( حلقة عصف ذهني لمستقبل اقتصاد السودان - بين الواقع والمأمول ) ..

08:24 PM August, 08 2016

سودانيز اون لاين
عمار بابكر-
مكتبتى
رابط مختصر

جمع المنبر عدد ليس بالقليل من المتخصصين ( الاكاديميين - والباحثين - والخبراء ) وكذلك ذوي الخبرات في بيوت خبره عالميه ومؤسسات حكوميه وغير حكوميه - ويمكن تلخيص القول في ان ( المراقب لواقع الاقتصاد السوداني وهو من ذوي الاختصاص او الاهتمام له رؤيه لبدائل كثيره - والبوست نافذه - او منبر اقتصادي - او ورشه عمل - لتسليط الضوء على كل الانفاق المظلمه في واقع الاقتصاد السوداني ومناقشه الخيارات والبدائل ) ...

محاور النقاش ترتكز على الاتي :-

* خروج البترول كمورد حيوي ومدى التخطيط لبدائل او اعمده ارتكاز تحفظ التوازن وتمنع الانهيار ..
* التخطيط لمستقبل الزراعه ما بين محدوديه المواعين الفكريه وبدائيه التخطيط و بين التنافسيه العالميه في القطاع الزراعي وما تتطلبه من ابحاث ودراسات وتجارب وخطط قصيره وطويله الاجل خاضعه للمراقبه والتقويم ..
* المغترب السوداني ما بين مساهم في الاقتصاد من خلال ( المساهمه الضريبيه ) - ومابين اعادة النظر للمغترب في ظل التنافسيه العالميه والتي تستهدف مدخرات العاملين في اقتصاديات دوليه متباينه ومن ثم تسهيل عمليه دخولهم في الاسواق العالميه ( كمستثمرين ) - ونموذج لذلك شركات المساهمه العامه في البورصات العالميه .. والنوذج الاثيوبي في استقطاب ودائع السودانيين في انحاء العالم بالتسهيلات والمناخ الجاذب للاستثمار ..
* الاستثمار الاجنبي المباشر مابين محدوديه التخطيط لجذب الاستثمارات العالميه في ظل التنافسيه العالميه - وبين اعاده بناء جهاز الاستثمار بما يكفل المواعين الفكريه والتخطيط الاستراتيجي بعيد الامد ..
* القطاع الصناعي ما بين التأسيس لخطط بعيده الامد تدعم الصناعات الوطنيه وتخطط لموضع قدم في ظل التنافسيه العالميه - وبين السياسات الاقتصاديه التي تتحكم فيها ذهنيه ( المحليات والجبايات ) بما يشكل خطوره كبيره لمستقبل الصناعه في السودان ...
هي محاور من الممكن ان تفيد كمدخل للنقاش ولاشك في انه من خلال المداخلات ستتفتق محاور اخرى واضاءات في الموضوع ....

المحور الأول / خروج البترول كمورد حيوي ومدى التخطيط لبدائل ارتكازيه ..بدايه الالفيه شهد السودان تغيير هيكلي في الانظمه الاداريه وتوسع كبير في الشكل الاداري للدوله (( المصروفات الاداريه والعموميه )) - وبعد خروج البترول ظل ذلك العبء (( المصروفات الاداريه والعموميه )) كما هو في الوقت الذي كان من المفترض اعادة (( تخسيس )) الجسم الاداري المترهل بما يتناسب والموارد المتاحه !!

المحور الثاني / الزراعه ..تعددت الكليات الزراعيه في السودان من حيث ( النظري ) - اما في الجانب التطبيقي ظلت الزراعه على ذات المنهجيه و ( الذهنيه ) التي سادت منذ الاذل ( منذ الساقيه والشادوف ) - فالدوره الزراعيه هي ذات الدوره الزراعيه في وسط السودان وغربه وشماله وجنوبه وشرقه - ومنهجيه التمويل الزراعي هي ذات المنهجيه ( الكر والفر ) ما بين المزارع والبنك - ( بدايه الموسم المزارع يطارد البنك - ونهايه الموسم البنك يطارد المزارع ) ولا توجد مساهمه فعليه (( تنمويه )) للقطاعات المصرفيه بالابحاث والتطوير ودعم المشروعات والاخذ بيد صغار المزارعين !1

المحور الثالث / المغتربين ..

