العقار الإبن البار ولا الإستثمار الضار؟ نموذجان من مصر والسودان

09:29 AM August, 04 2016

سودانيز اون لاين
محمد الحسن حمدنالله-برستول بريطانيا
مكتبتى
رابط مختصر

صديقان يقيمان في بريطانيا أحدهما يعمل رجل أعمال أخبرني بأنه بني منزلاً في شمبات الخرطوم بحري منذ نحو عشر سنوات كلّفه حوالي ٢٠٠ ألف جنيه إسترليني حوالي ٣٠٠ ألف دولار خصّص الطابق الأرضي لسكن أسرته وأجّر الشقتين في الطابق الأول كإستثمار بمبلغ ٥ مليون جنيه بالقديم لأن الإيجار نفسه قديم العام الماضي تمكّن من شراء شقته التي يقيم فيها في بريطانيا من المجلس الذي كان يؤجِّرها منه وبعد تخفيض ٦٠٪‏ يستحقه المؤجرون من المجلس خمس سنوات فأكثر دفع مبلغ ٣٢ جنيه إسترليني حوالي ٥٠ ألف دولار ثمناً للشقة ولأنه عاد للإستقرار في السودان فقد أجّر شقته بمبلغ ٨٠٠ جنيه إسترليني في الشهر حوالي ١٣٠٠ دولار وهو مبلغ زهيد بمعايير الإيجارات في مدينة برستول حيث توجد الشقة المفارقة هي صرف ذلك المبلغ الخرافي علي منزل في السودان للحصول علي دراهم معدودات لا تكفي حتي للصيانة الدورية للمنزل بينما صرف حوالي ربع المبلغ في عقار في بريطانيا ليجني حوالي أربعة أضعاف مبلغ الإيجار في السودان! طبعاً هذه ليست قاعدة عامة يتم القياس عليها لكن هناك العديد من الحالات المشابهة وبنفس القدر هناك إستثمارات عقارية ناجحة جداً في السودان بالذات في المناطق المميّزة

صديق آخر حدّثني أنه إشتري العام الماضي شقة في منطقة الهرم في القاهرة وكان إجمالي التكلفة شامل التشطيب والفرش حوالي ٣٦٠ ألف جنيه مصري أي ما يعادل وقتها حوالي ٤٠ ألف دولار الآن وبعد تدهور قيمة الجنية المصري لا تزال قيمة الشقة بالجنيه المصري كما هي لكن سعرها بالدولار لن يتجاوز ال ٣٠ ألف دولار بأي حال! يعني خسارة ١٠ ألف دولار خلال عام! وحتي في حالة البيع ليس هناك بيع كاش إنما يدفع جزء من المبلغ والباقي أقساط! يعني حتي لو باع بالأقساط ومع إستمرار تدهور قيمة الجنيه المصري قد تفقد الشقة نصف قيمتها! قال الصديق عن إيجارالشقة أنه ممكن في الصيف في حدود ٤٥٠٠ جنيه شهرياً لكن فيما عدا شهور الصيف الإيجار يعتمد علي المصادفات والذي علمته من الأصدقاء هنا الذين لديهم شقق في القاهرة أن الأحياء الشعبية في وسط البلد ربما أحسن حالاً خاصة في الصيف لكن الإستثمار العقاري الأفضل هو في المناطق الراقية كالمهندسين والمدن الجديدة كمدينتي والرحاب لكن الشقق في هذه المناطق بملايين الجنيهات المصرية

كثير من السودانيين المقيمين في بريطانيا بنوا منازل في السودان قليل منها تم إيجاره أو سكنه بواسطة أسر المهاجرين علي أن أغلبية المنازل ظلت مغلقة إما لعدم وجود الإيجار المناسب أو الجهة المناسبة للإيجار وغالباً ما يبحثون عن منظمات وشركات وأجانب وإما عدم رغبة في الإيجار علي أن الملاحظ أخيراً هناك إتجاه من السودانيين هنا لشراء منازلهم التي يقيمون فيها هنا سواء كانت شقق أو منازل للإستفادة من التخفيض الكبير الذي تمنحه لهم المجالس وذلك لمن يسكنون في بيوت المجالس وهم أغلبية وهو بلا شك إستثمار جيّد عند التفكير في العودة والإستقرار في السودان إما ببيع المنزل أو الشقة أو إيجارهما

السودانيون الذين يعملون في مجال العقار في بريطانيا ينصحون لمن له القدرة المالية بالإستثمار العقاري في لندن فهو مربح جداً وعليه طلب كبير لكن المشكلة هي غلاء سعر العقارات في لندن فأقل شقة من غرفتين في منطقة يمكن الإستثمار فيها لن تقل قيمتها عن ٥٠٠ ألف جنيه إسترليني ما يعادل حوالي ٦٥٠ ألف دولار وهو مبلغ كبير لكن العائد مضمون وكذلك ضمان الإيجار علي مدار العام بواسطة الوكالات