وراء كل امرأة ناجحة رجل: مجرد رأي

06:30 AM June, 20 2016

سودانيز اون لاين
محمد عبد الله الحسين-
مكتبتى
رابط مختصر

وراء كل امرأة ناجحة رجل: مجرد رأي
هل حقيقة يقف الرجل اراء نجاح المراة؟ أم يقف امام نجاحاتها؟
بعبارة اخرى هل مفتاح نجاح المرأة عند الرجل؟

دائما عندما يتاح للمرأة الفرصة لكي تنجح تدعي بانها هي ‏لوحدها صاحبة النجاح. ‏
و عندما تتاح لها الفرصة للتعلّم و التدرج في مراحل التعليم ‏المختلفة تدعي بانها هي لوحدها صاحبة النجاح. ‏
‏ و كذلك عندما تتاح لها الحرية للمارسة حريتها و إظهار ‏إبداعاتها و مواهبها و مقدراتها الشخصية عادة (كعادة المرأة)
فغنها لا ‏تذكر ابداً من شجعها و من وقف وراءها و اخذ بيدها...و ‏كالعادة ... تنسى الفضل.‏

حقيقة سقت هذه المقدمة بعد ان انتهيت من قراءة عجلى لمقال للكاتبة المصرية ‏رابعة الختّام و هو مقال عادي و لكنه يثير كثير من التساؤلات و يخلق العديد من ‏وجهات النظر المؤيدة و المخالفة. فإلى المقال اولاً ثم لاكمل سرد الاتهامات:‏
‏( كما أن وراء كل رجل عظيم امرأة تدفعه إلى التقدم للأمام، فإن وراء كل امرأة ‏ناجحة رجلا يصنع هذا النجاح ويعمل على استمراريته ولولاه ما تحقق منه شيء ‏وليس بالضرورة أن يكون هذا الرجل هو الزوج فقط، فقد يكون الأخ أو الأب أو ‏حتى الابن الذي تجرد من أنانية مقيتة وتخلى عن البعض من مطالبه داعما أمه ‏لتعمل وتنجح وتحقق ذاتها‎.‎
لفترة من الفترات ظل يطارد المجلس القومي للمرأة في مصر مقولة سخيفة مفادها ‏أن عضاءه هن فقط من الأرامل والمطلقات وأن المرأة المتزوجة ليس لها أن تعمل ‏وتنتج وتمارس حياتها المهنية والعملية إلى جانب نجاح حياتها الأسرية، ويزداد ‏الأمر تعقيدا إذا رزقت هذه الزوجة بأطفال، فقد حكم على نجاحها بالإعدام، حكما ‏نهائيا لا رجعة فيه، حتى أن الدراما والأعمال السينمائية ترسخ هذه العقيدة وتدعم ‏هذا الفكر إلى حد بعيد‎.‎
وخير مثال على هذا، صورة المرأة العاملة التي تتفكك أسرتها أو يلجأ أبناؤها إلى ‏إدمان المخدرات نتيجة غياب الأم عن المنزل لفترات طويلة أو هروب زوجها ‏لأحضان امرأة أخرى في الغالب تكون الخادمة المتفرغة لرعايته و”دلعه” بمفهوم ‏المرأة الجسد الذي تسوقه السينما، أو من هي أقل منها جمالا وعلما ليشبع رغبته ‏في الانتقام من صورة المرأة الناجحة‎.‎
وكان فيلم “أريد خلعا” لحلا شيحة وأشرف عبدالباقي أبرز دليل على هذا في حواره ‏مع زوجته حين قالت له “أنا امرأة ناجحة”، فأجابها “نجاحك ملوش قيمة وبيتك ‏بايظ”، وما دار بين بطلي فيلم (تيمور وشفيقة) لأحمد السقا ومنى زكي حين كانت ‏أصغر وزيرة في الحكومة ومثار إعجاب رئيس الوزراء الذي تمنى أن تكون ابنته ‏التي هي في مثل عمرها تشبهها في العقل والفكر، فقد خيرها حبيبها وهو ضابط ‏بطاقم الحرس المكلف بحمايتها بينه وبين عملها، وهي تدافع عن حقها بدموع ‏الأنثى فقط دون منطق يسوقه مؤلف العمل على لسانها،
فقد أراد المؤلف تسويق فكرة ملخصها أن “عمل المرأة ينال من بيتها ويفسد حياتها ‏العائلية وعليها وحدها الخيار بين بيتها وعملها‎”.‎
كانت تبهرني مقولة للفنان التشكيلي الرائع الراحل منير كنعان لزوجته سناء البيسي ‏‏“أستمتع بقراءة مقال تكتبه سناء أكثر من متعتي بطبق أرز تعده سناء، فالطعام ‏من الممكن أن تعده الخادمة أو المطعم ولكن مقال بقلم سناء لا يمكن أن يكتبه ‏غيرها”. ظللت لأعوام أردد في نفسي مقولة زوج أدرك القيمة الحقيقية لحياته ‏الزوجية وأن للمرأة دورا أكبر وأهم وأعمق من المطبخ والغسيل والتنظيف، على ‏أهميتها، ولكن قد تكون المرأة مبدعة أو صاحبة موهبة لا تحتاج إلى الدعم ‏والتشجيع‎.‎
جلست لحضور مؤتمر تخطت جلساته الساعة الحادية عشرة مساء وتململت ‏الكثيرات في جلساتهن ومنهن من بادرت بالاعتذار والانصراف إلا واحدة ظلت هادئة ‏تتابع بشغف وتدون ملاحظاتها وتسجل تعليقات الحضور فاستفزتها صحافية في ‏نهاية الأربعينات، بادرتها “من المؤكد أنك غير متزوجة” ولكنها ردت بهدوء “لديّ ‏طفلة عمرها لم يتجاوز عشرة أشهر‎”‎، وهنا عادت الأربعينية المتململة “أكيد والدتك ‏ترعاها، هل أنت مطلقة تتولى الإنفاق على الصغيرة”، فقالت ضاحكة “لا أنا زوجة ‏لمهندس شاب يعرف أن عليه دورا في تربية ابنتنا ورعايتها كما علي تماما وأن ‏الحياة مشاركة‎”.‎
أقول هذا بلسان منصف، فزوجي يدفعني إلى إتمام روايتي منذ فترة طويلة، تارة ‏بالترغيب وتارة بالدعم النفسي وتارة بالخصام لتأخري، إلى جانب كتابي الذي تأخر ‏بسبب العديد من المسؤوليات، وبذات الإنصاف أقول لولا هذا الرجل ما كتبت كلمة ‏واحدة فهو يدرك تماما أن الحياة الزوجية عمادها الحب وسعي كل طرف إلى إنجاح ‏الآخر وتفهم دوره جيدا، وليست عقد تملك أو إذعان. فحين يدرك الرجل هذا المعنى ‏يصير الزواج حبا ولا يقتل الحب الزواج).‏
انتهى المقال
رابعة الختّام –كاتبة من مصر