نظريه ( الاستحلاب ) - او حلب المغترب عشية كل اجازه سنويه , هي نظريه قاصره - لا تسهم في التنميه الاقتصاديه - ذلك ان المغترب لم يعد ذلك المغترب قبل ( 20) عاما - في الوقت الذي تتهافت فيه اروقه الجهاز الضريبي لاستقطاع جزء ممافي جيوب المغتربين / تغيرت تلك النظره في بلدان أخرى - ذلك التغيير في النظره يتوافق مع المتغيرات الاقتصاديه في العالم - اذ ان التنميه الاقتصاديه والنمو ليست بما تكتنزه خزائن الجهاز الضريبي - بقدر ما هو نظره كليه تتمحور حول :-
* كيفيه اسهام المغترب في تقليل البطاله في السودان
* كيفيه رفع مستوى التدفقات النقديه الاجنبيه من خلال استقطاب رؤوس اموال المغتربين والتشجيع على قيام كيانات اقتصاديه ( شركات ) وعلى سبيل المثال اعفاء شركات المغتربين من الضرائب عند الانشاء لمده 5 سنوات وذلك مقابل اسهام تلك الشركات في توظيف العماله الوطنيه وتقليل معدل البطاله ..
* المسوحات الخارجيه للكفاءات التي اسهمت وتسهم في بناء اوطان اخرى - ومن ثم استقطابهم بعيدا عن الانتماءات السياسيه ضيقة الافق - ورسم سياسات احلال متكامله واستراتيجيه لرفع مستوى الكفاءه في الاداء الوظيفي - ومن ثم مستوى الكفاءه الاقتصاديه للدوله .
* تقديم استثناءات وتسهيلات للمغتربين لاسيما والذين مكثوا سنينا طوال خارج الوطن باعتبارهم دفعوا ضريبه ( نقديه ومعنويه ) ومن ثم لاعادة تفعيل الاحساس بالمواطنه لديهم .
* ان تحظى الشراكات ما بين ( المغرتبين والشركات الاجنبيه ) ب امتيازات اكثر من دخول الشركات الاجنبيه المباشر الى السودان - وذلك ليكون المغترب احد عناصر جذب الاستثمار الاجنبي للسودان ..

شكرا أخ عمّار على البوست و الفكرة النيّرة
وفعلا نحن نحتاج أن نوقد شمعة بدل لعن الظلام للذي ما انفّكينا نفعله ربع قرن أو يزيد
لو سمحت لي أن اضيف لمحاورك أعلاه نقطة أو اثنتين:
الأولى عن الفساد المالي و الإداري المتغلغل في الدولة حكومة و كل القطاعات عامة بل وحتى القطاع الخاص, وضعف المحاسبة بل وفساد حتى الأجهزة المناط بها مكافحة الفساد ومعاقبة مرتكبيه
لن ينصلح حال اقتصادنا بل وحال البلد عموما مالم يحدث تغيير جذري في حتى ثقافة الناس و تعاملهم مع موضوع الفساد الذي للاسف يكاد يصبح هو الأصل و المعتاد ولا يلفت النظر أو الاستنكار حتى
مهما فعّلت قوانين الإستثمار و صارت جاذبة لرأس المال يقف غول الفساد و تقديم القائمين على الأمر لمصالحهم الشخصية حجر عثرة في وجه قيام اي استثمار ناحج, حتى المستثمر الذي يضطر ان يماشي التيار و يدفع رشاوي و اكراميّات لم يفيد الاقتصاد فسيأخذ ما دفع باليمين اضعافا مضاعفة بالشمال سواء كان رفع اسعار أو تجاوزات تضر بالبيئة او الاقتصاد او تهرّبا من التزامات للعام دفع قليل منها لفائدة البعض.
ومن ناحية أخرى الفساد يزيد من الرهق و الديون على الخزينة العامة في تبديد المال و القروض و تنفيذ مشاريع فاسدة أو بإهمال وبأرقام كبيرة لا تساوي العائد الحقيقي و إهدار الموارد الشحيحة.

