Post: #1
Title: انكفاء القدر علي ضفاف نهر الكوثر
Author: ابراهيم حسين
Date: 06-26-2016, 06:42 PM
05:42 PM June, 26 2016 سودانيز اون لاين ابراهيم حسين-جامعة الاحفاد للبنات-قسم نظم المعلومات الادارية مكتبتى رابط مختصر انكفاء القدر علي ضفاف نهر الكوثر رحلت بلااستئذان سعادة المقدم كوثر مبتسمة كمودع بين الجموع في افطار جماعي بالعمل . يؤلمني قلبي هذة اللحظة والتي تليها لاني أفتقدك في مكانك المميز بالبيت تنتبذين مكانا قصيا بعيدا عن الضوضاء والقيل والقال متفادية كل تصادم في البيت و بيئة العمل بقولك المعهود"مافي مشكلة"...فنضحك مستغربين .. الان فهمنا لماذا كانت تلك الاجابة ياصاحبة السريرة النقية..السطور ثكلي ثم كسلي لاتدري ماتخط.. الكل في دهشة من رحيلك السريع كسحابة مملؤة ينتظرها عطشي بقيعة..اننا نسمعك هنهنة القلب الصديع نغمة للحزن الكثيف.. ونطلعك علي حال الضلوع انكسار داخليا.. كيف لي اني لن التقيك .. أحمل حزني علي كفي أستجدي به علني ألمحك..كل شي بالبيت يذكرنا بك لانك ببساطة تمثلين كل الاركان.. جاء الكل يمشي علي حزنه بالواح دسر يمثل سرا للقول ..الكل شيعك والدموع منهمرة كما للجودي من استواء..لم نكن ندري أنك تبنين الي اخرتك ..قالها سائقك عيسي الذي يعرف عنك أكثر مننا " جنابو كوثر فرشت لي قدام شديد" فكان الملخص بهذة الكلمات البسيطة.. ياه انها الدنيا..عندما جاء اليوم ولاانت ولانحن ندري خرحت في كامل هيبتك وهندامك المعهود.. كنت مشرفة علي افطار ضيوف العمل وصليت واستمعت الي درس عن التقوي .. فانكفا القدر حينهاعلي الكرسي وكباية الشاي تحتفظ بسخونتها ..كان ذلك أقرب من لمح البصر. أحيانا أفرك عيني وكاني علي موعد مع حلم بعيد الصدي.. عندما لمحت عربتك اليوم التالي أمام البيت بعد رحيلك الي برزخ اللارجوع وكاني سأسمع خطواتك الواثقة الي عملك تحمل لك "غلا" البورية والمسبحة كبرنامج صباحي.. يوم الاثنين والصباح ناعس متنفس نفس يوم رحيلك قادم من وحي فجر بعيد .. خاطبتك "كل يوم مع البنيةغلا كدا؟"كنت تنظرين الي شي ما يشغلك علي يدك اليسري "كل يوم الطابور دا" ..ما حز في نفسي لم أري وجهك لانك علي عجل انضباطا في المواعيد والخلق..غادرت وكان ذلك الحديث الاخير..سنفتقد لمة الجمعة والمائدة التي تزينها يديك الطاهرتين طهيا مميزا ومسيرة طويلة سعيا وراء نكهة الحلال الذي سيزين جيدك عندما تلاقين الحساب .. دوما تخافين مما يحمل علي العنق عند مليك مقتدر اقتصاص للقرناء من الشاة البلحاء .. هكذا تتردين علي الدوام.. سيقفد "مستعصم" و"جافيدان" أغاني اللولبي عند النوم بصوتك الذي يشابه حفيف الاشجار وشوشة كم كنت معهم ومع الجميع رحيمة تشمليهم بانفاس الرافة وعطايف الرقة وسحائب العطاء. عندما تم نقلك من موقعك بالخدمات الاجتماعية كنت متنازعة الدواخل بين الذهاب الي موقع مريح ببحري وموقعك بالرئاسة وبه من الاعباء ماتنوء منه النفس.. أسررت لي أنك تفضلين البقاء..ساعتها لم أفهم هذا التناقض مع نظريات الادارة الا اللحظة.. حينها بكي بسطاء الموظفين لنقلك وشاءت يد القدر أن يصدر قرار بتعطيل النقل وكم كانت فرحتك وبسمتك كما النسيم ولاتدري أنه سيتم نقلك الي دار البقاء ..عندما جاء الجميع الي العزاء فهمنا كل شي.. كل ما فعلتيه جاء اليك تقبلا من لدن حكيم عليم..كنت ألحظ بعض الاسي علي عينيك من عدم ترقيتك هذة المرة .. حز ذلك في نفسك ونفسي وكنت أواسيك وأنت كعادة الخجل عندك تنظرين بطرف خفي مجاملة ..نحن في بلاد لاتدري ماهي المعايير وتقديرجهد الناس.. لاتبالي شقيقتي أتركيهم في الغي يعمهون والان قد تمت ترقيتك الي عقيد في عليين وما أعلاها من منصب لايطاله الامن أتي الله بقلب سليم. غادرتنا كوثر كما القمر الحزين الي غير رجعة وفصوص الفؤاد يرتادها ألم طرير والكل يؤمن علي حسن خاتمتها صياما وصلاة في يوم من أبرك الايام بنكهة رمضان سيد الشهور فخفف عنا غصة الحلق المرير وعدل من طعنة الحزن العميق وأسدل ستارا من وتين الصبر الانيق علي ضلوع تسمع هنهتها عند الليل البهيم ..تلافيف ذكراك ولفافات بسمتك كما الطفل الرضيع سنحفظهما كما التميمة زادا لاشجان الحكايا كل ماتدلي الدمع السخين..وصورة الافطار الاخير سنورثها كل الاجيال اقتفاء لاثرك العطر قدوة وكتابا يعلن شارات الصلاح الغض.
|
|