بترجل شيخ العرب الناظر عوض الكريم أبوسن: البلاد فقدت ركن ركين من قادة الإدارة الأهلية ...

05:06 AM September, 08 2016 سودانيز اون لاين
حمد إبراهيم محمد-جدة- المملكة العربية السعودية
مكتبتى
رابط مختصر ارتحل إلى رحمة مولاه جل وعلا، ناظر عموم قبائل الشكرية الشيخ عوض الكريم محمد حمد أبوسن، يوم الثلاثاء 06/09/2016م، بالخرطوم.

ولد الناظر المرحوم عوض الكريم محمد حمد ابوسن ناظر عموم قبايل الشكرية في العام 1948 بالقضارف

ودرس المراحل الاولية بها وانتقل بعدها للدراسة بالاحفاد الثانوية ام درمان

ثم سافر الي الولايات المتحدة وتخصص في مجال الزراعة

وبعدها عمل معاونا لوالده الناظر محمد حمد ابوسن واخيه الناظر حمد محمد حمد حتي وفاته في العام 1996

بعدها عين ناظرا لعموم الشكرية من بعده.

وتميز الفقيد بالحنكة والصبر على معالجة القضايا والحكمة فى القرارات، وحافظ على تماسك قبيلته

وجمع كلمتها فى احلك الظروف وظل حاضرا فى كل مشهد وطني فى وطنه والاسهام فى تطوير امته.

ظل الناظر عضوا في البرلمان القومي منذ نهاية التمانينات وعضوا في لجانه ورئيسا للجان رأب الصدع بين - قبائل دارفور -

واخر مشاركة قومية كانت له ضمن وفد الدبلوماسية الشعبية الذي سافر الي الولايات المتحدة

والتقي رئيسها ووزير خارجيتها. رحمه الله رحمة واسعة والهم اله الصبر والسلوان.

وتم تشيع جثمان الفقيد من قبل جمع غفير الى مقابر الصحافة بحضور رئيس الجمهورية عمر البشير

ونائب رئيس الجمهورية حسبو عبدالرحمن ورئيس المجلس الوطني بروفيسور ابراهيم احمد عمر،

وجمع من القيادات السياسية والوطنية ورموز العمل الوطنى والادارة الاهلية.

تلوي حبالها العبرة حول رقابنا ونحن نعزى انفسنا وجميع المواطنين في الفقد الجلل والقيم النبيلة والكرم والمرؤة والحكمة وشجاعة الرأي.

رحلت عنا: والْقَلْبُ يَحْزَنُ وَالْعَيْنُ تَدْمَعُ ، وَلا نَقُولُ إِلا مَا يُرْضِي الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ وانا بِكَ لَمَحْزُونُونَ.

(إنا لله وإنا إليه راجعون)

*****

حكايتي مع الناظر الشيخ عوض الكريم ابوسن:
الجموع الغفيرة التي اجتمعت لتشييع جثمان الفقيد الناظر عوض الكريم محمد حمد أبوسن؛ ذكرتني بهذه الواقعة،
كنت معيتهم وكانوا معي في مدينة جدة قبل فترة من الزمن، لاداء مناسك العمرة، الشيخ عوض الكريم محمد حمد أبوسن
والدكتور أحمد إبراهيم أبوسن والفاضلة الشيخة فاطمة أبوسن.
المسافة قريبة من حي البغدادية وسوق باب شريف، أقترح الدكتور أحمد ان نتمشى حتى سوق باب شريف ليتسنى لنا رؤية معالم المدينة.
االشيخ عوض الكريم يرتدي زي الشكرية المشهور العمامة الكبيرة والتوب الناصع البياض يلتف حول الظهر ومخلوف من الامام
وترتاح ضفتيه على اكتاف قامة مديدة ووجه صبوح كاشراق ليلة بدر الكمال. ونحن وسط السوق يلتف اناس، رجال ونساء حول شيخ العرب
وابتسامات ندية وترحاب ومقالدة وعمرة مقبولة وحباب شيخ العرب،
الدهشة تتملكني، مطأطئ الراس تقديرا وهيبة لمكانة هذا الرجل، التفت لعلي اجد مساحة من الزمن احادثه،
وانا مبتسما تشرقني قبطة هذا التلاقي الحميم، واسال:
< يا شيخنا الناس ديل بنعرفهم نحن ؟
> نعم بالحيل، اولاد اعم، هم يعرفوني وانا بعرفهم لكن لا شافوني ولا شفتهم، والقلوب شواهد يا حمد..!
< الكلام ده كيفنو يا شيخنا ؟
> آي، يا حمد، الشكرية أكثر قبيلة متسامحة مع القبائل الأخرى، صحيح كانت هناك في تاريخ ما، حروب بين القبائل حول الأرض والمرعى،
لكن قبائل الشكرية ومنذ تاريخ قديم مرورا بعهد العنج والفونج، تناسبت وتصاهرت مع قبائل الشرق وكثير من قبائل السودان الاخرى في مواقعها.
فلا غرابة في ما تشاهده الان في باب شريف، فالشكرية قبيلة جامعة، ترتق نسيج المجتمع السوداني، وتعمل على بذر التاخي والتاز والتكافل والتضامن حيثما وجدت الى ذلك سبيلا.

