ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبنا ، فجأة ، قبل ان نكتبها..!!

ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبنا ، فجأة ، قبل ان نكتبها..!!


09-10-2016, 09:12 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1473495137&rn=8


Post: #1
Title: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبنا ، فجأة ، قبل ان نكتبها..!!
Author: Kabar
Date: 09-10-2016, 09:12 AM
Parent: #0

09:12 AM September, 10 2016

سودانيز اون لاين
Kabar-كـــندا
مكتبتى
رابط مختصر


الى روح ول ابا محمد عبد الله حرسم ، وكأنما حالنا يحكي: ياخذنا الغياب بعيدا عنك ، فنكون نحن الموتى وانت الحي فينا..مقامك زين يا صديقي وربنا يجمعنا بيك في الأعالي الطيبات..

هكذا يا صديقي هي تلك الفكرة ، ثمة مسرحية واحدة نعجز ونتناسى أن نكتبها ، فتأتي هي لتكتبنا وتكشف عنا.. فنكون بين امدين في الرحيل ، في مراقي البرزخ الطويل، امد غيابنا ، وامد البكاء عنا ، ومن يبكي يدري انه سيأتي دوره..





كبر

Post: #2
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: Kabar
Date: 09-10-2016, 09:14 AM
Parent: #1



ما قبل المشهد الأخير ، بقليل:



كانت اخر مفاهمة ، معك في خيطك لهيب الشوق، ، المفاهمة ، هي قطعة تتعرى وتكتب ذاتها بالوضوح والرسوخ ، فقلت فيها ، بعض مع قلت ، سأحدثك عن سنما المصري باسم سمرة ، وهو الحديث الذي لم يكتمل ، وربما لن يكتمل ، ولكن من اين جاءت تلك الفكرة ، ولماذا سنما باسم سمرة؟..

نفس المشهد ، الذي تكرر من قبل حينما قلت لك كنت اسمع (اغنية ما دوامه ) لإبراهيم موسى ابا ، قبل أن تنزلها انت وتدعوني لسماعها ، بالضبط ، كنت اتفرج في مجموعة من افلام باسم سمرة ، وانا بين الدهشة واليقين والخوف الخفي والإنقطاع عن عوالم كثيرة عبرتنا وعبرناها في متاهات الجنون والركض المستحيل ، فيلم اسمه (بصرة) ، وانا اتقلب بين المناظر والمشاهد ، حسرة وحزن غامض وخوف وانكسار ، كنت اشاهد باسم سمرة ويارا جبران ، المشاهد الدمار ، الغيبوبة ، محاولة النسيان ، نسيان ما يحدث بين ايدينا وامام ابصارنا ومدارك عجزنا الفارهة ، فيكون الشباب الحالم الذي يحاول ان يكون ، حكاية رجل ترك دراسة القانون وانشغل بفن التصوير ، مطلق ، بعد ان اكتشف ورطة الملل اياها ، يلتقى بامراة تقاربه في السن ، تتشابه ملامح حياتها مع ملامح حياته ، مطلقة ، تشغل ذاتها عن مراراتها الخاصة بفن التصوير ، وحينما يلتقيان ، تقول له: بصرة ، فيهوم ويقول: بصرة العراق..!..وهي المدينة التي كان يصورها ايام الحرب ، فيفتح التلفزيون ويرى اخبار الموت ، ويغلق التلفزيون ويرى مشاهد الموت ، كوابيس ، احلام ، يقظة ، خيبة..!
فتبتسمت هي بغرابة ودهشة وتقول: لأ..بصرة الكوتشينة..!!

في مشهد ثاني ، يتفرج على الأخبار اياها ، فتنحدر منه دمعة وهو يرى ، قناة الجزيرة تنعي صحفي مصور ، كان يعمل معه في العراق ، فيبكي ، فيرن التلفون ، في نفس اللحظة الخائبة ، وعلى طرف الخط يسأله صديقه: سمعت الخبر ؟..البقية في حياتك.. فيقول: اراه امامي..! فيقول الصديق: ماذا ترى امامك ، صديقنا محمد قد رحل (اسمه حمادة في الفيلم).. فلم يصدق هذا الحدث.. ولم تصدق حبيبته هذا الحدث ، ولم يصدق اصدقاؤه وصديقاته هذا الحدث.. هروب وهروب وهروب..!


