السودان: ملحق الخريطة بين المعارضة و(تداء السودان)، غلب الرتاق...؟

08:58 PM June, 22 2016

سودانيز اون لاين
حمد إبراهيم محمد-جدة- المملكة العربية السعودية
مكتبتى
رابط مختصر

أعلنت قوى "نداء السودان" أن ملحق خارطة الطريق الذي تقدمت به للوساطة الأفريقية اشترط عقد اجتماع تحضيري للحوار الوطني واتاحة الحريات العامة.
بينما تبرأ أعضاء في التحالف المعارض (7+7)، من نتائج اجتماعات أديس أبابا التي تمخض عنها الملحق.
وأقر رئيس حزب المؤتمر السوداني عمر الدقير، بوجود خلافات داخل "نداء السودان".
وقال إن تحالف قوى الإجماع الوطني منقسم على نفسه حيال "نداء السودان".
وحسب "الصيحة" اتهم الدقير خلال مؤتمر صحافي أمس الثلاثاء، بمقر حزب الأمة القومي مجموعات داخل هيئة قوى الإجماع المعارض بالوقوف ضد الخطوات
التي يقوم بها "نداء السودان" وأنها تتعنت وتماطل بشأن مطالب التغيير.
وقال أن إصرار قوى الإجماع على موقفها لن يثنيهم عن المضي للأمام في تنفيذ مطالبهم، معتبراً انتقاد رئيس حزب الأمة
الصادق المهدي لقوى "نداء السودان" بالأمر الطبيعي واعتبرها "ظاهرة صحية".
وأوضح الدقير أن المعارضة وبعد نقاش مستفيض مع المبعوث الأميركي الى السودان وجنوب السودان، دونالد بوث في أديس أبابا
"قررت التعاطي بايجابية مع خارطة الطريق واقترحت ملحقاً يكون جزءا أساسيا منها".

وكشف الدقير، أن الملامح الأساسية للملحق المقترح هي أن يبدأ الحوار بإجتماع تمهيدي أو تحضيري في الخارج، تكون أ
جندته مناقشة المسائل الإجرائية للحوار المتمثلة في رئاسة الحوار وأجله وإلغاء القوانين المقيدة للحريات أو تجميدها، بجانب
إخلاء السجون والمعتقلات من المعتقلين والمحكومين سياسياً، وإتاحة الحريات السياسية والصحفية، إلى جانب توافق الجميع على أن مخرجات
الحوار يجب تنفيذها بإرادة جماعية عبر حكومة إنتقالية.
وأضاف "إن لم تتحقق تلك الإشتراطات التي تضمنها الملحق المقترح فلن يكون هناك حوار".
وزاد "نريد حوارا حقيقيا متكافئا تمثل فيه كل الأطراف وليس حوارا (يُردف) فيه الآخرين".
وتوقع عمر الدقير، رفض الحزب الحاكم للملحق، مهدداً بتصعيد المقاومة السلمية حتى يجبر النظام على قبول الملحق.

من جانبها قالت نائب رئيس حزب الأمة القومي مريم الصادق المهدي، في المؤتمر الصحفي إن المعارضة تنتظر رداً رسمياً من الوساطة الأفريقية وأبدت أملها في أن تتفهم الوساطة اشتراطات المعارضة للحوار التي ضمنتها الملحق لتوافق عليه، وقللت من احتمال رفض الحكومة للملحق وعدم التوقيع عليه.
وذكرت مريم إن قوى "نداء السودان" خلال لقائها بأديس أبابا ناقشت الوضع التنظيمي للتحالف وقررت أن يكون هناك لقاء جامع لكل أطراف "نداء السودان"، كاشفة عن تشكيل لجنة خماسية للعمل على ترتيب اللقاء خلال شهر.وأضافت أن التحالف توافق على تسمية جسم تنفيذي له بالخارج ممثلاُ من جميع مكونات "نداء السودان"، بينما تم إرجاء تسمية الجسم التنفيذي الداخلي لما بعد اللقاء الجامع للتحالف.

إلى ذلك بدت الخلافات بين قوى "نداء السودان" أكثر وضوحا إثر بيان من تحالف قوى الإجماع الوطني تبرأ من مخرجات اجتماعات أديس أبابا.
وقال بيان لقوى الإجماع الوطني، أمس الثلاثاء، إن الاجتماع بين بعض أطراف المعارضة والمبعوث الأمريكي، والاجتماع الثاني المنسوب لنداء السودان،
"لم يتم تسميتها بدقة لأن الأطراف التي شاركت فيهما تمثل أحزابها وليس نداء السودان".
وتابع "تحالف قوى الإجماع الوطني طرف أساسي في نداء السودان ولم يحضر الاجتماعين وليس طرفا في القرارات التي صدرت،
علماً بأن الاجتماعات والقرارات تتم في نداء السودان بالاجماع كما هو متفق عليه".
واشار إلى أن مشاركة حزب المؤتمر السوداني منفردا في هذه الاجتماعات يمثل نفسه.
وقال البيان إن قوى الاجماع الوطني ستناقش الأمر برمته في اجتماع موسع.

لكن حزب المؤتمر السوداني قال في بيان لاحق إن رئيس الحزب عضو في لجنة "نداء السودان" بتحالف قوى الإجماع الوطني
الخاصة بالتنسيق مع قوى "نداء السودان"، لكنه لم يحضر أي اجتماع لهذه اللجنة، ولم يعرض عليه البيان
ولم يعلم بأمره إلا من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال المتحدث باسم الحزب محمد حسن عربي في البيان "هذا يحملنا على إعتقاد أن الجهة التي أصدرت البيان اختطفت لسان اللجنة
ومن ثم فإن هذا الموقف لا يعبر إلا عن قلة من التيارات التي آثرت على نفسها بذل الغالي والنفيس من أجل الحيلولة دون المعارضة
السودانية والتوحد تحت مظلة واحدة كمدخل رئيسي لحل مشكلات البلاد ولمقاومة النظام".

