Post: #2
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 06:39 AM
Parent: #1
أنني أفتقدك بشدة يا جدتي و يا صديقاتها العزيزات!و أعلن حبي لكم و شوقي الطاغي بلا حدود . بعد أن عبرتن الحدود.حدود الزمن و الحد الفاصل بين الحق و الباطل . و بعد أن صرتن كائنات هلامية شفافة و ناصعة المرأى كنصاعة قلوبكن حين كنتن معنا. أبعد كل هذه السنوات يأتي صوت جدتي حياً و نابضاً؟ مخترقاً حجب السنين لكي يوقظني من ركام الذكريات و من مر الزمان و تدافع الأحداث و تناسلها ؟ بعد أن انكمشت السويعات القليلة للأيام و الشهور في عصرنا الحالي و لم ينقى لنا من يومنا الحياتي الذي لم يزد عبر القرون عن أربعة و عشرون ساعة .
|
Post: #3
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 06:43 AM
.وبعد أن احتشدت الأحداث في حياتنا و تكاثرت لتنوء عن حملها تلك السويعات القليلة و بدأ الزمن يتسارع في مروره اليومي ليلحق بالأحداث. فنصبح نحن بالتالي عرضة للنسيان و الزهايمر المبكر لكي نتغلب على زحمة الاحداث و مرورها السريع أمام عدسة الزمن. لقد تغير الزمان و تغيرت الحياة فصار طعم الأشياء لا يتوقف في اللسان إلا ثوانٍ و لم عد كما كان في السابق .حيث كنا نستمتع بطعم الأشياء.و بطعم سمر الاصدقاء و رفقة اللعب .....بطعم حكي الكبار في الليل و نحن نتدثر بحب جداتنا و ملمس أياديهن الخشنة الحانية و هي ييحبن على وجوهنا آخر دثار و مرأى لمشهد يومٍ سعيدٍ إنقضى.
|
Post: #4
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 07:23 AM
Parent: #3
اختفت الجدات من حياتنا، هكذا في غفلة من الزمان. و توارت الجدات و حكايتهن الآسرة وراء الغيب. كان كل النساء كبيرات السن هن جداتنا. و كانت كل جدة هي جدة كل صبيان الجيران و الحي . كم ذا عطّرن و اركن شقاوة اكرة و طفولة بريئة لصبية الحي اليافعين بدعوات صادقة دعوات و لمسات حانية على الرؤس. دعوات تحمل في ثناياها حب و إنتماء عام لكل الصبية و الاطفال. فكان حب جدتي مثلاً يسري ليشمل كل أصقاءنا و أصحابنا و جيراننا. كانت الجدات مدرسة تعلم الحب الشامل و ليس الحب المتخصص،ليس الحب المحدد بالأسرة أو العائلة و الأقرباء. ما بال جدتي اليوم؟ترى من ناداها لتطل عليّ اليوم ؟ مالي اراها تقف على نافذتي تنظر إلي في حنان كما كنت و أنا طفل؟ كيف تذكرتني بعد كل هذه السنين؟ من ناداها من أيقظها من نومها الأبدي؟ يا بشراى! و يا لسعادتي! إنها ليست وحدها.بل وراءها مجموعة من النسوة في سنها تقرياً. و لكني لم اتبين ملامحهن بعد. إنهم الآن يظهرون أمامي و تقف كل واحدة إثر الأخرى أمامي مُقدِمات أنفسهن و مُعرّفات بأنفسهن( و هل نسيتهنّ أنا؟). كممثلين أدمنوا تصفيق الجمهور عند تقديم أنفسهم في المشهد الختامي لمسرحيتهم.
|
Post: #5
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 07:49 AM
Parent: #4
الآن أنظر إليهنّ فأتعرف عليهم واحدة و احدة:. بشرية، زينب، سعاد، مدينة، فاطمة، فضلوا، نفيسة،زينب. هاهم يقفن أمامي ف حبور مزدحمين أمام نافذتي و إبتساماتهن القديمة لا تزال ترسم ملامح طيبة ، عرفتهن بها أنا الذي لم أنسها. ثم أسمع صوتهن الأثيري: -ها نحن قد جئن لك خصيصاً... بعد أن دعوتنا. - أنا؟- نعم..أنت. - متى؟- . ألم تدعوا لنا في صلاتك أمس.. بالليل؟ - آها....تذكرت( قلتها و أنا خجل من نفسي). - نراك لا زلت كما كنت بالأمس و أنت صغير حنيناً و تفيض دواخلك بالإنسانية.,و لا تفتأ تذكر أحبابك و أصحابك كما كنت و أنت صغير. - لم تضع تربيتنا لك سدى. - - إذن لا زلت تذكرنا نحن العجائز الشمطاوات اللآئ نفر منا الجمال منذ أن كنت أنت صغيراً.و لكنك ما فتئت تذكرنا و تحبنا.
