من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقدك اليوم بشدة يا جدتي.‏

من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقدك اليوم بشدة يا جدتي.‏


07-03-2016, 06:24 AM


  » http://sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=490&msg=1467523471&rn=2


Post: #1
Title: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقدك اليوم بشدة يا جدتي.‏
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 06:24 AM
Parent: #0

05:24 AM July, 03 2016

سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر

من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقدك اليوم بشدة يا جدتي.‏

Post: #2
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 06:39 AM
Parent: #1

أنني أفتقدك بشدة يا جدتي و يا صديقاتها العزيزات!و أعلن حبي لكم و شوقي الطاغي بلا حدود .
بعد أن عبرتن الحدود.حدود الزمن و الحد الفاصل بين الحق و الباطل .
و بعد أن صرتن كائنات هلامية شفافة و ناصعة المرأى كنصاعة قلوبكن حين كنتن معنا.
أبعد كل هذه السنوات يأتي صوت جدتي حياً و نابضاً؟
مخترقاً حجب السنين ‏لكي يوقظني من ركام الذكريات و من مر الزمان و تدافع الأحداث و ‏تناسلها ؟
بعد أن انكمشت السويعات القليلة للأيام و الشهور في عصرنا الحالي و لم ينقى لنا من يومنا الحياتي ‏الذي لم يزد عبر القرون عن أربعة و عشرون ساعة .

Post: #3
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 06:43 AM

‏.وبعد أن احتشدت الأحداث في حياتنا و تكاثرت لتنوء عن حملها تلك ‏السويعات القليلة و بدأ الزمن يتسارع في مروره اليومي ليلحق بالأحداث. فنصبح نحن بالتالي عرضة للنسيان و الزهايمر المبكر لكي نتغلب على زحمة الاحداث ‏و مرورها السريع أمام عدسة الزمن.
لقد ‏تغير الزمان و تغيرت الحياة فصار طعم الأشياء لا يتوقف في اللسان إلا ثوانٍ و لم عد كما كان ‏في السابق .حيث كنا نستمتع بطعم الأشياء.و بطعم سمر الاصدقاء و رفقة اللعب .....بطعم حكي الكبار في ‏الليل
و نحن نتدثر بحب جداتنا و ملمس أياديهن الخشنة الحانية و هي ييحبن على وجوهنا ‏آخر دثار و مرأى لمشهد يومٍ سعيدٍ إنقضى.‏

Post: #4
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 07:23 AM
Parent: #3

اختفت الجدات من حياتنا، هكذا في غفلة من الزمان. و توارت الجدات و ‏حكايتهن الآسرة وراء الغيب. كان كل النساء كبيرات السن هن جداتنا. و ‏كانت كل جدة هي جدة كل صبيان الجيران و الحي .
كم ذا عطّرن و اركن شقاوة اكرة و طفولة بريئة لصبية الحي ‏اليافعين بدعوات صادقة دعوات و لمسات حانية على الرؤس.
‏دعوات تحمل في ثناياها حب و إنتماء عام لكل الصبية و الاطفال. فكان حب ‏جدتي مثلاً يسري ليشمل كل أصقاءنا و أصحابنا و جيراننا. كانت الجدات ‏مدرسة تعلم الحب الشامل و ليس الحب المتخصص،ليس الحب المحدد بالأسرة أو ‏العائلة و الأقرباء.
ما بال جدتي اليوم؟ترى من ناداها لتطل عليّ اليوم ؟ مالي اراها تقف على نافذتي تنظر إلي في حنان ‏كما كنت و أنا طفل؟
‏كيف تذكرتني بعد كل هذه السنين؟ من ناداها من أيقظها من نومها الأبدي؟ ‏
يا بشراى! و يا لسعادتي! إنها ليست وحدها.بل وراءها مجموعة من النسوة في سنها تقرياً. ‏و لكني لم اتبين ملامحهن بعد. إنهم الآن يظهرون أمامي و تقف كل واحدة إثر الأخرى ‏أمامي مُقدِمات أنفسهن و مُعرّفات بأنفسهن( و هل نسيتهنّ أنا؟).
كممثلين أدمنوا تصفيق الجمهور عند تقديم أنفسهم في ‏المشهد الختامي لمسرحيتهم.‏

