البراعم وتعمل ضد الغبرة
والجفاف في زمن التحاريق المريب.
سرني توضيحك وتأصيلك لإسم المشتل ووفاء العم شوقي لرفاقه (الأحباب) ، رفاق الحكمة والموعظة
الحسنة وهم ، دون شك ، من راتقي ما انفتق في أوزون نفوس البشر والطبيعة ، وهذا خير ما يمكن أن
يقدمه الأماجد من أبناء الوطن لهذا البلد الذي لايستأهل ما يفعله به الجاحدون من بنيه..
أكرر شكري يا كمال وبلغ عني الأسرة تحايا بعطر السوسن وربنا يحفظهم جميعهم ويبقيهم
كمصدات لرياح السموم وأطباء للبيئة والبصر والبصيرة.