|
Post: #6
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 08:27 AM
Parent: #5
و هكذا بدأ سيل الأسئلة يتدفق في حنين من شفاه جدتي و صديقاتي العزيزات المبتلة الشغف والحنين:- أحكي لنا ماذا فعل بك الزمان يا ولدي؟ - هل ما زلت تنسى فطورك و أشياءك؟ - هل ما زلت لا تحب طبيخ البامية المطبوخة؟ - أتخاف من كلاب الجيران كما كنت صغيرا؟ - كم عدد أبناءك؟ - هل يشبهونك؟ أم يشبهون أمهم؟ -هل زوجتك ل في وسامتك؟ - هل زوجتك طيبة مثلك؟ - أم هي مثل زوجات هذه الأيام كالحات الوجوه و ثرثارات و نكديات؟ - هل تذكرنا دوماً ؟ - كيف تذكرتنا أمس؟ - أم أن طبق الزلابية الذي صنعته لك زوجتك الأمس هو الذي جعلك تتذكرنا و تتذكر زلابيتي التي كنت تحبها. -أتذكر حين كان يسيل زيت الزلابية ليسرح دوماً في ثيابك؟ - ما أسماء ناتك و أبناءك؟ - لا تقل لي أنك سميتهم بأسماء هذه الأيام ..باسم ،مازن،وائل، ؟ أنا: لم أنساكم يوماً منذ أن تركتن الحياة معنا و ذهبتن هناك بعيداً. أنا- لم أنساكم ...و الدليل أني عرفتكن من أول وهلة و عرفت أسماءكن. تضاحكن في سرور و لاح شبح ابتسامات حلوة في وجوههن الوضاءة وازددن تقارباً في حب أمام النافذة. كن يقفن خلف النافذة بينما ترجع ذاكرتي للوراء إلى تلك العقود من السنوت . التي كان فها هؤلاء في الحي جارات و صديقات و حارسات لأحلام طفولتنا البريئة. كن يوزعن الحب و الرعاية في رضا على كل طفل و كل صبي في الحي. لا يفرقون بين أبنائهن وين أبناء الجيران...فالكل لديهنّ سواء.
|
Post: #7
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 08:48 AM
Parent: #6
ما بال الحياة اليوم قد عقمت من أن تلد جدات مثل هؤلاء الجدات؟ حانيات،صادقات، شفوقات، مخلصات، حارسات لطفولة الأطفال. كم جُدْنَ على شغفنا الطفولي اللاهي بالحلوى بمنحنا بضع قطعٍ منها، لندسها في أفواهنا الشرهة و في جيونا المتسخة. كم أنعمن هؤلاء الجدات على نفوسنا اللاهفة لتلقي الحنان من كل حدب و صوب . و لتمنحنا في حبور الدعوات الصادقة و النظرات المتابعة الشفوقة و أفردن لنا الأحضان الدافئة. كان حبهنّ لنا يسرح في الحنايا كما كان يسرح في كل الدروب، ليحرس خطواتنا الطفلة. . و كم و كم؟ حمين ظهورنا و وجوهنا من سياط لاهبة أو صفعات زاجرة أو ناهرة آو ناهية ؟. -لماذا ذهبتنّ أيتها الجدات ؟ هكذا دون إنذار؟ -لماذا تركتنّ أطفال اليوم في صحراواتهم القاحلة؟ -- لماذا تركتموهم وحيدين أمام حياة جافة ؟ حياة تصوغها و ترعاها الفردانية و خُلّب العولمة الكاذبة و الحب الزائف و المشاعر المداهنة؟ لماذا تركتن مصيرهم لمصير مجهول بين عالم التقنية الماكرة، و بين ركام الأجهزة و الإليكترونيات الجامدة القلب و الأحاسيس؟ كنت أسائل فيهن عن غيابهن الباكر و قد تركننا و ذهبن فجأة. و نحن في صبانا كنا لاهون، و غافلون. فارقونا و نحن و أطفال.و اليوم في أشد الحاجة إلى حنانهنّ المخلص، و رعايتهنّ الصادقة. تركننا و نحن نعيش اليوم في قلق ميتافيزيقي و ضاع مصيري عند منحنى الألفية الثانية. و نحن قاب قوسين أو أدنى من السقوط من فتحات كوكبنا هرباً من مصيرٍ كونيٍ مجهول. و هرباً من حكام ظلمة أفسدوا في الأرض و عذبوا البشر و مزقوا دفاتر التاريخ قبل أن يقرأوا صفحاته و تدّروا أحداثه ليقرأوها و ليفهموها و ليعرفوا مصيرهم المنتظر من خلال سير الحكام الظلمة الذين لطخوا جبين البشرية و الإنسانية والتاريخ.