Post: #5
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 07:49 AM
Parent: #4

الآن أنظر إليهنّ فأتعرف عليهم واحدة و احدة:. بشرية، زينب، سعاد، مدينة، ‏فاطمة، فضلوا، نفيسة،زينب.
هاهم يقفن أمامي ف حبور مزدحمين أمام نافذتي و ‏إبتساماتهن القديمة لا تزال ترسم ملامح طيبة ، عرفتهن بها أنا الذي لم أنسها.‏‏
ثم أسمع صوتهن الأثيري:
-ها نحن قد جئن لك خصيصاً... بعد أن دعوتنا.
‏‏- أنا؟‏- نعم..أنت.‏‏
- متى؟‏-
. ألم تدعوا لنا في صلاتك أمس.. بالليل؟‏
- آها....تذكرت( قلتها و أنا خجل من نفسي)‏‏.
- نراك لا زلت كما كنت بالأمس و أنت صغير حنيناً و تفيض دواخلك ‏بالإنسانية.,و لا تفتأ تذكر أحبابك و أصحابك كما كنت و أنت صغير. ‏‏- لم تضع تربيتنا لك سدى.
‏‏- - إذن لا زلت تذكرنا نحن العجائز الشمطاوات اللآئ نفر منا الجمال منذ أن ‏كنت أنت صغيراً.و لكنك ما فتئت تذكرنا و تحبنا.‏

Post: #6
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 08:27 AM
Parent: #5

و هكذا بدأ سيل الأسئلة يتدفق في حنين من شفاه جدتي و صديقاتي العزيزات ‏المبتلة الشغف والحنين:‏‏-
أحكي لنا ماذا فعل بك الزمان يا ولدي؟ ‏‏
- هل ما زلت تنسى فطورك و أشياءك؟‏
- هل ما زلت لا تحب طبيخ البامية المطبوخة؟
‏- أتخاف من كلاب الجيران كما كنت صغيرا؟‏
- كم عدد أبناءك؟
‏‏- هل يشبهونك؟ أم يشبهون أمهم؟
-هل زوجتك ل في وسامتك؟‏
- هل زوجتك طيبة مثلك؟ ‏‏- أم هي مثل زوجات هذه الأيام كالحات الوجوه و ثرثارات و نكديات؟‏
- هل تذكرنا دوماً ؟‏
- كيف تذكرتنا أمس؟ ‏‏
- أم أن طبق الزلابية الذي صنعته لك زوجتك الأمس هو الذي جعلك تتذكرنا و تتذكر ‏زلابيتي التي كنت تحبها.
‏‏-أتذكر حين كان يسيل زيت الزلابية ليسرح دوماً في ثيابك؟‏
- ما أسماء ناتك و أبناءك؟‏
- لا تقل لي أنك سميتهم بأسماء هذه الأيام ..باسم ،مازن،وائل، ؟
أنا: لم أنساكم يوماً منذ أن تركتن الحياة معنا و ذهبتن هناك بعيداً.‏
أنا- لم أنساكم ...و الدليل أني عرفتكن من أول وهلة و عرفت أسماءكن.‏
تضاحكن في سرور و لاح شبح ابتسامات حلوة في وجوههن الوضاءة
وازددن ‏تقارباً في حب أمام النافذة.
‏كن يقفن خلف النافذة بينما ترجع ذاكرتي للوراء إلى تلك العقود من السنوت .
التي كان فها ‏هؤلاء في الحي جارات و صديقات و حارسات لأحلام طفولتنا البريئة.
كن يوزعن الحب و ‏الرعاية في رضا على كل طفل و كل صبي في الحي. لا يفرقون بين أبنائهن وين أبناء ‏الجيران...فالكل لديهنّ سواء.‏