(طبت حيا وطبت ميتا أيها الرجل الفارس الناظر الشيخ عوض الكريم محمد حمد أبوسن)

حمد

له الرحمة والمغفرة ولجميع اهله وال ابوسن في جميع السودان

جازاك الله خيرا على

له الرحمة والممغفرة ولال ابوسن احر التعازى

نسأل الله له الرحمة و المغفرة و عالي الجنان

له الرحمة والمغفرة وصادق العزاء لال ابوسن فى السودان والمهاجر كافة

الاخوة الأعزاء / علي - مجدي - امجد - أحمد ...

جازاكم الله خيرا ...

فلنسأل له القبول الحسن عندك مليك مقتدر رحيم ...

سبحان من دام له الحال.. سبحان من خلق عبده كل يوم في حال..

كتبه : صادق الرزيقي ..
**الناظر اب سن الوجدان السوداني – تعزية وفد الرزيقات**

الناظر أب سن الوجدان السوداني واحد مهما اختلفت المناطق وتباعدت المسافات، ففي ثالث ايام العيد قام وفد كبير ورفيع من قبيلة الرزيقات (تراب الهين)
المنتشرين في كل مناطق دارفور ومناطق السودان المختلفة، بزيارة مدينة القضارف لتقديم واجب العزاء في المغفور له بإذن الله الناظر عوض الكريم محمد حمد ابو سن
ناظر قبيلة الشكرية بولاية القضارف الذي وافاه الأجل المحتوم قبل ايام.
والناظر رجل عظيم وقائد لقبيلة عظيمة لعبت دوراً مهماً وكبيراً في تاريخ البلاد، وتعد نظارتها إحدى اهم الركائز للنظام الأهلي السوداني ونظم الحكم غير المباشر.
ومن يعرف الناظر الفقيد يعرف مكان هذه القبيلة، فقد جسد في كل حياته حكمة اهله وصبرهم وقوة شوكتهم وعراقة نظارتهم وبعد نظرهم.
فالناظر عوض الكريم رحمه الله تميز برجاحة عقل وحكمة وضعته في مصاف الكبار والعمالقة من رجال الإدارة الأهلية في بلادنا.
كان من اصحاب الفضل والسبق في تهدئة روح التعصب القبلي وصون المجتمع السوداني من النزاعات، له علاقات ممتدة مع كل قبائل السودان،
وسعى مع غيره من زعماء القبائل إلى إبلاغ صوت السودان للخارج خاصة في زيارة زعماء العشائر والقبائل لواشنطون العام الماضي للمطالبة برفع العقوبات والحصار الاقتصادي عن السودان،
واستطاع الناظر عوض الكريم أن يجمع حوله أهله والقبائل التي تتساكن وتعيش مع الشكرية في منطقة واحدة وتحت نظارتها، ومد تواصلها مع غيرها من القبائل،
وحافظ على تراث الشكرية نقياً نظيفاً لا تشوبه شائبة وهو تراث التعقل والتريث وبعد النظر.

الرزيقات عندما قدموا واجب العزاء في وفد يضم أبرز وجوه اداراتهم الاهلية ومجلس شوراهم ورموزهم واعيانهم ونواب البرلمان والقيادات السياسية والدستوريين من ابنائهم،
كانوا يعلمون بدقة قيمة ومتانة العلاقات التاريخية وروابط الدم التي تجمع الكثير من قبائل السودان، وكيف كانت الصلات عبر التاريخ بين النظارتين بين آل أبو سن وآل مادبو في الضعين.