كبر

Post: #3
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: Kabar
Date: 09-10-2016, 09:17 AM
Parent: #2


المشهد الأخير:



كتبت تلك المداخلة ، التي كنت انوى ان اتحدث فيها ، معك ، عن سنما باسم سمرة ، ووقعت الخروج..في الصباح ، وبعد سويعات قليلة ، كنت مع طفلتي في مكتب طبيبها لمراجعة سنوية تختص بامراض القلب.. وانا في غرفة الإنتظار ، يرن التلفون ، صديق يحدثني بصوت حزين وهادئ وخافت: هل قرأت سودانيز اونلاين هذا الصباح؟.. قلت: لأ..!
قال: خبر حزين للغاية ، لقد رحل صديقك محمد عبد الله حرسم..!

ضحكت.. أي نعم والله ضحكت..ضحكت.. ضحكت..!

ضحكت لأني كنت انتظر ان ترثيني انت يا صديقي ، وانا الآن اعجز ان اكتب عنك رثاءا..ولماذا الرثاء وليس تمجيد الحياة؟..

هي فكرة (الكبسولة) التي اخترعتها انت ، واجترحتها كمفهوم فلسفي يشق طريقه بهدوء..الكبسولة التي هي معنى ومبنى: فكرة مجردة تغتالنا في سجنها ، وفكرة فيزيائية تكبلنا في جغرافيتها التي نسميها ، جزافا ، الوطن..!

عدت اقلب صفحات المنبر ، فكرة السواد يا صديقي ، فكرة السواد ، التي اكتب عنها ، بسرية تامة ، خلال الأربعة اشهر الأخيرة ، وهي كتابة كنت انت في اول قائمة المراسلة التي اقترحتها لذاتي ولكتابتي لكي تراها ، ومعك على عثمان عبد الوهاب ، وقلة قليلة من الصديقات والأصدقاء هنا ، نعم يا صاحب ، كنت اكتب عن الموت كفكرة بسيطة فيها المفارقة والسخرية واليقين ، واساس التجربة ينطلق من فضاء التفاعل الذي يسمى سودانيز اونلاين.. ضحكت يا صديقي ، ضحكت كثيرا ، وعجزت عن فعل سنتي المؤكدة في تمزيق الكتابات الحزينة التي اظنها ساطعة بالوضوح لحد الإحتراق..!

قلتها لإشراقة مصطفى واماني عبد الجليل (الجندرية) من قبل ، ذات سواد ما في المنبر ، وانا استشهد باقوال امل دنقل ، في يومية التحرى تلك: لماذا السواد؟.. ونحن امهاتنا واخواتنا ، عند الموت ، يكون الحداد بثوب الدمورية الأبيض ، الناصع البياض..؟.. يا لها من مخاضة قاسية ستدخلنا في متاهات الهوية والبحث عن معنى السوداني فينا ، المعني الذي يتبدى واضحا ، لدرجة اننا لا نراه ، ونجازفه بمفاهيم من شاكلة (اخضر قيافة)..!!

كبر

Post: #4
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: Kabar
Date: 09-10-2016, 09:19 AM
Parent: #3






كبر

Post: #5
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: Kabar
Date: 09-10-2016, 09:22 AM
Parent: #4


بعد المشهد الأخير:


الحزن الصادق ، احيانا ، يأتي بدرجة الإشراق الخاطفة ، فنعرف ذاتنا لبعض من الوقت ، ثم نمضى نختار الغيبوبة والتكاسل..نعم يا صديقي ، في البدء سميتها (نكتة الموت) ، فضحكت ، وتوازنت ، وسميتها (فكرة الموت) ، ثم عدت حزينا ، وانا مشتت بين الممكن واللاممكن ، اليقين واللايقين..!
وفي مثل تلك اللحظات ، تكون القراءات ، والأسئلة الحائرة.. الفلسفة والموت ، فكرة الموت في الأديان السماوية وغير السماوية ..وحينما يكون الإنسان بعيدا عن الموت ، يعرف كيف ان يجعل من الموت موضوعة فلسفية ، فكرية ، اخلاقية ، دينية ، جمالية..!