Post: #7
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 08:48 AM
Parent: #6

‏ ما بال الحياة اليوم قد عقمت من أن تلد جدات مثل هؤلاء الجدات؟ ‏
حانيات،صادقات، شفوقات، مخلصات، حارسات لطفولة الأطفال. ‏
كم جُدْنَ على شغفنا الطفولي اللاهي بالحلوى بمنحنا بضع قطعٍ منها، لندسها ‏في أفواهنا الشرهة و في جيونا المتسخة.‏
كم أنعمن هؤلاء الجدات على نفوسنا اللاهفة لتلقي الحنان من كل حدب و صوب .
و لتمنحنا في حبور ‏الدعوات الصادقة و النظرات المتابعة الشفوقة و أفردن لنا الأحضان الدافئة. ‏
كان حبهنّ لنا يسرح في الحنايا كما كان يسرح في كل الدروب، ليحرس خطواتنا الطفلة. ‏‏.
و كم و كم؟ حمين ظهورنا و وجوهنا من سياط لاهبة أو صفعات زاجرة أو ‏ناهرة آو ناهية ؟.
-‏لماذا ذهبتنّ أيتها الجدات ؟ هكذا دون إنذار؟
-لماذا تركتنّ أطفال اليوم في ‏صحراواتهم القاحلة؟‏
-- لماذا تركتموهم وحيدين أمام حياة جافة ؟ حياة تصوغها و ترعاها الفردانية ‏و خُلّب العولمة الكاذبة و الحب الزائف و المشاعر المداهنة؟
‏لماذا تركتن مصيرهم لمصير مجهول بين عالم التقنية الماكرة، و بين ركام ‏الأجهزة و الإليكترونيات الجامدة القلب و الأحاسيس؟
كنت أسائل فيهن عن غيابهن الباكر و قد تركننا و ذهبن فجأة. و نحن في ‏صبانا كنا لاهون، و غافلون.
فارقونا و نحن و أطفال.و اليوم في أشد الحاجة ‏إلى حنانهنّ المخلص، و رعايتهنّ الصادقة.
تركننا و نحن نعيش اليوم في ‏قلق ميتافيزيقي و ضاع مصيري عند منحنى الألفية الثانية.
و نحن قاب قوسين أو أدنى ‏من السقوط من فتحات كوكبنا هرباً من مصيرٍ كونيٍ مجهول.
و هرباً من حكام ‏ظلمة أفسدوا في الأرض و عذبوا البشر و مزقوا دفاتر التاريخ
قبل أن يقرأوا ‏صفحاته و تدّروا أحداثه ليقرأوها و ليفهموها و ليعرفوا مصيرهم المنتظر ‏
من خلال سير الحكام الظلمة الذين لطخوا جبين البشرية و الإنسانية ‏والتاريخ. ‏

Post: #8
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 12:04 PM
Parent: #7

و فجأة انتبهت ..لقد نسيت جدتي و صديقاتها واقفت يسمعن و ينظرن. ‏مالي لا اراهن خلف النافذة المفتوحة؟ ‏فنظرت إلى النافذة المفتوحة لأجدهن قد اختفين من وراء النافذة. و من ‏لهفي ..قفزت علّي أبصرهن من خلف نافذتي. و لكني للأسف ما وجدتهن.‏يا للهول. ماذا وجدت؟ .... حشد من الجنود و السريين ينظرون إلى نافذتي ‏في بلاهة، و جلافة، و غلظة.
لابد أنهم قد جاءوا على عجل بعد أن ‏سمعوني أنطق بأسماء الحكام الطغاة،.
...................و بعد أن سمعوا شكوتي المرسلة ‏للجبار من خلف الحجب و جداتي يقفن شاهدات.
و لكن لم تستسغ ‏براءتهنّ سماع سيَر هولاء القساة الجبارين،
فتوارين مسرعات دون أن ‏يودّعنني.
‏و فجأة سمعت طرقاً على الباب. ثم صوت ضجيج، و طرقعة أحذية ثقيلة . ‏ها قد تزاحم جنود السلطان على بابي.
ها قد تكأكأوا عليّ لينفردوا بي. أنا ‏الضعيف و الوحيد بعد أن ذهبت جدتي الحانية و صديقاتها الحانيات. ‏