كما نعت فقيد الوطن الاحزاب والحركات السياسية السودانية منها :

حركة العدل والمساوات
أمانة الشؤون الإجتماعية
-----------------------
**بيان نعي**
(انا الله وانا اليه راجعون)
000000000000000
تعزي الأمانة الإجتماعية لحركة العدل والمساواة في فقيد البلاد المغفور له بإذن عوض الكريم محمد حمد ابوسن ناظر عموم قبيلة الشكرية ونخص بالتعازي الإدارة الأهلية لقبيلة الشكرية وسائر قبائل البطانة.
والتعازي موصولة بصورة خاصة الي أسرته بمدينة رفاعة والقضاف والعاصمة القومية وكل أهله ومعارفه علي امتداد الوطن وخارجه.
الفقيد هو رجل إدارة أهلية ضليع يتصف بالحكمة والشجاعة ويعد من أبرز رموز الإدارة الأهلية فى السودان وقياداتها المتميزين، له مساهمات كبيرة في إشاعة ثقافة التعايش السلمي على مستوي مناطق البطانة وخارجها.
ألا رحم الله الناظر عوض الكريم محمد حمد ابوسن وأدخله فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا وألزم أهله وعشيرته الصبر والسلوان وحسن العزاء.
(انا الله وانا اليه راجعون).


بابكر حمدين
امين أمانة الشؤون الإجتماعية 6 / سبتمبر / 2016
******

رحم الله الناظر عوض الكريم أبو سن وأسكنه فسيح جناته

العزاء لكل قبيلة الشكرية في فقدهم الجلل ..


تحياتي أخي حمد وكل عام وانتم بخير

لم يفوت على شعراء قبيلة الشكرية سانحة من مفرح او مكره إلا تناولوها بما يعلى مكانة الممدوح ويوثق له، وبالاخص في رثاء اقاربهم وزعماءهم الراحلين.
فهذا الشيخ أحمد عوض الكريم أبو سن يرثي فيها ابن عمه رئيس القضاء الأسبق مولانا الشيخ محمد حمد أبو سن ناظرقبيلة الشكرية و(قبيلة الحقانية).
*********
بي يوم الجمعة بي قدرة كريما كافي
راحت مقدرة وتقوى وثباتا مافي
الرجل العظيم من قومتو صادق وصافي
رب العزة بالعاملها ليهو يكافي
...
وكت جاني الخبر قالوا لي حاصل موت
قت ليهم منو ؟ قالوا لي صاحب الفوت
محمد ود حمد ليهو الفضل مثبوت
في البدو والحضر جضن عليهو بيوت
...
الفحل البتشهد لي ناسو والغير ناسو
سيد بيتا كبير في الجودة غالق ساسو
فرع المدرعات الليهو دقوا نحاسو
ود أب هلبة والشيخ المشرط راسو
...
الله أداهو عقلا تام رئيس الديش
رايق مستقيم من قومتو ماشي بشيش
وكت الناس تضيق وتجيهو فاقده العيش
تقيل الهم يزول يصبح خفيفا ريش
...
أب رايا سديد حكمو زلقا ما زادو
جاري ورا السلف عمو وأبو وأجدادو
بركتو الوافرة شايبنا المقدم زادو
ما تدخل قبور تبقالنا في أولادو
...
ود فارس دبركي عمارة قلبوس بين
ضكر واجواد وقلبو علي المساكين لين
أب كفا متل وابل السما المتحين
عندو المشكلات بالمر حللهن هين
...
شكرا ياعزيز ود الفحول القرح
بلوك المر وفوق غلبو الشديد بتطرح
شايل هم قبايلو وللمساكين فرح
أصلا ما براك من التقيلة وسرح
...
راح سيد الخلاوي ال للمهاجرين لامه
وراح شيخ العرب تقل القلوب الهامة
وكت قالوا أتفقد صاحب النفايل التامة
علي كل الخلوق صعبت مصيبتو العامة
...
وطنو ودار أبو وكافة نظارتو قبيل
باكين فاقدين تلبا لزوم للشيل
ياخد ليهو في سؤال الكريم وجليل
يعدي نهارو كسرة وحكمو ماشي عديل
...
ود أب علي وحسان عريس الخيل
ود كاكوم عقيد الزايلة ضلو ضليل
عملو الساهو مو داب نفسو مدو طويل
موية ومدرسة ونور ضلام الليل
...
وكت سوالو معهد في النقيب وقفارو
سكان البنادر والبطانة أحتارو
الرجل المهذب وكاملات أفكارو
بدور كل الجهات تقرا العلم في دارو
...
المشروع بقول في الساها كتر خيرو
نفع بي نفع مانا طالبين غيرو
أعاش للعامة بي رايو وسمح تدبيروا
في الحلة أم خلا وسكان ووحشو وطيرو
...
وكتو الكان شديد نايب مع النواب
مشهود ليهو عاقل والبقولو صواب
دراج الضعيف اللي المساكين كاب
قبال يبقى ناظر ما انقرالنا جواب..
...
بي راحة البهايم وعمالو البتدور
تشهدلو القراية وموية الحفور
سالم من تكبر وذاكرا مشكور
عشان ما يلقى في الدار النعيمة سرور
...
وكت الحي وقاعد في الغرور أم جور
من الله ورسولو الليه خلق النور
منا وسلوى جنات من جنان الحور .
******

