توتر شديد في الأراضي الأثيوبية .. يبدو أن المخابرات المصرية اشتغلت ..

08:16 PM August, 31 2016

سودانيز اون لاين
هشام كمال عبادي-DOHA
مكتبتى
رابط مختصر

تحصلت شبكة السودان الاخبارية عبر مراسلها من داخل الاراضي الاثيوبية ان هنالك توتر مريع بين الحزب الحاكم والمعارضه المسلحة ، أسفر عن حدوث بعض التفلتات وخروج المواطنين للشارع للتنديد بالحكومة .. وتتوقع شبكة السودان الاخبارية ان ينجم عن ذلك تدفق ونزوح المواطنين الاثيوبيين الي القضارف واجلاء بعض المواطنين الان جراء الحرائق التي اندلعت.

ومن ضمن الأحداث التي وصلت لمراسلي الشبكة ان هناك ايضا توتر في الاوضاع بمنطقة شهيدي بين قبيلة الامهر والتقري وأمتد التوتر حتي منطقة المتمة الاثيوبية المجاورة لمنطقة القلابات السودانية
وكميات كبير من التقري تحاول الدخول عبر السودان ومن ثم الي اقليم التقري

سلام عبادي

توجد توترات عرقية سياسية خطيرة في اثيوبيا هذه الايام
اما ان يكون هناك دور للمخابرات المصرية فيها فهذا امر مستبعد
المخابرات المصرية و منذ هزيمة يونيو التي تعد في احد جوانبها اخفاق مخابراتي كبير لم تقم لها قائمة
يكفي ان (هواة) الاسلاميين تمكنوا من خداعها و تمرير انقلاب الانقاذ عليها بل خدعوها لدرجة
ان مصر هي من سوقت للانقلاب لدى الخليجيين و الامريكان و بعدها اذاقهم الامرين
مصر اخلت الساحة الافريقية منذ بدايات عهد السادات و لا تكاد السجلات تذكر حضور رئيس
مصري للقمم الافريقية او حتى زيارات عادية الا فيما ندر

مشكور اخي عوض على المرور ..

وحقيقة لي فترة اراقب الموقف المصري من سد النهضة ، بالإضافة إلى متابعتي لبعض البرامج الحوارية في بعض القنوان المصرية التي ما فتأت تتحدث عن ضرورة توجيه ضربة عسكرية او عمل بلبلة سياسية بواسطة المخابرات المصرية لكي تسيطر على الوضع هناك ومنع حدوث ما تسميه مصر تغول على حصتها "التاريخية" في مياه النيل ..
ولذلك لا استبعد دور مصري في اي تفلتات تحدث في اثيوبيا وخاصة لو علمت ان الذين تم مهاجمتهم هم اكثرية التقراي ، وهو معلوم بالضرورة انهم هم من يسيطر على الحكم حاليا ، كما ان معظم افراد المعارضة وخاصة المعارضة المسلحة هم من الاقليات والاثنيات المسيحية والمسلمة على حد سواء ..
واضيف ان مصر حاليا تحاول ان تضعف النفوذ الاسرائيلي في منطقة القرن الأفريقي لأن مصالحها اكبر في هذه المنطقة ..

وانا متأكد ان اي توتر في الحدود السودانية الاثيوبية يعني دخول الالاف بدون تاشيرات او اوراق نظامية كما حدث اليوم ..

تقبل فائق تقديري ..