Post: #9
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: باسط المكي
Date: 07-03-2016, 01:26 PM
Parent: #8

Quote:
أنني أفتقدك بشدة ا جدتي و يا صديقاتها العزيزات!
و أعلن حبي لكم و شوقي الطاغي بلا حدود بعد أن عبرتن الحدود.حدود الزمن و الحد الفاصل بين الحق و الاطل و بعد أن صرتن كائنات هلامية ناصعة المرأى كنصاعة قلوكن حين كنتن معنا.
أبعد كل هذه السنوات يأتي صوت جدتي حياً و نابضاً؟ مخترقاً حجب السنين ‏لكي يوقظني من ركام الذكريات و من مر الزمان و تدافع الأحداث و ‏تناسلها ؟ حيث انكمشت السويعات القليلة أصلنا في عصرنا الحالي و التي تبقت لنا من يومنا الحياتي ‏الذي لم يزد عبر القرون عن أربعة و عشرون ساعة .

تداعياتك حبيبك ياعزيز كل سنة وانت طيب

Post: #10
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 02:19 PM
Parent: #9


شكرا لك يا أخ باسط المكي على المتابعة و التكرم بالتعليق و المؤازرة و رفع المعنويات.
و أـسف لكثرة الأخطاء بسب التعجل و عدم المراجعة حيث أن هذه الخواطر جاءتني فجأة.
أكرر لك شكري و تقديري يا محترم

Post: #11
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 03:05 PM
Parent: #10

حاشية:‏
حين بدأت كتابة هذه القصة أو المقال في شكل قصة ‏كان في نيتي أن أتحدث عن دور الجدة و الأدوار ‏التي كانت تلعبها في التربية و في انتقال القيم و ‏العادات و الأخلاق عبر الاجيال. ‏
و كنت و أنا أكتب و في بالي ذكرى كل جداتي اللاتي ‏عرفتهن أو رأيتهن أو سمعت عنهن>
و على وجه ‏الخصوص الجدات الائي تركنَ بصمات في حياتي و ‏في شخصيتي و في سلوكي و في رؤيتي للحياة و ‏البشرية.
و هنّ اللآئي ما زالت ذكراهن و كلماتهن ‏تأخذ موقعاً متقدماً و طيباً في نفسي و قلبي و عقلي ‏و وجداني و صحوي و منامي.و لا زالت كلماتهن ترن ‏في صدىً أبدي في كياني و فd كل خطرة من خطرات ‏الخيال و الفكر .
و التالي لا زلت أدعو لهن ‏و لكل جاراتهن و صديقاتهن في كل يوم تقريباً جزاءً ‏لما أسدينه إليّ من معروف
يتمثل في حسن تربيتهن ‏لي و في تزويدي بكل القيم النبيلة و الأخلاق الحسنة ‏التي أزهو بها في المجتمع( اللهم لا أزكي نفسي).‏
أقول بدأت أكتب عنّهن(الجدات) و لكن من خلال ‏كتابتي للمقال الذي لم يستغرق مني نصف الساعة ‏في تدفق
و انسياب أذهلني وجدت نفسي أبتعد قليلاً ‏قليلاً من الشأن الخاص إلى العام، أو أن أربط الخاص ‏بالعام .كيف؟ و هما لعمري لم يفترقا أصلاً.‏
هذا ما ودِدتُ توضيحه حول هذا المقال أو القصة أو ‏خواطر الصحو كما يمكن أن اصفها.‏
مع صادق مودتي لكم جميعاً