د دائما عندما يتاح للمرأة الفرصة لكي تنجح تدعي بانها هي ‏لوحدها صاحبة النجاح. ‏
و عندما تتاح لها الفرصة للتعلّم و التدرج في مراحل التعليم ‏المختلفة تدعي بانها هي لوحدها صاحبة النجاح. ‏
‏ و كذلك عندما تتاح لها الحرية للمارسة حريتها و إظهار ‏إبداعاتها و مواهبها و مقدراتها الشخصية عادة (كعادة المرأة) لا ‏تذكر ابداً من شجعها و من وقف وراءها و اخذ بيدها...و ‏كالعادة ... تنسى الفضل.‏


اسمحوا لي بان اواصل سرد لائحة الاتهامات:‏
خير مثال لذلك حينما تجتمع مجموعة من النساء في حلقة نقاش ‏تلفزيزنية فيتحدثن عن أدوار المراة و إنجازاتها في المجالات ‏المختلفة و كانهن هنّ لوحدهن من انتزعن النجاح بايديهن و ‏كأنهن هن لوحدهن من فتحن ثغرة في جدار القيم التي كانت ‏تمنعهن من الخروج و ممارسة إبداعاتهن.‏
بعبارة اخرى هن ينسين او يتناسين او يتجاهلن أن هناك أب أو ‏أخ أو زوج أو قريب (هو الآن يقف في الظل) كان هو وراء هذا ‏النجاح.‏

هذه بعض اتهامات يسوقها الرجال في كثير من المناسبات عن ‏المراة. ‏
هل يا ترى هذه الإتهامات صحيحة؟ ‏
و إلى اي مدى تعترف النساء بأدوار أشخاص( من الذكور) كانوا ‏سبباً لبروزهن و تالقهن العلمي او الإعلامي او الأدبي؟
أظن هذه الاسئلة تكفي لكي تفتح الشهية يبدا النقاش او يبدأ ‏الدفاع او الهجوم و كله يفيد و لا يضر و يفتح مساحات من ‏الود و فضاءات من التامل و التفكير.‏
‏ فالمرأة و الرجال نصفي كرة، لا يستغني احدهما عن الآخر برغم ‏الخصومات العابرة و التشاكس المعتاد و حالات العناد الطارئة و ‏محاولات إثبات الذات من هنا و هناك.‏
و التي عادة ما تفشل بسبب ميل كل منهما للآخر و عدم ‏استعناء أيّ من رفيقه/ رفيقته.‏
‏ و في النهاية تتبخر كل إدعاءات التميّز الجندري أو الجنوسي ‏و دعاوى إحتكار السلطة لدى اي من الطرفين و الإتهامات ‏التحكم و السيطرة لكل منهما تجاه الآخر.‏
شكراً لآدم و عظيمة يا حواء أو العكس ..لا تفرق.‏

لكن لماذا دائماً الاتهامات توجه للرجل بانه يحب السيطرة و ‏مصادرة راي المراة؟
و لماذا تتهم المرأة بالنكران و الجحود؟
هل هي حقيقة ام هي اتهامات يسوقها كل طرف للىخر لتسجيل ‏نقاط ضد الطرف الآخر؟
و يظل السؤال مطروحاً باكثر من وجه ما هي نقطة الضعف لدى ‏كل من المراة و الرجال؟
و هل يحاول كل طرف استخدامها لإثبات وجوده؟
ام ان هذه ‏مبالغة و تضخيم من جانب كل طرف؟
و هكذا يظل التنافس موجود و السجال مستمر و تظل ‏االاتهامات تثار من هذا الجانب او من الجانب الآخر
طالما ظل ‏حواء وآدم على وجه الارض صديقين حبيبين و عدوين صديقين ‏و خصمين لدودين و احباء و زملاء و رفقاء و انداء.‏