|
Post: #8
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 12:04 PM
Parent: #7
و فجأة انتبهت ..لقد نسيت جدتي و صديقاتها واقفت يسمعن و ينظرن. مالي لا اراهن خلف النافذة المفتوحة؟ فنظرت إلى النافذة المفتوحة لأجدهن قد اختفين من وراء النافذة. و من لهفي ..قفزت علّي أبصرهن من خلف نافذتي. و لكني للأسف ما وجدتهن.يا للهول. ماذا وجدت؟ .... حشد من الجنود و السريين ينظرون إلى نافذتي في بلاهة، و جلافة، و غلظة. لابد أنهم قد جاءوا على عجل بعد أن سمعوني أنطق بأسماء الحكام الطغاة،. ...................و بعد أن سمعوا شكوتي المرسلة للجبار من خلف الحجب و جداتي يقفن شاهدات. و لكن لم تستسغ براءتهنّ سماع سيَر هولاء القساة الجبارين، فتوارين مسرعات دون أن يودّعنني. و فجأة سمعت طرقاً على الباب. ثم صوت ضجيج، و طرقعة أحذية ثقيلة . ها قد تزاحم جنود السلطان على بابي. ها قد تكأكأوا عليّ لينفردوا بي. أنا الضعيف و الوحيد بعد أن ذهبت جدتي الحانية و صديقاتها الحانيات.
|
Post: #9
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: باسط المكي
Date: 07-03-2016, 01:26 PM
Parent: #8
Quote: أنني أفتقدك بشدة ا جدتي و يا صديقاتها العزيزات! و أعلن حبي لكم و شوقي الطاغي بلا حدود بعد أن عبرتن الحدود.حدود الزمن و الحد الفاصل بين الحق و الاطل و بعد أن صرتن كائنات هلامية ناصعة المرأى كنصاعة قلوكن حين كنتن معنا. أبعد كل هذه السنوات يأتي صوت جدتي حياً و نابضاً؟ مخترقاً حجب السنين لكي يوقظني من ركام الذكريات و من مر الزمان و تدافع الأحداث و تناسلها ؟ حيث انكمشت السويعات القليلة أصلنا في عصرنا الحالي و التي تبقت لنا من يومنا الحياتي الذي لم يزد عبر القرون عن أربعة و عشرون ساعة . |
تداعياتك حبيبك ياعزيز كل سنة وانت طيب
|
Post: #10
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 02:19 PM
Parent: #9
شكرا لك يا أخ باسط المكي على المتابعة و التكرم بالتعليق و المؤازرة و رفع المعنويات. و أـسف لكثرة الأخطاء بسب التعجل و عدم المراجعة حيث أن هذه الخواطر جاءتني فجأة. أكرر لك شكري و تقديري يا محترم
|
Post: #11
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 03:05 PM
Parent: #10
حاشية: حين بدأت كتابة هذه القصة أو المقال في شكل قصة كان في نيتي أن أتحدث عن دور الجدة و الأدوار التي كانت تلعبها في التربية و في انتقال القيم و العادات و الأخلاق عبر الاجيال. و كنت و أنا أكتب و في بالي ذكرى كل جداتي اللاتي عرفتهن أو رأيتهن أو سمعت عنهن> و على وجه الخصوص الجدات الائي تركنَ بصمات في حياتي و في شخصيتي و في سلوكي و في رؤيتي للحياة و البشرية. و هنّ اللآئي ما زالت ذكراهن و كلماتهن تأخذ موقعاً متقدماً و طيباً في نفسي و قلبي و عقلي و وجداني و صحوي و منامي.و لا زالت كلماتهن ترن في صدىً أبدي في كياني و فd كل خطرة من خطرات الخيال و الفكر . و التالي لا زلت أدعو لهن و لكل جاراتهن و صديقاتهن في كل يوم تقريباً جزاءً لما أسدينه إليّ من معروف يتمثل في حسن تربيتهن لي و في تزويدي بكل القيم النبيلة و الأخلاق الحسنة التي أزهو بها في المجتمع( اللهم لا أزكي نفسي). أقول بدأت أكتب عنّهن(الجدات) و لكن من خلال كتابتي للمقال الذي لم يستغرق مني نصف الساعة في تدفق و انسياب أذهلني وجدت نفسي أبتعد قليلاً قليلاً من الشأن الخاص إلى العام، أو أن أربط الخاص بالعام .كيف؟ و هما لعمري لم يفترقا أصلاً. هذا ما ودِدتُ توضيحه حول هذا المقال أو القصة أو خواطر الصحو كما يمكن أن اصفها. مع صادق مودتي لكم جميعاً