اديان الشرق ، تذهب الى ان الروح خالدة ، بعد الذهاب المؤقت (شفت بهاء الفكرة كيف) ، تعود الروح في بناء (جسد) اخر ، فقد تغدو وردة ، شجرة ، قط ، طائر حر طليق لا حدود لبصره الحاد ، صخرة تكتب اناشيدها الحنينة الخاصة ، قطرة ماء تغني وتوهب الحياة..!
في الأديان السماوية ، نفس الفكرة ، فكرة الحياة الأخرى ، ولكن بطريقة اكثر صرامة ، حيث الجنة والنار ، والعقاب والحساب ..أي نفس فكرة الخلود ، لكن بطريقة مواربة ..!

ثم..

البرزخ ، نعم البرزخ ، وايام شبابي ، كتبت قصيدة لحبيبتي وعنوانها (البرزخ الطويل) ، واكثر من حاججني فيها اصدقائي الصوفيين.. لأن الفكرة عندهم واضحة : البرزخ هي المسافة بين الموت والقيامة..!..وكنت اظنني اكثر توافقا واتساقا ، لأني رأيت أن برزخي طويل ..طويل.. طويل.. وفي الذهن أنها مسافة محكومة بالزمن والمسافة..!

بيد أن اهل الصوفية ، يجعلون للموت الوان زاهية: الموت الأبيض ، الموت الأسود ، الموت الأحمر ، الموت الأخضر ، الموت الإختياري ، الموت الأصلي ، الموت العارض ، الموت المعنوي..!
وحده الخيال الإنساني ، تحديدا الخيال الصوفي ، ذلك الذي يستطيع ان يفرق بين هذه الألوان الزاهية والمتعددة للموت..!

ضحكت لنفسي ، وضحكت نيابة عنك ، وانا اتذكر ، في مغبة المحنة وتفاصيلها ، فكرة ذاكرتنا الشعبية عن الموت الأحمر ، الذي يغدو مجرد تهديد كاقصى انواع الموت ، فظلت الفكرة موجودة ، وان كان معناها واستخدامها بعيد كل البعد عن مفهوم الموت الأحمر..!

كبر

Post: #6
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: Kabar
Date: 09-10-2016, 09:26 AM
Parent: #5


ما قاله المسرح:


وهي وشاية ، ضمن وشايات صغيرة ، حدثتك عن اطرافها لماما ، بعض اقوال الدراما السودانية ، مسلسل حوش النور ، الذي كنت انتظر ان احدثك عنه بهدوء..
شخصية مامون (يؤديها جمال عبد الرحمن) ، مجذوب يرى الحق كبرق يسطع بوضوح عاجل ويغيب على الكثيرين ادراك المعني والمشهد ، بعد ان دفن حاج النور ، ذهب وحده ، مأمون ، جلس امام القبر ، وهو يقول: وسدوك التراب ومشوا خلوك..!
فيعدد صفات حاج النور ، ويختم حديثه قائلا: عقب نلاقيك في مقام زين يا حاج النور..!

عقب ، نلاقيك في مقام زين ، يا صديقي يا محمد عبد الله حرسم..!

هل سأؤجل الكتابة التي كنت اتمنى اشركك القراءة فيها ، وانت سيد العارفين: الكتابة عن احزان الماء (حرفيا ، الماء يحزن ويفرح ويصمت..!!) ، او فكرة وجود معارف النبي سليمان في التحكم في الريح وتصريفها كما يشاء..كما هو اخر تفسير متداول لأحداث سبتمبر الشهيرة التي تأتي ذكراها الخامسة عشر بعد ثلاثة ايام من ذهابك..!!

عقب ، نلاقيك في مقام زين ، يا صديقي يا محمد عبد الله حرسم..!

ساذهب الى النار ، يا ول ابا حرسم ، لسبب بسيط : لكي أراك ترثيني..!!

اين علي عبد الوهاب عثمان؟..

كل الحب لتلاميذ وتلميذات محمد عبد الله حرسم ، لصديقاته واصدقائه ، لأهله واسرته المكلومة..ولأهالي سودانيز اونلاين ، فلقد كان نجما يعرف كيف يضئ بصمت وهدوء وملهم ، وهو الآن نجما اشد لمعانا ، وليتنا ندرك ذلك..!