Post: #12
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 09:40 PM
Parent: #11

في الحقيقة إن موضوع الجدات و الجدود و تأثيرهم على حdاة الأبناء الذين ‏يعيشون بينهم
أو تربطهم بهم علاقة يتأثر الأبناء بكل ما كان يقوله هؤلاء ‏الكبار و يستشفون منهم منظومة السلوك و القيم الحميدة
بشكل مباشر و غير ‏مباشر.‏في الحقيقة إن كل ما يشاهده أو يعايشه الطفل في صغره ‏ينطبع في مكان ما
جريل جارسيا ماركيز قال إنه تأثر في كتاات روااته ببالقصص التي كانت ‏تحكيها له جداته.‏
حقيقة هذا ما يشغل تفكيري منذ شهور و هو الذاكرة و حفظها لذكريات النشأة ‏و الطفولة
و علاقات الصحبة الأولى عند الطفولة و ذكريات المدرسة القديمة ‏كل تلك تخلق لدى الإنسان ذخيرة من الذكريات الحبيبة للنفس.‏
داخل الذاكرة و الوجدان و بشكل عفوي لا دخل للإنسان فيه
و تظل هذه الذكريات و التأثيرات ‏كامنة في داخل العقل الباطن و في الشعور و تشكّل أ
و ‏تسيطر على تصرفات و سلوك و وجدان الشخص بعد أن ‏يكبر دون قصد منه.‏

Post: #13
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-04-2016, 08:55 PM
Parent: #12

حاشية:‏
هناك حقيقة جب أن لا ننساها.و هي أن التغيير الذي شاب حياتنا و جعلنا كأسر ‏ننكمش في وحدات صغيرة و كما أنكمش دور العم و الخال انكمش دور الجدّات ‏و الأجداد...و استولت الزوجة على كل هذه الأدوار.‏
و طبعا لن ننسى أن نقول في أسى أن الجدات أنفسهن قد تغيرت صفاتهن و ‏مواصفاتهن كما تغيرت أدوارهن (و أسماءهن) وصار (بعضهن) مصدر ‏للمشاكل بعد أن تغيرت مواقفهن المحايدة كناصحات و مصلحات إلى مؤلبات و ‏محرّضات و مناصرات للزوجات أو الأزواج عندما يقمن بدور أم الزوجة أو أم ‏الزوج.‏
و هكذا تتوارى شخصية كانت تقوم أدوار مهمة في الأسر و العوائل لتظهر ‏أدوار جديدة هي بالقطع ليست في قداسة و كفاءة و جدوى أدوارها القديمة.‏
فالتحية للجدات اللاتي يعششن في الذاكرة و اللائي توارَينَ مع زحف الحداثة و ‏العرنة و العولمة و التمدين. ‏

Post: #14
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-13-2016, 07:48 AM
Parent: #13

من الأشياء الغريبة و التي حار العقل في تفسيرها و فهمها كيفية الاحتفاظ بالذكريات و الاحداث الماضية؟
و كيف يتم انتقال القيم و كيف يتم الاحتفاظ بالذكريات الإيجابية و المفرحة رغم مرور السنون؟؟
و كذلك يثار التساؤل كيف يتم التاثير من خلال المعايشة و التأثير و الإلفة و كيفية تأثيرها في الشعور و السلوك؟
لماذا تظل ذكريات الطفولة حية باقية؟
لماذا يتأثر الإنسان بقيم و سلوك والديه عند نضجه حتى و لو لم يقتدي بهما في صغره أو في شبابه؟
كيف تحتفظ الذاكرة بأماكن التنشئة الأولى و ذكريات المعيشة في الطفولة و اماكن اللهو؟
و حتى و إن كان التنشئة في ظروف يغلب عليها الفقر و شظف العيش و المعاناة؟
و كيف يحتفظ الإنسان بولائه للاماكن و الأشخاص الذين قضاها فيها سنوات الطفولة المبكرة؟