|
Post: #12
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-03-2016, 09:40 PM
Parent: #11
في الحقيقة إن موضوع الجدات و الجدود و تأثيرهم على حdاة الأبناء الذين يعيشون بينهم أو تربطهم بهم علاقة يتأثر الأبناء بكل ما كان يقوله هؤلاء الكبار و يستشفون منهم منظومة السلوك و القيم الحميدة بشكل مباشر و غير مباشر.في الحقيقة إن كل ما يشاهده أو يعايشه الطفل في صغره ينطبع في مكان ما جريل جارسيا ماركيز قال إنه تأثر في كتاات روااته ببالقصص التي كانت تحكيها له جداته. حقيقة هذا ما يشغل تفكيري منذ شهور و هو الذاكرة و حفظها لذكريات النشأة و الطفولة و علاقات الصحبة الأولى عند الطفولة و ذكريات المدرسة القديمة كل تلك تخلق لدى الإنسان ذخيرة من الذكريات الحبيبة للنفس. داخل الذاكرة و الوجدان و بشكل عفوي لا دخل للإنسان فيه و تظل هذه الذكريات و التأثيرات كامنة في داخل العقل الباطن و في الشعور و تشكّل أ و تسيطر على تصرفات و سلوك و وجدان الشخص بعد أن يكبر دون قصد منه.
|
Post: #13
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-04-2016, 08:55 PM
Parent: #12
حاشية: هناك حقيقة جب أن لا ننساها.و هي أن التغيير الذي شاب حياتنا و جعلنا كأسر ننكمش في وحدات صغيرة و كما أنكمش دور العم و الخال انكمش دور الجدّات و الأجداد...و استولت الزوجة على كل هذه الأدوار. و طبعا لن ننسى أن نقول في أسى أن الجدات أنفسهن قد تغيرت صفاتهن و مواصفاتهن كما تغيرت أدوارهن (و أسماءهن) وصار (بعضهن) مصدر للمشاكل بعد أن تغيرت مواقفهن المحايدة كناصحات و مصلحات إلى مؤلبات و محرّضات و مناصرات للزوجات أو الأزواج عندما يقمن بدور أم الزوجة أو أم الزوج. و هكذا تتوارى شخصية كانت تقوم أدوار مهمة في الأسر و العوائل لتظهر أدوار جديدة هي بالقطع ليست في قداسة و كفاءة و جدوى أدوارها القديمة. فالتحية للجدات اللاتي يعششن في الذاكرة و اللائي توارَينَ مع زحف الحداثة و العرنة و العولمة و التمدين.
|
Post: #14
Title: Re: من أين أتى صوت جدتي و صديقاتها؟ إنني أفتقد
Author: محمد عبد الله الحسين
Date: 07-13-2016, 07:48 AM
Parent: #13
من الأشياء الغريبة و التي حار العقل في تفسيرها و فهمها كيفية الاحتفاظ بالذكريات و الاحداث الماضية؟ و كيف يتم انتقال القيم و كيف يتم الاحتفاظ بالذكريات الإيجابية و المفرحة رغم مرور السنون؟؟ و كذلك يثار التساؤل كيف يتم التاثير من خلال المعايشة و التأثير و الإلفة و كيفية تأثيرها في الشعور و السلوك؟ لماذا تظل ذكريات الطفولة حية باقية؟ لماذا يتأثر الإنسان بقيم و سلوك والديه عند نضجه حتى و لو لم يقتدي بهما في صغره أو في شبابه؟ كيف تحتفظ الذاكرة بأماكن التنشئة الأولى و ذكريات المعيشة في الطفولة و اماكن اللهو؟ و حتى و إن كان التنشئة في ظروف يغلب عليها الفقر و شظف العيش و المعاناة؟ و كيف يحتفظ الإنسان بولائه للاماكن و الأشخاص الذين قضاها فيها سنوات الطفولة المبكرة؟
|
|