أخ هشام
تحية طيبة
التركيبة العرقية والسياسية لاثيوبيا متداخلة ومتشابكة بصورة محيرة - فالتقسيم الاٍقليمي (الفدرالي) هو تقسيم قبلي محض .... فكل قبيلة تمتلك اٍقليمها والمسمي باٍسمها .. وأيام الرئيس زناوي حدثت اٍضطرابات عرقية - أدت لطرد أي فرد من الاٍقليم اٍن كان لاينتمي اليه عرقيا -- وصدرت قرارات من حكام الأقاليم بمصادرة أملاك أي مواطن اٍثيوبي لاينتمي قبليا للاقليم - وتجلي هذا الصراع بين قبيلة (الأورمو والأمهرا) ... لدرجة أن البرلمان أعطي (حق تقرير المصير لكل اٍقليم) -- وبحكمة زناوي وحنكته اٍستطاع تهدئة الخواطر...واٍنجلت المحنة ... ويرجع الصراع تاريخيا الي التقسيمات القبلية باٍثيوبيا ... حيث اٍستأثرت قبيلة الأمهرا بالحكم طوال العقود الماضية ... بينما مارست قبيلة التقراي التجارة ... وظل الأورمو مزارعين ورعاة .. يقل وسطهم التعليم .... وتحت ظل حكم منقستو - تم تهجير الكثير من قبائل (التقراي والتقري) الي مناطق وسط وجنوب وغرب اٍقليم الأورمو ... وبزوال حكم منقستو ... اندلع النزاع مرارت عديدة .. مما اٍضطر الحكومة الي القيام بعمليات هجرة معاكسة لاٍعادة توطين التقراي ... والحساسية القبلية مازالت متجذرة في قلوب الاٍثيوبيين .. تضعف عند وجود حكومة قوية وتبرز للسطح اٍن ضعفت الحكومة ... وهناك نزاع علي الأراضي والحدود بين الأقاليم ...... خلاصة الأمر أن النزاع غالبا مايكون لأسباب داخلية... وعلاقة اٍثيوبيا بمصر (حكومة وشعب) ليست جيدة علي الاٍطلاق .. لدرجة أن الكنيسة (الاٍثيوبية) وهي (أورثودكس / أي قبطية) اٍنفصلت عن الرئاسة في مصر ... وصعدت أحد أساقفتها لدرجة (البابوية).... ومصر لاتمتلك دورا سياسيا أو تجاريا في اٍثيوبيا ..وربما توتر العلاقات بين مصر والسودان هو ما أبعد مصر عن الساحة الاٍثيوبية... فمرور مصر لاٍثيوبيا تحديدا لابد أن يكون عبر السودان .

خلاصة القضية توجز في:
الحكومة الأثيوبية وضعت يدها على أراضي زراعية لمواطنين في بعض مناطق البلاد على سبيل المثال إقليم جامبيلا في الحدود الكينية الأثيوبية ودولة جنوب السودان ، وأيضاً أراضي وغابات تخص بعض المواطنين من قبائل الأورمو في منطقة شوا والغرب الأثيوبي وبعض مناطق الشمال وذلك بغرض إعطائها لمستثمرين أجانب (هنود وعرب وأتراك) لإقامة مشاريع زراعية عملاقة.
إستخدام الحكومة الأثيوبية القوة المفرطة في قمع المتظاهرين فاقم من حجم الخسائر البشرية والإحتقان. ولأول مرة يقوم المتظاهرين بإحراق مؤسسات دولة وممارسة النهب والسلب وحتى بعض ممتلكات المواطنيين لم تكن بمنأى عن الخسائر
هناك نزاع بين الأمهرا والتقري في شمال البلاد وبخاصة في إقليم قوندار المتاخم لأقليم التقراي ، تاريخيا هناك بعض المناطق التابعة للأقليم تم إضافتها لإقليم التقراي وحيث أن هذا الحدث لم يتجاوز في مدته التسعة عشر عاماً بعد ظل جرحاً مفتوحاً خاصة وأن المناطق المتنازع عليها ما زالت تتبع رسميا إقليم التقراي
يقول الإعلام الحكومي الرسمي أن هناك جهات إرهابية خارجية تقف وراء تأجيج الصراع في إشارة إلى حركة ginbot 7 أو الخامس عشر من مايو بحسب التقويم الأثيوبي وهي حركة سياسية معارضه أسسها الدكتور برهان تيجا وهو من قبيلة الأمهرا تنادي بالديمقراطية بحسب تعريفها في نظام الحكم
مصر لاعب رئيس في الساحة الأثيوبية حاليا وبخاصة بعد موضوع سد النهضة الذي يتوجس منه المصريين بصورة باتت تمثل لهم كابوساً فلا يمكن إستبعاد دور المخابرات المصرية في تأجيج الصراع وإزكاء الفتنة لأن في الأمر تعطيل لمشروعات التنمية وفي مقدمها مشروع سد النهضه العملاق.
عدا عن أن الجارة الشمالية لأثيوبيا دولة إرتيريا والتي ينحدر رئيسها إسياس أفورقي من قبيلة التقراي لا تضمر الشر فقط لإثيوبيا بل تعداه الأمر أن حدث تراشق في الحدود كاد أن يعيد الحرب بين الإقليم وأثيوبيا إلى ما كان عليه أيام حكم الدرك (مانغستو هايلي مريام).
ويبقى الفقر والإنفجار السكاني وتغير المناخ أو ما يعرف بظاهرة النينو مهدد رئيس لشبح ماعة في السنوات القادمة قد تضرب بقوة.