مقال/ يوسف عمارة ابوسن ....
[email protected]
000000000000000000000
عن **مولانا محمد حمد أبوسن.. ناظر قبيلة الحقانية**.

* ولد مولانا محمد حمد أبوسن رئيس القضاء (المستقيل) في القضارف وتربي وسط عائلة ابوسن العريقة التي كانت تحكم وسط السودان
في القرن الثامن عشر الميلادي، درس تعليمه الأولي والأوسط بمدينة القضارف حتي التحق بكلية القانون جامعة الخرطوم وتخرج فيها في ابريل 1970
ونال ماجستير الحقوق بجامعة عين شمس بجمهورية مصر العربية، التحق بالسلك القضائي في العام 1972 وتدرج فيه الي ان صار نائبا لرئيس القضاء في 27 يناير 2000
وبعدها عين رئيسا للقضاء في يناير 2013 خلفا لمولانا جلال الدين محمد عثمان رئيس القضاء الأسبق، عمل مولانا أبوسن بمختلف المحاكم بكل من كسلا - القضارف حلفا الجديدة
مدني ثم الخرطوم وشغل منصب رئيس الجهاز القضائي بولاية اعالي النيل من العام 1990 الي 1993 ثم رئيسا للجهاز القضائي لولاية القضارف من العام 1995 الي العام 2000
ليصبح نائبا لرئيس القضاء ورئيس لجنة التفتيش الإتحادية.
عرف مولانا بالزهد والتجرد والحكمة والوضوح والحزم والحرص علي العدل والتزام جانب الحق وعدم التهاون مع المتجاوزين، كان مولانا يمثل العدالة العمياء بكل معاني الكلمة
لا يفرق بين قريب ولا غريب مجتنبا مواقع الزلات متفانيا في خدمة الاخرين، رجل ذو صفات قلما توجد في شخصية أخري وأخلاق فوق أن تقارن ، تميز مولانا بهدوئه وحكمته
فكان يربط أي حدث بحديثه وأي مقام بمقاله.. ولمولانا قصص عديدة تحكي في الفصل بين إسمه كوريث للقب (أبوسن) ذلك اللقب القبلي الرفيع وبين صفته رئيسا للقضاء ، فإسمه يدعوه لخدمة القبيلة والمنطقة
وصفته تلح عليه لخدمة العدالة، وكعادة أهلنا في كل مناطق السودان عندما يعين إبن كبيرهم في منصب مرموق فإنهم يطلبون منه ما هو في دائرة تخصصه،
وفي يوم أتي أحد ابناء الشكرية بجريرة فأراد من أحد كبار القبيلة أن يتشفع له لدي رئيس القضاء بحكم أنه من قبيلته وتربطه به صلة قرابة، فرفض مولانا الشفاعة
وكان رد الوسيط للمتشفع أن (مولانا زول الله مو زول قبيلة ، مولانا قبيلتو الحق)
ومن يومها عرف الجميع أن مولانا ليس شكريا وإنما (حقانيا) ،
فهذا الحقاني كسب إحترامنا جميعا كما كسب إحترام كل أهل السودان .

* يقول أبو الطيب المتنبي مادحا القاضي محمد بن الخصيب المصري قاضي أنطاكيا:
أفاضِلُ الناسِ أغراضٌ لذا الزَّمن ... يخلو من الهمّ أَخْلاَهُمْ من الفِطَنِ
وَإِنَّمَا نَحْنُ فِي جِيلٍ سَواسِيّةٍ ... شَرٌّ عَلَى الحرِّ مِنْ سُقْمٍ عَلَى بَدَنِ
حَوْلِي بِكُلِّ مكان مِنْهُم خِلْقٌ ... تُخْطى إِذَا جئتَ فِي استفهامها بِمَنِ
لا أَقْتَري بَلَداً إِلاَّ عَلَى غَرَرٍ ... وَلا أَمُرُّ بِخَلْقٍ غَيرِ مُضْطَغنِ.