كبر

Post: #7
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: Kabar
Date: 09-10-2016, 09:34 AM
Parent: #6

مسرحية ، تبدو لؤهلتها الأولى ، مرعبة ، ولكن يظل ليها جمال الخاص




كل الحب يا صديقي..

كبر

Post: #8
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: محمد حيدر المشرف
Date: 09-10-2016, 11:16 AM
Parent: #1


كنت في انتظار هذا الرثاء ..

رحم الله حرسم ..

Post: #9
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: احمد حمودى
Date: 09-10-2016, 11:23 AM

له الرحمة والمغفرة وصادق العزاء لمحبيه

Post: #10
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: Hussein Mussa
Date: 09-10-2016, 11:48 AM
Parent: #9

...هنا بيت البكاء ,فلنحضر جميعا هنا لنعزي كبر ونعزي انفسنا ونشيل الفاتحة في روح فقيدنا سائلين المولي عز وجل ان يغفرف له ويغفر لنا..يرحمه ويرحمنا...ان يتغبله ويتغبلنا وهو راضي عنا...مادوامة...

Post: #11
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: Hussein Mussa
Date: 09-10-2016, 11:53 AM
Parent: #10

...هنا بيت البكاء ,فلنحضر جميعا هنا لنعزي كبر ونعزي انفسنا ونشيل الفاتحة في روح فقيدنا سائلين المولي عز وجل ان يغفر له ويغفر لنا..يرحمه ويرحمنا...ان يتقبله ويتقبلنا وهو راضي عنا...مادوامة...

Post: #12
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: Muhamed Hassan Abdalla
Date: 09-10-2016, 01:11 PM
Parent: #11

له الرحمة حيث ما كان حرسم اكيد في مكان جميل بشبهو

وقدر ما حزنت علي رحيلو كان بخالط حزني اشفاقي

عليك يا كبر لمن تسمع الخبر

ادلق لينا الحب والفكر والثقافة والحرف و باختصار

ورينا حرسم ووصفو لانو البينكم من حب غير الباقيين

كلهم



















Post: #13
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: عبداللطيف حسن علي
Date: 09-10-2016, 01:29 PM
Parent: #12

علينا ان نشكر التطور، قد منحنا اجساما ينقصها كل مقومات الحياة الجيدة

لكنه منحنا التكاثر في المقابل

لابنائه واهله ولك انت خالص التعازي ....

Post: #14
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: Kabar
Date: 09-11-2016, 02:35 AM
Parent: #13

الأصدقاء..
محمد حيدر
احمد حمودي
حسين موسى
محمد حسن عبد الله
عبد اللطيف..
لكم كل الحب وانتم تعبرون هنا..
ولصديقنا محمد عبد الله حرسم ، السلام وكل السلام..

Post: #15
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: Kabar
Date: 09-11-2016, 02:38 AM
Parent: #14



موت إنسان


عبد الحميد البرنس نشر في الراكوبة يوم 09 - 09 - 2016

راجعت مسودة رواية، قليلا. فأنا كما يقول أصلان أكتب بجسدي كله. طويت الكومبيوتر المحمول. وقد ظننت أنني لن أعود إليه قبل يوم الأحد القادم. لكن موت محمد عبدالله حرسم أعادني إلى الكتابة بعد سويعات. كنت أختنق من فجيعة على رحيل إنسان لم ألتقه إلا عبر كتاباته كما تطالعنا بها مواقع من الشبكة العنكبوتية هنا وهناك. وكان ذلك وحده كافيا لإدراك حجم الخسارة.
في البدء، أخذت أسمعه من بعد حتى أتبين أبعاده كصوت (بدا) منفردا في البريّة. ولما تبين لي أنّه أصيل بما تنطوي عليه الأصالة عادة من غربة أصابني أسى أن المواهب في بلاد كبلادنا قد لا يسع عمرها (الممحوق) لتكوين صوتها الإبداعي الخاص. جهود كثيرة وطاقات مهدرة تتبدد في مكافحة ما هو عابر محدود ثانوي (مقيد بالضرورة) مغرق في سطحيته وخال من عمق.
أكثر ما تتجلى أصالة حرسم في جرأته على طرح تساؤلات محرضة على التفكير وإعادة النظر في ما هو في موضع البداهة نقديا دون ادعاء بامتلاك إجابة نهائية وقاطعة. ودون تسليم (وهذا من الأهمية في تصوري) بما يفرضه حقل أحكام القيمة المسبقة المشبع بالكسل الذهني وسلوك القطيع وشِراك الأيديولوجي المفخخة. وطاقة الحبّ وحدها جديرة بالسمو بالإنسان إلى مثل هذا المصاف.
رحمه الله