نقطة ثانية عن موضوع الزراعة, أنا لست متخصصا لكن تنظير ساي مني كدا بقول أنه مستقبلنا و مخرجنا الحقيقي من الأزمة فيها و في الثرة الحيوانية, لكن ليس بهذه الطريقة الممارسة الآن, نحتاج تخطيط و تحديث للوسائل و الطرق المستخدمة
قصة منح آلاف الأفدنة بموارد المياه الجوفية الفيها لزراعة الاعلاف فقط لا اعتقد انها في صالحنا على المدى البعيد ولا اظن ان العائد يوازي قيمة الموارد بالنسبة لنا

مرة ثانية اشكرك عمار على البوست و نتابع معك ومع الزملاء المختصين

اسعدني مرورك اخي الكريم محمد البشرى واثراء النقاش ..

محور مهم ذلك الذي اوردته كاضافه - فالفساد داء ضرب الجسد ونخر العظم - فاذا لم يتم استئصاله سيظل جسد الاقتصاد عليل -
وفي تقديري اجتثاث الفساد يبدأ من تصحيح الهيكل الوظيفي في مجمله - ( الانسان المناسب في المكان المناسب ) بعيدا عن الانتماءات السياسيه .. تلك هي اول خطوه في الطريق الصحيح ..
غياب المحاسبه يقوي من شوكة الفساد - ( من أمن العقاب ساء الادب ) ..
لاهمية الموضوع وعمقه وتشعبه وتتداخله فانه قابل لاضافة المزيد من المحاور أملا في ان تضيء جوانب النفق ...

دمت بخير ..

Quote: الأولى عن الفساد المالي و الإداري

عمار ومحمدالبشرى..... تحياتي
حاولت أعرف القليل عنك يا عمار فلم أجد في بروفايلك شيئا...وأنت تطرقت لموضوع كبير وخطير وأظن فإن المدخل إليه يبدأ من كلام محمد البشرى.
فمتلازمة الفساد ( الأخلاقي والمالي والإداري) هي القشة التي كادت أن تقصم ظهر البعير إن لم تكن أصلا قد قصمته. فامة بلا أخلاق لن تستمر.
مؤتمرات إقتصادية كبيرة قامت، لها توصيات يمكن أن تنقذ أقتصاد العالم وليس السودان فحسب، وتنظير كبير لكن التطبيق صفر بسبب الفساد.
فموقومات التنمية من موارد موجودة ومتاحة بكثرة لكن أين العقلية النظيفة والإرادة التي ستقوم بإستغلال هذه الموارد؟ مثلا المغتربين وهم عنصر
أصبح بلغة العصر تروة دولارية فأين مساهماتهم للسودان؟ فبسبب الفساد تذهب معظم تحويلاتهم للسوق الأسود المغذى من الداخل والمتحكم فيه
بواسطة فطاحلة هم الدولة أو ذوي نفوذ بها ولا يمكن كسر هذا السوق الأسود بأي حال من الأحوال طالما هو يسير بهذه الوتيرة. عموما هذا العصف
الذهني والتفكير بصوت مسموع لن يفيد شيئا ما لم يكن مرتبط بإزالة متلازمة الفساد.

Quote: عمار ومحمدالبشرى..... تحياتي حاولت أعرف القليل عنك يا عمار فلم أجد في بروفايلك شيئا..

حماد الطاهر _ اسعدني مرورك والمداخله الثره ..اتشرف بمعرفتك / اخوك د. عمار بابكر - باحث اقتصادي واستشاري بمركز الشرق الاوسط .. ويسعدني ان تعرفني كذلك بشخصك الكريم طالما افردت لنا مساحه للتعارف - ويقيني ان جميع الزملاء بحوش بكري يتشوقون لمعرفة بعضهم البعض عن قرب ..بخصوص الفساد ولكي يكون النقاش متعدد الابعاد جعلنا له محاور - واحد تلك المحاور و أهمها بالطبع الفساد - الا اننا لا نريد ان نختزل كل المشاكل الاقتصاديه في الفساد فقط - لان السياسات الاقتصاديه الكليه والتخطيط الاقتصادي هما العمود الفقري لكل بناء اقتصادي .. دمت بخير