حلفا .. ظلموها يوماً ، لكنها الآن ظالمة.

07:36 PM June, 28 2016

سودانيز اون لاين
Hani Arabi Mohamed-كوكب الأرض
مكتبتى
رابط مختصر

تعليق تردي الخدمات في وادي حلفا على شماعة مأساة إغراقها في ستينات القرن الماضي لا يبرر الحال الكارثي الذي تعيشه ما احتار في تسميتها بمدينة أو قرية ،،، خمسون عاماً مرت على النكبة النوبية كانت تكفي لبناء دولة دعك من مدينة.
فرق بين أن تكون حلفا قرية حالمة على ضفاف النيل وبين أن تكون منفذاً يربط دولتين.

مئات المسافرين يعبرون يومياً من السودان إلى مصر أو من مصر إلى السودان دون أن تقدم لهم وادي حلفا أي خدمةٍ لائقة سواءً في المسكن أو المأكل أو المعبر.

صحة البئية متردية للغاية وأسراب الحشرات تعشعش في المدينة ليلاً ونهاراً.

مطار الخرطوم – مثلاً – رغم كل ما كُتِبَ ويُكتب عنه يعتبر جنّة بالمقارنة بمعبر إشكيت الذي يحتاج مراجعةً عاجلةً وتأهيلاً وتوجيهاً لمدخولاته في تطويره بما ينفع المسافرين والمنطقة والخزينة العامة.

يضطر المسافرون للمبيت لليلة واحدة على الأقل في وادي حلفا في قدومهم ورواحهم. ويندر أن يجدوا مكاناً مجهزاً بالحد الأدنى مما يحفظ الكرامة الإنسانية.
مواقف البصات تغلب عليها العشوائية. والمساحات المخصصة لوصول ومغادرة البصات في السوق الشعبي غير مهيئة لخدمة المسافرين.

الاستغلال هو سمة كل شيء. عليك أن تدفع وتدفع وتدفع أضعاف ما ينبغي أن تدفع في أي مكان آخر في البلاد.
حريق الشهر الماضي كشف سوأة المدينة ، واضطر مسئولوها للاستعانة بخبراء عفواً بسيارة إطفاءٍ من وراء الحدود ! في مشهد أطاحَ بما تبقى من ورقة توت هيبة الدولة السودانية.

لا الجمارك تمتلك مخازنَ مؤهلة لاستيعاب أمتعة المسافرين ولا صالات مجهزة للتفتيش بطريقةٍ تحفظ كرامة المسافرين وتوفر لهم حقهم الأدنى في الراحة.
الأمر في حلفا يحتاج إلى وقفة. إلى مراجعة. إلى إعادة تقييم.
فما يحدث لا يمكن السكوت عنه.
حلفا بوضعها الحالي ليست مؤهلة أبداً لتكون مدينة معبر بين دولتين.