Post: #16
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: Kabar
Date: 09-11-2016, 02:42 AM
Parent: #15



عن طقوس الوداع الباهي:


هي يا صديقي ، مثل عادات كثيرة جميلة في الشعوب حولنا في هذا الكوكب الذي يملؤه الدمار والعنف ، فيكون افضلنا من يرحل نقيا بعيدا عن بحور العنف المتلاطمة..!
بعضهم يا صديقي ، يرمون شموع صغيرة مضيئة في البحر ، ويتركونها تمضي مع الريح تنشر الضياء الصغيرة ، فتغدو كما اليراعات الصغيرة التي تلمع في الظلام القاهر ،
هكذا تبدت المنابر السودانية من بعدك يا صديقي، تنشر اسمك كشموع صغيرة جميلة مضيئة وهي تمضى بقوة في لجة الظلام الدامس..الم أقل لك نحن الموتى وانت الحي فينا..

ذكراك ، كما اجراس صغيرة تعلق في الأشجار الخضراء ، تعلق في ابواب البيوت الصغيرة ، فتأتي الريح وتحركها وترسم ايقونة نغم جميل حنين ، تكتبه الريح وهي تعبرنا ، فتذكرنا بما لا نرى أو ربما نرى ونعجز أن ندرك..!

وتلك الحكايا البواقي التي كنت انوى احدثك عنها ، ظلت صغيرة ومريرة واشاراتها متعبة..!

قمت قبل ستة ايام بالتحديد بتحديث مواضيع مكتبتي في سودانيز اونلاين..وتوقفت كثيرا عند محطة حواري معك عن المثقف ، المدينة ، الحرية ، المسرح ..توقفت كثيرا يا صديقي ، وانا كبشر عاجز عن قراءة ما يأتي بعد ايام قليلة..!
فهي الإشارات يا صديقي ، تاتي ونمضى نعبرها ، وهي تعبرنا باسمة على قلة حيلتنا ومحدودية طاقتنا في التجلي والبهاء والإستشراف..

محمد يا اصدقائي وصديقاتي ، كان نحلة من النشاط ، ينثر عبيره وكلماته الجميلة بيننا ، كانت له قدرة فائقة على صيرورة الكتابة ، يكتب في (بيادر) مجلة منتدى ابها بالسعودية منذ العام 2003 ، تفوز بعض اعماله بجائزة ذلك المنتدى الأدبي ، يشارك في النشاط الأسبوعي في منتديات السودانيين بجدة ، يكتب في المنابر السودانية : عكس الريح ، سودانيات ، دنقلا ، مقرن النيلين ، الراكوبة ، دبلا الخضراء ، ملهم كردفان ، سودانيز اونلاين..!

فهو مثل تلك الشموع الصغيرة التي كانت تنتشر في البحر وتذهب مع تيار الرياح وهي تنشر الضياء في ابعد ما تكون المسافة ، او مثل تلك الأجراس الصغيرة التي تصدر انغامها لتبشر البعيد البعيد برحابة المكان..!
جمعت له موسوعة التوثيق الشامل ، وموسوعة الشعر السوداني ، كثير من اعماله الشعرية التي كانت تمضي بيننا ، ولازال هناك الكثير الذي يحتاج التجميع من مواقع اخرى ، حتى تكون اعماله في موقع واحد يسهل للناس الإطلاع عليه ، ليس من باب التحسر على من فقدنا ، ولكن لأنها كتابة تستحق القراءة والمناقشة والتبصر..!
بعض المنتديات حذت خطوا حميدا بان جمعت اعماله في مكتبات باسمه ، وكذا نتمنى ان يفعل منتدى سودانيز اونلاين..!