* ويقول المتنبئ في مكان آخر:
أتَى الزّمَانَ بَنُوهُ في شَبيبَتِهِ فَسَرّهُمْ وَأتَينَاهُ عَلى الهَرَمِ.

* ويقول الشاعر الدكتور أحمد ود الفكي حمد في الفخر:
أهلي الأصلهم في المكارم قمة
أهلي الكانوا لي تتر القبايل طمة
تجلببوا بالصفا ولبسوا المكارم عمة
خير الناس وأوفي من السواهم ذمة.
***

فمولانا أبوسن قبل تركه لمنصبه نائبا ثم رئيسا للقضاء كان في كل ناصية ومكان له ذكر وذكري من قول حسن أو فعل طيب وكل موقع في السودان
خدم فيه أثبت أنه من خير الناس وأوفي من السواهم ذمة، كما أن له رصيد وافر من الإحترام بين اوساط قبيلة الشكرية ونحسبه من أطهر الناس
يدا واحسنهم سيرة وأنقاهم سريرة واجدرهم وأكثرهم تأهيلا وابعدهم عن الشبهات وأكثرهم تفاعلا مع القضايا الإجتماعية لمنطقة البطانة مشاركا بماله ووقته ونصحه ،
خفيفا عند الطلب ثقيلا عند المغنم. وخروج مولانا من سلك القضاء بهذه الطريقة التي عزاها هو لأسباب خاصة كان فاجعة بالنسبة لمن حوله من أهل العدالة وكذلك لذويه وأقاربه ،
لكن إن كان أقيل أو استقال فهذا لا يهم كثيرا ولو أن كثير من أهل السلك العدلي أتصلوا بنا ليعرفوا أي التعبيرين أصح؟ لكننا نقول أن الأصح هو أنه ترك وظيفته كبيرا لأهل العدل بالسودان
لا قاسطا في حكم ولا طرفا في نزاع ولا متهما بتحيز ولا ميالا لطرف دون آخر ولا حيَاد عن الحق ،
ترك منصبه ولم يدع شبهة تقترب منه طوال سنوات عمله الـتي قاربت نصف القرن من الزمان ، وكل ذلك يجعلني أجزم ومن خلال قراءات لعدة مواقف لمولانا -
وبغض النظر عن ما يقال عن تضييق تعرض له- أجزم أن إستقالة معاليه كانت بالنسبة له إعذارا لله ورفعا للإصر عنه وتجنبا للحرج وتحاشيا للأغلال التي في أعناق كثير من ذوي المسؤوليات في البلاد،
وفي هذا منطق لا يخطئه عقل ونفاذ بصيرة لا يملكه إلا أولو الرأي..
علي كل فمنصب رئيس قضاء السودان مر به حشد من العماليق والجهابذة من لدن المستر ادجار كارتر أول سكرتير قضائي في فترة الحكم الثنائي
مرورا بالشيخ حسن مدثر آخر قاضي قضاة في العهد الثنائي واول رئيس قضاء بالسودان بعد الاستقلال القاضي أبو رنات والقاضي بابكر عوض الله ومولانا خلف الله الرشيد ومولانا حافظ الشيخ الزاكي،
وظلت أسماء أهل هذه السلسلة من (الحقانيين) محط إحترام وتوقير من كل مكونات الشعب السوداني لما ارسوه من قيم طيبة وقدوة حسنة أستحقوا عليها تقدير الأجيال ،
مثلما ان كل الخزايا التي تسبب بها السياسيون في بلادنا ألحقتهم بملايين اللعنات حتي وهم دائرة السلطة..
أخيرا .. ومولانا حتى الان وابدا بين أحضان عائلته الكبري (السودان) مجللا بكل آيات الاحترام ومحاطا بجليل الإمتنان علي ما قدمه لهذا الوطن من تضحيات وفعائل خير تضيق بذكرها كل الأوراق،
لكن عزاءنا أن صحائف المجد لا تضيق بمآثر الشرفاء .. لمولانا التحية وللساقطين الرماد..
طبت حيا وميتا ود ابو سن.

******

كتب د. احمد امين :


رحم الله الناظر عوض الكريم أبو سن وأسكنه فسيح جناته

العزاء لكل قبيلة الشكرية في فقدهم الجلل ..


تحياتي أخي حمد وكل عام وانتم بخير.

-----------------------------------------

جازاك الله خير ... وما تشوف شينة باذن الله ...