وفي السياق، استعرت حرب البيانات بين مكونات تحالف قوى الإجماع الوطني، أصدر التحالف بياناً تبرأ فيه من مخرجات اجتماعات أديس أبابا لقوى نداء السودان.
في ذات الأثناء التي تبرأ فيه المؤتمر السوداني- أبرز أحزاب التحالف- من البيان، متهمًا جهة داخل التحالف باختطاف لسان التحالف، واعتبر الحزب أن البيان الصادر
لا يعبر إلا عن قلة من تيارات داخل التحالف ترفض وحدة المعارضة كمدخل لحل مشكلات البلاد.
وكان التحالف قد قال في بيان له أمس، إنه ليس طرفاً في القرارات التي صدرت من اجتماعات أديس،
علماً أن الاجتماعات والقرارات، تتم في نداء السودان بالإجماع كما هو متفق عليه وفقًا للبيان.

وكما ذكرنا سابقا عن محتوى الملحق، فقد كرر (نداء السودان) أبرز ملامح الملحق الذي طالبت بإضافته للخريطة، حددته بعقد اجتماع أولي
بغض النظر عن التسميات بمشاركة الجميع لمناقشة أجندة الحوار ورئاسته ومدته والتوافق على تنفيذ مخرجات الحوار عبر حكومة انتقالية.
وقال رئيس المؤتمر السوداني عمر يوسف الدقير، في مؤتمر صحفي بالخرطوم، إن قوى النداء اشترطت أن تكون مشاركتهم
في الحوار بناءً على مخرجات الاجتماع الأولي،
وأرجع الدقير غياب تحالف المعارضة عن اجتماع أديس أبابا، إلى خلافات بشأن موقف بعض الأطراف داخله من تحالف (نداء السودان)،
ولم يستبعد في هذا السياق، أن يفضي الخلاف لانشقاق التحالف.
وقد أمهلت قوى النداء التحالف مدة شهر لحسم موقفه - بحسب الدقير.

من جانبه، اتهم الوفد الحكومي للمنطقتين قوى (نداء السودان), بالمماطلة والالتفاف حول خريطة الطريق، فقد وصفت آلية (7+7)،
مقترح الآلية، بالتسويف للقضية وبإضاعة الزمن.

تزامن ذلك مع رفض الحزب الحاكم لأية إضافة على خريطة الطريق، وطالب المعارضة والحركات المسلحة، بالتوقيع عليها كما هي،
مؤكدًا أن الحكومة وقعت على الخريطة على الرغم من عدم رضائها عنها.
وقال الحزب على لسان الناطق الرسمي باسم القطاع السياسي ووزير الدولة بالإعلام ياسر يوسف: (نحن قبلناها كما هي وما رضيانين).
وجزم يوسف، في تصريحات عقب اجتماع القطاع السياسي للحزب الحاكم أمس، أن الخريطة لا تعبر عن كل ما يريده الحزب،
وقال: (الوساطة عرضت علينا الخريطة إما أن نقبلها كلها أو نرفضها كلها ونحن قبلناها كلها)،
وأكد ما تم التوقيع عليه يؤسس نظرياً وعملياً لاتفاق سلام شامل، وقطع أن أي تكتيكات صغيرة لكسب الوقت، لن تكون مفيدة للشعب
ولا لمصلحة السودان، وطالب قوى المعارضة التوقيع عليها كما هي.
وقال يوسف إن الحركات المسلحة، خذلت الشعب السوداني بتلكؤها وترددها في التوقيع على الخريطة،
وأضاف: (لا نزال نكرر الدعوة بالتوقيع على خريطة الطريق والاستجابة لرغبة الشعب ونصائح المجتمع الدولي للانخراط في عملية السلام).

وقال عضو آلية (7+7) بشارة جمعة أرور لـ(إس إم سي)، إن خارطة الطريق مكتملة ولا تحتاج لأية إضافات، إلا أن المقترح يعتبر نوعاً من إضاعة الزمن
وتسويفاً للقضية والتماطل عليها، مشيراً إلى أن مقترحات المعارضة وردت في الخريطة في البندين الثاني والثالث، مشيراً إلى أنهم ليس لديهم مانع
لمناقشة هذا الملحق عقب التوقيع على خريطة الطريق والدخول في الحوار.

وفي السياق، قال عضو وفد التفاوض بالنيل الأزرق عبد الرحمن أبو مدين، إن المعارضة والحركات المسلحة تسعى من أجل إيجاد مبررات
وتبييض ماء وجهها عقب الضغوط التي فرضت عليهم من قبل المجتمع الدولي، مشيراً إلى أن الممانعين يبحثون عن مخرج للهروب
من التوقيع على الخريطة، لذلك قاموا بوضع هذه المحاولات البائسة.
مبيناً أن إعلان الرئيس البشير لوقف إطلاق النار, وجد قبولاً على مستوى العالم، خاصة وأنه مرتبط بما وقعته الحكومة على خريطة الطريق.

فيما قال عضو الوفد المفاوض بجنوب كردفان د.حسين كرشوم، إن ملحق نداء السودان لا جديد فيه، وتبنته المعارضة منذ زمن بعيد. مؤكداً أن خريطة الطريق اشتملت على هذه المطالبات.
وزاد: (يمكن وصفها بأنها رفع سقوفات التفاوض للمحاولة للعودة لخريطة الطريق بصورة غير مباشرة)، مشيراً إلى أن هذا الملحق ليس بالموقف الثابت للممانعين.

***