تجربته المسرحية ، لاقت تكريما من اهل المسرح في السودان ، وتم تكريمه بشعار يعترف بجهده وصبره في تطوير الأشياء..وحتى ولو كان تكريما متأخرا ، الإ انه اعتراف بجهده وان كان هو صوفي زاهد لا يعتد كثير بمثل تلك الأشياء..!

ستكون ، دوما ، بيننا يا صديقي : ايقونة القارئ/الكاتب الإشراق ، سنضحك لك ضحكتك حينما يفأجؤنا الضحك المعافى لماما ، وسنحزن لك حزنة حينما نرى الحزن يطوقنا ، سنفرح لك فرحة كلما شعرنا بالإنتشاء من اجل الموسيقى الجميلة ، السنما الجميلة ، المسرح الجميل..وسوف نتونس معك باستمرار يا صاحب..!

كن في سلام وانت في حضرة السلام..

كبر

Post: #17
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: munswor almophtah
Date: 09-11-2016, 03:34 AM
Parent: #16

حرسم يا حرسم من منا يقدر على حراسة كرسى الأدب الذى
جلست عليه بكل أدب وكتبت عن الأدب مالم يكتب عنه وما لم يكتب فيه
تنقلت كما الكنار بين حقوله الغناء منشداً فى كل حقلٍ لحناَ مايزاَ ومتفرد،
عزفت كمانة القص فرقصت عرائسه حاسية حافيه وجدعت الشبال فالاَ
لمن يستحقه ونقرت طبل الشعر فكلّبتْ شَعَرة جِلدنا من ذلك وبرجنا
وعرضنا ونقزنا الصقريه أما النقد فقد لوليته وهدهدته حتى نام على
فَُرشٍ مرفوعة بطائنها من إستبرق وتحدثت عن الأخلاق حتى كدنا
أن نقول نبى فى ذلك الزمان الذى يتفلت فيه دعاة التحررية والإستناره
وميزت بين الغث والسمين الثمين ورفعت كتاب من يستحق فى عليين
مقامك وأقمت حلقات التنوير والتثقيف والتهذيب ووقفت وحدك كلالة
لا تكل من مدنا بالروائع والبدائع وعندك نستجم بعد معارك الخصومة
التى يصنعها هذا المكان ويتصنعها عديمى الصنعة فقراء المعرفه
صغار العقول أصحاب العواطف السالبه من سبارة الإسفاف وسلاف
الكلام الفارغ فى أزمنة الجد والإمتحانات العصيه فيا حرسم سيظل
مكانك شاغراً أبدا ولا أرى فى الأفق القريب من يشغله كما كنت تفعل
كنت فينا كخير الأمور مستقيما منتصبا كما الإهرام تتوسطنا ونخيرك
علينا ولا نختار سواك بديل نسأل الذى سواك وعدلك وفى تلك الصورة
الجميلة البهيه صورك لنا إنموذجاً فريداً من خلقٍ نادر أن يلطف بك
ويعطف عليك ويعزك ويرفع قدرك ومكانك عنده ويعف عنك ويلطف بك
ويدرجك كما الأنبياء فى السراط ويأمر طيور الرحمة أن ترفعك إلى
أعلى الفراديس مع أمثالك من الأتقياء الحنفاء المستقيمين اللهم أجعل
البركة فى أهله وذويه وذريته اللهم لا تحرمنا ولا تحرمهم من أجره
ولا تفتنا ولا تفتنهم من بعده وأغفر لنا ولهم وله ولا حول ولا قوة
إلا بالله العلى العظيم والعزاء لكل أهله والأصدقاء وزملائه أين
ما كانوا و إنا لله وإنا إليه راجعون.


