الدولة الراغبة في الانضمام الي منظمة التجارة العالمية...

06:17 PM July, 23 2016

سودانيز اون لاين
سيف اليزل برعي البدوي-
مكتبتى
رابط مختصر

منظمة التجارة العالمية

عمود الصفر البارد

بالأمس نشر خبر عن تصريح منسوب للسيد وزير الخارجية،، عن دعم اوربي متوقع من اجل انضمام السودان لمنظمة التجارة العالمية! !.

بالطبع هنالك شروط كثيرة يجب ان تتوفر في جمارك الدولة الراغبة في الانضمام الي منظمة التجارة العالمية ،،ومن ابسط تلك الشروط ان تكون القيمة الجمركية ( التعريفة الجمركية ) لكثير من السلع اقل مما هي عليه الان ( تخفيض قياسي) مما يجعل معدل إيرادات الجمارك تنخفض بنسبة قد تصل الي اكثر من 80% مما هي عليه الان وهذا الامر قد يدعم فكرة رفع القيمة المضافة ( VAT ) الفات ،،وكذلك يدعم فكرة رفع ضريبة أرباح الاعمال الي اكثر من 30% كما هو مطبق في اوربا حاليا.

وكذلك يشترط رفع الدعم عن كل انواع المنتجات الزراعية والصناعية والخدمية مثل التعليم و البنوك و في كل السلع والخدمات مثل الكهرباء والمياه والهاتف الخ ,, الخ .

. وهنالك معايير فنية خاصة تلزم بها منظمة التجارة العالمية مثل المعايير الواردة في اتفاقية (العوائق الفنية أمام التجارة)،،ويتضمن ذلك إلغاءها المستلزَمات المُرهِقة للموافقة على متطلبات الاستيراد، التي تسبق عملية الاستيراد نفسها ( حرية المستندات البنكية وشهادات القيود المفروضة حاليا على شهادة المنشأ وطريقة فتح الاعتمادات المستندية البنكية ) بمعنى اخر اعادة وتغيير الفكر البنكي في اسلوب الاعتمادت البنكية بشكل كامل .

وهنالك علة الالتزام الصارم بالتعريفات الجمركية العالمية على أكثر من 90 % من المنتجات الزراعية ستكون مقيّدة ب(15%) أو أقلّ على ان تستمر في تناقص الي ان تصل الي تعريفة جمركية الي ( صفر ) .

وحتى في قانون حماية المنتجات المحلية من الإغراق وحجم المستورد من ذات المنتجات المحلية ترفع عنه القيود،، بحيث يتم الاستيراد باي كميات وبدون الخوف من الاغراق،،وان لا تنال المنتجات المحلية حماية في التعريفة الجمركية بأكثر من (20 %) كقيمة جمركية للمنتجات المشابهة ،، كذلك وجوب فرض القيمة الجمركية فقط بموجب فاتورة الاستيراد وليس بموجب (تخمين القيمة الفعلية للبضائع المستوردة) مما يجعل أسلوب الجمارك السودانية في هذا الصدد خارج عن المنظومة الجمركية لمنظمة التجارة العالمية.



وهنالك الكثير من الشروط التي لا تنطبق على كثير مما يتم في البلاد ،، ولا ادري كيف تقدم اوربا للسودان مساعده في هذا الصدد ما لم يلتزم السودان على الأقل بأكثر من (70% ) من هذه الشروط وغيرها .

على اي حال أتمنى ان ينضم السودان بالفعل لمنظمة التجارة العالمية ،،فهي السبيل والضامن لفك وكسر احتكار السلع على شركات او شخصيات بعينها وتفتح السوق للتنافس في الجودة و تخفيض السعر لصالح المستهلك في المقام الاول .

فهل يكون الحلم حقيقة ام تكون مجرد اضغاث أحلام ( حيث يتم حاليا رفع الدعم عن السلع مع زيادة الجمارك وحصر شروط الاستيراد مما يهلك المستهلك ( الشعب) ويصنع دولة من الأغنياء (المحتكرين) كما هو الحال الان بين شعب من الفقراء والمساكين ! !.

لا يمكن أن نعتبر أن في إنضمام السودان للمنظمة العالمية خيراً للاقتصاد السوداني مالم يتخذ السودان التدابير والإجراءات القانونية والاقتصادية اللازمة قبل أن ننجرف في هاوية الإندماج في الاقتصاد العالمي
فلا سلعنا تستطيع المنافسة في الاسواق العالمية ولا الخدمات ترقى لمستوى السوق المحلي ناهيك عن الإقليمي أو العالمي
منذ اكثر من عشرة سنوات تتنافس مؤسسات ومصالح حكومية داخل أروقة سكرتارية المنظمة في الخرطوم لأن العمل فيها يتضمن سفريات إلى جنيف ومصاريف يومية وفرص للتسوق
وحتى يومنا هذا نراوح في نفس المربع دون أي تقدم ملموس وحتى المساعدات التي تقدمها الدول التي ستستفيد من انضمام السودان عبارة عن سفريات ونثريات للخبراء الدوليين والمحليين

أشرف عبد الباري
عضو اللجنة الوطنية لانضمام السودان لمنظمة التجارة العالمية "سابقاً"