منصور

Post: #18
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: عمر دهب
Date: 09-11-2016, 04:40 PM
Parent: #17

لنا ولكم الصبر فى فجيعته
فلقد كان نسيجا وحده فى التسامح
منذ ان كان صبيا فى الكشافه كنا نشعر بانه كبيرا جدا
رحمه الله
عفوا اخى فلقد نقلت هذا الرثاء الى القروب الذهبى
هكذا سماه عندما اسسه وجمع فيه اصدقاء الصبا




Post: #19
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: muntasir
Date: 09-12-2016, 07:11 AM
Parent: #18

سلام كبر الموت عزال رحمات الله تتنزل على روحه النقية التقية والصبر لكم ولنا ولآله على المصاب

Post: #20
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: Hamid Elsawi
Date: 09-13-2016, 04:34 PM
Parent: #19

كان وجوده بيننا في المنبر شمعة
وحياته كانت رسالة
وحلمه كان وطن
حضورة كان انيقاً
و رحيله كان هادئا و فاجعاً
و مؤلما
و كان بدري عليك يا حرسم

العزاء لكل الزملاء بالمنبر
و لاسرة الفقيد ..
و لك عزيزي كبر ........

Post: #21
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: Kabar
Date: 09-14-2016, 06:32 AM
Parent: #20


منصور..حبابك يا صديقي
كتر خيرك على المرور هنا.. وربنا يسكنه فسيح جنانه..

عمر دهب..حبابك يا صديقي
كتر خيرك على المرور ، وربنا يلهم الصبر جميعا..
مافي مشكلة يا عمر ، يمكنك ان تنقل ما نكتب الى جميع الأصدقاء ، وبلغهم تحياتي والتعازي..
حاولت ارسال رسالة في الخاص ولم اوفق ، وليتك ترسل لي رسالة في الرد اريد ان استشيرك في امر ..

منتصر..حبابك يا صديق
كتر خيرك على المرور ، وربنا يلهمنا جميعنا الصبر الجميل..

صديقي حامد الصاوي..حبابك
كتر خيرك كتير يا صديقي ، وحرسم فقد سوداني جمع حوله طيف من جميع بقاع السودان ، بقدر نقائه وصدقه وبساطته وزهده الحكيم ، وما اقل الزاهدين في عصرنا هذا يا صاحب..
كتر خيرك على الأفكار الجميلة والتي نتمنى ان تكون واقعا في القريب القريب..


التحية لكل الصديقات والأصدقاء ممن عبروا بهذا الخيط عبر المتابعة.. ونعزيهم ونعزي انفسنا في صديقنا الجميل محمد عبد الله حرسم ، وسيبقى بيننا..!


كبر

Post: #22
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: Kabar
Date: 09-14-2016, 06:35 AM
Parent: #21


في كل مواسم العيد ، اهالي امسودان يباركون لبعضهم البعض العيد ، يهنئون بعضهم البعض ويتقاسمون الأمنيات الطيبات بحال افضل مما هم عليه..!

عبارة واحدة يكمن فيها الصدق العظيم ، الذي ينبئ عن شخصية كائن السودان ، وهي العبارة الجميلة (العفو لله ورسولو) ، نقولها لأهلنا واصدقاءنا واحبابنا ..

وكأني بصديقي ول ابا حرسم في فجر العيد يسأل اهل بيته واسرته الصغيرة ، في صباح العيد وهو يقول (العفو لله ورسولو)..وليت اسرته واهله يشاركونه الرد التلقائي: عافين ليك دنيا واخرى..!

لك السلام يا صديقي الجميل ، وانت في حضرة السلام..

كبر

Post: #23
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: عمر دهب
Date: 09-14-2016, 07:48 AM
Parent: #22

سلام الاخ الكريم كبر
ارسلت لك رساله فى الخاص

Post: #24
Title: Re: ول ابا محمد عبد الله حرسم: عن مسرحية تكتبن�
Author: Kabar
Date: 09-14-2016, 08:58 AM
Parent: #23


كتر خيرك يا عمر..

الماسنجر ضيق ، وحاولت ارسل ليك العصارة..

ياريت تشوف معاك اخونا سيف الدين ، واخونا عماد ، وكل القروب الذهبي ، وناس المسرح في بورتسودان ، وسوف اتحدث مع صديقنا الأستاذ الباحث على عثمان عبد الوهاب..!

والتحية للناس السمحة الشافت حرسم عبرنا..وفكرت تعمل حاجة..!!



كلو خير يا عمر ، من اجل وش الخير صديقنا الجميل حرسم..!


كبر